روايات

رواية استثنائية في دائرة الرفض الفصل التاسع 9 بقلم بتول عبدالرحمن

رواية استثنائية في دائرة الرفض الفصل التاسع 9 بقلم بتول عبدالرحمن

 

البارت التاسع

 

سالي بصت لفريده بقلق وقالت
“فريدة؟ مالك؟”
بس فريدة مكانتش سامعة اي كلمه، كانت بتبص للست اللي قدامها بصدمه ومش مستوعبه
مامت تيم ( صابرين) بصّتلها هي كمان، ملامحها اتجمّدت.
تيم قال بصوت هادي، لكن فيه نبرة حذر
“فريدة، في حاجة؟”
فريدة ردت بصوت واطي جدًا، أشبه بهمس
“هي…”
صابرين كانت واقفة مكانها، حركت شفايفها بهمس مش واضح…
“إيناس؟”
فريدة قالت بصوت فيه رهبة ودهشة
“مش معقول…”
صابرين قربت خطوة، باصة ليها بتركيز غريب، وقالت بانفعال مكبوت
“إزاي؟! انتي… انتي؟”
سالي وتيم واقفين مش فاهمين أي حاجة،
تيم باصص لفريده وبعدين بص لمامته
وبعدين الاتنين بصوا لبعض، ملامحهم كلها استغراب وقلق.
صابرين وقفت قدام فريدة، عنيها بتدور في ملامحها وكأنها بتفتّش عن ذكرى قديمة، وقالت بانبهار
“نفس العيون… نفس الملامح… انتي مين؟”
فريدة هزّت راسها وقالت بهدوء فيه رهبة
“أنا فريدة… بنت إيناس.”
صابرين اتصدمت وتيم كمان مصدقش
صابرين قالت بصوت مبحوح
“بنتها؟!”
هزت فريدة راسها بتأكيد، وقالت بنبرة دافيه
“ماما دايمًا بتتكلم عنك، صورك معاها على طول، وبتحكيلي عنكوا… نفسها تشوفك أوي.”
دمعة نزلت على خد صابرين، وراحت حاضنة فريدة بقوة، حضن دافي كأنها بتحضن اختها
سالي كانت واقفة مصدومة، مش مستوعبة اللي بيحصل، قربت خطوة وقالت
“ماما؟ انتي تعرفيها؟!”
صابرين وهي لسه حاضنة فريدة، قالت بصوت مبحوح
“دي بنت أختي… أختي اللي الظروف فرقتنا سنين، ومعرفش عنها حاجه”
تيم كان واقف، عينيه مش قادرة تتحول عن فريدة، مش مصدق إن فريده بنت خالته
صابرين قعدت فجأة على أقرب كرسي، وسحبت فريدة تقعد جنبها وقالت
“احكيلي… احكيلي عنها، عنك، عن حياتها… هي كويسة؟ اتجوزت مين؟ عندك إخوات؟ انتي الكبيرة؟ ولا الصغيرة؟
سكتت لحظة، وبصت لفريدة كأنها مش مصدقة، وقالت
” أنا فعلاً قدامي بنت إيناس؟!”
فريدة ضحكت وسط دموعها وقالت
” أيوه، بنتها… ماما اتجوزت بعدك بسنه، عندي اسلام اكبر مني ب 3 سنين”
بصّت في الأرض وقالت
“ماما دايمًا بتتكلم عنك، وتقولي إنك كنتي كل حياتها، وإنك فجأة اختفيتي، وإنهم خدّوكي منها… من يومها وهي بتدعي إن ربنا يجمعكم”
صابرين دمعت تاني، وقالت بصوت مبحوح
“وأنا كمان… كنت بدعي، كنت علطول بدعي”
بصّت لفريدة تاني وقالت
” بس وجودك دلوقتي زي حلم… أنا مش مصدقة…”
دموعها بدأت تلمع في عينيها وهي بتتمتم
” فريدة… انتي شبهها… شبهها بالظبط…”
رفعت إيديها بتردد، كأنها مش مصدقة ولمست وش فريدة بإيد بتترعش
قالت بصوت مخنوق
“إيناس… أختي اتجوزت؟!”
سكتت لحظة وكملت وهي بتحاول تبتسم وسط دموعها
“وعندها بنت؟! وولد؟!”

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى