روايات

رواية استثنائية في دائرة الرفض الفصل السادس والعشرون 26 بقلم بتول عبدالرحمن

رواية استثنائية في دائرة الرفض الفصل السادس والعشرون 26 بقلم بتول عبدالرحمن

البارت السادس والعشرون

 

“تتجوزيني؟!”
صدمة نزلت عليهم كلهم، محدش كان متوقع، مكنوش متوقعين أن حسام هيسأل السؤال ده، ومش أي سؤال، سؤال مصيري
فريده كانت متشددة في مكانها، عينيها راحت على الخاتم اللي قدامها شويه، وبعدين بصت لحسام وشايفه ابتسامته وحست أنها عايزه تجري وتختفي، بس بلاش الموقف ده، عينيها راحت لتيم من غير ما تحس وكأنها عايزه تشوف تعابير وشه، بس كان واقف ثابت، كان باين عليه الهدوء من بره، إيده في جيبه بس كان شادد عليها جامد وكأنها متكتفه، شفايفه عاضضها بغيظ، وعينيه مركزه عليها جامد وكأنه مستنى ردها.
بس من جواه… من جواه كان في حاجه مولعه، إحساس أول مرة يحسه في حياته، مش قادر يحدد هو ايه، خنقه، غيره نار بتاكل في قلبه، نفسه دلوقتي يطلع قلبه من مكانه ويحطه تحت رجليه ويدوس عليه يمكن يخفف الألم اللي مسيطر عليه.
فريدة حاولت تلم نفسها وقالت بصوت متلخبط
“حسام، أنا… أنا مش عارفة أقول إيه بس…”
قاطعها بهدوء وقال
“عارف إنك اتصدمتي ومكنتيش متوقعه كده، بس أنا مش طالب رأيك دلوقتي، فكري براحتك، مش هضغط عليكي ابدا، هسيبك براحتك حتى لو سنه”
فريدة بصتله، إيديها كانت بترتعش، صدرها بيطلع وبينزل بسرعه، قالت بتوتر
“شكرًا إنك قدرت موقفي… خصوصًا إن ده لا وقته ولا مكانه.”
حسام قال وهو بيهز راسه بتفهم
“فاهم طبعًا، أكيد فاهم.”
شال العلبه تاني وحطها في جيبه، والجو بقى ساكت للحظه.
تيم بص للأرض وهو بياخد نفس، وبعدين رفع عينه ليونس وسأله
“هتمشي؟”
يونس قال
“اه يلا بينا”
حسام قال بصوت هادي
“خدوني معاكم.”
وخرجوا التلاته والجو بقى تقيل جدًا بعد ما مشيوا.
سالي ويسر كانوا واقفين جنب فريده، والصدمة باينه على وشهم، يسر كانت باصة على مكان حسام وبعدين بصت لفريده وقالت بصوت واطي
“هو… هو كان جدي بجد؟”
سالي قربت من فريده وقالت وهي بتحاول تخفف توتر فريده “إيه اللي حصل ده يا بنتي؟! عملتي في الواد ايه؟!”
فريدة مكانتش قادره ترد، خدت نفس عميق، بصت قدامها من غير تركيز، وشها كان متغير وملامحها فيها ارتباك، قالت بصوت واطي
“مش عارفه… والله مش عارفه”
يسر لمست إيد فريده وقالت
“إنتي كويسة؟ وشك شاحب.”
فريده ابتسمت ابتسامه صغيره، وقالت
“أنا كويسة… بس الموضوع ده تقيل… تقيل جدًا.”
يسر قربت أكتر، وشها فيه قلق حقيقي، وقالت بخفه
“طب إنتي… إنتي هتوافقي؟”
فريدة بصتلها بسرعه وقالت وهي بتاخد نفس
“معرفش… بجد… مش وقته دلوقتي”
وبدون ما تبص في عيون سالي أو يسر، لفت بسرعه وبعدت، خطواتها كانت سريعه وهيا بتبعد عنهم، عن المكان، عن الأسئله، وعن الخنقة اللي بدأت تحس بيها
يسر رفعت إيدها كأنها هتوقفها
“فريدة…”
سالي بصت ليسر وقالت
“سيبيها… سيبيها دلوقتي.”
عند تيم ويونس
تيم كان سايق بسرعه، عينيه على الطريق وإيده ماسكه الدركسيون بقوه، ساكت وباصص قدامه.
يونس كسر الصمت وقال
“هو حسام يعرف فريدة منين أصلًا؟ يعني اتفاجئت.”
تيم مردش، كان سرحان ومش معاه أصلًا.
يونس كمل
“مكنتش أعرف أصلًا إن حسام يعرف فريده، واتفاجئت بوجوده النهارده، وفوق كل ده فاجئني بعرضه! أنت اللي عرفتهم على بعض؟”
تيم لسه ساكت، فـيونس قال بصوت أعلى
“تيم؟!”
تيم رمش كأنه فاق من التفكير وقال
“ها؟”
يونس قال
“بقولك، أنت اللي عرفت فريده وحسام على بعض؟”
تيم هز راسه بالنفي وقال بجمود
“لاء.”
يونس قال باستغراب
“أومال إزاي عرفها؟”
تيم قال وهو مركز في الطريق
“لما كانت بتجيلك شافها، وبالصدفه قابلها وهي خارجة من البيت، واتعرف عليها.”
يونس قال بعد لحظه
“والله مش قليل وذكي لما بيحط حاجه في دماغه، تفتكر فريده هتوافق؟”
تيم قال بسرعه، بصوت هادي بس مليان جفاف
“ميهمنيش.”
يونس ضحك بهدوء وقال
“أنا لسه في وضع الصدمه مود أون، متوقعتهاش بجد، حسام كويس بجد، لو وافقت هتكون محظوظه لانه مضحي في حبه وهو هيكون محظوظ لأن اكيد مفيش احسن من فريده”
تيم قال بحده وهو مركز قدامه
“بس بقى… كفايه كلام عنهم.”
يونس بصله باستغراب وقال
“مالك؟ مش فاهم، الموضوع فاجئني…”
تيم مردش، سكت وزود سرعته فجأة، وكأنه بينهي الحوار تمامًا، ووشه كان متوتر.
عند فريده
لفت حوالين المكان شويه من غير هدف، كانت بتتحرك وسط الناس والأنوار والأصوات، بس دماغها مش هنا، دماغها متكتفة بالف سؤال، قلبها كان بيدق بسرعة، وإيديها كانت بتترعش، نفسها كان متلغبط، كل خطوة بتاخدها كانت بتحاول تهرب من الف سؤال بيرن في دماغها.
كانت بتحاول تلهي نفسها بأي حاجه المهم متفكرش، حست ان دماغها هتنفجر خلاص، بس كل شويه دماغها بتهرب، بتفتكر ضحكة حسام وهو بيعرض عليها تتجوزه، ووش تيم اللي كان باصص عليها بنظره غريبه هيا مش قادره تفهمها، ليه كان بيبصلها كده وليه عينيه كانت حاده كده، هزت دماغها بقوه عشان تبعد التفكير، وقالت لنفسها بصوت واطي
“كفاية، كفاية بقا.”
بتحاول تبعد عن التفكير بس من جواها كانت حاسه إن الهروب مش هيطول، وإن القرار مهما بعدت عنه، هيجي ويقف قدامها تاني، ومش هتعرف تهرب منه للأبد.
عند تيم ويونس
وصلوا البيت وتيم نزل من العربيه وهو ساكت، خطواته تقيله، دخل أوضته وقفل الباب وراه بهدوء، بس هدوء ما قبل العاصفه، قعد على السرير، حط كوعه على ركبته وإيده سندت راسه، عينيه ثابتة في الأرض بس دماغه كانت مليانه، صورة فريده اللي عمرها ما غابت من باله، صوت حسام وهو بيقول “تتجوزيني” وابتسامته المستفزه، نظرة فريده وقتها، كل حاجه بتلف في دماغه بسرعه، قلبه كان بيدق بسرعه جدا.
الأفكار كانت كتير، وصوت في دماغه بيزن
هتوافق؟
هتكون ليه؟
هتتجوزه فعلا؟
مد إيده فجأة وحدف كل اللي كان جنبه على الكمود على الأرض، الكوباية، الموبايل، المفاتيح، كل حاجة وقعت بصوت عالي وكسرت الصمت اللي مالي الأوضه ووقفت أفكاره.
وقف بسرعة، وشه كان أحمر وعيونه مليانة نظرة غريبة، لف عينيه حوالين الأوضة، وشال الأباجورة وحدفها بغيظ، وقع الكراسي، حدف الكتب، كسر كل حاجه، كان بيكسر كل حاجة حواليه مهما كانت، دمر الاوضه، نفسه كان عالي، كان بيحاول يطلع الغضب اللي جواه بس الألم فضل زي ما هو، حتى بعد ما كسر كل حاجه، وقف يتنفس بسرعه، ولما ملقاش حاجة تانية حواليه تتكسر، وقع على الأرض، قعد على ركبته، وحط رأسه بين إيديه، عينيه كانت حمره جدا وعروقه نفره.
خلصت حفلة الخطوبه اخيرا، الفرح والموسيقى اللي كانوا ماليين المكان بدأ يهدى، الوقت اتأخر وكل الناس مشيت.
فريده دخلت اوضتها وقفلت الباب وراها بهدوء، سندت ضهرها على الباب لحظه، خدت نفس عميق وغمضت عينيها وهي بتحاول تفرّغ دماغها من دوشة اليوم.
مشيت ناحية المراية، بصت لنفسها، كانت مبسوطة لاخوها وخطيبته بالرغم من احساسها في أول اليوم، قعدت على طرف السرير، شالت الحلق من ودنها ببطء، ورمته جنبها، لمت شعرها ومسحت الميكب، غيرت هدومها وحدفت نفسها على السرير بتعب، بس تعب نفسي اكتر من جسدي، مدت إيديها واخدت الموبايل، فتحته، فضلت تبص في الشاشة، بس مش عارفة تعمل إيه، لا عايزة تكلم حد ولا حتى عايزة ترد على أي رساله، رمت الموبايل جنبها تاني، لفت على جنبها، حضنت المخده بقوة وغمضت عينيها، كانت بتحاول تنام، بس دماغها مكنتش سايباها في حالها، حاجات كتير كانت بتخبط في بعضها جواها، وفي النص كانت بتسأل نفسها
“أنا عايزة إيه؟”
غمضت عينيها وسابت دماغها تغرق في الصمت اللي كان مالي الأوضه.
صابرين وسالي رجعوا البيت، كان الجو هادي جدًا، سالي دخلت وهي بتبص حواليها وقالت
“الدنيا ضلمة ليه؟”
صابرين حطت شنطتها على الكونسول، مدت إيديها وفتحت النور وقالت وهي بتبص حواليها
“يمكن ناموا… أكيد تيم نايم، ياريت يونس يكون في أوضته هو كمان.”
سالي وقالت بخفه
“شوفيه إنتي، وأنا هشوف ياسين.”
سالي مشيت وصابرين بصت للسلم، خدت نفس هادي وبدأت تطلع بخطوات بطيئه، وصلت قدام أوضة يونس، خبطت خبطتين خفاف وفتحت الباب
بصت جوا، الأوضه فاضيه كالعاده ومكركبه، اتنهدت وهي بتبص حواليها وقالت لنفسها
“كالعادة…”
قفلت الباب تاني بهدوء ولفت ناحية أوضة تيم، وقفت لحظة قدام الباب، مدت ايديها وفتحته براحه، اتصدمت وهي شايفة الكركبه والحاجات الكتير المكسوره، قلبها وجعها من المنظر، وقالت باستغراب
“تيم، تيم في إيه المرادي كمان؟ ليه مكسر كل حاجة كده؟”
تيم رفع وشه، كانت عينيه حمرا من الدموع اللي كان بيحاربها، بصلها وقال بصوت مبحوح
“أنا مش عايز أشوف حد… اطلعي.”
صابرين قربت خطوه وقالت بقلق وهي بتبص في عينيه
“في إيه حصل؟ قولي إيه اللي حصل يا تيم؟”
تيم صرخ فجأة بصوت عالي، صوته كان مكسور وهو بيقول
“اطلعي!! اطلعي وسيبيني!! اطلعي!!!”
صابرين حاولت تحط إيدها على كتفه بهدوء، لكنه بعد بسرعة عنها ولف وشه، وحط إيده على دماغه وهو بيحاول يسيطر على نفسه.
في اللحظة دي سالي دخلت الأوضة بسرعة وهي مصدومة، بصت حوالين الأوضة وقالت بزهول
“إيه ده؟ في إيه؟”
تيم قام بسرعة، قال بصوت عالي
“اطلعوا! مش عايز أشوف حد! اطلعوا!”
صابرين بصت لتيم بخوف وبعدين بصت لسالي وقالت بحزم
“يلا يلا، سيبيه دلوقتي.”
سالي اتلغبطت وقالت
“از…”
صابرين قاطعتها بسرعه
“مش وقته كلام يا سالي، يلا، اطلعي.”
سالي خرجت وهي باصه لتيم بقلق، وصابرين طلعت وراها وقفلت الباب وراهم وسابوه لوحده.
سالي وقفت جنب صابرين في الممر، وكانت لسه مصدومة من اللي شافته، سألتها بصوت واطي وهي بتبص على باب أوضة تيم
“هو إيه اللي حصل يا ماما؟ مش كان كويس! في ايه ضايقه”
صابرين اتنهدت وقالت وهي بتحط إيدها على كتف سالي
“مش عارفة يا سالي… أكيد اتضايق من حاجة ومش عايز يقول”
سالي بصت على الأرض وقالت بهمس
“كان شكله مخضوض أوي… ووشه كان أحمر وعينيه…”
صابرين قطعت كلامها وقالت بنبرة هادية وهي بتحاول تسيطر على قلقها
“بصي، سيبيه دلوقتي… لما يهدا هبقي اشوف ماله، ابعتي حد ينضف الأوضة، عشان مينهارش أكتر.”
سالي هزت راسها وقالت
“حاضر…”
بصت ناحية الباب للمرة الأخيرة قبل ما تتحرك، كانت حاسة بقلق جواها، بس اتحركت بهدوء علشان تنزل تبلغ حد ينضف الأوضة.
صابرين بصت لحظة لباب الأوضة وهيا حاسه ان الامور ممكن تخرج عن السيطره.
يوم جديد
كانت فريدة في شغلها، بتحاول تركز بس غصب عنها سرحانه، يسر قربت منها وهيا بتديها قهوه وقالت بخفه
“العروسة سرحانة؟”
فريدة رفعت عينيها بسرعه وقالت باستغراب وهيا بتاخد منها القهوه
“عروسة؟”
يسر ضحكت وقالت وهي بتشرب من قهوتها
“ما إنتِ أكيد بتفكري في الموضوع، ولا أنا خمنت غلط؟”
فريدة زفرت وقالت بصوت هادي
“عايزة أرفض، بس مش عارفة إزاي… يعني هو شخص محترم ومش عايزة أخسره كصديق، بس مش عارفة إزاي ممكن أرفض.”
يسر سألتها وهي بتقعد قدامها
“هترفضيه علشان تيم؟”
فريده قالت بسرعه
“تؤ، تيم ملوش علاقة طبعًا”
يسر بصتلها وقالت بهدوء
“بس تيم…”
فريدة قاطعتها وقالت
“تيم أصلاً إنسان مش دوغري، وأنا مليش في اللي مش دوغري يا يسر.”
يسر قالت وهي بتبصلها
“بس حسام دوغري.”
فريدة هزت راسها وقالت
“بس مش بحبه… مش هقدر أشوفه حبيب، يعني صعب.”
يسر قالت بنبرة متفهمه
“فاهمه يا فريده، بس هو كان بيلمح كتير جدًا، وكان بيحاول يقرب وينبهك إنه موجود، يعني المفروض تكوني عارفه أنه هيعمل كده”
فريدة بصت بعيد وقالت
“عارفة، بس كنت بصده كتير في الأول ومازلت… مش هقدر أتجوز حد مش بحبه، ومش عايزاكي تقوليلي هتحبيه مع الوقت، طالما الشخص مش بحبه يبقى مش هقدر اكمل معاه”
يسر سألت بعد لحظة صمت
“طب… حبيتي تيم أصلًا؟”
فريدة سكتت شوية، أخدت نفس وقالت وهي بتبص على إيديها
“وهو إيه اللي يتحب في واحد سايكو… مريض نفسي ومش معترف حتى بده… معاملتي معاه مش حبًا فيه، بس يمكن كنت بحاول أخرجه من اللي هو فيه، بس انا بفكر بعقلي، فلاء”
يسر قالت بنبرة هاديه
“ولو هو بيحبك؟”
فريدة سكتت فترة أطول، عنيها ثابتة وقالت بهدوء “معتقدش… بس لو ده فعلًا حصل، هاخد بإيده لآخر مره… لو فضل رافض مش هقدر أعمل حاجة أكتر من كده، يمكن يكون في حاجه كبيره مخلياه كده”
يسر سألت
“طب… وحسام؟”
فريدة رفعت عنيها وقالت وهي بتتنهد
“أنا مش عارفه… أنا أول مرة أتحط في موقف زي ده، أنا مشوشه اوي”
في اللحظة دي دخلت عليهم داليا وهي شايله كرسي، قعدت قدامهم وهي بتقول بفضول
“الكلام على إيه؟”
فريدة بصتلها بسرعة وقالت بابتسامه صغيره
“بنرغي… عادي يعني.”
رجعت تبص قدامها، بس عقلها كان مشوش
عند ياسمين
كانت في أوضتها قاعده على طرف السرير، متوترة ومستنية محمد، أول ما دخل رفعت عينيها بسرعه وقالت بنبرة جديه
“عايزة أتكلم معاك.”
محمد قعد قدامها، حط إيده على ركبته وقال ببرود
“في إيه تاني؟”
قالت وهي بتاخد نفس
“أنا سيبت الشغل.”
اتعصب، ملامحه اتغيرت وقال بسرعه
“ليه تسيبيه؟ ليه؟”
ردت بهدوء رغم توترها
“هرجع لو عايز… بس بشرط.”
بصلها وهو بيشد على كلماته وقال
“إيه شرطك؟”
قالت وهي بتبص في عينيه
“الشقة اللي فوق.”
رفع حواجبه وقال
“مالها؟ عايزانا نطلع نقعد فيها؟ مش قولتلك قبل كده ورفضتي.”
قالت بنبرة ثابته
“ولسه عند موقفي… أكيد مش هقعد في الشقه اللي أختي كانت هتتجوز فيها يعني.”
اتنفس بغيظ وقال
“وجيبتي سيرتها ليه دلوقتي؟”
قالت بحده
“أمك وأخواتك هما اللي يطلعوا يقعدوا فيها.”
محمد بصلها بذهول وقال بنبرة عاليه
“إنتي بتستعبطي؟ يعني إيه اللي بتقوليه ده؟”
قالت وهي بتشد على كلامها
“ده اللي عندي… أنا مش عايزه أبقى محصورة كده ومش واخدة راحتي… إنت أدرى.”
محمد قال وهو بيحاول يمسك أعصابه
“بس مش هينفع، دي شقة أمي.”
ردت بسرعه
“هو أنا بقولك ارميهم في الشارع؟ أنا بقولك خليهم يطلعوا فوق بس.”
قال بغيظ
“وإنتي متخيلة إنهم هيوافقوا يعني؟ مستحيل.”
قالت بنبرة حاده وهي بتبصله بدلع
“ده دورك… يا إما كده، يا إما تشوفلك مكان تاني تنام فيه غير الأوضه هنا… وأنا هفضل في أوضتي، مش هخرج منها… ومش هنزل أشتغل، واكون وقتها براحتي”
قامت وقفت، بصتله بنظرة قوية قبل ما تلف، وسابته قاعد في مكانه، عينيه مليانة غضب وحيرة، وهو مش عارف يرد عليها ولا يسيطر على الموقف.
عدى حوالي أسبوع
فريده في أوضتها، سرحانه، بتبص للسقف أحيانًا وللموبايل أحيانًا ، بتفكر ازاي تقول لحسام أنهم لو فضلوا صحاب هيكون احسن، لحد دلوقتي لسه مردتش على عرضه، وهو نفسه مرنش عليها ولا بعتلها رساله حتى وكأنه اختفى، استغربت، إزاي كل ده عدى وهو مكلمهاش؟ معقول رجع في كلامه؟ ولا اتضايق من ردها يومها؟
مسكت الموبايل، اسم حسام كان قدامها، متردده ترن ولا لاء، قبل ما تاخد قرار، شاشة الموبايل نورت، اسم سالي ظهر قدامها
ردت بسرعه وقالت
“سالي؟”
سالي ردت بصوت متلغبط وسريع
“فريده! تيم فتح الباب أخيرًا… فتحه وفتح فعلًا… وطلع باب بجد!”
فريده قالت بهدوء
“طيب اهدي، ما إحنا عارفين، ده الطبيعي.”
سالي صوتها كان بيرتعش
“لاء… أنا بجد مش مستوعبة… ومش عارفة حاسه بإيه… بس خايفه”
فريدة قالت بهدوء
“ده طبيعي… المهم، فتحه إزاي؟”
سالي قالت بسرعه
“في خاتم… الخاتم اللي مش بيقلعه أبدًا، هو اللي فتح بيه الباب… الخاتم ده جواه شفره بتفتح الباب، وبعدها بتدخلي الباسورد وبيفتح عادي.”
فريده سألت بتركيز
“ومعاكي الباسورد؟”
سالي ردت بسرعه
“آه… أكيد اخدته وسجلته عندي… بس ناقص الخاتم نفسه علشان نقدر نفتح الباب.”
فريدة قالت بتفكير
“إنتي بتقولي إنه لابسه علطول؟”
سالي قالت
“آه… مش بيقلعه أصلًا.”
فريدة زفرت وقالت
“طب والعمل؟”
سالي قالت وهي متوتره
“مش عارفة… حاسه دماغي وقفت.”
فريده قالت
“كده لازم تاخدي الخاتم منه، وهو لازم يكون موجود وقتها في البيت، و… هيكون بالليل طبعًا، فكل حاجه هتكون عليكي إنتي.”
سالي قالت بسرعه
“فريده.. لاء… مش هدخل من غيرك، مستحيل، هتيجي معايا.”
فريدة قالت بصوت هادي
“إزاي يعني؟ الحوار بقى أصعب.”
سالي قالت بإصرار
“عادي… هتيجي يا فريده.”
فريده قالت
“طيب… نفترض إني هاجي… وتيم ومامتك والخاتم نفسه… وندخل أوضته وهو موجود؟ صدقيني الحوار صعب.”
سالي سكتت لحظة وبعدين قالت
“تيم… ممكن أحطله أي منوم قوي، وآخد منه الخاتم وهو مش هيحس بأي حاجه”
فريدة قالت
“فكره… طب ومامتك؟”
سالي قالت بسرعه
“ماما مش مشكلة أصلًا يا فريده… المشكلة كان تيم… وبعدين إحنا محتاجين تلت ساعه، بالكتير نص ساعة مثلا، يعني مش حوار.”
فريدة قالت
“تمام… هتخلصي الحوار ده إمتى؟”
سالي قالت
“بكره لو تحبي.”
فريدة قالت بعد تفكير
“طيب… اتفقنا، ابقي رني عليا وأنا هاجي.”
سالي قالت بنبرة امتنان
“هتعرفي تيجي يعني؟”
فريدة قالت
“آه… عادي، محدش هيقولي حاجة يعني أو يهتم”
وقفلت المكالمه، فريدة رجعت تبص للموبايل، واسم حسام كان لسه ظاهر قدامها بس قفلت الفون، عقلها كان رايح لحاجة أكبر من اللي كان شاغلها من شويه.
يونس كان قاعد مع أصحابه، الجو هزار وضحك كالعاده، صاحبه قال
“يا عم متضحكش علينا… ده حتى في واحده كرفِتلك يعني.”
يونس بصله ببرود وقال
“كرفتلي؟ أنا؟”
صحبه قال وهو بيضحك
“آه يا عم، مفيش حد كرفلك غيرها… شكلها بنت تقيلة عليك.”
يونس اتحرك في مكانه وقال بنبرة متحديه
” قصدك على اي بنت؟”
صاحبه قال
“انت مقولتش اسمها، بس اللي شغاله في مستشفى دي”
يونس ضحك بس ضحكة نصها استفزاز وقال
“آه… يسر.”
يونس مسك التليفون وفتحه وقال بثقة وهو بيبص في الفون
“بص… مفيش حد بيكرفلي، وأنا لو عايز أجيبها… هجيبها، فاهم؟”
صحبه قال بتحدي
“تجيبها يعني؟ إنت متأكد؟”
يونس مسح على دقنه وقال
“متأكد يا معلم، واعتبر ده تحدي… بس أنا اللي هسحب عليها بعد ما أجيبها، لأنها متستاهلش حد زيي أصلا.”
صحبه بصله وهو مبسوط من التحدي وقال
“طب خلاص يا نجم… ورينا شطارتك.”
يونس ضحك وهو بيقول
“هتشوف.”
تاني يوم
خرجت فريده من المستشفى بعد يوم طويل، وقفت برا وهي بتاخد نفس عميق قبل ما تركب عربيتها، مسكت موبايلها ورنت على إسلام.
رد بسرعة وقال
“ايه يا ديدا؟”
قالت بنبره هاديه بس فيها حده بسيطه
“إسلام، سالي كلمتني وقالت إنها محتاجاني ضروري، وأنا هتأخر شويه”
رد عليها بسرعه وصوته فيه قلق
“إزاي يعني دلوقتي؟ وكمان المكان بعيد يا فريده!”
قالت بنفس النبره
“هيا كلمتني وقالت محتاجاني، وأنا مش هقدر مروحش.”
اتنفس بعمق وقال بصوت حاد
“مش هينفع… لاء طبعًا.”
اتنرفزت وقالت بسرعه
“بس هي محتاجاني يا إسلام، ساعه بالضبط وهكون مخلصه مش هطول، حاجه مهمه”
قال بهدوء وهو شايف اصرارها
“طيب… بس أنا هاجي أخدك”
قالت بملل
“بس يا إسلام، أنا معايا عربيتي…”
قال بتحذير
“مش شغلي يا فريده، متمشيش من هناك غير لما اجي أخدك بنفسي، مفهوم؟”
سكتت لحظه، وبعدين قالت بهدوء رغم ضيقها
“ماشي.”
قفلت معاه وركبت عربيتها ومشيت، كانت سايقه وهي بتحاول تهدي تفكيرها قبل ما توصل لسالي.
في نفس الوقت، تيم كان قاعد في أوضة مكتبه، قدامه اللاب، مركز فيه جدًا وعينيه مش بتتحرك من عليه، مش حاسس بأي حاجة حواليه، سالي دخلت بكوباية عصير وقالت بابتسامه خفيفه
” جبتلك عصير”
قال من غير ما يبص
” مش عايز”
قالت وهيا بتقرب
” بس انا عملتهالك انت مخصوص”
قال وهو لسه باصص على اللاب
“قولت مش عايز، أنا مطلبتش حاجة.”
قالت وهي بتحط الكوباية قدامه
“خد بس رطب على نفسك، عصير طبيعي ومن غير سكر، إيه بقا.”
رفع عينه وبصلها وقال بهدوء
“طيب يا سالي شكرًا، عندي شغل لو خلصتي كلامك.”
قالت وهي بتخرج من الأوضه
“العفو… بالهنا.”
خرجت سالي، كانت صابرين قاعده في الصالون، لابسة نضارتها وفاتحة التاب وقاعدة بتقرأ، سالي قعدت جنبها وقالت بنبرة فيها هدوء وهيا بتفتح موضوع صابرين مش بتحب تتكلم فيه
“بابا مش هيعمل عملية تانية؟ يعني مش هتحاولي تاني؟”
صابرين بصتلها من فوق النضارة وقالت
“حاولت كذا مره… بس مفيش فايده”
سالي قالت بسرعه
“يعني بابا هيفضل كده؟ أكيد في علاج، الدكتور آخر مرة كان قايل إنه ممكن يتعالج، وإنه اتعرض لجلطه وشلل بسبب حاجة ضايقته… بس إنتي قفلتي على الموضوع.”
قامت صابرين من مكانها وقالت بصوت هادي
“أبوكي مش صغير… دي حاجة طبيعيه وبتحصل لناس كتير”
سالي قالت بسرعه وهيا بصالها
“والطبيعي إنه ميكونش بياخد الدوا بتاعه بانتظام؟”
صابرين وقفت لحظة وقالت بهدوء قبل ما تنسحب
“طبعًا بياخده بانتظام… بس يمكن نسيه مره ولا حاجه، تصبحى على خير.”
مشيت صابرين وراحت على أوضتها، وسالي فضلت قاعدة في مكانها شويه، سرحانه وعينيها بتتحرك يمين وشمال.
بعد شوية خرج تيم من الاوضه، كان باين عليه التعب، سالي بصتله وقالت
“رايح فين؟”
قال وهو بيضبط ساعة إيده
“هطلع أنام.”
قالت وهي بتحاول تخفف الجو
“بدري كده؟!”
قال بهدوء وهو بيبصلها
“عايز أنام… تصبحى على خير.”
ردت عليه بسرعه وهي مبتسمه ابتسامه خفيفه
“وأنت من أهله.”
بعد شوية وصلت فريده، وقفت قدام الباب ورنت على سالي قبل ما تدخل، سالي ردت بسرعه وقالت
“ادخلي يا فريده مستنياكي”
فريدة دخلت، كان باين عليها التوتر، بصت لسالي اللي كانت واقفه مستنياها وقالت
“إيه الأخبار؟”
سالي ردت بصوت واطي
“الخطه ماشيه… بس بجد أنا خايفه”
فريدة قالت وهي بتتنفس بسرعه
“وأنا مرعوبه.”
سالي قالت بتوتر ملحوظ
“طيب هنعمل إيه؟ بصي ايديا بترجف ازاي”
فريدة سألتها بسرعه
“الخاتم فين؟”
سالي قالت
“لسه مجبتوش.”
فريده رفعت عينيها وقالت
“طيب… هو تيم فين دلوقتي؟”
سالي ردت
“نايم في أوضته.”
فريدة أخدت نفس وقالت وهي بتشد إيد سالي
“يلا نطلع… انتي تجيبي الخاتم، نفتح وندخل… قدامنا تلت ساعه ننجز فيها”
سالي بسرعة بعتت رسالة للهاكر علشان يجمد الكاميرات، وبعد ما جالها التأكيد، اتحركوا هما الاتنين ناحية أوضة تيم بهدوء.
فريدة قالت بصوت واطي بعد ما دخلوا
“هدخل الدريسينج… وانتي جيبي الخاتم.”
سالي هزت راسها بخوف، قربت من تيم اللي كان نايم، قلبها كان بيدق بسرعه، شالت الخاتم من إيده وهي بتتشاهد بهمس، إيدها كانت بتترعش بس نجحت تاخده بالعافيه
دخلت بسرعه لفريده اللي كانت واقفة قدام الباب، سالي قربت والخاتم في إيديها، بصوا الاتنين لبعض، وبعدين بصوا للباب اللي قدامهم، نظراتهم كانت مليانة توتر.
سالي مدت إيديها لفريده بالخاتم، فريده اخدته منها وهي بتاخد نفس عميق، فريدة وقفت قدام الباب مباشرة، مسكت الخاتم كويس، قلبها كان بيدق بسرعه، قربت الخاتم من الباب، ودورته في المكان المخصص، سمعت صوت تك خفيف وهي بتلفه، بعدها ظهر مكان صغير علشان تدخل الشفره، الخاتم فتح من الجنب وطلعت منه الشفره الممغنطه، دخلتها في المكان المخصص، وبعد لحظة الباب عمل صوت تكه تانيه، نور صغير أحمر ظهر ومطلوب الباسورد.
فريدة بصت لسالي وقالت بهمس
“الباسورد يا سالي…”
سالي كانت مسجلة الباسورد على موبايلها، فتحته بسرعه وإيدها بتترعش، قالت الرقم بصوت واطي
فريده بدأت تدخله بسرعه، وكل رقم بتدخله كان قلبها بيدق أسرع، ولما دخلت آخر رقم، لمبة خضرا نورت على القفل، وسمعوا كليك صغيره، والباب فتح بالكامل قدامهم ببطء.
بصوا لبعض بتوتر وخوف، نفسهم محبوس وقلوبهم بيدق جامد، الباب اتفتح…. واخيرا….
يتبع……

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى