روايات
رواية الطفلة والوحش الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم نورا السنباطي
رواية الطفلة والوحش الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم نورا السنباطي
البارت الحادي والثلاثون
#رواية_الطفلة_والوحش
#الفصل_الحادي_والثلاثون
#بقلمي_نورا_مرزوق
في مكانٍ ما على الطريق السريع
كانت ألسنة اللهب ترتفع كأنها تصرخ باسم “يزن”، والسيارة تحولت إلى كتلة من الحديد المحتر*ق.
رجال الإنقاذ حاولوا الاقتراب، لكن النار كانت تقاومهم، كأنها تُخفي سرًا لا يُريد أن يُكشف.
ضابط الشرطة وقف بجانب الحطام، عينه على النار، وصوته غليظ:
– اللي جوه… مستحيل يطلع حي.
لكن واحد من رجال الدفاع المدني همس وهو يركض:
– لقيت أثر د*م بعيد عن السيارة… كأن حد زحف وخرج قبل الانفجار!
الضابط اتسعت عيونه:
– إنت متأكد؟!
الرد جاء سريعًا:
– في د*م… وآثار خطوات متعثرة… رايحة ناحية الغابة.
وفي نفس اللحظة…
في أحد أركان الغابة المظلمة، كان جسد ملقى على الأرض، مغطّى بالد*م والتراب… وعيونه نصف مفتوحة، وصدره بيطلع وينزل بصعوبة…
كان يزن.
أنفاسه كانت متق*طعة، ووشه كله جر*وح… بس كان عايش.
همس، وهو يتألم
– آرين…
ثم فقد وعيه تمامًا.
—
في قصر الصياد…
كان ريڤان داخل المكتب الكبير، عيونه مليانة قلق، بيقلب في تليفونه عشر مرات، بيحاول يتصل بيزن… بدون فائدة.
دخل عليه “رعد” بسرعة، وصوته فيه توتر ورعب:
– حصل حا*دث على الطريق السريع… سيارة من نفس النوع اللي بيقودها يزن اتفح*مت بالكامل.
ريڤان، بصوت مخنوق:
– لا… لا… مش هو… مستحيل.
لكن رعد بصوت ثابت:
– التحريات بتقول إنها عربيته.
ريڤان انهار على الكرسي، وشه اتشحب، وحاول يقوم بس وقع تاني:
– أنا السبب… أنا قلتله “أبونا عايش”.
—
في مكانٍ بعيد… في القصر الأسود
كانت آرين ما زالت تغني، لكن صوتها بدأ يضعف، عيونها مليانة دموع، وجسمها بيرتعش…
أحست إن في شيء اتكسر… شيء بعيد، ب قلبها حس بيه.
سكتت فجأة…
ثم همست:
– يزن؟!
وقامت من على السرير، وبدأت تمشي ناحية الباب، تدقه بضعف:
– حد يرد عليا… في إيه؟!
– في حاجة حصلت…
الكاميرا في الزاوية التقطت كل حركة… وظهر على الشاشة وجه “أليكس” وهو بيشاهدها بصمت… عيونه ما بترمش.
أليكس، وهو بيهمس لنفسه:
– حتى قلبها… مرتبط به.
ثم أدار وجهه ناحية أرثر:
– هاتها لي… عايز أقول لها الحقيقة.
—
في الغابة…
كان الليل حالك، والبرد قارس، وعيون الحيوانات تلمع في الظلام.
لكن رجلًا واحدًا، بوشه المجر*وح وملامحه الغائبة عن الوعي، كان يرقد بين الأشجار… يختبئ من المو*ت، أو ربما ينتظره.
يزن كان بين الحياة والموت، لكنه لا يزال يتمسّك بخيط ضعيف…
خيط اسمه: آرين.
—
في الغرفه السريه للقصر
كان في رجل بجسد ضخم، وعينين لا تحملان أي ملامح كان مستلقي علي السرير لا حول له ولا قوه .
رعد قام على طول، وصوت ريڤان جف:
– انا مش فاهم حاجه!
وفضل باصصله
كان ده… أحمد الصياد.
—
أليكس:
– ما*ت.
آرين اتراجعت خطوة، وشفتاها تفتحت، لكن مفيش صوت طلع…
بس عينيها وسعت، ووشها شحب كأن حد سحب الد*م من ورا الجلد.
آرين، بهمسة تكاد لا تُسمع:
– إنت بتكذب.
أليكس بصوت هادي… بدون أي نبرة حزن، وكأنه بيقصف جدار قلبها ببرود:
– العربية اتحرقت بالكامل.
مفيش جثة.
بس كل اللي كانوا هناك قالوا: “اللي جوه… ما*ت.”
آرين شهقت…
إيدها راحت على صدرها كأنها بتمنع قلبها من إنه يتهد.
آرين بصوت مرتعش، ودموعها بتتساقط:
– لأ… لأ… هو وعدني، قالي إنه هيرجعلي، قالي إنه جايلي… هو وعد…
وعدني!!
أليكس مشي ناحيتها بهدوء، ومد إيده بلُطف، بس لُطفه ده كان أخطر من أي عنف.
أليكس:
– هو كذب عليكِ…
سابك في عالم فيه الوحوش بتا*كل البني آدم…
لكني أنا؟
أنا اللي فضلت…
أنا اللي حافظت عليكِ…
أنا اللي سمعت غُناكِ… وأنا اللي اتحرقت بيه.
آرين، بصوت مبحوح مليان بكاء مكظوم:
– لا تقارنه بنفسك!
هو كان نور… وإنت ظلمة بتلبس ملامح بني آدم!
ضر*بت على صدرها بقبضة إيدها وهي تصرخ:
– يزن مش بيمو*ت!
مش كده! مش من غيري! مش لوحده!
أنا حاسّة بيه!
حاسّة بيه… ولسه بينادي عليا!
لكن صوتها اختنق، وركبها خارت تحتها، وقعت على الأرض…
وانفجرت بالبكاء زي طفلة فقدت أبوها قدام عينيها.
أليكس انحنى… وجثا على ركبته قدامها، ووشه بقى قريب جدًا منها.
أليكس، بصوت خافت، يكاد يكون رجاء:
– سيبيه…
سيبيه يرتاح في موته… وتعالي عيشي في عالمي.
آرين، من بين شهقاتها:
– مو*تي أرحم.
—
في الغابة…
المطر كان بدأ ينزل، تقيل، وكل نقطة بتنزل على وش يزن كأنها بتفكره إنه لسه حي.
عيونه بدأت تفتح بصعوبة… لكن الرؤية كانت ضبابية.
يزن، بصوت ضعيف جدًا:
– آرين…
أنا… لسه…
لكن صوته انقطع، قبل ما ينهار تاني…
والكاميرا ترتفع لفوق، تُظهر الغابة الكثيفة…
وفيها جسد واحد، راقد تحت المطر، بين الحياة والمو*ت…
—
في قصر الصياد
ريڤان ماسك صورة من بقايا الحادث، وصوته مرتعش:
– لو ما*ت… أنا اللي قت*لته.
رعد، بصوت ثابت:
– ما فيش جثة… ولسه ما لقيناش أي أثر لجسمه.
ريڤان، وعينه بتلمع بأمل قاتل:
– يعني فيه أمل…
رعد:
– الأمل الوحيد… إننا نلحقه قبل ما اللي خطف آرين يوصله.
“وَجَعُ الذين نُحبُّهم لا يُشبه أي وجع، لأنه لا يأتينا من العدو… بل من نص قلوبنا.”
—
الصالة اتحولت لمأتم صامت… لحظات معدودة بعدها، انفجر كل شيء.
مرفت كانت أول من انهار فعلًا، قلبها الأمومي حسّ بابنها قبل الصورة:
– لاااااااااااااااه يا يزن!! إبني راح!! إبني رااااااااح!!
صرختها دوّت في القصر، ووقعت على الأرض تبكي وتضر*ب صدرها…
فهد حاول يشيلها، حضنها، لكن صوته هو كمان كان بيرتجف:
– لا يا خالتي متقوليش كده ، استني… لسه ممكن يكون عايش… ممكن يكون حد دبّر ده…
الظابط بحزن: – إحنا دورنا كتير… تتبّعنا كل المسارات… وللأسف… ما لقينا أي أثر لجثة، بس الحيو*ان كان بيحوم حوالين الد*م، وده دليل شبه مؤكد… آسف.
ليليان مسكت طرف الترابيزة عشان توزن نفسها، وجهها أصفر، وشفايفها بتترعش:
– يزن… يزن مين اللي كان بيحمينا!
كان دايمًا يقول لنا “أنا أخوكم كلّكم…”
ندى وقفت مكانها، بتتهز، ولما حاولت تمشي، وقعت على ركبها: – ده كان… ده كان بيمشي في وسط النا*ر عشانا…
نادين كانت باصة في الصور ودموعها بتنزل ساكتة…
بصوت واطي:
– حتى وإنت مش موجود… لسه خايفة عليك يا يزن.
رؤوف ضر*ب الحيطة بقبضته بكل قوّته:
– لا!
الظابط قرب من محمد وقال باحترام:
– إحنا بنعمل الإجراءات الرسمية… ولو ظهرت أي معلومات جديدة هنبقى معاكم لحظة بلحظة… لكن حالياً، بنسبة ٩٩٪ إحنا قدّام… جريمة أو افتراس.
ريڤان كان لسه واقف بعيد، ساكت، بس دموعه نازلة…
رجع وبص للكل، بصوت مخنوق:
– يزن ما يمو*تش… فاهمين؟
لو مات، يبقى مات وهو بيحمينا…
بس لو حد كان وراه… يبقى أنا اللي هموّ*ت الدنيا كلها علشانه.
أيمن قرب منه واحتضنه، لأول مرة يبكي قدام الكل، وهو بيقول:
– إبني يا ريڤان… إبني كان سندي، كان بطلي…
أنا كنت فخور بيه… وأنا لسه فخور بيه… بس قلبي وجعني، قلبي انفطر…
نادين رفعت عينيها للسما وقالت بحرقة:
– يارب… لو هو ما*ت… خدني معاه…
مش قادرين نعيش من غيره… ولا لحظة.
—
وكل ده… وآرين مش موجودة.
مش حاسة بأي حاجة.
مش سامعة الوجع.
ويمكن… مش عارفة إن الشخص الوحيد اللي كان بيحميها من جحيم الدنيا… راح.
بس اللي ميعرفهوش انو هيا حست بيه قبلهم كلهم
أبواب القصر اتفتحت بعنف…
دخلوا ذياد، يامن، عز، عمر، وراهم باقي رجالة يزن، والقلق باين على ملامحهم، وكل واحد منهم بيجري عشان يشوف إيه اللي حصل.
ذياد بص في وش محمد… ووقف مكانه لما شاف الصور على الطاولة…
– إيه ده؟
إيه الدم ده؟!
مين اللي حصله كده؟!
عمر شد الصور بسرعه… جمد
… لا… لا ده مش… لااااااا!
عمر
بص للظابط:
– دي هدوم يزن؟
إنتو مجانين؟!
فينه؟! هو فين؟!
ذياد قرب بخطوات متقطعة… قلبه بيصرخ وهو بيطالع كل الوجوه، لحد ما شاف محمد منهار… فهم… فهم كل حاجة قبل ما يتقالله.
– لا ..مستحيل ..لا
صرخ، وقع على ركبته، وضر*ب الأرض بإيده:
– لأ! ده أخويا يا ناس!
ده اللي شالني وأنا واقع…
عز وقف، عينه مش قادرة تشيل الدموع، صوته اتكسر:
– كان بيقولي “اوعى تقع وأنا موجود”…
كان بيضحك وهو في النار…
إزاي يتحرق وهو لوحده!
عمر ضرب الحيطة:
– يزن مايمو*تش كده!
مايمو*تش متساب للذ*ئاب!
ده كان ملك!
ملك!
يامن رفع راسه، عينه حمرا، وقال بصوت ساكن لكن فيه غضب العالم كله:
– والله العظيم، لو هو ما*ت…
أنا مش هسيب حد حي كان وراه…
أنا هد*بح الدنيا عليه!
عز:
– لازم نعرف مين وراه…
الموضوع ده مش حادث.
ده فخ…
ده انتقام…
ده فيه وحش اتحرر… واحنا لازم ندفنه حي.
عمر همس، كأنه بيكلم نفسه:
– يعني ما*ت… ومش لاقيها جنبه…
حتى الوداع، متكتبش ليه.
فهد ضر*ب الطاولة، وقال بأمر واضح:
– نلم رجالنا…
نفركش الأرض حرفيًا…
عاوز خطة…
يزن فييييين
ومراته تتخطف؟
دي حرب…
ويزن؟
يزن له تلاميذ… مش هيناموا لحد ما الدنيا تتحر*ق.
مرّت ثلاثة أسابيع…
ثلاثة أسابيع كأنها ثلاث سنوات…
القصر الواسع اللي كان يومًا بيتضحك فيه بصوت يزن العالي، وسخريته اللاذعة، وحنيّته الخفية…
اتحوّل لمقبرة حزينة، كأن الجدران نفسها بتنوح…
الستائر مش مرفوعة من وقتها… الشمس مش داخلة…
كل حاجة باهتة، ميتة، باردة.
الصالون الرئيسي…
كان الصمت فيه بيصرخ.
الأرائك اللي كان يزن بيرمي نفسه عليها بتعب بعد شغل اليوم… دلوقتي فاضية.
الصورة الكبيرة اللي متعلقة له، ببدلته السودا ونظراته القوية… بقت تؤلم أكتر ما تطمّن.
مرفت – أمه – كانت قاعدة كل يوم في نفس المكان، على طرف الكرسي اللي بيطل على الحديقة، ماسكة مسبحتها… بس الصلوات مبتكملش، والدموع بتنزل قبل ما تقول “الله أكبر”.
صوتها مبحوح…
– يا رب رجّعه… رجّعه… متسيبناش كده.
ليليان كانت فقدت بريقها تمامًا
فهد – اللي دايمًا كان قوي – بقي بيسيب الشغل، ويفضل ساعات على السور الخارجي، يرقب الطريق كأنه مستني أخوه يرجع، يرجع ماشي على رجله، يفتح الباب ويضحك: “أنا رجعت، حد وحشني؟”.
أما ريڤان…
كان بيحاول… بيحاول يتماسك عشان أمه.
بس هو كمان كل ليلة بيقعد قدام الكمبيوتر، يسمع تسجيلات صوت يزن، يراجع كل اللحظات، يحلل الصور، يدور في خريطة الغابة…
بس مفيش… مفيش غير هدوم ملط*خة بالد*م، وصورة لحيو*ان مفتر*س واقف جنبها… والظابط قالها بمنتهى الأسى:
– أنا آسف… الحيوا*ن ده بيا*كل فر*يسته بعد ما يها*جمها… وجبنا خبراء أكدوا إن كمية الد*م دي ممي*تة… يزن مشي، خلاص
محمد وأيمن كانوا قاعدين على السلم، مش قادرين ينطقوا، عيونهم حُمرت، ووجعهم صامت.
كلهم كانوا بيحسوا نفس الشعور:
#الفصل_الحادي_والثلاثون
#بقلمي_نورا_مرزوق
في مكانٍ ما على الطريق السريع
كانت ألسنة اللهب ترتفع كأنها تصرخ باسم “يزن”، والسيارة تحولت إلى كتلة من الحديد المحتر*ق.
رجال الإنقاذ حاولوا الاقتراب، لكن النار كانت تقاومهم، كأنها تُخفي سرًا لا يُريد أن يُكشف.
ضابط الشرطة وقف بجانب الحطام، عينه على النار، وصوته غليظ:
– اللي جوه… مستحيل يطلع حي.
لكن واحد من رجال الدفاع المدني همس وهو يركض:
– لقيت أثر د*م بعيد عن السيارة… كأن حد زحف وخرج قبل الانفجار!
الضابط اتسعت عيونه:
– إنت متأكد؟!
الرد جاء سريعًا:
– في د*م… وآثار خطوات متعثرة… رايحة ناحية الغابة.
وفي نفس اللحظة…
في أحد أركان الغابة المظلمة، كان جسد ملقى على الأرض، مغطّى بالد*م والتراب… وعيونه نصف مفتوحة، وصدره بيطلع وينزل بصعوبة…
كان يزن.
أنفاسه كانت متق*طعة، ووشه كله جر*وح… بس كان عايش.
همس، وهو يتألم
– آرين…
ثم فقد وعيه تمامًا.
—
في قصر الصياد…
كان ريڤان داخل المكتب الكبير، عيونه مليانة قلق، بيقلب في تليفونه عشر مرات، بيحاول يتصل بيزن… بدون فائدة.
دخل عليه “رعد” بسرعة، وصوته فيه توتر ورعب:
– حصل حا*دث على الطريق السريع… سيارة من نفس النوع اللي بيقودها يزن اتفح*مت بالكامل.
ريڤان، بصوت مخنوق:
– لا… لا… مش هو… مستحيل.
لكن رعد بصوت ثابت:
– التحريات بتقول إنها عربيته.
ريڤان انهار على الكرسي، وشه اتشحب، وحاول يقوم بس وقع تاني:
– أنا السبب… أنا قلتله “أبونا عايش”.
—
في مكانٍ بعيد… في القصر الأسود
كانت آرين ما زالت تغني، لكن صوتها بدأ يضعف، عيونها مليانة دموع، وجسمها بيرتعش…
أحست إن في شيء اتكسر… شيء بعيد، ب قلبها حس بيه.
سكتت فجأة…
ثم همست:
– يزن؟!
وقامت من على السرير، وبدأت تمشي ناحية الباب، تدقه بضعف:
– حد يرد عليا… في إيه؟!
– في حاجة حصلت…
الكاميرا في الزاوية التقطت كل حركة… وظهر على الشاشة وجه “أليكس” وهو بيشاهدها بصمت… عيونه ما بترمش.
أليكس، وهو بيهمس لنفسه:
– حتى قلبها… مرتبط به.
ثم أدار وجهه ناحية أرثر:
– هاتها لي… عايز أقول لها الحقيقة.
—
في الغابة…
كان الليل حالك، والبرد قارس، وعيون الحيوانات تلمع في الظلام.
لكن رجلًا واحدًا، بوشه المجر*وح وملامحه الغائبة عن الوعي، كان يرقد بين الأشجار… يختبئ من المو*ت، أو ربما ينتظره.
يزن كان بين الحياة والموت، لكنه لا يزال يتمسّك بخيط ضعيف…
خيط اسمه: آرين.
—
في الغرفه السريه للقصر
كان في رجل بجسد ضخم، وعينين لا تحملان أي ملامح كان مستلقي علي السرير لا حول له ولا قوه .
رعد قام على طول، وصوت ريڤان جف:
– انا مش فاهم حاجه!
وفضل باصصله
كان ده… أحمد الصياد.
—
أليكس:
– ما*ت.
آرين اتراجعت خطوة، وشفتاها تفتحت، لكن مفيش صوت طلع…
بس عينيها وسعت، ووشها شحب كأن حد سحب الد*م من ورا الجلد.
آرين، بهمسة تكاد لا تُسمع:
– إنت بتكذب.
أليكس بصوت هادي… بدون أي نبرة حزن، وكأنه بيقصف جدار قلبها ببرود:
– العربية اتحرقت بالكامل.
مفيش جثة.
بس كل اللي كانوا هناك قالوا: “اللي جوه… ما*ت.”
آرين شهقت…
إيدها راحت على صدرها كأنها بتمنع قلبها من إنه يتهد.
آرين بصوت مرتعش، ودموعها بتتساقط:
– لأ… لأ… هو وعدني، قالي إنه هيرجعلي، قالي إنه جايلي… هو وعد…
وعدني!!
أليكس مشي ناحيتها بهدوء، ومد إيده بلُطف، بس لُطفه ده كان أخطر من أي عنف.
أليكس:
– هو كذب عليكِ…
سابك في عالم فيه الوحوش بتا*كل البني آدم…
لكني أنا؟
أنا اللي فضلت…
أنا اللي حافظت عليكِ…
أنا اللي سمعت غُناكِ… وأنا اللي اتحرقت بيه.
آرين، بصوت مبحوح مليان بكاء مكظوم:
– لا تقارنه بنفسك!
هو كان نور… وإنت ظلمة بتلبس ملامح بني آدم!
ضر*بت على صدرها بقبضة إيدها وهي تصرخ:
– يزن مش بيمو*ت!
مش كده! مش من غيري! مش لوحده!
أنا حاسّة بيه!
حاسّة بيه… ولسه بينادي عليا!
لكن صوتها اختنق، وركبها خارت تحتها، وقعت على الأرض…
وانفجرت بالبكاء زي طفلة فقدت أبوها قدام عينيها.
أليكس انحنى… وجثا على ركبته قدامها، ووشه بقى قريب جدًا منها.
أليكس، بصوت خافت، يكاد يكون رجاء:
– سيبيه…
سيبيه يرتاح في موته… وتعالي عيشي في عالمي.
آرين، من بين شهقاتها:
– مو*تي أرحم.
—
في الغابة…
المطر كان بدأ ينزل، تقيل، وكل نقطة بتنزل على وش يزن كأنها بتفكره إنه لسه حي.
عيونه بدأت تفتح بصعوبة… لكن الرؤية كانت ضبابية.
يزن، بصوت ضعيف جدًا:
– آرين…
أنا… لسه…
لكن صوته انقطع، قبل ما ينهار تاني…
والكاميرا ترتفع لفوق، تُظهر الغابة الكثيفة…
وفيها جسد واحد، راقد تحت المطر، بين الحياة والمو*ت…
—
في قصر الصياد
ريڤان ماسك صورة من بقايا الحادث، وصوته مرتعش:
– لو ما*ت… أنا اللي قت*لته.
رعد، بصوت ثابت:
– ما فيش جثة… ولسه ما لقيناش أي أثر لجسمه.
ريڤان، وعينه بتلمع بأمل قاتل:
– يعني فيه أمل…
رعد:
– الأمل الوحيد… إننا نلحقه قبل ما اللي خطف آرين يوصله.
“وَجَعُ الذين نُحبُّهم لا يُشبه أي وجع، لأنه لا يأتينا من العدو… بل من نص قلوبنا.”
—
الصالة اتحولت لمأتم صامت… لحظات معدودة بعدها، انفجر كل شيء.
مرفت كانت أول من انهار فعلًا، قلبها الأمومي حسّ بابنها قبل الصورة:
– لاااااااااااااااه يا يزن!! إبني راح!! إبني رااااااااح!!
صرختها دوّت في القصر، ووقعت على الأرض تبكي وتضر*ب صدرها…
فهد حاول يشيلها، حضنها، لكن صوته هو كمان كان بيرتجف:
– لا يا خالتي متقوليش كده ، استني… لسه ممكن يكون عايش… ممكن يكون حد دبّر ده…
الظابط بحزن: – إحنا دورنا كتير… تتبّعنا كل المسارات… وللأسف… ما لقينا أي أثر لجثة، بس الحيو*ان كان بيحوم حوالين الد*م، وده دليل شبه مؤكد… آسف.
ليليان مسكت طرف الترابيزة عشان توزن نفسها، وجهها أصفر، وشفايفها بتترعش:
– يزن… يزن مين اللي كان بيحمينا!
كان دايمًا يقول لنا “أنا أخوكم كلّكم…”
ندى وقفت مكانها، بتتهز، ولما حاولت تمشي، وقعت على ركبها: – ده كان… ده كان بيمشي في وسط النا*ر عشانا…
نادين كانت باصة في الصور ودموعها بتنزل ساكتة…
بصوت واطي:
– حتى وإنت مش موجود… لسه خايفة عليك يا يزن.
رؤوف ضر*ب الحيطة بقبضته بكل قوّته:
– لا!
الظابط قرب من محمد وقال باحترام:
– إحنا بنعمل الإجراءات الرسمية… ولو ظهرت أي معلومات جديدة هنبقى معاكم لحظة بلحظة… لكن حالياً، بنسبة ٩٩٪ إحنا قدّام… جريمة أو افتراس.
ريڤان كان لسه واقف بعيد، ساكت، بس دموعه نازلة…
رجع وبص للكل، بصوت مخنوق:
– يزن ما يمو*تش… فاهمين؟
لو مات، يبقى مات وهو بيحمينا…
بس لو حد كان وراه… يبقى أنا اللي هموّ*ت الدنيا كلها علشانه.
أيمن قرب منه واحتضنه، لأول مرة يبكي قدام الكل، وهو بيقول:
– إبني يا ريڤان… إبني كان سندي، كان بطلي…
أنا كنت فخور بيه… وأنا لسه فخور بيه… بس قلبي وجعني، قلبي انفطر…
نادين رفعت عينيها للسما وقالت بحرقة:
– يارب… لو هو ما*ت… خدني معاه…
مش قادرين نعيش من غيره… ولا لحظة.
—
وكل ده… وآرين مش موجودة.
مش حاسة بأي حاجة.
مش سامعة الوجع.
ويمكن… مش عارفة إن الشخص الوحيد اللي كان بيحميها من جحيم الدنيا… راح.
بس اللي ميعرفهوش انو هيا حست بيه قبلهم كلهم
أبواب القصر اتفتحت بعنف…
دخلوا ذياد، يامن، عز، عمر، وراهم باقي رجالة يزن، والقلق باين على ملامحهم، وكل واحد منهم بيجري عشان يشوف إيه اللي حصل.
ذياد بص في وش محمد… ووقف مكانه لما شاف الصور على الطاولة…
– إيه ده؟
إيه الدم ده؟!
مين اللي حصله كده؟!
عمر شد الصور بسرعه… جمد
… لا… لا ده مش… لااااااا!
عمر
بص للظابط:
– دي هدوم يزن؟
إنتو مجانين؟!
فينه؟! هو فين؟!
ذياد قرب بخطوات متقطعة… قلبه بيصرخ وهو بيطالع كل الوجوه، لحد ما شاف محمد منهار… فهم… فهم كل حاجة قبل ما يتقالله.
– لا ..مستحيل ..لا
صرخ، وقع على ركبته، وضر*ب الأرض بإيده:
– لأ! ده أخويا يا ناس!
ده اللي شالني وأنا واقع…
عز وقف، عينه مش قادرة تشيل الدموع، صوته اتكسر:
– كان بيقولي “اوعى تقع وأنا موجود”…
كان بيضحك وهو في النار…
إزاي يتحرق وهو لوحده!
عمر ضرب الحيطة:
– يزن مايمو*تش كده!
مايمو*تش متساب للذ*ئاب!
ده كان ملك!
ملك!
يامن رفع راسه، عينه حمرا، وقال بصوت ساكن لكن فيه غضب العالم كله:
– والله العظيم، لو هو ما*ت…
أنا مش هسيب حد حي كان وراه…
أنا هد*بح الدنيا عليه!
عز:
– لازم نعرف مين وراه…
الموضوع ده مش حادث.
ده فخ…
ده انتقام…
ده فيه وحش اتحرر… واحنا لازم ندفنه حي.
عمر همس، كأنه بيكلم نفسه:
– يعني ما*ت… ومش لاقيها جنبه…
حتى الوداع، متكتبش ليه.
فهد ضر*ب الطاولة، وقال بأمر واضح:
– نلم رجالنا…
نفركش الأرض حرفيًا…
عاوز خطة…
يزن فييييين
ومراته تتخطف؟
دي حرب…
ويزن؟
يزن له تلاميذ… مش هيناموا لحد ما الدنيا تتحر*ق.
مرّت ثلاثة أسابيع…
ثلاثة أسابيع كأنها ثلاث سنوات…
القصر الواسع اللي كان يومًا بيتضحك فيه بصوت يزن العالي، وسخريته اللاذعة، وحنيّته الخفية…
اتحوّل لمقبرة حزينة، كأن الجدران نفسها بتنوح…
الستائر مش مرفوعة من وقتها… الشمس مش داخلة…
كل حاجة باهتة، ميتة، باردة.
الصالون الرئيسي…
كان الصمت فيه بيصرخ.
الأرائك اللي كان يزن بيرمي نفسه عليها بتعب بعد شغل اليوم… دلوقتي فاضية.
الصورة الكبيرة اللي متعلقة له، ببدلته السودا ونظراته القوية… بقت تؤلم أكتر ما تطمّن.
مرفت – أمه – كانت قاعدة كل يوم في نفس المكان، على طرف الكرسي اللي بيطل على الحديقة، ماسكة مسبحتها… بس الصلوات مبتكملش، والدموع بتنزل قبل ما تقول “الله أكبر”.
صوتها مبحوح…
– يا رب رجّعه… رجّعه… متسيبناش كده.
ليليان كانت فقدت بريقها تمامًا
فهد – اللي دايمًا كان قوي – بقي بيسيب الشغل، ويفضل ساعات على السور الخارجي، يرقب الطريق كأنه مستني أخوه يرجع، يرجع ماشي على رجله، يفتح الباب ويضحك: “أنا رجعت، حد وحشني؟”.
أما ريڤان…
كان بيحاول… بيحاول يتماسك عشان أمه.
بس هو كمان كل ليلة بيقعد قدام الكمبيوتر، يسمع تسجيلات صوت يزن، يراجع كل اللحظات، يحلل الصور، يدور في خريطة الغابة…
بس مفيش… مفيش غير هدوم ملط*خة بالد*م، وصورة لحيو*ان مفتر*س واقف جنبها… والظابط قالها بمنتهى الأسى:
– أنا آسف… الحيوا*ن ده بيا*كل فر*يسته بعد ما يها*جمها… وجبنا خبراء أكدوا إن كمية الد*م دي ممي*تة… يزن مشي، خلاص
محمد وأيمن كانوا قاعدين على السلم، مش قادرين ينطقوا، عيونهم حُمرت، ووجعهم صامت.
كلهم كانوا بيحسوا نفس الشعور:
“لو كنا اتأخرنا أقل… لو كنا طلعنا معاه بدل ما نستناه… كان زمانه حي النهاردة”.
لكن الأكثر وجعًا… كانت آرين.
رغم إنها مش موجودة… لكن صوتها، دموعها، حضورها في كل ركن من القصر… كان مؤلم..… لقطة وهي بتجري في الحديقة، ويزن بيطاردها، بيضحكوا… كانت دايمًا بتهرب منه، وهو دايمًا بيمسكها ويحضنها.
والآن… لا وجود له… ولا لها.
الكل بيقول إنها اتخطفت، واللي خطفها هو نفسه اللي قت*ل يزن…
بس محدش قدر يوصلها…
مفيش خيط… مفيش صوت… مفيش دليل.
بس الكل عارف إنها عايشة… لأن مفيش أي جثة.
كل يوم… بيعدي أبطأ من اللي قبله.
والقصر…
كان بيمو*ت ببطء.
كل حد فيه كان بيسأل نفسه: هل ما*ت يزن فعلًا؟
ولو ما*ت… إزاي نعيش بعده؟
وآرين… هترجع؟ ولا هتلحقه؟
—
كانت آرين بتنام على الأرض الباردة، ملامحها باهتة، جسمها هزيل، شفايفها متشققة من قلة الميّة، وعيونها غارقة في السواد…
مضى تلات أسابيع وهي محبوسة في بيت أليكس… لا، مش بيت… سجن ناعم، جدرانه مزينة، لكن قلبه مظلم.
أليكس كان بيحاول يرعاها بطريقته المريضة… أكل، دواء، هدوء… بس في الآخر:
هي أسيرة.
أسيرة شوقها، وحزنها، وذكرياتها مع يزن… اللي الكل مقتنع إنه ما*ت.
وهي نايمة، حسّت بصوت خافت…
خبطات…
حركة في الشباك!
قامت مفزوعة، وفضلت تتحسس الجدار وراها، قلبها بيرفرف، ونَفَسها مضطرب.
الباب اتفتح بعنف، دخل أليكس، ملامحه مشوشة، ووشه شاحب.
أليكس بهمس مرتجف: – آرين… لازم نتحرك… دلوقتي حالًا!
آرين (بذعر): – في إيه؟!
قبل ما يرد، سُمِع صوت ط*لق نا*ري، قريب جدًا، كأنه في الدور اللي تحتهم.
أليكس صرخ: – تحت الأرض… دلوقتي!
خدها من إيدها، وجرى بيها على السرداب… كان مجهز مكان سري تحت البيت، مليان شاشات مراقبة، وسلاح.
رمى لها بطانية وقالها تختبي، وبدأ هو يراجع الكاميرات.
أليكس (بغضب وهمس): – شبكة “لاميا”… دايمي عرف إنك عايشة… باعت رجالتها يخلصوا عليكِ.
آرين كانت مرعوبة عيونها دموع.
أرين (بصوت مخنوق): – أنا السبب… كل الناس اللي بتحبني بتمو*ت.
أليكس بصوت مكسور: – مش هخليهم يلمسوك… أقسم بالله.
فجأة… صوت انف*جار فوقهم!
السقف اهتز، والأنوار فُصلت لحظة، بعدين اشتغلت في نمط تحذير أحمر.
أليكس (بصوت أمر): – اقعدي هنا… مهما حصل ما تفتحيش الباب ده!
خرج، قافل الباب الحديد وراه، وبدأت المعركة.
—
فوق:
اقتحم رجال “لاميا” البيت… كانو سبعة، كلهم لابسين لبس أسود كامل، نظارات ليلية، وأسل*حة حديثة.
أليكس بدأ يضر*ب من ورا الأعمدة…
رصا*صة تصي*ب كتف أول واحد…
الثاني ضر*ب قن*بلة صوتية…
وصوت الق*تال بقى عامل زي الرعد!
اختبأ ورا الطاولة، قلبه بيدق، لكنه متمرّن، قا”تل، ابن مافيا.
لكنهم كانوا كتار…
وفي لحظة، اتصا*ب في دراعه اليمين، وقع سلا*حه، وبدأ يتراجع.
لكن الأكثر وجعًا… كانت آرين.
رغم إنها مش موجودة… لكن صوتها، دموعها، حضورها في كل ركن من القصر… كان مؤلم..… لقطة وهي بتجري في الحديقة، ويزن بيطاردها، بيضحكوا… كانت دايمًا بتهرب منه، وهو دايمًا بيمسكها ويحضنها.
والآن… لا وجود له… ولا لها.
الكل بيقول إنها اتخطفت، واللي خطفها هو نفسه اللي قت*ل يزن…
بس محدش قدر يوصلها…
مفيش خيط… مفيش صوت… مفيش دليل.
بس الكل عارف إنها عايشة… لأن مفيش أي جثة.
كل يوم… بيعدي أبطأ من اللي قبله.
والقصر…
كان بيمو*ت ببطء.
كل حد فيه كان بيسأل نفسه: هل ما*ت يزن فعلًا؟
ولو ما*ت… إزاي نعيش بعده؟
وآرين… هترجع؟ ولا هتلحقه؟
—
كانت آرين بتنام على الأرض الباردة، ملامحها باهتة، جسمها هزيل، شفايفها متشققة من قلة الميّة، وعيونها غارقة في السواد…
مضى تلات أسابيع وهي محبوسة في بيت أليكس… لا، مش بيت… سجن ناعم، جدرانه مزينة، لكن قلبه مظلم.
أليكس كان بيحاول يرعاها بطريقته المريضة… أكل، دواء، هدوء… بس في الآخر:
هي أسيرة.
أسيرة شوقها، وحزنها، وذكرياتها مع يزن… اللي الكل مقتنع إنه ما*ت.
وهي نايمة، حسّت بصوت خافت…
خبطات…
حركة في الشباك!
قامت مفزوعة، وفضلت تتحسس الجدار وراها، قلبها بيرفرف، ونَفَسها مضطرب.
الباب اتفتح بعنف، دخل أليكس، ملامحه مشوشة، ووشه شاحب.
أليكس بهمس مرتجف: – آرين… لازم نتحرك… دلوقتي حالًا!
آرين (بذعر): – في إيه؟!
قبل ما يرد، سُمِع صوت ط*لق نا*ري، قريب جدًا، كأنه في الدور اللي تحتهم.
أليكس صرخ: – تحت الأرض… دلوقتي!
خدها من إيدها، وجرى بيها على السرداب… كان مجهز مكان سري تحت البيت، مليان شاشات مراقبة، وسلاح.
رمى لها بطانية وقالها تختبي، وبدأ هو يراجع الكاميرات.
أليكس (بغضب وهمس): – شبكة “لاميا”… دايمي عرف إنك عايشة… باعت رجالتها يخلصوا عليكِ.
آرين كانت مرعوبة عيونها دموع.
أرين (بصوت مخنوق): – أنا السبب… كل الناس اللي بتحبني بتمو*ت.
أليكس بصوت مكسور: – مش هخليهم يلمسوك… أقسم بالله.
فجأة… صوت انف*جار فوقهم!
السقف اهتز، والأنوار فُصلت لحظة، بعدين اشتغلت في نمط تحذير أحمر.
أليكس (بصوت أمر): – اقعدي هنا… مهما حصل ما تفتحيش الباب ده!
خرج، قافل الباب الحديد وراه، وبدأت المعركة.
—
فوق:
اقتحم رجال “لاميا” البيت… كانو سبعة، كلهم لابسين لبس أسود كامل، نظارات ليلية، وأسل*حة حديثة.
أليكس بدأ يضر*ب من ورا الأعمدة…
رصا*صة تصي*ب كتف أول واحد…
الثاني ضر*ب قن*بلة صوتية…
وصوت الق*تال بقى عامل زي الرعد!
اختبأ ورا الطاولة، قلبه بيدق، لكنه متمرّن، قا”تل، ابن مافيا.
لكنهم كانوا كتار…
وفي لحظة، اتصا*ب في دراعه اليمين، وقع سلا*حه، وبدأ يتراجع.
وهو بيقع، شافهم داخلين على السرداب…
صرخ بأعلى صوته:
– آرين اهربييييي!!!
بس كان فات الأوان…
الباب الحديد اتكسر، ودخلت اتنين من رجالة دايمي، واحد منهم مدّ إيده عليها، و…
BOOOOM!!!
صوت طل*قة عالية جدًا.
الكل سكت.
اللي ماسك آرين وقع فجأة، طل*قة مصممة تخ*ترق الجم*جمة من أولها لآخرها.
اللي باقيين رجعوا خطوة، مرعوبين، وأليكس نفسه اتجمد مكانه.
رجُل خرج من دخان السلالم…
خطواته تقيلة… ثابتة…
صوت حذاءه العسكري بيرنّ على الأرض.
كان لابس بدلة سوداء فخمة، عليها تراب خفيف، شعره مبلول شوية كأنه كان بيجري في الغابة…
في كتفه شال أسود مخرم، وعلى خصره سلا*حين ناريين.
المفاجأة؟
يزن الصياد.
عاش… وراجع.
أليكس (بذهول وعيونه بتدمع): – إنت… إزاي؟!
يزن (بصوت خشن مليان غضب): – سؤالك الغلط… هو مين فيكم عايز يمو*ت الأول
—
يتبع…
صرخ بأعلى صوته:
– آرين اهربييييي!!!
بس كان فات الأوان…
الباب الحديد اتكسر، ودخلت اتنين من رجالة دايمي، واحد منهم مدّ إيده عليها، و…
BOOOOM!!!
صوت طل*قة عالية جدًا.
الكل سكت.
اللي ماسك آرين وقع فجأة، طل*قة مصممة تخ*ترق الجم*جمة من أولها لآخرها.
اللي باقيين رجعوا خطوة، مرعوبين، وأليكس نفسه اتجمد مكانه.
رجُل خرج من دخان السلالم…
خطواته تقيلة… ثابتة…
صوت حذاءه العسكري بيرنّ على الأرض.
كان لابس بدلة سوداء فخمة، عليها تراب خفيف، شعره مبلول شوية كأنه كان بيجري في الغابة…
في كتفه شال أسود مخرم، وعلى خصره سلا*حين ناريين.
المفاجأة؟
يزن الصياد.
عاش… وراجع.
أليكس (بذهول وعيونه بتدمع): – إنت… إزاي؟!
يزن (بصوت خشن مليان غضب): – سؤالك الغلط… هو مين فيكم عايز يمو*ت الأول
—
يتبع…
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية الطفلة والوحش)