رواية انقر هنا لترجمة العشق الفصل الثاني 2 بقلم سلمى جاد
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)
رواية انقر هنا لترجمة العشق الفصل الثاني 2 بقلم سلمى جاد
البارت الثاني
فيما سبق ))
ثواني والباب اتفتح، وخرج منه شاب طويل، صدره عاري، حوالين وسطه فوطة بيضا، وفوطة تانية صغيرة بينشف بيها شعره اللي كان مبلول ونازل على جبينه.
مشى خطوتين، وبعدين وقف فجأة… وقال بنبرة جامدة:
مين هنا ؟
فرح اتجمدت في مكانها.
كان قريب منها، بس مش باصص ناحيتها، باصص كأنه شايف الفراغ.
عيونه مش مستقرة عليها… ساعتها قلبها دق أسرع، وشكها اتغير.
“هو مش شايفني؟!”
نوح كرر سؤاله بنبرة ظهر فيها الغضب ومازالت عينه باصه للفراغ :مين
فرح لمعت فكرة في دماغها ،خدت خطوة لورى وقررت تخرج … لكن فجأة، وهي بتحاول تفتح الباب بحذر، لقت إيدين مسكت الباب من فوقها وحاوطتها.
كان واقف وراها، قريب جدًا… عيونه مضيقة، نفسه عالي، شعره لسه مبلول، ووشه فيه غضب غامض.
قلبها وقع حرفيًا…
أما هو حس بأنفاسها العالية من التوتر، شامم ريحة الفانيليا اللي كانت طالعة منها
ــ “مين؟!”
قالها بنبرة غاضبة لكن بهدوء مخيف.
ــ “أنا… أنا فرح… المترجمة الجديدة.”
ــ “وازاي تدخلي من غير استئذان؟! وفين السكرتيرة؟!”
ــ “هي اللي قالتلي أدخل عشان تعملي الإنترفيو… ولو سمحت، ابعد… ميصحّش كده!”
حاولت تبعده بخجل وهي بتدفعه في صدره بشنطتها من غير ما تلمس جلده.
هو ساب الباب، وخطا خطوتين لورا، وقال بحدة:
ــ “اقعدي… واستنيني هنا.”
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البارت التاني))
في صباح يوم جديد، خبطت فرح على باب مكتب نوح ودخلت وهي شايلة كيس الفطار.
ابتسمت له وهي بتحط الكيس على مكتبه:
– “صباح الخير، جبتلك فطار.”
مد إيده فتح الكيس، ومن غير حتى ما يشوف الأكل، ابتسم وقال:
– ” فطير مشلتت صح؟”
ضحكت فرح:
– “صح وجبنة قديمه كمان، بعدين هو حضرتك شمّام رسمي ولا إيه؟”
ابتسم نوح وقال بهدوء:
– “لو هتفطريني فطير، معنديش مشكله في نحلي بوقكم بتاعت الشركة الفرنسية.”
ابتسمت من كلامه وقالت
ــ”طيب أنا هروح أفطر في مكتبي بقا ”
فرح مسكت علبة الأكل بتاعتها ودخلت مكتبها الصغير اللي جوا مكتبه، وقعدت تراقبه من ورا الإزاز وهو بياكل.
عدى دقايق نوح كان بياكل فيهم بهدوء والاستماع باين على ملامح وشه ولكن فجأة وقف أكل كإنه بيتأكد من حاجه
ثواني وكان واقف مكانه، بيحسس حواليه بإيده كأنه بيدوّر على حاجة.
وشه بدأ يحمر، وحركته بقت أسرع.
فرح كانت قاصدة تحطله شطة في الجبنة عشان تشوف هيغلط ولا لأ، وهل بيمثل العمى ولا مش بيشوف فعلا ، بس لما شافته بيتخبط ووشه بيحمر، قلبها وجعها.
قامت بسرعة، خرجت من مكتبها وهي شايلة كوب مية، ومدته له:
– “اتفضل .”
أخد المية وشرب، وهي واقفة قدامه حاسة بندم كبير جواها إنها حتى فكرت تشك فيه.
نوح مسك الكوب بإيده، شرب منه على مهَل، وبعدين حطه على المكتب.
مسح بقية المية اللي على شفايفه بمنديل، ورفع راسه ناحيتها وقال بنبرة هادية بس وراها حاجة:
– “غريبة… الطعم ده مش جبنة قديمة بس، في حاجة زيادة.”
فرح قلبها دق، ابتسمت محاولة تهزر:
– “يمكن مش متعود تاكل جبنه تكون مشطشطة كده وكمان الفطير كان سخن قوي.”
ضحك ضحكة قصيرة وقال:
– “باين كده .”
سكت لحظة، وبعدين مال برقبته :
– “كنتِ بتتفرجي عليا من ورا إزاز مكتبك، مش كده؟”
اتسمرت في مكانها، حسّت إن صوتها اتلخبط:
– “أنا… كنت بتطمن إنك بتحب الفطير.”
ابتسم، وفي عينه لمعة رغم إنها ما بتشوفهاش:
– “أنتي بتختبريني يا فرح؟”
سكتت، وبصت للأرض:
– “مكنتش قصدي أأذيك… بس كنت محتاجة أتأكد.. انا آسفه”
وهربت من قصاده على مكتبها بدون أي كلام زيادة ،أما نوح فقعد على مكتبة وفي عنيه نظرة غريبه مش مفهومه .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اليوم عدى بهدوء، من غير أحداث تذكر، ولحسن حظ فرح مكنش فيه شغل محتاج ترجمة أو بمعنى أصح محتاج تعامل مباشر بينها وبين نوح.
فضل كل واحد منهم في حاله، وهي من جواها فرحانة إن اليوم بيخلص من غير احتكاك.
مع آخر النهار، فرح لمّت حاجتها، وقامت من مكتبها.
عشان مكتبها جوا مكتب نوح، اضطرت تعدي عليه، وقفت عند الباب وقالت بتوتر:
– “أنا خلصت… لو محتاج حاجة قبل ما أمشي.”
نوح بدون ما يرفع وشه من اللابتوب قال ببرود:
– “لا، مش محتاج.”
الشمس كانت بدأت تميل، والشارع الجانبي جنب الشركة شبه فاضي، إلا من شوية عربيات واقفة على الجنب.
فرح ماشية وبإيدها شنطتين صغيرين من السوبر ماركت، ذهنها مشغول بيومها في الشركة.
وفجأة، سمعت صوت كبح فرامل قوي، قلبها دق وهي تبص في اتجاه الصوت.
ولد صغير، يمكن 10 سنين، كان بيجري وسط الشارع، وعربية سوداء وقفت قبل ما تخبطه بلحظة.
الباب الأمامي اتفتح، والسواق نزل وهو بيزعق:
– “أنت أهبل يا واد؟ هتموت نفسك!”
الولد واقف مكانه، ملامحه مرتبكة وخايفة.
قبل ما السواق يكمل، الباب الخلفي للعربية اتفتح… ونزل منه نوح.
البدلة الغامقة، الملامح الجادة، والخطوات الواثقة، لكن صوته كان هادي وحازم:
– “خلاص يا عم حسين، سيبه.”
السواق اتنفس بحدة، لكنه سكت ورجع ناحية العربية.
نوح قرب من الولد، انحنى شوية لحد ما بقى في مستواه، ومد إيده على شعره ومسح عليه بحنية، وصوته ناعم بشكل غريب:
– “إنت كويس يا بطل؟ خدت بالك تمشي في الشارع إزاي المرة الجاية؟”
الولد هز راسه بخجل، ونوح ابتسم ابتسامة صغيرة نادرة الظهور.
مد إيده في جيبه، وطلّع ورقة فلوس، حطها في يد الولد وقال:
– “هات حاجة حلوة تاكلها، وخلي بالك من نفسك.”
الولد خد الفلوس وجري، ولسه ابتسامة صغيرة على وشه.
نوح وقف مكانه لحظة، وبعدين رجع يركب العربية بهدوء، كأنه ولا حاجة حصلت.
أما فرح، فكانت واقفة على بعد أمتار، نصها مصدوم ونصها منبهر.
ده مش نوح اللي بتشوفه كل يوم في الشركة…
حتي لو بيعاملها كويس لكن مع الباقي بيكون صارم ، لكن دلوقتي هو دافي حنون، وكأن جواه سر كبير هي أول مرة تلمسه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تاني يوم، فرح دخلت الشركة بدري عن المعتاد، بس وهي في طريقها لمكتبها، عينها راحت على نوح اللي كان قاعد بيشرب قهوته بهدوء كأن مفيش حاجة حصلت امبارح.
وقفت لحظة، بتتردد إذا تفتح الموضوع ولا تسكت، لكن فضولها كان أقوى.
دخلت مكتبها، وبصت له من ورا الإزاز، وبعدين خرجت بخطوتين سريعتين لمكتبه.
– “أنا شفتك امبارح.”
نوح رفع حاجبه باهتمام:
– “شفتيني فين؟”
– “في الشارع الجانبي جنب الشركة… كنت مع الولد الصغير.”
ابتسم ابتسامة خفيفة وهو بيقلب ورق على مكتبه:
– “آه، هو ده اللي عاملك قلق؟”
– “مش قلق… بس استغربت. أنت دايمًا جاد، و… فجأة شوفتك بطريقة مختلفة.”
نوح ساب الورق وبص ناحيتها، صوته بقى أهدى وأعمق:
– “مش كل حاجة بنحب نوريها للناس، يا فرح. في حاجات بنحتفظ بيها لينا.”
وقفت قدامه، حاسة إنها مش عارفة ترد، لكن جواها إحساس غريب… خليط بين احترام وإعجاب، ويمكن شوية فضول أكتر.
نوح رجع يشتغل، وكأنه قفل الموضوع، لكن هي عرفت إن فيه جانب من شخصيته… قررت إنها هتكتشفه واحدة واحدة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المكتب كان هادي جدًا، والليل دخل والشركة شبه فاضية.
فرح قاعدة قدام اللابتوب، بتكتب إيميل، والنور الأصفر الخافت مدي إحساس غريب بالهدوء.
فجأة، الباب اتفتح بعنف لدرجة خلتها تنتفض مكانها.
دخل راجل طويل، ملامحه حادة، وعينيه مليانة غضب، خطوته تقيلة كأنه جاي شايل جبل.
– “فين نوح؟”
صوته كان خشن وهجومي، خلّى فرح تبص له بقلق:
– “حضرتك مين؟”
ابتسم ابتسامة كلها مرارة:
– “أنا مالك نص الشركه… وأخو الشخص اللي البيه كان السبب في إنهاء حياته.”
جملة تقيلة سقطت في الجو.
من جوه أوضه في المكتب، الباب اتفتح، وخرج بخطوات هادية لكنها مش خالية من التوتر.
– “مالكش حق تدخل هنا بالطريقة دي.”
الراجل ضحك ضحكة قصيرة ساخرة:
– “حق؟ انت آخر واحد في الدنيا يتكلم عن الحق.”
فرح بصّت بينهم، عينيها رايحة جاية، ومش فاهمة… لكن كلمة “إنهاء حياته” كانت بتدور في دماغها زي جرس إنذار.
نوح شد نفسه وقال بنبرة قاطعة:
– “اطلع برّه قبل ما أخلّي الأمن يطلعك.”
الراجل مشي ببطء ناحية الباب، لكنه وقف لحظة، وبص لفرح بعينين فيها غموض:
– “اسأليه… هو عمل إيه من سنة.”
خرج، والباب اتقفل وراه، لكن الجو المليان توتر فضل معلق.
فرح حسّت إن فيه حاجة أكبر بكتير من مجرد خلاف شغل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد ساعات… في مكان مختلف
شارع جانبي بعيد عن الشركة، ظلامه مكسور بنور عمود واحد.
الراجل واقف مستني جنب عربيته السودا، بيده سيجارة بيولّعها، وصوته واطي وهو بيكلم شخص على الموبايل:
– “أنا لسه خارج من عنده… آه، شوفته… ولسه زي ما هو، فاكر نفسه فوق الكل.”
وقف لحظة، دخن نفس طويل من السيجارة، وبص للفراغ قدامه:
– “بس أوعدك… المرة دي هعرف أحر.ق قلبه زي ما هو عمل.”
قفل الموبايل، ورمى السيجارة على الأرض، وركب عربيته وهو ملامحه متحجرة، كأن اللي جاي مش هيكون بسيط.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اليوم التالي
فرح كانت طول الليل مش قادرة تشيل كلام الراجل من دماغها.
“اسأليه… هو عمل إيه من سنة.”
الجملة دي كانت بتتكرر في ودانها وهي قاعدة في مكتبها.
مع نهاية اليوم، لما معظم الموظفين مشوا، وقفت قدام مكتب نوح، بتتردد.
– “ممكن أسألك سؤال؟”
نوح كان بيكتب حاجة، رفع راسه وقال ببرود:
– “اتفضلي.”
– “الراجل اللي جه امبارح… كان يقصد إيه لما قال إنك أنهيت حياة أخوه؟”
وش نوح اتغير للحظة، بس رجع يخفي ملامحه بسرعة:
– “مش موضوعك، يا فرح.”
– “يمكن مش موضوعي… بس أنا شغالة معاك، ومش بحب أشتغل مع حد مش فاهمة قصته.”
– “مش كل القصص لازم تتقال.”
سكتت لحظة، وبعدين قالت بإصرار:
– “حتى لو القصة دي ممكن تغيّر كل حاجة؟”
نوح قام من مكتبه، وراح يقف عند الشباك، كأنه بيحاول يهرب من السؤال:
– “فرح… في حاجات لو عرفتيها مش هتقدري تنسيها.”
– “أنا مش خايفة أعرف.”
فضل واقف ساكت، صوت تنفسه بس هو اللي بيملى الجو.
وأخيرًا، قال بصوت واطي، فيه مرارة:
– “كان ليَّ صاحب… اسمه عَدِي. كنا أقرب من إخوات.
في يوم، كنا راكبين عربية سوا… هو كان بيسوق بتهور، وأنا كنت جنبه.
صوت ضحكنا كلن عالي… كأن الدنيا كلها ملكنا، لحد ما فجأة… العربية اتقلبت.”
صوته اتقطع لحظة، كأنه بيجمع شجاعته يكمل:
– “عدي مات… وأنا… لما فوقت، كنت في المستشفى… والدنيا كلها ظلام. عينيّ خلاص… مش بتشوف.”
فرح اتسمرت مكانها، مش عارفة تقول إيه.
نوح رجع يقعد على مكتبه، وبص للأرض:
– “دي القصة اللي ما بحبش أحكيها… واللي خليتني الشخص اللي إنتِ شايفاه قدامك دلوقتي.”
السكوت سيطر على الأوضة، لكن جوا فرح إحساس تقيل من الحزن… ومن الفهم الجديد لشخصية نوح.
لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية انقر هنا لترجمة العشق)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)