رواية ايروتومانيا هوس العشق الفصل الثلاثون 30 بقلم شاهيناز محمد
رواية ايروتومانيا هوس العشق الفصل الثلاثون 30 بقلم شاهيناز محمد
البارت الثلاثون
رُبما ليس اليوم،
ولكن غداً ستكونين بين ذراعيّ،
أستنشق رائحتك واتنهد براحه،
لأنني وأخيراً حَصلت على ما أريد،
ولأول مرة ينصفني القدر، ويحقق الحلم الذي كان يؤرقني،
الآن كُلما شعرتُ بالقلق سأضُمك لأعلم أنني اخذتُ من الدنيا ما يكفيني،
أخذتك أنتِ،
فماذا أُريد بعد ؟
_ من علي إلى نور.
>>>>>>>>>><<<<<<<<<
رجُلٍ قضى حياته يهرول، لم يرتاح قط، ولكنه كان شاكراً بهدوء حياتِه، و بالسرعة الرتيبة، ولكنه لم يضع بعقله قط أن ينقلب كل شئ عليه، فبعدما أخيراً ظن أنها نهاية الطريق، وأن كل هدفه الآن هو أن يتزوج تلك الفتاة التي ظل سنوات عده يُحبها، ولكن أحياناً تنقلبُ مخططاتنا علينا، حتى لا نعلم أين نذهب وماذا نفعل.
ترجل ” علي ” من سيارته وهو ينظر بالحارة الصغيره، نظر أمامه وعقله يُعيد شريط حياته الذي قضاها هنا،
_ يا ” علي ” أنا مش قايلك لما تلعب كوره لف شريط حوالين ركبتك؟، عاجبك كدة كل شوية تنزف!
رجلا شاب يُشبهه واقفاً مع النسخة الأصغر منه وهو يوبخه عندما عاد من عمله و وجده جالساً مع رفقاءه بعد ساعة كرة عنيفه أدت إلى إصابة ركبتيه كعادته، رفع رأسه وكانت هناك إمرأة جميلة تُشبه شقيقته قليلاً وهي تردف بصوت مرتفع :
_ هاته معاك وانت طالع يا ” عماد”، أنا خلاص حضرت الغدا.
كان يرى حينها النظرة التي اعترت والده وهو ينظر لزوجته، فتمتم حينها وهو يسير بجانب والده :
_ عارف يا بابا أنا لما أكبر عاوز اتجوز واحده بحبها زي ما إنت بتحب ماما، وعشان لما ولادنا يشوفوني ببُصلها كدة يعرفوا اني بحب امهم.
ابتسم والده حينها وهو يربت على رأسه، صعد ” علي” منزلهم، وعندما قام بفتح باب شقتهم، فرأى والده يدلف للداخل وهو يقبل والدته من رأسه قائلاً بهمس ظنا منه أن أيا من أبناءه لم يستمعوا له :
_ وحشتيني يا حَبيّبه.
لم يكن ذلك اسم والدته، ولكنها كانت بالنسبة له حبيبه، و ظل ” علي ” حينها يفكر أنه أيضا سيحب أن ينادي زوجته بأسم خاص بهم فقط،
ابتسمت والدته بخجل و كأنها فتاة مبتدئه بالحب، وليست زوجة منذ خمسة عشر عام، اقتربت منه وهي تمسكه من أذنه فتأوه بألم بينما هي أردفت:
_ انا مش قولت مليون مرة متطلعش بركبك متجلطه كدة!، ما تخلى بالك وأنت بتلعب.
ظلت حينها توبخه كثيراً، ولكنها بأخر الليل دلفت غرفته وبيدها قطن وبضعة أشياء، وداوته بحنان هادئ، وعندما انتهت قبلت جرحه ثم ساعدته كي يتسطح على سريره وقبل أن تذهب انحنت عليه وهي تتمتم:
قد يعجبك أيضاً
سُمُّ عَسَلِكَ لَعْنَةٌ بقلم zahra-egy
سُمُّ عَسَلِكَ لَعْنَةٌ
348K
17.5K
تسلّلَت أنفاسُكِ من لفائفِ الكَتْم، كعطرٍ مسمومٍ من معبدٍ منسي، يا من نُقشَ اسمُكِ على تابوتِ الغواية، أنتِ قبلةُ رع، لكنّ خلفَ عينيكِ تَكمُنُ أنيابُ أنوبيس. أراكِ… لا…
أليف الروح بقلم MariamMahmoud457
أليف الروح
603K
34.5K
شعور أحمد خالد توفيق عندما قال "معني الصداقه الحقيقية أن أراك جديراً بأن أئتمنك على جزء من كرامتي". يقولون تألف الروح بمن تُحب، من الممكن أن يكون المُحب صديقاً…
الموروث نصل حاد بقلم Asawr_Hussein22
الموروث نصل حاد
17.3M
1M
إرثٌ عظيم .. مُلكٌ أتى من غَير تَرميـم طريقٌ مظلم ومُعتم نهايتهُ غَـريم قَـرار مُدمر ، تصرفاتٌ غير مدروسة بتنظيـم نَظراتٌ حاسِدة ، أيادي مُتشابكة و باردة أسرار مكنونة…
عنقود محرم بقلم yakot1
عنقود محرم
585K
27.7K
حين تنضج المشاعر في غير موسمها و يُصبح الأقرب هو الأكثر بُعدًا، ينشأ حبٌّ لا يَغفره المنطق، ولا يَسمح به القدر . بين روابط العائلة وأسوار المحرمات، بين شاب أحبّها عُمرًا…
لحن الفجر بقلم Salmaa_Ebrahim
لحن الفجر
2.8K
110
ماذا لو كانت حياتك كلها مبنية على كذبة؟ رجل ظننته الأب الحامي، لم يكن سوى خاطف سرقك من عالم لم تعرف بوجوده. بين ألم الخيانة ورحلة البحث عن الحقيقة، تنسج الأحداث خيوط الغ…
هُويَّة منسيَّة. بقلم BasmaLa_Mohammad
هُويَّة منسيَّة.
359K
16.8K
هل يُمكن أن تُنسى هَويَّتك؟؟ هل يمكن أن تفقد جزء أنت منهُ وهو منكَ!؟؟ عندما تُكرِه كونَك أنت فـتُفقد هَويَّتك عن قصد، وتعيش قصة وحياة ليست بقصتك وليست بحياتك! وتُرغم أن…
ديجور الهوى/ كاملة بقلم FatmaSultan947
ديجور الهوى/ كاملة
1.2M
97.2K
لو كنت جلادًا على قلوب البشر وأفعالهم تأكد أن الأمر لن يُحتمل ولو كنت قديسًا بلا أخطاء تأكد أن المكان لن يُناسبك.. هنا نحتاج شخص قلبه لين حتى يغفر وكبير جدًا حتى يتحمل ه…
_ اللهم باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين، اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك.
ردد خلفها ثلاث مرات كما اعتادوا كل ليلة وكان يعلم إنها ستمر على غرفة شقيقته لتفعل نفس الشئ، ثم عندما انتهوا قبلت وجنته قائلة :
_ نوم الهنا لعمري، ماما بتحبك يا علوله.
تساقطت دمعة من عين ” علي ” وهو يقف بغرفته القديمة وينظر إلى سريره الذي كانت تخبره بذلك عليه يوماً ما، شعر بيد توضع على كتفه فأنتفض وهو ينظر خلفه، بينما تحدث عمه ” وائل” قائلاً :
_ مش تقولي انك جاي، بترجع الذكريات ولا إيه
ابتسم بخفوتٍ وهو ينظر له، لم يراه منذ بضعة أشهر ولأن طبيعة عمله بالفنادق جعلته يسافر المدن الساحلية كثيراً كان يعذره، لم يأت ” علي ” لهنا منذ أن تركوا المكان، كانت المشاعر التي تهاجمه بهذا المكان تؤلمه، تنهد وهو يجيب عمه :
_ لا جاي اتكلم معاك، هو مفيش حد هيسكن هنا ؟
سار بجانب عمه ليذهبوا إلى شقته التي كانت بنفس الطابق، وعندما دلف رأى توتر عمه ولكنه ظن إنه تهيأ له، فتجاهل ذلك وهو يجلس على الأريكة الأولى التي امامه، لقد اثقلته ذكرياته وكان يرغب بالركض بعيداً، جلس ” وائل” على كرسي أمام الأريكة وهو يتحدث :
_ جاي تتكلم معايا في إيه ؟
_ قولي بس الأول فيه طلاب حجزوا ولا لأ!
عقد ” علي ” حاجبيه من قلق عمه الظاهر ولكنه اجابه بثبات قائلاً :
_ لا فيه تلت شباب حجزوا هييجوا الاسبوع الجاي بداية الدراسة، أنا مش عارف سايبها ليه كدة ما نبيعها وخلاص.
نفى ” علي ” برأسه وهو يردف :
_ لا أنا سايبها ل ” جنة “، هي تعمل اللى هي عاوزاه.
_ سايبها ل ” جنة ” ولا مش هاين عليك تبيع شقة ريحتهم فيها.
تظاهر ” علي ” بعدم الإنتباه، لقد كان يترك هذه الشقة بعفشها حتى، لم يأخذوا منها شئ سوى غرفة ” جنة ” لأنها كانت متعلقة بها، لكن كل شئ كان كما هو، كان يشعر أنه يريد الاحتفاظ بها، شئ يذكره بهم كلما رغب بذلك، عندما تأكد ” وائل” أنه لن يجيبه تجاهل ذلك وجلس بصمت، فتنحنح ” علي ” وهو يردف :
_ المهم أنا جاي اقولك اني عاوزك الجمعة الجاية تيجي معايا المنيا، اتقدمت لبنوته صاحبة ” جنة “، هي دكتوره بيطيرية في القاهرة هنا بس أهلها هناك يعني، الجمعة الاتفاق بقا والحاجات دي ولازم حد يكون معايا.
كاد ” وائل” أن يجيبه ولكنهم استمعوا لصوت شئ ما بالداخل، فعقد ” علي ” حاجبيه وهو ينظر للغرفة المغلقه التي أتى منها الصوت فتحدث بأستغراب :
_ هي مش الاوضه دي فاضية؟، اوعى تكون مخبي نسوان جوا يا عمي قولتلك اتجوز أحسن.
مازحه ولكن توتر ” وائل” لم يهدأ وهو يجيبه قائلاً بصوت مرتجف قليلاً :
_ لـ.لا نسوان إيه استغفر الله ما أنت عارف اللى فيها بقا، فيه واحد صاحبي شايل شوية حاجات جوا تلاقي فيه فار ولا حاجه وقع حاجه منهم.
همهم ” علي ” وهو ينظر له يحاول تحليل حديثه، ولكنه لم يشعر بشئ ولم يشأ بالتدخل في حياته، لقد كان يتعجب دائماً لماذا لم يتزوج أبدا، كان يعمل ويجني أموالاً جيدة، وكان لديه شقته هذه ورغم ذلك لم يفكر أبدا بأي امرأة، نهض ” علي ” واقفاً واردف وهو يصافح ” وائل ” :
_ المهم هبقى اعدي عليك بالعربية.
_ لا لا أنا هجيلك متجيش.
توقف ” علي ” لدقيقة وهو ينظر له، فتنحنح وهو يتحدث مجدداً :
_ انا يعني عشان الذكريات بقا وكدة يعني.
وضع ” علي ” يده على كتف ” وائل” وضغط بيده قائلاً
_ انت متوتر يا عمي، اعتقد أنك لازم تفكر في موضوع الجواز دة مرة تانيه.
اومئ برأسه له وهو يذهب وعندما وصل لسيارته وجد رجل ينادي عليه، فتوقف وهو ينظر له بينما كان مليئًا بالشحوم، فأبتسم ” علي ” وهو يقبل عناق الرجل الذي تحدث قائلاً :
_ ياه يا ” علي “، من ساعة ما شوفتك وانا بشبه عليك لما لقيتك نازل من البيت قولت بس يبقى إنت.
_ عامل إيه يا عم ” عادل ” ؟
كان ميكانيكي الحارة، وكان والده يحب هذا الرجل حتى إنه كان يترك سيارته له بأحيان كثيرة ليذهب بها إلى رحلة مع عائلته، اجابه ” عادل ” بأبتسامة مرحبة :
_ أنا الحمدلله يا غالى يا ابن الغالي، نسخة منه يا ” علي ” كأني شايف صاحبي واقف قدامي.
ابتسم ” علي ” بحزن وهو ينظر لصديق والده، كان الشيب يملأ رأسه، وتذكر حديث ” جنة ” وفضولها عن شكل والدهم لو طال الشيب رأسه، فتنهد وهو يومئ برأسه بينما تمتم بأعتذار :
_ معلش يا عم ” عادل ” أنا مضطر امشي ضروري.
_ استنى بس انا عاوز اقولك حاجه مهمة.
_ بعدين هجيلك بعدين.
1
تحدث بسرعة وهو يركب سيارته، ثم انطلق ولم ينظر خلفه أبداً، لقد حاوطته الذكريات، وشعر إنه لو تبقى دقيقة أخرى سيختنق،
لم يكن يعلم أبدا ما الذي كان من الممكن اكتشافه، لقد ضيّع فرصته للتو
ولكن هل هي فرصته للراحه! أم لزياده كربه
3
>>>>>>>>>><<<<<<<<<
يخلق الله لك جدار على هيئة شقيق، فكلما انحنيت كان هناك خلفك ما يسندك، وعندما حزنتُ وجدت من يُبهجك وإن لم يستطع ابهاجك سيجلس و يبكي معك، ولكنه يكون حينها يبكي لأجلك، لأن ما يؤلمك يؤلمه، شقيقك هو قلب اخر ولكن خارج الجسد، شئ ينبض حُباً لك.
وضع ” زيدان ” شقيقته على سريرها بينما وضعت يديها على وجهها وهي تبكي بنشيجٍ مرتفع، فقرفص أمامها وأمسك يديها بين يديه وهو يقبلها بحنان قائلاً :
_ بطلي عياط بقا يا يويو، ما يمكن حاجة قديمه فعلاً!، وريني إيه اللى اتبعتلك.
حاولت التوقف عن البكاء و تحدثت وهي تنظر لشقيقها الجاثى أمامها :
_ ممكن تكون قديمة أه، بس وجعتني اوي يا ” زيدان “، بتقولي انه شايفني ام لعياله بس وعمره ما هيحبني، هو أنا متحبش طيب ؟، مانا كنت قدامه سنين ليه محبنيش أنا ؟، هو أنا وحشة.
_ دة هو اللى وحش وستين وحش، دة أنا وش رجلي احلى منه.
انفلتت منها ضحكة وهي تصفعه على ذراعه، فشعر بالسعادة لأنه كان قادراً على اضحاكها، فأكمل حديثه وهو ينظر لها :
_ إنتِ احلى والذ بنت في الدنيا، وكل البنات اللى الواد دة عرفهم صندل ميجوش جنبك حاجه، متفكريش كدة تاني، وبعدين بصراحه بما إنه مش هنا يعني، معتقدش انه هيقدر يخونك، هيخاف مني.
_ مش عشان أنا متخانش يعني ؟.
سألته بمشاكسة بعدما هدأت أفكارها، فرفع كتفيه قائلا:
_ دة سبب تاني.
ابتسمت وهي تأخذ هاتفها وتجلب الصور لتريها إياه، فعندما نظر لها لم يأخذ الأمر منها دقيقة وهو يتحدث غير مصدقاً :
_ إنتِ تعبانة يا بت؟، دة حالق دقنه!، ” عاصم ” بقاله سنتين ممشيش بدقنه ملط كدة، لو حلقها بيبقى عامل زي صدر الفرخه المسلوخ زي ما إنتِ شايفة كدة، يعني خلتيني الطشله على الفاضي!.
عندما أخيراً تمعنت بالصوره وجدته محقاً، ولعنت غبائها لأنها لم تنظر أبدا بوجهه لأنها كانت غاضبه ولا ترى أمامها، كادت تتحدث ولكن ” مهرة ” دلفت الغرفة وهي تصرخ قائلة :
_ ” عاصم ” عمل حادثة.
نهضوا بسرعة ولكن ” يارا ” تراجعت للخلف وسقطت على سريرها مغشياً عليها، نظر ” زيدان ” لها ولكن ” مهرة ” تحدثت وهي تقترب منها :
_ روح إنت مع ” دياب ” بسرعة محدش يعرف من البيت لسة، أنا هفوقها.
_ ماشي ماشي، خلي بالك منها.
لم ينتظر إجابتها وهو يركض للخارج، لا يعلم حتى كيف هبط السلالم ولحق ب ” دياب ” داخل سيارته، الذي انطلق بسرعة دون حديث، فسأله ” زيدان ” بقلق :
_ قالولك إيه ؟.
_ واحد من رجالتنا شاف العربية بتاعته وهي بتخش ف عربيه نقل من ناحيته، كان ماشي عكس، مقاليش حاجة تاني بس مكتمين الدنيا عشان الحكومه.
اجابه ” دياب ” دون أن ينظر له، فتحدث ” زيدان ” :
_ عكس الغبي!، يعني ايه يمشي عكس.
_ يمكن عشان مش شايف من دموعه ولا ضربك ليه!!
صرخ ” دياب ” بنبرة لأول مره يستخدمها مع ” زيدان “، ولأنه كان يشعر بالذنب لم يجادل معه واجابه بصوت منخفض :
_ انا اسف.
اشاح ” دياب ” بنظره دون أن يجيبه، رأو تجمع سيارات بالجهة الأخرى فأوقفوا السياره ولم ينتظر ” زيدان ” حتى ينطفئ المحرك، بل ركض للخارج وهو يمر للجهة الأخرى، رأى سيارة ” عاصم ” فـ شهق من حالتها، بينما همس ” دياب ” وهو ينظر لنفس المكان :
_ اخويا يا ” زيدان “.
كان الجانب الخاص به مهشماً، ولم يكن سيخرج أحد من شئ كهذا، ولكن صدمتهم لم تدوم عندما استمعوا لصوت يصرخ :
_ يا ابني أنا اللى ماشي عكس، أنا الغلطان بطل تعتذرلي بقا.
_ هو دة صوت ” عاصم ” ولا أنا بخرف من الخضة!
سأل ” دياب ” فأجابه ” زيدان ” وهم يقتربون من مصدر الصوت :
_ والله هو صوت الجحش.
فرقوا الناس المتجعين، وهناك وجدوا ” عاصم ” جالساً على كرسي بينما يمسك بقماشة مبلله بالدماء وهو يضعها على رأسه، وهناك رجلاً يعتذر له مراراً، حالما رأهم نهض واقفاً فأقترب ” زيدان ” ورفع يده وهو يصفعه، تأوه ” عاصم ” وهو يضع يده على وجنته صارخاً :
_ يا عم انت عبيط هو أنا ناقص.
_ غبي فكرتك مُتت وانا رانك علقة، كنت هعيش ازاي أنا في عذاب الضمير دة
تمتم ” زيدان ” وهو يسحبه لأحضانه وشدد عليه، لقد كان خائفاً، ربما لم يظهر له ذلك ولكنه كان يحبه ولن يكن سيستطيع فكرة تحمل خسارته، شعر ب ” دياب ” يدفعه وهو يعانق شقيقه، وعندما ابتعدوا تمتم ” عاصم ” بحنق :
_ وحياة ابوكو خلوه يحل عني عاوز اتنيل اروح.
عندما نظروا للرجل كان موظف لديهم، فأقترب منهم قائلاً :
_ يابيه عليا الطلاج ما شوفتوا، انا واخد الرمل ورايح على الموقع لجيته ظاهر في وشي ملحجتش اوجف.
وضع ” دياب ” يده على كتف الرجل وهو يسحبه معه قائلاً :
_ أنا عارف يا ” عطية ” متخافش الغلط غلطه، خد دول و ظبط الدنيا هنا و ودي العربيات يتظبطوا واحنا هنمشي
أخرج أموال وهو يعطيها للرجل، ثم ذهب ورأى ” زيدان ” يأخذ ” عاصم ” لسيارته، فتح هاتفه ليرسل إلى ” مهرة ” يطمئنها ثم سار بجانبهم، فتح ” عاصم ” الباب الخلفى وألقى نفسه على الأريكة، بينما صعد ” زيدان ” و ” دياب ” لمقاعدهم، حينما قام بتشغيل السيارة والتحرك التفت ” زيدان ” بجسده وهو يسأل ” عاصم ” قائلاً :
_ خرجت منها حي ازاي دي ؟
كان ” عاصم ” يريح رأسه للخلف بينما يغمض عينه، كانت رأسه تنبض بألم، ولكن هناك شاب طبيب صادفه وأخبره إنه خدش سطحي اثر الاصطدام لذا لم يذهب للمشفى، ولكنه شعر وكأن جسده محطم وكان كل ما يريده هو النوم، فأجاب ” زيدان ” دون أن يفتح عيناه :
_ انا لما لقيت التريلا قدامي لفيت العربية بغباء فاكانت الخبطه ناحيتي، بس انا رميت جسمي كله على الباب التاني فادماغي اتخبطت في المرايا فاتخدشت.
_ دة إنت عليك حارس، أنا قولت خلاص دة راح فشنك.
تمتم ” زيدان ” فتنهد ” دياب ” وهو ينظر له قائلاً :
_ فشنك!، أنا هموت وأعرف انت بتتعلم الالفاظ دي من ” عاصم ” ليه!
_ بحاول اواكب الجيل، اومال يقولوا عليا عجوز.
تشاركوا ضحكة سوياً، ولكن نظراً لقرب المسافة وصلوا إلى المنزل سريعاً، وعندما ترجلوا من السيارة كانت ” يارا ” تقف أمام الباب بجانب ” مهرة “، حالما رأت ” عاصم ” نزلت السلالم راكضة تجاهه، فأمسكها ” زيدان ” من ذراعها وهو يردف :
_ هوب هوب هتحضنيه ولا إيه في ليلتك الزرقا دي.
نظرت لشقيقها وهي تلاحظ أنها كانت ستفعل ذلك بالفعل، نظرت لـ ” عاصم ” بتمعن وهي تعانيه، لم يكن هناك به شئ سوى جرح بسيط على جبينه، فتنهدت براحة وهي تغمض عيناها، عندما فتحته كان ينظر لها بخجل، علمت أن ” زيدان ” لم يخبره بعد انهم يعلموا أن الصور قديمه، فرفعت ذقنها رادفة :
_ لا كنت عاوزة اتطمن بس أنه مش هيموت قبل ماتش السوبر.
3
ثم تركتهم وعادت للداخل بينما ضحكت ” مهرة ” وهي تسير خلفها، تمتم ” عاصم ” بحنق وهو يمر بجانب ” زيدان ” :
_ يعني ما كنت تسيبها تحضني كانت هتسامحني، دة انت عيل سمج.
رفع ” زيدان ” قدمه وهو يدفعه من الخلف فسقط على السلالم وهو يتأوه بألم، دفع ” دياب ” ” زيدان ” وهو يساعد شقيقه على النهوض قائلاً :
_ يابني بطل ترزع فيه يعني هو ده وقته.
لم يكد يكمل حديثه فرفع ” زيدان ” قدمه وهو يسدد نفس الضربة ل ” دياب ” الذي سقط هذه المرة مع ” عاصم “، رفع ” زيدان ” عباءته وهو يركض بسرعه للداخل بينما يضحك بصوت مرتفع، فصرخ ” دياب ” وهو ينهض :
_ ماشي يا ” زيدان “، ليك عندي شلوت.
1
انفلتت ضحكة من ” عاصم ” وهو يقبل يد شقيقه الممتده ثم ساروا سوياً بصمت هادئ، وحمد ” عاصم ” الله لأنه أعاده إلى منزله سالمًا، الآن كان أمامه مهمة شاقة
وهي استعادة حبيبته.
>>>>>>>>>><<<<<<<<<
ركضت بسرعة وهي تنظر خلفها خشية من أن يلحقوا بها، وسمعت اصوات ضحكاتهم تتردد بفراغ المكان، كانت داخل صحراء مظلمه، وركضت حتى شعرت بأنقطاع انفاسها، حتى سحبتها يد من قدمها بسرعه فسقطت على وجهها وهي تصرخ، كانت القدم تسحبها فحاولت المقاومة صارخة :
_ لا لا عشان خاطري، لو سمحت حرام عليك.
تبينت لها الأوجه وكانوا هم، كيف وقد أخبرها ” مازن ” أنه تم القاء القبض عليهم جميعاً، أغمضت عيناها ببكاء وهي تحرك قدميها بعنف كي يتركوها، ثم تبين أمامها وجه والدها فصرخت به :
_ خليهم يسيبوني يا بابا، حرام عليك دة أنا بنتك، حرام علـ..
_ ” بلقيس ”
قطع صراخها صوته، وفجأة اختفى كل شئ حولها ورأت ” مازن ” يركض تجاهها وهو يعانقها، شعرت بنفسها تفيق فأعتدلت وهي تشهق بعنف،
_ إنتِ كويسة ؟.
كابوس، لقد كان كابوساً، نظرت بجانبها فوجدت ” مازن ” يطالعها بقلق، ألقت جسدها عليه وهي تعانقه بينما أخذ يُملس على رأسها وهو يتمتم بأذنها :
_ ششش كابوس يا حبيبتي، أنا هنا، و إنتِ معايا.
اومئت برأسها ولكنها انفجرت باكية وهي تردف :
_ كان باين حقيقي أوي، المرة دي بابا كان معاهم، أنا… أنا خايفه اوي يا ” مازن “.
اغمض ” مازن ” عيناه عندما اغرورقت بالدموع، لم يشعر ولا مرة برغبة بالبكاء لأجل شخص ما، ولكن الآن كان يريد البكاء لأجلها، لأنها لم تستحق أبدا ما يحدث لها، ابعد وجهها عن حضنه، وازال خصلاتها بعيداً وهو يكوّب وجهها بين يديه قائلا:
_ متخافيش يا روح ” مازن “، عدت والله، مش هخلى حاجة تحصلك تاني أبدا طول ما أنا موجود.
اومئت برأسها واغمضت عيناها عندما انحنى وهو يقبلها، عندما ابتعد نهض قائلاً بحماس كي يجعلها تفيق :
_ قومي بقا كدة شوفيلنا فيلم، وانا هطلب أكل وبعدين نغير على الجرح، إيه رأيك ؟
ابتسمت بهدوء وهي توافق، فذهب من أمامها بينما تنهدت هي وهمست لنفسها وهي تنهض لتغتسل :
_ متخافيش يا ” بلقيس “، عدت
عندما غسلت وجهها و أسنانها دلفت غرفة المعيشة، ثم أمسكت بالريموت وهي تقوم بأختيار فيلماً، عندما رن جرس المنزل صرخت قائلة :
_ انت كنت طالب الاكل في الحلم ولا إيه ؟
استمعت لضحكته وهو يتجه للباب مجيباً إياها :
_ لا يا خفيفة لسه قدامهم نص ساعة.
لم تستمع من كان هناك عندما قام بفتح الباب، ثم سمعت صوت رجل ما، ظنت أنه ربما يكون ” علي ” أو أحد الرجال، ولكنها وجدت والده يدلف عليها، فنهضت وهي تقترب منه :
_ يادي النور.
ضحك ” عزيز ” وهو يعانقها، بينما قبلها من وجنتيها فزأر ” مازن ” بالخلف، رفع والده حاجبه قائلاً :
_ بتغير على بنتي مني ولا إيه ؟
_ لا أبداً، اتفضل أقعد بس متطولش
_ ” مازن “!
نهرته ” بلقيس ” على وقاحته، فتأفف بينما أردفت وهي تمسك بيد ” عزيز” وتجلسه بجانبها قائلة :
_ مكنتش عارف تفضي شوية وقت و تربيه؟
عندما زمجر ” مازن ” مرة أخرى لم تستطع منع نفسها من الضحك الذي شاركها فيه والده، عندما توقفوا التفت بجسده وهو ينظر ل ” مازن ” الذي كان يجلس على الأريكة الأخرى قائلاً :
_ يعني تكون مخطوفة ويحصل كل دة ومتقوليش يا ” مازن “!
رأت ” بلقيس ” كيف توتر زوجها وكأنه طالب قام بأفتعال فعل مشاغب بمدرسته بينما يجيب والده :
_ وانت عرفت منين ؟.
_ جات ورقة من المحكمة الشركة لمكتبك محتاجة امضاء على المحضر.
تحدث ” عزيز ” وهو يقوم بوضع الورقة على الطاولة، كان ” مازن ” يرى إنه غاضباً، وكان يعلم ما الذي سيأتي بعد ذلك، فتحدث ” عزيز ” بغضب وهو ينظر لأبنه :
_ يعني معرفتش تحافظ على مراتك يا استاذ ” مازن “!، وكمان كبريائك منعك تيجي تطلب مساعدتي أو مساعدة رجالتنا، بتحط غرورك قصاد سلامتها.
صرخ بأخر حديثه مما جعل أكتاف ” مازن ” تنتفض، لم يكن يعلم بما يجيبه، فها هو ذا مثل كل مرة يحدث بها شئ ما بسببه، كان دائماً يلقي باللوم عليه ولم يتوانى بأخباره أنه شاب طائش لازال لم يكتمل ليصبح رجلاً،
_ لو سمحت يا عمو، ” مازن ” مبقاش صغير عشان حضرتك تعامله بالطريقة دي!، وبالنسبة لسلامتي فأنا اللى نزلت من البيت من وراه لو كنت قولتله مكنش هيخليني انزل دي حاجة، تاني حاجة جوزي ماشاءالله مبقاش محتاج مساعدة حضرتك وقدر يوصلي بسرعة مكملتش يوم حتى و انقذني ورجعني بيتنا كويسة، أنا مش هقبل أبدا أن حضرتك تقلل من رجولته قدامي أو حتى من ورا ضهري.
تحدثت ” بلقيس ” بقوة وهي تنظر ل ” عزيز ” بثبات، لم يتحدث ” مازن ” وهو ينظر لها، ولأول مره وقف شخص ما لأجله أمام والده، رأى نظرات والده تتحول للأحترام وهو ينظر لها، كان هذا الرجل يكن لها احتراماً أكثر مما يكنه له، وقد ظهر ذلك بحديثه وهو يجيبها بنبرة هادئة منافيه لتلك التي كان يتحدث بها معه :
_ أنا مش يقلل من رجولته يا بنتي، أنا بس كنت مستني منه ييجي يعرفني عشان اساعده، لو أنا مساعدتوش في المواقف دي مين هيعمل كدة!
_ صحابي.
اجابه ” مازن ” بثقة، وهذه المرة كان فخوراً وهو ينطق بالكلمة، بينما شخر ” عزيز ” بسخرية قائلاً :
3
_ شوية السكارى دول بقوا صحاب!
_ لا مش هما، صحابي رجالة يتسند عليهم في اي وقت، مبقتش وحيد يا بابا، جناحي مبقاش مكسور ومبقتش محتاج لكلامك اللى بيقطمني دايماً، أنا بقيت راجل مسؤول و زوج يعتمد عليه، لو سمحت كفاية تشوفني دايما لازم اكون محتاجك.
نهض ” مازن ” وهو يصرخ به، شعرت ” بلقيس ” أنها يجب أن تتركهم بمفردهم، فنهضت بهدوء وهي تخرج للخارج بينما وقف ” عزيز ” أمام إبنه وهو لأول مرة يتحدث بهذه الطريقة، فأجابه بهدوء :
_ انا مش شايفك لازم تكون محتاجني يا ” مازن “، أنا اللى بحتاجك دايما انت ابني و وحيدي، أنا عاوزك تكون احسن واحد في الدنيا، أنا بحاول اشيل عنك هموم الدنيا، بحاول اسندك مش اوقعك، أنا فضلت مستنيك تخرج من طيش الشباب والتمرد دة عشان تفهم إن أي حاجه عملتها في حياتي كانت عشانك.
نفى ” مازن ” برأسه واقترب منه وهو يجيبه :
_ بس انا مكنتش عاوزك تعمل دة عشاني، مكنتش عاوزك تهزقني دايما وتشبهني بيها، مكنتش عاوزك تشتغل ليل نهار عشان تعمل شركة في الآخر هتسيبهالي، أنا بس كنت عاوز..
ثم انخفض صوته وتحشرج وهو ينظر أرضاً بسبب دموعه التي اعاقت رؤيته :
_ كنت عاوز بابا، تقولي أننا هنكون أحسن من غيرها، إنت مكنتش بتدي اي رد فعل على حياتي غير لما اتمرد، عمرك ما فكرت إني كنت بعمل كدة عنداً فيك!، مفكرتش اني بعمل كدة عشان اخد رد فعل منك، أنا مكنتش عاوز منك أي حاجه يا بابا، أنا بس كنت عاوزك تحضني.
عندما سحبه ” عزيز ” من يده لأحضانه أغمض عيناه كي لا تفيض دموعه، فانزلقت كالمطر على وجنتيه وهي تغرق وجهه، بينما شعر بتحرك جسد والده اثر بكاءه أيضاً بينما يتمتم :
_ انت صح، أنا آسف إني ربيتك غلط، انا مليش غيرك يا ” مازن “، دة أنا عمري كله ليك يا ابني.
اومئ برأسه و تشبث بوالده وهو يريد استغلال العناق لأكثر وقت ممكن، ولكن قاطعهم صوت شهقات من الخارج، فأبتعدوا عن بعضهم ونظروا للباب فأنفلتت ضحكة من ” مازن ” وهو يقترب منها قائلاً :
_ يعني بتعملي نفسك هتدينا خصوصية، وإنتِ أصلا واقفه تتصنتي علينا ؟
ضحكت ” بلقيس ” عندما عانقها ” مازن ” و اردفت وهي تنظر لهم :
_ قولت ابص احسن الموضوع يقلب خناقة ولا حاجة.
_ ربنا ما يجيب خناقات بينا يا بنتي.
تمتم ” عزيز ” وهو يضحك بينما ينظر لهم بحب، ثم عندما استمعوا لصوت الجرس ركض ” مازن ” ليفتح قائلاً :
_ اقعد معانا يا بابا أنا طالب غدا.
راقبوه وهو يبتعد فهمس ” عزيز ” وهو يجلس بجانب ” بلقيس ” التي جلست على الأريكة مجدداً :
_ انا روحي في الواد دة، لو بس يفهم.
_ بيتغير، اديله وقته.
لم يجيبها عندما دلف ” مازن ” وجلس بجانبهم وهو يضع الطعام على الطاولة، بينما كلما كان ينظر لوالده كان يبتسم وكأنه طفل لأول مره يرى والده، فلم تستطع ” بلقيس ” سوى تمني أن يدوم الأمر بهذه الطريقة
وألا يعرف أبدا أنها و والده كانوا فريقاً ضده يوماً ما.
1
>>>>>>>>>><<<<<<<<<
والله أنا مش عارفه بعمل في نفسي كدة ليه
ما ابطل ازنقني بجد يعني هيجرى حاجه!
طبعا مش محتاجه اقول اني لسه مخلصاه حالا اكيد باين على وشي 😭😂
3
القافلة هاديه وحلوه اهي، صغير بقا عشان كنت بحضر حاجات الكلية ورايحه جايه والله
+
عصومنا زي القرد اهو عشان تعرفوا بس أن مفيش في طيبة قلبي 🙈😂
على فكره نفس الحادثه بتاعتوا دي حصلت لخالى والله بالظبط من اسبوعين وسبحان الله برضو كان كويس رغم أن العربية من ناحيته اتفعصت، ربنا بيستر
3
المهم بقا اليومين في الاسبوع دول عاوزينهم يكونوا إيه ؟
سبت وتلات
اتنين وخميس
حد واربع.
3
قولولي عشان نحدد البارت الجاي هينزل امتى ❤️
إنجوي يبنوتاتي 😘
- لقراءة باقي فوصل الرواية أضغط على (رواية ايروتومانيا هوس العشق)