رواية أمل ما بين الحياة والموت الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم منال كريم - The Last Line
روايات

رواية أمل ما بين الحياة والموت الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم منال كريم

رواية أمل ما بين الحياة والموت الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم منال كريم

 

 

البارت الحادي والعشرون

 

حطت أيدها مكان القلم و قالت بصدمة:
أنت بترفع أيدك عليا.
ضغط على قبضته بغضب شديد و سأل بعصبية:
كنتي فين يا أمل؟
نزلت دموعها من غير رد.
بص له بحزن لأنه ببساطة مر سنين على زواجهم و دي أول مرة يرفع أيده عليها ، حتي مش يرفع صوته عليها و ديما يعاملها بحنية كأنها بنتها و يعوض معها حرمان أن يكون أب..
لكن في نفس الوقت فكرة أنها خرجت من غير ما يعرف و راجعة نص الليل و تكذب عليه، هو متأكد أنه تكذب، و الشك لم يتسلل إلى قلبه، لأنه باختصار يثق فيها ثقة عامية.
لكن القلم كان تفريغ غضب و من خوفه عليها…
تبص عليه و هي دموعها تنزل بغزارة ، كل دمعة تحرق قلبها المتعبة و قلبه هو كمان ، هي متأكدة أنها غبية و غلطانة، بس هي من بداية اليوم كانت بتمني اللحظة اللي يأخذها في حضنه علشان تحس بالأمان و تنسي كل حاجه حصلت في اليوم الطويل ده.
نفسها تصرخ بس صوتها مش طالع، عايزة ترمي نفسها في حضنه بس خايفة يرفضها، لسه حط أيدها مكان القلم، و للأسف هو ترك اثر نفسي مش جسدي.
دماغه تقوله زعق و اتعصب عليها و اسألها كانت فين؟ و قلبه رافض كلام العقل.
خرج من الاوضة من غير كلام، فتح الموبايل و بعت رسالة مكتوبة:
مش عايز أعرف أنت مين أو ليه بتعمل كده؟ بس خلني ابرد قلبك و اقولك أن الصور دي متهزش شعري من رأسي ، لاني بثق في مراتي ثقة عامية، و ابقي فكر تلعب في الصور بال Ai علشان وقته اجيبك لو تحت الارض ، نصيحة مني أمسح الصور أحسن لك.
و عمل حظر الرقم و قرر أنه مش يسأل أمل على حاجة لانه في الأساس عمره ما يشك فيها، العصبية و الغضب بسبب خوفه عليها…
دخل الاوضة كانت لسه وافقة مكانها ، صحيح تبكي بس من غير صوت، و لسه أيدها مكان القلم، كأنها مش قادرة تصدق أنه عمل كده.
قرب منها و سحب أيده ، طبع قبلة مكان القلم ثم أيدها و قال بندم: أنا آسف ، حقك عليا.

 

 

هزت راسها بالرفض و زاد بكائها.
حضن وجهها بين كفوف يده و قال بحزن: حقك عليا يا أمل ، مش عارف عملت كده ازاي ، كنت زي المجنون و أنا مش عارف أنتِ فين؟ حست نفسي ضايع تايه، زي العيل الصغير اللي عايز حضن أمه.
باس رأسها و كمل: أنا غبي ، متسرع و متهور ، بس بحبك.
صوت بكائها يزيد بالتدريج حتي وصل صوت البكاء إلى صرخات، كل الي حصل في اليوم كوم و اللي حصل في المقابر كوم تاني.
شدها لحضنه و هو يلوم نفسه أنه السبب في حالتها.
دفنت وشها في حضنه و مغمضة عينها بشدة علشان اللي حصل في المقابر يتكرر قدمها، و أيدها ملفوف حول خصره بقوة.
و صوت صرخاتها يهز أركان البيت.
حاس أنها خائفة مش خايفة دي مرعوبة، ينهال على نفسه بالشتائم أنه سبب خوفها ، لأنه رفع أيده عليه.
نزل دموعه عليها و هو يدعو على نفسه.
مجرد ما سمعت كده بعدت عنه و سألت : انت بتقول ايه ، حرام الدعاء على النفس و الغير.
: اللي زي حلال فيه.
= و أنت عملت ايه ؟
: رفعت ايدي عليكي ، يارب كانت…
حطت أيدها على فمه قبل ما يكمل الدعوة، و قالت بعصبية: أنا مش زعلانة منك و مش بعيط بسببك، أنا استاهل مليون قلم لاني غبية و هبلة و عبيطة.
و مسحت دموعها و قعدت على السرير، قعد على الأرض قدمها و قال: لا يا أمل أنا غلطان ، كان لازم اهدا و أسمع منك ،قبل ما تدهور ، كنت اتجنن و أنا مش عارف أنتِ فين؟روحت قسم الشرطة و دورت في كل المستشفيات و اي عيادة دكتور في المنطقة سالت عنك فيها، و السوبر ماركت و كل شبر في المنطقة ، خوفت أكلم سمر علشان متقلش عليكِ ، أنتِ عارفة بتخاف عليكِ من الهواء.
حست بالندم أكتر لما سمعت كلامه و أنها كانت بتعاني و هي كمان بيعاني و يدور عليها، دموعها في سباق ،و قالت بنبرة حزينة:
النهاردة كان يوم صعب اوي عليا، الحاجة الحلوة هي بسمة.
: بسمة مين؟
قالت بسرعة و بدون تفكير: بنت طارق.
: طارق مين؟
غمضت عيونها من غبائها الشديد، بس قررت تحكي له عن اللي الأحداث اللي حصلت في اليوم الطويل ده.
مسكت أيده و طلبت منه يقعد جنبها ، حطت راسها على كتفه، تنهدت بحزن ثم قالت: احكي ليك عن اللي حصل النهاردة ، حاسة أني على وشك الانهيار ، نفسي اعيط و أصرخ اكتر من كده.
طبط على ظهرها بحنان و قال : وأنا مستعد اسمعك ، بس ممكن تقومي تاخدي حمام ساخن و أنا أحضر الأكل علشان اكيد امولة قلبي مخدتش العلاج النهاردة.
حاولت تهور معه يمكن تنسي اللي حصل النهاردة ، بعدت عنه و قالت: تصدق الظاهر كده نسيت العلاج.
أبتسم و قال: أنا قولت أنك طفلة و لازم أفكرك بالعلاج، أمل امشي من قدمي حالا.
قالت بصوت عالي و لكن بمزح: مش ماشية ،قولي تعمل أيه تمد إيدك عليا تاني صح.
قالت الجملة بهزر ، بس جرحت قلبه هو لانه ديما مصدر أمانها و اللي عملوه خلها تخاف منه، و ده من وجهه نظر حازم ، لكن هي شايفة أنها غلطانة و تستحق و خصوصا لما عرفت أنه كان يدور عليها زي المجنون.
قال بندم: بجد آسف حقك عليا.
قربت منه ، و ابتسمت وهي تقول: قولتك مش زعلانة بطل تعتذر ، الغلط غلطي أنا ، يلا بقا روح أعمل أكل جعانة..
أبتسم و مشي على المطبخ، و هي أخذت ملابس و دخلت الحمام.
نورا كانت في الحمام،لما خرجت مسكت الموبايل و شافت رساله حازم اللي جننتها حرفيا،قعدت على السرير وقالت بعصبيه :
أعمل معاه ايه، بعد كل ده لسه متمسك بيها هي فيها ايه أحسن مني.
و قررت تفكر في خطه تانيه.
حازم بيعمل أكل في المطبخ،هو حزين من تصرفه معها..
اما هي من وقت ما دخلت الحمام وهي مرعوبه عماله تتلفت حواليها حاسه أن حد معها، عمر ما حصل لها قبل كده،شكل المقبره مش بيروح من دماغها وأنها كانت ممكن تتدفن صاحيه،كل ما تفتكر ان المكان كان مرعب تتعب اكثر بتتلفت حواليها زي المجنونه،حاسه بوجود حد معها خدت حمام بسرعه وخرجت.
جريت على السرير وغطت نفسها وهي عماله ترتعش و تنتفض من الخوف،وصوتها عالي.
جري عليها لما أسمع صوتها قعد قدامه سأل : مالك يا قلبي ايه اللي حصل؟
ردت وهي ترتعش: أنا خايفه انا خايفه، حاسة أن في حد معي.
: حد غيري.
حركت رأسها بنعم و قالت:
كنت حاسه أن في حد في الحمام.
حط أيده على راسها وقال:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم،اهدي حبيبتي مفيش حاجه.
قام قاعد جنبها واخدها في حضنه،حطيت راسي على صدره وهو يمشي ايده على شعرها ويقرا عليها آيات من القران الكريم ،و جسمها كلها ينتفض،و منهارة كلياً.
سأل بنبرة حنونة:
مالك يا حبيبتي ؟
ردت بصوت مبوح:
تعبانة اوي ،اليوم كان طويل و صعب.
كمل بنفس النبرة، و أيده تمشي بحنان على خصلات شعرها: ايه اللي حصل لكل ده.
بدأت تحكي من بداية كلام أم حمزة و أن الكلام جرح قلبها و عن مقابلة بسمة و كلامها معها، و حادثة سماح و موت حمزة و كلام أم حمزة لها للمرة التانية وان موت حمزة عقاب من ربنا لها بسبب كلامها لها.
و سكتت و هي بتاخد نفسها، هو عارف أن كل اللي فاتت صعب، لكن هو لما شافها قبل ما يروح الدفنة مكنتش نفس الحالة، متأكد أن في حاجة حصلت و هي السبب في حالتها.
مسك أيدها و باسها و سأل بهدوء: و بعدين يا حبيبتي.
خرجت من حضنه و بلعت ريقها بتوتر و قالت: أقولك بس علشان خاطري اوعدني أنك مش هتعمل حاجه.
: ايه اللي حصل يا أمل؟
= اوعدني الاول.
: اوعدك على حاجة مش عارفها.
= اوعدني أنك مش هتعمل حاجة علشان خاطري .
زفر بضيق و قال: اوعدك.
مسكت أيده ، محاولة منها أن يكون هادي و هو يسمع اللي حصل..
بدأت تحكي و هي عيونها ترقب تعبيرات وجهه ،ظهر على ملامحه العصبية و الغضب و هو يسمع كلامها ، مجرد ما خلصت ، قال ببرود:
أنتِ غبية يا أمل.
مردتش عليه، كمل هو بنفس البرود:فهمني كده ازاي نسكت على اللي حصل.
خبط على دماغها بخفة و كمل: دي جر،يمة، و الزفتة دي من غير عقل، و مجر،مة ، فاهمة كانت ناوية تعملي فيكي ايه، واحدة تفكيرها صور لها تدفنك صاحية، و تقولي مش ابلغ.
ردت بهدوء: يا حبيبي أنت ناسي أنها أم إبنك.
قام من جنبها بعصبية و اتكلم بنبرة حادة:
أنا مش فارق معي ابني، و ده مش سبب بقولك دي مجر،مة مكانها السجن.
قامت من مكانها وقفت قصاده و قالت بصدمة: سجن، ازاي ندخل نورا السجن و هي حامل.
نفخ بضيق و قال: استغفر الله العظيم.
حضن وجهها بين كفوف يده و قال بهدوء: حبيبتي بلاش الطيبة الزيادة دي ، في ناس تستحق الحر،ق و نورا دي أولهم.
: أنت وعدتني.
طلع تليفونه و فتح الصور و قال: شوفي اللي أنتِ خائفة عليها عملت ايه تاني…
بصت للصور ثم له و سألت: أنت شكت فيا.
: بطلي جنان و هبل ،،أنتِ فعلا عبيطة و هبلة، ممكن أشك في اي حد إلا أنتِ، أنا لما شوفت الصور اتجننت لأن حست بالخطر عليكِ، و أنتِ دلوقتي خائفة على نورا ، حبي نفسك و كوني أنانية مع نفسك،قبل ما تفكري في الناس ،فكري في نفسك ، مش كل الناس تستحق التضحية.
=أنت وعدتني مش هتعمل حاجة ل نورا صح.
بص لها بغضب و قال: بعد كل الكلام ده، مفيش فايدة.

 

 

بصت له برجاء و قالت: علشان خاطري.
: الطيبة الزيادة مش حلو و بكره تندمي…
كان يتحرك من قدمها مسكت أيده و قالت: ريح فين؟
: أحضر الأكل.
= استنا أنا جاية معك
: استغفر الله العظيم.
خرج و هي معه، كان ينفجر من الغيظ بسببها ، خائفة بسبب اللي حصل و مع ذلك خائفة على نورا…
حضر الاكل و كانت قاعدة هي على طاولة المطبخ و قالت: أنا خدت العلاج لما رجعت من المستشفى.
: و كلتي ايه.
= تفاحة
: طيب أعمل ايه يارب، ارحمني يارب.
ابتسمت و قالت: مليش نفس اكل بعد كل ده، هي سماح عاملة ايه ؟
مردش على السؤال، كملت هي: حازم هي غلطت بس لازم تكون جنبها.
التزم الصمت علشان تكمل هي: ممكن تشوفوا الشاب ده
قاطع كلامها و قال: نعمل ايه ؟ كان ممكن ينفع لكن بعد الفضيحة دي مبقاش ينفع.
= طيب و الحل
: أسكتي يا أمل لو سمحتي.
قامت من مكانها ، أتحركت لحد عنده و طبعت قبلة مكان القلم اللي خدوا من صباح و قالت بحزن: أنا آسفة أنا عارفة كل اللي أنت في بسببي.
أخذ نفس عميق و قال: أنا محاط بمرضى و مجانين، كل حد عنده مرض شكل، أمي عنده مرض التملك و السيطرة عايزيني من غير راي، و نورا هوس بالتعلق الجنوني، و أنتِ..
و سكت، و سألت هي بترقب: أنا ايه؟
كمل : عندك عقدة ذنب ،فاكرة كل حاجة تحصل ليا بسببك ، فعلا كل حاجة بتحصل ليا حلوة بسببك ، مفيش حاجه وحشه تحصل بسببك يا امولة ، حاولي تتعالجي.
ضربته على دراعه و قالت بغضب: أنا مش مجنونة.
ضحك بصوت عالي و قال: لا مجنونة ، بس مجنونة بي صح.
ابتسمت بخجل و قالت: صح
أنا لي من غيرك اصلا، أنا حياتي هي أنتِ و سمر ولادها و محمد اللي هو زي اخوي، أو تبعد عني أو تزعل مني اتفقنا.
: اتفقنا.
عند عماد ، كان قاعد على البحر مستني النهار يطلع علشان يروح الشركة و يتكلم مع سلسبيل.
و اخيرا انتهى الليل و مر يوم كان طويل و مليان احداث…..
نزلت من التاكسي، اتفاجات بيه قدم الشركة.
كملت طريقها و هي متجاهلة وجوده، مشي جنبها و قال: أنا عارف أني غلطان بس صدقني غصب عني، أنا آسف.
كملت طريقها بدون رد، قال : اختي كانت بين الحياة والموت.
وقفت لما قال كده و قالت: كدبة جديدة صح.
حرك رأسه بالنفي و قال: صدقني دي الحقيقه.
بصت لملامحه كان بيان عليه الإرهاق و التعب، قال بتعب: أنا تعبان و مش نايم و سفر و طريق طويل ، لو سمحتي خلني افهمك.
أخدت نفس و قالت: تمام، اتفضل نقعد على البحر.
أبتسم براحة و قرر يحكي لها كل حاجة عن سماح علشان تكون البداية مبنية على الصراحة…..
فتحت عينها ببطئ و تبص حواليها و اتكلمت بصوت ضعيف: أنا فين؟
الممرضة مش سمعت أول مرة، كررت السؤال تاني، ردت الممرضة: حمد لله على السلامه ،أنتِ في المستشفى.
: ليه؟
= أنتِ مش فاكرة حصل ايه؟
رجع عقلها فلاش باك للحادثة و نزلت دموعها و سألت بخوف: حد عارف أني كنت حامل.
ابتسمت بسخرية و قالت: ابدا العالم كله عرف، حضرتك حديث السوشيال ميديا.
وصلت صباح المستشفى و كانت قاعدة برة، خرجت الممرضة و أذنت لها بالدخول.
تمشي بخطوات ثابتة مش مهززة أو مكسورة ، و كأن مفيش حاجه حصلت، بصت سماح لها و قالت بندم: أنا آسفة يا ماما.
ردت بمنتهي الهدوء: على ايه؟
حاولت تخرج الكلام بصعوبة و نطقت: سامحني.
ردت بنفس النبرة : للاسف يا سماح خسرتي حبي و ثقتي فيكي ، دلوقتي اتمني أنكِ تموتي علشان الناس تنسي أنك بنتي، الناس اللي كانت طول عمرهم يشاروا عليا و يقولوا شوفوا صباح ربت ولادها تربية تشرف و تعليم عالي ، دلوقتي كل ده اتمسح بسببك ، بدعي عليكي تموتي علشان يفتكروا بس الحلوة اللي فيا…
سألت بحزن: الناس و أنا..
: ضيعتي نفسك و ضيعتني معاكي، و خلتي أمل تشمت فيكي.
و خرجت صباح مش من الاوضة من المستشفى كلها و هي ماشية رفع راسها في السماء زي العادة….
خلص كلامه و قال: ده اللي حصل و بقت فضحية كبيرة على السوشيال ميديا.
: سيبك من السوشيال ميديا بكرة الناس تنسي و تلاقي حاجة جديدة يتكلموا فيها، الاهم تكون جنب أختك ، هي غلطت لكن خليك جنبها.
.
حرك رأسه بالنفي و قال: حاليا مش قادر.
: هيجي يوم و تقدر، دلوقتي التفكير يكون إنها تتجوز من الشاب اللي عمل كده، حتي لو الطلاق تم في نفس اليوم اسمها متجوزة ، لازم تعملوا كده يا عماد.
= ربنا يسهل ، دلوقتي أنا في معادنا السابق كنت ناوي اطلب إيدك ، عارف أن الظروف اتغيرت و يمكن ترفضي، و عندك حق لأن السمعة في الارض، أنا كنت جاي اعتذر و اقولك انا حاسس أن قلبي اول مرة يدق و يعرف يعني ايه حب، صحيح الفترة قصيرة لكن تعلقت بيكي، يلا الحمد لله ، أنا أطلب نقلي للشركة في القاهرة ، بس يارب بعد انتشار الخبر مش يطلبوا مني اسيب الشركة.
و قام من مكانه و مع أول خطوة قالت: أنا موافقة على الجواز وبحبك.
بص لها بصدمة و سأل: بتقولي ايه؟
قالت بنبرة هادئة:أنا زيك شايفة الموضوع ماشي بسرعة غريبة، بس يمكن ده ترتيب ربنا ، ظهرنا في حياة بعض في الوقت المناسب ، أنا كنت مدمرة نفسينا و فكرت في الان،تحار لكن من يوم ما ظهرت في حياتي و هي اتغيرت للافضل، بقيت احب اروح الشركة علشان اقابلك و اسمع كلامك البايخ اللي يضحك,و حببت البحر اكتر.
قعد جنبه و سأل : البحر ، ايه حكايتك مع البحر بقا.
بصت ناحية البحر و تنهدت بحزن ثم قالت: حكايتي زي حكاية ناس كتير ، بدأت القصة لما قرار اخوي يهاجر هجرة غير شرعية ، وهو فاكر أنه يروح و يجمع الدهب و الفضة و يرجع.
حذرته كتير قولته بلاش ، كل اللي ماشي في الطريق ده يا مات أو مفقود أو اتقبص عليه، كان شايف أن السفر هو طوق النجاة من كل المشاكل، و سافر و سبني لوحدي و هو عارف أني وحيدة و مليش غيره، خرج من البيت الساعة عشرة بليل و المركب و تتحرك من المينا ١٢ بليل ، و مر أسبوع و شهر و سنة و دلوقتي عدى سبعة سنين و مفيش خبر عنه ،مش عارفه إذا كان مات أو عايش ومبسوطة و نسي أنه له أخت أو مقبوض عليه أو ضايع في البحر ،مش عارفة عنه حاجة، و عندي أمل في يوم يرجع ,من وقت ما سافر أنا مش عايشة و لا ميتة أنا ما بين الحياة والموت، بستنا كل يوم من عشر ل ١٢ يمكن يرجع في يوم.
خلصت جملتها و انهارت من البكاء ، كان يسمع كلامها بحزن، و قال لنفسه نفس جملتها:
ده ترتيب ربنا ، و ظهرنا في حياة بعض في الوقت المناسب ،هي كانت تعبانة و أنا كمان.
علشان تبدأ حكايتهم و كل طرف يدوي جروح الطرف الآخر.
كانت أمل مع حازم اللي صمم يحضر معها الجلسة و اكيد السبب الغيرة من طارق لانه عارف أنه هيكون هناك.
: مش فاهمة أنت ليه جاي معي.
= حقك عليا يا هانم ،اعتبرني زي جوزك.
ابتسمت و قالت: هو أنت متعصب كده ليه.
مردش عليها ، كان مسك أيدها بتملك عاشق متيم و مجنون و هي مبسوطة بكده أنه بيغار عليه.
خرج من الاسانسير و هي وراء، دخلوا العيادة ، كان طارق مستني بسمة ، خطف نظرة سريعة و بص قدمه.
رحت أمل عند السكرتيره ،و حازم راح عند طارق أول ما طارق لقه جاي عليه قام واقف،
مد ايده وقال باحترام: أنا حازم جوز المدام..
و شاور على أمل، مد طارق أيده و قال : اهلا وسهلا أستاذ حازم.
: أنا بشكر حضرتك على مساعدتك ليها مش عارف لو حضرتك مش موجود كان ايه اللي حصل.
=العفو ،صدقني اي حاجه اعملها قصاد اللي المدام عملته في حاله بسمه مش نقطة في بحر،أنا بنتي كانت بتضيع مني والحمد لله ربنا بعت لها المدام عشان تساعدها تتخطى الازمة..
و الغريب رغم أن حازم جاي و في ذهنه أنه هيكون مضايق من طارق، لكن حدث العكس أن الاتنين اندمجوا في الكلام و خصوصا أن شركة طارق نفس مجال الشركة اللي حازم شاغل فيها.
سماح رجعت البيت بعد أسبوعين.
نورا الدكتور طلب منها الراحة لأن في احتمال الجنين ينزل و قررت تنفذ التعليمات لأن الطفل هو مفتاح الجنة بالنسبة لها..
بلغ عماد أهله أنه عايز يخطب لكن صباح اعترضت لأن عماد يستقر في أسكندرية و ده كان قرار سلسبيل ، و تم إعادة السيناريو زي ما أمل سيطرت على حازم، سلسبيل سيطرت على عماد و صباح مكانش قدمها غير الاعتراض على قرر عماد.
و كأن كل اللي حصل مش فارق معها.
سماح عايشة لكنها ميتة، ديما قاعدة في اوضتها وخصوصاً أن وجهها مشوه، عماد و حازم طلبوا من شهاب يتجوز سماح لو يوم واحد، و افق بشرط أن يأخذ مبلغ كبير، و اتجوزت سماح الصبح و أتطلقت بليل.
و تمر الأيام و الشهور
نورا وصلت للشهر التاسع و هي و صباح مستنية الولادة بفارغ الصبر…
سماح زي ما هي تدعي تموت و ترتاح لأنها م،يتة فعلا، بقت اوضتها كل حياتها.
عماد و سلسبيل كتابوا الكتاب من شهر و يجهزوا الشقة علشان الجواز
و يتوصل مع أمه و أخته يومياً لانه مقتنع أنه قصر في حقهم ، حتي حازم يمر كل يوم عليهم ، لكن العلاقة بينهم و بين أمل زي ما هي .
أمل و حازم زي العادة عايشين في حب و سعادة و شوية شد و جذب و خصوصا على موضوع الطفل أمل تعد الايام علشان يوم الولادة و حازم مش فاكر نورا و لا فاكر ابنه اللي في بطنها.
علاقة بسمة و أمل علاقة جميلة الاتنين يعوضوا بعض عن الحرمان.

 

 

و طارق و حازم بقوا أصحاب جدا.
المعظم بقت حياته سعيدة الا سماح و صباح و نورا….
كان قاعد في مكتبه
وصلت رسالة على تلفيونه ،بص فيها و قام بسرعة، سأل صحابه: على فين يا حازم…
: ماشي و احتمال مش راجع النهاردة ..
خرج بسرعة جدا و كأنه في سباق ،خطواته كانت سريعة ، ركب العربية ، و أتحرك لمكان معين.
و بعد شوية كان في العيادة، قال للسكرتير: أنا جبت التحاليل من المعمل ممكن أدخل للدكتور
: المعمل فعلا بلغوا الدكتور و هو في انتظرك.
الدكتور يقرأ التحاليل و حازم منتظر بفارغ الصبر، سأل بتوتر: طمني يا دكتور.
أخذ نفس و قال: للاسف يا استاذ حازم ،أنت تعاني من عقم ، عندك عيب خلقي يمنعك من الإنجاب و مستحيل تكون أب……
و للحديث بقية
رايكم يا حلوين ♥️
رايكم في القفلة بقا 😂 🥳
قالوا لما سمعتوا تحاليل و دكتور توقعتوا ايه🧐🤔🤔
الفصل أكبر من برج القاهرة😂😂
و بس كده مستني رايكم و قراءة ممتعة

 

 

 

____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)