روايات

رواية اهابه الفصل الثالث عشر 13 بقلم ايمي عمر

رواية اهابه الفصل الثالث عشر 13 بقلم ايمي عمر

 

البارت الثالث عشر

 

 

تسللت خيوط الشمس الذهبية لتعلن عن بدأ يوم جديد.. يوم يحمل في طياته الكثير والكثير من الاحداث.. لا يعرف ما مر به من الوقت وهو يتمعن بملامح وجهها الملائكي وهي تغط في نوم عميق.. تنهد وهو يلف خصلات شعرها الذهبي علي أنامل يده برفق وأخذ يبعث به.. قائلا بخلده كم أعشقك صغيرتي..كانت تشعر به وتمثل النوم تتحدث مع نفسها وتأنبها كثيرً فذلك الاهتمام وتلك الحنية النابعة منه.. حديثه المفعم بكلمات العشق..رجولته.. حمايته لها..خوفه عليها ..كانت تسترجع كل المواقف التي مرت بينهما لينتهي بها الحال وهي تقول بخلدها “أحبك ليثي” ولكنها تخجل من الأعتراف بذلك
-مش عارف ليه حاسس أنك صاحية..قالها ليث بمكر وهو يتابع حركات جفنيها الغير منتظمة..
فتحت عينيها بابتسامة مشرقة وهي تقول بخجل:
-علي فكرة أنا صحيت من صوتك دلوقتي..
رد بمشاكسة :
-والله!!! ماشي هعديها بمزاجي بس يلا قومي علشان عندنا شغل وممكن سيادة اللواء نلاقي فوق رأسنا دلوقتي..
صمت قليلا ثم أسترسل بجدية:
-ديمة خليكِ عارفة أني مش موافق أنك تنضمي لينا في المهمة دي بس مش عايز أضغط عليكِ علشان أنتِ متمسكة بيها و عايزة تثبتي نفسك.. بس أنا لو حسيت أن في خطر علي حياتك ساعتها لو إيه اللي حصل مش هتخرجي من الأوضة دي حتي لو حبستك..مفهوم
أماءت له وأعتدلت في جلستها وطبعت قبلة سريعة بجانب ثغره وركضت الي المرحاض قبل أن يستوعب ما فعلته وهي تقول :
-مفهوم جدا..
أبتلع ريقه وتأججت نيران عشقه وهو يقول:
-دي باينها أبتدت تندع أهي.. يا مقرب البعيد ياااااارب..بعد مدة من الوقت
كان ينتظرها ان تنتهي من ارتداء ثيابها فقد استغرقت وقت كبير ليقول بزهق:
-يا بنتي كل ده بتلبسي!!!حرام عليكِ.. أخلصي يا ديمة
ردت وهي تخرج من غرفة الملابس :
-خلاص خلصت أهو .. أسفة .. أسفة يا سيادة الرائد..
لوي شفتيه بإستنكار وهو ينظر الي ثيابها ويضع يده في خصره ثم أشارا لها وهو يقول بنبرة مخيفة :
-لفي وأرجعي تاني وخمس دقايق وألقيكِ غيرتي الزفت اللي إنتِ لبساه ده
قالت بخفوت:
-يا مامي ..هو ماله أتحول كدا ليه ..ثم أسترسلت بخوف:
-حا..حاضر ..بس متعصبش نفسك انت ..قالت جملتها وخطت الي غرفة الملابس من جديد..
بعد مدة من الوقت ومن تكررها لارتداء الثياب التي لم تعجبه تنهدة بتعب عندما أقتنع أخيرا بشيء لتقول هي :
-الحمد لله .. أخيرا اقتنعت .. ممكن بقي ننزل ؟!
رد بغيظ:
-ما إنتِ اللي لبسك كله زفت يا ديمة .. بقولك إيه ابقي فكرني لما نرجع أولع فيه..
قالت بتوجس:
-هتولع في لبسي!!!! لا خلاص هلبسه في القصر بس..
رد بمكر:
-قصدك في الأوضة يا روحي .. ما هو أصلا لا يصلح إلا لأوضة النوم..
رمقته بغيظ في حين لف هو ذراعه علي كتفيها وحثها علي الخروج ليقابلوا مهاب في الردهة وهو يدندن بإنسجام تام قائلا :
-وقابلتك انت لقيتك .. بتغير كل حياتي .. معرفش ازاي انا حبيتك .. معرفش أزاي يا حياتي..
أستطرد ليث بتعجب:
-هو الواد ده حالته بقت صعبة ولا انا بيتهيألي ..
كتمت ديمة ضحكتها ثم استطردت:
-إيه يا أبيه مهاب .. شكلك مبسوط النهاردة كدا ليه!!!
رد مهاب بمزاح وتناغم:
-أه والله يا دمدومة .. مبسوط جدا جدا جدا..
استشاط ليث غضبً وأمسك ثيابه كمن يمسك حرامى وهو يقول مشاورا علي أذنه:
-د إيه يا ظريف .. عيد كدا تاني..
مهاب متصنع الخوف:
-إيه يا بني .. دي أختي وبدلعها فيها إيه يعني..
=لا يا حبيبي أختي وأختك وأتفرقوا الأخوات .. مفيش الكلام ده بعد كدا..مفهوووووم
-مفهوم يا كبير انا اقدر أقول غير كدا في الموقف اللي انا فيه ده
تعالت ضحكات ديمة في حين تركه ليث وطوق ديمة بذراعه وحثها علي المشي
قال مهاب بغيظ:
-آه يا إبن المجنونة..
استدارا ليث وقال بتهديد مازح:
-هنزل أقول لأبوك أنك بتقول علي أمك مجنونة .. قال جملته وهبط علي الدرج المؤدي الي أسفل ..
في حين ركض وراءه مهاب بطريقة كوميدية وهو يقول بتوجس:
-لا لا يخربتك اوعي تقوله .. كله الإ زعل البوب الكبير .. يااااا ليث..
استقر بهم الحال وهما يقفون أمام مصعب وماسة ليقول ليث بخبث:
-هاه تحب تقول ولا أقول انا؟؟
قالت ماسة بتساؤل:
-يقول إيه!!!في إيه يا ولاد؟؟ مالكم..
ديمة بتكتم ضحكتها ومهاب ملامحه متوجسة وينظر لليث بتحذير
ليتجاهل ليث تحذيره ويقول:
-أصل بيقول عليكِ م….
لحقه مهاب مسترسلة:
-ماسة قلبي أقسم بالله.. يا نبع الحنان ..
لم يعد ليث أن يستطيع التحكم في ضحكته وتبعاته ديمة إيضا وتعالت الضحكات مع نظرات مهاب الحانقة
قال مصعب بجديته المعهودة :
-أقعدوا أفطروا قبل ما تمشوا .. جلسوا الجميع لتناول وجبة الأفطار..
في حين هبط الدرج ياسين وبجواره سلمي.. تقدما ليجلسان بعد القوا التحية :
-صباح الخير.. رد الجميع تحيتهما.. ليسترسل ياسين بآدب:
-آسفين علي التأخير..
قالت ماسة بغيظ:
-ولا يهمك يا حبيبي .. بس ممكن أعرف ليه كنت نايم في الهول أمبارح وسايب أوضتك وأنت لسه عريس جديد .. في مشكلة ولا إيه؟!.. أنهت جملتها وهي تنظر لسلمي وكأنها تريد الأستفسار..
خجلت سلمي وشعرت بالإحراج من الأتهام الواضح من نظرات ماسة لها..
في حين رد ياسين بتبرير:
-أصل كان في فليم تحفة علي الTv وكنا قاعدين أنا وسلمي بنتفرج ونمت وانتِ عارفني بقي لما بنام..
أسترسلت سلمي باقي الكذبة:
-وأنا فضلت أصحي فيه يا طنط ومرضيش يصحي.. ثم أبتسمت بتوتر مسترسلة:
-مكنتش أعرف ان نومه تقيل كدا ..فأضطرت أغطيه وأسيبه ينام في الهول..أنهت جملتها ونظرت لياسين وكأنها تقول :
-إيه الكذبة الهبلة دي..
ماسة بعدم تصديق:
-ماشي يا حبيبتي.. بس أبقوا أتفرجوا في أوضتكم مهو مش من قلة الTv..
لحق الموضوع وغير مساره مصعب وهو يقول :
-خد مفاتيح عربيتك يا ياسين هي أتصلحت وبقت تمام.. ووصل مراتك للجامعة ..ثم نظر له بمعني ذات مغزي..
فرح ياسين وأماء له بشكر:
-حاضر يا بابا .. متشكر أوي
ثم شرعوا في تناولهم للفطور ليري كلا منهم أعماله المنتظرة
_____________$
“في ڤيلا معتز الصياد”
كانت تهبط من علي الدرج بثياب المنزل وتاركة لشعرها العنان لتدلي خصلاتها السوداء كالليل الحالك لبعد خصرها لتصبح جميلة جدا .. في حين فتحت الخادمة باب الڤيلا علي حين غرة لتجد فهد الذي تسمر مكانه عندما شاهد شذا بملابس المنزل ليقول بصوت مسموع:
-الله ما صلي علي النبي..هو في كدا..
اتسعت أعين شذا وهي تنظر له تارا وتنظر لثوابها تارا اخر ثم استدارت سريعا وصعدت من جديد تاركة لقدميها العنان بوجهها المحتقن وهي تقول بخلدها من أين ظهر هذا يااااالله..
في حين كان يهبط آدم من الدرج لتصدم به شذا وتقول:
-أسفة.. أسفة يآدم .. ثم صعدت من جديد..
وقف آدم وقال متعجبا :
-هي مالها دي واخدة في وشها وطالعة كدا.. ثم اكمل النزول ليتفأجي بوجود فهد الذي مازال يقف مبهورا مكانه وصورتها مازالت ترتسم أمامه..
فاق من شردوه علي طرقعت أصابع آدم الذي يقول :
-أنت يا بني مالك في إيه ..سرحان في إيه؟! وإيه اللي جابك عندنا
تنحنح و رد بغيظ:
-إيه يا بني قلة الذوق دي في حد يقول لأبن خالته وصديقه إيه اللي جابك عندنا!!
رد الاخر بشك:
-مش قلة ذوق بس مستغرب خصوصا انك مش بتجي كتير.. ثم أسترسل
-هو انت وشذا اتقابلتوا دلوقتي؟!!
في حين هبط معتز وهو مطوق رهف ليقول وهو يري فهد:
-فهد رائد الدالي عندنا يا مرحبا يا مرحبا..
قال فهد بإحراج مازح:
-هو انا اخر مرة جئت هنا كان امتي يا آدم..
رد آدم :
يااااااه من زمان اوي اوي ..
قال فهد بخفوت:
-كنت حمار والله .. ثم أسترسل بجنون :
-بقولك ايه يا أنكل أنا عايز اتجوز شذا بنتك..
تعجب الجميع ونظروا لبعضهم البعض وفرحت رهف كثيرا
ليسترسل فهد بنفس الجنون :
-بص يا أنكل أنا عايز أرجع من المهمة ألقي كله حاجة جاهزة .. يعني أجي البس البدلة وأتجوز علي طول..
وضع آدم كفه علي رأس فهد وهو يقول:
-انت كويس يا فهد ولا حرارتك عالية .. مالك يا حبيبي
رد فهد بخفوت:
-أخرس يا زفت .. وأفتكر اني يما وقفت معك ضد قُصي لما كان بيرخم عليك..ثم أسترسل بصوت مسموع :
-ها يا أنكل قولت إيه..
هبطت شذا بغيظ بعد أن ارتدت ثيابها وحجابها وقد استمعت الي الحديث بتواري لتشعر بغضب من ذلك المتعجرف الذي يتخيل نفسه مركز الكون فغروره يكاد يقتلها غيظً لتقول قاصدة غضبه:
-ده علي أساس انك جاي تخطب رجل كرسي مثلا ..هو سلق بيض ولا إيه؟!
تجاهل حديثها وأكمل:
-مردتش عليا يا أنكل..
فتحت ثغرها مدهوشة من تجاهله لحديثها وكأنها ليس لها رأي لتقول وهي تصتك علي أسنانها:
-بابا انا مش موافقة .. ثم تركت المكان وأختفت تحت نظرات معتز ورهف وآدم
أستطرد فهد بثقة:
– ممكن بعد إذنك أتكلم معاها يا أنكل.. أماء له معتز ليخرج وراءها الي حديقة القصر ويجدها تقوم بتنظيف حوض الورد الخاص بها والذي عبارة عن مجموعة من الورد بألوانها الزاهية الجميلة وكانت تتحدث بغضب وغيظ :
-ال جاي وعايز يخطب ويتجوز كدا علي طول .. لعبة أنا وكمان بيتجاهل كلامي ..ماشي يبقي يشوف مين هيوافق عليه الغرور ده..
كان يقف خلفها ويبتسم علي غضبها الذي يروق له كثيرا فهي عندما تغضب تصبح جميلة بوجنتيها الحمراء ..ولكنه أقترب منها بلهفة عندما وجدها جرحت يدها بأشواك الورد وأمسك يدها والتقط أناملها بفمه يمتص دماءها وكأنه يزيل بتلك الحركة ألآلآمها ناظرا الي داخل عينيها المتسعة من فعلته ليقول بمكر:
-لِسَّه بتوجعك ؟؟
أبتلعت ريقها وأبتعدت عنه وهي تقول بتوتر:
-لا .. ولو سمحت متقربش مني كدا تاني..
رد بهدوء وثقة:
=ولا حتي بعد ما نتجوز؟!!
أستطردت بحنق:
-انت لِسَّه بتقول نتجوز يا بني انت مجنون ..
أردف وكأنه لم يسمع جملتها:
=اللون الأسود كان عليكِ يجنن ..كتري منه في هدومك لأَنِّي بحبه أوي خصوصا بعد ما شوفته عليكِ النهاردة..
ردت بعصبية:
-أنا مش موافقة علي الجواز.. أفهم بقي..
رد بثبات وغرور:
=هتوافقي ..علي فكرة
مطت جسدها بغيظ وغضب وتأففت من بروده وتركته وذهبت من أمامه وهي تهمهم بكلام غير مفهوم .. في حين جاء آدم وهو يقول:
-يلا يا بني أتاخرنا علي شغلنا..ذهبا الاثنان بعد اختلس نظرة أخيرة عليها ليقول بخلده :
-صبرا يا ذات الرداء الأسود سوف أكسر غرورك وأجعلك متيمة بي..
____________________&
“في مقر وزارة الداخلية”
جلسوا الجميع بتأهب للتعليمات الجديدة فقد أوشكت شحنة المخدرات على دخول البلد وما يريدونه هو معرفة معاد دخولها بالضبط حتى يتم ضبطها ومنعها من الدخول والقبض على كل المتواطئون فيها …
أستطرد فياض بتروي :
-طيب جينا للجد يا وحوش.. المعاد بيقرب.. واللي احنا عايزين نعرفه.. هو الميعاد المحدد للشحن دي.. وده هيكون مسؤولية ديمة.. من خلال أختراق جهاز الكمبيوتر اللي موجود في الڤيلا دي.. قالها وهو يشاور على شاشة العرض التي تعرض صور الڤيلا..
استرسل وهو ينظر الى ديمة:
– مهمتك يا ديمة هي الدخول للڤيلا بتخفي..و فتح جهاز الكمبيوتر وتجيبي من عليه كل المعلومات تنسخيها على فلاشة وكل ده هيتم في وقت قياسي.. أماءت له ديمة بطاعة.. ليسترسل وهو ينظر الى الجميع قائلا:
– في ضابط هينضم ليكم في المهمة ودوره مهم جدا.. ثم صوب نظره الى الباب وهو يقول:
– ادخل..
دخلت سيلين السيوفي بنظرات التعالي والغرور وهي تقول باستفزاز :
-مبسوطة بانضمامي لكم..قالت جملتها وجلست علي أحد المقاعد بجانب فهد..
في حين لكزت ديمة ليث الذي تآلم لتقول بغيرة واضحة:
-أيه اللي جابها دي!!!
كان يريد أن يعترض ولكنه وجد نفسه يصمت فقد راقت له تلك الغيرة التي تلوح على صغيرته ليقول وهو يكبت ضحكته:
-وأنا إيه عرفني ما أنا قاعد معكِ أهو..
استطردت ديمة بسخطٍ وخفوتٍ:
-آه ما هي أكيد عايزة تبقى جنبك.. و بتعمل كدا علشان تقرب أكتر منك..
رد بمكر:
-ياريت اصل انا وحيد ومحتاج أنيس يهتم بي بصراحة.. بدل ما ناس تانيه بتقولي يا أبيه..أنهي جملته ليتلقي لكزة أخري من كوعها ولكن بقوة أكبر حتى انه شهقه بصوت مسموع..
أنتبه له فياض قائلا:
-مالك يا ليث في حاجة ولا ايه؟!!
رد بصوت مخنوق بالآلآم:
-لا مافيش يا سيادة اللواء كله تمام..
ثم قال بخفوت وهو مقترب من أذنها:
-حسابنا بعدين يا شرس..
أستطرد فياض:
-ودلوقتي أحنا حجزنا ليكم ڤيلا جنب الڤيلا المشبوهة علشان ترقبوا كل تحركتهم هو واحد بس اللي ظاهر لينا منهم وهو المدعو “طاعون” وده هيكون مهمة سلين دورك أنك تحاولي تقربي منه.. أماءت له سلين .. ثم أسترسل هو من جديد:
-تتعاملوا عادي جدًا.. وطبعا لو حد حاول يعرف عنكم اي معلومات مش هيعرفوا غير أنكم ولاد عم ساكنين في الڤيلا دي.. مش عايز اي اخطاء..
قالت ديمة بخفوت لليث:
-وكمان هنقعد مع بعض!!!! لا ده كده كثير!!!!
أستطرد هو بمزاح:
-دي باينها أيام لوز اللوز..
اما فهد وآدم وقصي فقد نظروا لبعض ثم نظروا الي ليث وهم يكتمون ضحكتهم..
في حين أستطرد فياض قائلا:
– يلا يا وحوش ربنا معكم.. ليث أنت قائد المجموعة والمسئول قدمي..
رد ليث بأحترام:
-تحت أمرك يا فندم..
قامت سلين وهي تنظر لديمة بنظرات ساخطة لتقابلها ديمة بنظرات آخري في ما معناها أياكِ أن تقترب من ليثي..
توجهوا جميعًا الى تلك الڤيلا المزعومة لتبدأ المهمة..
_____________$
تعالى يلا عشان هاوصلك للجامعة.. قالها ياسين لسلمى وهم يقفون أمام السيارة..
ردت بفتور:
– شكرا انا هاركب المترو..
رد بسخط:
– مترو!!!!
ثم أستطرد بنبرة ليِّنة:
– ما ينفعش يا سلمى..ولو سمحتي لازم نأخد بالنا من تصرفاتنا قدام الكل لان أمي شكة إن في بينا حاجة..
لمحت سلمي ماسة وهي تقف في شرفة حجرتها وهي تراقب تصرفاتهم مع بعض فقررت سلمي أن تبعد أي شك .. فرفعت يدها وعبست في أزرار قميصه بأبتسامة مصتنعة وهي تقول:
-مامتك مراقبنا من البلكونة..
تبا!!!! عن اي أم تتحدث هذه!! فهو الآن مخدر تمامًا من فعلتها وأقتربها له.. وقد قرر أستغلال الموقف لصالحه وأقترب منها..
لتقول هي بتوجس:
-انت هتعمل ايه!!!
رد بمكر:
– لازم أبعد الشك عننا.. وأخذ يقبل وجنتها..
ابتسمت ماسة عندما رأتهما علي هذه الحالة وأنسحبت الي داخل غرفتها..
ولكن ياسين استمر في مكره وهو يقول :
-اوعي تلفي أمي لسّه مرقبانا.. ثم أخذ يضمها إليه وينعم بقربها منه حتى كادت ان تفقد وعيها..
استرسلت هي بخفوت:
-ياسين..
رد عليها بنفس الخفوت:
-عيونه..
قامت بتقوير قبضتها وضربته في بطنه بقوة وهي تقول: بتكذب عليا و بتستغل الفرصة صح.. قالتها وهي تبتعد عنه فقد رأت في مرآه السيارة ان ماسة قد دخلت غرفتها..
رد بتآلم:
– آآآآه يا بطني.. ايه يا سلمى ده!!!! إيدك دي ولا مرزبة؟!!!! رمقته بغيظ وأستقلت السيارة دون تفواه..
بعد ذلك استدارا هو الآخر وأستقل سيارته وهو يقول:
– مفيش حلاوة من غير نار..
_____________$
كانت تقف أمام المرآه تتزين لمن رفرف قلبها له تشعر بسعادة وفرح يملىء خلاياها وكانت تدندن بأنغام تلك الأغنية:
-ماتزوقينى ياماما.. اوام يا ماما.. دا عريسى حياخدنى بالسلامة يا ماما..الكحل اكتر اكتر عشان عيوني تبقي جميله
برموش كحيله..
ثم أسترسل وهي تقول لنفسها:
-ياخدك إيه يا سجي لسه بدري علي الكلام ده..صمت قليلا ثم قالت:
-إيه ده أنا شكلي كدا أتجننت..أنا بكلم نفسي.. ثم قال بهيام:
-ما أنا ليا حق أتجنن .. ياااالهوي يااااناس بحب قمر..
دخلت ريما لتجد أبنتها تحاكي نفسها إبتسمت وهي تري العشق بادي علي محياها لتقول بمزاح:
-هتتجنني يا سجي.. كل ده عشان الدكتور جاي النهاردة هو وأهله..
ردت سجي بخجل:
-لا عادي يا ماما أنا طبيعية أهو..
قالت ريما:
-عليا أنا بردو يا سجوجا..يا بنت دا أنت الحب هينط من عينيكِ..
ردت سجي وهي تنتهي من زينتها وتستدير وتتقدم من والدتها وأحتضنتها بسعادة:
-بصراحة أيوا يا ماما ..ده أنا هموت من السعادة.. مهاب أنسان كويس أوي ويتحب من أول نظرة..
أحتضنتها ريما بسعادة وهي تقول:
-ربنا يسعد قلبك يا حبيبتي ويكملك علي خير..
دخل عليهما علي السباعي الذي كان يشاهدهما من الخارج ويري سعادة أبنته ليقول بمزاح:
-خليكوا أنتوا كدا أحضنه بعض والناس قربوا يوصلوا ..
ردت ريما:
-أوعي بقي يا بت لما أروح أشوف الكيكة اللي في الفرن..ثم تركتهما وخرجت ليقترب “علي” من إبنته ويبتسم لترتمي هي حضنه تستمد ذلك الحنان الذي لا طالما أنحرمت منه وهي صغيرة ويشدد هو عليها ويحتويها بين ذراعيه ويقول بحب:
-أتحرمت أشوفك وانت بتكبر قدمي.. بس مش هتحرم أشوفك وأنتِ عروسة..
ردت بسعادة:
-بحبك أوي يا بابا ربنا يخليك لينا يارب..
=ويخليكِ يا حبيبتي.. أبتعد عنها وهو يقول:
-هدخل أصلي العشاء لحد ما الدكتور ي يجي.. ثم أسترسل بضيق:
-أخويكِ ده مش عارف أعمل فيه إيه!!!! قولته أن في ناس جاين يخطبوكِ وأنه ميتأخرش..بردو مجاش.. لله الامر من قبل ومن بعد..
قالت سجي:
-ربنا يهدي يا بابا.. هنعمل إيه مفيش في إيدنا غير ندعي له بالهداية..أماء لها وخرج متوجهًا الي غرفته ليؤدي صلاة العشاء..
أما ريما فدخلت تغير ثيابها بأخري نظيفة حتي تستقبل الضيف..
بعد أن أنشغلا كلا فيما يؤديه سمعت سجي طرقات الباب خفق قلبها بشدة ومشت بخطآ فرحة الي الباب أخذت نفس ثم فتحت لتجد أمامه مهاب في أبهي زينته بحلته السوداء وقيمصه الرصاصي وشعره الحالك السواد المصفف بعناية جعلته كنجوم بوليوود يمسك في يد باقة من الورد الجميل وبالأخري علبة من أفخم أنواع الشوكولاتة الغالية.. ومصعب الذي تلوح علي محياه الشموخ والوقار وماسة بأبهي حالتها وأبتسمتها البشوشة.. لا تنكر سجي أن هيئاتهم أرهبتها ولكنها تداركت نفسها سريعًا وهي تقول بابتسامة:
-أتفضلوا .. حثتهم علي الدخول في صالون الاستقبال .. وكان أخر من دخل هو مهاب الذي أعطي لها الورد والشوكولاتة وأقترب منها وهو يقول بغمزة:
-أحلي ورد لأجمل وردة في الدنيا..
التقطت منه الباقة وعلبة الشوكولاتة وأبتسمت بخجل..
دخل هو وجلس.. في حين قالت سجي بخجل:
-بابا بيصلي العشا وهيجي حاليا..
أماء لها مصعب بود وقال:
-ولا يهمك يا سجي.. خلي برحته..
قالت ماسة :
-تعالي يا خطيبة أبني أقعدي جنبي هنا..والله يا مهاب أن ذوقك حلو أوي..
رد مهاب وهو ينظر لسجي ويغمزها:
-في دي معاكِ حق يا ماما..
أبتسم مصعب وماسة وهما ينظران لبعضهما البعض..
خرجت ريما من غرفتها وهي تقول بترحيب:
-أهلا أهلا يا جم… قطعت جملتها و واقفت دون الحراك والصدمة ترتسم علي محياها .. في حين خرج علي السباعي من الغرفة الذي كان يؤدي فيها الصلاة وتقدم ولكنه واقف هو الآخر بجوار زوجته والصدمة حلفته..
واقف مصعب وتابعته ماسة ليضحك مصعب بسخرية وهو يصفق ويقول :
– برافو .. كدا بانت أوي يا علي يا سباعي.. ده تخطيط جديد من تخطيطك مش كدا ؟!!
أستطردت ماسة وهي تتطلع الي ريما وتقول:
-مش ممكن!!!! ريما!!!!!
كانت تقف لا تعلم ماذا يحدث ومن أين يعرفون بعضهم البعض وما تلك النبرة المليئة بالكره.. تتطلعت الي مهاب وكأنها تسأله هل يعلم شىء ولكن قابل نظرتها بآخري غير مستوعب ليقول بتساؤل:
-هو أنتوا تعرفوا بعض؟!
رد مصعب بسخرية:
-ده إلا نعرف بعض مش كدا يا علي..
أستطرد علي السباعي بانكسار:
-أحنا منعرفش أن الدكتور بيكون أبنك يا مصعب..
رمقه مصعب بغضب وقال بعصبية شديدة:
-أسمع يا “علي” بنتك اللي زاققها علينا علشان توقع أبني في حبها تبعدها عننا خالص .. ولا أنت خلصت أنتقاماتك وخططك البخيسة زمان فقلت أستمعل طريقة تانية.. ثم رفع يده وأشار له بتحذير:
-أنا بحذرك بالذوق أحسن ما أستعمل معاك طريقة مش هتعجبك وأظن أنت عارف ده كويس..
وصل علي السباعي لذروة غضبه وقال بعصبية:
-أسمعني أنت يا مصعب يا الألفي أنا اللي عملته زمان دفعت تمنه عشرين سنة من عمري بعيد عن ولادي يعني أنا أتعقبت عليه ف مفيش داعي للكلام ده.. وبالنسبة لابنك والجوازة دى فأنا اللي مش موافق عليها.. مش أنت..
في ذلك الحين أنهمرت دموعها شلالات حارقة وهي تنظر الي مهاب النظرات الاخيرة بعد أن علمت أن هذه الزيجة مستحيلة قابل هو نظرتها بدمع لامع في عيناه نعم فهو في ذلك الحين علم أنه ليس مجرد حب بل هو عشق صعب المنال..
تتطلع مصعب الي مهاب وماسة وقال بأمر:
-يلا بينا مش قادر افضل ثانية بعد كدا في البيت ده ..
تحركت ماسة بانصياع أما مهاب واقف مكانه وهو يقول:
-مش قبل ما أعرف في إيه بنكم ؟!! خلينا نقعد ونحل الموضوع سوا..
ألتفتت ماسة إليه وقالت بنبرة صارمة:
-هنتكلم في البيت يا مهاب مش هنا..
من نبرة والدته الصارمة علم أن الأمر ليس بالهين.. أنصاع لها بحُطام قلبه وآماله الذي كان يرسمها لكي يجتمع مع حبيبته.. آماله وأحلامه التي تبخرت وصارت هباءًا..
تحرك الجميع خارجين بخطآ سريع بعد أن القي مهاب نظرته الاخيرة علي سجي ثم خرج وهو يغلق الباب ومع أغلاق الباب كانت هي تغلق عينيها التي غامت بضباب أبيض تحول الي سواد حالك لتقع أرضً فاقدة للوعي تحت هرولات ريما اليها ولهفة “علي” الذي تقدم ليحاول التقطتها قبل السقوط وهما يصرخان بذعر:
-سجيييييييييييي..
________________$
في مكان آخر
كان يتذكر أول شحنة مخدرات ساعد علي دخولها الي البلد ويتذكر كيف تعب ليصل الي مكانته الآن ليصبح هو الرأس الكبيرة المخفية عن أنظار الحكومة بل عن من حولها أيضا لم يعبئ لشىء سوا لجمع المال فقط..
رن الهاتف المحمول برقم من خارج البلاد..التقطته وأجاب برجفة:
-ألو.. أمرني
=الشحنة علي وصول قدامها أسبوع..
-عارف عارف وعامل حساب كل حاجة..
=لازم تعمل حساب كل حاجة علشان لو في أي خطأ هيكون برقبتك أنت عارف أن أحنا مش بنهزر.. والشحنة دي فيها مليارات الدولارات..
-متقلقش الشحنة هتوصل وهتتدخل وكله هيبقي تمام ده أنا حاطط كل ما أملك فيها..
=تمام.. أحنا قولنا نفكر بس

دي رواية مميزة جدًا جرب تقرأها  رواية أنثى في حضن الأربعين الفصل الثاني 2 بقلم اسراء معاطي

 

____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *