رواية أمنية مؤجلة الفصل الأول 1 بقلم يارا ابراهيم
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)
رواية أمنية مؤجلة الفصل الأول 1 بقلم يارا ابراهيم
البارت الأول
أنا قررت أتجوز.
قال الجملة دي “يحيى” ابن عمي، كانت العيلة كلها متجمعة في اليوم ده، الكل أول ما قال كده فرحوا وبصولي بسعادة، ابتسمت بكسوف وأنا ببص في الأرض. فقالت مرات عمي بفرحة:
_ مين هي يا حبيبي.
_ كلكم تعرفوها يا أمي.
قال كده وبعدين بصلي وابتسم وهو بينادي عليّ، رفعت وِشي، والكل بدأ يصفّق، فقال:
_ “منى” صاحبة “لارين”، كلكم عارفينها، بحبها وعايز أتجوزها.
الكل كان في حالة صدمة، أنا بعد الكلمة دي رفعت عيوني ليه بِـ صدمة مش فاهمة إيه اللي بيحصل؟ فقالت مرات عمي بعصبية:
_ وأنا مش موافقة.
_ بس أنا بحبها وهتجوزها.
قال الكلام ده وسابهم ومشي ، الكل كان مضايق بعد ما كانوا فرحانين ، أنا استأذنت وقمت بعد ما باركت…
طلعت فوق السطح وأنا بحاول آخد نفسي من كتر ما أنا كاتمة دموعي اللي كنت مخبّياها في النِّقاب لما طلعت ماقدرتش أستحمل وانْهرت أيوه انهرت يا جماعة، ده دعوة 12 سنة، وفي الآخر ييجي يقولّي عايز أتجوز! لا ومين؟ صاحبتي!
طب… طب إزاي! ما هو محتاجة أفهم، لما هو بيحب “منى”، أمال ليه دايمًا مبيّن لي إنه بيحبني؟
_ أنا “لارين” بنت مُنتقبة، واللي كان بيتكلم من شوية ده “يحيى” ابن عمي وحب طفولتي… قصدي اللي كان، ما هو مش من حقي أحبه خلاص، هيبقى جوز صاحبتي.
كل ما أحاول أهدي نفسي، ألاقي الدموع بتزيد أكتر قولت بضعف وأنا باصة للسما:
_ يا رب… يا رب أنا مش مُعترضة على قدرك، بس يا رب اربط على قلبي.
اتنهدت وأنا بفتكر آخر موقف…
‘فلاش باك’
كنت خارجة من جامعتي… نسيت أقولكم مش أختكم في كلية ألسن قسم ألماني. المهم، كنت خارجة مروّحة كعادتي، بس فجأة نادى عليّا الدكتور بتاعي، فـ لفيت وأنا ببص في الأرض.
_ آنسة “لارين”، ممكن دقيقة لو مش هضايقك؟
_ اتفضل يا دكتور.
_ كنت عايز رقم والدك لو ينفع.
_ وعايز رقم عمي تعمل بيه إيه؟
قال الكلام ده “يحيى”. بصّيت لقيته واقف وعيونه بتطلع نار قولت بقلق؛ لأني عارفة إنه مش بيتفاهم.
_ بعد إذن حضرتك يا دكتور.
_ بس لسه ماخدتش الرقم.
لسه هرد لقيت اللي لف، وهوب… كان الدكتور واقع على الأرض! وبصلي وعيونه حمرا ، لا أخفي عليكم سرًّا… خوفت. هو بيبصلي كده ليه؟ الأمن دخل طبعًا، بس ما الدكتور يا عيني خلاص خد اللي فيه النصيب.
طبعًا ماحدش فكر يتدخل؛ لإنها مش أول مرة يعمل كده فالجامعة كلها اتعوّدت عليه، لدرجة إنه ما فيش حد بيقرب مني. حتى البنات مش بيرضوا يتعاملوا معايا إلا “منى”.
‘باك’
رجعت بذاكرتي لواقعي اللي لحد دلوقتي لسه مش مستوعباه يعني خلاص… مش هحكي عنه لدفاتري، ولا هدعي ربنا يجعله نصيب بجد، هي ليه الحياة مش عادلة كده؟! ما فيش حاجة اتمنيتها غير لما خدتها… مش هاين عليها تسيب الأمنية دي بس ليا.
سكت… بس فوقت على صوت القرآن وأول آية وقعت على مسامعي:
﴿فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءًۢ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾.
سمعتها… ودموعي سكتت، وأنا سكت، وتقريبًا قلبي سكت كمان أصل هعمل إيه غير إني أقول: الحمد لله؟! عدّلت نقابي وقمت علشان أنزل لسه بتحرك وبرفع راسي، لقيته في وشي نزلت عيني في الأرض ومشيت علشان أنزل قلبي مش متحمل حاجة تانية لكن صوته وقفني وهو بيقول:
_ استني.
وقفت ولسه ضهري ليه فـ اتحرّك ووقف قدامي:
_ مال عيونك؟
_ مالهاش… دخل فيها تراب بس.
_ إنتِ ما بتعرفيش تكدبي… مالك يا “لارين”؟
قولت بحدّة لأول مرة:
_ أنا قولت مافيش إنت بقى مش مصدّق، دي حاجة ترجعلك وسِّع علشان أنزل.
مش عارفة جبت الجرأة دي منين، بس كان لازم أرد ولو جزء بسيط من حق قلبي الغريب إنه سكت وما ردش، وبعد علشان أمشي أتحركت وكنت نازلة لقيته بيقول:
_ مش هتقوليلي مبروك؟
_ لا، إزاي؟ مُبارك وعقبال الفرح بقى… خلونا نلبس فساتين.
قولت كده وسبته ونزلت دخلت أوضتي، فضلت أعيط لحد ما نمت مكاني من التعب.
صحيت تاني يوم لصلاة الفجر، صليت، وقعدت في البلكونة أشوف القمر والنجوم كعادتي بسيطة حتى في أحلامي.
عدّى على اليوم ده أربع شهور، والنهارده الخطوبة. كنت بفكّر ماروحش، لكن أنا عمري ما كنت ضعيفة كده لبست فستان مُحتشم ورقيق، ولفّيت النقاب، وطبعًا ماننساش الجوانتي أبو الشياكة كلها.
المهم نزلت، وكان كل العيلة جهّزت ركبت، وبعد فقرة من المدح: “طب ما أنا حلوة أهو، حتى بالنقاب أمال اعمي البصيرة ده ما اختارنيش ليه؟” بحاول أفهم قلبي إنه خلاص مش ليه، وماينفعش أدعي بيه، لكن قلبي عنيد، وشكله هيتعبني معاه.
وصلنا ودخلنا القاعة كان كل شيء مُنسّق وهادي. حرفيًا العيلة كلها قاعدة مش طايقة نفسها للدرجة دي مش حابين “منى”!
كنت قاعدة والدموع في عيني إحساس وحش أوي لما تكون كل أهدافك بتبوء بالفشل ، إمتى هننجح بقى؟! قطع تفكيري صوت مرات عمي، والدة “يحيى”:
_ إيه القمر ده، تبارك الرحمن ربنا يحفظك يا روحي.
كنت لسه هرد، كملت وقالت:
_ مش عارفة… نظره ضعيف ولا هو أعمش ولا إيه بس…
أول ما قالت كده بصيت عليهم تلقائي ، المفاجأة إنه كان بيبصلي، وعينه ما نزلتش من عنيا اتوترت، وقررت أخرج برّه أغيّر جو أصل أختكم مالهاش في جو الأفراح ده.
طلعت كنت باصة للقمر ، هي الدموع دي مش هتخلص ولا إيه؟ ما هو الإنسان لازم يتقبل إن مش كل حاجة يتمناها هياخدها، لأنه وببساطة ممكن مش خير ليك، علشان كده ربنا بعدها عنك.
_ أحم… أحم.
سمعت صوت حد ورايا لفيت، لقيته واحد غريب أكيد ده من قرايب العروسة؛ لأنه مش من العيلة نزلت نظري للأرض فورًا بتوتر، ووقفت فقال:
_ طلعتي برّه ليه؟
لا ما هو أنا ورب الكعبة ماناقصة! قولت كده في نفسي بس طبعًا مردتش كده، فردّيت:
_ هو حضرتك تعرفني؟ ممكن تكون متلخبط.
_ لا، أنا مش متلخبط يا “لارين”. أنا في المكان الصح وبالنسبة لأعرفك… فأنا أعرفك.
_ طب تمام… ممكن بقى توسع علشان أمشي.
_ مش هتسأليني أعرفك منين؟ وعايز أقولك إيه؟
_ حضرتك مش قولت؟ وأنا مش مهتمة أعرف.
_ بس أنا مهتم.
كنت لسه هرد عليه، بس طبعًا… وكالعادة، طَلّ علينا المُنقذ، وهو بيتكلم بحدّة:
_ مهتم بإيه إن شاء الله؟ وإزاي تقف معاها أصلا؟!
_ إيه يا عريس؟ سايب عروستك وجاي ليه؟! وبعدين ما هو لازم أتعرف على مراتي المستقبلية بإذن الله.
بصيت أنا و”يحيى” لبعض بصدمة “يحيى” يسكت إزاي!!
كمل الصدمة اتنين… ونزل فيه ضرب تصدقوا الواد “يحيى” بيعرف يضرب؟ ياختتي الواد هيموّت!
_ خلاص يا “يحيى”، خلاص… علشان خاطري أنا.
أول ما قولت كده، بصلي، وبعدين سابه واتعدل من على الأرض وهو بينفض هدومه طبعًا مش محتاجة أقولكم إن الناس اتلمّت، والكل طلع على صوتنا.
سحبني من إيدي، وركبني العربية وسط صدمة أهلنا وهم مش فاهمين حاجة شغّل العربية ومشي بيها، كنت متوترة أوي، أول مرة أشوفه في الحالة دي.
_ إحنا رايحين فين؟ ده مش طريق البيت.
قولتها بتوتر، فبصلي وما ردش وأنا اتكسفت ونزلت عيوني. بعد حوالي ربع ساعة وصلنا…
_ انزلي يلا.
_ أنزل فين؟ إحنا فين؟
قرب مني وهو بيقول:
_ واثقة فيا ولا لأ؟
هزّيت راسي بأه ابتسم وقال:
_ طب انزلي يلا.
نزلت، وهو قفل العربية وجه ناحيتي. قال:
_ اقفي دقيقة، هعمل مكالمة وأجي.
دقيقة… خمسة… عشرة دقايق. هو طول كده ليه؟! فجأة جت عربية ونزل منها…
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية أمنية مؤجلة)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)