رواية الغائب الحاضر الفصل السادس 6 بقلم مصطفى محسن
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)
رواية الغائب الحاضر الفصل السادس 6 بقلم مصطفى محسن
البارت السادس
قبل ما ألحق أرد… التوابيت اللي حواليا بدأت تهتز، وأصوات خبط جاية من جوه، كإن أجساد بتحاول تخرج.
واحد منهم اتفتح فجأة… وخرجت منه إيد متحللة، ماسكة سلسلة مصدية.
وقتها، سمعت الصوت اللي كنت مرعوب أسمعه… الصوت العميق اللي جه من الكيان اللي كان بيطاردني وقال:
ـ “المقبرة لسه ما فتحتش يا هشام… بس خلاص، دورك جه.”
شدّيت نفسي بقوة، لكن السلسلة المصدية لفت حوالين رجلي، وكأنها عايزة تسحبني جوه التابوت.
صرخت:
ـ “عمر!! ساعدني!!”
عمر صوته جه من فوق، من سقف الأوضة:
ـ “قاوم يا هشام… متستسلمش!”
لمبة السقف بدأت تترنح أسرع، والنور اتقطع لحظات طويلة… وفجأة، النور رجع تاني، ولاقيت التوابيت مفتوحة، وأصوات أنين وصرخات طالعة منها، وبعدين اتقفلت بسرعة.
إيدي المرتعشة مسكت السلسلة وفضلت أشد لحد ما جرحت إيدي.
وفجأة… السلسلة وقعت على الأرض، والإيد اللي خرجت من التابوت رجعت لجوه واختفت.
نفسي اتقطع، وركبي بتتهز من الرعب.
قربت من التابوت اللي خرجت منه الإيد… جوه لقيت لوحة حديد صغيرة.
مسكتها ومسحت عليها بإيدي…
الكلمات ظهرت بالعربي محفورة:
“مقبرة العهود.”
اتسمرت.
دي أول مرة يظهر اسم المقبرة بوضوح.
قلبي وقع.
في اللحظة دي، كل التوابيت اتفتحت مرة واحدة، وأصوات مرعبة ملأت المكان.
أصوات رجالة وستات بيصرخوا:
ـ “ارجع يا هشام… متغمرش ورا المقبرة!”
ـ “اللي دخلها… عمره ما رجع!”
صوت الكيان جه من آخر الأوضة، أعمق من الأول، كأنه طالع من بطن الأرض:
ـ “العهود… محفورة بتضحيات كبيرة، وأبوك واحد من أصحابها.”
الأرض اتشقّت تحت رجلي، ولقيت نفسي بنزل تحت الأرض في حفرة مظلمة.
الحاجة الوحيدة اللي مدياني إحساس بوجود “طريق” أو “دليل” هي اللوحة اللي بتنور نور ضعيف.
فضلت أبص حواليا… مش شايف أرض ولا آخر.
صوتي وأنا بصرخ بيرجعلي كأنه بيلف حواليا.
لحد ما وقعت بقوة على أرض ترابها بارد وريحتها زي ريحة القبور.
قعدت أتنفس بسرعة، وعنيا مش شايفة غير لمعة صغيرة جاية من اللوحة اللي في إيدي.
رفعتها قدامي… النور الخفيف اللي طالع منها كان باين إنه بيرسملي خط على الأرض، زي ممر محفور في الصخر.
مشيت وراه بخوف، وكل خطوة بحس إن فيه عيون بتبص عليا من الضلمة.
بعد شوية وصلت لباب حجري كبير، عليه نقوش غريبة.
قربت اللوحة من الباب… لاقيت مكتوب عليه “مقبرة العهود”.
فجأة،الباب بدأ يتفتح ببطء.
دخلت جوه… لقيت قاعة واسعة مليانة توابيت حجرية ضخمة.
كل تابوت منقوش عليه اسم واضح.
وأنا ماشي بينهم… قلبي وقع لما لقيت تابوت مكتوب عليه:
“عُمر عبد العزيز.”
اتجمدت في مكاني.
يعني عمر… متسجل هنا؟! هو فعلاً مدفون جوه التابوت ده؟ ولا دي مجرد علامة للأرواح اللي اتحبست في المقبرة؟
فجأة التابوت بدأ يهتز… الغبار وقع من عليه، وصوت عمر خرج من جوه:
ـ “هشام… كنت عارف إنك هتيجي. بس بالله عليك… ما تفتحش التابوت. لو فتحته، مش هرجع زي ما أنا.”
رجليا سقعت وقلبي بيدق بسرعة.
قدامي تابوت صاحبي الوحيد، وصوته بيترجاني مفتحوش.
فجأة… باب القاعة بدأ يتقفل من نفسه، وصوت غليظ جه من الضلمة:
ـ “افتحه يا هشام… وفكّر كويس. اللي جواه مش عمر اللي تعرفه.”
فضلت واقف قدام التابوت، مش عارف أعمل إيه.
صوت عمر من جوه بيترجاني وبيقول:
ـ “ما تفتحش يا هشام… بالله عليك، ما تفتحش.”
والصوت العميق رجع وقال:
ـ “افتح… اللي جواه هو اللي هيديك الحقيقة. عايز تعرف مين قتل عمر؟ الحقيقة مستخبية جوه.”
قلبي كان هينفجر…
إيدي بترتعش وأنا ماسك اللوحة، والنور اللي فيها بدأ يعلى أكتر كأنه بيشدني ناحية التابوت.
مديت إيدي ولمست الغطا الحجري…
وفجأة، الأرض تتهز، وكل التوابيت حواليا بدأت تخبط من جوه… سمعت أصوات صراخ.
والباب اللي ورايا اتقفل تمام.
مفيش مكان أهرب منه.
قربت ودني من التابوت… وسمعت صوت عمر قال:
ـ “اللي قتلني مش عرفة بس يا هشام… في حد تاني.… في سر أكبر، وكل ده مربوط بالمقبرة.”
“حسيت برعشة في جسمي”
وقولت: “عرفة… ومين تاني؟!”
وقبل ما أرجع خطوة… الغطا الحجري بدأ يتحرك لوحده، ويتفتح ببطء.
نور أحمر خفيف طلع من جوه.
وفجأة… صوت ضحكة عالية رجّت المكان كله وقال:
ـ “اتأخرت يا هشام… اللعبة ابتدت…
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية الغائب الحاضر)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)