رواية الحب غلاب الفصل الخامس 5 بقلم ملك عبدالله احمد
رواية الحب غلاب الفصل الخامس 5 بقلم ملك عبدالله احمد
البارت الخامس
هيتزوّج أرملة أخوه.
نقلت نظراتي بينهم بجمود، يمكن لأني كنت بحاول أُحلِّل الكلام بانسيابية.
كنت عارفة إن ده اللي هيحصل في النهاية، لكن من هول الجملة انعقد لساني.
من يوم وفاة سعيد وكل شيء اتقلب… من سلفتي، وحماتي، وجوزي.
كان الإحساس بينا دايمًا متوتر؛ شوفت العداء في عين ليل، الكره الواضح من أول أيام زواجنا، لكن ما اهتمّتش كتير، فالعلاقة كانت محدودة، والجدال معاها بلا فايدة.
لكن كنت بلاحظ نظراتها الحادّة، وأسلوبها الفظ معايا، وكنت دايمًا بفسّره على إنه غيرة بنات… أو «سلايف» زي ما بسمع دايمًا.
لغاية ما اكتشفت الحقيقة… الحقيقة اللي كانت مُرّة عليّ.
_إزيك يا ضُرتي؟
توقّفت بدهشة من كلمتها الغريبة. كنت نازلة من شقتي لتحت، ولمحت ليل واقفة عند باب شقتها. ألقيت عليها السلام بتلقائية، لكن ردّها أوقفني بذهول.
_ضُرتك؟! إنتِ بتقولي إيه؟
اقتربت ببرود يتنافى مع سخريتها التي تنقلت في نظراتها عليّ:
_قريب… بإذن الله. أوعي تكوني متعرفيش إن لما جوز الواحدة يموت، أخوه بيتجوزها ده أقل واجب. وبعدين أنا مش أي حد ده أنا بنت خالهم. يعني عمّتي مش هترميني للغريب، وابنها البِكر موجود.
_إنتِ اتجننتي؟! ده جوزِك مكملش شهرين! حرام عليكِ إنتِ بتفكري في إيه؟ وليه جوزي يتجوزك أصلًا؟! فاكرة إن حد هيوافق؟ أو أنا هوافق؟
ضحكت ضحكة قصيرة مستفزّة وقالت بثقة باردة:
_هيوافقوا يا حلوة… إنتِ مش عارفة أنا مين.
أنا الحب الأول لجوزِك مؤمن، آه!
إحنا كنا قصة حب خيالية، بس جه اللي وقّعنا في بعض وخرب كل حاجة بينّا. بس خلاص… اتزاح.
كل الطرق اللي كانت عقبة بينّا زمان اختفت.
إلا إنتِ… بقيتي أكبر عقبة.
بس متخافيش… مالكيش لازمة.
وعارفة؟ اللي كان سبب في بُعدنا هو نفسه اللي هيكون سبب في قُربنا قريب.
قالت كلامها ومشيت.
فضلت واقفة، بستوعب…
كل السيناريوهات لمحتها قدّام عيني
التوتر اللي كنت بلاحظه بين مؤمن وبينها،
رفضه يتواجد في أي تجمع تكون فيه،
شغله الكتير اللي بيرجّعه آخر الليل على النوم، وهروبه طول النهار،
العلاقة الغريبة بينه وبين أخوه…
هل كل ده كان حقيقة؟
هي أول حب؟!
كان بيحبها هي؟
يعني جوزي وحبيبي مطلّعش بيحبّني…
طلع بيحب غيري!
فوقت من شرودي على صوت حماتي وهي بتحاول تشرح:
_حبيبتي، إحنا اتفاجئنا زيّك… أنا ومؤمن وليل.
سعيد طلع موصّي إن أخوه يتجوز مراته بعد موته،
وإحنا واجب علينا ننفّذ وصيّة الميّت.
ردّيت بذهول وتوهان:
_وصيّة إيه؟ هو أي حدّ يتجوز يوصّي أخوه لو مات ياخد مراته؟
هو كان عارف إنه هيموت مثلاً؟! ده هبل!
_كان عارف…
انذهلت. يعني إيه كان عارف؟
حاسّة إني في لعبة، وأنا آخر حدّ يعرف قواعدها.
بعدت خطوتين، نقلت نظراتي وثبّتّها على ليل.
طلعت لاعباها صح، واثقة من كل كلمة…
وطلعت هي الصح.
ثواني ومعالم وشي اتبدّلت؛
من صدمة وصراع… لبرود ولا مبالاة.
وقتها بس عرفت إني مش أكتر من مُشاهدة في حياتي.
أنا مش هعمل… ومش هختار.
المرة دي الاختيار مش ليا.
_الرأي رأي جوزي يا حماتي… هو صاحب القرار، مش أنا.
_يعني إنتِ موافقة يا حبيبتي؟!
ولأول مرة أحسّ بنفور منها.
واضح إنها في صف بنت أخوها…
أومال كانت فاكرة إيه يا همس؟ إنها هتبقى معاكِ؟
ولأول مرة أندم إني اتجوزت في العيلة دي.
الكل بيلعب ببعض…
وبايّن إني أنا الضحية!
قربت من مؤمن بجمود مصطنع، ووقفت قدّامه:
زي ما سمعت… الرأي والاختيار ليك يا زوجي.
وأيًّا كان قرارك أنا هكون موجودة في بيت أهلي. وعلى حسب اختيارك… هقرر أنا كمان مصير علاقتنا.
وقفت ثواني، بلملم نفسي اللي كانت بتتهز من جوّا، قبل ما صوته يقطع المسافة بينا بنبرة غريبة… خليط بين الغضب والوجع:
_ همس… أنا أهلك.
الكلمة وقفت مكانها جوا قلبي.
مش لأنها جديدة لكن لأنها وصلت متأخرة جدًا.
حركت جوّايا مشاعر كانت نايمة حنين، ولهفة، وكسرة… كأني بسمع لأول مرة إنه بيحارب عشان يحتفظ بيا.
بس الألم كان سابق والجرح كان عميق، أعمق من كلمة ممكن تلحم اللي اتكسر.
خدت نفس بارد، وقررت أكمّل الدور اللي ابتديته… لعبتي اللي عارفة نهايتها:
_مؤمن أنا همشي. معنديش طاقة أسمع أو أستنى اللي هيحصل. أنا إنسانة ومش هستحمل القرارات الغريبة ولا الضغط ده. زي ما قولت هروح بيت أهلي و––
_أنتِ مش مضطرة يا همس… لإن مفيش حاجة هيحصل!
أنتِ سمعتي منهم لكن أنا؟ أنا لأ.
متحكميش على علاقتنا من غير ما أجي وأقولك.
ومحدش هيقدر يتحكم فينا… سواء عايش أو ميت.
كنت برقص من جوّا.
هاين عليّا أبوسه من الفرحة.
دا اللي أعرفه دا مؤمن، حبيبي وبس.
لكن ملامحي فضلت ماسكة دور الغضب والجمود.
وفجأة جه صوت أمه، حاد، غاضب:
- لقراءة باقي فصول الرواية اضغط على (رواية الحب غلاب)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)