روايات
رواية استثنائية في دائرة الرفض الفصل الثالث والأربعون 43 بقلم بتول عبدالرحمن
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)
رواية استثنائية في دائرة الرفض الفصل الثالث والأربعون 43 بقلم بتول عبدالرحمن
البارت الثالث والأربعون
السي دي بدأ بأوضة فيها بنت مربوطة على سرير حديدي، الأوضة كانت زي قبو ضلمة، لمبة صفرا خافتة في نص الأوضة، الحيطه والسقف متآكلين، البنت جلدها شاحب، وعينيها بتتحرك يمين وشمال برعب، بتحاول تفك قيودها بس جسمها ضعيف جدا.
دخلوا اتنين لابسين بالطو أبيض، ملامحهم مش واضحة بسبب الكاميرا، إيديهم ثابتة وباردة، واحد فيهم مسك مقص جراحي طويل، والتاني كان بيجهز ترولي معدن عليه أدوات… مشرط، منشار طبي صغير، أنابيب بلاستيك.
يونس حبس أنفاسه وهو متوقع ايه اللي هيحصل، صوت نبضه بقا عالي، واحد منهم قص شعرها بالمقص الطويل والتاني قرب المشرط من ايد البنت، صوتها اتخنق في صرخه مكتومه من الألم، بس هيا مش قادرة تتحرك لأنها مربوطة بإحكام، بدأوا يقطعوا في جلدها بدقه بارده، كأنهم بيتعاملوا مع قطعة قماش مثلا، قطعوا جزء من جلد دراعها وحطوه جوه كيس شفاف، البنت كانت بتترعش بجسمها كله، أنفاسها متقطعه، دموعها بتنزل بغزاره بس مفيش رحمه.
يونس حط إيده على بوقه بعنف وهو بيهز رجله بعصبيه، لأن اللي حصل بعد كده كان صعب على أي بشر أنه يشوفوا، جزئوا جسمها كله، كل حاجه فيها حرفيا فصلوها وحطوها في كيس، جلد، شعر، كل أجزاء الوش، كل أعضاء الجسم، حتى صوابع
دخلوا اتنين لابسين بالطو أبيض، ملامحهم مش واضحة بسبب الكاميرا، إيديهم ثابتة وباردة، واحد فيهم مسك مقص جراحي طويل، والتاني كان بيجهز ترولي معدن عليه أدوات… مشرط، منشار طبي صغير، أنابيب بلاستيك.
يونس حبس أنفاسه وهو متوقع ايه اللي هيحصل، صوت نبضه بقا عالي، واحد منهم قص شعرها بالمقص الطويل والتاني قرب المشرط من ايد البنت، صوتها اتخنق في صرخه مكتومه من الألم، بس هيا مش قادرة تتحرك لأنها مربوطة بإحكام، بدأوا يقطعوا في جلدها بدقه بارده، كأنهم بيتعاملوا مع قطعة قماش مثلا، قطعوا جزء من جلد دراعها وحطوه جوه كيس شفاف، البنت كانت بتترعش بجسمها كله، أنفاسها متقطعه، دموعها بتنزل بغزاره بس مفيش رحمه.
يونس حط إيده على بوقه بعنف وهو بيهز رجله بعصبيه، لأن اللي حصل بعد كده كان صعب على أي بشر أنه يشوفوا، جزئوا جسمها كله، كل حاجه فيها حرفيا فصلوها وحطوها في كيس، جلد، شعر، كل أجزاء الوش، كل أعضاء الجسم، حتى صوابع
الإيد والرجل، والجلد نفسه بتاع الجسم، الليله دي بالنسبه ليونس بقت بداية كابوس… لأنه شاف بعينه إزاي “الشغل” اللي صابرين دخلت فيه مش مجرد استدراج بنات لاء… ده عباره عن جحيم متكامل.
إيده كانت بتترعش على الكيبورد، مبقاش قادر يتحمل أكتر من كده، هو يادوب اول ما سمع صوت المنشار الحاد وهو بيقرب من جسم البنت، ضرب اللابتوب بحده وقفله بسرعه، أنفاسه طالعه سريعه ومتقطعه كأنه لسه خارج من خناقه، مسح عرقه بكف إيده وهو حاسس بصداع بيكسر دماغه، وحس بغثيان شديد، نزل من العربيه بسرعه وهو بياخد نفسه بقلق وتوتر كأنه محتاج هوا يدخل صدره، رفع راسه لفوق، أخد نفس طويل وحاول يسيطر على الرعشه اللي مسيطرة على جسمه كله، انحنى فجأة، وإيده ماسكه بطنه ورجّع جامد، فضل يتقيأ لحد ما حس إن معدته اتقلبت كلها من جوه، رفع راسه بصعوبه، عينيه حمرا ومدمعه، مسح بوقه وهو بيتنفس بصوت عالي، ووشه كله غضب وقرف، المنظر اللي شافه محفور جواه ومش قادر يطلّعه من دماغه، كأنه لسه قدام عينيه دلوقتي، مكنش متوقع أبدا كل ده، حس إن معدته اتقلبت ومش هيقدر حتى يقف على رجليه بشكل ثابت، كان عارف إنه مهما حاول يكمل، مش هيتحمل يفتح سي دي تاني، المنظر كان أبشع من أي احتمال في خياله، بشاعة فوق إنسانية، حاجة كسرت جواه جزء مش هيتصلّح أبدا
سند على باب العربيه، قلبه بيدق بسرعه وإحساس بشع جواه، أخد اكبر صدمه في حياته، حس أنه في كابوس وأنه عايز يفوق منه، طول عمره كان فاكر أن السبب مهما كان هيكون اتفه من كده بكتير، عمره ما توقع أبدا يكون في حاجه كبيره ورا مامته وبالشكل ده، عمره في حياته ما كان بيتهم بأي حاجه بس دلوقتي هو اتحط في رقبته مهمه كبيره اوي، اكبر من تخيلاته اصلا، ومع اكتر شخص بيحبه، هل هيتصرف صح ولا مش هيتصرف، هيعمل ايه؟
فضل قاعد في عربيته للفجر بيفكر، هو خايف يفتح أي سي دي تاني أو هو اكتفي باللي شافه، ودلوقتي هو ندمان أن فضوله اتغلب عليه لأنه في ورطه كبيره، عمره ما اتوقع يتحط في ورطه زي دي أبدًا…..
عند صابرين
كانت قاعدة في الصالون على الكرسي، ماسكه فنجان قهوه وهيا حاطه رجل على رجل بعد ما طلبت من سليمان يغير مكان الكراتين، ومستنياه ييجي يقولها أنه نقلهم، لكن كل ده اتبخر لما سمعت صوت خطوات سليمان بعد ما دخل عليها وهو بينهج
إيده كانت بتترعش على الكيبورد، مبقاش قادر يتحمل أكتر من كده، هو يادوب اول ما سمع صوت المنشار الحاد وهو بيقرب من جسم البنت، ضرب اللابتوب بحده وقفله بسرعه، أنفاسه طالعه سريعه ومتقطعه كأنه لسه خارج من خناقه، مسح عرقه بكف إيده وهو حاسس بصداع بيكسر دماغه، وحس بغثيان شديد، نزل من العربيه بسرعه وهو بياخد نفسه بقلق وتوتر كأنه محتاج هوا يدخل صدره، رفع راسه لفوق، أخد نفس طويل وحاول يسيطر على الرعشه اللي مسيطرة على جسمه كله، انحنى فجأة، وإيده ماسكه بطنه ورجّع جامد، فضل يتقيأ لحد ما حس إن معدته اتقلبت كلها من جوه، رفع راسه بصعوبه، عينيه حمرا ومدمعه، مسح بوقه وهو بيتنفس بصوت عالي، ووشه كله غضب وقرف، المنظر اللي شافه محفور جواه ومش قادر يطلّعه من دماغه، كأنه لسه قدام عينيه دلوقتي، مكنش متوقع أبدا كل ده، حس إن معدته اتقلبت ومش هيقدر حتى يقف على رجليه بشكل ثابت، كان عارف إنه مهما حاول يكمل، مش هيتحمل يفتح سي دي تاني، المنظر كان أبشع من أي احتمال في خياله، بشاعة فوق إنسانية، حاجة كسرت جواه جزء مش هيتصلّح أبدا
سند على باب العربيه، قلبه بيدق بسرعه وإحساس بشع جواه، أخد اكبر صدمه في حياته، حس أنه في كابوس وأنه عايز يفوق منه، طول عمره كان فاكر أن السبب مهما كان هيكون اتفه من كده بكتير، عمره ما توقع أبدا يكون في حاجه كبيره ورا مامته وبالشكل ده، عمره في حياته ما كان بيتهم بأي حاجه بس دلوقتي هو اتحط في رقبته مهمه كبيره اوي، اكبر من تخيلاته اصلا، ومع اكتر شخص بيحبه، هل هيتصرف صح ولا مش هيتصرف، هيعمل ايه؟
فضل قاعد في عربيته للفجر بيفكر، هو خايف يفتح أي سي دي تاني أو هو اكتفي باللي شافه، ودلوقتي هو ندمان أن فضوله اتغلب عليه لأنه في ورطه كبيره، عمره ما اتوقع يتحط في ورطه زي دي أبدًا…..
عند صابرين
كانت قاعدة في الصالون على الكرسي، ماسكه فنجان قهوه وهيا حاطه رجل على رجل بعد ما طلبت من سليمان يغير مكان الكراتين، ومستنياه ييجي يقولها أنه نقلهم، لكن كل ده اتبخر لما سمعت صوت خطوات سليمان بعد ما دخل عليها وهو بينهج
من كتر ما كان بيجري ووشه اصفر وهو بيقول بخضه
“القفل…. القفل مكسور… حد دخل! وكتير اوي ناقص”
الكلمات وقعت عليها زي صاعقه، قلبها وقف لحظه، فنجان القهوة وقع من إيديها واتكسر، وقفت بحدة، وشها شحب كأن الدم انسحب منه وقالت بصوت واطي مليان رعب
“إيه؟! بتقول إيه يا سليمان؟!”
سليمان كان بيهز راسه بسرعه وقال
“أيوه يا ست الكل… القفل مكسور، والكراتين متلخبطه وناقصه… حد دخل أنا متأكد”
صابرين حسّت كأن الأرض بتتهز تحت رجلها، كل احتياطاتها، كل السنين اللي فاتت وهي حاطة قواعد صارمة عشان متقعش، دلوقتي اتضربت في مقتل.
همست لنفسها وهي عينيها بتلمع من الغضب والرعب
“مصيبه… دي مصيبه سودة… لو اتفتح اللي جوه الكراتين… هتبقى مصيبه”
رفعت عينيها لسليمان، بصت له بنظرة حاده
“اسمعني كويس يا سليمان… انقل اللي موجود دلوقتي، واقفلي المكان ده كأنه مكانش موجود، سامع”
سليمان بلع ريقه، رفع إيده بسرعه
“حاضر… حاضر يا ست الكل… اللي تأمري بيه”
صابرين قعدت تاني وهي مش قادرة تهدى، راسها مليانه ألف سؤال… ملامحها بارده بس مليانه خوف، جابت فونها وكلمت يونس، الفكره اللي جت في دماغها أول ما سليمان قال إن القفل مكسور كانت يونس، بس مفيش رد، كررت الاتصال تاني بنفس الرتابه، وكل محاولة كانت بتزود الخنقة جواها، رنت كتير لحد ما الفون اتقفل، عيونها بقت حمرا وفيها خوف حقيقي، ده اللي معملتش حسابه، كانت لازم تكون أسرع من كده، بس هيا هتحلها، هتحلها زي ما حلت كل المشاكل اللي قابلتها قبل كده.
فضلت واقفه في نص الصالون، إيديها متشابكه قدامها وعينيها بتتحرك يمين وشمال بسرعه، أول مره من سنين تحس إنها مش مسيطره، إن كل سيطرتها خرجت من إيديها، وكانت بتسأل نفسها، شاف ايه بالظبط وايه حالته دلوقتي؟ وهتقدر تسيطر عليه ولا ممكن يتمرد، سندت ايديها على أقرب كرسي كأنها محتاجة تتوازن، ورغم إنها دايمًا بتظهر قويه بس لأول مرة الخوف بياكلها من جوا، فتحت فونها ورنت على حد ثقه وبمجرد ما رد قالت بصوت حاد متوتر
“عايزه اعرف يونس فين حالًا، اعرفلي مكانه بسرعه”
سكت الراجل لحظه وبعدين رد
“تمام، إديني نص ساعة وهبلغ حضرتك بكل تفاصيل تحركاته.”
صابرين قفلت الموبايل من غير ما ترد بكلمه زياده، بس مستنيه على أحر من الجمر.
عند يونس
“القفل…. القفل مكسور… حد دخل! وكتير اوي ناقص”
الكلمات وقعت عليها زي صاعقه، قلبها وقف لحظه، فنجان القهوة وقع من إيديها واتكسر، وقفت بحدة، وشها شحب كأن الدم انسحب منه وقالت بصوت واطي مليان رعب
“إيه؟! بتقول إيه يا سليمان؟!”
سليمان كان بيهز راسه بسرعه وقال
“أيوه يا ست الكل… القفل مكسور، والكراتين متلخبطه وناقصه… حد دخل أنا متأكد”
صابرين حسّت كأن الأرض بتتهز تحت رجلها، كل احتياطاتها، كل السنين اللي فاتت وهي حاطة قواعد صارمة عشان متقعش، دلوقتي اتضربت في مقتل.
همست لنفسها وهي عينيها بتلمع من الغضب والرعب
“مصيبه… دي مصيبه سودة… لو اتفتح اللي جوه الكراتين… هتبقى مصيبه”
رفعت عينيها لسليمان، بصت له بنظرة حاده
“اسمعني كويس يا سليمان… انقل اللي موجود دلوقتي، واقفلي المكان ده كأنه مكانش موجود، سامع”
سليمان بلع ريقه، رفع إيده بسرعه
“حاضر… حاضر يا ست الكل… اللي تأمري بيه”
صابرين قعدت تاني وهي مش قادرة تهدى، راسها مليانه ألف سؤال… ملامحها بارده بس مليانه خوف، جابت فونها وكلمت يونس، الفكره اللي جت في دماغها أول ما سليمان قال إن القفل مكسور كانت يونس، بس مفيش رد، كررت الاتصال تاني بنفس الرتابه، وكل محاولة كانت بتزود الخنقة جواها، رنت كتير لحد ما الفون اتقفل، عيونها بقت حمرا وفيها خوف حقيقي، ده اللي معملتش حسابه، كانت لازم تكون أسرع من كده، بس هيا هتحلها، هتحلها زي ما حلت كل المشاكل اللي قابلتها قبل كده.
فضلت واقفه في نص الصالون، إيديها متشابكه قدامها وعينيها بتتحرك يمين وشمال بسرعه، أول مره من سنين تحس إنها مش مسيطره، إن كل سيطرتها خرجت من إيديها، وكانت بتسأل نفسها، شاف ايه بالظبط وايه حالته دلوقتي؟ وهتقدر تسيطر عليه ولا ممكن يتمرد، سندت ايديها على أقرب كرسي كأنها محتاجة تتوازن، ورغم إنها دايمًا بتظهر قويه بس لأول مرة الخوف بياكلها من جوا، فتحت فونها ورنت على حد ثقه وبمجرد ما رد قالت بصوت حاد متوتر
“عايزه اعرف يونس فين حالًا، اعرفلي مكانه بسرعه”
سكت الراجل لحظه وبعدين رد
“تمام، إديني نص ساعة وهبلغ حضرتك بكل تفاصيل تحركاته.”
صابرين قفلت الموبايل من غير ما ترد بكلمه زياده، بس مستنيه على أحر من الجمر.
عند يونس
كان قاعد في عربيته، جسمه تقيل كأنه حجر، عينيه لسه شايفه المشهد قدامه مهما حاول يرمش أو يبص في اتجاه تاني، الموبايل بتاعه بيرن جنبه على الكرسي، لما شاف انها صابرين ضهره اتقوس لورا، قلبه اتقبض، رنت كتير بس هو مش قادر يرد، رنات وراها رنات، لحد ما حس إن دماغه هتنفجر، ولما شاف اصرارها عرف انها احتمال كبير تكون عرفت، اخد فونه وقفله، بس هو عارف إن قطع الاتصال مش حل، هو لازم يسبقها بخطوه، بص قدامه وحس إنه محاصر، لا عارف يرجع البيت، ولا عارف يروح لأي مكان، بس اللي عارفه ومتأكد منه إن حياته اتغيرت خلاص، وإنه مش هيقدر يكون نفس يونس القديم بعد اللي شافه، وان اللي عرفه غير جزء كبير منه، خلاه انسان اكبر وانضج وكأنه كبر ١٠٠ سنه مثلا، دلوقتي ممكن يكون زي تيم، تيم اللي حياته جحيم حرفيا، هيكون ضحيه لمامته زي ما تيم ضحيه طول عمره، مش هيقدر يعيش حياة تيم، هو اصلا طول عمره بيشفق عليه، طول عمره شايفه ضحيه ومش قادر يتدخل، دلوقتي بس هو حاسس بتيم، حاسس بالثقل اللي طول عمره شايله، بس هل هيسمح أن حياته كلها تبقى سجن زي تيم، هل هيسيب صابرين تجر بنات أكتر وتدمر حياة بنات تانيه كتير، ولا هياخد خطوه، هيكون جبان زي اخوه، وهيهرب زي سالي، ولا هيكون أكبر من الورطه اللي قدامه وهياخد فعل فعلا، مفيش قدامه وقت، لو صابرين عرفت أنه أخد كل ده ومشي وشافه، يبقى خلاص هتلاقيه خلال دقايق، اخد اخر سي دي اللي مقدرش يكمله من اللاب وحطه في جيبه، نزل من العربيه بسرعه وفتح شنطة العربيه، عينيه وقعت على كل الكراتين اللي بقت جرح مفتوح بالنسباله، فتحهم كلهم وسحب كل الملفات اللي كانت عباره عن معلومات شخصيه وطبيه للأشخاص اللي مكتوب اسمها، حاجات مرعبه تبين إن اللي بيحصل أكبر من مجرد “تجارة أعضاء”.
وقف لحظه وبص حواليه، قلبه كان بيدق كأنه هيطير من صدره، مشي بعيد شويه ودور على مكان كويس وحفر فيه، حط الملفات والسيديهات اللي قدر ياخدها في الحفره وغطاها بالتراب كويس، وبعدين دور على حجر مميز شكله غريب وحطه فوق المكان عشان يكون علامه ليه، وقف بعدها، نفَض هدومه بسرعه وبص حواليه، رجع وركب عربيته ومشي.
عند صابرين
خرجت بسرعه من البيت بعد ما مكان يونس اتبعتلها، ركبت عربيتها وضغطت على البنزين جامد، الطريق كان كله توتر، لحد ما وصلت للمكان اللي اتقالها إن يونس موجود فيه، نزلت وبصت حواليها بس مفيش أي أثر ليه، مسكت الموبايل بعصبيه واتصلت بالشخص اللي جاب لها العنوان وقالت بغيظ
“إنت بتستهبل؟ فين يونس؟! المكان فاضي!”
صوته جه مرتبك
“والله يا هانم ده اخر مكان كان موجود فيه، بعد كده معرفش، هو غالبًا قافل فونه ومش هعرف أوصل أكتر من كده.”
الكلام ده كان كفيل يعصبها، زفرت بغضب وغمضت عينيها بعنف، بس هيا عارفه هيا هتجيبه ازاي، هيا عارفه….
يونس كان سايق من غير هدف، رجله بس بتدوس بنزين وعينه على الطريق قدامه بس عقله مش معاه، النهار بدأ يبان بخطوط باهتة في السما وهو ولا حاسس بالوقت ولا حاسس بأي حاجه أصلا، بس كل اللي عارفه أنه مش هيرجع البيت أبدا وخصوصا دلوقتي، لف كتير لحد ما لقا أوتيل قدامه، ركن عربيته ونزل، دخل الريسيبشن وطلب حجز اوضه، الموظف فتح الكمبيوتر وبصله وقال
“تمام يا فندم، بطاقتك والكريدت كارد.”
طلع يونس الكريديت والبطاقه، بس أول ما الموظف جرب يمرر الكريديت في الجهاز، طلع رفض، جرب تاني… نفس النتيجه.
الموظف رفع عينه وقال بحرج
“الكارت مش شغال يا فندم.”
يونس قال بضيق
” بس انا لسه مستخدمه”
الموظف اكتفى بهز راسه بأسف.
يونس خرج من الأوتيل بخطوات متوترة، ركب عربيته بملل، عرف أن اكيد صابرين هيا اللي وقفت الكريديت، كده هيا بتمسكه من أيديه اللي بتوجعه، وهو عارف إنها ممكن تجيب مكانه في أي وقت، خطواته مكشوفه قدامها زي كتاب مفتوح، بس فكرة إنه يواجهها دلوقتي مستحيله، مش مستعد.
مد راسه على ضهر الكرسي وغمض عينيه، اخد نفس عميق كأنه بيحاول يطرد الأفكار اللي بتكتمه.
العصر في المستشفى
يسر راحت لفريده وقالت وهي ماسكه موبايلها بقلق
“برن على يونس ومش بيرد.”
فريده رفعت راسها وبصتلها ببرود
“وانتي بترني ليه؟ مش خلاص مش عايزاه؟”
يسر اتنهدت وقالت بنبره فيها حيره
“منا بكلمه علشان أقوله قراري… بس مقفول من الصبح.”
فريده شبكت إيديها وقالت بهدوء مزيف
“ممكن يكون نايم، بيسهر طول الليل وبيرجع البيت الصبح.”
يسر عضّت شفايفها وقالت
وقف لحظه وبص حواليه، قلبه كان بيدق كأنه هيطير من صدره، مشي بعيد شويه ودور على مكان كويس وحفر فيه، حط الملفات والسيديهات اللي قدر ياخدها في الحفره وغطاها بالتراب كويس، وبعدين دور على حجر مميز شكله غريب وحطه فوق المكان عشان يكون علامه ليه، وقف بعدها، نفَض هدومه بسرعه وبص حواليه، رجع وركب عربيته ومشي.
عند صابرين
خرجت بسرعه من البيت بعد ما مكان يونس اتبعتلها، ركبت عربيتها وضغطت على البنزين جامد، الطريق كان كله توتر، لحد ما وصلت للمكان اللي اتقالها إن يونس موجود فيه، نزلت وبصت حواليها بس مفيش أي أثر ليه، مسكت الموبايل بعصبيه واتصلت بالشخص اللي جاب لها العنوان وقالت بغيظ
“إنت بتستهبل؟ فين يونس؟! المكان فاضي!”
صوته جه مرتبك
“والله يا هانم ده اخر مكان كان موجود فيه، بعد كده معرفش، هو غالبًا قافل فونه ومش هعرف أوصل أكتر من كده.”
الكلام ده كان كفيل يعصبها، زفرت بغضب وغمضت عينيها بعنف، بس هيا عارفه هيا هتجيبه ازاي، هيا عارفه….
يونس كان سايق من غير هدف، رجله بس بتدوس بنزين وعينه على الطريق قدامه بس عقله مش معاه، النهار بدأ يبان بخطوط باهتة في السما وهو ولا حاسس بالوقت ولا حاسس بأي حاجه أصلا، بس كل اللي عارفه أنه مش هيرجع البيت أبدا وخصوصا دلوقتي، لف كتير لحد ما لقا أوتيل قدامه، ركن عربيته ونزل، دخل الريسيبشن وطلب حجز اوضه، الموظف فتح الكمبيوتر وبصله وقال
“تمام يا فندم، بطاقتك والكريدت كارد.”
طلع يونس الكريديت والبطاقه، بس أول ما الموظف جرب يمرر الكريديت في الجهاز، طلع رفض، جرب تاني… نفس النتيجه.
الموظف رفع عينه وقال بحرج
“الكارت مش شغال يا فندم.”
يونس قال بضيق
” بس انا لسه مستخدمه”
الموظف اكتفى بهز راسه بأسف.
يونس خرج من الأوتيل بخطوات متوترة، ركب عربيته بملل، عرف أن اكيد صابرين هيا اللي وقفت الكريديت، كده هيا بتمسكه من أيديه اللي بتوجعه، وهو عارف إنها ممكن تجيب مكانه في أي وقت، خطواته مكشوفه قدامها زي كتاب مفتوح، بس فكرة إنه يواجهها دلوقتي مستحيله، مش مستعد.
مد راسه على ضهر الكرسي وغمض عينيه، اخد نفس عميق كأنه بيحاول يطرد الأفكار اللي بتكتمه.
العصر في المستشفى
يسر راحت لفريده وقالت وهي ماسكه موبايلها بقلق
“برن على يونس ومش بيرد.”
فريده رفعت راسها وبصتلها ببرود
“وانتي بترني ليه؟ مش خلاص مش عايزاه؟”
يسر اتنهدت وقالت بنبره فيها حيره
“منا بكلمه علشان أقوله قراري… بس مقفول من الصبح.”
فريده شبكت إيديها وقالت بهدوء مزيف
“ممكن يكون نايم، بيسهر طول الليل وبيرجع البيت الصبح.”
يسر عضّت شفايفها وقالت
“بس يعني… قافله ليه؟”
فريده ردت
“ابقي كلميه بالليل يا يسر”
عند يونس…
فتح عينيه ببطء وهو بيفتح عينيه بصعوبه، لقا نفسه كان نايم مكانه، اتعدل في الكرسي وهو بيستوعب هو فين وحاول يسترجع للواقع.
شد نفسه على الكرسي، مسح على وشه بأيديه واتحرك من مكانه.
قطع مسافة طويله وهو سايق من غير ما يحدد وجهته بالظبط، لحد ما فجأه لقا نفسه واقف قدام المستشفى اللي شغاله فيها يسر.
وقف مكانه لحظه، عينيه على المستشفى، إيده ماسكه الدركسيون بقوه، حس بخنقه بس ركن على جنب، نزل بخطوات تقيله ودخل بخطوات سريعه، دور عليها لحد ما لقاها واقفه مع فريده، قرب منهم ونده
“يسر”
فريده ويسر بصوله، يسر قربت وقالت
“يونس، كويس إنك جيت… كنت برن عليك بس فونك مقفول.”
تجاهل كلامها وقال بصوت واطي مشحون
“عايزك ثواني.”
يسر قالت بنبره متحفظه
“في إيه؟”
فريدة قربت وهي شايفه التوتر واضح على وشه وقالت
“يونس؟ في إيه؟”
فريده ردت
“ابقي كلميه بالليل يا يسر”
عند يونس…
فتح عينيه ببطء وهو بيفتح عينيه بصعوبه، لقا نفسه كان نايم مكانه، اتعدل في الكرسي وهو بيستوعب هو فين وحاول يسترجع للواقع.
شد نفسه على الكرسي، مسح على وشه بأيديه واتحرك من مكانه.
قطع مسافة طويله وهو سايق من غير ما يحدد وجهته بالظبط، لحد ما فجأه لقا نفسه واقف قدام المستشفى اللي شغاله فيها يسر.
وقف مكانه لحظه، عينيه على المستشفى، إيده ماسكه الدركسيون بقوه، حس بخنقه بس ركن على جنب، نزل بخطوات تقيله ودخل بخطوات سريعه، دور عليها لحد ما لقاها واقفه مع فريده، قرب منهم ونده
“يسر”
فريده ويسر بصوله، يسر قربت وقالت
“يونس، كويس إنك جيت… كنت برن عليك بس فونك مقفول.”
تجاهل كلامها وقال بصوت واطي مشحون
“عايزك ثواني.”
يسر قالت بنبره متحفظه
“في إيه؟”
فريدة قربت وهي شايفه التوتر واضح على وشه وقالت
“يونس؟ في إيه؟”
يونس بصلها بنظره قاسيه قصيره وقال
“مفيش… عايز يسر بس.”
يسـر ردت بحزم
“طب قول عايز إيه؟ أنا مش هقدر أخرج.”
فريدة بسرعة قالت
“روحي معاه، هغطي عليكي.”
يسر اترددت لحظة، بس شافت حاجة عينيه خلت صوتها يلين
“تمام… ثواني، هغير هدومي وجايه.”
يونس قال بصوت متحشرج
“تمام متتأخريش.”
يسر انسحبت بسرعة وفريدة وقفت قدامه وسألته
“مالك؟”
يونس قال بحده
“فريدة، متسأليش، سيبيني باللي أنا فيه.”
فريده قربت أكتر وقالت
“تعرف إن مامتك كلمتني وسألت عليك.”
يونس قلبه دق جامد وسأل بتركيز
“قولتلها إيه؟”
ردت
“هقول إيه يعني؟ قولتلها معرفش.”
يونس شد نفسه وقال بسرعه
“متقوليلهاش إني جيت هنا.”
فريده سألته بقلق
“طب ممكن تفهمني في إيه؟ إيه اللي عملته يخليها تسأل عنك كذا مره وتكون قلقانه كده؟”
يونس سكت لحظه وهو بيبص حواليه وبعد كده بصلها وقال بقهر
“مسمعتش كلامك… دورت وراها وعرفت اللي انتوا عارفينه، واللي انتوا مش عارفينه حتى… كله.”
فريدة قلبها وقف لوهله وبعد كده بصتله بصدمه وقالت
“يونس؟ إنت بتتكلم بجد؟”
رد بصوت شاحب
“ياريتني كنت بهزر، ياريتني في كابوس… بس إزاي سكتي؟ انتي وسالي إزاي عملتوا زي تيم؟ أنا مش هقدر أكون زيكوا، انا اه مش مستوعب اللي انا فيه دلوقتي بس اكيد مش هكون سلبي زيكوا”
فريدة حاولت تتكلم بس يونس قاطعها
“هتقوليلي دي مامتك ومش هينفع تعمل حاجه، بس لو أنا معملتش هيا هتعمل، بنات تانية هتموت، يا ترى لو مقدرتش أسيطر، هتقتلني أنا كمان؟ ده اللي عايز أعرفه، وعايز أشوف هي بتحب نفسها لحد فين، ولو تقوليلي مش هتقدر تقف في وشها تبقى غلطانه، كلكوا شايفين وجودي زي عدمه، عمرها ما توقعت اني اعرف حاجه زي دي، بس عرفت”
يسر جت وقالت بصوت هادي
“يلا؟”
يونس هز راسه ببطء ومشي ويسر مشيت وراه، فريدة وقفت ثواني متجمده مكانها ومش عارفه تعمل ايه….
يسر خرجت وهيا بتدور بعينيها على الموتوسيكل بس فجأه لقت يونس واقف قدام العربيه وفاتحلها الباب، بصتله باستغراب وقالت
“فين الموتوسيكل؟”
رد بجفاء
“مش معايا، اركبي.”
ركبت بسرعة وهو ركب مكانه واتحرك، بعد كام ثانيه سألت
“رايح فين؟”
مردش على طول، سكت لحظه وبعد كده قال
“مش عارف.”
“مفيش… عايز يسر بس.”
يسـر ردت بحزم
“طب قول عايز إيه؟ أنا مش هقدر أخرج.”
فريدة بسرعة قالت
“روحي معاه، هغطي عليكي.”
يسر اترددت لحظة، بس شافت حاجة عينيه خلت صوتها يلين
“تمام… ثواني، هغير هدومي وجايه.”
يونس قال بصوت متحشرج
“تمام متتأخريش.”
يسر انسحبت بسرعة وفريدة وقفت قدامه وسألته
“مالك؟”
يونس قال بحده
“فريدة، متسأليش، سيبيني باللي أنا فيه.”
فريده قربت أكتر وقالت
“تعرف إن مامتك كلمتني وسألت عليك.”
يونس قلبه دق جامد وسأل بتركيز
“قولتلها إيه؟”
ردت
“هقول إيه يعني؟ قولتلها معرفش.”
يونس شد نفسه وقال بسرعه
“متقوليلهاش إني جيت هنا.”
فريده سألته بقلق
“طب ممكن تفهمني في إيه؟ إيه اللي عملته يخليها تسأل عنك كذا مره وتكون قلقانه كده؟”
يونس سكت لحظه وهو بيبص حواليه وبعد كده بصلها وقال بقهر
“مسمعتش كلامك… دورت وراها وعرفت اللي انتوا عارفينه، واللي انتوا مش عارفينه حتى… كله.”
فريدة قلبها وقف لوهله وبعد كده بصتله بصدمه وقالت
“يونس؟ إنت بتتكلم بجد؟”
رد بصوت شاحب
“ياريتني كنت بهزر، ياريتني في كابوس… بس إزاي سكتي؟ انتي وسالي إزاي عملتوا زي تيم؟ أنا مش هقدر أكون زيكوا، انا اه مش مستوعب اللي انا فيه دلوقتي بس اكيد مش هكون سلبي زيكوا”
فريدة حاولت تتكلم بس يونس قاطعها
“هتقوليلي دي مامتك ومش هينفع تعمل حاجه، بس لو أنا معملتش هيا هتعمل، بنات تانية هتموت، يا ترى لو مقدرتش أسيطر، هتقتلني أنا كمان؟ ده اللي عايز أعرفه، وعايز أشوف هي بتحب نفسها لحد فين، ولو تقوليلي مش هتقدر تقف في وشها تبقى غلطانه، كلكوا شايفين وجودي زي عدمه، عمرها ما توقعت اني اعرف حاجه زي دي، بس عرفت”
يسر جت وقالت بصوت هادي
“يلا؟”
يونس هز راسه ببطء ومشي ويسر مشيت وراه، فريدة وقفت ثواني متجمده مكانها ومش عارفه تعمل ايه….
يسر خرجت وهيا بتدور بعينيها على الموتوسيكل بس فجأه لقت يونس واقف قدام العربيه وفاتحلها الباب، بصتله باستغراب وقالت
“فين الموتوسيكل؟”
رد بجفاء
“مش معايا، اركبي.”
ركبت بسرعة وهو ركب مكانه واتحرك، بعد كام ثانيه سألت
“رايح فين؟”
مردش على طول، سكت لحظه وبعد كده قال
“مش عارف.”
ردت بسرعه
“طب في إيه؟ وليه حساك متغير؟”
وقف العربيه، حط رجله على ركبته وهز رجله بتوتر واضح، اخد نفس طويل طلعه على مراحل وقال بصراحه هيا مش متعوده تشوفه بيها
“أنا دلوقتي في أضعف وقت، بس إنتي أول واحده جيتلها لما حسيت إني ضعيف، حسيت إني مش عارف أروح فين، لقيت نفسي عندك، مش عارف أقولك إيه، مش عارف حاجه، بس أنا فعلاً مش أنا، وبس جيتلك لما حسيت إني ضعيف.”
يسر قالت باستغراب
“في إيه؟ أول مرة أشوفك كده.”
يونس بصلها ببرود وحزن
“معتقدش إنك ممكن تشوفي يونس القديم تاني… أنا بقيت واحد جديد.”
يسر مسكت إيديه برفق وكأنها بتحاول تهدّيه وقالت
“أهدى طيب، ممكن تقولي حصل إيه وليه بتقول كده؟”
غمّض عينيه لحظه، وبعدين قال بصوت واطي مشوش
“انتي فكرتي في الكلام اللي قولتهولك امبارح؟”
يسر سكتت شويه، قالت بهدوء
“مش وقته دلوقتي يا يونس، خلينا فيك انت.”
بصلها وقال
“يبقى انتي مش عايزاني.”
ردت بسرعه
“قولت سيبك من الموضوع ده دلوقتي، اعتبرني صاحبتك دلوقتي وقولي ايه اللي مضايقك.”
قال بحزم
“يسر، أنا عايز جواب دلوقتي، حالًا.”
يسر سكتت لحظة، وبعدين اخدت نفس عميق، بتحاول تجمع الكلمات قبل ما تنطق…
عند صابرين
كانت قاعده على أعصابها، عينيها كل دقيقة بتبص على الباب كأنها مستنية يونس يفتح ويدخل وهيا بتقول لنفسها
“أكيد هيرجع البيت… هيروح فين يعني… مسيره يرجع.”
الباب اتفتح، تيم دخل بخطوات هادية كعادته، صابرين وقفت بسرعه، ملامحها مشدودة وقالت بلهفة
“تيم! يونس كلمك؟”
هز راسه بهدوء
“لاء”
سألت
“ولا جالك؟”
“لاء”
“طب في إيه؟ وليه حساك متغير؟”
وقف العربيه، حط رجله على ركبته وهز رجله بتوتر واضح، اخد نفس طويل طلعه على مراحل وقال بصراحه هيا مش متعوده تشوفه بيها
“أنا دلوقتي في أضعف وقت، بس إنتي أول واحده جيتلها لما حسيت إني ضعيف، حسيت إني مش عارف أروح فين، لقيت نفسي عندك، مش عارف أقولك إيه، مش عارف حاجه، بس أنا فعلاً مش أنا، وبس جيتلك لما حسيت إني ضعيف.”
يسر قالت باستغراب
“في إيه؟ أول مرة أشوفك كده.”
يونس بصلها ببرود وحزن
“معتقدش إنك ممكن تشوفي يونس القديم تاني… أنا بقيت واحد جديد.”
يسر مسكت إيديه برفق وكأنها بتحاول تهدّيه وقالت
“أهدى طيب، ممكن تقولي حصل إيه وليه بتقول كده؟”
غمّض عينيه لحظه، وبعدين قال بصوت واطي مشوش
“انتي فكرتي في الكلام اللي قولتهولك امبارح؟”
يسر سكتت شويه، قالت بهدوء
“مش وقته دلوقتي يا يونس، خلينا فيك انت.”
بصلها وقال
“يبقى انتي مش عايزاني.”
ردت بسرعه
“قولت سيبك من الموضوع ده دلوقتي، اعتبرني صاحبتك دلوقتي وقولي ايه اللي مضايقك.”
قال بحزم
“يسر، أنا عايز جواب دلوقتي، حالًا.”
يسر سكتت لحظة، وبعدين اخدت نفس عميق، بتحاول تجمع الكلمات قبل ما تنطق…
عند صابرين
كانت قاعده على أعصابها، عينيها كل دقيقة بتبص على الباب كأنها مستنية يونس يفتح ويدخل وهيا بتقول لنفسها
“أكيد هيرجع البيت… هيروح فين يعني… مسيره يرجع.”
الباب اتفتح، تيم دخل بخطوات هادية كعادته، صابرين وقفت بسرعه، ملامحها مشدودة وقالت بلهفة
“تيم! يونس كلمك؟”
هز راسه بهدوء
“لاء”
سألت
“ولا جالك؟”
“لاء”
سألت تاني
“متعرفش ممكن يكون فين دلوقتي؟”
رد بنفس البرود
“لاء”
صابرين اتنرفزت، صوتها علي شويه
“يونس أخد حاجة مهمه ومظهرش لحد دلوقتي!”
تيم رفع عينه ليها بهدوء مستفز
“هييجي… أكيد.”
قالت بغضب
“إنت بارد كده ليه! بقولك خد حاجة مهمة!”
رد بسخرية لاذعة
“هيا جت عليه؟ وبعدين يونس ضعيف، ويتضحك عليه بكلمتين… مش ده كلامك؟”
صابرين قالت بغضب وغيظ
“تيم… مالك؟ في إيه؟ اتظبط!”
ابتسم ابتسامة باهتة وقال ببرود
“يبقى متدخلنيش في دي كمان… لأني مش هفيدك، دلوقتي أنا بقيت إنسان بلا مشاعر.”
قال كلمته وبدون أي اهتمام مشي من قدامها وطلع أوضته، قفل الباب وهو بيفتكر امبارح، لما شاف يونس وكان بيراقبه من غير ما ياخد باله، بس متدخلش، ابتسم لنفسه ابتسامة غامضة ومبقاش فارق معاه أي حاجه…
يتبع…..
“متعرفش ممكن يكون فين دلوقتي؟”
رد بنفس البرود
“لاء”
صابرين اتنرفزت، صوتها علي شويه
“يونس أخد حاجة مهمه ومظهرش لحد دلوقتي!”
تيم رفع عينه ليها بهدوء مستفز
“هييجي… أكيد.”
قالت بغضب
“إنت بارد كده ليه! بقولك خد حاجة مهمة!”
رد بسخرية لاذعة
“هيا جت عليه؟ وبعدين يونس ضعيف، ويتضحك عليه بكلمتين… مش ده كلامك؟”
صابرين قالت بغضب وغيظ
“تيم… مالك؟ في إيه؟ اتظبط!”
ابتسم ابتسامة باهتة وقال ببرود
“يبقى متدخلنيش في دي كمان… لأني مش هفيدك، دلوقتي أنا بقيت إنسان بلا مشاعر.”
قال كلمته وبدون أي اهتمام مشي من قدامها وطلع أوضته، قفل الباب وهو بيفتكر امبارح، لما شاف يونس وكان بيراقبه من غير ما ياخد باله، بس متدخلش، ابتسم لنفسه ابتسامة غامضة ومبقاش فارق معاه أي حاجه…
يتبع…..
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية استثنائية في دائرة الرفض)
____
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)