روايات

رواية اكتب حتى لا يأكلني الشيطان الفصل الثاني 2 بقلم مريم الحيسي

رواية اكتب حتى لا يأكلني الشيطان الفصل الثاني 2 بقلم مريم الحيسي

 

البارت الثاني

 

 

هناك ظل يراقبني
أشعر بالاختناق أنفاسي تنسحب تدريجيًا من روحي لا أستطيع أن أفتح عيني أشعر بأن جسدي يتعرق وأشعر بأنني سأغرق بعرقي الجو ساخن وحار جدًا وكأنني أبدو في محرقة ما أشم رائحة شيء يحترق لا ورق لأنني أعرف رائحة الورق جيدًا، ولا خردوات أو خشب، رائحة غريبة شيء غريب محترق لكنني لا أستطيع تمييزها؟
لا أستطيع التحرك وكأن شيئًا أو أحدهم فوقي هل هو الجاثوم؟؟
لا لكنه ليس الجاثوم أنا واثقة…..
ماذا يكون إذًا؟؟
فتحت عيني أخيرًا بصعوبة رأيت نفسي مستلقية على سريري في غرفتي وضوء الشمس يحاول أن يتسلل من باطن ستائري، علمت بأنه كان كابوسًا غريبًا نهضت بتكاسل وثقل بعد ليلة أمس أو اليوم الطويل لتدشين روايتي ‘ واشتعل الرأس رعبًا ‘، أمسكت بهاتفي لأرى كمية الرسائل التي أمطرت علي كالعادة، بعدها انتقلت إلى صفحات المعجبين لأرى ردة فعلهم الأولية عن الرواية وكانوا مذهولين ومرعوبين ومصدومين، لا شيء جديد فهذه هي كتاباتي تسبب صدمات نفسية للقراء، لا أعرف هل أصبت بصدمة نفسية في طفولتي لكي أعذب القراء هكذا؟؟
الصدمة النفسية الحقيقية لا أعلم بأنها ستأتي لي قريبًا جدًا، نهضت من السرير متخطية كمية الهدايا والزهور على الأرض التي تلقيتها من المعجبين ليلة أمس، ملأت حوض الاستحمام بمياه دافئة، كان الجو باردًا ودرجة الحرارة ثلاث فقط، برد الشتاء القارس بدأ يتغلغل ويتعمق أكثر، الأرصاد تحذر أنه من الممكن أن تكون هناك عاصفة ثلجية ستضرب المدينة انتهيت من الاستحمام وارتديت المنشفة على جسدي جففت شعري وعندما رفعت رأسي إلى المرأة صعقت!
قفز قلبي من مكانه!!
عندما شاهدت أحدهم يقف في المرآة لكن عندما التفت خلفي كان لا يوجد أي أحد؟
الحمام فارغ تمامًا لكن أنا متيقنة بأنني رأيته رأيت الرجل نفسه الذي كان يقف بالأمس في الحوار بين الحشود كان وجهه غريبًا لا أعرف حقًا؟
هل أتخيل؟
هل أنا متعبة لهذه الدرجة؟؟
على ما يبدو بالفعل أنا كذلك، كانت الأيام الأخيرة متعبة لي نفسيًا وجسديًا لقد كتبت الكثير ولم أنم وأعاني من الأرق والكوابيس، دائمًا لدي مبدأ أن الكتابة علاج لكن ما أكتبه هل هو علاج أم مرض؟؟
خرجت من الحمام فتحت الستائر لكن اختفت الشمس تمام! ا كان الجو مظلمًا بشدة من شدة البرودة وتلبد الغيوم السوداء نعم إنها أجواء الشتاء المفضلة لي، أغلب رواياتي القاسية والجافة والعنيفة والسوداوية والمرعبة أحب أن أكتبها في ظلام وبرودة الشتاء، مشاعر الشتاء تذكرني تمامًا بالمشاعر القاسية التي أخلقها في رواياتي بعدها روتيني المفضل العناية ببشرتي وبعدها تماريني الرياضية، وبعدها توجهت إلى مكتبي الذي كان يطل على منظر الغابة المقابلة لمنزلنا تلك الغابة التي يستمتع فيها السكان كثيرًا بالتخييم والشيوي فيها واللعب وغيرها، وعندما يأتي فصل الشتاء تصبح خالية ومهجورة وبعدها يطلقون عليها الإشاعات بأنها مسكونة مضحكون هؤلاء الناس لكن كنتم قبل أيام تستمتعون فيها ما الذي حدث الآن؟من الغريب أن أغلب البشر يحبون هذه الأجواء الغريبة التي تتحدث عن الجن والأشباح والشياطين والأماكن المسكونة يخافون المجهول كثيرًا لكنهم لا يخافون بعضهم من بعض والحقيقة أن بعضهم هم أشد رعبًا من الوحوش…..
قررت أن أشاهد القليل من فيديوهات حفل توقيعي كنت مبتسمة وسعيدة حتى رأيت مشهد ذلك الشاب الذي كان كالنقطة السوداء في اليوم الأبيض وأفسد كل شيء، أغلقت مواقع التواصل الاجتماعي لأنني لا أرغب برؤية المقالات التي تتحدث عن هذا الحادث يكفي أنني سأتهرب اليوم كاملًا من والدي، لذا بما أن اليوم سيعتبر إجازة لي سأذهب للسير قليلًا في الخارج وأقوم بشراء الكريون المفضل لي وقهوة ارتديت معطفي وقفازاتي والسماعات التي كانت تناسب أجواء الشتاء لتدفئة أذني، نزلت بسرعة البرق حتي لا يلمحني أحد من عائلتي، فنحن نعيش على هذه الرام كل منا يتجنب الآخر ولا أعرف السبب؟
أو أنني أنا من أتصرف هكذا، رغم أن أخي قريب مني جدًا لكن أستمر في أن أبتعد عنه جدًا وهكذا؟
أعلم بأن المشكلة تكمن في رأسي لكن أقوم بالمكابرة دائمًا، ذهبت سيرًا على الأقدام في الأجواء شبه العاصفة لا أحد غيري يسير حرفياً في الشارع إلا أنا كنت أهرول بخطوات سريعة حتى وصلت إلى المقهى الذي اعتدت فيه الكتابة من سنوات ألقيت التحية على صاحبة المقهى بشكل سریع وأخبرتها بطلبي المفضل قهوة مثلجة لاتيه مثلج، لا أظن أن الأشخاص الطبيعيين في هذه الأجواء يشربون قهوة مثلجة باستثنائي أنا وأشخاص غير أسوياء مثلي، في حين كنت أنتظر طلبي رأيت على التلفاز ما شل أطرافي شعرت بالبرودة التي لم أشعر بها وأنا أشرب قهوة مثلجة في منتصف الثلج تسري في جسدي كانت البائعة تمد لي القهوة بينما أنا لم أعد أسمعها ولا أسمع أي شيء حولي رأيت على التلفاز هذا الخبر:
‘ شاب في عمر الخامسة والعشرين يدعى ‘ مانويل ‘ وجده والده ليلة أمس في الساعة الثانية عشرة بعد منتصف الليل منتحرًا في غرفته. ‘
وكانت صورة الشاب في مقدمة الخبر وكان هو نفسه الشاب الذي أتى إليّ ليلة البارحة في حفل التوقيع وأفسده وتصرف بجنون وغرابة…..
‘ ماريانا ‘…..
هل أنتِ بخير؟؟
أيقظتني كلمات البائعة وهي تهز على كتفي وفي يدها طلبي:
نعم أنا بخير شكرًا لكِ…..
أخذت الطلب بسرعة من يدها وخرجت من المقهى كنت أسير عائدة إلى المنزل لكن قدماي فقط من كانتا تحملانني وتسيران بي أما عقلي فكان مشتتًا وتركيزه كله مع ذلك الشاب، أتذكر الكلمات الغريبة التي لم أفهمها أبدًا؟
ولا أعرف عمّن كان يتحدث؟؟
لكن فجأة شعرت برياح تسري في جسدي الغريب أنني نظرت من حولي كان لا يوجد رياح الأشجار ثابتة حتى لو كان يثقلها ويغطيها الثلج لكنها تظل تتحرك على الأقل الأوراق المتساقطة منها، لكنني شعرت بأن الرياح فقط في جسدي، كنت أسير وحدي في الطريق رغم أنني دائمًا أفعلها لكن لا أخاف أبدًا لأنه لا يوجد شيء مخيف، لكن اليوم أشعر بأن هناك أحدًا يراقبني ألتفت للخلف مرارًا وتكرارًا لكن لا أحد، ولكن في الوقت نفسه أشعر بأنه يسير معي كظلي!
هذا الشعور بدأ معي منذ الأمس؟
أو كان يلازمني من قبل أسبوع أو أسبوعين لا أعرف لكن الآن أشعر به بشكل قوي وكأنه يلتصق بي أكثر من ظلي؟
هذا الشعور أسوأ شعور أن تشعر بأن أحدهم ينظر إليك في جميع أحوالك عيناه ملتصقتان بك في كل وقت وزمان ومكان لكنك لا تستطيع أن تراه أبدًا أخاف بشدة من هذه المشاعر وهذه اللحظات هي أكثر رعبًا لدي رغم أنني أكتب عن الرعب ولا شيء يخيفني منها سوى أن يراقبك شخص كظلك ولا تستطيع رؤيته…..
وصلت أخيرًا إلى المنزل بأنفاس متقطعة لأنني ركضت في آخر الطريق لم أعد أحتمل هذه المشاعر المجنونة، دخلت إلى غرفتي وخلعت المعطف والقفازات، علي أن أفعل شيئًا يلهيني شيئًا يمنعني من التفكير في ذلك الصبي شيئًا يخرجني من هذا العالم وينقلني إلى عالم آخر هي الكتابة بالطبع…..
جلست خلف مكتبي وكنت اليوم مقررة أن لا أكتب شيئًا يجب أن يرتاح عقلي من المجزرة التي خلقتها في روايتي الأخيرة ‘ واشتعل الرأس رعبًا ‘ أخشى أن رأسي في النهاية هو من سيشتعل نارًا وينفجر من شدة الضغط الذي أشعر به، ولكن رغم ذلك قررت أن أكتب وأكتب فقط لكي أنسى ما حدث مع ذلك الشاب وأنسى كل هذه الهلاوس التي تحدث معي، أخبرت نفسي ربما السبب شعوري المرعب تجاه ذلك الشاب وما حدث معه لذلك أصبحت أعاني من كل هذه الأمور حسنًا كل شيء سيتحسن مع الكتابة لكن لدي الكثير من المشروعات التي قمت بتجاهلها هل أقوم بإكمالها أو أقوم بكتابة رواية بقصة جديدة؟
لا أعلم فهذه الحيرة هي الأصعب على قلب كل كاتب…..
قررت أن أبدأ بكتابة رواية جديدة وكانت بعنوان ‘ وجه الموت ‘ رواية رعب نفسي، تتحدث عن الشخصية الرئيسة وهو قاتل مأجور منذ عشرة أعوام يلقب بوجه الموت، لأنه لا أحد يعرف اسمه ولا وجهه لا يتعاطف مع صغير أو كبير عندما يقوم بإرساله الزبون إلى الضحايا فإنه لا يخطئ أبدًا لا أحد ينجو من هجماته، مختلف عن جميع القتلة المأجورين لديه مميزات خاصة في القتل حيث يقتل بأبشع الطرق ليس فقط بالمسدس كان شعاره دائمًا ما يخير الضحايا ويقول لهم:
‘ للموت أوجه كثيرة قوموا باختيار وجه موتكم بعناية…..’
لكن كل شيء يتغير عندما يتم إرسال هذا القاتل إلى قصر كبير به عائلة كبيرة تتكون من 11 شخصًا ما بين النساء والرجال والأطفال وكبار السن، ويؤمر بقتلهم جميعًا بالطبع لا يتردد في ذلك يذهب إلى قتل جميع العائلة ليترك وراءه مجزرة بالنسبة له هذا سهل جدًا، لكن بعد الانتهاء لا يستطيع الخروج من القصر!
يحبس هناك ويعيش ساعات مرعبة عن أسرار القصر والعائلة وماضي الشخصية المؤلم والقاسي…..
حبكة مميزة كنت أفكر بها كثيرًا سابقًا والآن حان الوقت لإخراجها إلى العالم، لكن لاحظت أن لدي قصصًا قصيرة لم أنته منها لذلك قررت أولًا البدء بها، كتبت أول قصة مرعبة وكتبت بها كالتالي:
‘ وأخيرًا جلست على سريري لأرتاح من يوم شاق، لكن فجأة سمعت صوت صرير باب الحمام يفتح وحدها أرعبني ذلك لأن باب الحمام لا يفتح أبدًا وحده!….. ‘
فجأة توقفت عن الكتابة عندما سمعت صرير باب ينفتح!
استغربت كثيرًا نهضت من خلف المكتب لكي أبحث عن الصوت حتى وجدته كان باب حمامي أنا هو من انفتح أيضًا!
شعرت بالقلق قليلًا تقدمت بخطوات سريعة أتظاهر وكأنني شجاعة وفتحته على مصراعيه لكن لم يكن هناك أي أحد بالطبع كما توقعت أغلقت الباب بالمفتاح وعدت إلى الكتابة، كتبت الكثير ما يقارب عشر صفحات في جلسة واحدة حتى وصلت إلى هذا المشهد الذي يقول:
‘ سمعت صوت صرخة مدوية قادمة من خارج نافذتي حتى شعرت بأن زجاج النافذة سيتحطم إلى قطع….. ‘
فجأة قفزت من مكاني وتوقفت عن الكتابة عندما سمعت صوت صرخة قوية قادمة من خارج نافذتي يا إلهي ما الذي يحدث لي؟
من المستحيل أن أتخيل كل هذه الأحداث هكذا فجأة في وقت واحد؟
نبض قلبي بقوة عندما سمعت صوت الرعد يبدو أن العاصفة فعلًا بدأت كانت نوافذ المنزل كلها تهتز وترتجف من قوة الرعد والرياح، والبرق الذي يضرب بقوة وينير السماء وكأنه يقوم بتصوير الأرض، قررت أن أرتاح قليلًا من الكتابة لذلك أغلقت الجهاز توجهت إلى النافذة لكي أقوم بإغلاق الستائر لكن بدلًا من ذلك تجمدت في مكاني أمام النافذة بعد أن رأيته!!
أنا أرى ذلك الرجل المخيف والغريب يقف أسفل منزلي بالقرب من أشجار الغابة إنه يختفي عندما تختفي فلاشات البرق وعندما تضيء السماء مرة أخرى يظهر، إنه يقف في مكانه بلا حراك وينظر إلي مباشرة، هل هو حقيقي أم من مخيلتي؟
لكن لو كان حقيقيًا وشخصًا مهووسًا بي فهل من الممكن أنه استطاع الدخول إلى حمامي واختفى بسرعة؟
مستحيل أن يفعلها شخص حقيقي طبيعي؟!
إذًا هل هو من مخيلتي؟
أغلقت الستائر بقوة بعد أن اختفى ذلك الرجل، وتوجهت إلى سريري وأطرافي وجسدي كله يرتعش، لا أعلم ما الذي أصابني؟
هل الكتابة تجعلني على حافة الجنون؟
أم أنا مجنونة وجعلت الكتابة مجنونة مثلي؟
لا أعرف ولا أريد أن أعرف، كلا!
ما أريده أن تختفي هذه الهلاوس فقط…..
استيقظت من النوم بعد ما شعرت بأنني أشعر بتحسن في هذا اليوم، اليوم كان الجو هادئًا ومشرقًا ودافئًا قليلًا، كنت أظن أنه الهدوء بعد العاصفة لكن لم أظن أنه الهدوء قبل العاصفة الحقيقية، العاصفة التي ستعصف بي وحدي قررت النزول إلى الأسفل اليوم لمشاركة عائلتي الإفطار لكنني تفاجأت بأن أمي وأخي وزوجته وأولاده جهزوا لي مفاجأة صباحية صغيرة كعكة لطيفة مع بالونات وزهور وهدايا بمناسبة تدشين روايتي الجديدة، شعرت بالسعادة والحب تناولنا الإفطار معًا كان لدي مشاعر غريبة تجاههم وكأنني كان لدي ذلك الإحساس الذي يقول بأنها المرة الأخيرة التي سأراهم فيها!
انتهينا من الإفطار عدت إلى غرفتي مرة أخرى لأرى ‘ لانا ‘ قامت بترك رسالة نصية لي تقول بأن أصدقاء الدار سيقومون بالتجمع اليوم في مكان ما يجب أن آتي كنت أعلم بأنهم سيقومون بالاحتفال ومفاجأتي لكن ككل مرة أتظاهر بأنني لا أعرف شيئًا، بدأت بتجهيز نفسي وضعت مساحيق التجميل على وجهي ارتديت فستانًا أسود أنيقًا وطويلًا مع معطف صوفي أسود أيضًا، وكعب ليس مرتفعًا كثيرًا كان باللون الأحمر، وشعري جعلته مكسرًا وكأنه حبة النودلز كما كانت تقول أمي لي، كانت السماء ما زالت تمطر بشكل خفيف لذلك أخذت المظلة معي وصلت إلى مكان الاحتفال الساعة السابعة مساءً قمنا بالاحتفال حتى الساعة العاشرة مساءً عندما اشتد المطر قرر الجميع المغادرة ودعنا بعضنا بعضًا قالت لي ‘ لانا ‘ بأنها ستقوم بإيصالي لكنني رفضت لأن السائق أخبرني بأنه قادم، نعم أنا لا أستطيع القيادة لأنني لدي فوبيا من السيارات بسبب حادث قديم لذلك لدي سائق خاص بي انتظرت في المطعم الذي قمنا بالاحتفال فيه، لكن الوقت تأخر وأصبحت الساعة الحادية عشرة شعرت بأن نظرات عاملي المطعم تقول لي اخرجي نرغب بالإقفال والذهاب إلى منازلنا قبل أن تشتد العاصفة لذلك شعرت بالحرج وخرجت من المطعم كان الشارع فارغًا بمعنى الكلمة حتى القطط لا وجود لها!
الجميع مختبئون من الأمطار والبرد، شعرت ببرودة تسري في جسدي أشعر بأن المظلة على وشك أن تطير من يدي من قوة الرياح، أخرجت هاتفي أحاول أن أتصل بالسائق لكن الإشارة اختفت فجأة ومن المرجح أنه بسبب العاصفة ذلك السائق الغبي أين هو؟؟
بدأ الخوف يسري في عروقي فتاة ترتدي فستانًا جميلًا وكعبًا أحمر تستطيع رؤيته عن بعد مئة متر تمسك بمظلة وتقف وحدها في الشارع تقاوم العاصفة في الساعة الثانية عشرة منتصف الليل؟
هنا توقفت نبضات قلبي جحظت عيناي ارتعش جسدي هنا تخيلت كل السناريوهات البشعة التي أكتبها في رواياتي ستحدث لي الآن!
عندما رأيته وكانت هذه المرة الأولى التي أراه فيها بوضوح وقرب شديد كان يقف مقابلًا لي على الشارع الثاني أو الرصيف الآخر ولا يفصلنا إلا سكة لعينة فارغة لا توجد بها أي سيارات أو مخلوق حتى!
كان ينظر إلىّ بشكل مباشر كالعادة الآن أنا عرفت وميزت كان يلبس قناعًا مخيفًا ومرعبًا لونه أسود به قرون سوداء لا شيء يظهر منه إلا عيناه الحادتان اللتان تكادان تخترقان القناع وتخرجان إليّ!
يرتدي ملابس سوداء بالكامل قفازات جلدية سوداء معطفًا أسود بنطالاً وقميصًا أسود وحذاء أسود كان طويل القامة عريض المنكبين ذا جسد ضخم، فجأة أخرج من جيبه قداحة سوداء غريبة وأخرج سيجارة وما أن فتح القداحة التي رن صوتها العالي واخترق صوت العاصفة أشعل سيجارته بكل هدوء وهو ما زال متسمرًا ينظر إلي أما أنا فقررت أن أسير عائدة باتجاه المطعم وعندما سرت كان يسير معي بثقة في مشهد مخيف جدًا، شعرت الآن بكل مشاعر النساء التي كنت أكتبها في رواياتي وهن يمتن عن طريق القتل على يد قاتل متسلسل!
كان يسير معي كظلي بثبات دون حتى أن ينظر إلى طريقه لا بل كان يسير وهو ينظر إليّ دون أن يرمش رمشة واحدة، بدأت أنفاسي تتسارع مع خطواتي وصلت إلى باب المطعم لكنه أغلق!
تبًا لكم كيف تغلقون أبوابكم وما زالت فتاة وحيدة تقف وحدها في الشارع ؟؟
أخرجت هاتفي على أمل أن أجد إشارة لكن كانت مخفاة تمامًا قررت أن أتصرف كبقية الفتيات تصرفًا مبتذلًا ومضحكًا أخرجت هاتفي وبدأت أتحدث فيه بصوت عالٍ على أساس أنني أتحدث مع أبي وهو قريب منيا أنا واثقة بأنه يضحك الآن خلف القناع لكن عندما التفت رأيته اختفى لم يعد موجودًا؟؟
أين ذهب؟!
هل خطتي المبتذلة نجحت؟
لم أنته من تساؤلاتي حتى ضرب البرق بضوئه وأنار أمامي حتى لمحت ظله العملاق يقف خلفي!!
لم أستطع أن أركض أو أصرخ لأنه لم يعطني فرصة ووضع منديلًا ذا رائحة غريبة على وجهي بالكامل أردت مقاومته أردت أن أتحرك بجسمى وأضربه لكنه ثبتني وكأنه الجاثوم الذي كان يقوم بتثبيتي في المنام سقطت حقيبتي ومظلتي
أرضًا كدليل مهمل لن تستفيد منه شيئًا لاحقًا الشرطة أما أنا فسقطت بين يدي الشيطان فاقدة الوعي لكي يأخذني إلى عالمه المرعب.

دي رواية مميزة جدًا جرب تقرأها  رواية وجلا الليل الفصل الثاني عشر 12 بقلم زكية محمد

 

 

____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *