روايات

رواية أنهكها عشقا الفصل الثالث 3 بقلم سولييه نصار

رواية أنهكها عشقا الفصل الثالث 3 بقلم سولييه نصار

 

البارت الثالث

 

الفصل الثالث(لست أكفي)
أنا أبكي وأدري أن دمع العين خذلان !
….
ابتلع ريقه وهو ينظر إلى عيني مايا الحا.قدة …كانت مصرة على تد مير حياته….رأها تنظر إلى زوجته بتقليل لم يتحمله هو فوجد نفسه يقف أمامها بسرعة يحميها من نظراتها….ابتسمت مايا بسخرية وقالت:
-ايه بتخاف عليها اووي كده …طيب مادام بتخاف عليها خو نتها ليه معايا ….
شهقت حسناء بقوة …كانت تعرف بخيا.نته …ولكن أن تأتي عشـ يقته هنا وتعرض عن وجودها بكل وقا.حة …هذا لن تحتمله….
نظر إليها والشعور بالذ نب يعصف به وقال:
-لا لا يا حسناء …دي كدا بة…دي.مجرد المساعدة اللي عندي في العيادة ولما طر دتها بدأت تتبلى عليا …صدقيني …
ضحكت مايا بسخرية وقالت:
-أنت شايف انها هتصدق الكلام العبـ يط ده ….
ثم وجهت كلماتها لحسناء وقالت بكل وقا حة :
-جوزك كان بيقضي كل وقته معايا ….كان بيقعد معايا حتى اكتر منك …واضح انك مكنتيش مكافياه …
شحبت حسناء كالأموا ت وهي تنظر إليها …شعر وكأن أحدهما طعنـ ها بقلبها …والقا تل في تلك اللحظة كان الحبيب …زوجها من أحبته أكثر من حياتها ….نظرت إليه والدموع تنفـ جر من عينيها …
ليهد.ر جلال بغضـ ب قائلا:
-اخرسي …
ثم رفع كفه وصفعـ ها بقوة …كادت أن تسقط لولا أنه امسكها من خصلات شعرها وصر خ مجددا بها :
-اطلعي برا …مش عايز اشوفك …يالا برا !!!
ثم فتح الباب ودفعها بقوة خارجا وأغلق الباب ….
ما أن أغلق الباب حتى توقف للحظات وهو يتنهد بتوتر …كيف سيواجهها…كيف سيبرر لها ما حدث …هل ستستمع له ؟!هل يتصدق تبريراته الكاذ.بة ؟!….هل يمكن ان تتركه ….أن تكون ذلك الخـ.طأ كافي لتد مير علاقتهما ؟!…كانت الأفكار تعصف في رأسه بقوة ….قلبه يدق بخو ف وهو يسير ببطء نحو صالة المنزل ليقف وهو يجدها تجلس على الإريكة ..مطرقة رأسها بتعب وعلى ملامحها أقسى أشكال الإنهز ام …لقد هز.مها…د.مرها ….لقد كر ه نفسه في تلك اللحظة …اقترب منها وهو يبتلع ريقه بصعوبة ووقف أمامها ثم جثا على ركبتيه وهو يمسك كفها البارد …لم تقاومه أو تحاول ابعاد كفها بل ظلت مطرقة رأسها بينما الدموع تنساب من عينيها ….
-صدقيني.يا حسناء كل اللي قالته كد ب ..أنا مخو نتكيش معاها…أنا لما طر دتها من عندي قالت تد مر حياتي …
كان مشمئز من نفسه لأنه يكذ ب عليها ولكنه لا يمكن أن يخـ سرها أبدا!!!
ظلت حسناء صامتة ليقبل جلال كفها ويقول:
-صدقيني يا حبيبتي انا مليش اي علاقة بيها …هي عايزة تد مر حياتي انا مبحبش غيرك …مش عايز غيرك ….
رفعت حسناء رأسها والدموع تنفـ جر من عينيها وقالت :
-اتجوز يا جلال ..
عبس وهو ينظر إليها وكأنها فقـ دت عقلها …كيف يمكن لزوجة أن تطلب من زوجها أن يتزوج عليها …ولكن حسناء أكملت وهي تشهق بقوة ؛
-أنا عارفة اني مش كفاية ليك …والله عارفة ده كويس …فعشان كده بلاش كل مرة تغضـ ب ربنا بالشكل ده ..اتجوز بالحلال وانا موافقة…أنا مش هقف في طريقك صدقني ولا هطلب الطلاق …
هز رأسه بقوة وعينيه تلمع بالغـ ضب وقال:
-لا يا حسناء …أنا مش هقدر اتجوز غيرك …أنا مش عايز غيرك …مش قادر اصدق انك صدقتيها هي وبتكذ بيني أنا ….وثقتي في واحدة غربية زيها وبتشـ كي فيا أنا !!!
أرادت أن تتكلم …أن تصر خ وتخبره أنها تعرف كل نزواته …تعرف كل خيا ناته …ولكنها فضلت الصمت …هي من اختارت تلك الحياة …اختارت الضـ عف فلا يمكنها الان أن تتمرد ….
تنهد جلال وهو يعانق وجهها ليجعلها تنظر إليه وقال :
-أنا بحبك أنتِ ..أنتِ بس …وأنتِ مكفياني يا حسناء …مش محتاج اي ست في حياتي …وانا اسف على اللي عملته مايا ..دي واحدة مخـ تلة ملناش دعوة بيها …المهم كل اللي عايزك تعرفه اني بحبك …بحبك اووي والله ومش عايز غيرك يا حسناء …أنا مقدرش اعيش من غيرك والله …مصدقاني يا حسناء ؟!
نظر إليها بأمل …عينيه البنية كانت تبرق لها بنعومة …غصبت نفسها على الابتسام وقالت بصوت مُجهد:
-ايوة مصدقاك ….
ابتسم بسعادة ثم عانقها وهو يتمتم بإمتنان :
-شكرا …شكرا اووي يا حبيبتي …شكرا !!
………..
في المساء
-طيب وأنتِ مرتاحة في العيشة هنا يا ماما ؟!
قالتها حسناء لوالدتها التي اكتشفت انها انتقلت للعيش بالقصر مع زوجها تحسين …هذا الرجل الرائع الذي أحب والدتها وفعل المستحيل كي يسعدها …هو أيضاً يعاملها كأبنة له …لقد تزوجته والدتها منذ ست أشهر تقريبا …وقد شعرت أن والدتها في تلك الشهور تغيرت تماما …أصبحت أكثر سعادة …أكثر اشراقا وهذا جعلها سعيدة جدا …فوالدتها.بعد كل ما قا سته.بعد وفاة والدها من حقها أن تعيش حياتها سعيدة ….وهي لن تنغـ.ص حياتها ابداً بمشا كلها ….
-ايوة يا بنتي مرتاحة اووي يا حسناء …ده انا عايشة في قصر يا بت …مين كان يصدق قصر. ..
ابتسمت حسناء وقالت:
-بس مش مهم المكان يا ماما المهم انك مبسوطة مع عم تحسين …
لمعت عيني صفاء والدتها وقالت:
-ده أنا مش مبسوطة وبس …ده انا همو ت من الفرحة يا بت يا حسناء ….تحسين ده مفيش منه …هو الوحيد اللي قدر يدخل قلبي بعد ابوكي الله يرحمه ..
ابتسمت حسناء بسعادة وقالت:
-وأنا فرحانة عشانك اووي يا ماما …ربنا يسعدك.كمان وكمان ….
……..
بعد قليل ….
في المطبخ وأثناء تحضيرهم لطعام العشاء
-وحشتني القعدة معاكي في المطبخ يا حسناء …أنا اصلا وحشني المطبخ بشكل بس تحسين حبيبي دايما.بيقولي اني ارتاح ومعملش حاجة …
قالتها صفاء بسعادة لتبتسم حسناء وهي ترى سعادة والدتها ….تلك السعادة التي تبدو على وجهها قلصت من التعاسة التي تشعر بها حسناء بسبب زواجها ….
-اووف …
فجأة صر خت حسناء عندما سقط على ملابسها مكونات الكعك الذي كانت على وشك صنعه ….
-ياربي ده وقته …ده انا كنت هعمل الكيك وبعدين جلال هيجي ياخدني اعمل ايه أنا دلوقتي …
-خلاص يا بنتي حصل خير اطلعي على اوضتي وهتلاقي فساتين كتير خدي اي فستان والحجاب اللي يليق عليه كمان … متقلقيش استايلها جديد وهيعجبك …
هزت حسناء رأسها وقالت:
-طيب هي أوضتك فين أنا مدخلتهاش قبل كده …
صمتت قليلا وهي تتذكر ثم قالت مسرعاً :
-تالت اوضة على الشمال…
-ماشي يا ماما
قالتها حسناء بهدوء ثم صعدت الدرج…فتحت باب الغرفة التي أخبرتها عنها صفاء لتعبس وهي ترى لون الغرفة الرمادي ….ولكنها لم تهتم بل اتجهت نحو الخزانة وفتحتها لتصيبها الحيرة وهي ترى جميع الملابس المعلقة ملابس رجالية…:
-غريبة اومال فين هدوم ما ..
ولكنها فجأة صمتت وهي تشعر بباب الحمام يُفتح وشاب طويل وعضلي يخرج منه وهو يرتدي مأزر الحمام ….
شهقت بقوة وهي ترجع للخلف لتواجهها عيني خضراء حادة وصوت قوي يقول:
-أنتِ مين وبتعملي ايه هنا؟!!
يتبع

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى