رواية اجنبي مغرم الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم الهام رأفت - The Last Line
روايات

رواية اجنبي مغرم الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم الهام رأفت

رواية اجنبي مغرم الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم الهام رأفت

 

البارت الخامس والعشرون

 

 

زاره شعور الاسترخاء منذ جاء إلى هنا، فسكون المكان ورائحته الطيبة أترعت بداخله راحة كبيرة أرادها مؤخرًا ليخرج من حدة ما يحدث معه. تمدد حمزة على بطنه في غرفة التدليك ينتظر قدوم الفتاة لتقضي تلك المهمة، وتفعم هيئته أكثر بالاستجمام المنشود، ولحين قدومها أغمض عينيه ليريح جسده أكثر، وبعد لحظات انتبه لمن يدعك ظهره فابتسم، ظنًا منه أنها قد حضرت، فخاطبها وهو بنفس وضعه:
-Why are you late?!
-لماذا تأخرتِ؟!
مرت بعض الثواني التي جعلته متعجبًا من عدم الرد عليه، وتلقائيًا فتح عينيه، وحين مال برأسه ليراها جحظ عينيه من هول رؤيته لـ نوح الذي يدلكه بنفسه، فنظر له في غيظ من وجوده، وخاصةً تلك البسمة اللعينة وهو يحدق به، أسرع لينهض لكن نوح تملك منه ليجعله هكذا كما هو وسط دأْبه في التحرر من قبضته فخاب جُهده. خاطبه نوح وهو يسيطر على قوته الجافة:
-اهدأ عزيري(Calm down, dear).
وضعية حمزة جعلت نوح يقدر عليه بسهولة، والمزعج عدم ارتدائه لملابسه سيان عن تلك المنشفة التي تحاوط خصره، فاستسلم وهو بين يديه وبداخله استشاطة عارمة ظهرت مع سؤاله له:
-عرفت تدخل هنا إزاي؟!
حيث دخوله هكذا ورجاله بالخارج أغاظه، فهل تم أذيتهم أو التخلص منه، فأوجز نوح الكلام ليتركه هكذا متحيرًا:
-لا عليك، عندي طرقي الخاصة وأنت تعلم
تسارعت أنفاس حمزة غضبًا وكذلك نوح وهو يشدد من تثبيته هكذا، سأله حمزة في عدائية:
-يبقى إنت في مصر، ومفكر هتاخد حاجة وتعمل اللي محدش قدر يعمله، مش هتوصل لحاجة وكله هيكون ليا
كبح نوح حدة ضيقه منه وأجج هو من حنقه حين احتج:
-لا كل شيء سيكون لي، ومهما فعلت لن تغير شيء
هتف حمزة مستنكرًا:
-كلهم معايا، وجدي كمان، انسى يا نوح خلاص
نبرة حمزة حفّزت ضغينة نوح مما دفعه لأن يلكمه في جانب وجهه، فأحس حمزة بأنه نال المراد في استفزازه، وليزيد من ذاك الشعور لديه نغصّ عليه بحديثه:
-حتى أختك اللي بتجري ورايا في كل مكان، كلمة مني تبيعك في لحظة، بس مزاجي مش جايبني ليها
فقد نوح صوابه وتوالى عليه بلكماته العنيفة، والتي رغم ألمها لـ حمزة جعلته يضحك شامتًا، فصاح نوح مهتاجًا:
-إياك وأن تتحدث عن أختى أيها الحقير
سالت الدماء من فم حمزة فقال ساخرًا منه:
-هو دا اللي تعرفه، الضرب، مفكر قوتك دي هتنفعك تاخد حاجة، بتحلم
مال نوح عليه بجسده ليخاطبه محذرًا:
-إن استطعت فعل شيء سوف أبتعد، وحينها لا تفعل أي حماقة لأنك ستجدني وحينها لن تجد من ينقذك كما الآن.
حديث نوح نابع من خوفه إن تأذى حسين أو السيدة زبيدة فقد ظن أنه السبب في ورطة حسين الأخيرة، فحاول حمزة التملص من بين يديه وهو يصرخ:
-مش هسيبك يا نوح، وهعرف إنت فين و…
لكمة قوية أخيرة من نوح أسكتته متألمًا، وحين استرجع انتباهه لم يجده من حوله، نهض حمزة متقاعسًا وهو يهتف منفعلًا:
-إنتوا فين يا جزم يا كلاب
صوته الجهوري جعل بيتر وبعض رجاله في الخارج يدخلون في دهشة من وضعه، حتى تملك منهم عدم التصديق لرؤيته هكذا والدماء تنزف من فمه حتى وصلت صدره، دنا بيتر منه قلقًا وهو يستفهم:
-ماذا حدث معك؟!
زجره حمزة مغلولًا:
-نوح كان هنا، كنتوا فين ودخل إزاي!
جَهَل بيتر كيفية حدوث ذلك فهم بالخارج، لربما استغل الأخير طريقة ما للدخول، فهدّأه بيتر:
-فقط تعال نظف وجهك وسوف نبحث عنه
ولجت فتاة أجنبية المظهر جميلة الوجه والهيئة متفاجئة مما حدث، ثم اقتربت من حمزة متخوفة وهي تراه هكذا متضررًا، هتفت:
-What happened to you Hamza?!
-ماذا حدث معك حمزة؟!
انتبه حمزة لها واطمأن أنها بخير، لم يرد عليها فحالته أعربت عن كم الحقد بداخله تجاه الأخير، فدائمًا ما يتطاول عليه، تجاهل ما به وأمر بيتر متشددًا:
-عاوزة أعرف هو فين في مصر، أقلب الدنيا ولاقيه……….!!

******
لم يلبث كثيرًا هكذا جاهل لمعرفة ما بها وأين هي منذ الأمس، فتهافتت أفكاره ومنها بالأخص ضيقها لعدم مجيئه كما وعدها. فتح حسين باب الشقة وعينيه متلهفة لرؤيتها، تقدم للداخل بحثًا عنها وهو في طريقه لغرفة النوم وقعت عيناه على المائدة وما بها من طعام، وجده كما هو منمقًا، فورًا أحس بأنها منزعجة منه، فأكمل طريقه للغرفة متضايقًا من نفسه قبلها؛ لكن حين فتحها وجدها خاوية، اضطرب للحظات من غيابها ثم تفهم تركها له، تجهم وجهه ثم دلف للصالة وأيضًا أدرك عدم وجودها في الشقة ككل. اغتم حسين ليترك الشقة كما كانت وانتوى البحث عنها حتى وإن ذهب لوالدتها، فهو لن يمرر ذلك حتى يراها ويبرر موقفه، فإن علمت مع حدث معه بالطبع لن تتخلَ عنه هكذا.
حين توجه للمصعد وجدها تخرج منه، ملأ الشغف قلبه نحوها وأسرع ليقابلها، فتموّرت ورد حين رأته وتعالت نبضاتها وجلًا إن علم بما حدث، فانكتل حسين نحوها مبتهجًا حتى زالت بهجته من رؤية وجهها الشاحب وطلعتها الخائرة، فأمسك بكتفيها في قلقٍ جم وهو يسألها:
-ورد مالك، حصل معاكِ حاجة؟!
لم تجيب عليه بل ألقت بجزعها على صدره كنوعٍ من الأمان لنفسها والراحة بين يديه، فضمها حسين بقوة وابتسم لعودتها، ثم سار بها ناحية الشقة وهو يتأسف:
-سامحيني يا ورد، لو تعرفي حصل معايا أيه خلاني معرفتش آجي.
جاهدت على ثبات جسدها بين يديه فارتجافها مما عانته أضنى تشددها، وفي الوقت الذي ولج بها لذات الشقة انتفضت برعشة خاطفة وهي تتذكر ما صار، ولحسن الحظ لم ينتبه حسين لذلك، الذي بدوره جعلها تجلس معه على الأريكة، ثم لاحظ تشبثها القوي به فابتسم، جعلها تنظر إليه وقال في لطف:
-أفهم من كده مش زعلانة مني؟!
شعرت بالنفور من وجودها هنا فذكرى ما مرت به مخجل ومؤلم لروحها، وحاذرت في كل كلمة تخرج منها، فقد عمدت ألا تخبره بشيء، خوفًا من تذبذب علاقتهما، فهي تعي عدم محبته الكاملة لها كي يتدراك ما حدث لها، لذا وبدون تردد قالت:
-أنا سيبت كل حاجة علشانك، اختارتك إنت يا حسين
تلقائيًا لاح السرور عليه ولم يصدق ما سمعه منها، فخاطبها متفاجئًا:
-يعني هتكوني معايا وليا وبس
أومأت مؤكدة وحين أخذ يقبل وجهها ممتنًا لتفضيلها إياه، أدركت أنها فعلت الصواب حين ضمرت كل شيء، وأثناء قبلاته اللطيفة، طلبت منه في رجاء:
-بس علشان خاطري يلا نسيب الشقة دي، وناخد كل حاجة لينا هنا
تفهم أن يستغني كما هي فعلت، فوافق مرحبًا:
-هسيبها يا حبيبتي.
تجاوبت معه وحاولت النسيان رغم الصعوبة في ذلك، وأظهرت ابتسامة رقيقة وهي تخاطبه:
-هنعيش فين أنا وإنت
ثم استأنفت متخوفة:
-ليكون هنرجع زي الأول كل واحد فينا في مكان
أعجبه تعلقها به فقال نافيًا بشدة:
-معقول بعد اللي حصل بينا هنبعد، أنا عن نفسي مش هستحمل.
أخفضت نظراتها خجلًا ودفنت وجهها في صدره، تنهدت وقالت:
-ولا أنا هقدر أبعد، متسبنيش أبدًا………!!
******
توقع حضورها للسؤال، فهُم أيضًا في حيرة من غيابه الغامض ذاك، دعاها عزمي للدخول لكن رفضت ثم وقفت أمام باب الشقة متحفزة لأي رد فعل، فهؤلاء الناس حقراء لم ترتاح لهم مطلقًا، خاصةً هذا الواقف أمامها فهو أساس المصائب بسبب سفالته وانقلاب الأمور في ذلك اليوم المشؤوم، سألته متشددة:
-مشوفتوش كريم، بقالي يومين معرفش فين؟!
حك أسفل ذقته يفكر في أمر، رد متحيرًا:
-كريم بلغني إنه لو اختفى يبقى فيه حد أذاه، وهو بالعادي لما بيغيب بيعرفني على الأقل.
سألته آية في نفور داخلي من الحديث معه:
-طيب تفتكر راح فين؟!، أنا خايفة حد يأذيه
بدا الأمر أكثر غرابة فهو لم يخبرها كذلك، فاتخذ القرار بتنفيذ ما طلبه سابقًا حين هتف:
-أنا هبلغ عن الدكتورة اللي كنا خاطفنها، محدش ليه مصلحة غيرها في غيابه ده.
هتفت في لهفة ظاهرة:
-هات الفيديو وأنا هشوف الموضوع
عقد جبينه وهو يوضح:
-مش عندي يا دكتورة، ومتشليش هم وخليكِ بعيد، إحنا هنتصرف، والأهم كريم ميكونش اعترف بحاجة
تمهلت آية في تلك الخطوة وقالت:
-طيب ممكن نتفاهم معاهم الأول ونعرف كريم فين
بدرايته الكبيرة وحنكته اعترض:
-بكده هنثبت علينا التهمة ونخش في حوارات كتير، ومش بعيد يكونوا متفقين مع الحكومة، وهما لو عاوزين يتفقوا كانوا اتكلموا من البداية
اغتمت آية بشدة فما يحدث الآن أوجم قلبها، ووجدت صعوبة في التعامل مع هؤلاء، فقالت:
-تفتكر كده!
-مافيش غير كده، خليهم يندموا على اللعب معانا……!!
******
-أيه الكلام اللي بتقوله ده، بنتي مستحيل تعمل كده
رددت لميس تلك الكلمات في سخط لأخيها أمجد الذي حضر خصيصًا لمكتبها، فقد رفضت تصديق هرائه في تنازل ابنتها عن أملاكها له، لكن الأخير أكد في هدوء غريب:
-زي ما قولتلك، فجأة جاتني وقالت يا خالو أنا مش محتاجة حاجة وهكتب كل حاجة ليك.
تخضب وجه لميس وهتفت ممتعضة:
-وليه تكتب أملاكها باسمك، أنا روحت فين
مط شفتيه ليعلن لها عن زيف جهله لتلك الخطوة المخططة من قِبَله، أيضًا مكره من رد فعلها ذاك، فابتلعت لميس ريقها بصعوبة وبدت أنفاسها حارة، وأضحت معالم وجهها مغتمة للغاية. نهض أمجد ليتركها تعاني بمفردها فاستوقفته مترقبة:
-رجعلي كل اللي كتبتهولك.
أراد أمجد الضحك، فهل تمزح أم ماذا تلك البلخاء، وفي ظل انتظارها الشغوف قال محتجًا:
-خير وجالي أرفضه.
ثم تحرك مغادرًا ليتركها بصدمتها وويلات ألمها، فشعرت لميس بارتخاء أعضائها وتماسكت ألا تفقد الوعي، وعفويًا غمغمت في حسرة:
-ليه يا ورد تعملي كده، دا أنا بحارب علشانك
تذكرت لميس اتصالاتها أمس، وظنت تجاهلها دفعها لذلك، رفضت أن يكون ذا السبب ومن الحماقة فعلها، فنهرتها منزعجة:
-يا غبية، كل ده علشان أيه………..!!
******
وجد العناية ممن حوله وبالأخص من چوانا صديقته المقربة التي طببت جرحه في حرس، وترك لها المجال أن تفعل ذلك بنفسها حين تسطح على الأريكة بوضع أكثر راحة، فأعلنت نظراتها نحوه ود كبير، بادلها إياه ببسمة ممتنة.
بينما غفل السيد جاهد عن وجود شيء بينهما، غير أنها سكرتيرته الخاصة. خاطبه مستنكرًا:
-Are you sure Hamza? Noah is nowhere to be seen.
-هل أنت متأكد يا حمزة، نوح ليس له أثر في المكان
انتبه حمزة لخاله يتحدث إليه فنظر إليه متأففًا، فظنون الجميع بأنه يتوهم تثير حنقه، نظر حمزة لـ چوانا وكلفها مبتسمًا:
-Can you fix us something to drink?
-هل يمكنك تجهيز شيء نشربه
على الفور أطاعته لتنفيذ المطلوب، فرد حمزة فور ذهابها:
-That’s what bothers me, I don’t know how he got in there.
-ذلك ما يزعجني، لا أعلم كيف دخل إلى هناك
رد السيد متعقّلًا:
-You must tell Mr. Suleiman.
-يجب أن تخبر السيد سليمان
وافقه القول هنا وهتف:
-I will tell him that he is in Egypt
-سوف أخبره بأنه في مصر
-And what he did to you, may hurt you more after that.
-وما فعله معك أيضًا، ربما يضرك أكثر بعد ذلك
اعتدل حمزة ليجلس، احتج أن يشتكي كالطفل قائلًا:
-It’s just me and him
-الأمر يخصني أنا، وبيني وبينه فقط
وجد السيد عناده وتوقف عن تكرار تنبيهه، فسأله في مغزى:
-You haven’t gotten anything yet?!
-إلى الآن لم تصل لأي شيء؟!
جاوب عليه مستاءً:
-I did what I could, but there is one more thing left, and it concerns my aunt’s neighbor.
-فعلت بما بوسعي، لكن يبقى أمرًا آخر، وهو خاص بجارة عمتي
يعي السيد جاهد مسبقًا بخصوص هذه السيدة، فهتف جادًا:
-Leave it to me, I’ll take care of her confession, I came here for her.
-اترك لي أمرها، أنا من سأتولى مهمة اعترافها فقد جئت من أجلها هنا.
حضوره كان صائبًا لـ حمزة كي يبعد عنه الأدلة فهو معروف هنا، وبالفعل ترك الأمر له. جاءت چوانا وهي تحمل بعض المشروبات المنعشة، وحين وضعتها على المنضدة الصغيرة أمرها حمزة بالجلوس بجانبه، وحين فعلت قالت:
-Andrew is in America now, maybe you should keep an eye on him.
-أندرو الآن بأمريكا، ربما عليك مراقبته
نظر لها حمزة مدهوشًا، فدائمًا ما تجلب له المعلومات الكامنة، وزادت من ذهوله حين تابعت في ظلمة:
-Did you know that he came there to bring the daughter of Mr. Noah?……..
-هل تعلم أنه حضر لهناك لجلب ابنة السيد نوح؟……….
******
بمقهى الحارة، انضم رامي لجلسته الانفرادية حين علم بمكانه ومعه اثنين من الأصحاب، وعند جلوسه بجانبه خاطبه متوددًا:
-مساء الفل يا ديرو عامل أيه!
أخذ نوح نفسًا عميقًا من (الشيشة) التي بات معتادًا عليها ثم زفره بقوة، ابتسم مرحبًا:
-مساء الخير رامي، I’m fine
دعا رامي أصحابه بالجلوس وهو يخاطب نوح ببسمة سخيفة:
-دول اتنين معايا في الجامعة، أصحابي وحبايبي، كانوا بيدوروا على شغل فقولتلهم عليك.
امتعض نوح داخليًا فمنذ مجيئه إلى هنا وهو صندوق الدعم للحارة، هادم العقبات ورافع المعنويات، وعلى مضض زيف مسرّته:
-على الرحب يا رجل
اتسعت بسمة الشباب وشرع رامي في التوضيح له:
-هما معايا آه في الجامعة وبندرس نفس الحاجة، بس عندهم موهبة وعاوزين تدعمهم ماديًا.
عقد نوح جبينه غير متفهمٍ مغزى الأمر، فتدخل أحد الشباب ويدعى أحمد قائلًا:
-أنا صوتي حلو، ونفسي أغني ويكون ليا حاجة خاصة الناس تعرفني بيها.
نظر نوح لـ رامي بمعنى فقد وضعه في موقفٍ محرج، فما شأنه بتلك الأمور، فمال عليه رامي وهمس:
-هتدعمهم في الأول بس، دول رجالة ومش هينسوا فضلك، وأول ما ربنا يكرمهم هيردولك كل اللي خدوه.
أبصر نوح الحماس في أعينهم، وكذلك الطمع في كرمه عليهما، فابتسم وخاطب الآخر:
-وأنتَ مثله تغني؟!
اعتدل الشاب وهو يجيب مستبشرًا:
-أنا الشاعر اللي بألف الأغاني، وعندي كتير قوي لو سمعتهم متأكد هيعجبوك إن شاءالله.
تابع رامي عنه بقية الحديث في فخرٍ مبالغ فيه:
-دا من كتر شطارته مسمينه في الجامعة الفرزدق.
جهل نوح لكل ذلك وأخذ يشرب الشيشة مفرغًا تأففه فهل وصل الأمر لتلك الدرجة؟!، فأحس الشباب به ولاح عليهم الإحباط، بينما دفعهم رامي للإقدام قائلًا:
-سمعه حاجة من أشعارك يا هاني يا فرزدق
وجه نوح بصره للشاب مترقبًا لسماعه له، فتنحنح هاني وأخذ يستجمع كلماته التي حضّرها مسبقًا وقال في تناغمٍ شعبيٍ دارج:
-يا بت تعالي للشقة.
-دا إنتِ يا بت ست الحتة
-هنضرب ورقتين
-ومحدش هيعرف إحنا فين
غصّ رامي من وقاحة الكلمات وغمز لـ هاني كي يتوقف، ثم تابع مؤشرات وجه نوح ولم يستدل على شيء وتمنى ألا يعي ما قيل للتو، فسأله مترددًا:
-أيه رأيك؟!
هيئة نوح أعربت عن بلاهته لما تم قوله قبل قليل، هتف:
-لم أفهم أي شيء!
تبادل الثلاثة النظرات في قلق من رفضه، رغم فرحة رامي بجهله لمعني تلك الكلمات القبيحة، فمرر نوح نظراته عليهم وقال لينهي الجلسة:
-أنا موافق على مساعدتكم.
تهلل رامي مع بقية الشباب وهتف:
-الحمد لله، طريق الشهرة مستنيكم، أو القسم أيهما أقرب………..!!
…………………………………………………….
بالكاد كانت تتحرك بمساعدتها، ولرغبتها الملحة في التعافي سريعًا كانت تبذل مجهودًا مضنيًا لتصل لعلامات جيدة من تقدُم حالتها، وذلك التحفيز نابع من حضور أختها، التي أمسكت بخصرها لتتمكن منها أثناء سيرها. شعرت شهد بالإرهاق فهي تضغط بقوة على نفسها وتجلّدت بالصبر، تنفست بقوة وقالت:
-عاوزة أرتاح شوية يا ورد حاسة رجليا بتوجعني ومش قادرة.
استنكرت ورد ضعفها وهي ما زالت تدفعها للتكملة:
-على أساس شهد القوية اللي فينا ومحدش يقدر عليها، شدي حيلك علشان ترجعي زي الأول!
بالفعل تحملت شهد فوق طاقتها ولكن ما بها غير خاضعٍ لطموحها في الشفاء، فهتفت مكتربة:
-تعبت قوي، خلاص مش قادرة!
فور انتهائها من كلماتها شهقت متفاجئة حين وجدت من يحملها، ثم اضطربت حين رأت زوجها من يفعلها، فتنفست في راحة وتمكنه من حملها بتلك الخفة تعجبها، ثم انتبهت له يسألها:
-إلى أين تحبي أن أضعك؟!
ذاك الصوت الملفت وما يفعله من أجلها جعلا نظرتها نحوه تختلف، وعفويًا طوقت عنقه فهي تدرك أن ما تفعله يلهب مشاعره نحوها، وبالفعل تغيرت نظراته للوله البائن فابتسمت، وكل ذلك أمام نظرات ورد التي شعرت بالخجل مما تفعله أختها، هي متأكدة بأنها تتعمد ذلك معه ولعبها بمشاعره ولن تتغير مطلقًا. ثم انتبهت لها تخاطبه في دلال جعلها تكتم بسمتها:
-هنا يا بيبي!
رقة صوتها أججت المحبة بداخله ونظر لها متشوقًا لكلمات ناعمة أكثر، ثم تحرك بها حيث أشارت على الصالون وورد من خلفهما مغتاظة من سخافة أختها فهو لا يستحق ذلك. وضعها نوح بكل لطف ثم سألها بصوت أبح بفضل ما تفعله:
-هل تريدي شيء آخر؟!
مسحت على ملابسه كبادرة اهتمام وقالت:
-لا يا حبيبي، روح خد شاور وغير هدومك شكلك جاي مرهق!.
ابتسم نوح لها ثم نهض ليفعل ذلك، قال:
-لن أتأخر!
ألقت عليه نظرة ود فتحرك نوح ناحية غرفته وهو يغمغم:
-فتاة لعينة(Fucking girl)
حين ولج الغرفة خاطبت ورد أختها في غيظ:
-حرام عليكِ مش كده!
احتجت شهد من سوء فهمها:
-هو إنتِ فاكرة أيه، أنا بجد مهتمة بيه
لم تقتنع ورد فهي تعرفها، هتفت:
-اهتمام!، عليا الكلام ده، مش إنتِ اللي دايمًا تقولي الراجل أيه غير وش حلو وجسم مش عارف أيه
تنهدت شهد في يأس وقالت:
-خلاص كل دا كان زمان، دلوقتي الراجل بشهامته وكفاية اللي هو بيعمله علشاني، وبيحبني!
تفاخرت شهد بمحبته الظاهرة أمام الجميع، وتمنت ورد بأن تحظى بمثل ذلك الحب من حسين، فتأملت شهد بهوت طلعتها وتساءلت:
-مالك كده من وقت ما جيتي؟!
ذلك النفس العميق الذي أخرجته ورد أعرب عن كل ما بها، فقالت شهد في شغف:
-إن شاء الله حسين يكون كلم عمتك في موضوعكم
-يا رب!.
قالتها ورد في مناشدة كبيرة للرب، وهنا أدركت غرام أختها به فقالت:
-قد كده بتحبيه!
ردت في عشقٍ معلن:
-إنتِ شايفة أيه يعني، فيه حد يشوف حسين وميحبوش.
في تلك النقطة وافقتها شهد القول وقالت على أمل:
-يا رب يكون بيحبك زي ما بتحبيه كده!
شخصت أبصار ورد من حديثها، متذكرة محبته لزوجته السابقة، فمنذ متى وهو يميل لها، أحست بضيق داخلي وتخوفت من فكرة تركه لها، وذاك الفعل المستقبح ربما يأتي من عمتها، التي ذهب إليها لتمهيد معرفتها بإتمام زواجهما…………..!!
******
تبرم من إصرارها على موقفها ومن استمرارها رفض زواجه من ابنة خاله، ثم جلس على المقعد في يأسٍ من أمره. وقفت السيدة زبيدة أمامه لتخرج ما في جعبتها من نزق تجاه الأمر:
-مش هسمح تكون زي خالك، ورد أبعد عنها حتى لو سابت كل حاجة علشانك، معروف مين أمها.
أخفض حسين رأسه لا يريد سماع المزيد فقد جاء إليها في طلبٍ ورفضته، بينما لم يهتز قلب السيدة زبيدة ألمًا عليه فما تفعله الصواب، لتكمل في شدة:
-اللي لازم تعرفه إن لميس دي واحدة عايشة على هواها، عجبها خالك فاتجوزته، دا مكنش حب، كانت وخداها لعبة لحد ما سابته مجروح.
ثم جلست بجانبه تحثه على الصواب حين تابعت في توغر صدر:
-مفكر أهلها هما اللي أجبروها تسيب خالك، هي اللي لما زهقت من عيشته سبته، أومال بتخلي بنتها تسيبك ليه، علشان هي نفسها مستحملتش.
لطالما بحث حسين عن سبب ارتباط خاله بتلك السيدة وما الرابط القوي لتلك العلاقة المتناقضة، ويبدو حديث والدته أوضح الأمر، وحين نظر لوالدته في حيرة بث بداخلها الأمل في الموافقة على رأيها، لكنه خاطبها مترددًا:
-ورد بتحبني، ومش زيها ولا هي اللي مربياها!
لعنت السيدة تلك المرأة في نفسها، وظهر غضبها حين هتفت معترضة:
-خالك السبب في إنك ترتبط بيها، كل ده علشان يبعد بنته عن أمها، ودخلك في المصيبة دي.
حاوطت وجهه بكفيها وأردفت في حنوٍ:
-مش عاوزاك كل شوية تنجرح من واحدة، مُنى ندمت ورجعتلك وإنت بتحبها، من إمتى ورد بتفكر فيها
أظهرت تعابير حسين غصّة مريعة وتخوف مما تسرده والدته، ورغم ذلك لم يتناسى وقاحة طليقته وغدرها، كذلك تضحية ورد باستغنائها، ووجدها الأفضل في الاختيار، فهو لم يعد طفلًا ليخدعه أحد، ولذلك ودون الاستجابة لرأي والدته قال:
-أنا اختارت ورد يا أمي.
انتفضت السيدة ثائرة من حماقته ثم نهضت وهي تهتف في تنبيه:
-لازم تسمع كلام أهلك قبل الارتباط بحد وأنا رافضة، وورد لو اتجوزتها مش عاوزة أشوفك لا إنت ولا هي!
نهض حسين مستنكرًا تصميمها القاسي له قائلًا:
-حضرتك بتقفي قدام سعادتي، اللي شيفاها مع اللي سابتني وبهدلتني، دلوقتي بتحبيها يا أمي.
-هي رجعتلك وندمانه!
ردت عليه موضحة في ضيق، ثم أكدت وجهة نظرها:
-إنت ابني وعارفاك كويس، بكرة تسيبها مع أول مشكلة، علشان مبتحبهاش، إنت اللي حبتها واحدة بس وهي منى وبلاش تقنع نفسك بحاجة تانية.
-دا آخر كلام يا ماما؟!
سألها حسين وقد ضجر من المناقشة غير المجدية بينهما، فأومأت السيدة تأكيدًا على موقفها، فقال لينهي الجدال:
-اللي تشوفيه يا ماما، عن إذنك
ثم تركها واقفة والحزن بدأ يظهر عليها، فما تسعى له في حياتها هو إسعاد أولادها، فقد تركها زوجها مبكرًا لتتولى أمورهما، وخشيت أن تجني من عدم خبرتهما ثمار وجعهمــا……….!!
…………………………………………………..
بالصالون، حدقت ناحية المطبخ لتستمع إليه وهو يطهي الطعام ويدندن ببعض الأغاني الأجنبيه الشهيرة، ثم مالت على أختها تخبرها عن حيرتها نحوه:
-زي ما إنتِ شايفة كده، كل يوم لحمة، مبيكولش غيرها تقريبًا.
دُهشت ورد أيضًا وهتفت:
-حاجة غريبة فعلًا.
ثم أكملت لتخمن السبب:
-يمكن دا بيديه باور، مش شايفة صحته عاملة إزاي.
ذلك ما فكرت به شهد أيضًا، ثم طلبت منها مترددة:
-عاوزاكِ تبقي معايا لما أروح عند بابا، فيه شوية حاجات كده عاوزة أجبهم.
جاءت ورد لتستفهم لكن دقات الباب استوقفتها، فنهضت وهي تقول:
-هفتح أشوف مين!
ثم سارت لتفتح فوجدته حسين قد عاد، ابتسمت له وحين لاحظت ملامحه المكفهرة أدركت رفض عمتها المطلق، واتضح ذلك من حديثه لها:
-تعالي علشان هنروح عند خالي تقعدي هناك.
غزا الألم قلبها ودون إرادة ارتضت بما حدث، ثم دخلت لتودع أختها، بينما تحرك حسين للداخل قليلًا حتى يأتي بحقيبة ملابسها. عندما تقدمت منه أخذها في هدوءٍ مستطير ثم هبطا الدرج في صمت، كسره ذهولهما من حضور والدتها التي تصعد الدرج، ليس بمفردها فالأفظع هو مجيء سيف برفقتها. ثبت حسين موضعه ممتعضًا من حضور ذاك الشاب الوقح وتبادلا نظرات الكُره بينهما، وكذلك ورد التي حدقت بوالدتها في جمود، فتلك الليلة الشنيعة كانت تحتاج رفقتها بدلًا من التجاهل، فتجبر قلبها تجاهها ولم تحادثها مطلقًا حتى دفعتها لميس للكلام معها وهي تزجرها على فعلتها:
-إزاي تعملي كده يا ورد، عارفة دا معناه أيه، خسرتِ كل حاجة وضيعتي نفسك.
استقبحت فكرها وأوضحت لها:
-أنا مع حسين، يعني مخسرتش حاجة.
أحب حسين ردها بعكس سيف الذي يغلي جانبًا من تفضيل ذلك الأحمق عليه هو. فرمقت لميس حسين بنظرة استهجان لم تعجبه وهي تعود لتوبيخها:
-وهو دا اللي هيعملك اللي تتمنيه، بكرة تندمي على الجنان اللي عملتيه ده.
لم يتحمل حسين إهانتها له فخاطبها مزعوجًا:
-من فضلك إلزمي حدودك، ولازم تعرفي إن دي مراتي وأنا اللي ليا الكلمة عليها مش أي حد.
تملكت الصدمة من سيف وهو يطالعهما بنظرات أظهرت مدى سأمه وبُغضه من أمر زواجهما ثم وجه بصره نحو لميس فقد خدعته بتخبئة الأمر، فارتبكت لميس حين أعلن حسين ذلك وتيقنت غضب سيف، ومن وهج استنكارها لتلك العلاقة الفاشلة هتفت:
-هطلقك منها إنت مش قدي، وقريب مش بعيد تلاقيها سابتك.
تهديدها لم يضايقه بقدر نظرات ذاك الوقح لزوجته، فعنفه نافرًا:
-احترم نفسك وتشيل عينك من على مراتي.
انتبه له سيف وفي غيظ منه تقدم ليضربه على تطاوله عليه، لكن لميس وقفت أمامه وهي تأمره:
-سيف خليك بعيد مش عاوزة فضايح هنا
أبصرت ورد احتدام المناقشة بينهم ووصلت لطريق مسدود فما فعلته جُبرت عليه، فتدخلت ضجرة:
-لو سمحتِ إمشي من هنا، خلاص أنا اختارت حسين وهكمل معاه حياتي.
تلك الجملة رفضت لميس استيعابها فخاطبتها حزينة:
-واتخليتِ عني أنا كمان، عاوزة تبعدي عني يا ورد.
لطف ورد ورقة قلبها محا القساوة داخلها، فأسرعت تقول:
-إنتِ ماما وواجبي اسأل عليكِ وحتى تشوفيني.
طالعتها لميس لبعض الوقت بنظرات تائهة من ابتعادها هكذا، وقابلت ردها بالسخرية:
-لا فيكِ الخير!
تأفف حسين من وجودهما ومن حديثٍ لا ينفع، هتف:
-افتكر كده مافيش حاجة نتكلم فيها، مع السلامة
حِقد سيف لما يراه جعله لن يُخفِ كيْده مطلقًا حتى يشاهدوا رد فعله قريبًا، ولذلك احتفظ بانفعاله داخله وهبط الدرج مغادرًا، حين انتبهت له لميس وقبل أن تخلّفه ألقت جملة أخيرة لابنتها:
-يا رب ما تندميش يا ورد، أنا برضه عاوزاكِ سعيدة
ثم نزلت هي الأخرى مجبرة وبداخلها ترفض تركها هكذا، وهي كأمها اعتزمت عدم الاستغناء عنها ورؤيتها متى تشاء.
ضمها حسين حين لمح حزنها فسألته ضالة للقادم:
-حسين هنقعد فين مع بعض، مش عاوزة نكون بعيد………!!
******
صفوا السيارات على كوبري مرتفع إلى حدٍ ما، وتجمع من بها يناظرون المكان أمامهم في إعجاب، فتبسم وجه السيد سليمان وهو يتأمل ما حوله مبهورًا، قال:
-شايف يا فوّاز جمال المكان، هنا بس تعيش في هدوء وأمان ولا حتى وجع دماغ
طالع فوّاز المكان بنظرات ثاقبة من هنا لهناك، هتف مؤكدًا:
-صحيح، والمكان ده مينفعش يتساب كده، سمعت فيه هرج ومرج بيحصل بسبب الفوضى.
وافقه السيد سليمان الرأي وقال:
-قريب كل حاجة هتكون تمام وكل واحد هيلزم حدوده
وقف غوست بجانب السيد سليمان يتابع حديثهما من الواضح عن المكان، ولم يفهم كلمة واحدة فهو لم يجيد اللغة العربية غير بضع كلمات بسيطة ينطقها بصعوبة، ولذلك كان وقوفه غير مُجدٍ وعجز عن معرفة نواياهم.
انتبه للسيد سليمان يخاطبه في حزم:
-Sandra arrived at the villa?!
-ساندرا وصلت للفيلا؟!
رد غوست سريعًا:
-Yes sir, I arrived and did what you told me to do.
-أجل سيدي وصلت، وفعلتُ ما أمرتني به
نطق السيد في نزق:
-The most important thing is that you do it, or I will never forgive her.
-الأهم أن تنفذ هي ذلك، وإلا لن أسامحها أبدًا
اقتضب غوست في ردوده فليكفي الآن استرجاع ثقته كالسابق، وأعجب السيد بما فعله وكافأه على ذلك، لكن أزعجه السيد حين قال:
-I still haven’t reached out to the person who told me you cheated on me.
-حتى الآن لم أوصل إلى من أخبرني بخيانتك لي………!!
******
تفاجات بما قالته أمها وكذلك موافقة والدها على بقائهما معهم في ذاتِ الشقة، استنكرت شهد ذلك لوجود أختها الصغيرة معهم، فصححت لها والدتها فهمها حين قالت:
-فهمتِ غلط هو حسين مش هيعيش معانا بس كل فتره هيجي يشوفها في البيت
هتفت شهد غير مستوعبة ذلك الهراء:
-وبابا وافق على الكلام ده؟!
زفرت السيدة بقوة لتظهر مدى سأمها حين قالت:
-المصيبة إن أبوكِ اللي أصر على الكلام ده، ومش عاوز يتقّل عليه ما هو ابن أخته وحسين رافض علشان الموضوع مُحرج ليه من كل ناحية.
خمّنت أن يكون حسين كذلك، فهو لن يقبل بهذا، ثم سألتها في ترقب:
-وورد رأيها أيه؟!
-معندهاش مانع، واللي فهمته عاوزة تاخد راحتها في بيت خاص بيها.
صمتت قليلًا ثم استأنفت متفهمة:
-بس اللي لاحظته حسين معترض لسه، وبيدور على شقة إيجار هنا قريب.
نظرت شهد أمامها متمنية الخير لأختها حين رددت:
-ربنا يسعدك يا ورد، حد كان يصدق تسيبي كل حاجة بسهولة كده.
ثم تذكرت عشق الأخيرة لـ حسين، تنهدت بقوة في هيامٍ وهي تغمغم:
-ما هو الحب يعمل أكتر من كده!
حنّت شهد لخوض تلك التجربة مع شخصٍ تبادله المشاعر الرائعة تلك، وجاء زوجها على بالها، ولم تجحف إعجابها بشخصه، وما يقدمه لها غطى على طلعته التي كانت تبغضها، وحكمت بالبقاء معه ولن تغير رأيها.
خرجت من شرودها على خبط الباب في استفزازٍ أثار حنقهما، فتوجهت السيدة هنية لتفتح مزعوجة للغاية، وحين جاءت لتوبخ الفاعل صُدمت من أفراد الشرطة أمامها، والضابط في المقدمة يسألها في حزم:
-شهـد منصـور هنا………………………………………..؟!

 

يُتبع

 

____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)