روايات

رواية الغائب الحاضر الفصل الثامن 8 بقلم مصطفى محسن

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

رواية الغائب الحاضر الفصل الثامن 8 بقلم مصطفى محسن

 

 

البارت الثامن

 

لاقيت عرفة واقف، وعينه بتلمع بنور غريب، كأنه مش هو اللي أعرفه.
الكيان الأسود لف حوالينا، والدخان مالي المكان.
عرفة قال بصوت رخيم، كأنه مش صوته:
ـ “إنت فاكر نفسك فاهم حاجة يا هشام؟ الليلة دي مش ليا أنا… أنا مجرد حلقة صغيرة. الليلة دي ليك إنت.”
اتجمدت في مكاني.
سألته بصوت بيرتعش:
ـ “إيه اللي إنت عملته في عمر؟ وليه بابا مات؟!”
عرفة ضحك… ضحكة كلها غرور:
ـ “عمر كان لازم يموت… مش بإيدي أنا، ده كان مكتوب في العهد. وأبوك؟… هو اللي بدأ كل ده. روحك وروحه مربوطين بالسر.”
المكان كله اتهز، والتوابيت ظهرت فجأة حوالينا وبدأت تتحرك تاني، كأن الأرواح المحبوسة عايزة تخرج.
سمعت صوت عمر بيقول:
ـ “ما تصدقوش يا هشام… هو خان العهد، وهو اللي سلّمني ليهم!”
الكيان الأسود قاطعنا بصوت غليظ وقال:
ـ “كفاية لعب! لازم آخد روحك الليلة يا هشام… روحك هي اللي هتكمل العهد.”
نور اللوحة زاد لدرجة غطّى نص المكان اللي واقفين فيه.

 

وفجأة، على الجدار ورايا ظهر نقش بيتكتب لوحده:
“واحد يضحي… واحد ينجو… والروح تحدد المصير.”
يعني إيه؟… عرفة يكمل العهد وياخد روحي؟
لو ضحيت بنفسي… يمكن أوقف العهد.
ولو خليته هو اللي ياخد روحي… العهد هيكتمل؟
عرفة بصلي بابتسامة باردة وقال:
ـ “مبقاش اختيارك يا هشام… إنت مش هتقدر تكسر العهد. خلاص… روحك بقت في إيدي.”
فجأة… اللوحة الحديد اللي في إيدي بدأت تهتز، والنور بتاعها رسم دايرة على الأرض.
جوا الدايرة… ظهر مشهد قديم من الماضي.
شُفت أبويا واقف في نفس المكان اللي أنا فيه.
دماغي لفت، وصوتي خرج متقطع:
ـ “بابا…؟”
سمعت صوت عمر قال:
ـ “أيوة… أبوك يا هشام.”
كان واقف قدام تابوت مفتوح، والكيان الأسود حوالينه.
وشه باين عليه الرغبة… كأنه موافق على كل اللي بيحصل.
سمعته بيقول:
ـ “أنا بقدّم الروح دي… عشان يفضل اسمي وسلالتي عايشة… عشان القوة ما تنقطعش.”
أبويا جاب طفل صغير كان بيصرخ بصوت عالي… والكيان خد الطفل واختفى.
إيديا ارتعشت والدموع نزلت غصب عني:
ـ “يعني… بابا هو اللي بدأ كل ده؟!”
صوت عمر جه حزين المرة دي:
ـ “أيوة يا هشام… أبوك كان أول واحد دخل العهد… ومن يومها، كل جيل لازم يقدم روح جديدة.”
عرفة بصلي وضحك ضحكة شيطانية:
ـ “كنت فاكر أبوك بريء؟ لأ… هو اللي سلّمكم كلكم. وأنا… كنت مجرد خادم للعهد. ضحيت بعمر… وإنت عليك الدور دلوقتي يا هشام.”
الكيان الأسود اتكلم بصوت هز المكان كله:
ـ “لازم الروح عشان العهد يكتمل ويستمر…!”
اللوحة الحديد في إيدي نورت نور أقوى من أي مرة قبل كده، كأنها بتتحدى الكيان نفسه.
وعمر قال بصوت عالي:
ـ “عندك فرصة يا هشام… يا تكمل خطى أبوك… يا تكسر العهد للأبد!”
عقلى بيقول أسيب عرفة يكمّل العهد… وأهرب أنا؟

 

ولا أضحّي عشان أوقف العهد؟
الأرض بدأت تتهز، والتوابيت بدأت تتفتح أكتر.
عرفة ضحك، وصوته مليان غرور وقال:
ـ “إنت مش هتقدر تكسر العهد يا هشام… زيك زي أبوك، هتختار تهرب!”
نور اللوحة الحديد زاد أكتر.
وقتها… ظهر صوت جديد، مش عمر، ولا الكيان…
كان صوت أمي:
ـ “هشام… سامحني.”
بصيت ورايا، لقيت ظلها باين… نفس وشها.
وصوتها بيرتعش وهي بتقول:
ـ “أبوك… ما ماتش طبيعي. أنا اللي زوّدت الدوا. كنت عارفة إنه جزء من العهد… وخفت اللعنة توصلني. عرفة وعدني يحميني… وأنا صدقته.”
الصدمة شلّتني.
صرخت بوجع، واللوحة في إيدي بتولع زي جمرة:
ـ “يعني كل ده… بسبب خيانتكم؟!”
رفعت اللوحة بكل قوتي… وغرستها في صدري.

 

نور رهيب انفجر، غطى المكان كله.
عرفة صرخ بصوت مرعب، والدخان الأسود اتبخر في الهوا.
آخر حاجة سمعتها كانت صوت أمي وهي بتصرخ وتقول:
ـ “بلاش تضحى بنفسك يا هشام لاااا!”
لكن خلاص… فات الأوان.
قبل ما وعيي يختفي، سمعت صوت عمر بيقول:
ـ “دلوقتي نقدر نرتاح أنا وإنت يا هشام.”
وانتهى العهد… وهشام كان الضحية.

 

 

 

 

 

____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *