روايات

رواية القرية الفصل الثالث 3 بقلم اسماعيل موسى

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

رواية القرية الفصل الثالث 3 بقلم اسماعيل موسى

 

 

البارت الثالث

 

كان وميض المصابيح المتقطع ازعجني للحد الذي دفعني لتنحية فكرة التحديق في الصوره مره اخري وتركها حتي الصباح، هؤلاء الفتيات الجميلات في الصوره لن يتركن الجدار ،لن يرحلن.
استلقيت علي الاريكه اريح ظهري الشاكي اكثر من ربع ساعه حتي شعرت بالملل والخنقه، في هذه القريه لا وجود للتلفاز وعلي ان افكر في شيء يضيع الوقت…
لا أعلم من أين واتتني تلك الفكره لكن كان علي تنفيذها، فتشت حقيبتي حتي عثرت على كشاف، تأكدت ان البطاريات تعمل، اعدت وميض الكشاف اكثر من مره حتي اطمأننت من كفأته
انهيت لفافة التبغ، سحقتها في المنفضه وعبرت الرواق تجاه القبو.
ليس مستبعد ان اجد هناك تلفاز قديم او حتي مذياع تم تخزينه مع الخرده.

 

فتحت باب القبو الذي أصدر صرير باكي، كان القبو ممتد امامي الي ما لا نهايه، تكدست داخله اكوام من الملابس والأثاث والتحف المهشمه حتى ظننت أننى داخل قصر اثرى
ولاحظت ملابس مختلفه مهمله مكدسه
كان القبو ممتليء حتي أخره، الشخص الذي قام بتخزين كل تلك الأشياء اعتقد انه كان حريص ان لا يتخلص من اي غرض حتي لو كان تافه.
كانت هناك طبقات من التراب حين وضعت قدمي علي أرضية القبو
أضاء الكشاف الممر امامي، كتل من الملابس القديمه المطويه بعنايه كأنها معده للبس قيمة الخامه
فساتين كامله لازالت بحالتها حتي انني اشتممت بقايا العطور فيها ،عطر عتيق صمد كل تلك السنين لابد انه فاخر
كانت الفساتين في معظمها تعود لقوام فتيات شابات، ربطت ذلك بالصوره التي كانت معلقه على الجدار
قصات ملابس كانت سائدة في بلاد غرب أوروبا في بداية القرن الماضي!
اوشحة عنق وقبعات بحيرة البجع، مشابك ومشدات كانت تستخدم لارتداء الفساتين.
من بين تلك الملابس كان هناك رداء طفله صغيره ملطخ بنقط من الدم وأخرى لا تليق الا بكونت او أمير او زعيم عصابه.
عبرت بين مزهريات، سجاجيد، ثريات، فناجين ملونه واباريق، اطباق بنقوش أشجار
كنت حريص الا ادهس اي شيء، لذا كان خطواتي بطيئه علي ضوء الكشاف.
مجموعه من اللوحات تزيد على المائه مرتبه فوق بعضها حتي السقف، قبل نهاية الرواق كان هناك جهاز جرامافون يجلس وحيدآ يتوسط مجموعه من الاسطوانات مغلفه باكياس بلاستيكية وبدت حالتها جيده
قفز فأر من بين الأغراض جعلني اجفل واتراجع خطوات للخلف لالتصق بالجدار
ومض مصباح نيون مهشم الطرف فوق رأسي تمامآ، كان ظهري ضغط على القابس حين ارتطمت بالجدار

 

 

ظهرت كتل الأغراض المكومه، مجموعه من الأشباح الحلزونيه بظلال قاتمه
إرتفعت غيمه من التراب جعلتني أسعل، احتضنت الجرامانوف والاسطوانات وسرت قاطعآ القبو نحو الباب، من خلفي راح ضوء المصباح يومض بتقطع، التففت للخلف بسرعه، في أحدا الومضات لمحت جسد فتاه شابه بقميص زيتوني مبتل منزوع الكمين،محتضنه صدرها بيديها يتساقط منها الماء واحده من فتيات الرسام الفرنسي بول غوغان ثم انطفيء المصباح
صوبت ضوء الكشاف تجاها، بدا المكان خالي ولا أثر لأي بشر غيري داخله، مشيت بحذر نحو مؤخرة الرواق حيث كانت الفتاه تقف، وجدت قطرات من الماء لطخت الارضيه،كأن شخض مر من هنا للتو !!
حملقت بسقف القبو كان من الأسمنت المسلح ولا أثر لشقوق او تسريب خارجي ولا مطر بالخارج.
شعرت برعشه جعلتني اهتز، علي ضوء الكشاف واصلت طريقي بسرعه نحو باب القبو الذي ما ان عبرته حتي انغلق بقوه محدثا صوت صارخ.
اجلست جهاز الجرامانوف علي طاوله الي جانب الجدار وتركت الاسطوانات الي جواره
أشعلت لفافة تبغ وانا احملق بباب القبو لدقيقه قبل أن استعيد تركيزي
في الخارج كانت ريح متوسطه تعصف بأشجار الحديقه واستطعت ان اسمع صوت صريرها، أعددت فنجان قهوه في المطبخ وكانت هناك نافذه مزججه تطل على الحديقه الخاليه، وضعت فنجان القهوه بيد والسيجاره بيد واضعا المطبخ خلفي في تلك اللحظه خارج النافذه
رأيت فتي صغير يمر بسرعه خارج المنزل، كانت لقطه ولم يظهر مره اخري
هرعت تجاه الرواق، تركت فنجان القهوه وانطلقت نحو باب المنزل

 

نزلت درجات رخاميه اوصلتني بدرب توسط الحديقه
مسحت المكان بعيني، كان المكان خالي، التففت حول المنزل من كل الجهات، استغرقني ذلك بعض الوقت وانا افرك عيني حتي وصلت باب المنزل مره اخرى وانا أكاد افقد ثباتى
دلفت للداخل، اخذت رشفه من فنجان القهوه الذي كان ينتظرني
وضعت اسطوانه في جهاز الموسيقي علي امل ان تعمل
انطلقت موسيقي هادئه اراحت اعصابي، حينها ألقيت بجسدي علي الاريكه في مقابلة اللوحه على الجدار
ارتعشت مصابيح السقف وراحت تومض بتقطع، عيني مثبته علي اللوحه، جسدي يرتعش بوتيره متصاعده، الموسيقي تصدح، واللوحه المصوره بالأبيض والأسود نقصت شخص
أحدا الفتيات الاربع انمحت من الصوره ولم يتبقى منها الا مذرات القش مثبته في الهواء…. ؟
حاولت أن أتذكر وجه تلك الفتاه في اللوحه، ان اقنع نفسي انها لا تمتلك ملامح فتاة القبو
لكن وجه التشابه أصابني بالأحباط وجعل دقات قلبي تضربني بشده

يتبع….

 

0 0 votes
Article Rating
____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x