رواية ليلتي الفصل السابع 7 بقلم ولاء مدحت - The Last Line
روايات

رواية ليلتي الفصل السابع 7 بقلم ولاء مدحت

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

رواية ليلتي الفصل السابع 7 بقلم ولاء مدحت

 

البارت السابع

 

 

البارت السابع
روايه ليلتي
الليل كان ساكن، وكأن الدنيا كلها خدت نفس عميق.
ليل قاعدة على البلكونة، بتشرب نعناع، وصاحبتها “هدى” جنبها… من الناس القليلة اللي تعرف الحكاية من أولها.
قالت هدى وهي بتبص فيها:
ـ “مش عارفة أقولك إيه… بس واضح إنك مش مرتاحة.”
سكتت ليل شوية، وبعدين قالت:
ـ “هو ليه بيرجع كده؟
يرجع يوجعني، وبعدين يسكت؟
يبصلي بعنيه اللي بتتكلّم أكتر من لسانه، وبعدين يروح لها؟”
هدى قالت بحنية:
ـ “علشان لسه بيحبك يا ليل…
بس واضح إنه ضايع… ضايع بينك وبين وجعه، وبين اللي اختارها يمكن غصب عنه.”
ليل بصّت لها، ودموعها وقفت على طرف عينيها:
ـ “أنا مش عايزاه يرجع…
أنا بس عايزة أبطل أوجع.”
هدى قربت منها، وقالت:
ـ “وشادي؟”
سكتت ليل… لفّت وشها بعيد، وبعدين قالت:
ـ “مش عارفة.
فيه راحة وأنا بكلمه، وفيه حاجة جديدة، نظيفة، مش باين فيها خداع ولا أسرار.
بس أنا… قلبي زي حد خرج من عملية جراحية ولسه مش عارف يتحرك.”
قالت هدى وهي بتبتسم:
ـ “بس يمكن شادي هو العلاج…
مش علشان يداويك، لأ… علشان يعلّمك إنك لسه تستحقي تبدأي من أول سطر.”

ليل سكتت، وبصّت للسماء…
وقالت بهمس:
ـ “أنا محتاجة أعرف أنا مين بعيد عن زين…
من غير وجعه، ومن غير ذكرياته… من غير حتى اسمه.”
هدى حطت إيدها على إيدها وقالت:
ـ “وهو ده أول طريق الخلاص يا ليل…
لما تبقي أنتي بس، من غير حد يشبهك أو يربطك.”
بعد يومين من خطوبة سُمية، كانت ليل بتحاول تكمّل يومها عادي…
راحت تشتري كتاب من مكتبة قريبة، بتحب المكان ده لأنه هادي، وريحته شبه ذكرياتها لما كانت بتقعد تكتب في كشكول أزرق وهي صغيرة.
وهي خارجة من المكتبة، لمحت حد بيبص لها من بعيد…
حد واقف جنب عربيته، وبيضحك لها ببساطة.
شادي.
شاب وسيم، ملامحه فيها نوع من الراحة، مش بيجذبك بقوة، لكن لما تبصي له، تحسي إنك عايزة تفضّلي تبصي.
قرب منها وقال:
ـ “كنتِ داخلة المكتبة؟ بتقري؟”
ضحكت ليل، لأول مرة ضحكة شبه تلقائية من أيام:
ـ “أيوه، بس مش دايمًا بكمّل الكتب…”
رد عليها:
ـ “أنا كمان، يمكن لو قرينا سوا نكملهم.”
ضحكت أكتر، وبصّت له بفضول.
قال لها:
ـ “تحبي تشربي قهوة؟ أنا عازمك، بس بوعدك إنها هتبقى مرة ومش هتدوخي بعدها.”
ردّت بابتسامة خفيفة:
ـ “أنا مش بضحك بسهولة… إوعى تتحمس.”
قال:
ـ “ولا أنا، بس شكلك محتاجة تفتكري إن الضحك مش خيانة للي فات.”

قعدوا في كافيه صغير، الجو كان بسيط، والمكان شبه صوت شادي…
ما فيهوش محاولة إثبات أي حاجة.
سألها عن كتابها المفضل، عن لونها المفضل، عن حلم طفولتها…
وكان بيسمع، مش بيحكم، مش بيقاطع.
سألها فجأة:
ـ “ليه حاسس إنك بتحبي تمشي وإنتي شايلة قلبك في جيب فستانك؟”
سكتت.
بصّت له، وقالت:
ـ “لأني لو فضل في مكانه، هيتكسر.”

المشهد بينتهي بنظرة طويلة من شادي…
واحدة فيها احترام، واحتواء، من غير محاولة امتلاك.
وليل؟ ابتدت تحس إن في “هوا” مختلف بيعدّي…
مش زوبعة زي زين، لكن نسمة…
يمكن تطفّي الحريق اللي جواها.

 

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى