روايات
رواية الطفلة والوحش الفصل الثلاثون 30 بقلم نورا السنباطي
رواية الطفلة والوحش الفصل الثلاثون 30 بقلم نورا السنباطي
البارت الثلاثون
#رواية_الطفلةوالوحش
#الفصل_الثلاثون
#بقلمي_نورا_مرزوق
في قاعة الصالون الكبرى، ذات الأرضية اللامعة وسقفٍ مُحمّل بثُريّات الكريستال، كان الليل صامتًا، إلا من صوت النيران المتراقصة في المدفأة. على الكرسي الكبير المغطّى بالمخمل الأسود، جلس “أليكس”، رجلٌ لا يعرف الرحمة، عيناه جامدتان كرصاصة، وملامحه لا تعرف الرجاء.
وبجانبه، جلس “أرثر”… ليس مجرد شريك في الجريمة، بل رفيق الطفولة.
أليكس، وهو يسكب المشروب بهدوء في كأسه دون أن يلتفت لأرثر:
– أخبرني… كم عدد الج*ثث التي نحتاجها لنصل إلى الصفقة المثالية؟ عشرة؟ عشرون؟ أم أن المال كفيلٌ بأن يغسل الأيادي مهما تلطخت؟
أرثر، بابتسامة ساخرة:
– بل مئة يا صديقي، إن لم تُرو الأرض بالد*م، فلن تُزهر أبدًا.
أليكس، وهو يحدّق في النيران:
#الفصل_الثلاثون
#بقلمي_نورا_مرزوق
في قاعة الصالون الكبرى، ذات الأرضية اللامعة وسقفٍ مُحمّل بثُريّات الكريستال، كان الليل صامتًا، إلا من صوت النيران المتراقصة في المدفأة. على الكرسي الكبير المغطّى بالمخمل الأسود، جلس “أليكس”، رجلٌ لا يعرف الرحمة، عيناه جامدتان كرصاصة، وملامحه لا تعرف الرجاء.
وبجانبه، جلس “أرثر”… ليس مجرد شريك في الجريمة، بل رفيق الطفولة.
أليكس، وهو يسكب المشروب بهدوء في كأسه دون أن يلتفت لأرثر:
– أخبرني… كم عدد الج*ثث التي نحتاجها لنصل إلى الصفقة المثالية؟ عشرة؟ عشرون؟ أم أن المال كفيلٌ بأن يغسل الأيادي مهما تلطخت؟
أرثر، بابتسامة ساخرة:
– بل مئة يا صديقي، إن لم تُرو الأرض بالد*م، فلن تُزهر أبدًا.
أليكس، وهو يحدّق في النيران:
– حسنًا… إليك ما أريد.
– أولاً: السيطرة الكاملة على معمل “ليما” في بوخارست، لا يُصنَّع شيء دون علمي، ولا تخرج شحنة إلا بإذني.
– ثانيًا: سيتم نقل البضاعة عبر سفينتين مزوّرتين ترفعان علم كولومبيا، وتحت غطاء مواد طبية.
– ثالثًا: الأرباح تقسم على النحو التالي… 40% لي، 40% لك، و20% تبقى لحماية الطرق والولاءات السياسية.
لكن أي خيانة… أي تأخير… سأعتبرها إعلانًا للحر*ب.
أرثر، وهو يميل بجسده للأمام:
– وماذا عن الأمن الدولي؟ إنهم يراقبون كل نفس نتنفسه يا أليكس…
أليكس، بابتسامة باردة:
– ليحاولوا… نحن لا نعيش تحت القانون، بل فوقه. القانون لا يسري على من يصنعه.
ثم… فجأة.
في مكانٍ ما من الطابق العلوي…
تسلّل لحنٌ ناعم إلى القاعة…
لحنٌ لم يكن ليرحّب به أليكس في أي صفقة… لكنه هذه المرة، جمّده.
صوت أنثوي، لم يكن يغني… بل كان يهمس بالحنين، يذوب بالحاجة، بالرجاء.
صوت آرين.
كانت تغني… تغني بلغة ليست لغتها، لكن شعور الكلمات خرج من صدرها وكأنها نُسجت من أضلاعها.
سقط السيجار من بين أصابعه… وجمُدت عيناه كأنهما أبصرتا ملاكًا ينزف.
أليكس (بهمس، وعيناه تتسعان بجنون):
– إنها… إنها تُغني له؟!!
تُناديه؟
بعد كل هذا… لا تزال تنتظر؟!
أرثر (يحاول كبح الدهشة):
– أليكس… صوتها… يُجمد القلب.
أليكس (يضحك بخفة مجنونة):
– لا، لا، لا… هي لا تعرف أنها تُغني لي…
لكنّي سأجعلها تعرف… سأجعلها تُغني لي فقط…
وسيمو*ت يزن… سيمو*ت، لتُصبح لي للأبد.
كان صوت آرين شيئًا لا يُشبه شيئًا.
صوتها ناعم كقطعة شاش تُمزق، مشحون بالحزن كأن كل نَفَسٍ فيه صلاة.
صوتٌ فيه شهقة من بكى طويلًا، وفيه رجفة من لا يزال يحب، رغم القيد، رغم الألم.
أرثر، بدهشة:
– ما بها؟
أليكس، بنبرة مشوبة بالغيرة والهوس القاتل:
– لا تفهم يا أرثر…
– صوتها ليس غناءً… بل طعنًا بطيئًا في صدري.
– هي مِلكي، ومع ذلك… لا تناديني.
أرثر، وهو ينظر إليه طويلًا:
– لمَ خطفتها إذًا يا أليكس؟ ما الذي تريد منها؟
أليكس، وهو يقف، عينيه تشتعلان بالجنون، لكنه يتحدث بهدوء مرعب:
– لم أخطفها… بل أنقذتها من عالمٍ لا يليق بها.
– هي زهرة وقعت بين أقدام الذئاب…
وأنا… أنا الذئب الذي وقع في حبّها.
—
كان الصمت يلف الجدران الثقيلة، قبل أن يبدأ الصوت في التسلل كالماء عبر الشقوق…
صوتٌ ناعم، دافئ، متشرب بالحزن، يتهادى بين الممرات، يحمل نبرة الشوق، والرجاء…
صوت امرأة تتكلم للغياب، وتغني للظل، وتنتظر من لا يجيء.
آرين تغني… بصوتها اللي يشبه الفجر ساعة ما يتسلل على جبين الليل:
– أولاً: السيطرة الكاملة على معمل “ليما” في بوخارست، لا يُصنَّع شيء دون علمي، ولا تخرج شحنة إلا بإذني.
– ثانيًا: سيتم نقل البضاعة عبر سفينتين مزوّرتين ترفعان علم كولومبيا، وتحت غطاء مواد طبية.
– ثالثًا: الأرباح تقسم على النحو التالي… 40% لي، 40% لك، و20% تبقى لحماية الطرق والولاءات السياسية.
لكن أي خيانة… أي تأخير… سأعتبرها إعلانًا للحر*ب.
أرثر، وهو يميل بجسده للأمام:
– وماذا عن الأمن الدولي؟ إنهم يراقبون كل نفس نتنفسه يا أليكس…
أليكس، بابتسامة باردة:
– ليحاولوا… نحن لا نعيش تحت القانون، بل فوقه. القانون لا يسري على من يصنعه.
ثم… فجأة.
في مكانٍ ما من الطابق العلوي…
تسلّل لحنٌ ناعم إلى القاعة…
لحنٌ لم يكن ليرحّب به أليكس في أي صفقة… لكنه هذه المرة، جمّده.
صوت أنثوي، لم يكن يغني… بل كان يهمس بالحنين، يذوب بالحاجة، بالرجاء.
صوت آرين.
كانت تغني… تغني بلغة ليست لغتها، لكن شعور الكلمات خرج من صدرها وكأنها نُسجت من أضلاعها.
سقط السيجار من بين أصابعه… وجمُدت عيناه كأنهما أبصرتا ملاكًا ينزف.
أليكس (بهمس، وعيناه تتسعان بجنون):
– إنها… إنها تُغني له؟!!
تُناديه؟
بعد كل هذا… لا تزال تنتظر؟!
أرثر (يحاول كبح الدهشة):
– أليكس… صوتها… يُجمد القلب.
أليكس (يضحك بخفة مجنونة):
– لا، لا، لا… هي لا تعرف أنها تُغني لي…
لكنّي سأجعلها تعرف… سأجعلها تُغني لي فقط…
وسيمو*ت يزن… سيمو*ت، لتُصبح لي للأبد.
كان صوت آرين شيئًا لا يُشبه شيئًا.
صوتها ناعم كقطعة شاش تُمزق، مشحون بالحزن كأن كل نَفَسٍ فيه صلاة.
صوتٌ فيه شهقة من بكى طويلًا، وفيه رجفة من لا يزال يحب، رغم القيد، رغم الألم.
أرثر، بدهشة:
– ما بها؟
أليكس، بنبرة مشوبة بالغيرة والهوس القاتل:
– لا تفهم يا أرثر…
– صوتها ليس غناءً… بل طعنًا بطيئًا في صدري.
– هي مِلكي، ومع ذلك… لا تناديني.
أرثر، وهو ينظر إليه طويلًا:
– لمَ خطفتها إذًا يا أليكس؟ ما الذي تريد منها؟
أليكس، وهو يقف، عينيه تشتعلان بالجنون، لكنه يتحدث بهدوء مرعب:
– لم أخطفها… بل أنقذتها من عالمٍ لا يليق بها.
– هي زهرة وقعت بين أقدام الذئاب…
وأنا… أنا الذئب الذي وقع في حبّها.
—
كان الصمت يلف الجدران الثقيلة، قبل أن يبدأ الصوت في التسلل كالماء عبر الشقوق…
صوتٌ ناعم، دافئ، متشرب بالحزن، يتهادى بين الممرات، يحمل نبرة الشوق، والرجاء…
صوت امرأة تتكلم للغياب، وتغني للظل، وتنتظر من لا يجيء.
آرين تغني… بصوتها اللي يشبه الفجر ساعة ما يتسلل على جبين الليل:
..
كان صوتها أشبه بخيط من الحرير ينساب من بين جروح الزمان… فيه رعشة خفيفة، توحي بأنها على وشك الانهيار، لكنها تصرّ على الغناء، كأن الغناء صار هو الوسيلة الوحيدة للبقاء.
نبراتها مرتفعة حين تنادي، منخفضة حين تتوسل، تشبه نسمة تمرّ على قلوب متشققة.
في صوتها بكاء طفل خائف… وامرأة تنتظر حبيبها من المعركة…
فيه ضعف… لكنه يغزو أقسى القلوب.
وأليكس؟ كان أول القتلى بصوتها.
In the dark, I call your name,
Through the silence, through the pain.
I close my eyes, and there you are—
Like a whisper in a distant star.
Come back to me, I’m waiting still,
Time stands frozen, against my will.
You are my light, my only way,
I need you more with every day.
The night is cold, the shadows deep,
But I still dream when I can’t sleep.
I’m reaching out through every tear—
Come back to me… I need you here.
> في الظلام، أنادي باسمك،
عبر الصمت، عبر الألم.
أغمض عينيّ، فأراك هناك—
كهمسة في نجم بعيد.
عُد إليّ، ما زلتُ أنتظر،
الزمن مجمّد، رغم إرادتي.
أنت نوري، طريقي الوحيد،
أحتاجك أكثر في كل يوم.
الليل بارد، والظلال عميقة،
لكنّي أحلم حتى وأنا لا أنام.
أمد يدي عبر كل دمعة—
عُد إلي… أحتاجك هنا
—
أليكس توقّف عن الكلام، والضوء في عينيه انكسر. رفع رأسه ببطء وقال بصوت منخفض:
– صوتها… يقسمني نصفين.
أرثر، الذي جلس على الكرسي المقابل، كان يُدخّن سيجارًا عتيقًا. نظر إلى صديقه وقال وهو يغمغم:
كان صوتها أشبه بخيط من الحرير ينساب من بين جروح الزمان… فيه رعشة خفيفة، توحي بأنها على وشك الانهيار، لكنها تصرّ على الغناء، كأن الغناء صار هو الوسيلة الوحيدة للبقاء.
نبراتها مرتفعة حين تنادي، منخفضة حين تتوسل، تشبه نسمة تمرّ على قلوب متشققة.
في صوتها بكاء طفل خائف… وامرأة تنتظر حبيبها من المعركة…
فيه ضعف… لكنه يغزو أقسى القلوب.
وأليكس؟ كان أول القتلى بصوتها.
In the dark, I call your name,
Through the silence, through the pain.
I close my eyes, and there you are—
Like a whisper in a distant star.
Come back to me, I’m waiting still,
Time stands frozen, against my will.
You are my light, my only way,
I need you more with every day.
The night is cold, the shadows deep,
But I still dream when I can’t sleep.
I’m reaching out through every tear—
Come back to me… I need you here.
> في الظلام، أنادي باسمك،
عبر الصمت، عبر الألم.
أغمض عينيّ، فأراك هناك—
كهمسة في نجم بعيد.
عُد إليّ، ما زلتُ أنتظر،
الزمن مجمّد، رغم إرادتي.
أنت نوري، طريقي الوحيد،
أحتاجك أكثر في كل يوم.
الليل بارد، والظلال عميقة،
لكنّي أحلم حتى وأنا لا أنام.
أمد يدي عبر كل دمعة—
عُد إلي… أحتاجك هنا
—
أليكس توقّف عن الكلام، والضوء في عينيه انكسر. رفع رأسه ببطء وقال بصوت منخفض:
– صوتها… يقسمني نصفين.
أرثر، الذي جلس على الكرسي المقابل، كان يُدخّن سيجارًا عتيقًا. نظر إلى صديقه وقال وهو يغمغم:
– ما زلتَ تسمح لها أن تعيش هنا؟ رغم كل هذا الشوق… كل هذا الجنون؟
أليكس، وهو ينهض واقفًا:
– ليس شوقًا يا أرثر… بل لعنة… تلك المرأة لعنة مقدّسة.
أرثر، مبتسمًا ساخراً:
– أو مخلّصة… في روايتك المجنونة.
أليكس، وهو ينظر للباب المُغلق الذي يأتي منه الصوت:
– هي لا تنتمي لهذا العالم، يا أرثر. وأنا؟
أنا صنعتُ هذا العالم كله فقط لأجلها.
—
ثم التفت أليكس فجأة، وعاد إلى طاولة المفاوضات، حيث كانت وثائق موضوعة أمامه…
قال، بصوته الحاد القاطع:
– نعود إلى الصفقة.
أرثر، وهو يميل بجسده للأمام باهتمام:
– أخبرني إذن، ما التفاصيل التي لم تُكتب؟
أليكس، وهو يبدأ بالكلام
– ستنطلق السفينة من مرفأ “سان بييترو” تحت راية مزيفة. ستُنقل البضاعة – شحنة الأسلحة المُعالجة – إلى عرض البحر، حيث تلتقي بسفينة “الظلال البيضاء”.
– على متنها، سيكون رجالنا مختلطين برجال “لاميا”، الشبكة التي لا تزال تُخفي أنيابها في الظل.
– لا يُكتب شيء، لا يُسجَّل شيء.
نُسدد بثلاث مراحل: الذهب، ثم الد*م، ثم الصمت.
أرثر، وقد ارتسمت الدهشة على ملامحه:
– وماذا عن الجمارك الإيطالية؟ والرادارات الفرنسية؟ إنهم يتصيّدون الهواء!
أليكس بابتسامة قاتلة:
– سأشعل حر*بًا بينهم قبل وصولنا إلى البحر.
الحر*ب هي أفضل ستار، يا أرثر.
أرثر، مغمغمًا:
– هل تظن أن الرب سيغفر لك هذا؟
أليكس، دون أن ينظر إليه:
– لا أعلم
—
أرثر ابتلع جملته، ثم قال بصوت مبحوح:
– وكل هذا… لأجلها؟
أليكس، وهو ينظر للباب مرّة أخرى… وصوت آرين لا يزال ينزف في المكان:
– نعم.
هي لا تعلم… ولكن هذا العالم كلّه قد بُني على أنقاض عشقي لها.
—
علي الجانب الاخر
بدأت أمواج من الذكريات القديمة تعود إلي يزن ذكريات لم يتمني يوماً ان تعود إليه ولكن هاهي الأن تخترق روحه وتهز كيانه وتجعل الدموع من عينيه تفر ..
تقدم ريڤان يحتضن أخاه ويتحدث بفرحه ودموع
ريڤان ـ أبونا عايش يا زين ..بابا ..بابا عايش ..رعد فهد كلمني وقالي انو لاقوه في مزرعه الشرقية .
أمسك ريڤان يد أخاه ليذهبو للقاء الأب ..ولكن هيهات شعر ريڤان كانه يدفع جبل لا يتحرك فنظر لأخيه وعلامات الإستفهام علي وجهه يسأل بغرابه ..
ريڤان ـ مالك يا يزن انت مش فرحان
تحدث هو الأخر بصوت لا يظهر حنين او دفء او شوق
يزن ـ روح انت في شخص معلق أمله عليا اني ألاقيه وأرجعه لحضني تاني
ثم بعد ذالك تركه ذالك الوحش ليذهب إلي سيارته دب الحياه في محرك السيارة منطلق إلي وجهه مجهوله …
كان يقود بسرعه جنونية وذكريات مؤلمه من الماضي تهاجم قلبه وعقله بدون رحمه صوت صراخ طفل صغير ورجاء إمرآه ببكاء وصوت تكسير وصراخ وجميعهم يهاجموه بقوه دفعه واحده وجملة ” أبونا عايش يا يزن ” تتردد في إذنه بقوة
يزن بصراخ وألم في قلبه من شخص كان المفروض يكون ليه صديق قبل أب ـ ااااااااااااااااااه
كان الطريق أمامه مظلمًا، رغم أن أنوار السيارة كانت تفتكّ ظلمة الليل بحدة… لكن ما بداخله، كان أظلم من أي شيء.
قبضته كانت تشدّ على عجلة القيادة كأنها تحاول تثبيت عقله، وإلا انزلق من فوق الهاوية.
صوت أرواح الماضي كانت تملأ السيارة، ليست أصواتًا حقيقية… بل أسوأ، ذكريات!
صوت والدته وهي تبكي، صوت الباب الحديدي يُغلق بقسوة، صوت صديقه… أو من كان صديقًا… يضحك وهو يصفّق بجانب أبيه…
يزن ضر*ب عجلة القيادة بقبضة يده بعنف وهو يزأر:
– ليه رجعت دلوقتي؟ ليه بعد ما اتكسرت أرجلك في قلبي، تقوم وتقول أنا عايش؟!!
مرر كفه المرتجف على وجهه، لكن دموعه كانت أعند من أن تُمحى…
ثم همس بصوت متقطع:
– أنا مش ضعيف… بس فيه حاجات بتكسر أقوى واحد… وأنا كسرت، من زمان…
—
في مكانٍ آخر، في قلب القصر الأسود…
كان أليكس واقفًا عند باب غرفة المراقبة، يتأمل الشاشة التي تُظهر “آرين” وهي جالسة على طرف السرير… وحدها.
صوتها كان يُسمع واضحًا من السماعات…
تُغني بلحن بطيء، بصوتٍ ناعم كأن نسمات ليل خفيفة تمر على وتر مجروح:
—
“Can you hear my heart, my love?
I’ve been waiting here, enough.
Through the silence, through the pain,
I still whisper out your name.
The nights are cold, the walls are tight,
But I see you in my every light.
I know you’ll come, I feel it near…
My love, my hero, bring me here.”
—
هل تسمع قلبي، يا حبي؟
لقد انتظرت هنا، كفاية…
عبر الصمت، عبر الألم،
ما زلت أُهمس باسمك.
الليالي باردة، والجدران تخنق،
لكنني أراك في كل نور.
أعلم أنك ستأتي، أشعر بذلك قريبًا…
يا حبي، يا بطلي… أعدني.
—
صوتها كان ناعمًا… حزينًا…
لكن فيه نوع من الحنين اللي مستحيل يتزوّر.
كان فيه بُحة خفيفة لما تنطق الكلمات اللي فيها شوق،
وتَمدّ في الحروف كأنها بتناجي الغالي من خلف الجدران…
كأن كل نغمة بتُقال، كانت بتشق قلب أليكس نفسه.
أليكس سحب نفس عميق، ورفع كفه بهدوء يكتم الغضب:
– أرثر…
أجابه صديقه وهو يدخل الغرفة:
– نعم؟
أليكس بنبرة قاتمة:
– إنها تريده
أرثر ابتسم بسخرية:
– لا تزال تحبه… رغم الأسر، رغم كل شيء.
أليكس بصوت منخفض، لكنه حاد:
– لا بأس. سيأتي… وسأنتزعه من داخلها… بيدي.
أرثر بتنهيدة ثقيلة:
– هل هذا ما تريده حقًا، يا أليكس؟ امرأة محطمة القلب؟ لا تنتمي لك، لا تراك؟
أليكس التفت إليه، وعيناه تشعّان بجنون هادئ:
– بل أريدها أن ترى. أن تشعر. أن تفهم… أنه لا أحد أحبها كما أفعل.
أرثر رفع حاجبه:
– وفي المقابل؟ ماذا تعرض لها؟ أسْر؟ تهديد؟ خوف؟
صمت أليكس لبرهة، ثم تحرك ببطء نحو الطاولة الزجاجية، حيث عقد الصفقة كان مفتوحًا:
– قلت إننا نُنهي الاتفاق الليلة.
أرثر أومأ:
– نعم. المهربون من الحدود الجنوبية جاهزون. والمخدرات سيتم تهريبها عبر مرفأ روكستون.
أليكس وهو يقرأ:
– الكمية مضاعفة، والسعر ثابت. نحصل على الحماية من “الدرع الأسود”، وتُضمن لنا الحصانة داخل حدود منطقة السواحل.
أرثر:
– والسلا*ح؟
أليكس:
– سيتم تسليمه من مستودعات “لا فيرا” مباشرة. ثلاث شحنات في الشهر، دون علامات تتبع.
أرثر ابتسم:
– اتفاق نظيف… بلا شركاء مزعجين، بلا أوثان تُعبد، بلا خيانة.
أليكس أغلق الملف بقوة:
– فقط السيطرة… فقط أنا من يحكم هذا العالم.
في الطريق السريع…
كانت العاصفة تزداد حوله، مطر كثيف يضر*ب زجاج السيارة، ورياح تصرخ كما لو أنها تنذر بما هو قادم.
يزن كان يقود بجنون… وجهه شاحب، عيونه مش بتشوف قدامها، بتشوف جوه… جوه ذاكرته… وجعه… وتعب أرين … وخطفها ….وذكريات مؤلمه …وصراخ طفل.. وبكاء إمرآه ..وصراخ ..وجع ..خوف .. دموع ..دم … وضحك ..ودموع ..وصراخ …وكلمات كثيره تتردد في إذنه … وخطف صغيرته ..وووووو الكثير
… وصوت أرين في قلبه بيصرخ: “أنا مستناك
كان ضغط على البنزين للآخر… السرعة عمالة تزيد… والشارع فاضي إلا منه.
وفجــــأة…
شاحنة ضخمة خرجت من أحد المنحنيات بسرعه و
الاصطدام كان مروع… السيارة اتدحلبت أكتر من خمس مرات قبل ما تنفجر النار فيها… وكل اللي شاف الحادث قال جملة واحدة:
“اللي كان جوه مات.”
يتبع ….
أليكس، وهو ينهض واقفًا:
– ليس شوقًا يا أرثر… بل لعنة… تلك المرأة لعنة مقدّسة.
أرثر، مبتسمًا ساخراً:
– أو مخلّصة… في روايتك المجنونة.
أليكس، وهو ينظر للباب المُغلق الذي يأتي منه الصوت:
– هي لا تنتمي لهذا العالم، يا أرثر. وأنا؟
أنا صنعتُ هذا العالم كله فقط لأجلها.
—
ثم التفت أليكس فجأة، وعاد إلى طاولة المفاوضات، حيث كانت وثائق موضوعة أمامه…
قال، بصوته الحاد القاطع:
– نعود إلى الصفقة.
أرثر، وهو يميل بجسده للأمام باهتمام:
– أخبرني إذن، ما التفاصيل التي لم تُكتب؟
أليكس، وهو يبدأ بالكلام
– ستنطلق السفينة من مرفأ “سان بييترو” تحت راية مزيفة. ستُنقل البضاعة – شحنة الأسلحة المُعالجة – إلى عرض البحر، حيث تلتقي بسفينة “الظلال البيضاء”.
– على متنها، سيكون رجالنا مختلطين برجال “لاميا”، الشبكة التي لا تزال تُخفي أنيابها في الظل.
– لا يُكتب شيء، لا يُسجَّل شيء.
نُسدد بثلاث مراحل: الذهب، ثم الد*م، ثم الصمت.
أرثر، وقد ارتسمت الدهشة على ملامحه:
– وماذا عن الجمارك الإيطالية؟ والرادارات الفرنسية؟ إنهم يتصيّدون الهواء!
أليكس بابتسامة قاتلة:
– سأشعل حر*بًا بينهم قبل وصولنا إلى البحر.
الحر*ب هي أفضل ستار، يا أرثر.
أرثر، مغمغمًا:
– هل تظن أن الرب سيغفر لك هذا؟
أليكس، دون أن ينظر إليه:
– لا أعلم
—
أرثر ابتلع جملته، ثم قال بصوت مبحوح:
– وكل هذا… لأجلها؟
أليكس، وهو ينظر للباب مرّة أخرى… وصوت آرين لا يزال ينزف في المكان:
– نعم.
هي لا تعلم… ولكن هذا العالم كلّه قد بُني على أنقاض عشقي لها.
—
علي الجانب الاخر
بدأت أمواج من الذكريات القديمة تعود إلي يزن ذكريات لم يتمني يوماً ان تعود إليه ولكن هاهي الأن تخترق روحه وتهز كيانه وتجعل الدموع من عينيه تفر ..
تقدم ريڤان يحتضن أخاه ويتحدث بفرحه ودموع
ريڤان ـ أبونا عايش يا زين ..بابا ..بابا عايش ..رعد فهد كلمني وقالي انو لاقوه في مزرعه الشرقية .
أمسك ريڤان يد أخاه ليذهبو للقاء الأب ..ولكن هيهات شعر ريڤان كانه يدفع جبل لا يتحرك فنظر لأخيه وعلامات الإستفهام علي وجهه يسأل بغرابه ..
ريڤان ـ مالك يا يزن انت مش فرحان
تحدث هو الأخر بصوت لا يظهر حنين او دفء او شوق
يزن ـ روح انت في شخص معلق أمله عليا اني ألاقيه وأرجعه لحضني تاني
ثم بعد ذالك تركه ذالك الوحش ليذهب إلي سيارته دب الحياه في محرك السيارة منطلق إلي وجهه مجهوله …
كان يقود بسرعه جنونية وذكريات مؤلمه من الماضي تهاجم قلبه وعقله بدون رحمه صوت صراخ طفل صغير ورجاء إمرآه ببكاء وصوت تكسير وصراخ وجميعهم يهاجموه بقوه دفعه واحده وجملة ” أبونا عايش يا يزن ” تتردد في إذنه بقوة
يزن بصراخ وألم في قلبه من شخص كان المفروض يكون ليه صديق قبل أب ـ ااااااااااااااااااه
كان الطريق أمامه مظلمًا، رغم أن أنوار السيارة كانت تفتكّ ظلمة الليل بحدة… لكن ما بداخله، كان أظلم من أي شيء.
قبضته كانت تشدّ على عجلة القيادة كأنها تحاول تثبيت عقله، وإلا انزلق من فوق الهاوية.
صوت أرواح الماضي كانت تملأ السيارة، ليست أصواتًا حقيقية… بل أسوأ، ذكريات!
صوت والدته وهي تبكي، صوت الباب الحديدي يُغلق بقسوة، صوت صديقه… أو من كان صديقًا… يضحك وهو يصفّق بجانب أبيه…
يزن ضر*ب عجلة القيادة بقبضة يده بعنف وهو يزأر:
– ليه رجعت دلوقتي؟ ليه بعد ما اتكسرت أرجلك في قلبي، تقوم وتقول أنا عايش؟!!
مرر كفه المرتجف على وجهه، لكن دموعه كانت أعند من أن تُمحى…
ثم همس بصوت متقطع:
– أنا مش ضعيف… بس فيه حاجات بتكسر أقوى واحد… وأنا كسرت، من زمان…
—
في مكانٍ آخر، في قلب القصر الأسود…
كان أليكس واقفًا عند باب غرفة المراقبة، يتأمل الشاشة التي تُظهر “آرين” وهي جالسة على طرف السرير… وحدها.
صوتها كان يُسمع واضحًا من السماعات…
تُغني بلحن بطيء، بصوتٍ ناعم كأن نسمات ليل خفيفة تمر على وتر مجروح:
—
“Can you hear my heart, my love?
I’ve been waiting here, enough.
Through the silence, through the pain,
I still whisper out your name.
The nights are cold, the walls are tight,
But I see you in my every light.
I know you’ll come, I feel it near…
My love, my hero, bring me here.”
—
هل تسمع قلبي، يا حبي؟
لقد انتظرت هنا، كفاية…
عبر الصمت، عبر الألم،
ما زلت أُهمس باسمك.
الليالي باردة، والجدران تخنق،
لكنني أراك في كل نور.
أعلم أنك ستأتي، أشعر بذلك قريبًا…
يا حبي، يا بطلي… أعدني.
—
صوتها كان ناعمًا… حزينًا…
لكن فيه نوع من الحنين اللي مستحيل يتزوّر.
كان فيه بُحة خفيفة لما تنطق الكلمات اللي فيها شوق،
وتَمدّ في الحروف كأنها بتناجي الغالي من خلف الجدران…
كأن كل نغمة بتُقال، كانت بتشق قلب أليكس نفسه.
أليكس سحب نفس عميق، ورفع كفه بهدوء يكتم الغضب:
– أرثر…
أجابه صديقه وهو يدخل الغرفة:
– نعم؟
أليكس بنبرة قاتمة:
– إنها تريده
أرثر ابتسم بسخرية:
– لا تزال تحبه… رغم الأسر، رغم كل شيء.
أليكس بصوت منخفض، لكنه حاد:
– لا بأس. سيأتي… وسأنتزعه من داخلها… بيدي.
أرثر بتنهيدة ثقيلة:
– هل هذا ما تريده حقًا، يا أليكس؟ امرأة محطمة القلب؟ لا تنتمي لك، لا تراك؟
أليكس التفت إليه، وعيناه تشعّان بجنون هادئ:
– بل أريدها أن ترى. أن تشعر. أن تفهم… أنه لا أحد أحبها كما أفعل.
أرثر رفع حاجبه:
– وفي المقابل؟ ماذا تعرض لها؟ أسْر؟ تهديد؟ خوف؟
صمت أليكس لبرهة، ثم تحرك ببطء نحو الطاولة الزجاجية، حيث عقد الصفقة كان مفتوحًا:
– قلت إننا نُنهي الاتفاق الليلة.
أرثر أومأ:
– نعم. المهربون من الحدود الجنوبية جاهزون. والمخدرات سيتم تهريبها عبر مرفأ روكستون.
أليكس وهو يقرأ:
– الكمية مضاعفة، والسعر ثابت. نحصل على الحماية من “الدرع الأسود”، وتُضمن لنا الحصانة داخل حدود منطقة السواحل.
أرثر:
– والسلا*ح؟
أليكس:
– سيتم تسليمه من مستودعات “لا فيرا” مباشرة. ثلاث شحنات في الشهر، دون علامات تتبع.
أرثر ابتسم:
– اتفاق نظيف… بلا شركاء مزعجين، بلا أوثان تُعبد، بلا خيانة.
أليكس أغلق الملف بقوة:
– فقط السيطرة… فقط أنا من يحكم هذا العالم.
في الطريق السريع…
كانت العاصفة تزداد حوله، مطر كثيف يضر*ب زجاج السيارة، ورياح تصرخ كما لو أنها تنذر بما هو قادم.
يزن كان يقود بجنون… وجهه شاحب، عيونه مش بتشوف قدامها، بتشوف جوه… جوه ذاكرته… وجعه… وتعب أرين … وخطفها ….وذكريات مؤلمه …وصراخ طفل.. وبكاء إمرآه ..وصراخ ..وجع ..خوف .. دموع ..دم … وضحك ..ودموع ..وصراخ …وكلمات كثيره تتردد في إذنه … وخطف صغيرته ..وووووو الكثير
… وصوت أرين في قلبه بيصرخ: “أنا مستناك
كان ضغط على البنزين للآخر… السرعة عمالة تزيد… والشارع فاضي إلا منه.
وفجــــأة…
شاحنة ضخمة خرجت من أحد المنحنيات بسرعه و
الاصطدام كان مروع… السيارة اتدحلبت أكتر من خمس مرات قبل ما تنفجر النار فيها… وكل اللي شاف الحادث قال جملة واحدة:
“اللي كان جوه مات.”
يتبع ….
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية الطفلة والوحش)
روايه رائعه
روايه رائعه