رواية الغرفة الخالية الفصل الثاني 2 بقلم مصطفى محسن
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)
رواية الغرفة الخالية الفصل الثاني 2 بقلم مصطفى محسن
البارت الثاني
بالفعل حمدول جاب الهدوم بتاعته واستقر معانا في الشقة.
أول أسبوع مع حمدول عدى هادي، بس ما كانش بيحتك بينا كتير.
كان دايمًا ساكت، يقفل على نفسه أوضته بالساعات، وممكن نسمع خطواته بالليل وهو بيتحرك في الشقة.
لكن… الشقة نفسها بدأت تتغير.
أول حاجة حصلت… كنا قاعدين في الصالة بنتعشى.
فجأة كوباية ميّه على الترابيزة اتزحلقت لوحدها، وقعت على الأرض واتكسرت.
إحنا تلاتة وقفنا مستغربين وقلنا: “أكيد الهوا من البلكونة.”
بس… البلكونة كانت مقفولة.
تاني يوم بالليل، وأنا داخل أوضتي، لمحت في المرايا اللي في الطرقة حاجة زي خيال عدى ورايا.
بصيت بسرعة… ملقتش حد.
محمد شافني قال لي:
ـ “مالك يا يوسف؟ مغضوض كده ليه؟”
قولت له:
ـ “لا… مفيش. يمكن عاوز أنام.”
بعدها بأيام، أحمد كان نايم لوحده… صحى مفزوع، وبيقول إنه حس بحد واقف عند رجليه.
ولما فتح عينه، لقى الكرسي اللي في أوضته متحرك ومش في مكانه.
إحنا ضحكنا عليه، وقلنا له: “دي أوهام.”
بس هو كان متأكد إنها حقيقة.
كل ليلة بقى في حاجة بتحصل.
أصوات جرجره في المطبخ… الحنفية تتفتح وتتقفل لوحدها… لمبة تنوّر وتطفي لوحدها.
الغريب إن كل ده بيحصل وحمدول كأنه مش موجود في الشقة.
مع إننا عارفين إنه جوه أوضته.
وأكتر حاجة أرعبتنا… إن في مرة وإحنا قاعدين في الصالة، سمعنا صوت دندنة حد بيغني.
صوت تقيل… جاي من الطرقة.
طلعنا نبص… مكنش فيه حد.
وباب أوضة حمدول مقفول.
الليلة اللي بعدها كنت قاعد أنا ومحمد في الصالة… أحمد كان في أوضته بيذاكر.
فجأة… سمعنا صوت “طرررخخخ” جاي من جوه.
جرينا لقينا باب أوضة أحمد مقفول وأحمد بيصرخ من جوه:
ـ “افتحوااااا…”
حاولت أفتح الباب… الباب مش بيفتح!
مسكت المقبض وحاولت أفتحه جامد… بس كأنه متسمر.
محمد شد معايا بكل قوته، وبرضه مفيش فايدة.
وفجأة… سمعنا خبط جامد جوا الأوضة.
أحمد صرخ صرخة مرعبة.
وقتها… لقينا باب أوضة حمدول بيتفتح بهدوء.
وهو واقف، بيبص علينا… وقال بصوت هادي جدًا:
ـ “استنى يا يوسف.”
قرب من أوضة أحمد، وحط إيده على الباب… وبدأ يتمتم بكلام مش مفهوم.
كلام كأنه مش عربي… ولا حتى أي لغة أعرفها.
ثواني… والباب اتفتح لوحده.
دخلنا بسرعة لقينا أحمد واقع على الأرض، عينه مغمضة ووشه شاحب.
كأنه اتخنق.
حمدول قال بهدوء:
ـ “هات كوباية ميّه.”
محمد جري جاب الكوباية… وحمدول مسكها، قرأ عليها نفس الكلام الغريب، وبعدين رش منها شوية على إيده ومسح بيهم وش أحمد.
لحظة… وعيون أحمد فتحت فجأة.
قام مفزوع، بيتنفس بسرعة، وبيقول:
ـ “كان في… كان في حد واقف فوقي… بيضغط على صدري.”
إحنا اتجمدنا.
بصينا على حمدول… لقيناه واقف عادي، بيبص لينا وقال:
ـ “متخافوش… مافيش حاجة. نام وارتاح.”
إحنا تلاتة واقفين، مش فاهمين.
هو أنقذ أحمد؟
ولا هو اللي عمل فيه كده من الأول؟
بعدها الأمور استقرت في الشقة ومبقناش نشوف حاجة.
ولكن في ليلة كنت أنا لوحدي صاحي… محمد وأحمد ناموا بدري، وأنا كنت قاعد في الصالة بذاكر.
كان فيه هدوء في الشقة أول مرة أحسه… كأنها مش شقة في عمارة وسط مدينة، كأنها مهجورة في نص صحراء.
وأنا بكتب في الكشكول… سمعت “خربشة” جاية من ناحية الحيطة.
في الأول افتكرت فأر… لكن الصوت كان عالي، كأنه إيد حد بتجرح في الحيطة.
قمت أبص…
ولقيت فعلاً الحيطة نفسها متعلم عليها علامات متعرجة… بتتكتب قدامي!
كأن في إيد خفية بتحفر في الجدار.
رجعت لورا مرعوب، وفجأة النور انطفى.
الدنيا كلها بقت سودة.
وبدأت أسمع نفس التمتمة أول مرة أسمعها… والصوت جاي من كل مكان.
حسيت بحاجة باردة بتعدي ورايا…
ولما التفت… لقيت خيال طويل، جسد ضخم، ملوش وش.
واقف عند آخر الطرقة… بيتحرك ناحيتي.
حاولت أصرخ… صوتي ماطلعش.
رجليا مش بتتحرك.
وفجأة، نور أوضة حمدول ولع.
ولقيته واقف في نص الطرقة، ماسك سبحة في إيده، وصوته هادي:
ـ “يوسف… متبصش وراك. غمّض عينك.”
غمضت عيني غصب عني… وسمعت خطوات تقيلة بترجع لورا.
لما فتحت… مفيش حاجة.
والحيطة اللي كانت متعلمة… رجعت زي ما كانت.
أنا واقف وجسمي بيرتعش.
حمدول بص لي وقال:
ـ “المكان ده… مش مناسب ليك ولا لصحابك. بس طول ما أنا هنا… متخافش.”
ودخل أوضته وقفّل الباب.
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية الغرفة الخالية)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)