روايات

رواية ايروتومانيا هوس العشق الفصل الثاني عشر 12 بقلم شاهيناز محمد

رواية ايروتومانيا هوس العشق الفصل الثاني عشر 12 بقلم شاهيناز محمد

 

البارت الثاني عشر

 

أخبريني،
لِما رغم كُرهي الكبير لكِ أجد نفسي عازمًا على إنقاذك!،
لمِ اخذتُ على عاتقي انتشالك مِن اسوء شئ يمكن أن يحدث لكِ، عندما سمعتُ بالأمر كان يجب أن أشعر بالسعادة،
فأخيراً هناك شئ سيستطيع إزالتك مِن طريقي،
ولكنني لم أستطع، و وجدتُ نفسي مستعداً للتخلي عن حُريتي لأجلك،
لا أعلم ماذا تفعلين بي،
ولكن كل ما أعلمه إنني لا أحبك.
2

_ مِن مازن إلى بلقيس.

>>>>>>>>>><<<<<<<<<

إن بقيت طوال حياتك تخاف لن تستطع أبدا المضي قدماً، تنظر لشئ تريد فعله بشدة ولكنك تخاف مما سيترتب عليه الأمر، فتستسلم وتتوقف عن التقدم، كل ذلك لأنك سمحت للخوف أن يقف بطريقك، ولكن هل هو الخوف من الأذى، أم الخوف من الألم ؟

جلست ” يارا ” خلف منزلهم وهي تنظر للبقعة التي كان ” عاصم ” جالساً بها أمس، ونظرت حولها وهي تتذكر كل الأوقات التي قضوها سوياً هنا، كان يجلس معها لأخر الليل يستمع لها، يستمع لأخبارها، تذكرت كيف كانت تبكي مرة لأن صديقتها فضلت غيرها عليها وكانت حينها بالسادسة عشر من عمرها، حينها اقترب منها ممسكاً بيدها بحنان قائلاً :

” هي الخسرانة، إنتِ صحوبيتك مكسب لأي حد، وأي واحدة محظوظه لو سميتيها صحبتك، دموعك دي متنزلش تاني أبدا غير على حد يستاهل، اتفقنا يا بندقة ؟ ”

تساقطت دموعها وهي تتذكر كيف بمرةٍ أخرى جلس على ركبتيه ليداوي جرح قدمها عندما تعركلت بشجرة، ويسألونها لما تحبينه!، لقد كان الأقرب لها من أي شخص، ومنذ أن كانت طفلة وهي تنظر له بنظرات حالمة، مدت يدها تمسح دموعها عندما سمعت صوته خلفها يردف :

_ يارب دموعك تكون نازلة على حد يستاهل

هل تستحق أنت ؟
ودت لو تخبره أنها تبكي عليه، تبكي لأنها خائفة أن تبوح له بمشاعرها ويُستهزأ بها،
ودت لو تخبره أنه كان رجل أحلامها منذ أن كانت طفلة،
كان الفارس الخاص بها.

تنهدت بصمت وهي تراه يجلس بجانبها، جلس قليلا بهدوء ولم يتحدث، ثم بعد وقت مال تجاهها وهو يضع رأسه على كتفها قائلاً بصوت خافت :

_ كنت دايماً اول ما تحصلي مشكلة إنتِ اول واحدة تيجي في بالى واجي احكيلك، بفكر دلوقتي يمكن إنتِ رفضاني عشان عارفة كل قذوراتي ؟

ثم شعرت به يتنهد وهو يكمل :

_ بس اللى إنتِ متعرفيهوش واللى أنا كمان مكنتش أعرفه غير دلوقتي، إني مكنتش بلاقي الراحة في اي مكان غير عندك، سبحان الله وكأن ربنا مجمع راحة بالي فيكي.

قد يعجبك أيضاً
سُمُّ عَسَلِكَ لَعْنَةٌ بقلم zahra-egy
سُمُّ عَسَلِكَ لَعْنَةٌ
348K
17.5K
تسلّلَت أنفاسُكِ من لفائفِ الكَتْم، كعطرٍ مسمومٍ من معبدٍ منسي، يا من نُقشَ اسمُكِ على تابوتِ الغواية، أنتِ قبلةُ رع، لكنّ خلفَ عينيكِ تَكمُنُ أنيابُ أنوبيس. أراكِ… لا…
أليف الروح بقلم MariamMahmoud457
أليف الروح
603K
34.5K
شعور أحمد خالد توفيق عندما قال &quot;معني الصداقه الحقيقية أن أراك جديراً بأن أئتمنك على جزء من كرامتي&quot;. يقولون تألف الروح بمن تُحب، من الممكن أن يكون المُحب صديقاً…
الموروث نصل حاد بقلم Asawr_Hussein22
الموروث نصل حاد
17.3M
1M
إرثٌ عظيم .. مُلكٌ أتى من غَير تَرميـم طريقٌ مظلم ومُعتم نهايتهُ غَـريم قَـرار مُدمر ، تصرفاتٌ غير مدروسة بتنظيـم نَظراتٌ حاسِدة ، أيادي مُتشابكة و باردة أسرار مكنونة…
عنقود محرم بقلم yakot1
عنقود محرم
585K
27.7K
حين تنضج المشاعر في غير موسمها و يُصبح الأقرب هو الأكثر بُعدًا، ينشأ حبٌّ لا يَغفره المنطق، ولا يَسمح به القدر . بين روابط العائلة وأسوار المحرمات، بين شاب أحبّها عُمرًا…
لحن الفجر بقلم Salmaa_Ebrahim
لحن الفجر
2.8K
110
ماذا لو كانت حياتك كلها مبنية على كذبة؟ رجل ظننته الأب الحامي، لم يكن سوى خاطف سرقك من عالم لم تعرف بوجوده. بين ألم الخيانة ورحلة البحث عن الحقيقة، تنسج الأحداث خيوط الغ…
هُويَّة منسيَّة. بقلم BasmaLa_Mohammad
هُويَّة منسيَّة.
359K
16.8K
هل يُمكن أن تُنسى هَويَّتك؟؟ هل يمكن أن تفقد جزء أنت منهُ وهو منكَ!؟؟ عندما تُكرِه كونَك أنت فـتُفقد هَويَّتك عن قصد، وتعيش قصة وحياة ليست بقصتك وليست بحياتك! وتُرغم أن…
ديجور الهوى/ كاملة بقلم FatmaSultan947
ديجور الهوى/ كاملة
1.2M
97.2K
لو كنت جلادًا على قلوب البشر وأفعالهم تأكد أن الأمر لن يُحتمل ولو كنت قديسًا بلا أخطاء تأكد أن المكان لن يُناسبك.. هنا نحتاج شخص قلبه لين حتى يغفر وكبير جدًا حتى يتحمل ه…
أغمضت عيناها غير راغبة ان يرى دموعها، لا تريد ان يرى إلى أي حد يؤثر بها حديثه، اعتدل بجلسته وهو يزيل رأسه من على كتفها، و مد يده وهو يمسكها من ذقنها لتنظر له قائلاً بهدوء :

_ لو لسة عند قرارك إنك مش عاوزة تتجوزيني أنا هقولهم يا ” يارا “، بس هنتفق نقول نفس الكلام، هتقوليلهم انك قفشتيني بكلم واحدة ومش هتقدري تستحملى تكملي معايا.

أبعدت وجهها عن يده وهي تصرخ قائلة بدهشة :

_ لا طبعاً مش هطلعك خاين أكيد.

_ طيب وافقي.

نظر لها بأمل، و بهذه اللحظة لم تستطع التفريط به، وأخبرته أخيرا بما يجول بخاطرها :

_ أنا خايفة يا ” عاصم “، أفرض مقدرتش تحبني؟، افرض كل علاقاتك بتاعت زمان طفحت على علاقتنا و بوظتها، كنت فاكرة اني مش عاوزه اتجرح، بس اكتشفت اني مش عاوزة اتجرح منك انت بالذات، مش عاوزة ازعل منك او اضطر أبعد عنك يا ” عاصم “.

لم يقاطعها، وكان قلبه يُرفرف داخل صدره وهو يستمع لها، بعض حديثها احزنه والبعض الآخر اسعده، لم يستطع فهم مشاعره بالكامل بهذه اللحظة، ولكنه عندما انتهت هي أجابها بإبتسامة ناعمة :

_ إنتِ قبل ما هتكوني مراتي، فأنتِ بنت عمي وصحبتي المفضلة، مش هقولك اختي عشان مليش في المحارم بصراحة

صرخت وهي تصفعه على ذراعه فقهقه ضاحكاً وهو يكمل حديثه :

_ مش هحب أبدا اني اجرحك يا ” يارا “، أنا عارف ان السبب الأول في اني اطلب اتجوزك مكنش الحب، بس انا متأكد اني هحبك، إنتِ سهل اي حد يحبك يا ” يارا “، ربنا يحفظك عسولة وطيبة وحنينة مين بس مش هيحبك!، وإن شاءالله اقدر اخليكي إنتِ كمان تحبيني.

اومئت له خجلة من الإجابة عليه وأخباره أنها تحبه بالفعل، ولكنها صمتت لأن ” نور ” أخبرتها أن الرجال من يجب أن يكونوا اول المعترفين، شعرت به يقترب بجلسته منها قائلاً :

_ طب بما أننا كدة بقينا عريس وعروسة، ما تجيبي حضن.

_ حضنك حنش يا ” عاصم ” الكلب.

انتفض بجلسته عندما سمع صوت ” زيدان “، وصرخت ” يارا ” وهي تنهض لتقف أمام ” عاصم ” عندما وجدت ” زيدان ” يتجه ناحيته بغضب، تمتم ” زيدان ” وهو يقف أمامها :

_ اوعي من وشي يا ” يارا “.

_ أهدى يا ” زيدان ” ، بيهزر أكيد مكنش هيعمل كدة

اومئ ” عاصم ” وهو يقف خلفها كي لا يصل له ” زيدان “، كان يعلم أنه إن دخل بمعركة معه سيخرج خاسراً، كان ” دياب ” و ” زيدان ” مواظبون على الذهاب للصالة الرياضية بينما ” عاصم ” كان يذهب ربما مرة كل سنة، لذا لا يضاهيهم قوة،
حاول ” زيدان ” المرور بجانب ” يارا ” ولكنها لحقته وهي تقف أمامه مرة أخرى، وهذه المرة صرخت به قائلة :

_ وبعدين معاك يا ” زيدان “، ما قولتلك بيهزر، متخلنيش اقولك ملكش دعوة ومتدخلش بيني وبينه.

توقف ” زيدان ” و هدأت ملامح وجهه فجأة، وظهر الحزن على عيناه وهو يتمتم ناظراً لها متناسيا حتى وجود ” عاصم ” :

_ كدة يا ” يارا “!

كادت تعتذر ولكنه ابتعد خطوة مكملاً حديثه :

_ ماشي، مش هتدخل بينك وبينه، بس لما يخونك وتلاقيه مسابش علاقاته القديمة متجيش تعيطيلي.

ثم التفت ذاهباً دون انتظار ردها، حالما اختفى عن أنظارهم كانت تنظر لمكانه بحزن باكٍ، فتمتم ” عاصم ” وهو يتحرك ليقف أمامها قائلاً :

_ والله ما فيه علاقة قديمه واحدة حتى في حياتي.

تجاهلته ” يارا ” وهي تركض خلف شقيقها، حالما رأته يدخل غرفته مغلقاً الباب خلفه، فتحته بسرعة وهي تدلف، جلس ” زيدان ” على سريره ناظراً أرضاً، جلست بجانبه وهي تردف بنبرة أوشكت على البكاء :

_ أنا اسفة، والله العظيم مكنتش اقصد.

لم يجيبها، فنادت عليه ببكاء قائلة :

_ ياخوي.

استمع لبكاءها، فتنهد وهو يسحبها لصدره معانقاً إياها، قد يتحمل أي شئ إلا دموع شقيقته، عندما زاد بكاءها تمتم بحنق :

_ يابنتي إنتِ اللى مزعلاني! بتعيطي لية دلوقتي.

_ عشان انا زعلتك.

ضحك ” زيدان ” عندما أتاه ردها، ابعدها عنه وهو يمد سبابتيه مزيلا دموعها، ثم أردف بهدوء :

_ مش زعلان منك خلاص، أنا عارف اني مزودها و أنا اسف، بس انا بغير عليكي وخايف عليكي منه.

تفهمت ” يارا ” حمائية شقيقها تجاهها، لذا طمئنتها وهي تسرد له الاتفاق الذي اتفقوا عليه هي و ” عاصم ” منذ قليل، وختمت حديثها قائلة :

_ الفرصة مش هتضر حد، ولو فيه أي حاجة حصلت أنا هسيبه، مش هخلي حبي ليه ييجي على كرامتي يا ” زيدان “.

_ تربيتي يا حبيبتي، روحي وريني يلا خدتي مني فلوس الصبح تجيبي إيه.

ركضت لغرفتها بحماس، ثم دلفت غرفته مجدداً وهي تريه العبوات التي بيدها قائلة :

_ جبت body splash و body lotion عشان بتوعي خلصوا.

فتحهم ” زيدان ” يشتم رائحتهم، ثم نظر لها وتوقعت السؤال الذي سيطرحه، فنظرت له وهو يردف قائلا :

_ جبتي منهم لـ مرتي ؟.
3

صرخت ” يارا ” بأحباط، واتجهت لخزانته وهي تفتحها مشيرة له لكل مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة النسائية التي يضعها بخزانته قائلة :

_ مش كفاية كل دة!، هو أنا كل ما اجيب حاجة تقولي هاتي لـ مرتي، وأنت مش مرتبط حتى

نهض وهو يغلق الخزانة، والتفت لها مربعاً يديه قائلاً بتجاهل :

_ ايوة يعني جبتي لـ مرتي ولا لا ؟.

_ هجيبلها يا ” زيدان ” هروح اتنيل اجيبلها

خرجت من غرفته بحنق وتركته خلفها يبتسم خلفها، التفت وهو يفتح خزانته مجدداً ناظراً لكل المنتجات التي يخبئها قائلاً :

_ محظوظة بيا والله.

ثم تذكرها وشعر إنه اشتاق لها، كانت كل هذه الأشياء أتت فقط على سيرتها، منذ أن شعر إنه واقع بحبها أصبح كلما جلبت شقيقته شئ نسائي لنفسها تجلب لها، ليستطيع تقديمهم عندما يراها أخيراً، تنهد يخرج هاتفه ليرى هل أزالت الحظر أم لا
ولكنه اكتشف إنه لازال لا يستطيع الوصول لها، فأغلق الخزانة وهو يخرج من غرفته ليبحث عن ” دياب ” ويجلس معه لعله ينساها قليلا.

>>>>>>>>>><<<<<<<<<

هل الهوس بالأشخاص مرض؟، ام هو حُب مبالغ به قليلاً، ربما يكون بالنهاية الهوس غير ضار، ربما يجب على كُلٍ منا أن يكون مهووساً بشريكه، ولكن عندما يصل الهوس إلى نقطة ربما لا نستطيع العودة منها يجب علينا أن نتوقف، لأن الاستمرار سيجلب لنا التعاسة، و بالتأكيد سيقضي على من احببناهم.

نظر ” علي ” لصور ” نور ” عندما كانت بالسنة الأولى لها لدراسة الطب البيطري، كانت نحيفة ولازالت ترتدي السراويل ولم تصل إلى مرحلة الخمار بعد، ثم نظر لها وهي تجلس رفقة اصدقاءها وتضحك ملئ فمها
وبصورة أخرى كانت تجلس بحديقة جامعتها تبكي ربما بسبب اقتراب امتحاناتها، كانت جميع لحظاتها منذ سنوات أمامه،
6

لازال يتذكر كيف التقاها، كيف كانت المرأة التي تضحك بوجهه وهي تشكره برقة، لقد وقع حينها، ولن يكون نادماً أبدا لأنه حاوطها لهذه الدرجة

كان لديه يقيناً تام انها تُحبه، لقد رأى ذلك بالفترة التي كان يراقبها بقا، كانت كلما كان واقفاً بعيداً يراقبها ترفع يدها أو تهمس لنفسها ولم يكن هناك أحد بالجوار يراها سواه، فأيقن أن هذه كانت طريقة تواصل بينهم،
كان يرى إنه من واجبه أن يحميها، لا يجب أن تختفي عن ناظريه للحظة، لن يسمح للتجربة التي عاشها أثناء وفاة والديه بالتكرار.

FLASH BACK.

وقف ” علي ” البالغ من العمر ثمانية عشر عاماً وهو يرى الشرطة متجمعة حول سيارة والده المنقبلة رأساً على عقب، لم يستطع التحرك والذهاب ليرى هل هم على قيد الحياة أم لا، و بصدمة رآهم يسحبون جسد كان من الواضح أنه جسد والده

وتوسعت عيناه وهو يرى جثته المُهشمة، لدرجة أن جمجته كانت مشقوقه نصفين، وأحد أطرافه مفقودة، وضع يده على فمه وهو يوليهم ظهره بينما يتقيأ كل ما بمعدته
2

لم يبكي ولم يستطع الصراخ، ولم يلتفت ليراهم وهم يخرجون جثة والدته، يكفي ما رآه،
حاول الركض ولكن هناك شخص أمسك به من كتفيه، نظر لأعلى وجد عمه ” وائل ” الذي أردف بحزن :

_ امك و ابوك محدش فيهم فيه الروح يا ” علي “، روح لأختك وانا ههتم بكل حاجة.

اومئ له مُغيبا وهو يذهب ليعود لمنزله، عندما فتح باب الشقة ركضت شقيقته البالغة من العمر اثنى عشر، و تحدثت بلهفة :

_ فين ماما وبابا يا ” علي “.

نظرت خلفه على السلم وعندما لم ترى أحد أغلقت الباب وهي تلتفت تنظر له بإستفهام، لقد استمعت بالفعل لحديثه عندما أتته المكالمة لتخبره أن سيارة والده انقلبت بحادث سير، فهمست وهي تنفي برأسها قائلة :

_ قولي أنهم عايشين يا ” علي “، بالله عليك.

لم يستطع اجابتها وهو يجلس على الأريكة ويبكي، لقد بكى من المنظر الذي رأه، والده الذي كان دائماً مثله الأعلى واقوى رجل رأه بحياته كان مُهشما، بكى لأنه الآن بالدنيا وحده رفقة شقيقته، ولأن الدنيا فجأة أغلقت بوجهه، سقطت ” جنة ” أرضا وهي تُتمتم بهستيرية :

_ لا، لا، هاتهملى يا ” علي ” بالله عليك يا ” علي ”

ثم اقتربت منه وهي تمسك بوجهه بين يديها مكملة حديثها الهستيري:

_ بص، بصلي أنا لسة صغيرة، لسة محتاجة ماما في حياتي يا ” علي “، بالله عليك، بالله عليك مش هقدر.

عانقها وهم يبكون سوياً، لا يعلم حتى ما الذي يجب أن يخبرها به ليهون عليها وهو الذي يريد أن يجد أحد ليربط عليه، تشبث بها مدركاً أن لا يوجد بالحياة غيرهم الآن

وهكذا مرّت الأيام ولم يحضر حتى مراسم دفنهم لأن شقيقته كانت متشبثه به، وكان يكفيه أنها توقفت عن الحديث منذ ذلك اليوم،
مرّت جنازتهم و وقف وهو يستقبل التعازي من الناس، ثم عاد لمنزله وقد اتخذ قراره و وضع خطته للعيش، جلب حقيبة ضخمة وهو يضع بها كتبه الدراسية
وبكى وهو يودع أحلامه وكل ما كان يسعى ليصل له، لقد كان حلمه هو والده أن يكون ” علي ” مهندساً وكان بالسنة التي ستحدد ذلك،
ودّع والده، ومعه ودّع كل أحلامه.

دلف غرفة شقيقته، وجلس على السرير وهو يمسك يدها قائلاً بحزم :

_ خلاص يا ” جنة ” مفيش عياط تاني، هنعيش أنا وإنتِ سوا، هتركزي في تعلميك و هتكوني رسامة زي ما بتحلمي، أنا موجود عشان احققلك كل احلامك، والله هحاول بكل ما عندي اخليكي متحسيش بفقدانهم أبدا، بس ساعديني، وخليكي قوية يا ” جنة ” أنا دلوقتي مليش غيرك.

_ حاضر، حاضر يا حبيبي.

ثم عانقته و بكوا سوياً للمرة الأخيرة، كان أمامه هدفاً واحداً فقط يعيش لاجله، و هو توفير كل شئ تريده شقيقته، حتى لو كان ذلك على حساب التخلي عن أحلامه لأجلها.

END FLASH BACK.

فاق ” علي ” من شروده وتذكره لاسوء الأيام التي مرّت عليه، مد يده يزيل الدمعة التي تسربت من جانب عينه، وخرج من الغرفة السرية وهو يغلق الباب خلفه،

لقد اقترب من ” نور ” لأنه سئم من التواصل البعيد بينهم، كان يريد الظهور أمامها ليريها ويجعلها تدرك كم تُحبه، وحتى ينقذها من الحب المعذب، كان يريد أخبارها باللحظة التي رأتها بها لأول مرة أنه يحبها كما تفعل، ولكنه كان يجب أن يتريث كي لا تخشاه، خطوة بخطوة وسينتهي بهم الأمر سوياً.
8

>>>>>>>>>><<<<<<<<<

تُصاب بالهدوء حينما تُداعب الرياح وجهك وأنت تنطلق بكل سرعتك عبر الفراغ، لا يوجد سوى حديث رأسك وأنت، تحاول حينها فرز أفكارك، ومعرفة ما تريد،

شدت ” مهرة ” يدها على لجام جوادها وهي تطلق صوت من بين شفتيها تشجيع له ليركض اسرع، شعرت بأقدام جواد خلفها يحاول أن يضاهيها سرعة، ومن النظرة فقط علمت من هو
لذا غرزت كعبيها بجسد حصانها وهي تحاول جعله بعيداً عنها، حتى وصلت لنقطة كانت تعلم إنها لن تستطع الذهاب أبعد من ذلك، فشدت اللجام بسرعة مما جعل حصانها يرفع قدميه للأعلى مصدراً صهيلا عالياً،
ابتسم ” دياب ” وهو يوقف جواده بجانبها، ونظر لها بتمعن،
كانت ترتدي ملابس الركوب، بدلة سوداء محاطه بجلد بني اللون وهي تلف حول رأسها شالا أظهر عيناها الرمادية فقط التي كانت مُزينة بكُحل اسود، همس وهو يزيل الشال الذي يلفه على وجهه :

_ سبحان مَن أبدع في خلقك.

ابعدت عيناها عنه ولولا شالها المتلف حول وجهها كان رأى وجنتيها الحمراء خجلاً، حركت حصانها وسار هو بحصانه بجانبها، كانوا صامتين لبعض الوقت حتى تمتم هو قائلاً وهو يشير برأسه لحصانها :

_ اسمها ايه ؟.

_ هو عشان أنا بنت لازم يكون معايا بنت ؟.

رفع كتفيه مشيراً إلى أن هذا بالفعل حقيقة، فتنهدت وهي تربط على رأس حصانها بخفة وهي تجيبه:

_ أبوي واخواتي مش بيجيبوا غير ذكور، دة حصاني مسمياه عنتر.

_ عنتر!!

افلتت ضحكة من بين شفتيه بسبب غرابة الإسم، فنظرت له بجانب عيناها مما جعله يرفع يديه بإستسلام كاتما ضحكته، و أشار لحصانه قائلا :

_ دة ماكسي.

امتعضت ملامح وجهها من الإسم فأبتسم قائلاً :

_ ما لازم تشوفيه اسم خرع، ما إنتِ سمية حصانك عنتر

انكمشت جوانب عيناها دليل على إنها ابتسمت، نظر للسماء وهو يرى الضوء قارب على الانبثاق من بين السحاب، فألتف بحصانة ليقف أمامها مجبراً اياها على الوقوف رادفاً :

_ ممكن بعد كدة متجيش هنا لوحدك على الأقل في الوقت دة ؟، أنا ممكن اجي معاكي دايما وهفضل ساكت مش هتكلم.
1

عندما لم تجيبه اقترب خطوة، ثم مدّ يده وهو يزيل شالها جانباً ليستطيع رؤية وجهها، عندما أغمضت عيناها دون أن تبتعد عن ملامسته حاوط وجنتها بِكفه، ثم وضع جبهته على جبهتها هامساً :

_ امتى هتسيبيني أحبك يا ” مُهرة ” ؟
لو كان مُناكِ كنوز الدنيا تكون تحت رجليكِ.

_ إزاي بتطلب مني راحة بالك، وعيلتك سارقة مني راحة بالي.

همست بالمقابل، انزل ” دياب ” يده من على وجهها وابتعد عنها، بينما هي فتحت عيناها ناظرة له، تحدث ” دياب ” وهو يسير وتتحرك هي خلفه :

_ لحد امتى هتفضلي حاطة عداوة العيلة قدامنا يا ” مهرة “؟، كله قادر ينسى ويحل، اشمعنى إنتِ.

_ محدش داق اللى دقته يا ابن ال ” ورداني “.

ثم حثّت جوادها على الركض من جانبه سريعاً، وانطلق هو خلفها ليطمئن على وصولها للمنزل دون حديث،
عندما توقفوا أمام باب منزلها توقف ” دياب ” وراقبها وهي تُسلم الحصان لفتى الإسطبل، عندما كاد يلتفت ليذهب نادت عليه قائلة :

_ ابوي قال إن الرجالة في السبوع قبل الفرح هيقعدوا هنا، أنا وأمي هنروح نقعد في داركوا

ثم اقتربت خطوة وهي تكمل حديثها :

_ إلا ” زيدان “، هيفضل قاعد في داركوا ومش هيخش إهنه.

نظر لها بهدوء، مراقباً الكراهية التي تنبعث منها عند نطق اسم ابن عمه، فتحدث وهو يبادلها النظرات الحادة :

_ صدقيني ” زيدان ” هو اللى حالف ميدخلش عندكوا بعد اللى عملتيه.

ثم التفت بحصانه ذاهباً، لا يعلم الى متى ستظل هكذا، متى ستسمح لنفسها بالتناسي، ولكنه سينتظر، لقد فعل ذلك لسنوات، ولن يضر الإنتظار مجدداً، ستلين بالنهاية.
2

>>>>>>>>>><<<<<<<<<

أحياناً تسير بنفسك داخل قعر الجحيم، يحترق جلدك ولكنك لا تهتم الا للوصول إلى الجانب الآخر، تعتقد أن هناك بأخر الطريق أرضا خضراء لا يوجد بها نيران، تعتقد انك ستصل حتماً، ولكنك تناسيت أن طريق الألم لا يوجد له نهاية، لقد قبلت أن تحترق في سبيل الوصول لما تُريد، لذا عليك ألا تشتكي لأن ما ستراه سيكون أكبر بكثير مما تخيلت.

وقفت ” بلقيس ” بتوتر أمام مرآة غرفتها وهي تنظر للفستان الذي اعطاه لها ” مازن “، لم تتوقع أن يكون بهذا الشكل، لقد اعتقدت أنه بعد أن علق على ملابسها الواسعة سيستغل كل فرصة ليجعلها تتخلى عنهم، ولكن الفستان الذي ينساب على جسدها بحرية نفى اعتقادها
لقد أهداها فستاناً أزرق اللون، يضيق على صدرها حتى خصرها وينساب لأسفل بوسعٍ، كانت ستعترض على ضيقه من الأعلى ولكن الحجاب الأبيض الذي كان برفقته استطاع مداراة ذلك، لم تستطع منع نفسها من الابتسام بتقدير لهديته، دلفت لمطبخهم لتجهيز الحلويات التي قامت بإعدادها لهم

ولم تستطع أيضاً التوقف عن التفكير أنها أصبحت الآن تلتمس الخير في ” مازن ” مما سيجعل مهمتها أسهل، يبدو أن هناك جانب به بدأ يظهر بالفعل.

انتفضت بفزع عندما سمعت صوت طرق على باب المنزل و والدها قام بفتحه، ظلت واقفة بمكانها وهي تسمعهم يتحدثون، حتى الآن لم تسمع صوت ” مازن ” ولكنها سمعت صوت ” عزيز ” يردف بصوته البشوش :

_ اومال فين عروستنا؟

اخذت شهيقاً لتسيطر على توترها وهي تخرج لهم بإبتسامة هادئة، رفع ” مازن ” انظارها لها، عندما تواصلت نظراتهم شعر وكأن الزمن توقف، لقد تشرب ملامحها وشكلها بالفستان الذي اهداها إياه، حتى إنه لم يغب عن باله الكحل الازرق الذي وضعته داخل عيناها مما جعلها تُشرق، وضعت الصينية التي عليها الكاسات والاطباق امامهم على الطاولة، ثم تململت بتوتر عندما لم يحيد انظارها عنها أو تحدث، فضربه والده بمرفقه قائلاً :

_ يا ابني قول ازيك او اي حاجة بدل ما أنت مبحلق كدة

تنحنح وكأنه خرج من شروده، ثم نهض على قدميه وهو يمد يده لها، قبضت على فستانها وهي تهمس بخجل :

_ مبسلمش على رجالة.

ابتسم بسخرية وهو يضع يده بجانبه، ثم انحنى بوقفته وكأنه يُحيي ملكة بالعصر الڤيكتوري قائلاً:

_ بما إنك مبتسلميش يبقى لازم ننحنيلك.

رفعت حاجبها بوجهه ولم تجيبه وهي تجلس بجانب والدها، الذي تحدث حالما جلست :

_ وادي العروسة، البضاعة تمام ولا إيه
1

_ بابا!!

أحمر وجهها وهي توبخه، ورأت نظرة الشفقة التي تعتري ملامح ” عزيز “، ولكن ” مازن ” يبدو إنه لم يحب الحديث لأنه نظر لوالدها بحدة مجيباً إياه :

_ كان ممكن أرد عليك لو جاي اشتري منك بقرة، إنما زي ما أنت شايف كدة اللى قاعدة جنبك واحدة احسن مني ومنك.
1

رأت كيف أحمر وجه والدها بغضب، ولكن بطريقة ادهشتها اومئ برأسه متمتما بأعتذار، لو كان والدها طبيعيا كان سيثور ويقوم بطردهم، تجاهلت الإحساس الذي اعتراها، ونهضت وهي تمد طبق من الأطباق ل ” عزيز ” ثم ل ” مازن ” قائلة :

_ البسبوسة والجلاش دول أنا اللى عملاهم.

راقبت ملامح وجه ” مازن ” وهو يمسك المعلقة الخاصة به ليبدأ بالأكل، ثم وضع المعلقة جانباً ودبلت ملامحها بحزن، ولكنه مد يده وهو يأكل بها مما جعلها تطلق ضحكة خافتة قائلة :

_ حلوين للدرجة دي ؟

_ ما إنتِ اللى عملاهم.

اجابها بسرعة ولكنه استوعب ما أردف به، فأسرع بتصحيحه قائلاً :

_ يعني اكيد عارفة حلوين ولا لأ، مش بتدوقي الأكل اللى بتعمليه ولا إيه، فيه تاني ؟

اومئت له ولم تجيبه وهي تذهب للمطبخ جالبة له المزيد وعادت للجلوس مكانها، فنظر لها ” عزيز ” غامزاً مما جعلها تبتسم، وضع ” مازن ” الطبق بعدما أنهى ما فيه مسح يديه بمنديله ثم أردف وهو ينظر لوالدها :

_ أن شاءالله يا عمي أنا مش عاوز الخطوبة تطول أنا شقتي جاهزة من الالف لـ الياء، و احنا اتفقنا على كل حاجة وحضرتك وصلك مهرها، مش كدة ؟

فتحت ” بلقيس ” عيناها بدهشة وهي تنظر لوالدها الذي تجاهل نظراتها وهو يجيب ” مازن ” :

_ وصلني يا ” مازن ” بيه، وقت ما تحب هنكتب الكتاب.

لم تتحدث ” بلقيس ” وكل ما أتى ببالها فقط أن ” مازن ” الآن اشتراها، وانتظرت بألم الكلام الذي سيقوله بوجهها، لم تسمع حتى باقي حديثهم، و لكنها فاقت من شرودها على ” مازن ” وهو يقف أمامها قائلاً بحنان فاجئها :

_ قومي يلا عشان نروح نحتفل مع صحابنا.

اومئت له وهي تنهض ولم تهتم حتى بالنظر إلى والدها أو أخذ الإذن منه، نزلوا السلالم سوياً بصمت، وكان ” عزيز ” خلفهم، اتجه ” عزيز ” لسيارته قائلاً :

_ الف مبروك يا ولاد، استمتعوا أنا هروح أنا.

_ الله يبارك فيك يا أستاذ ” عزيز “.

ابتسم ” عزيز ” واقترب منها وهو يردف :

_ مفيش أستاذ بقا دي، تقوليلي يا عمو لحد ما تتعودي تقوليلي بابا.

ابتسمت ” بلقيس ” بخجل وهي تومئ له، رفع يده ليربط على يدها ولكن ” مازن ” تحدث بصوت مرتفع ونظراته مُحذرة :

_ خلى بالك من الطريق يا بابا.

أخذ ” عزيز ” التحذير بإبتسامة سعيدة وهو يركض تجاه سيارته، فتح ” مازن ” باب الراكب لـ ” بلقيس ” ورأت كيف مد يده أعلى الباب كي لا تصطدم رأسها به،
ابتسمت ” بلقيس ” بسعادة وهي تستقر بكرسيها، وانتظرته ليركب ويشغل السيارة، عندما تحركوا جلست ” بلقيس ” بصمت، خجلة من الحديث وتذكيره بما دفعه لوالدها، ولكنها دُهشت عندما سمعته يردف بإستنكار :

_ متزعليش مني بس بجد إنتِ ازاي مستحملة تعيشي مع الراجل دة!

رفعت كتفيها واجابتها بصراحة قائلة :

_ هو اللى باقيلي بعد ماما، وقرايبنا كلهم ناس على قد حالهم مش هقدر اروح اقعد مع حد فيهم.

_ بكرة اخلصك منه.

تمتم بها بصوت منخفض ولكنها استطاعت سماعه، فإبتسمت ناظرة له قائلة :

_ هو أنا ليه شايفة احترام وحنية اوفر النهاردة.

_ عشان احنا بقينا مخطوبين، على الأقل النهارده هنتصرف عادي وبعدين نرجع للحالة القديمة.

رفع كتفيه مجيبها ببساطة، لم تعلق على حديثه وبدلاً من ذلك نظرت لبدلته الزرقاء قائلة بعبث :

_ وعشان كدة عامل ماتشينج معايا كمان.

تأفف بحنق وهو ينظر لها بحدة، فانفلتت ضحكة من بين شفتيها جعلته رغماً عنه يبتسم ولكنه حاول مداراة ذلك، كانت سعيدة، ولأول مرة تشعر أن ما رتبت له يسير كما ترغب،
عندما وصلوا للمكان الذي حجز به، تمتم قبل أن يفتح باب سيارته ويخرج :

_ استني خليكي مكانك متنزليش.

عقدت حاجبيها بإستغراب ولكنها راقبته وهو يلتفت حول السيارة ويفتح بابها، بينما يده بنفس المكان كي لا تصطدم رأسها، أغمضت ” بلقيس ” عيناها وهي تترجل خارج السيارة، وذكرت نفسها بمن هو وما الذي بينهم، لأنه سيكون القرار الاغبى على الاطلاق إذا وقعت بحبه الآن

عرض عليها مرفقه لتضع يدها بثنية ذراعه، ولكنها رفعت حاجبها قائلة :

_ حرام، الخطبة لازم تكون بدون تلامس.

هز رأسه و وضع يده بخصره قائلاً :

_ طب مانا الأول كنت بمسك ايدك و مكنتيش بتقولي حاجة.

نظرت له قائلة بسخط :

_ اسمها كنت بتشدني مرة واحدة من ايدي زي الهمجي، أو بتتحرش بيا، كل اللى كنت بفكر فيه إنك تخلص اهاناتك و تخليني اشوف شغلي بدل ما تقطع اكل عيشي.

ظهرت ملامح الذنب على وجهه، وتمتم بخفوت وهو ينظر أرضاً :

_ أنا آسف.

ضيّقت ” بلقيس ” عيناها بوجهه، واعتراها شعور بعدم الارتياح من مدى تغيره الليله، لذا اقتربت منه قائلة :

_ بتخطط لأيه يا ” مازن ” ؟.

_ حيلك حيلك، مش عشان بتعامل بلطف يبقى بخططلك

اختارت تصديقه حتى يُكشف أمره، أشار بيده لمدخل المقهى المفضل له، وهمست وهو يفتح لها بابه :

_ كان المفروض اتوقع إنك هتحجز الكافيه هنا.

_ اه فكرتهم مش هيرضوا لأنه مش بيستقبل مناسبات، بس يعني اتنين دربندح والغرزة الضيقة والموضوع اتحل.

نظرت له فاغرة فمها وهي تردد وراءه قائلة :

_ دربندح والغرزة الضيقة ؟.

افلتت منه ضحكة وهو يومئ برأسه، وعندما كاد يجيبها انقض عليهم اصدقاءهم وهم يباركون لهم، اقترب ” معتز ” ولم يعجب ” مازن ” النظرات التي يلقيها تجاه ” بلقيس ” ولكنه لم يشأ أن يتحدث ويصنع موقف، عندما مدّ ” معتز ” يده ل ” بلقيس ” امسكها ” مازن ” بدلاً منها قائلاً وهو ينظر له بحدة :

_ مش بتسلم على رجالة.

ابتسمت ” بلقيس ” بعدم راحة وهي تتذكره من مكتب ” مازن “، وكان شعوراً بداخلها مُمتناً لأن ” مازن ” لم يسمح له بالتطاول عليها هذه المرة، رأتهم يبتادلون نظرة لم تفهمها و ” معتز ” يجيب وهو ينتزع يده من يد ” مازن ” :

_ طبعا يا ” مازن “، دلوقتي فهمت التحذير.

ثم نظر له بإستخفاف وهو يلتفت ذاهباً، بعدما التقطوا بعض الصور جلسوا مع اصدقاءهم من العمل وهم يدردشون ولكن ” مازن ” كان صامتاً معظم الوقت، كانت ” بلقيس ” تتحضر لما سيحدث ولكن لدهشتها انتهى اليوم بخفة ولم يفعل شيئاً

نظرت له وهو يفتح لها باب سيارته لتصعد، وتمتمت بعدما ركبت ورأته يجلس ليشغل السيارة قائلة :

_ شكراً يا ” مازن “، مكنتش متخيله أن اليوم ممكن يخلص كدة.

نظر لها بجانب عينه دون أن يجيبها لبعض الوقت، ورحبت هي بالصمت المُريح حتى وصلوا أسفل منزلها، أخرج ” مازن ” علبة من جيب معطفه، وأخرج خاتم يحتوي على ماسة تحاوطها ماسات صغيرة، فنظرت ” بلقيس ” برهبة وهو يمده لها قائلاً :

_ خدي البسيه، أنا عارف ان المفروض تلبسي دبلة دهب بس انا مبحبوش، دة سوليتير.

لم تعلم بما تجيبه وهي تأخذ منه الخاتم وارتدته بهدوء، كان على مقاسها تماماً ولكنها لم تسأله كيف علم، بل رفعت رأسها تنظر له بأمتنان رادفة :

_ شكراً بجد، هبقى اجيبلك دبلة وانا جاية الشغل بكرة.

رفع يده اليمنى وهو يريها الدبلة السوداء التي يرتديها قائلاً :

_ شكرا جبتلى واحدة امبارح، دي مش قصة حب هنهادي فيها بعض.

ها قد عاد ” مازن ” الذي كانت تعرفه، اومئت له دون حديث وانتظرت أن يخرج من السيارة ويفتح بابها كما فعل ولكنه لم يتحرك، لذا مدت يدها وهي تفتح الباب وقبل أن تخرج سمعته يردف دون النظر لها :

_ متخافيش تاني إني ممكن اهينك قدام حد، ساعة ” معتز ” في المكتب كانت غلطة، لكن اللى بيني وبينك هيفضل دايما بيني وبينك ومحدش تاني غيرنا هيعرفه، بحذرك عشان تبطلى تبقى حمامة لـ بابا يا ” بلقيس ” عشان وعهد الله محدش هيزعل غيرك.

أغلقت باب السيارة بعنف ولكنه لم يهتم وهو يذهب، تنهدت بإرهاق وهي تصعد لمنزلها، وعندما دلفت كان والدها مُلقى على الأريكة وحوله زجاجات خضراء فارغة، لم تعطيه اهتمام ودلفت غرفتها مغلقة الباب خلفها،
ثم أمسكت هاتفها لتُحادث ” نور ” وتخبرها بكل احداث اليوم.

>>>>>>>>>><<<<<<<<<
السلام عليكم،
يبقى ردوا السلام في سركوا حتى يبنات عشان رد السلام صدقة
المهم
1

مش متعودة اقفل البارت على حاجة عادية كدة والموضوع مضايقني بس مش مشكلة المرة دي بس 😭😂

….

مازن يتحسد النهارده بس دة الجانب الآخر من ابننا عموماً

من أول البارت دة ياريت ياريت نبتدي نركز في السرد وفي الكلام الرايح جاي دة عشان ريحة الأمراض النفسية هتملى المكان خلاص
+

ونتحضر بقا عشان هتولع 😂♥️
3

إنچوي يبنوتاتي.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى