رواية أوجاع الماضي الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم سلوى عوض
رواية أوجاع الماضي الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم سلوى عوض
البارت الثاني والعشرون
#سلوي_عوض
#اوجاع_الماضي
بارت 22
شمس:
يا ترى الأيام مخبّيالنا إيه؟
أما عند عبدالرحيم، نلاقيه قاعد جنب جثة الطفلة اللي اتجوزها.
عبدالرحيم:
إنتي يا بتي، قومي! قومي! يخرب بيت اللي خلفوكي!
إيه ده؟ البت ما بتطلعش نفس؟!
إنتي موتي ولا إيه يا حزينة؟ أعمل إيه أنا دلوك؟ معجولة كده؟ خلصت خلاص يا عبدالرحيم؟
ده أنا ممكن أروح في حديد!
أحسن حاجة إني أبلّغ أبوها وأخوّفه، وهو يبقى يقول إنها طفشت منّي، وأديله قرشين.
الله يخرب بيتك، بوّظتي علينا الليلة!
ده أنا كنت أسد!
البت ماتت في إيدي، والله عفي يا عبدالرحيم.
صوت داخلي:
عادي نخلص من المحروجة ديه، وبعدين أشوف حالي تاني، البنات كتير.
عبدالرحيم:
وه يا عبدالرحيم، إنت نسيت إنك هتتجوز البت اللي عاملة زي الأجانب؟ ملك؟
اتصل بأبو البت ديه وبعدين أشوف حالي.
ليتصل عبدالرحيم بوالد العروسة الطفلة.
عبدالرحيم:
اسمع يا راجل، بنتك فطست في إيدي.
الرجل:
كيف يعني؟!
عبدالرحيم:
يعني ماتت بعد ما خدت منها حقي الشرعي.
الرجل:
يا مراري! يا بتي! يعني موتها؟!
عبدالرحيم:
موت مين يا مخبّل إنت؟!
الرجل:
أنا هبلّغ الحكومة!
ليضحك عبدالرحيم:
الحكومة هتاخدك إنت، عشان عقد الجواز مكتوب فيه إن بنتك سنها 19 سنة،
بس الطب الشرعي هيقول إنها 15 سنة بس، وأنا هقول إنك كدبت عليّ.
الرجل:
حرام عليك! يعني تموت بنتي وتسجنّي؟!
عبدالرحيم:
يبقى تسمع الكلام! إنت تاخدلك قرشين، ولما الدنيا تظلم جوي، تاخد بنتك تدفنها.
وكده كده إنتو مقطوعين، يعني محدش هيسأل عليها، وأحسن لك همل البلد كلها.
الرجل بقلة حيلة:
حاضر يا بيه، اللي تشوفه.
عبدالرحيم:
كده أنا أحبك لما تسمع الكلام.
—
أما في منزل الحج حامد اللي لبس السواد، وامتلأ بالمعزّيين، يوصل كمال العصار.
كمال:
البقاء لله يا عز.
عز ببكاء:
البقاء والدوام لله ليك إنت.
أنا مش عارف أقولك إيه، بس أكمل تعيش إنت.
كمال:
بتقول إيه يا عز؟!
عز:
والله أكمل اتقتل، وحامد ابني بين الحياة والموت.
كمال:
إنت عارف إنت بتقول إيه؟!
عز:
ولاد أخويا جريوا ورا القاتل.
كمال يقعد على أقرب كرسي وهو بيعيط بحرقة:
كده برضه يا عز؟
الواد ييجي يتجوز بنتك تقول لي إنه اتقتل؟!
ابني فين يا عز؟!
عز:
في المستشفى.
كمال:
يلا بينا، وقسماً بالله لأدمّر كل من له يد في موت ابني!
لتدخل جميلة وهي تايهة:
عمو! قتلوه! أكمل!
قتلو فرحتنا يا عمو!
أنا عاوزة أكمل!
كمال ببكاء:
ابني اتقتل!
قتلو عريسك يا جميلة!
جميلة:
وأنا كمان قتلوني معاه.
وهنا تقع جميلة على الأرض.
عز:
جميلة! بنتي!
لتنزل إكرام على صوت أخوها، وتلاقي جميلة ممددة على الأرض.
إكرام:
يا مري! البت شفايفها زرقا كده ليه؟!
الحج:
البنت يا عز شكلها سمّمت نفسها، عشان كانت في جناح شمس.
عز:
ليه كده بس يا بنتي؟ أنا مش ناقص!
كمال:
يلا ننقلها على المستشفى.
إكرام:
أنا جاية معاكم.
وهنا يرجع شمس ومعاه نزار.
شمس:
القاتل هرب مننا، بس طلع على الجبل،
معنى كده إنه من مطاريد الجبل.
كمال:
والله لأغربل الجبل كله باللي فيه!
شمس:
مالها جميلة؟!
إكرام:
بنت عمك سمّمت نفسها يا شمس.
ليشيلها شمس على إيده:
افتح العربية يا نزار! خلينا نطلع على المستشفى!
نزار:
حالاً، اهيه!
—
أما ملك، فسابت منزل الحج وراحت على بيت عياش،
لتفتح لها أمها.
ملك:
بسرعة يا أمي، لازم نمشي من هنا!
قتلو ابن وزير الداخلية، وكمان حامد اتضرب بالنار!
ليخرج عياش.
عياش:
وإحنا مالنا يا كش؟! يغوروا كلهم!
ملك:
اللي قتلهم أكيد عجور صاحبك!
يعني إحنا هنيجي في الرجلين!
عياش:
بتقولي إيه يا ملك؟!
ملك:
أنا نجّيت نفسي وأمي، وقلت لهم على الاتفاق.
عياش:
بتجولي إيه يا بت الحرام؟!
ملك:
زي ما بقولك كده.
إنتو لو عاوزين تأذوا الناس دول، دول طيبين أوي!
حرام عليك يا بابا، مترميش نفسك في تيار المجرمين دول.
صدقني، أنا عشت في بيت الناس دول، والله حنينين أوي.
أنا خايفة عليك، لأنهم أكيد هيعرفوا مين اللي عمل كده.
عياش:
أنا مالي! أنا ما عملتش حاجة لحد.
ملك:
يبقى تنجي نفسك وتروح تقول في القسم إن عجور وعبدالرحيم هما اللي قتلو!
عياش:
يا سلام؟ عشان يقتلوني؟!
ملك:
خلاص، أحسن حاجة إنك تيجي معايا عند الحج حامد، وتعرفه، وهو يقدر يحمينا منهم.
فضيلة:
بنتي عندها حق، اسمع كلامها، دول ناس كبار في بعض، وإحنا اللي غلابة هنروح في الرجلين!
عياش:
خلاص يا ملك، أنا وإنتي وأمك هنروح عند الحج حامد، بس تطلعيني منها.
ملك:
ربنا يخليك لينا يا بابا، مع إنك مش أبويا، بس والله مش هقدر أشوفك وإنت بيحصلك حاجة وحشة.
عياش:
معلش يا بنتي، أنا الطمع عمياني.
—
أما في بيت سناء، تدخل سناء.
عابد:
هاه، عرفتي إيه؟
سناء:
نصيبة كبيرة! عرفوا إن الهام هي اللي كانت بتديها العلاج!
الهام:
عرفوا من مين؟!
سناء:
البت الممرضة جرت على كل حاجة.
الهام:
يا نصيبتي! أعمل إيه؟!
إنت السبب يا عابد! إنت اللي جرّيتني وراك!
سناء:
اخرسي خالص! جوزي مالوش دعوة!
حد جالك تعملي كده؟!
عابد:
والحل إيه دلوقتي يا سناء؟
سناء:
حل بسيط! خلي المحروسة تكلم أبوها، يدبّر لنا مبلغ محترم، وهنهُجّ على مصر.
الهام:
أهمل بلدي وأروح مصر؟! أعمل إيه أنا هناك؟!
سناء:
مش عاجبك؟ روحي بيتكم!
ده شمس أخوكي حالف لينحرك نحر إنتي وجوزك وبناتك واللي جاي في السكة كمان!
سناء:
آه، وأوعي تقولي له أي حاجة!
الهام:
ليه بقى؟!
سناء:
عشان لو عرف، هيفكر إزاي ينجي نفسه ويسيبك إنتي تغرقي!
ليتتصل الهام بأبوها.
الهام:
آه يا أبا، أنا عاوزة فلوس، عشان أنا وجوزي هنُهمل البلد ونمشوا!
عبدالرحيم:
طيب، هبقى أشوف أنا الموضوع ديه.
الهام:
بجولك عاوزين نمشوا، تقول لي هبقى أشوف؟!
عبدالرحيم:
خلاص خلاص! عاوزة كام؟
الهام:
عاوزة 20 ألف جنيه.
عبدالرحيم:
طيب، بكره هحوّلك المبلغ.
الهام:
أوعي تنسى!
عبدالرحيم:
آه، جبل ما أنسى! هاتي رقم عليه محفظة أحوّلك عليه.
الهام:
حوّل على التليفون ديه.
عبدالرحيم:
طيب، غوري بقى.
—
الهام:
يعني بعد ده كله، أغور؟!
عبدالرحيم:
أنا في نصيبة كبيرة!
الهام:
نصيبة إيه تاني؟!
عبدالرحيم:
اتجوزت عيلة صغيرة، وماتت في إيدي بعد الدخلة.
لتردد الهام ما قاله عبدالرحيم، وتقول سناء:
يخرب بيوتكم!
إنتو إيه؟!
مافيش حاجة حرام ما عملتوهاش!
جبر يلمّكم!
الهام:
بت! إنتي مش وِجّتك دلوقتي خالص.
عابد (يغمز بعينه لـ سناء):
…
سناء:
أنا مش قصدي، بس أصلي خايفة علينا…
مش إحنا كلنا في مركب واحدة؟
الهام:
أنا عاوزة أنام.
سناء:
خشّي نامي جوّه يا حبيبة.
لتدخل الهام الغرفة وتغلق على نفسها.
الهام (لنفسها):
أنام أحسن… بلا وجع قلب.
(تحط إيدها على بطنها)
آه، ميّته تيجي يا ولدي، عشان أدي سناء ديه بالجزمة… وأرجع عابد تاني لحضني.
—
أما في الخارج، عابد بيتكلم مع سناء.
عابد:
طبعًا بعد ما عبدالرحيم يبعت الفلوس،
إنتي عارفة هتعملي إيه؟
هتبلّغي عنه.
سناء:
لأ، مش دلوقتي… خلينا نسحب منه قرشين كمان.
عابد:
إزاي بقى؟!
سناء:
أنا أقولك…
إنت تجيب خط جديد، وكده كده عبدالرحيم ميعرفنيش.
أنا بقى هكلمه، وأقول له إني جارة أبو العروسة اللي ماتت في إيده،
وإني عارفة كل حاجة، وعاوزة مليون جنيه…
يا كده، يا أبلّغ عنه.
عابد:
آه يا بت الشياطين!
سناء:
فرصة… وجات.
عابد:
برافو عليكي!
البهيمة اللي جوه ديه مبتعرفش تفكر واصل.
لازم أنا اللي أقولها تعمل إيه.
سناء:
لأ بقى، خد الكبيرة…
بعد ما يشيّع الفلوس، أنا هبلّغ عنه… ويغور في داهية.
عابد:
طب وأنا؟
سناء:
ما إحنا هنسافر مصر عند خالتي.
أما في منزل الحج حامد، نلاقي إكرام بتكلم نفسها:
إكرام (بضيق):
معجوله؟ عبدالكريم ما ييجيش يوقف معانا في المرار ديتي؟
أنا هتصل بيه…
تليفوني فين؟!
لتبدأ تدوّر على تليفونها.
إكرام:
والله الواحد عجلُه ساح!
التليفون في جيبي، وبدوّر عليه!
تطلع التليفون، وتلاقي عليه رسائل واتساب كتيرة من رقم مجهول، تفتح الرسائل… تلاقي صور لجوزها مع “عواطف”، وتسمع كمان تسجيل لمحادثتهم، وتقرا:
جوزك متجوز عليكي… خدامتك! وهيّا حبلى منه.”
إكرام (بصوت مخنوق):
يا نصيبتي…
كده برضه يا عبدالكريم؟
وأنا اللي قلبي كان حاسس،
لما شفتكم وضحكتوا عليا، وخدتوني في دوكة!
لكن الله حبله كيف،
وانت يا عبدالكريم ما بتخلفش أصلاً…
وعجيم؟! آه يا عبدالكريم!
وأنا اللي صبرت عليك،
وعمري كله راح معاك من غير عيل،
ورضيت أقول لنفسي إني عاقر،
عشان ما أكسرش نفسك!
الله يجازيك على عملتك فيّ…
بس…
مش وقته!
لازم نطمن على ولد أخويا الأول…
وبعد كده يبقى لها حساب!
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية أوجاع الماضي)