روايات
رواية أوجاع الماضي الفصل العشرون 20 بقلم سلوى عوض
رواية أوجاع الماضي الفصل العشرون 20 بقلم سلوى عوض
البارت العشرون
#سلوي_عوض
#اوجاع_الماضي
بارت 20
نزار: ليه بس سيبتيه يا عَشج؟
عشق: والله هو اللي أول ما شاف باب الجناح مفتوح، هملني وجري على جوه…
نزار: هحاول آخده أنا…
ليصعد نزار إلى جناح أخيه، ليجد شمس محتضن زوجته وابنه، وبيبكي والدموع مغرقه وشه ووشها…
نزار: شمش، أخويا… حرام عليك اللي بتعمله ده… ديتي ممنوش عازه… روضه خلاص راحت لربنا… وكلّنا مصيرنا الموت…
شمس (بحزن شديد): عارف يا أخويا… بس جلبي واجعني جوي…
نزار: سلامة جلبك يا أخويا… ادعيلها بالرحمة… الدموع بتعذّب الميت… وكمان علشان وِلدك، حرام عليك… الواد مخضوض… شد حيلك يا أخويا…
شمس: والله ماعاد فيّ حيل ولا روح… العافيه راحت مع روضه…
نزار: الله يكون في عونك… أمر الله، مالناش فيه أي حيلة… تعالَ يا أخويا، علشان هيجوا دلوقتي يغسلوها…
شمس: يعني خلاص؟ روضه خلاص؟ طيب أقولك… أنا هحاول أصحيها… يمكن نايمة ولا غمي عليها…
نزار: متوجعش جلبي عليك يا أخويا… أمر الله نُفِذ…
شمس: طيب… هملّوني معاها…
نزار: ماينفعش يا أخويا… أقولك تعالَ نصلي وندعيلها… إن ربنا يرحمها… روضه طول عمرها طيّبة وغلبانة، ما أذتش حد… ليه يئذوني فيكي يا جلبي؟
شمس: هما مين؟
نزار: خد حامد وانزل… وأنا نازل وراك…
شمس (بقله حيله): حاضر…
الطفل: لا، أنا هقعد مع أمي وأبوي…
ليمسح شمس دموعه:
شمس: انزل مع عمّك يا حامد، وأنا جاي وراك…
حامد (بأدب): حاضر يا أبا…
لينزل نزار ومعاه الطفل حامد، ويتركوا شمس بجانب زوجته، ليحدثها:
شمس: روضه، بصي يا جلبي… أنا هنزل تحت علشان جايين يغسلوكي… علشان تلبسي توبك الأبيض وتتزفي للجنة… تعرفي يا روضه، طول عمري كنت بجول: “يا رب، اجعل يومي قبل يومها”… بس إنتي ضحكتي عليّا ومشيتي…
(ويزداد في بكاءه)
شمس: طيب، أنا عاوز أعرف… لما الدنيا تجسى عليّا، أترمي في حضن مين؟! ولو حاجة وجعتني، مين اللي يداوي وجعي؟! طيب، وأنا نايم وبحدّف الغطا، مين يغطيني؟! جوليلي، ليه توجعي جلب شمش عليكي؟!
عارفة؟ لما كنت أجي ألاجيكي نايمة، كنت آخدك في حضني وأطبطب عليكي… وعارفة كمان؟ كنت بتلكّك علشان أقعد جارِك… حتى لما جدي كان يقوللي “روح شوف الأرض”، كنت أقولّه “حاضر”، وأجي أرقد جارِك…
بس أقولك… سامحيني… لو كنت في يوم زعلتك… سامحيني…
شمس (يبكي): سامحيني علشان كنت أناني… ودائمًا عاوزك جارِي… بس أنا زعلان منِكِ… واخد على خاطري… ليه ما قلتليش لما عرفتي إنك عيانه؟ وروحتي قولتي للملعونة الهام؟ ليه خبيتي على حبيبك؟ وبعدها قولتي للبِت اللي لسه جاية له؟!
بس… أنا مسامحك… ومش زعلان منك… أنا عارف إنك كنتي خايفة عليّا من الزعل…
بس إنتي ما كنتيش عيانة… الملعونة ضحكت عليكي… واستغلت طيبة جلبك…
مع إنك متعلّمة… إيه اللي خلاكي صدّقتيها؟
بس تعرفي يا روضه؟ إنتي مكانك مش هنا… مش في الدنيا ديه… إنتي مكانك في الجنة… مع الملائكة اللي زيّك…
ليمسح دموعه مره أخرى:
شمس: أنا هنزل علشان يطلعوا يجهزوكي… بس كل يوم، هتلاقيني قاعد على جبرك…
آه يا جلبي…
ليتركها شمس، وينزل إلى الدور الأول…
صافيه: اجمد يا ولدي… عمرها وأجلها…
شمس: الحمد لله على كل حال، يا أما…
صافيه: حاجه غريبة… الهام وعيالها وجوزها مش في البيت… والجناح بتاعهم مقلوب على بعضه…
الجدّة جميله (بطيبة): تلاقيها يا عيني متحمّلتش فُراق روضه… ما أنتو عارفين إنهم كانوا أصحاب الروح بالروح…
شمس: آه، فعلاً…
نزار: خد… تعالَ، عاوزك…
نزار: خير يا أخويا؟
شمس (هامسًا في أذنه): عاوزك تجيبلي البلد على الملعونة الهام…
نزار: حاضر…
شمس (بعجلة): ياله…
صافيه: في حاجه يا شمش؟
شمس: لا يا أما… إكرام، المغسلين جم…
صافيه: اطلعي معاهم… حنّ عليكي، مجدرتش أشوف المرحومة وهي كده…
شمس (بحزن): خليهم يغسلوها براحة يا عمه…
إكرام (بحزن): حاضر يا ولدي…
ليدخل حامد ومعاه تصريح الدفن…
وتنزل عشق وهي تبكي:
عشق: هي خلاص؟ روضه، خيتي، ماشيه؟!
الجدّة جميله: أمر الله يا بتي…
لينزل أدهم ومعاه أكمل، خطيب جميلة.
أكمل: أنا آسف يا جماعة إني جيت في الظرف ده…
أدهم: ربنا يرحمها… تعالَ ندخل نقعد مع جدي لحد ما نروح ندفن…
أكمل: حاضر…
أما جميلة، فكانت جالسة في الجناح الخاص بيهم، تؤنب نفسها:
جميلة: ياريتني كنت قلت لـ شمس من وقت ما عرفت… كان ممكن يلحقها… استغفر الله العظيم…
—
أما عبدالرحيم، فكان بيتكلم مع شخص ما في التليفون:
عبدالرحيم: عال عال… وشرب المجلب حلو جوي… خلينا ننتجم من عيال جميلة…
ليقفل عبدالرحيم التليفون، لكنه فجأة يلاقي إلهام بنته بتتصل عليه…
إلهام (باكية): أبا… روضه ماتت… وأنا مشيت… والكلب عابد طلع متجوز عليّا…
ويسمع عابد كلام إلهام مع أبوها، فييجي ياخد منها التليفون ويقفله، ويكسره وهو غاضب:
عابد: أنا كلب يا بت الكلاب؟ يا خاينة ناسك؟! اديني كسرت التليفون… وريني بقى هتكلمي أبوكي إزاي؟!
وبعدين بتشكيله ليه؟! طيب ما هو كل شوية يتجوز ويطلّق!!
إلهام: بيتجوز من ماله مش من مال مراته وناسها… أنا أي جنيه كان بييجي تحت إيدي، كنت بديهولك!
سناء (بسخرية): يا أختي… احمدي ربنا وانتي مجشفة كده…
ده لولا المال اللي حداكم، ما كانش عبودي حبيبي عبرك، وكان زمانك قاعدة زي البيت الواقف!
إلهام (بانفعال): اخرسي… وجصري لسانك!
عابد: همّليها تهاتي… وروحي انتي شوفي فيه إيه…
عاوزك تجيبي الأخبار كلها…
—
أما عبدالرحيم، فكان بيتصل بـ عجور:
عبدالرحيم: بقولك إيه… البت مرت شمش ولدي ماتت… وهيعملوا العزا النهارده…
وأكيد عز وعياله هيبجوا في الواجب… عاوزك تشد حيلك… أهي جاتلك طايبة أهي!
عجور: وانت هتكون فين؟
عبدالرحيم: أنا لازم أروح أوجف مع شمش، وأعمل حالي زعلان على مراته…
عجور (بخبث): طول عمرك صاحب واجب…
عبدالرحيم: أمال إيه؟! اقفل بقى… خليني أروح…
عجور: طبعًا… الواجب هيبقى بعد صلاة المغرب؟
عبدالرحيم: آه… وأكيد أبوي هيعمل صوان كبير جوي…
عجور: خلي بالك بقى…
عبدالرحيم: طيب… إنت حداك تصويره لعيال عز؟
عجور: هاصورهملك… وأبعتلك الصور… خَلّي الجنازة تبقى جتازتين!
عبدالرحيم (ضاحكًا): البقية في حياتك مقدمًا…
ليضحك الإثنين بخبث…
أما في المنزل…
الجد: تعالَ يا شمش، نجعد في المكتب…
شمس (بحزن): حاضر يا جدي…
ليدخل شمس مع جده المكتب…
الجد: أنا عارف إني مهما جولت، مافيش لا جول ولا فعل يقدر ينسيك همّك وحزنك على فُراق الغالية…
شمس: الضربة صعبه جوي… وخصوصًا لما تيجي من أقرب الناس…
الجد: ضربة إيه يا ولدي؟ الموت أمر ربنا…
شمس: ونعم بالله… بس الهام… هي اللي كتلت روضه…
الجد (بدهشة): الهام؟! وكتلت؟! كيف يعني؟!
ليقص شمس كل اللي قالته له جميلة…
الجد: انت متأكد؟
شمس: آه يا جدي… متأكد…
الجد: طيب، متتكلمش خالص… إلا بعد ما نخلص الواجب…
شمس: ما هي فاتت البيت وهربت…
الجد: الهام هربت؟!
شمس: آه يا جدي… وأكيد إن أبوها ليه في اللي حصل ديه…
الجد: حسبي الله ونعم الوكيل فيهم…
شمس: أنا شيّعت نزار يدور عليها هي وجوزها…
الجد: اعمل معروف يا ولدي… احنا عندنا ضيف، وضيف مش قليل… ده ظابط وواد وزير الداخلية… يعني لو حسّ بأي حاجه، الدنيا هتتقلب علينا…
شمس: نلجاها بس، وربنا يحلها يا جدي…
الجد: والله يا جلبي، حاسس إن كل اللي حصل، واللي هيحصل، من تدبير الملعون عبدالرحيم…
شمس (بذهول): معقول يا جدي؟ يبقى أبوي بالشر ده كله؟!
الجد: وأكتر كمان، يا ولدي… إنت لو تعرف عمل إيه زمان، كنت صدّقت فيه أي حاجة…
تعالَ نطلع برا، عشان نروح ندفن روضه ونحتسبها عند الله…
ومتخافش، ربك عليه خلاص الحجوج…
ربك يمهل ولا يهمل…
شمس (بحرقة قلب): يا رب… أنا عمري ما آذيت حد… ولا ظلمت حد…
لكن أكيد يا رب، ليك حكمة في اللي حصل ديه…
الجد: أيوه كده، يا ولدي… جول: “يا رب”… إنت المنتقم الجبار…
—
أما عبدالرحيم، فبيقول في نفسه:
“أنا أضرب كام عصفور بحجر واحد؟ هبعت لـ عجور صورة حامد وواد عز الملعون…
وكمان صورة واد وزير الداخلية، خطيب الغندورة جميلة…
وبعدين أبلغ عنيهم… وأكيد الدنيا هتتقلب، عشان واد الوزير…
وكده أبقى كسّرت ضهر عز، وخلصت من عجور…
والله أنا، الشيطان يقولي: يا عمي!”
ويحط إيده على جنب راسه، ويقول:
“فكرة زينة!
أروح أمتع نفسي وأتجوز البت الصغيرة،
وبكده مش هيبقى عليّ أي شبهة…
والله، عقلي يتوزن بالألماظ يا عبدالرحيم!
ويا سلام كمان، لما إكرام تعرف إن عبدالكريم متجوز عليها،
ومراته حبلى؟
مسكين عبدالكريم… مايعرفش إنها حبلى مني أنا!
آه يا كلاب… أرواحكم كلكم بقيت في إيدي!”
عبدالرحيم (بخبث):
.وبعد ما حامد واد عز يموت… وخطيب الغندورة جميلة يموت معاه…
عز هيموت بحسرته… وأبوه هيحصله…
وأنا آخد كل حاجه… وأتجوز البت ملك…
وأطرد صافيه وجميله الكبيرة… وف وجهم شمش ونزار ولاد الحرام اللي ماشيين ورا جدهم…
خليه ينفعهم بجا!
وأخلّف عيال… وأربيهم على مزاجي…
أنا كده بجا أشتري خط تليفون جديد…
وأبعت منه رسالة لـ إكرام… وأعرفها إن جوزها متجوز عليها…
وأبعتلها كمان الصور اللي عواطف بعتتهالي وهي قاعدة مع عبدالكريم وهمّا منسجمين…
ياله… خليها تغفلج على الكل…
وأنا أبقى سيد الكل… وسيد البلد.
بس لأ… أنا أحسن أطرد جميله وصافيه…
وأشغلهم خدامين عندي وعند العروسة!
والله وهتبيضلك في الجفص يا عبد الورد!
ونترك عبدالرحيم مع شرّه… ونرجع لبيت العائلة…
بعد ما انتهت المغسّلة من تغسيل جسد روضه، تنزل صافيه وهي بتبكي:
صافيه: خلاص… المغسّلة خلصت… والعروسة جهزت للجنة…
الجد: ياله يا نزار مع خيك… عشان تشيلوا النعش…
شمس (ببكاء): يعني خلاص؟ خلاص يا جد؟
الجد (بحزن): ربنا يربط على جلبك يا ولدي…
ويحمل الرجال النعش، وقبل ما يخرجوا للمقابر يتكلم الجد بصوت عالي:
الجد: مافيش حرمه منكم تصرخ… ولا هتطلعوا معانا الجبّانه…
ويخرجوا الرجال حاملين النعش… واقتربوا من المقابر… ليتم دفن روضه وسط بكاء شمس الشديد…
الجد: ياله بينا يا ولدي…
شمس: معلش يا جد… هملوني إنتو وروحوا… وأنا هجعد شويه واجي وراكم…
الجد: من غير بكا يا شمش… هي دلوقتي محتاجه دعاء…
ولو إنها طول عمرها طيبه… وما أذتش حد…
ويتركوه… ويجلس شمس على قبر زوجته، يناجي القبر بصوت مخنوق:
شمس:
أمانة عليك يا جبر… تكون حنين عليها…
أمانة عليك يا جبر… دي الروح، والروح فيها…
خليك حنين على روحي اللي جواها…
متخافيش يا روضه من ظلمة الجبر ولا ضمته…
عملك الزين هينوّره…
متخافيش يا جلب شمش وروحه..
أنا جايلك جريب… عجل بموتي يا رب…
هو أنا هعيش لمين بعديها؟!
بيقولوا: عيب الراجل يبكي…
طيب لو مبكيتش عليكي… هبكي على مين؟!
بصي… أنا هسيبك دلوقتي… بس هجيلك كل يوم…
استنيني يا شمش… يا جلب شمش…
بس هقولك حاجه قبل ما أمشي…
أمانة عليكي… تاجيني في المنام…
تعرفي؟ أنا نفسي أنام على طول… عشان تاجيني…
مش إنتي هتاجيني؟!
أنا عارف إنك حنينه…
ومش هيهون عليكي شمشك…
مش إنتي كنتي دايمًا تجوليلي: “يا شمشي”…؟
و”شمش الدنيا”…؟
شمس (بدموع بتنزل ع التراب)
مع السلامه يا جلبـي.
مع السلامه يا روضتي…
ويترك شمس المقابر وهو بيبكي على حبيبته وشريكة روحه، ومتجه للمنزل وهو شايل فوق جلبه حزن الدنيا…
يوصل شمس للبيت، يفتح الباب، يلاقي النسوان كلهم متشحات بالسواد…
شمس: ولدي فين يا أما؟
صافيه (بحزن): ولدك مع جمعية، بت عمك، في الجناح بتاعهم…
شمس (بعصبية): البت ديه ملهاش دعوه بولدي واصل… سامعه يا أما؟!
ويطلع شمس على فوق بخطوات تقيلة، ويقرب من جناح عمه… يسمع صوت جميلة وهي بتكلم الطفل حامد بصوت حنين:
جميلة:
عارف يا حامد؟ أنا كمان مامتي اتوفت وسابتني وأنا صغيرة…
بس أنا صمّمت أذاكر وأنجح، عشان ماما تبص عليا من الجنة وتفرح بيا…
تعرف؟ لما كنت بعيط عليها، كانت تجيلي ف المنام وتقولّي:
“متبكيش عليا، الدموع بتأذيني… وأنا عاوزه أفرح بيك… ذاكِر، وصلّي، وادعيلي”…
حامد (بدموع): يعني… أنا لو بكيت على أمي… تتأذّى؟!
جميلة: آه طبعًا يا حبيبي… وكمان حرام…
يمسح حامد الطفل دموعه بإيده الصغيرة، ويقول:
حامد: اشمعنّه أنا؟ أمي تتوفّى وأنا صغير… وأبجى يتيم؟!
جميلة (بحنان): طيب أقولك حاجه؟
سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، اتربّى يتيم…
والده اتوفّى، ولما تم ست سنين، والدته اتوفت…
واتربّى مع جده، وبعدها مع عمه…
حامد: ما أنا عارف… وبصلّي كمان مع أبوي وجدّي حامد الكبير…
جميلة: يبقى متقولش “اشمعنّه” يا حبيبي…
ربنا سبحانه وتعالى ليه حكمه في كل حاجه…
يبقى احنا نقول:
“اللهم أجرنا في مصيبتنا، واخلفنا خيرًا منها”…
فيردد الطفل وراها الدعاء بصوت صغير حزين…
فجأة، يدخل شمس عليهم، ووجهه كله غضب وحزن…
شمس: وانتي بقى… عارفه ربنا كويس كده…
ليه خبيتي عليا إنك كنتي عارفه؟!
جميلة (بحزن): أنا عرفت قبلها بيوم…
وحتي لو كنت قلتلك وقتها… كنت هتقدر تمنع قدر ربنا؟
شمس (يحاول يتمالك نفسه): حاشا لله…
جميلة: يبقى متعاقبنيش… لأن أمر الله نافذ لا محالة…
شمس (بصوت حاسم): تعالَ يا ولدي… ومتقعدش مع البت ديه تاني…
الطفل حامد (ببراءة): ليه بس يا أبا؟ ديه طيّبه جوي…
شمس: اسمع اللي بجولك عليه…
انته ماعدتش صغير…
خلّي عمتك إكرام تسبّحك وتغيّرك…
عشان توجف معايا… تاخد عزا أمّك…
#اوجاع_الماضي
بارت 20
نزار: ليه بس سيبتيه يا عَشج؟
عشق: والله هو اللي أول ما شاف باب الجناح مفتوح، هملني وجري على جوه…
نزار: هحاول آخده أنا…
ليصعد نزار إلى جناح أخيه، ليجد شمس محتضن زوجته وابنه، وبيبكي والدموع مغرقه وشه ووشها…
نزار: شمش، أخويا… حرام عليك اللي بتعمله ده… ديتي ممنوش عازه… روضه خلاص راحت لربنا… وكلّنا مصيرنا الموت…
شمس (بحزن شديد): عارف يا أخويا… بس جلبي واجعني جوي…
نزار: سلامة جلبك يا أخويا… ادعيلها بالرحمة… الدموع بتعذّب الميت… وكمان علشان وِلدك، حرام عليك… الواد مخضوض… شد حيلك يا أخويا…
شمس: والله ماعاد فيّ حيل ولا روح… العافيه راحت مع روضه…
نزار: الله يكون في عونك… أمر الله، مالناش فيه أي حيلة… تعالَ يا أخويا، علشان هيجوا دلوقتي يغسلوها…
شمس: يعني خلاص؟ روضه خلاص؟ طيب أقولك… أنا هحاول أصحيها… يمكن نايمة ولا غمي عليها…
نزار: متوجعش جلبي عليك يا أخويا… أمر الله نُفِذ…
شمس: طيب… هملّوني معاها…
نزار: ماينفعش يا أخويا… أقولك تعالَ نصلي وندعيلها… إن ربنا يرحمها… روضه طول عمرها طيّبة وغلبانة، ما أذتش حد… ليه يئذوني فيكي يا جلبي؟
شمس: هما مين؟
نزار: خد حامد وانزل… وأنا نازل وراك…
شمس (بقله حيله): حاضر…
الطفل: لا، أنا هقعد مع أمي وأبوي…
ليمسح شمس دموعه:
شمس: انزل مع عمّك يا حامد، وأنا جاي وراك…
حامد (بأدب): حاضر يا أبا…
لينزل نزار ومعاه الطفل حامد، ويتركوا شمس بجانب زوجته، ليحدثها:
شمس: روضه، بصي يا جلبي… أنا هنزل تحت علشان جايين يغسلوكي… علشان تلبسي توبك الأبيض وتتزفي للجنة… تعرفي يا روضه، طول عمري كنت بجول: “يا رب، اجعل يومي قبل يومها”… بس إنتي ضحكتي عليّا ومشيتي…
(ويزداد في بكاءه)
شمس: طيب، أنا عاوز أعرف… لما الدنيا تجسى عليّا، أترمي في حضن مين؟! ولو حاجة وجعتني، مين اللي يداوي وجعي؟! طيب، وأنا نايم وبحدّف الغطا، مين يغطيني؟! جوليلي، ليه توجعي جلب شمش عليكي؟!
عارفة؟ لما كنت أجي ألاجيكي نايمة، كنت آخدك في حضني وأطبطب عليكي… وعارفة كمان؟ كنت بتلكّك علشان أقعد جارِك… حتى لما جدي كان يقوللي “روح شوف الأرض”، كنت أقولّه “حاضر”، وأجي أرقد جارِك…
بس أقولك… سامحيني… لو كنت في يوم زعلتك… سامحيني…
شمس (يبكي): سامحيني علشان كنت أناني… ودائمًا عاوزك جارِي… بس أنا زعلان منِكِ… واخد على خاطري… ليه ما قلتليش لما عرفتي إنك عيانه؟ وروحتي قولتي للملعونة الهام؟ ليه خبيتي على حبيبك؟ وبعدها قولتي للبِت اللي لسه جاية له؟!
بس… أنا مسامحك… ومش زعلان منك… أنا عارف إنك كنتي خايفة عليّا من الزعل…
بس إنتي ما كنتيش عيانة… الملعونة ضحكت عليكي… واستغلت طيبة جلبك…
مع إنك متعلّمة… إيه اللي خلاكي صدّقتيها؟
بس تعرفي يا روضه؟ إنتي مكانك مش هنا… مش في الدنيا ديه… إنتي مكانك في الجنة… مع الملائكة اللي زيّك…
ليمسح دموعه مره أخرى:
شمس: أنا هنزل علشان يطلعوا يجهزوكي… بس كل يوم، هتلاقيني قاعد على جبرك…
آه يا جلبي…
ليتركها شمس، وينزل إلى الدور الأول…
صافيه: اجمد يا ولدي… عمرها وأجلها…
شمس: الحمد لله على كل حال، يا أما…
صافيه: حاجه غريبة… الهام وعيالها وجوزها مش في البيت… والجناح بتاعهم مقلوب على بعضه…
الجدّة جميله (بطيبة): تلاقيها يا عيني متحمّلتش فُراق روضه… ما أنتو عارفين إنهم كانوا أصحاب الروح بالروح…
شمس: آه، فعلاً…
نزار: خد… تعالَ، عاوزك…
نزار: خير يا أخويا؟
شمس (هامسًا في أذنه): عاوزك تجيبلي البلد على الملعونة الهام…
نزار: حاضر…
شمس (بعجلة): ياله…
صافيه: في حاجه يا شمش؟
شمس: لا يا أما… إكرام، المغسلين جم…
صافيه: اطلعي معاهم… حنّ عليكي، مجدرتش أشوف المرحومة وهي كده…
شمس (بحزن): خليهم يغسلوها براحة يا عمه…
إكرام (بحزن): حاضر يا ولدي…
ليدخل حامد ومعاه تصريح الدفن…
وتنزل عشق وهي تبكي:
عشق: هي خلاص؟ روضه، خيتي، ماشيه؟!
الجدّة جميله: أمر الله يا بتي…
لينزل أدهم ومعاه أكمل، خطيب جميلة.
أكمل: أنا آسف يا جماعة إني جيت في الظرف ده…
أدهم: ربنا يرحمها… تعالَ ندخل نقعد مع جدي لحد ما نروح ندفن…
أكمل: حاضر…
أما جميلة، فكانت جالسة في الجناح الخاص بيهم، تؤنب نفسها:
جميلة: ياريتني كنت قلت لـ شمس من وقت ما عرفت… كان ممكن يلحقها… استغفر الله العظيم…
—
أما عبدالرحيم، فكان بيتكلم مع شخص ما في التليفون:
عبدالرحيم: عال عال… وشرب المجلب حلو جوي… خلينا ننتجم من عيال جميلة…
ليقفل عبدالرحيم التليفون، لكنه فجأة يلاقي إلهام بنته بتتصل عليه…
إلهام (باكية): أبا… روضه ماتت… وأنا مشيت… والكلب عابد طلع متجوز عليّا…
ويسمع عابد كلام إلهام مع أبوها، فييجي ياخد منها التليفون ويقفله، ويكسره وهو غاضب:
عابد: أنا كلب يا بت الكلاب؟ يا خاينة ناسك؟! اديني كسرت التليفون… وريني بقى هتكلمي أبوكي إزاي؟!
وبعدين بتشكيله ليه؟! طيب ما هو كل شوية يتجوز ويطلّق!!
إلهام: بيتجوز من ماله مش من مال مراته وناسها… أنا أي جنيه كان بييجي تحت إيدي، كنت بديهولك!
سناء (بسخرية): يا أختي… احمدي ربنا وانتي مجشفة كده…
ده لولا المال اللي حداكم، ما كانش عبودي حبيبي عبرك، وكان زمانك قاعدة زي البيت الواقف!
إلهام (بانفعال): اخرسي… وجصري لسانك!
عابد: همّليها تهاتي… وروحي انتي شوفي فيه إيه…
عاوزك تجيبي الأخبار كلها…
—
أما عبدالرحيم، فكان بيتصل بـ عجور:
عبدالرحيم: بقولك إيه… البت مرت شمش ولدي ماتت… وهيعملوا العزا النهارده…
وأكيد عز وعياله هيبجوا في الواجب… عاوزك تشد حيلك… أهي جاتلك طايبة أهي!
عجور: وانت هتكون فين؟
عبدالرحيم: أنا لازم أروح أوجف مع شمش، وأعمل حالي زعلان على مراته…
عجور (بخبث): طول عمرك صاحب واجب…
عبدالرحيم: أمال إيه؟! اقفل بقى… خليني أروح…
عجور: طبعًا… الواجب هيبقى بعد صلاة المغرب؟
عبدالرحيم: آه… وأكيد أبوي هيعمل صوان كبير جوي…
عجور: خلي بالك بقى…
عبدالرحيم: طيب… إنت حداك تصويره لعيال عز؟
عجور: هاصورهملك… وأبعتلك الصور… خَلّي الجنازة تبقى جتازتين!
عبدالرحيم (ضاحكًا): البقية في حياتك مقدمًا…
ليضحك الإثنين بخبث…
أما في المنزل…
الجد: تعالَ يا شمش، نجعد في المكتب…
شمس (بحزن): حاضر يا جدي…
ليدخل شمس مع جده المكتب…
الجد: أنا عارف إني مهما جولت، مافيش لا جول ولا فعل يقدر ينسيك همّك وحزنك على فُراق الغالية…
شمس: الضربة صعبه جوي… وخصوصًا لما تيجي من أقرب الناس…
الجد: ضربة إيه يا ولدي؟ الموت أمر ربنا…
شمس: ونعم بالله… بس الهام… هي اللي كتلت روضه…
الجد (بدهشة): الهام؟! وكتلت؟! كيف يعني؟!
ليقص شمس كل اللي قالته له جميلة…
الجد: انت متأكد؟
شمس: آه يا جدي… متأكد…
الجد: طيب، متتكلمش خالص… إلا بعد ما نخلص الواجب…
شمس: ما هي فاتت البيت وهربت…
الجد: الهام هربت؟!
شمس: آه يا جدي… وأكيد إن أبوها ليه في اللي حصل ديه…
الجد: حسبي الله ونعم الوكيل فيهم…
شمس: أنا شيّعت نزار يدور عليها هي وجوزها…
الجد: اعمل معروف يا ولدي… احنا عندنا ضيف، وضيف مش قليل… ده ظابط وواد وزير الداخلية… يعني لو حسّ بأي حاجه، الدنيا هتتقلب علينا…
شمس: نلجاها بس، وربنا يحلها يا جدي…
الجد: والله يا جلبي، حاسس إن كل اللي حصل، واللي هيحصل، من تدبير الملعون عبدالرحيم…
شمس (بذهول): معقول يا جدي؟ يبقى أبوي بالشر ده كله؟!
الجد: وأكتر كمان، يا ولدي… إنت لو تعرف عمل إيه زمان، كنت صدّقت فيه أي حاجة…
تعالَ نطلع برا، عشان نروح ندفن روضه ونحتسبها عند الله…
ومتخافش، ربك عليه خلاص الحجوج…
ربك يمهل ولا يهمل…
شمس (بحرقة قلب): يا رب… أنا عمري ما آذيت حد… ولا ظلمت حد…
لكن أكيد يا رب، ليك حكمة في اللي حصل ديه…
الجد: أيوه كده، يا ولدي… جول: “يا رب”… إنت المنتقم الجبار…
—
أما عبدالرحيم، فبيقول في نفسه:
“أنا أضرب كام عصفور بحجر واحد؟ هبعت لـ عجور صورة حامد وواد عز الملعون…
وكمان صورة واد وزير الداخلية، خطيب الغندورة جميلة…
وبعدين أبلغ عنيهم… وأكيد الدنيا هتتقلب، عشان واد الوزير…
وكده أبقى كسّرت ضهر عز، وخلصت من عجور…
والله أنا، الشيطان يقولي: يا عمي!”
ويحط إيده على جنب راسه، ويقول:
“فكرة زينة!
أروح أمتع نفسي وأتجوز البت الصغيرة،
وبكده مش هيبقى عليّ أي شبهة…
والله، عقلي يتوزن بالألماظ يا عبدالرحيم!
ويا سلام كمان، لما إكرام تعرف إن عبدالكريم متجوز عليها،
ومراته حبلى؟
مسكين عبدالكريم… مايعرفش إنها حبلى مني أنا!
آه يا كلاب… أرواحكم كلكم بقيت في إيدي!”
عبدالرحيم (بخبث):
.وبعد ما حامد واد عز يموت… وخطيب الغندورة جميلة يموت معاه…
عز هيموت بحسرته… وأبوه هيحصله…
وأنا آخد كل حاجه… وأتجوز البت ملك…
وأطرد صافيه وجميله الكبيرة… وف وجهم شمش ونزار ولاد الحرام اللي ماشيين ورا جدهم…
خليه ينفعهم بجا!
وأخلّف عيال… وأربيهم على مزاجي…
أنا كده بجا أشتري خط تليفون جديد…
وأبعت منه رسالة لـ إكرام… وأعرفها إن جوزها متجوز عليها…
وأبعتلها كمان الصور اللي عواطف بعتتهالي وهي قاعدة مع عبدالكريم وهمّا منسجمين…
ياله… خليها تغفلج على الكل…
وأنا أبقى سيد الكل… وسيد البلد.
بس لأ… أنا أحسن أطرد جميله وصافيه…
وأشغلهم خدامين عندي وعند العروسة!
والله وهتبيضلك في الجفص يا عبد الورد!
ونترك عبدالرحيم مع شرّه… ونرجع لبيت العائلة…
بعد ما انتهت المغسّلة من تغسيل جسد روضه، تنزل صافيه وهي بتبكي:
صافيه: خلاص… المغسّلة خلصت… والعروسة جهزت للجنة…
الجد: ياله يا نزار مع خيك… عشان تشيلوا النعش…
شمس (ببكاء): يعني خلاص؟ خلاص يا جد؟
الجد (بحزن): ربنا يربط على جلبك يا ولدي…
ويحمل الرجال النعش، وقبل ما يخرجوا للمقابر يتكلم الجد بصوت عالي:
الجد: مافيش حرمه منكم تصرخ… ولا هتطلعوا معانا الجبّانه…
ويخرجوا الرجال حاملين النعش… واقتربوا من المقابر… ليتم دفن روضه وسط بكاء شمس الشديد…
الجد: ياله بينا يا ولدي…
شمس: معلش يا جد… هملوني إنتو وروحوا… وأنا هجعد شويه واجي وراكم…
الجد: من غير بكا يا شمش… هي دلوقتي محتاجه دعاء…
ولو إنها طول عمرها طيبه… وما أذتش حد…
ويتركوه… ويجلس شمس على قبر زوجته، يناجي القبر بصوت مخنوق:
شمس:
أمانة عليك يا جبر… تكون حنين عليها…
أمانة عليك يا جبر… دي الروح، والروح فيها…
خليك حنين على روحي اللي جواها…
متخافيش يا روضه من ظلمة الجبر ولا ضمته…
عملك الزين هينوّره…
متخافيش يا جلب شمش وروحه..
أنا جايلك جريب… عجل بموتي يا رب…
هو أنا هعيش لمين بعديها؟!
بيقولوا: عيب الراجل يبكي…
طيب لو مبكيتش عليكي… هبكي على مين؟!
بصي… أنا هسيبك دلوقتي… بس هجيلك كل يوم…
استنيني يا شمش… يا جلب شمش…
بس هقولك حاجه قبل ما أمشي…
أمانة عليكي… تاجيني في المنام…
تعرفي؟ أنا نفسي أنام على طول… عشان تاجيني…
مش إنتي هتاجيني؟!
أنا عارف إنك حنينه…
ومش هيهون عليكي شمشك…
مش إنتي كنتي دايمًا تجوليلي: “يا شمشي”…؟
و”شمش الدنيا”…؟
شمس (بدموع بتنزل ع التراب)
مع السلامه يا جلبـي.
مع السلامه يا روضتي…
ويترك شمس المقابر وهو بيبكي على حبيبته وشريكة روحه، ومتجه للمنزل وهو شايل فوق جلبه حزن الدنيا…
يوصل شمس للبيت، يفتح الباب، يلاقي النسوان كلهم متشحات بالسواد…
شمس: ولدي فين يا أما؟
صافيه (بحزن): ولدك مع جمعية، بت عمك، في الجناح بتاعهم…
شمس (بعصبية): البت ديه ملهاش دعوه بولدي واصل… سامعه يا أما؟!
ويطلع شمس على فوق بخطوات تقيلة، ويقرب من جناح عمه… يسمع صوت جميلة وهي بتكلم الطفل حامد بصوت حنين:
جميلة:
عارف يا حامد؟ أنا كمان مامتي اتوفت وسابتني وأنا صغيرة…
بس أنا صمّمت أذاكر وأنجح، عشان ماما تبص عليا من الجنة وتفرح بيا…
تعرف؟ لما كنت بعيط عليها، كانت تجيلي ف المنام وتقولّي:
“متبكيش عليا، الدموع بتأذيني… وأنا عاوزه أفرح بيك… ذاكِر، وصلّي، وادعيلي”…
حامد (بدموع): يعني… أنا لو بكيت على أمي… تتأذّى؟!
جميلة: آه طبعًا يا حبيبي… وكمان حرام…
يمسح حامد الطفل دموعه بإيده الصغيرة، ويقول:
حامد: اشمعنّه أنا؟ أمي تتوفّى وأنا صغير… وأبجى يتيم؟!
جميلة (بحنان): طيب أقولك حاجه؟
سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، اتربّى يتيم…
والده اتوفّى، ولما تم ست سنين، والدته اتوفت…
واتربّى مع جده، وبعدها مع عمه…
حامد: ما أنا عارف… وبصلّي كمان مع أبوي وجدّي حامد الكبير…
جميلة: يبقى متقولش “اشمعنّه” يا حبيبي…
ربنا سبحانه وتعالى ليه حكمه في كل حاجه…
يبقى احنا نقول:
“اللهم أجرنا في مصيبتنا، واخلفنا خيرًا منها”…
فيردد الطفل وراها الدعاء بصوت صغير حزين…
فجأة، يدخل شمس عليهم، ووجهه كله غضب وحزن…
شمس: وانتي بقى… عارفه ربنا كويس كده…
ليه خبيتي عليا إنك كنتي عارفه؟!
جميلة (بحزن): أنا عرفت قبلها بيوم…
وحتي لو كنت قلتلك وقتها… كنت هتقدر تمنع قدر ربنا؟
شمس (يحاول يتمالك نفسه): حاشا لله…
جميلة: يبقى متعاقبنيش… لأن أمر الله نافذ لا محالة…
شمس (بصوت حاسم): تعالَ يا ولدي… ومتقعدش مع البت ديه تاني…
الطفل حامد (ببراءة): ليه بس يا أبا؟ ديه طيّبه جوي…
شمس: اسمع اللي بجولك عليه…
انته ماعدتش صغير…
خلّي عمتك إكرام تسبّحك وتغيّرك…
عشان توجف معايا… تاخد عزا أمّك…
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية أوجاع الماضي)