روايات

رواية استثنائية في دائرة الرفض الفصل السادس والأربعون 46 بقلم بتول عبدالرحمن

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

رواية استثنائية في دائرة الرفض الفصل السادس والأربعون 46 بقلم بتول عبدالرحمن

 

 

البارت السادس والأربعون

 

 

 

فريده الصدمه لسه مأثره عليها، إيديها ارتخت فجأه والاختبار كان هيتزحلق من بين ايديها لولا إنها مسكته تاني بسرعه وهيا بتحاول تستوعب النتيجه اللي قدامها، دموعها بدأت تنزل بهدوء من غير ما تحس، قربت من الحوض، حطت الاختبار عليه وضغط بإيديها على الرخامه وهي مش قادرة تستوعب، بصت لنفسها في المراية تاني، ملامحها باينه فيها الرعب والصدمة، عينيها حمرا من كتر الدموع اللي بتقاوم إنها تنهار أكتر، خبطت بإيديها على الرخامة بقوة وهي بتكتم شهقتها ، اتراجعت لورا وقعدت على الأرض، ضمت رجليها لصدرها، ودموعها نازلة غصب عنها، هيا مش عايزة الحمل ده، مش شايفة إنها جاهزة أو حتى حياتها مستقرة بالشكل اللي يخليها تجيب طفل، حست إن الحمل ده جاي في توقيت غلط، وسط كل المشاكل والصراعات اللي حواليها، صوت عقلها بيقولها إزاي هتعرفي تكملي؟ حسّت إن الحمل ده قيود جديدة، مسؤولية ضخمة نازلة على عاتقيها قبل ما تلحق حتى ترتب أولويات حياتها، دموعها غطت وشها وهي بتفكر إن اللحظة اللي كان المفروض تبقى بداية سعادة، بقت أكبر كابوس ممكن تعيشه.
قعدت شويه مكانها بتحاول تستوعب، وبعد ما حست انها خلاص، خرجت اللي جواها على هيئة دموع، وقفت وغسلت وشها بماية ساقعة تحاول تخفي أثر دموعها، لكن عينيها لسه حمره والدموع بتنزل غضب عنها، وقفت شوية قدام المراية، اخدت نفس عميق كأنها بتحاول تثبت نفسها، وبعدها فتحت باب الحمام وخرجت بخطوات بطيئة.
في اللحظة دي يسر قابلتها في الطُرقة، لمحت وشها وتعبها، وقفت قدامها بقلق وسألت بسرعه
” مالك يا فريده؟ إيه اللي حصل؟ انا بدور عليكي بقالي شويه”

 

عين فريده اتملت دموع من جديد، معرفتش تتحكم فيها، وفضلت ساكتة للحظه، يسر قربت منها بسرعة ومدت إيدها على كتفها وقالت بقلق
“فريده… فريده، في إيه؟ قوليلي.”
فريده رفعت عينيها ليها بصمت، وادتها الاختبار بايد مرتجفه
يسر اخدته بتلقائية، أول ما بصت فيه اتجمدت ملامحها للحظة، وبعد ثواني استوعبت النتيجة، ابتسمت وقالت بفرحة ظاهرة في صوتها
“بجد؟ مش مصدقة!”
فريده هزت راسها وهي دموعها بتنزل أكتر وقالت بصوت مبحوح
“ولا أنا.”
يسر قربت منها أكتر وقالت باستغراب
“وزعلانة كده ليه؟ في إيه؟ مش دي حاجة حلوة؟”
فريده غمضت عينيها بقوة، دموعها نزلت بغزارة، همست
“سيبيني يا يسر.”
مشيت بخطوات سريعة تحاول تهرب، يسر مشيت وراها تلحقها وهيا مش فاهمه مالها، لحقتها وقالت بإصرار
“استني يا فريده… مش هسيبك كده، قوليلي في إيه؟ ليه زعلانة بالشكل ده؟”
فريده وقفت، ردت بصوت واطي وهيا بتمسح دموعها
“أنا مش عايزة ده يحصل… مش دلوقتي.”
يسر قالت باستغراب
” بس ليه؟ يعني المفروض تكوني مستعده لحاجه زي دي”
فريده بصتلها وقالت بصوت مكسور
“عشان حياتي مش مستقرة، عشان أنا نفسي مش عارفة واقفة فين، أنا مش جاهزة أكون مسؤولة عن حد.”
يسر حاولت تبتسم وتخلي صوتها هادي
“بس إنتي مش لوحدك، في حسام، وفي ناس حواليكي كتير، صدقيني، ساعات ربنا بيبعت الحاجات دي في توقيت إحنا مش فاهمينه، بس بيكون لحكمة.”
فريده هزت راسها بيأس
” لاء يا يسر… أنا حاسة إني هتخنق، مش قادرة أفرح، مش قادرة أتخيل إني أبقى أم دلوقتي.”
يسر حضنتها، حاولت تهديها وقالت وهي بتربت على ضهرها
“متعيطيش كده، هتعدي إن شاء الله، مش انتي بتسيبيها على ربنا”
فريده فضلت ساكتة، دموعها نازلة بصمت وهيا حاضنه يسر.
عند تيم
خبط على باب أوضة يونس اللي كان ممدد على السرير وبيلعب بلاي ستيشن، رد بملل
” مين؟!”
تيم رد وهو واقف قدام الباب
“بتعمل إيه؟”
يونس قال بملل
“هكون بعمل إيه يعني؟ بلعب.”
تيم سأله بهدوء
“أنا نسيت اسم الفون اللي قولتلي عايزه، قولتلي اسمه إيه؟”
يونس رفع عينيه من على الشاشة وهو بيتحرك ناحية الباب وقال

 

 

 

“اسمه عفروتو يا تيم، روح لأي محل وقوله عايز عفروتو.”
تيم رفع حاجبه باستغراب وقال
“هو في حد يسمي الاسم ده؟ أقوله ازاي ده؟!”
يونس رد بسرعة وهو بيرجع للسرير
“ياعم مش مهم الاسم… المهم تجيبه، وزي ما قولتلك، انت عارف هتوصلهولي ازاي”
تيم سأله بشك
” انت متأكد أنه حجمه صغير اوي كده؟”
يونس ابتسم ابتسامة صغيرة وقال
“لما تجيبه هتعرف، بس بسرعة يا تيم، أنا مش قادر أقعد كده أكتر من كده.”
تيم قال بجديه
“طيب، بس مش عايز أي حركة تهور، أنا هجيبه عشان عارف إنك لو مساعدتكش هتفضل محبوس”
يونس زفر وقال
“متشكر يا عم.”
عند فريده
كانت قاعده ودموعها لسه بتنزل رغم محاولتها تمسحها بسرعة، يسر قاعده جنبها، حاطة إيديها على ضهرها وبتحاول تهديها
“اهدي يا فريده”
فونها رن بس مهتمتش، يسر قالت
” ردي على للفون بس”
فريده هزت راسها برفض وقالت
” مش هرد على حد”
تيم نزل السلم بخطوات هاديه، ملامحه متماسكة كعادته، صابرين بصتله وقالت بنبرة فيها استغراب
“مش غريبه إنك راجع عشان نسيت حاجه؟ أنت ملتزم بشغلك وبتكون خارج معاك كل حاجتك”
وقف لحظه قدامها، قال ببرود
“اللي حصل… محتاج أرجع البيت النهارده كمان مره.”
رفعت حواجبها باستفهام
“ليه؟”
شد نفس عميق وقال بنبرة قصيرة قاطعة
“فيها مشكله؟”
هزت راسها بسرعة
“لاء طبعًا… بس أنا شايفه إنك غريب.”
رد بسرعة وهو بيحاول ينهي الكلام
“أنا عادي.”
بصتله بريبه وقالت بخوف خفيف
“ربنا يستر يا تيم… مش متطمنه.”
تيم مردش، بس ملامحه اتشدت أكتر، عدل هدومه وهو بيهم يمشي
“اتأخرت… عن إذنك.”
فريده كانت لسه قاعده مكانها، فونها مبطلش رن، اسم حسام ظهر قدامها بوضوح، فتحت الفون لقت ميسد كتير منه ومن مامتها، الفون سكت ثواني ورجع رن تاني باسم حسام، بس هي فضلت ثابتة، مش قادرة ترد ولا تتكلم.
في الناحية التانية، حسام كان رايح جاي بعصبية، ماسك الموبايل ووشه متوتر جدًا، كل مرة يرن ومفيش رد، غضبه وقلقله كان بيزيد، رن تاني بإلحاح وميأسش انها ترد، بس لما حس بيأس مسك الفون بقوة ورماه على المكتب بغيظ، قعد على الكرسي ومسك راسه بإيده، بعد دقيقة قام بسرعة، مسك مفاتيحه، وقرر يروحلها المستشفى، نزل وهو لسه بيرن.
أما فريده، فكانت لسه قاعدة مكانها، الفون بيرن جنبها بس هيا مش مستعده تتكلم، ومع إصراره، مسكته وردت عليه بصوت مبحوح ومخنوق
“الو…”
حسام كان خلاص بيفتح باب العربية وأول ما سمع صوتها قال بارتياح
“فريده؟! أخيرًا يا فريده! كنت هموت من القلق عليكي.”
فريده حاولت تثبت صوتها وقالت
“أنا آسفه… كنت في عمليه.”
وقف مكانه وقال بعتاب
“مش اتفقنا تكلميني قبل ما تدخلي أي عملية وتعرفيني؟! أنا كنت هجيلك.”
فريده ردت وهي بتحاول تثبت صوتها
“حصل خير، كنت مستعجله بس ومعرفتش أكلمك.”
اتنفس براحه وقال بهدوء
“الحمد لله إنك بخير… بس ياريت متتكررش تاني”
فريده سكتت ثواني وبعدها قالت بخفوت
” تمام”
حسام ابتسم وسأل
” هتخلصي امتا طيب؟!”
قالت بصوت هادي
“أنا هروح لماما.”
قال بغصه وقلق

 

 

“إيه ده؟ ليه؟ في حاجه حصلت؟”
قال بضيق
“لاء عادي… بس هي هتروح عند خالتو، فهروح معاها.”
فضل ساكت لحظه وبعدين قال بنبرة متردده
“امممم… يعني هتتأخري النهارده.”
فريده أخدت نفس وقالت بهدوء
“مش عارفه… بس هحاول متأخرش كتير.”
ابتسم ابتسامة صغيرة رغم إن قلبه مش مطمن وقال
“طيب… خدي بالك من نفسك.”
قفلت الفون بعد لحظة صمت، فضلت ماسكه الفون شويه وبعد كده رنت على ايناس، رن الفون ثواني قبل ما صوت إيناس يجي مليان حنية
“فريده! مش بتردي ليه؟ قلقتيني”
ردت فريده بسرعة وهي بتحاول تخفي ارتباكها
” أنا كويسه يا ماما، كنت بس في عمليه.”
إيناس لحظت تغير في نبرة صوتها، سألتها بقلق
“هو صوتك متغير… في حاجة يا فريده؟”
نفت بصوت هادي
“لاء خالص، مفيش.”
وبسرعة غيّرت الكلام
“إنتي رايحة عند خالتو النهارده؟”
إيناس قالت بعد ما اخدت بالها من تهربها
“آه، مش قولتلك امبارح إني رايحة؟”
فريده ردت
“طيب، أنا هعدي عليكي ونروح سوا… أنا عايزة أشوف يونس.”
إيناس قالت
“ماشي يا فريده، هستناكي.”
فريده قالت بسرعه
“أنا ساعه وهكون عندك.”
إيناس استغربت وقالت
“ليه بدري كده؟”
ردت فريده بتنهيدة
“مش قادرة أكمل اليوم.”
إيناس سكتت لحظة كأنها بتحاول تفهم، وبعدين قالت
” مالك يا فريده؟ مش هتقوليلي في ايه؟!”
فريده اتنهدت وقالت
” ممكن لما اشوفك اقولك؟ في خبر ممكن يفرحك”
عند تيم
كان قاعد على المكتب، ماسك الفون في أيده وبيكلم يونس، بعد ثواني جاله الرد، تيم ابتسم ابتسامة خفيفة وقال بنبرة هادية
“مبتضيعش وقت انت؟”
يونس ضحك وهو بيرد
“ده أنا مصدقت! طلع ليك فايدة وأنا مكنتش أعرف.”
رفع تيم حاجبه وقال بسخرية بسيطة
” اهو ليا فايده اكتر منك”
يونس قال
” في دي عندك حق”
تيم شد نفسه وقال بصرامة
“بس اسمع يا يونس… لو عملت أي حركة متهوره، أنا مش هسامحك”
يونس قال بمرح وهو بيحاول يخفف التوتر
“ماشي يا عم متقلقش، انا اصلا زهقان، مفيش عندي أرقام حد، ولا قادر أكلم أي حد.”
تيم رد بهدوء
“اصبر لما حد يكلمك.”
يونس ضحك بسخرية وقال
“يا عم أنا بقالي أكتر من أسبوعين قافل الفون، يعني اللي كان عايزني يأس خلاص.”
تيم قال بجديه
“هخلي سالي تكلمك… بس علشان تتطمن عليك مش أكتر.”
يونس قال بخفه
“والله يا عم جمايلك كترت، مش عارف أوديها فين.”
تيم اتجهم شوية ورد بلا مبالاة
“ما علينا، هو أنت سامعني كويس من الأداة اللي معاك دي أصلًا؟”
يونس ضحك وقال
“أنا سامعك أحسن من فوني أصلًا! هو قصير… بس يحير.”
ابتسم تيم ابتسامة صغيرة وقال
“طيب كويس هقفل دلوقتي، ورايا شغل.”
يونس قال
“تمام، مستني مكالمة سالي متنساش”
فريدة كانت قاعدة جنب إيناس، ملامحها كلها تذمر واضح، خصوصًا بعد ما سألت عن يونس وصابرين ردت عليها ببرود إنه نايم دلوقتي، هيا عارفه انها كدابه بس مش هتقدر تعمل حاجه، قعدت تفكر في مليون طريقة إزاي تشوفه من غير ما صابرين تاخد بالها، صابرين وإيناس كانوا مندمجين في كلامهم، مواضيع طويلة ومملة من وجهة نظر فريده وحاجات ملهاش أي معنى بالنسبالها، كانت قاعدة بتهز رجليها بتوتر وعينيها على السلم وبتفكر لو طلعتله ايه هيحصل يعني، بس قطع تفكيرها دخول تيم.
تيم دخل البيت بعد يوم طويل في الشغل، تعبان ووشه متجهم كالعادة، بس أول ما عينه وقعت على فريدة قاعدة جنب إيناس وصابرين اتجمد، اتفاجئ جدا بوجودها، ارتبك من غير ما يبين، وحاول يخفي ده بهدوء مصطنع وهو بيقول بصوت واطي ومازالت عينيه عليها
“مساء الخير.”
الاتنين ردوا عليه ما عدا فريده اللي بصتله بارتباك، صابرين لاحظت نظراتهم، ابتسمت بضيق بس بصت لتيم وقالت بمخزى
“تعالى بارك لفريدة.”
تيم وقف لحظة، خطواته بقت ابطأ وهو بيقرب منهم، سأل باهتمام غريب
“على إيه؟”
فريدة في اللحظة دي غمضت عينيها جامد، قلبها بيدق واتمنت من كل قلبها إن صابرين متنطقش، إن اللحظة تعدي من غير ما يسمع حتى اللي هيا توقعت تقوله، لكن صابرين بصتله بعفوية وقالت الكلمة اللي قصفت قلبه في ثانيه
“فريدة حامل.”
الكلمة نزلت عليه زي صاعقه، اتجمد مكانه ووشه اتبدل كأنه حد ضربه بالقلم، أنفاسه اتلغبطت فجأة وإيده حس بيها بتترعش وهو بيشدها جوه جيبه عشان متبانش، قلبه اتقبض بشدة لدرجة إنه فعلاً حس أنه هيقع، ومعدته اتقلبت كأنه فقد اتزانه، صدمة حقيقية مش مجرد مفاجأة، عقله بيصارع، مش قادر يجمع أفكاره.
فريدة كانت مركزه معاه، عينيها ثابته على وشه، بتراقب كل تعابير وشه، شافت الصدمة بوضوح، شافت ازاي ارتبك وحس أن روحه بتتسحب.
وبرغم العاصفة اللي بتاكل جوة روحه، شد نفسه، كتم كل حاجة، وقرر يخبي مشاعره لمدة ثواني بسيطه، رفع عينيه عليها، صوته طلع واطي جدًا، شبه مبحوح

 

 

“مبروك.”
كلمة صغيرة جدًا، بس خرجت منه وكأنها حجر، عينيه كانت بتلمع ما بين الذهول والألم، ورغم هدوء ملامحه المصطنعه، فريدة شافت اللي وراه، كل اللي حاول يخبيه من صدمه وارتباك وزهول.
لف يخرج من البيت بسرعة، خطواته متوترة وسريعه، صابرين وقفته بسؤالها
“رايح فين؟”
رد بجفاء وهو بيخرج
“نسيت حاجة.”
مستناش رد منها ولا حتى بص وراه، خرج بسرعه وكأنه مش مستحمل لحظه في نفس المكان، وحس أنه لو فضل اكتر هينهار قدامهم، فريدة قامت من مكانها بسرعه وقلبها بيدق جامد، تجاهلت نداء إيناس اللي بتنادي عليها بإصرار، كل اللي يهمها دلوقتي إنها توصله، إنها ما تسيبوش لوحده في اللحظة دي، لأنها عارفه كويس هو حاسس بإيه،
خرجت، لمحت عربيته بتتحرك بسرعه بعيد عن البيا، ركبت عربيتها من غير تردد ومشيت وراه، فضلت ماشية وراه لحد ما شافته وقف في مكان فاضي وهادي جدا، شافته بينزل من العربيه، قعد على الأرض قدام العربيه بيأس، ودموعه نازلة لأول مرة، دموع حقيقية مش قادر يخبيها ولا يسيطر عليها اكتر، وقفت مكانها ثواني، قلبها اتقبض وهي شايفاه بالشكل ده لأول مره، نزلت من عربيتها بسرعة، اتحركت ناحيته بخطوات مترددة، لحد ما وقفت قصاده وقالت بصوت كله خوف ووجع
“تيم؟! انت كويس ؟”
رفع عينيه لها، نظرته كانت مليانة قهر وانكسار، وقال بصوت مبحوح متقطع
“مش قادر أكتر من كده… هموت يا فريده، ليه عملتي فيا كده؟”
جسمها كله اتشد وهي بتقرب أكتر، قعدت جنبه، قربت منه وقالت بصوت خافت
“تيم… انت اللي عملت مش أنا.”
دموعه نزلت أكتر، صوته كان مكسور والكلام مش مترتب
“أنا حاسس إني مهزوز… أنا… أنا بموت ومش قادر، أنا مقهور، طول عمري بسمع عن قهر الرجال يا فريدة، بس بعيشه لأول مرة.”
عيط جامد، بقهر وكأنه طفل صغير أمه ماتت، مستحملتش، مدت إيديها وحضنته، شدت عليه كأنها بتحاول تلملم كسوره، لما حس بحضنها، دموعه نزلت اكتر، قال بوجع مكبوت
“أنا… أنا بموت! مش قادر أستحمل اكتر، أنا كنت عايزك ومش عايز غيرك، انا… بحبك… بحبك يا فريده اوي، ازاي اتجوزتي وهتجيبي ولد، ازاي تعملي كده؟!”
الكلمة وقعت عليها بصدمه، قلبها اتجمد، مش مصدقة إنه اعترف وقالها، هيا كانت عارفه، بس مكانتش متوقعة ابدا انها تسمعها منه في يوم، هيا عارفه أن كبريائه يمنعه أنه يعترف اعتراف زي ده، كمل بنفس القهر
“صدقيني… أكتر من كده هموت، مش هقدر أستحمل تاني، وصلت لآخر قدرة تحمل، إنتي حاسة بيا؟”
فريدة حضنته أقوى، دموعها نزلت وقالت بصوت مخنوق
“حاسه بيك… حاسة والله، بس مش في إيدي حاجة أعملها.”
بصلها بتوهان، دموعه وغوشت على عينيه ومش شايف قدامه كويس، صوته خرج متقطع
“ليه يا فريدة؟ ليه عملتي فيا كده؟ ليه اتخليتي عني وروحتي اتجوزتي حد تاني؟ ليه؟”
عرفت إنه وصل لمرحلة خلاص مينفعش يستحمل اكتر، عرفت انه مكسور لأقصى درجه دلوقتي، بصتله وقالت باعتذار
“أنا آسفة… آسفة والله، بس غصب عني.”
هز راسه بعنف وقال بوجع
“اقتليني وريحيني! اقتليني يا فريدة، بس متقوليش خبر زي ده… عشان خاطري، مش عايز اعيش تاني”
كان بينهج جامد، نفسه متقطع وبيزيد بسرعه، فريده اتخضت من حالته، فتحت أول زرارين من قميصه وهي بتحاول تهديه، قالت برجاء
“اهدى… اهدى يا تيم، عشان خاطري، اهدى، اتنفس”
بس هو كان بينطق بصعوبه
“أنا بموت… مش قادر تاني… يا رب ربنا ياخدني.”
فريدة هزت راسها برفض، حضنته جامد وقالت
“لاء متدعيش على نفسك… علشان خاطري يا تيم، اهدى واتنفس!”
بدأ يهدى غصب عنه، بس عينيه غابت، ووشه ارتخى وهو بيفقد وعيه، آخر كلمة خرجت منه بصوت مبحوح، كأنه بيحارب نفسه

 

“بس… إنتي… إنتي اتخليتي عني… بالرغم إني بحبك.”
فريده صرخت بصوت عالي وهيا بتقول
“متخلتش والله! أنا موجوده أهو! تيم… فوق… فوق علشاني يا تيم!”
بس مفيش رد… كان غاب عن الوعي تمامًا بين إيديها، كأنه استسلم لغيبوبته…
يتبع…….

 

 

 

 

0 0 votes
Article Rating
____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x