روايات

رواية الغائب الحاضر الفصل الثالث 3 بقلم مصطفى محسن

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

رواية الغائب الحاضر الفصل الثالث 3 بقلم مصطفى محسن

 

 

البارت الثالث

 

مدّيت إيدي وهي بتترعش…
ولما مسكت الكراسة… سمعت صوت “عُمر” ورا وداني، بيقول:
ـ “إوعى توقف… اللي جوه الكراسة دي البداية.”
اتجمدت في مكاني.
لفّيت بسرعة ورايا…
مفيش حد.
لكن في نفس اللحظة…
اتقفل باب الجراج، والظلمة غطّت كل حاجة، مافيش غير الضوء الضعيف اللي في الركن.
الظلمة اللي غطّت الجراج خلت قلبي يدق جامد.
مسكت الكراسة، وبدأت أفتح الصفحات بسرعة عشان ألاقي أي حاجة تفهّمني اللي بيحصل.
الورق كان متآكل، مليان بقع صفرا وسواد.
وفي أول صفحة مكتوب:

 

“لو أنا مشيت… يبقى حقى وحقك ضاع.”
الخط كان واضح جدًا… خط عمر.
إيدي اتجمدت، وجسمي كله مش حاسس بيه.
قلبت الصفحة التانية…
لقيت سطور متقطعة، مش مكتملة:
“فيه واحد… أقرب الناس ليك… هو السبب… وخاين…”
رجعت الورقة لورا بسرعة، كنت خايف أشوف باقي الكلام.
بس الورق قلب لوحده… وقف عند صفحة تانية.
كان مرسوم فيها رسمة بالقلم الرصاص:
شخص مربوط في كرسي، ووشه مش باين… وحواليه تلاتة واقفين، كلهم من غير ملامح.
وتحت الرسم مكتوب:
“اللي قتلني مش غريب… إنت عارفه كويس.”
في اللحظة دي… سمعت صوت تكسير جاي من جوة الجراج، كإن حد بيجرّ سلاسل على الأرض.
قربت من الركن، لقيت نفس الورقة اللي كانت على سريري، مرمية على الأرض.
فتحتها… ولقيت عليها كلمة واحدة:
“إسأل… عرفه.”
اتسمرت.
عرفه… جوز أمي.
اللي اتربيت معاه سنين في الخليج.
اللي كنت فاكره سند بعد موت أبويا.
إزاي اسمه يتكتب هنا؟!
إيه علاقته بعُمر؟
سمعت وقتها همس ورايا، صوت عمر نفسه:
ـ “إنت مش فاهم يا هشام… اللي قتلني مش بعيد عنك… هو أقرب مما تتصور.”
وفجأة… باب الجراج اتقفل بالسلاسل، والنور اللي كان طالع من الركن اختفى.
فضلت واقف في الظلمة، ماسك الكراسة… وحاسس إني دخلت نفق مظلم مفهوش رجوع.
مسكت الكراسة بقوة، والعرق نازل من جبيني، وأنا سامع خطوات بطيئة بتلف حواليا…
خطوات كإنها لحد بيمشى بالعافيه.
ـ قولت: “عُمر؟!”
رد… صوت تقيل حسيت إنه قريب جدًا مني.
فتحت كشاف الموبايل، قربت الكراسة من وشي، وبدأت أقرأ السطور اللي بعدها بسرعة:
مكتوب:

 

“هو مش لوحده… في ناس بتساعده.
لو اتكلمت… دورك هييجي.
هو كان دايمًا بيقول: (اللي يعرف سرّي… يموت).”
ـ هشام
حسيت برجفة في جسمي كله.
الجملة دي سمعتها قبل كده… كان “عرفه” بيقولها في الخليج كنوع من الهزار:
“محدش يعرف سرّي غير المقبرة.”
لكن دلوقتي… مابقتش هزار.
فجأة، حسيت بحاجة بتشد طرف الكراسة من إيدي.
سحبتها بسرعة، ورفعت الموبايل عشان أنوّر…
ولقيت صفحة جديدة اتفتحت، مكتوب فيها بخط مش خط “عُمر”… خط واضح:
“هو مش غريب عن بيتك… هو من البيت.”
اتجمدت مكانى.
وأنا مذهول، ظهر على الحيطة اللي قدامي نور ضعيف…
الحيطة نفسها كانت بتتشقق ببطء.
ومن الشق… خرج صوت “عُمر” واضح جدًا:قال
ـ “إسأل نفسك يا هشام… موت أبوك كان طبيعي؟”
اتنفضت.
أبويا؟!
من يوم ما مات أبويا قالولي إنه مات بسكتة قلبية… وأنا طفل ما فهمتش حاجة.
عُمر قال بصوت قوي:
ـ “مش موتة طبيعية… افتح عينك يا هشام.”
في اللحظة دي… السلاسل اللي على باب الجراج اتفتحت فجأة لوحدها بصوت قوى.
والكراسة وقعت من إيدي… لكن قبل ما تلمس الأرض، اتبخرت زي دخان.
خرجت أجري من الجراج وأنا حاسس إني في كابوس.
وكل خطوة في دماغي سؤال واحد:
هو “عرفه” مش بس ليه علاقة بموت عُمر… لكن كمان بموت أبويا؟!
رجعت البيت وأنا تايه.
قعدت في الصالة لوحدي، لدرجة إني كنت سامع صوت نفسي وأنا بتنفس.
قولت في سري:

 

“يمكن كل ده وهم اكيد وهم مش معقول عرفه يكون السبب فى موت عمر وموت ابويا.”
لكن وأنا بمد إيدي على الترابيزة عشان أخد كباية المية… لقيت حاجة معدنية صغيرة تحت إيدي.
مسكتها… كانت ولاعة قديمة، محفور عليها اسم “عرفه”.
الولاعة دي كنت بشوفها مع عرفه زوج امى في الخليج… دايمًا في جيبه، عمره ما استغنى عنها.
إزاي وصلت هنا؟!
قلبي بدأ يدق بسرعة.
قمت بسرعة أدور في البيت كله: الدولاب، الأدراج، تحت السرير…
لقيت حاجة غريبة: ظرف أصفر، مكتوب عليه بخط إيد واضح: “هشام”.
فتحت الظرف وأنا إيدي بتترعش…
لقيت ورقة صغيرة مكتوب فيها:؟

 

 

____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *