رواية أنا لها شمس الجزء الثاني (اذناب الماضي) الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم روز امين
رواية أنا لها شمس الجزء الثاني (اذناب الماضي) الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم روز امين
البارت التاسع والعشرون
🔹الفصل الثامن والعشرون🔹
«أذنابُ الماضي»
#_أنا لها شمس الجزء الثاني،بقلمي روز آمين
هذه الروايه مسجلة حصرياً بإسمي روز آمين
وممنوع نقلها لأية مدونة أو موقع أو صفحات أخري ومن يفعل ذلك قد يعرض حالة للمسائلة القانونية
__________________________
«لم نكُن يومًا بالقُربِ الذي يجعلُنا رفيقتينِ أو حتى من القلبِ مُقربتينِ، لطالما تتوقتُ إلى ضمةٍ لأتذوقَ بها نعيمَ أحضانِك،كم منَ المراتِ تمنيتُ إحتواءَكِ، اشتهيتُ الشعورَ بطعمِ الحنانِ الذي طالما قرأتُ عنه ورأيتهُ بأعينِ مَن هُنَّ بنفسِ عُمُري من الفتياتِ،لم أرَ منكِ سوى الجحودِ والقسوةِ والتعنُتِ،وليشهدَ اللهُ أني محيتُ كلَ ما عانيتهُ من مُخَيلتي باللحظةِ التي تعانقنا بِها وتصافينا،لتتحولَ حياتي كُليًا وتكتملَ بحضوركِ المؤثرِ سعادتي،سطعتِ كشمسٍ فأُعِيدت ليَ الحياةُ واكتملت بكِ دائرةَ سَكِينَتي،بقُربكِ أعدتِ ليَ الأملَ وأنرتِ ليَ دربَ حياتي، وبلحظةٍ إنقلبت الآيةُ،صِرتِ صاحبةَ القلبِ الحنونِ،ساكنةً وسطَ الجفونِ،مالكةً بحنانكِ نورَ العيونِ،محوتِ ذكرياتي وبَدَّلتِها بنسماتٍ دافئةٍ وذكرياتٍ صنعتُها بذاتي لأتناقلها مستقبلاً بينَ أنجالي وأحفادي،أبعدَ جلَ هذا وبكلِ بساطةٍ ترحلين؟!
لا أُماه،بالله لا تتركيني وتمهلي،مازالت الأمنياتُ قائمةً ،مازال الوقتُ مبكرًا فـ لخاطري ولو لمرةٍ واحدةٍ تشبثي .»
2
«إيثار غانم الجوهري»
بقلمي« روز أمين»
_________________
أدار ظهره عن ذاك الحقود ليتحول وجههُ إلى متجهمٍ، أسرعت عليه تسألهُ بارتيابٍ ولهفة وهي ترى إشتعال روحه يقطرُ من عينيه:
-تعالى نروح أي مكان نشرب فيه حاجة
-إدخلي علشان تلحقي محاضراتك… قالها بتجهمٍ وحدة وكاد أن ينطلق نحو سيارته فأوقفتهُ متشبثةً بذراعهِ ونطقت من جديد بصوتٍ أظهر هلعها على من ملك القلب والعقل معًا:
-مش هسيبك من غير ما أعرف الحقير ده قال لك إيه يا يوسف
7
نطق بأعين كالجمر من شدة غضبه:
-بيسان إبعدي، أنا مش طايق نفسي
–
نطقت بإصرارٍ:
-وأنا مش هسيبك تتحرك خطوة واحدة غير لما أعرف السخيف ده قال لك إيه خلاك تتحول بالشكل ده؟
مسح على وجههِ بحدة في محاولة منه للتهدأة، وتحدث بنبرة جاهد لإخراجها هادئة كي لا يزعجها:
-الخطة اللي عملها علينا نبيل السرجاوي
تمعنت لمتابعة حديثه فاسترسل بقلبٍ ينزفُ على حاله:
-طلع “عمرو البنهاوي” هو اللي وراها، تخيلي
فغر فاهها ذهولاً، ليتابع بمرارة:
-أبويا، اللي المفروض يبقى سندي ويعمل أقصى ما عنده علشان يشوفني مرتاح في حياتي
ضحكة ساخرة شقت ثغره ليتابع مسترسلاً:
-عمل أقصى ما عنده علشان يكسرني، مش يسعدني، عمرك شوفتي أب بيعمل في إبنه كده؟!
تمسكت بكفيه وبنظراتٍ تشعُ احتواءًا تحدثت:
-أكيد نبيل بيكذب، ده شخص حقير وممكن يكون ألف الحوار ده علشان ينتقم منك
حرك رأسهُ نافيًا قصتها فتابعت للتخفيف من ثقل ما يحملهُ بقلبه:
-حتى لو كان فعلاً عمل كده،فده خلاص بقى ماضي وانتهى بمجرد جوازنا
1
قد يعجبك أيضاً
اكل الذئب زينب بقلم user07883351
اكل الذئب زينب
111K
5.5K
إقترب، إقترب ولا تتردد، ف أنا على أستعداد تام لذلك، لن أتراجع ولن أَقاوم، أهجم بشراسة حتى تُنهي الأمر سريعًا، إغرز أنيابك الحادة في العظام حتى تكسرها كما يكسر أبي أعواد…
ضـلامـي المتملك بقلم art190
ضـلامـي المتملك
758K
34.5K
ضـلامـي المتملك
🦋عبق الماضي🦋 بقلم RoseAmin
🦋عبق الماضي🦋
69.2K
2.2K
سمرائي،فاتنتي،إلتقيتٌكِ صٌدفة،ويالروعة صٌدفتي معكِ لعيناكِ بريقً كبريقٌ الندي المٌتناثر فوق الزهور صباحاً لرائحتَكْ عبقٍ كعبق الماضي العتيق،لشفتاكِ جاذبية لا تقاوم وب…
القاضي المتهم بقلم Sela987654321
القاضي المتهم
89.8K
2.2K
عندما يصبح القلب جافيا قاسيا، فقد يصيب بعتمة حالكة، كالصحراء القاحلة لازرع فيها ولا ماء، حتى تنزف الروح بلا دماء، مما تجعل الجسد ميتا وهو على قيد الحياة"
سهم الهوي “إمرأة الجاسر” بقلم user21457441
سهم الهوي “إمرأة الجاسر”
1.6M
57.2K
سهم الهوي….. إمرأة الجاسر لا تغترِ عزيزتى وتتباهي أنا الملكة،وسأظل ملكة لا أنكسر ولا أندثر، أنا لستُ كـ باقى النساء اللواتى أضعفهن وأخضعهن عشق كاذب طامع،مازال بيدى ال…
نوفيلا وارتوى الفؤاد بقلم SehamSadek3
نوفيلا وارتوى الفؤاد
101K
2.9K
الملخص. لم تهوىٰ يومًا حضور حفلات الزفاف لكن هذا الحفل كان مختلفًا بالنسبة لها، حفل حضرته من أجل هدف واحد.. هو لفت انتباه ذلك الذي صار يحتل عقلها ويخفق قلبها عند رؤيته…
ذنوب على طاولة الغفران بقلم noryelshry22122019
ذنوب على طاولة الغفران
1.1M
56.5K
عشق لا يُنتسى و أثام لا تُغتفر 💔
ابتسمت بحنوٍ وعينين تنبعثتين منهما حنان وطمأنة الدنيا بأكملها:
-علشان خاطري متزعلش يا حبيبي، هو مش كفاية إن بوسي بقيت معاك ولا إيه؟
نطقت كلماتها الآخيرة بميلٍ خفيف من رأسها زاد من الدلال لينطق بابتسامة تسللت من بين حزنهِ:
-إنتِ بالنسبة لي الدنيا كلها يا بوسي
نطقت وهي تتمسك بيده:
-طب يلا بقى اعزمني على تشيز كيك
لم تكن تريد أكل الحلوى بالتأكيد، وإنما احتواء حبيبها ما كان يشغلها،وارادت ايضًا إبعاده عن افتعال المشاكل، هو يعلم هذا جيدًا لذا تحدث كي يطمئنها:
-حبيبي متقلقيش عليا،أنا رايح جامعتي علشان عندي محاضرات مهمة ولازم أحضرها، إدخلي إنتِ كمان علشان كده هتتأخري
وتابع بغيرةٍ عمياء:
-مش عاوز أكرر كلامي تاني، بس زي ما قولت لك، تبعدي عن أي مكان ممكن يجمعك باللي اسمه نبيل، إتفقنا
-أوكِ، إطمن يا بيبي… قالتها بطاعةٍ ودلال لينطق هو مبتسمًا:
-بيبي؟
قالتها بدلالٍ مفرط أرادت بهِ الإنخراط بعالمها ومحو ما حدث منذ القيل:
-آه بيبي، إنتَ من النهارده هتبقى إبني، وهدلعك واخاف عليك وهعمل لك كل اللي يريحك
ربما نطقت بكلماتها دون أن تدري مدى وقعها على قلب ذاك العاشق، الذي اكتفى بكلمةٍ واحدة عبر من خلالها عن مكنون قلبه:
-بحبك
انتفض قلبها فرحًا وابتسمت وطل الغرامِ من بين العيون، تحرك تاركًا المكان بعدما شيع دخولها للجامعة تحت اشتعال روح ذاك الواقف يراقبُ انفعالاتهما.
7
༺༻༺༻٭༺༻༺༻
استقل سيارته وبغضبٍ ضغط زِر الإتصال وتحدث بعدما اتاه صوت ذاك الذي نطق متلهفًا بأملٍ جديد:
-ازيك يا حبيبي، عامل إيه
قبض على كفهِ بقوة مفرطة حتى أبيضت يده وخرجت كلماته جادة بالكاد سيطر على حاله:
-إنتَ فين؟
-في البيت
3
أجابهُ عمرو لينطق هو بصرامة:
-إستناني،نص ساعة وابقى عندك
سألهُ “عمرو” متعجبًا حدة صوته:
-فيه حاجه ولا ايه يا يوسف؟، إنتَ وأختك كويسين؟
5
-لما اجي هتعرف كل حاجة
أغلق الهاتف فاستغرب عمرو الجالس بين العائلة يتناول طعام الافطار، سألتهُ إجلال الجالسة بجوارهِ:
-عاوز إيه إبن إيثار
احتدت ملامحه ليصيح بحدةٍ ارعبت الاطفال:
-مية مرة قولت لحضرتك إبني إسمه حضرة الظابط يوسف، إبن إيثار دي مش عاوز أسمعها تاني
هتفت نائلة بحدة وصرامة:
-شو بك يا زلمة، رعبت اللزغار بصريخك، هدي لي صوتك شوي
احتدت ملامح إجلال وتحدثت بحدة مبالغ بها:
-والله عال، مبقاش إلا الحريم اللي هتخرس الرجالة في بيوتها
3
أشارت بكفها وهي تقول:
-دخيلك يا ستهم، مابدي فوت معك بخناق من عوش الصُبح، والله بشتهي شي يوم أتروق واشرب قهوتي عرواق من غير نق وطق حنك فاضي
6
همست الصغيرة تشتكي إلى أبيها:
-بابي، فيك تخلي تيتا اللتخينة تهدي حالها شوي، كتير عم يزعچني صوتها
5
تنهد عمرو وتحدث بنبرة مستسلمة:
-حاضر يا حبيبتي
كانت “رولا” الحاضر الغائب بتلك الطاولة، فقد باتت تراقب الجميع في صمتٍ على غير العادة
4
بعد قليل حضر يوسف ليجد والدهُ وإجلال بانتظاره، بينما صعدتا نائلة و”رولا” بصحبة الصغار، وقف عمرو يستقبله فصاح الشاب بوجههِ قائلاً بنظراتٍ مليئة بالإحتقار:
-هو أنا مش هخلص من لعنتك دي أبدًا، لحد امتى هفضل متحمل قرفك وقذارتك يا اخي، لحد امتى قولي؟!
أشارت إجلال بعصاها التي تستندُ عليها إلى يوسف وتحدثت إلى عمرو مستنكرة:
-عشان تبقى تصدقني لما قولت لك ده تربية مَرة ومفيش منه رجا
لم يعر كلاهما لحديث تلك الشمطاء، سأل عمرو نجلهِ:
-فيه إيه يا ابني، هو كل ما امك وجوزها يحرضوك عليا تيجي تصرخ في وشي وتدخل عليا بزعابيبك دي؟!
هتف ساخرًا:
-المرة دي مش جاي لك من طرف امي وجوزها يا عمرو بيه، جاي لك من طرف شريكك
ضيق عمرو جبينه فتابع يوسف بصوتٍ مختنق:
-شريكك اللي اتفقت معاه على كسر إبنك وخسارته قدامه
انتفض قلب عمرو وارتبك ليسترسل يوسف وقد تجمع خزلان العالم أجمع بعينيه:
-جاي لك من طرف نبيل اللي اتفقت معاه عليا، ياللي المفروض إنك أبويا
7
كانت إجلال تعلم ما حدث من عمرو فتحدثت بلامبالاة وصوتٍ عالي:
-ابوك مغلطش يا واد، ده كان بيبعدك عن الناس السو اللي دافن نفسك في حضنهم
وتابعت بتفاخرٍ تحت اشتعال قلب عمرو منها فقد كان ينوي الانكار وكالعادة افسدت خطته:
-طب ده كان حاطط لك عينه على حتة بت هيخطبها لك، تحل من على حبل المشنقة، بس إنتَ اللي فقري زي أمك وملكش في الطيب نصيب
8
كان يتبادل النظرات بينهما بذهولٍ وعدم استيعاب:
– إنتوا إيه،عصابة؟!،مفيش في قلوبكم ذرة رحمة؟
نطق عمرو معترفًا:
-أنا كنت بدافع عن حقي فيك،قولت أبعدك عنهم علشان أقدر أقربك مني وترجع تعيش في حضن أبوك وخيره
صاح يوسف بجنونٍ بعدما أفقداهُ اتزانه بحديثهما:
-أنهي حق وأنهي حضن وانهي خير؟!،الحضن اللي كان بيبدل الستات زي تبديل الشرابات؟!في الوقت اللي كنت حارم ولادك منه؟!
وتابع متجاوزًا رغمًا عنه:
-ولا المال الحرام اللي جايبة من سرقة ونهب ثروات البلد
3
-تجارة الاثار مش حرام….قالتها إجلال لتتابع بلامبالاة:
-جدك نصر الله يرحمه سأل شيخ وقاله مش حرام طللما بتخرج لها الذكا كل سنة
7
-وهو مهرب الأثار هيعرف إيه غير شيخ بالأخلاق دي؟… وتابع محذرًا:
-إسمع يا عمرو يا بنهاوي،باللي عملته ده إنتَ قطعت بإيدك آخر أمل بإن ممكن يكون فيه علاقة بينا في يوم من الأيام
واسترسل مجنبًا اخلاقهُ التي تربى عليها:
-ومن النهارده مش عاوز اشوف وشك في أي مكان أنا فيه،وقسمًا برب العزة،ما تحاول تدخل في أي شيء يخصني أو يخص أختي
وصاح متوعدًا:
-وحياااااة أمي،اللي ما فيه أغلى منها عندي،لأكون مبلغ عنك المخابرات، وهراقبك بنفسي لحد ما أكشف ألاعيبك وكل شغلك الشمال،وساعتها وحياة أمي مرة تانية ما هخليك تلمح نور السما بعيونك تاني
7
تابع تهديدهُ وكل ذرةٍ بجسدهِ تنتفضُ غضبًا:
-لأخر مرة هقولها لك وده علشان خاطر ربنا، إبعد عن طريقي يا عمرو يا بنهاوي
أنهي كلماته واندفع مغادرًا كـ ثورٍ هائج لا يري أمامه من شدة الغضب، بينما صرخت إجلال وهي تشيع رحيلهُ:
-إتفوا عليك عيل ناقص رباية
وكأنهُ فاق من صدمته على صوتها، اعتدل يطالعها ثم انفجر بها لائمًا:
-هو أنتِ كان لازم يعني تنسحبي من لسانك وتأكدي له إني فعلاً اتفقت مع الزفت اللي اسمه نبيل ده؟!
أشاحت بكفها بلامبالاة لينطق هو بغلٍ من بين أسنانه:
-وإنتَ كمان يا ابن الـ……
سبه بلفظٍ نابي ليتابع متوعدًا بشرٍ:
-وحياة أمي لاخليك تندم على الدقيقة اللي فكرت تلعب معايا فيها
5
-لك شو ما أحقرك يا زلمة…قالتها رولا التي كانت تتسمعُ على حديثهما من فوق الدرج لتقرر التدخل فور رحيل الشاب،وتابعت وهي ترمقهُ بإحتقارٍ:
-من كل عقلك رايح تتفق عاإبنك مع غريمه؟!
ياالله يا يوسف، اديشك معطر وبلا حظ،والله هالشاب مرتب ومبيستاهل يكون إله بي متلك
وتابعت بذهولٍ:
-كيف طاوعك قلبك تعمل هيك بإبنك يا زلمة؟
5
-رولا،إطلعي من نفوخي علشان أنا على أخري،دنيتي كلها بتتهد فوق دماغي،يعني من الآخر كده مش ناقص تقطيم،عندك كلمة حلوةقوليعا،معندكيش يبقى تسمعيني سكاتك
رمقتهُ بازدراءٍ استفزه فقرر مهاجمتها قائلاً بهجومٍ حاد:
-بلاش تبصي لي البصة دي وتحسسيني إنك ملاك وتفرقي عني،إنتِ كمان مش بريئة
وتابع مهاجمًا:
-ولا نسيتي اللي عملتيه في إيثار واتفاقك مع بنت عم الحقير جوزها
4
-مافي تشابه بين يلي عِملته أنا ويلي عملته إنتَ…قالتها بحدة لتتابع بما زلزل كيانه:
-أنا حيالله أتفقت عَـ مرة كانت بتشاركني بيوم من الأيام في چوزي،يعني بتكون عدوتي
وسألته باشمئزازٍ:
-بس إنت شوعِملت؟! أذيته لإبنك،يلي من دمك ولحمك،وقفت تطلع عليه وهو بيفرفر قِدام عيونك،وبالأخير طِلعت إنت يلي طاعنته بخنجر خيانتك لئله،يا الله أديشني مصدومه فيك
نطقت متأثرة:
-ياعيب الشوم عليك يا عمرو،يا عيب الشوم عليك ، قِلك عاشي؟
طالعها منتظرًا لتسترسل برهبةٍ:
-بلشت خاف عا سليم ونور منك.
صعدت الدرج لتتركه بصدمة من حديثها وتغيرها الكلي معهُ.
7
༺༻༺༻٭༺༻༺༻
ليلاً بإحدى النوادي الخاصة المتواجدة على شاطئ النيل، يجلس يوسف يقابلهُ فؤاد الذي هاتف الفتى وحدد موعدًا للقاء بعدما أخبرته بيسان بما جرى خوفًا منها عليه،فحضر لمؤازرته والتحدث معه للتخفيف عنه وأيضًا تحجيم غضبه،رفع فؤاد قدح قهوته وارتشف منه القليل ثم تحدث بعينين تجوب المكان بلامبالاة مفتعلة كي يحث الشاب على تخطي الأمر :
-أنا مش عارف إنتَ متضايق ليه، هي دي أول مرة يحزلك يا ابني؟
-أنا عارف إنها مش أول مرة وإنه إنسان بشع، بس عمري ما اتخيلت إن درجة حقارته توصل للدرجة دي… قال كلماتهُ بعدم استيعاب ليتابع بعقلٍ يرفض الاستيعاب:
-ده وجع قلبي وحسسني بالعجز والذُل يا بابا، إنتَ متخيل أنا كنت حاسس بإيه وأنا شايف البنت اللي بنيت كل أحلامي على إنها مراتي، بتسبني وتروح ترمي نفسها لأكتر واحد بيكرهني
تنفس بعمقٍ قبل أن ينطق بجدية:
-بمناسبة البنت يا بيه، تقدر تقول لي إيه اللي إنتَ هببته في مزرعة الخيل ده؟!
ضيق بين عينيه وسألهُ مدعيًا عدم الإدراك:
-حضرتك بتتكلم عن إيه بالظبط؟!
9
-يوسف…قالها بتحذيرٍ ليتابع ببعض الحدة:
-مبحبش اللف والدوران وإنتَ عارف كده كويس
زفر بهدوءٍ كي يستطيع مجابهة ذاك الداهي وتحدث بجدية:
-أنا تربيتك يا باشا،يعني أنا كمان لا ليا في اللف ولا الدوران
-يبقى تتكلم على طول يا يوسف… وتابع لائمًا:
-ينفع تركب إنتَ وبوسي على نفس الحصان؟!
وقدام الرجالة اللي شغالة في الاسطبل يا يوسف؟!، هي دي الرجولة اللي علمتها لك؟!
ارتبك من حدة فؤاد وتوعد بسريرته لذاك الوغد الذي وشى عليه”سلامة”، لملم شتاته وتحدث مبررًا:
-أنا معملتش حاجة حرام، دي مراتي حضرتك
5
نطق يقاطعها:
-على الورق يا حبيبي
-لا يا بابا، مراتي شرعًا وقانونًا، وأي حاجة بتحصل بينا فهي حلال
بنبرة صارمة هتف فؤاد وهو يرمقهُ بحدة:
-أنا مش بجادل معاك ولا جاي أتناقش في الحلال والحرام، أنا بتكلم في عُرف وأصول
وتابع شارحًا:
-والأصول بتقول إن طالما محصلش زفة وأبوها سلمها لك بفستان فرحها ووصلها لحد بيتك، فمش من حقك تتجاوز حدودك معاها
1
نطق مدافعًا عن حاله:
-بس أنا متجاوزتش يا بابا
رفع حاجبه الأيسر بتهكمٍ وتلك الابتسامة الساخرة على ثغرة:
-وَلاَ، متستعبطش، هو لما تقعدها على حجرك وأخوك يفتح عليك الباب ويلاقيك سايح معاها، ولا لما تركبوا سوى على نفس الحصان وتلف بيها المزرعة ده مش تجاوز؟!
-مالك فضحك قدام البيت كله وحكى اللي شافه يا غشيم… قالها موبخًا ثم تابع بإبانة:
-أنا فوت بمزاجي اللي حصل في البيت وقولت عريس وفرحان بكتب كتابه على البنت اللي بيحبها
وتابع بتهديدٍ مفتعل:
-إنما بعد اللي حصل في المزرعة أنا بنفسي هكلم ماجد وأخلي المقابلات في البيت وتحت عيون ماجد شخصيًا
ازدرد ريقه وخشي تنفيذ تهديده فتحدث بهدوءٍ لارضائه:
-خلاص يا بابا حقك عليا، وصدقني اللي حصل ده مش هيتكرر تاني، بس بلاش تكلم دكتور ماجد في الموضوع ده
1
ناظره بقوة وثبات:
-إمشي عدل واتظبط وأنا مكلموش
-حاضر يا باشا…قالها بطاعة لينطق الآخر بممازحة لكسر تلك الأجواء المشدودة:
-مش هتعشينا ولا إيه في أم الليلة دي
ابتسم بسعادة وتحدث متلهفًا:
-أؤمر سعادتك، تحب تاكل إيه؟
وأشار إلى النادل الذي حضر ليملي عليه كلاهما ما استقرا عليه من اختيار الطعام ويرحل لتجهيزه.
تناول الطعام في جوٍ ملئ بالاحاديث الودودة وبعد الانتهاء من العشاء تحدث فؤاد قاصدًا:
-حاسب إنتَ المرة دي،إنتَ مش بقيت ظابط مخابراتي والفلوس بقت على قلبك قد كده
ضحك وتحدث وهو يخرج البطاقة البنكية الخاصة به:
– وماله يا باشا، هحاسب بس متتعودش على كده.
17
༺༻༺༻٭༺༻༺༻
مساء اليوم التالي مباشرةً
داخل منزل “ماجد عليوة”، يجلس بصحبة والداه ببهو المنزل يحتسون مشروبًا باردًا وهم ينتظرون قدوم يوسف وشقيقتهُ، تحدثت نوال إلى نجلها:
-معزمتش إيثار وسيادة المستشار ليه مع يوسف واخته يا ماجد؟
-الهانم رفضت يا ماما…قالها ماجد ليرتشف بعضًا من المشروب ثم استرسل ساخطًا:
-فريال عزمتها وهي بكل جليطة رفضت
1
استمعت لحديث زوجها وهي مقبلةً عليهم فتحدثت بدفاعٍ عن زوجة شقيقها:
-أنا مقولتش إنها رفضت يا ماجد،بلاش تكبر الموضوع
ارتبك قليلاً فلم يكن بحسبانه استماع زوجته للحديث، لملم شتاته وتحدث بثباتٍ مفتعل:
-امال إيه اللي حصل يا فريال؟
1
نطقت بهدوءٍ وسكينة:
-مفيش يا ماجد، الست قالت إن دي أول زيارة ليوسف في بيتنا بعد كتب الكتاب، وشافت إن يُستحسن يكون لوحده علشان يبقى فيه جو من الألفة بينا وبينه
احتوت نوال فكها وتحدثت بنبرة حادة متهكمة:
-قصدك إيه إنتِ ومرات أخوكِ بالكلام ده يا فريال، يعني انا وجوزي اللي حاشرين نفسنا في حياتكم؟!
نطقت متعجبة من حدة السيدة:
-العفو يا طنط، أنا مقصدتش أي حاجة من اللي حضرتك فهمتيه
وتابعت باحترامٍ واتباعًا للأصول التي تربت عليها:
-وبعدين هو حضرتك وعمو حد غريب؟!، إنتوا أصحاب بيت وطبيعي جداً تكونوا موجودين في يوم زي ده
هدأت نوال بعدما تطلع عليها ماجد وطالبها بالهدوء، بينما تحدث عليوة بنبرة ودودة:
-ربنا يكرم أصلك يا بنتي، نوال متقصدش طبعاً، مش كده ولا إيه يا نوال؟
1
تنفست بعمقٍ للتخلص مما اصابها من حدة جراء حديث زوجة نجلها وتحدثت بنفاقٍ:
-أه طبعاً يا ابو ماجد، دي فريال وإيثار سيد من يفهموا في الأصول، وبعدين إحنا خلاص بقينا أهل
وتابعت بزهوٍ وحبورٍ صادق لأجل حفيدتها:
-دي مهما كان أم حضرة الظابط يوسف، جوز بنت إبني الغالية
ابتسمت لها فريال بمجاملة وتحدثت منسحبة:
-هدخل أشوف البنات خلصوا الأكل ولا لسه، وطبعًا مش محتاجة اقول إن البيت بيتكم
نزلت بيسان الدرج بهرولة وسعادة وهي تنطق متلهفة:
-يوسف جه يا بابي
-بالراحة وإنتِ نازلة لتقعي من على السِلم… قالها عليوة بقلبٍ حنون فاجابتهُ بحبورٍ وهي تقبل خده:
-متخافش عليا يا جدو
وهرولت إلى الحديقة تستقبل حبيبها تحت نظرات ماجد الذي تنهد باستكانة بعدما رأى بعينيه سعادة ابنته التي رُدت إليها
كان يتحرك هو وشقيقتهُ حاملين باقة من الزهور الرائعة وعُلبة من الشيكولاتة الفاخرة، وقفت أمامهُ وبدون خجل ارتمت داخل احضانه وهي تقول بحفاوة:
-وحشتني يا چو
6
إبتعد قليلاً للخلف وبات يتلفت من حولهُ باحثًا بعينيه عن اعين فؤاد التي تشبه جهاز الرادار،تعجبت لامره ثم تجاهلت الآمر وقامت بالترحيب بالجميلة زينة:
-وحشتيني يا زينة
16
نطقت بهدوءٍ:
-إنتِ كمان وحشتيني قوي يا بوسي
ولچا للداخل قابلتهما إحدى العاملات وتناولت منهما الهدايا، قابلتهما فريال التي احتضنت يوسف وهي تقول لائمة:
-إيه يا حبيبي اللي إنتَ جايبه معاك ده، هو انتَ غريب يا يوسف
أجابها بهدوء:
-دي حاجة بسيطة يا عمتي
احتضنت أيضًا الفتاة وربتت على ظهرها قائلة:
-نورتي يا زينة
اجابت بخجلٍ:
-متشكرة يا افندم
أشارت لهما للداخل ليقف الجميع لاستقبالهما، تحرك يوسف إلى عليوة وتحدث بنبرة ودودة لذاك الرجل طيب القلب:
-ازي حضرتك يا افندم
قابلهُ الرجل بترحابٍ عالي فتابع وهو يصافح المرأة:
-ازي حضرتك
ابتسمت لتجذبه لأحضانها مقارنةً بـ فريال وتحدثت وهي تربت على ظهره تحت تعجب الشاب:
-إيه حضرَتك وحضرِتك دي يا يوسف، إنتَ خلاص يا حبيبي، بقيت واحد من العيلة،وبقيت عندنا زيك زي بيسان وفؤاد بالظبط، يعني من النهاردة تقول لي يا تيتا ولجدك عليوة يا جدو
ابتسم يجيبها بتقديرٍ:
-ده شرف كبير ليا يا افندم
اقبل عليه ماجد وحاوط كتفه متحدثًا:
-تعالى ارتاح يا يوسف
وأشار له على المقعد ثم رحب بالفتاة:
-نورتي يا زينة، إتفضلي إقعدي يا حبيبتي
بادلتهُ الابتسامة وجلست ليتفاجأ الجميع بصوت ذاك المشاكس الذي حضر مهرولاً:
-حضرة الظابط چو
فتح يوسف ذراعيه وتحدث بوجهٍ أنير برؤية ذاك الحبيب:
-أهلاً أهلاً بمالك باشا
ألقى بجسده في احضان شقيقه الذي احتواه بحنانٍ، تحدثت عزة التي تابعت حضورهُ:
-مساء الخير عليكو
ردد الجميع تحيتها وتحدثت نوال:
-ازيك يا عزة
6
-انشالله تسلمي يا هانم
وتابعت وهي تتحدث إلى يوسف:
-فؤاد باشا بيقول لك خلي بالك كويس من مالك
فهم الرسالة الموجهة،فلم يكن حضور الصغير إلا رسالة تحذيرية من فؤاد إلى يوسف،أراد إخباره أن ذاك المشاكس هو رادار التسجيل الذي سيسجل له تجاوزاته إن حدثت، ابتسم ساخرًا، تحدثت فريال بلُطفٍ:
-اقعدي اتعشي معانا يا عزة
9
-تسلمي يا بنت الأصول، أنا هروح علشان ده معاد قهوة فؤاد باشا… وتابعت بفخرٍ:
-حاكم الباشا ميعرفش يشربها غير من إيدي، امال
وتابعت قاصدة بحديثها يوسف:
-الباشا الكبير بيقول لك إبقى عدي عليه علشان عاوزك في موضوع
-حاضر يا عزة…
صاح الصغير وهو يشيع رحيلها:
-باي باي يا زوزة
أشاحت بكفها دون أن تلتفت:
-باي باي يا اخويا
نطق ذاك المشاغب بملاطفة:
-عمتو، هو انتوا عاملين أكل إيه النهارده
1
اجابتهُ بحنوٍ:
-كل اللي ملوك بيحبه
-يعني عاملين بيتزا؟!
اجابته بابتسامة:
-لا يا لمض،مش عاملين بيتزا
مط شفتيه ليقبله يوسف وهو يسأله:
-أطلب لك بيتزا يا حبيبي؟
نطق بعبوسٍ:
-خلاص بقى هاكل معاكم أي حاجة
نطقت نوال وهي تشير إلى فريال وكأنها سيدة المنزل:
-قومي يا فريال خلي البنات تجهز السُفرة
أخرج يوسف علبة من جيب بدلته ليفتحها وإذ بها إسوارةً من الالماس الحر تفاجأت بها بيسان التي اشتدت سعادتها حتى وصلت عنان السماء،بينما اتسعت أعين نوال وسعد قلبها كثيراً، جلس الجميع يتناولون الطعام في جوٍ ملئ بالألفة والمحبة السائرة بين الجميع،تحدث فؤاد الصغير إلى يوسف:
-يوسف،هو إنتوا فعلاً هتعيشوا معانا هنا في الكمبوند؟
-اه يا حبيبي،اخدنا الفيلا اللي بعد قصر الباشا
-وزينة هتقعد معاكم يا چو؟…قالها الصغير ليهلل مصفقًا بعدما أكد يوسف ونطق بسعادة بالغة:
-أنا بحب زينة قوي،عشان هي جميلة وبتحكي لي حكايات حلوة كل ما تيجي عندنا
نطقت بسعادة مماثلة:
-بس كده يا مالك، لما اعيش هنا كل يوم هحكي لك حكاية
-وعد يا زينة؟
-وعد يا ملوك
لوت نوال فاهها اعتراضًا، بينما وضعت بيسان مزيدًا من اللحوم المشوية داخل صحن حبيبها وهي تقول بنعومة:
-كل اسكالوب يا يوسف
اجابها بابتسامة حنون:
-ما انا باكل اهو يا بوسي
كُل كمان… قالتها بحنوٍ ونظراتٍ متشوقة للحبيب، ابتسم لها وابعد نظره عنها احترامًا لدكتور ماجد وكامل الحضور، انتهى الجميع من العشاء وانتقلوا إلى الحديقة ليكملوا سهرة جميلة مليئة بجوٍ ملئ بالود والحميمية بين الجميع، بعد مدة ذهب ليجلس مع علام وأشقائه لمدة ساعة وبعدها عاد لمنزله هو وشقيقته الحزينة.
1
༺༻༺༻٭༺༻༺༻
بنفس التوقيت
كان يقود سيارته في طريقٍ هاديء عائدًا إلى منزله بعد ان تناول العشاء مع صديقه نادر، قطع طريقهُ سيارتان ليتوقف مُضطرًا، أشار بكفه من نافذة السيارة قائلاً بحدة:
-مش تفتح يا حمار منك ليه
لم يكمل جملتهُ ليجد ذراعًا لرجل ضخمًا يهاجمهُ من نافذة السيارة ويخرجهُ بعدما فتح الباب عنوةً عنه، نطق برعبٍ ظهر بين بعينيه:
-إنتوا مين وعاوزين مني إيه؟
4
-عمرو باشا البنهاوي باعت لك معانا هدية صغيرة… قالها الرجل الضخم ليتبعها بلكمة قوية جعلت عنقه يلتوي للجهة الأخرى، بات يلكمة واحدةً تلو الأخرى حتى وقع ارضًا ليهجم عليه ثلاثة رجال وكلٍ منهما يركلهُ ببطنه وظهره وجميع جسده حتى أصبح كجثةٍ هامدة لا يحرك ساكنًا، مال أحدهم عليه لينطق بكلماتٍ تهديدية:
-لو جبت سيرة عمرو باشا واتهمته، هنجيبك ولو كنت جوه حضن أمك، وساعتها مش هنسيبك غير وإنتَ قاطع النفس ومقابل وجه كريم
هز رأسهُ نافيًا وبرغم عدم قدرته على نطق حرفٍ إلا أنهُ جاهد وهمس:
-والله مهجيب سيرته، بس سبوني.
استقل الرجال سيارتهما وظل هو مُلقى على الأرض حتى اكتشفهُ بعض المارة وطلبوا له سيارة الإسعاف.
༺༻༺༻٭༺༻༺༻
فجر اليوم التالي
كانت تغط في سباتٍ عميق داخل أحضان زوجها، تمللت على صوت هاتف فؤاد الذي فتح عينيه بصعوبة ليتناول هاتفه بتمللٍ، رأى نقش اسم “وجدي الجوهري “فتعجب وعلم أن هناك خبرًا سيئًا بالتأكيد، فمازال الوقت مبكرًا، أخذ هاتفهُ وخرج كي لا يُزعج خليلة الروح، أجاب بهدوءٍ:
-السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رد وجدي التحية فسأله الآخر سريعًا:
-خير يا وجدي،فيه إيه؟
أجاب بصوتٍ مختنق باكي:
-أمي في ذمة الله، ياريت تبلغ إيثار لأني محبتش أقولها الخبر وهي نايمة
وتابع بشهقة خرجت عنوة عنه:
-الدفنة هتكون الساعة سابعة الصبح إن شاء الله، ياريت جنابك تجيبها حالاً علشان تودعها وتقف على غُسلها
-لا حول ولاقوة إلا بالله، إنا لله وإنا إليه راجعون، البقاء لله يا وجدي، وأنا هبلغ إيثار وهنتحرك حالاً
أغلق معهُ وأطبق عينيه بقوة، ثم أخذ نفسًا عميقًا استعدادًا لإلقاء ذاك الخبر المشؤوم على زوجته، تحرك للداخل وجدها تجلسُ على الفراش والزعرُ يملؤ ملامحها، حركت رأسها يمينًا ويسارًا وسألته:
-إوعى تنطقها يا فؤاد، متقولهاش أرجوك
تصنم بوقفته لتتابع هي بحالة من الإنكار:
-هي أكيد تعبانة شوية وهجيبها هنا لدكتور أحمد وهتبقى كويسة
تحرك إليها بحذرٍ ثم جاورها الجلوس،أمسك كفيها وتحدث متأثرًا:
-هوني على نفسك يا حبيبي،وقومي إلبسي علشان تلحقي تودعيها
4
-لاااااااا….قالتها بتأوهٍ مكتوم مع إنكارها الشديد بتحريك رأسها لتتابع بعدما سال شلال دموعها المتألمة:
-أمي بخير،لسه بدري يا فؤاد، أنا ملحقتش أعوض معاها سنين الحرمان اللي عيشتها انا وهي
وتابعت بدموعٍ وانهيار:
-أنا وعدتها إننا هنروح الحج السنة دي كمان مع بعض،هي قالت لي إنها كانت مبسوطة قوي لما روحنا مع بعض من سنتين،وأنا وعدتها إني هحجز لينا السنة دي كمان،وفرحت قوي،وقالت لي إنها مشتاقة لزيارة بيت الله
3
ضمها لأحضانه بعدما لاحظ هزيانها وتحدث وهو يملسُ على شعرها بحنانٍ واحتواء:
-الله يرحمها يا حبيبي،وحدي الله يا إيثار ويلا قومي علشان تلبسي
اشتد بكائها ثم وبدون وعيٍ أطلقت صرخة تعبيرًا عن ألام قلبها المبرح،فاق جميع من بالبيت على إثر الصرخة،شدد من ضمتها وتحدث بألمٍ ينخر بعمق قلبه لأجلها:
-إهدي يا بابا،علشان خاطري إهدي وحاولي تتماسكي،حقك عليا،والله حقك عليا
1
بعد قليل ساعدتها عصمت وعزة على ارتداء ثوبًا أسودًا وتجهز الجميع للذهاب معها ومساندتها في تلك المصيبة التي حلت عليها،وما من اعظمها مصيبة،ذهبت بصحبة زوجها وعصمت وفريال وماجد وأيضًا بيسان التي أصرت على مرافقة والدة زوجها للمؤازرة والوقوف معها،يوسف حضر أيضًا وترك زينة في منزل عمه خوفًا على تأثر الفتاة إذا ذهبت إلى القرية ومسها أحدهم بالحديث عن سُمعة والدتها السيئة،ففضل بقاؤها بصحبة بنات عمه حيث ذهبت زوجة عمه بصحبة حسين لأداء الواجب
توقف أسطولاً من السيارات تابع لسيادة المستشار فؤاد علام الذي ترجل من السيارة ليتجه للجهة الأخرة لمساندة زوجته المنهارة، تحركت بجواره بتشتُتٍ وعقلٍ ناكر لكل ما يحدث، تحت احتراق روح عمرو الواقف بجوار عزيز ووجدي وأيهم وجميع رجال القرية الذين حضروا لتشييع جثمان الفقيدة حسب العُرف والتقاليد والأصول،هرول الجميع إلى إيثار للمواساة وأحتضنها أشقائها الثلاث، ثم تحركت للداخل بمساندة عصمت وفريال وبيسان
1
قابلتها نوارة بدموعها وتحدثت:
-البقية في حياتك يا إيثار، الله يرحمها أخر إسم نطقته كان إسمك، كان نفسها تشوفك بس ملحقتش يا نضري، سبحان الله موتتها كانت سهلة وروحها طلعت بسلام
لم تستمع لحديثها بل كانت تتطلعُ على وجوه الجميع بذهنٍ شارد لم يستوعب بعد حجم الكارثة، تحدثت عصمت بوقارٍ:
-دخليها يا حبيبتي لمامتها خليها تودعها
نطقت زوجة عزيز بهدوء:
-حاضر يا سِت الدكتورة
وتابعت وهي تتجه بإيثار نحو الغرفة بينما وقفت عصمت، فريال وبيسان تنتظرن بالخارج:
-تعالي يختي معايا
ولچت بساقين مرتجفتين للداخل، توقفت لدقيقةٍ تحاول إدراك ما يحدث ثم تحركت إلى تلك الممدة فوق الفراش، جلست بجوارها وبيدٍ مرتعشة رفعت الغطاء لينكشف وجهها المنير، سبحان من أبدع برسم ملامحها الحسناء، فقد زادها الموت نورًا تجلى بملامح وجهها وسِنها الضاحك، تبتسمُ وكأنها تستقبلُ الموت بترحابٍ ورضى، مررت كفها على جبهتها مرورًا بوجنتيها وباتت تتلمسُ جميع ملامحها، مالت بشفتيها تتلمسُ بهما وجنتيها وبدأت بسحب أكبر قدرٍ من رائحتها لتحبسها برئتيها علها تحتفظُ بها الباقي من العمر، نطقت بدموعها الأليمة:
-ماما، أنا جيت، قومي يا حبيبتي علشان تقعدي معايا، طب أنا جعانة، قومي إعملي لي برام الرز المعمر من إيدك، تعرفي إن نفسي فيه بقى شهر بحاله،وكنت هجي لك الإسبوع ده علشان أكله من إيدك
شهقت لتنطق بحرقة ووجع:
-يا ماما قومي حرام عليكِ ده أنا ما صدقت
شهقت وهي تتابع بقهرٍ وقلبٍ ينزفُ دمٍ:
-أنا لسه مشبعتش منك ولا لحقنا نعوض اللي فات، قومي متوجعيش قلبي، كفاية عليا وجعي على أبويا اللي لحد الوقت لسه متنساش
11
وإلى هنا بدأت تُدرك الوضع، فصاحت بشهقاتٍ تقطع أنياط القلوب:
-آاااااه يا وجع قلبي عليكِ يا منيرة
اقتربت منها المرأة المسؤلة عن تجهيز الموتى لمثواهم الأخير وتحدثت:
-وحدي الله يا بنتي وقومي علشان نجهزها للدفن، الوقت بيمر والرجالة مستنية
بعد مرور بعض الوقت تجهزت منيرة لمثواها الأخير تحت نزيف قلب إيثار وهي تساعد في تجهيز والدتها الأخير، ذهب الرجال لدفنها وجلسن السيدات بالمنزل لاستقبال المعزيات، حضرن جميع سيدات القرية وبالأخص أصحاب الطبقة الغنية، فقد أتوا للتملق لزوجة سيادة المستشار الجليل وليس لإبنة قريتهم، حضرت أيضًا “إجلال” وزوجة شقيقها السيدة “شريفة”كما حضرت” أزهار” التي بدى على وجهها الإرهاق والإعياء الشديد، جلست بيسان بجوار والدة زوجها وتحدثت:
-كفاية عياط يا طنط، كده ممكن تتعبي، إدعي لها يا حبيبتي، وإن شاء الله هي في مكان أحسن
تبعها صوت عصمت التي نطقت وهي تربتُ على كف الأخرى باحتواء:
-هوني على نفسك واصبري على الإبتلاء يا إيثار، قولي اللهم آجرني في مصيبتي، وأخلف لي خيرًا منها
كررت كلمات عصمت بدموعها والشهقات:
-اللهم آجرني في مصيبتي، وأخلف لي خيرًا منها
نطقت إجلال الجالسة بأريحية:
-البقية في حياتك
وتابعت بكبرياءٍ:
-الله يرحمها، كانت ولية غلبانة وشربت المُر والفقر مع أبوكِ
لم تكن بحالٍ يسمح لها بمجابهة تلك المرأة الجبروت والرد عليها بما يليق بوقاحتها، بل كان صوتها بغيضًا للدرجة التي جعلت إيثار تريد الصراخ وصم أذنيها، بينما تحدثت عصمت بدفاعٍ عن زوجة إبنها بالرغم من جهلها بشخصية إجلال:
-كلنا فقراء إلى الله يا مدام
ابتسمت ساخرة لتنطق وهي تشملها من أعلى الرأس إلى أخمص قدميها:
-إنتِ بقى حماتها الجديدة؟
تطلعت عصمت على تلك المرأة البغيضة واجابتها بهدوءٍ:
-أنا مامت جوزها، وتقدري تقولي إني مامت إيثار التانية
5
-أنعم وأكرم، أنا بقى الست إجلال بنت الحاج ناصف، وشهرتي في البلد سِتهم…قالتها بتكبرٍ لتتابع بكبرياءٍ أكبر:
-بس ده مش إسم شُهرة وبس، دي صفة طلعها عليا أبويا الحاج ناصف الله يرحمه، ابويا طول عمره وهو شايفني ست الناس كلها، والبلد كلها وافقته عليه بعد ما حسوا اني فعلاً سِتهم
لم تعر عصمت أي اهتمام لحديثها واكتفت بالتطلع عليها باستنكارٍ بينما مالت شريفة بجزعها وتحدثت متهكمة إلى ازهار:
-مش هنخلص من قصة أبو زيد الهلالي اللي عاشت عمرها كله تحكي وتزيد فيها
-ربنا على الفاجر والمفتري يا “شريفة”…جملة نطقت بها أزهار بصوتٍ واهن لتنطق شريفة وهي تتفحص وجهها:
-مالك يا أزهار
نطقت المرأة بإرهاقٍ شديد:
-مش عارفة يا شريفة، بقى لي مدة تعبانة قوي وصحتي كل يوم في النازل، وروحت يختي لدكتور المركز، قال لي ده إرهاق وتعب من السكر والضغط اللي عندي، وكتب لي على علاج وباخده ومفيش فايدة
________________
بالخارج عند الرجال، في سرادق عزاءٍ مهيب قام على تجهيزهُ”أيهم” إكرامًا لوالدته الحبيبة، وقف يوسف بجوار أخوالهِ يتلقى العزاء في جدته، جاورهُ فؤاد مؤازرًا له، وأثناء همسهما قاطعهما صوتًا بغيضًا يحفظهُ كلاهما عن ظهر قلب:
-تسمح يا باشا
تطلع كلاهما عليه ليشير بكفه مسترسلاً بعداءٍ:
-عاوز أقف جنب إبني وأخد معاه عزا جدته
أشار على الرجال المصطفين بنظامٍ وتابع قاصدًا استفزاز فؤاد وخروجهُ عن شعوره:
-زي ما انتَ شايف، كل اللي واقف في الصف عيلة واحدة، ولادها واحفادها، وأنا واحد من عيالها حتى اسأل إيثار وهي تقول لك إن حماتي كانت بتحبني زي عيالها ويمكن أكتر
5
إحتدم داخل يوسف وكاد أن يرد فاجبرهُ فؤاد على الصمت حين قال:
-أنا هقف في آخر الصف يا حبيبي، ومتقلقش أنا جنبك، وقت ما تحتاجني هتلاقيني
قبل ان يجيبهُ الفتى هتف عمرو بحدة وغضبٍ عارم أظهر نار قلبه:
-يوسف مش محتاج لا ليك ولا لغيرك، فلوس أبوه وعزه يكفوه العمر كله
2
لم يعر حديثهُ اهتمام فؤاد الذي تعامل معهُ بتجاهلٍ تام اشعل نار عمرو الذي كان يتيقن من ثورة فؤاد ليقف امام الجميع ويتهمهُ بافتعال المشاكل والتعمد لافساد ليلة المرأة
أشار فؤاد بعينيه إلى ذاك النبيه يوسف حيث فهم إشارة ابيه الروحي والتزم الصمت كي تمر الليلة بسلامٍ
خرج فؤاد من الصف ليعود لمقاعد المعزيين فرأهُ عزيز فلحق بهِ سريعًا وتحدث:
-رايح فين يا باشا؟
نطق برزانة:
-هقف آخر الصف يا عزيز
تحدث بإصرارٍ:
-والله ما يحصل أبدًا، ده أنتَ تقف مكاني أول الصف
تحدث فؤاد بعقلانية:
-مفيش داعي، خلي الليلة تعدي على خير
أصر عزيز فقبل فؤاد تحت إصراره لكن رفض تخطي أبنائها فوقف بالترتيب الرابع بعد عزيز و وجدي و أيهم وتلاهُ أحفاد الثلاث رجال ثم يوسف وعمرو بأخر الصف مما أشعل نار حقدهِ أكثر وأكثر على ذاك الـ”فؤاد”الذي جاء وانتزع منه كل شيءٍ كان ملكًا له بالماضي
حضر وفدًا من رجال الجهاز المخابراتي المصري تقديرًا إلى الضابط يوسف البنهاوي مما جعل أعين الجميع تنظر إليه نظرة فخرٍ وكأنهُ إبن القرية بأكملها، تنفس فؤاد بسكينةٍ وهو يرى شأن نجله يرتفعُ يومًا بعد الآخر، من جانبه نظر الشاب إلى فؤاد وشملهُ بنظراتٍ شاكرة ممتنة لكل ما وصل إليه ونسب الفضل إليه.
6
_______________
بعد قليل ولچ يوسف لمساندة والدته والاطمئنان عليها، تهافت صوت النسوة وهن يبادرن بتقديم واجب العزاء له، فجميعهُن بات يحترمنهُ بعدما رأى جميع ساكني القرية ذاك المؤتمر وإلى أين وصل الشاب من عِلو شأنٍ، ابتعدت بيسان ووقفت بجانب زوجها كي تفسح له المجال لمشاطرة والدته الحزن، احتضنها وقبل رأسها وهو يقول بصوتٍ حزين لأجل والدته المنهارة:
-البقاء لله يا حبيبتي
-لا إله إلا الله…قالتها بقلبٍ يحترق على فقيدة قلبها الغالي،مال على رأس عصمت وقبلها مما أشعل قلب إجلال فقررت الإنتقام الفوري:
-أصيل ومتربي يا يوسف،وارث الرجولة والجدعنة من جدك نصر يا حبيبي
لوت أزهار فاهها متهكمة، بينما رمقتها إيثار باشمئزازٍ فمجرد الاستماع إلى نبرات صوتها البغيض يُذكرها بما عانتهُ على أيادي تلك المرأة المتجبرة، تابعت كي تزرع الفتنة بين الأم وإبنها:
-على طول بييجي يسأل على أبوه وأخواته ويتغدى معاهم كل فترة
اتسعت أعين إيثار ذهولاً ودهشة لتزيد الأخرى النار حطبًا كي يزيد لهيبها ويشتعل أكثر:
-ويسلام لو تشوفيه مع مرات أبوه، بيعزها زي عنيه
ارتجف الفتى لتتوجه نظرات إيثار إليه كسيوفٍ مسنونة لتكمل تلك الحية الرقطاء:
-ولا أخواته، سليم ونور، اليوم اللي بيجي فيه عندنا مبينزلش نور من على حجره، مبتاكلش غير من ايده
شعر كأن جدران المنزل بأكملها إنهارت فوقه بينما صرخ قلب إيثار معلنًا عدم تحملهِ لكل ما يجري،الكل في حالة من الذهول، إيثار، فريال، عصمت، بيسان التي تطلعت على وجه حبيبها الشاحب في حين تابعت تلك الحرباء:
-وارث الأصل من جده
إلى هنا لم تتحمل أزهار أرملة هارون حديث تلك المستفزة لتهتف بحدة وغضبٍ ظهر بصوتها رغم وهنها الشديد:
-أنهي اصل اللي بتتكلمي عنه ده يا إجلال، هو نصر ده كان حد يعرف له أصل من فصل، الله يسامحه أبوكِ هو اللي بلانا بيه وزرعه وسطينا
2
صاحت إجلال بصوتٍ غاضب زلزل جدران المنزل:
-إخرسي يا ولية يا معيوبة يا خاطية، الحاج نصر كان سيدك وسيد بلدك بحالها
ساد الهرج والمرج المكان وتعالت همهمات نسوة القرية لتهتف ازهار بابتسامة شامتة:
-سيد مين يا مرة،مبقاش إلا رد السجون ده كمان ، دي اخرته كانت على إيد عيل ميسواش تلاتة مليم
وتابعت بتشفي:
– بخمس تلاف جنية إدبح واترمى في حمام السجن زي الخروف.
كان يوسف وعصمت وفريال وبيسان يتابعون ما يحدث بأعين متسعة وأفواهٍ مشدوهة،بينما تهز إيثار رأسها مستنكرة،على صوت إجلال التي فجرت قنبلتها الموقوتة حيث هتفت بعدم خوفٍ من الله:
-غريبة، مع اني سمعت انه قتله من غير ولا مليم، قتله قصاد ليلة قضاها معاكي يا ولية يا ناقصة يا بتاعت الرجالة
اتسعت أعين الجميع من تدني مستوى الحوار لتهتف أزهار بغضبٍ في دفاعٍ عن شرفها:
-إخرصي قطع لسانك يا حرباية، ده أنا أشرف منك ومن بلدك بحالها، انا مرة حرة وشعري ما اتفردش غير على كتف جوزي
5
قررت “شريفة” زوجة الحاج “محمد ناصف” التدخل بعدما هاج المكان وتحدثت بملامة :
-عيب يا حاجة إجلال، الكلام ده تطير فيه رقاب
-مش مصدقاني يا شريفة، أنا عارفة حقيقتها الو….. من زمان وحطاه في قلبي وساكتة
وتابعت وهي تتناقل نظرها بين نسوة القرية:
-فكركم هي قتلت الحاج نصر لجل ما تاخد تار هارون زي ما قالت؟
تطلعن الجميع إلى بعضهن فتابعت بكذبٍ وافتراء:
-ده علشان الحاج الله يرحمه كان شاهد على فضيحتها في المركز، كان ماشي بعربيته هو وعلي السواق وشافوها طالعة مع واحد في عمارة، الله يرحمه كان نبيه وشك فيها، قام طلع وراها وخلى السواق يخبط، ولما الراجل فتح له هجم الحاج نصر ولقى الخاطية دي في قلب السرير
صرخت ازهار بدفاعٍ عن نفسها وهي تقول بانهيارٍ:
-يا كدابة يا بنت ال……، والله لاوريكي
هجمت عليها لتبعدها زوجة طلعت وبعض النسوة اللواتي لومن على إجلال قائلين:
-إتقي الله يا ستهم، ده قصف محصنات وإنتِ مش قد حسابه عند الله
4
وقفت إجلال وهي تقول:
-انا واحدة بتتقي الله، ولولا معايا الدليل على كلامي مكنتش نطقت وكنت فضلت مكملة وسترت عليها
وأشارت على أزهار:
-الولية الخاطية دي عندها الإيدز، ومش قايلة لحد علشان سترها ميتفضحش
ابتعدن الجميع عن ازهار حتى شريفة وبدأن بالنظر عليها برهبةٍ وذعر لتتابع تلك الحية الرقطاء بمسكنة:
-وأنا خلاني اتكلم غير خوفي من ربنا وعليكم، الناس ذنبها ايه يتعدوا بسبب واحدة زانية زي دي،ولو مش مصدقين كلامي ودوها لدكتور الوحدة يعمل لها تحليل الإيدز،ولو مطلعش عندها، حياتي تبقى التمن
4
تفاجأ الجميع بصرخات إيثار التي انفجرت بعدما فاض بها ولم تعد تتحمل كل ما يحدث من مهاتراتٍ ، تلك الصرخات والاتهامات والاصوات الصائحة الصادرة عن الجميع ذكرتها بما حدث لها في ثالث أيام وفاة والدها، وكأن تلك الليلة تحولت إلى شريطًا سينمائي لتدور عجلة الأحداث صوب أعينها، تذكرت إذلالها والعجز التي شعرت به حينها، هبت واقفة وصرخت بانهيارٍ حاد:
-إطلعوا بره،إطلعوااااااا
هرول يوسف يتمسك بذراعها لتدفعهُ بكفيها وقد أصابها الجنون فصرخت بأعين غاضبة:
-إبعد عني،إوعى تلمسني،إنتَ كمان إطلع برة
اتسعت أعين يوسف بينما تحدثت فريال:
-إهدي يا إيثار وفوقي لنفسك
دفعت يدها وصرخت وهي تتناقل النظرات بين الجميع:
-إطلعوا كلكم،مش عاوزة أشوف ولا واحدة منكم هنا،إطلعوااااااا
انتهت من كلماتها لتسقط أرضًا مغشيًا عليها، حملها يوسف واتجه مهرولاً لإحدى الغرف وسط ارتعاب عصمت وفريال وبيسان ونوارة اللواتي لحقن به، بينما أمسكت النسوة في بعضهن، وتهجمت أزهار وزوجة نجلها على إجلال حيث خلعت أزهار نعلها وقامت بضرب إجلال به وسط ذهول جميع النسوة وهلعهن من لمس أزهار لإحداهن
8
إنتهى الفصل
«أذنابُ الماضي»
بقلمي« روز أمين»
ملحوظة هاااامة،!!!!!!!!!!!
اولاً انا حزينة من كم التعليقات السلبية اللي بتتهمني ان البارت جاهز ونزل امبارح وانا حذفته علشان الاثارة والتشويق، إيثارة ايه يا بنات، والله العظيم لو الرواية مكتوبة لانزلها كلها مرة واحدة وارتاح من ضغط كل فصل ده، وقسمًا برب العزة علشان تصدقوا، ان اللي نزل امبارح كانوا 400 كلمة وده كان كل اللي مكتوب، وانا بكتب على الواتباد وللاسف جيت اضغط على حفظ ضغط بالغلط على نشر وبسرعة تداركت الامر ونسخت الـ 400 كلمة وحذفت بسرعة، والله والله هو ده كل اللي حصل وانا مش مضطرة احلف بس للاسف نبرة التخوين والتشكيك اللي شوفتها من البعض وجعتني وحسستني ان عشرتي معاكم مقدرتش تخليكم تثقوا فيا، والكومنتات اللي بتتكلم عن التأخير، بالعقل كده هو أنا غاوية اسمع كومنتات سلبية يا جماعة، ما لو البارت جاهز هاخره ليه يا مؤمنين واجيب لنفسي كلام يحبطني ويكسر عزيمتي، مش حابة اقول كلام يزعل البعض بس باريت نراعي بعض شوية ونلتمس لبعض الأعذار، أنا بنشر رواية مجانًا محبتًا فيكم مع اني ممكن انزلها حصري للمدونات واخد من وراها فلوس كتير جداً وخصوصًا انها الحمدلله ناجحة وليها فانز كبير،واجبركم تكملوها في اعلانات سخيفة علشان أحصل على فلوس،بس انا بنزلها هنا وفي الجروب تقديرًا ليكم وعلشان أبسطكم، أنا بحب الكتابة جداً، بالله عليكم بلاش ضغط علشان محسش ان الموضوع اتحول من متعة لضغط نفسى، على فكرة انا لما أجلت يوم الخميس والله العظيم بنتي كانت في المستشفى كان عندها نزلة معوية حادة واتعلق لها محلول وريدي وأجلت دون ذكر السبب علشان مبحبش حياتي تكون على المشاع، زعلتوني وكسرتوا فرحتي بالفصل، وفي وسط ده مش هنسى اشكر كل الناس اللي دافعت عني وقالت في حقي كلمة حق، ربنا يسعدكم ويديم وجودكم في حياتي، وحتى اللي زعلوني ىتمنى لكم السعادة وقراءة ممتعة ان شاءالله
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية أنا لها شمس الجزء الثاني)