روايات

رواية أمان كاذب الفصل الأول 1 بقلم الاء محمد حجازي

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

رواية أمان كاذب الفصل الأول 1 بقلم الاء محمد حجازي

 

 

البارت الأول

 

-إيه صوت الزغاريط اللي عند عمي ده؟ هو في ايه؟
•ضحك أبوها وهو بيبصلها بعينين فرحانين:
ده عادل، ابن عمك هيخطب.
-عينيها لمعت، فرحتها اتفجرت من غير ما تفكر:
بجد! هيخطب مين؟
كان جواها يقين إنه هيقول اسمها…
لكن الكلمة اللي خرجت من بقه كسرت الدنيا:
هيخطب سما، بنت خالته.
•الأب مد إيده يطبطب على كتفها وقال بحنية:
مبروك يا حبيبة بابا، وعقبال ما أفرح بيكي وأشوفك عروسة.
ابتسمت له ابتسامة باهتة، كأنها بترسم الفرح على وشها غصب، وبسرعة جريت على أوضتها.
قفلت الباب وراها، ورمت جسمها على السرير. دموعها نزلت غصب عنها، كتمت صرخة جوه المخدة عشان محدش يسمعها. قلبها كان بيتقطع، كأن حد شال منها الروح.إزاي؟ إزاي بعد كل كلمة قالها لها؟ بعد كل وعد، بعد كل نظرة؟ومخها بيرجعها لورا، لأول يوم قال لها فيه الكلمة اللي غيّرت حياتها.
كانوا قاعدين سوا في جنينة بيت جدهم. فجأة بصّ لها نظرة مختلفة، عينيه ثابتة عليها، وصوته هادي لكنه مليان صدق:
أنا بحبك.
-اتسمرت مكانها، وشها احمر، قالت بسرعة:

 

 

إنت بتقول إيه يا عادل؟ لأ، مينفعش.
عادل ضحك بخفة عشان يطمنها، ومال عليها وقال:
أيوه، بحبك. من زمان. ومش قادر أخبي تاني.
-عادل اللي بتقوله ده غلط، ولاحظ اني بنت عمك.
ضحك بخفة، قرب منها وقال:
يا بنتي، إنتي بنت عمي. إنتي خايفة مني؟ ده أنا اللي أخاف عليكي من الغريب.
سكتت، وهي بتحاول تهرب بنظرتها، لكنه مسك إيديها لأول مرة. حسّت بدفا لمساته، وقلبها بيرقص رغم خوفها.
قالها وهو بيشد على إيدها:
طب ما تيجي نخليها جد… واتقدملك.
-ردت بخجل وصوت واطي:
طيب، اتقدم حد ماسكك ولا اي؟
عادل ابتسم وقال بثقة:
أنا مستني ظروفي تتحسن، عشان لو روحت دلوقتي عمي ممكن يرفض. بس صدقيني، إنتي ليا أنا، وهتفضلي ليا.
قرب من إيديها، و بسها بخفة، وسابها من غير ولا كلمة تقدر تقولها. كل اللي عملته إنها نزلت عينيها في الأرض، وسكتت، لكن قلبها كان مليان فرحة.
ودلوقتي، وهي غرقانة في دموعها، بتفتكر المشهد ده وتحس إن البوسة اللي كانت دليل وعد ما كانتش غير بداية كذبة.
يا بنتي إنتي بنت عمي، يعني في الآخر ليا، مش هضحك عليكي.
الكلمة لسة بترن في ودنها لحد دلوقتي؟
والليلة، هو نفسه اللي بيفرحوا بيه مع غيرها.
الدموع غرقّت مخدتها، وكل ما تحاول تهدى، صوت ضحكه بيرن في ودانها.
افتكرت الليالي اللي كانوا بيسهروا فيها عالتليفون بالساعات، يفضل يحكي ويضحك، وهي تسمع نبرته اللي كانت بالنسبة لها أمان.
-مرة قالت له وهي بتضحك بخجل:
مش هتقفل وتنام؟
رد بسرعة:

 

 

أنام إزاي وأنا سايبك؟ طب قوليلي إنتي، هتكلمي مين غيري؟
وافتكرت غيرته اللي ما كانتش بتديها مساحة تتنفس.
مترديش على حد غيري. حتى صحابك البنات، خففي معاهم. أنا مش عايز حد ياخدك مني.
سكتت ساعتها، حسّت إن غيرته دليل على حبه، بس دلوقتي فاهمة إن الغيرة دي كانت أوهام بتغطي على كذبه.
ومرة جابت سيره الخطوبة، وقلبها مليان أمل:
عادل، مش هتيجي تخطبني بقى؟
ضحك ضحكة مترددة وقال:
لسه بدري يا حبيبتي. خليني أظبط وضعي الأول.
وفي مرة تانية، واجهته بجرأة:
أنا خايفة، لو حد تاني جه وتقدم لي.
صوته علا:
إزاي تقولي كده؟ إنتي بتاعتي أنا. فاهمة؟ محدش غيري ليه عين يقرب منك.
لكن كل مرة كانت النهاية وحدة، يتهرّب. يسيبها معلّقة على وعد مالوش ميعاد.
والليلة، سمعت الحقيقة المرّة: إن ميعاده جه، بس مش معاها
—————————-
كانت لسه في أوضتها،و قاعدة على طرف السرير، عينها على الأرض بس مش شايفة حاجة. دموعها كانت بتنزل في سكون، وهي بتقول لنفسها بصوت واطي متقطع:
لا… لا أكيد في حاجة غلط… أكيد بابا فاهم الموضوع غلط… عادل مستحيل يعمل كده… مستحيل.
الشك كان ماسكها من كل ناحية، بس الوجع كان بيعض في قلبها.
حست إن نفسها بيضيق، صدرها بيطلع وينزل بسرعة، والهوا بقى تقيل.
حطت إيدها على صدرها كأنها بتمنعه يفرقع من الوجع.
قامت فجأة، مش قادرة تقعد بين الجدران دي تاني. فتحت باب أوضتها، وطلعت على السلم وهي بالكاد شايفة قدامها من كتر الدموع.
وصلت للسطح، الهوا البارد ضرب وشها بس ما ريّحهاش… وقفت عند السور، مسكت إيديها في السور بقوة، ودموعها بتنزل بلا توقف.
رفعت وشها للسما، صوتها طلع مهزوز وواطي:
ليه… ليه بس؟ أنا لازم أفهم… لازم أفهم إنت ليه عملت كده يا عادل؟ ليه؟
قعدت على الأرض عند الحيطة، حضنت ركبتها وبقت تهز نفسها وهي بتبكي، دموعها ما وقفتش.
قعدت كده شوية طويلة، الدموع بتنزل والصوت بيطلع مبحوح من حلقها.
مسحت دموعها بإيدها المرتعشة، طلعت الموبايل من جيبها، بصت على اسمه وهي مترددة.
ثم همست وهي بتبص على صورته:
أنا لازم أعرف، لازم أسمعها منك إنت.
وضغطت زر الاتصال.

 

 

الرنين بدأ، والهوا لسه بيلفح وشها والدموع على خدها.
عادل رد من أول رنة، وصوته طلع متوتر:
الو….. اذيك يا جميلة
جميلة ما قدرتش تقول غير:
تعالى، تعالى فوق علي السطح.
قفلت،بس دموعها مش بتوقف. أول ما سمعت خطوات وراها والتفتت، شافته.
عادل.
قرب منها بخطوات تقيلة، وهي وقفت متسمّرة مكانها.
قال بصوت واطي:
جميلة…
-دموعها غرقت وشها، لكن صوتها خرج مرتعش:
الكلام ده بجد؟انت خطبت؟
سكت لحظة، بص بعيد وكأنه بيهرب، وبعدين قال:
أيوه.
الكلمة كسرت قلبها في لحظة. اتجمّدت، وإيديها وقفت في الهوا، والدموع بتنزل من غير صوت. بعد ثواني، شهقت شهقة قوية وقالت بصوت مبحوح:
إزاي؟! إزاي تعمل كده؟! بعد كل حاجة قلتها لي؟ بعد كل كلمة؟!
قربت منه، عينيها كلها وجع:
طب ليه ما خطبتنيش أنا؟ ليه سيبتني أعيش على وعودك؟ ليه
عشمتني؟
~عادل شد نفسه لورا، صوته بقى حاد:
عشان أنا ما كنتش شايفك زي ما إنتي شايفاني.
-اتجمدت أكتر، دموعها نزلت بغزارة:
إيه؟ يعني إيه؟!
~عادل قال ببرود:
أنا عمري ما شفتك زوجة لي. إنتي كنتي مجرد وقت، مجرد حاجة بتهوّن عليا. كنتي موجودة، بس مش غالية.
شهقت، وحطت إيدها على صدرها:
مجرد، وقت؟! أنا اللي كنت بحلم بيك كل ليلة؟! أنا اللي كنت بدعيلك في كل سجدة؟!
~ عادل قطع كلامها،و صوته أقسى:
إنتي اللي سمحتي لنفسك تصدقي الوهم. أنا كنت بقول كلام، وإنتي صدقتيه. كنت محتاجة تصدقي أي حاجة، وأنا ادّيتك اللي عايزة تسمعيه.
-جميلة دموعها اتضاعفت، وعينيها زغللت:
ليه؟! ليه تعمل كده؟! ليه تخليني أصدقك؟!
~عادل ضحك ضحكة قصيرة، لكنها جارحة:
لأني كنت عارف إنك هتصدقيني. إنتي ضعيفة يا جميلة. كل كلمة كنت أقولها، كنتي تمسكي فيها كأنها حياة أو موت.
-انهارت أكتر، صوتها عالي:
أنا ضعيفة لأني حبيتك! أنا ضعيفة لأني صدقتك! طب إيه ناقصني؟ هي فيها إيه عني؟!
~عادل صوته بارد، وكل كلمة بتقطعها:
هي فيها اللي إنتي ما عرفتيش تحافظي عليه، احترامها لنفسها. ما مدتش إيدها، ما ادّتش ودنها لكلام، ما خلتنيش أصدق إني أملكها. إنتي كنتي معايا بكل حاجة، من غير ما أطلب.
-جميلة دموعها غرقت وشها، وقفت مكانها متجمدة كأنها حجر:
يعني، أنا ما استاهلكش؟
~عادل قال بقسوة:
إنتي ما استاهلتيش حتى أحلم بيكي.
الكلمة كسرت ضهرها، شهقت شهقة قوية، وإيديها نزلت ترتعش.
ليه يا عادل؟! ليه تعمل كده؟! أنا اللي كنت كل ليلة أدعيلك، أنا اللي كنت أقول لنفسي إنك ليا. ليه تبيعني؟!
~عادل بص لها ببرود، وصوته تقيل:
عشان إنتي كنتي عايشة حلم لوحدك. أنا عمري ما وعدتك بحاجة. إنتي اللي مسكتي في كل كلمة صغيرة وكبّرتيها.
-صرخت:
كلامك ده كان حياة لي! إنت اللي قلت لي بحبك! إنت اللي مسكت إيدي وقلت لي إنتي خطبتي ! إنت اللي عشّمتني!
~عادل قرب منها خطوة، عينيه جامدة:
عشّمتك؟ لأ، إنتي اللي عشّمتى نفسك. كنتى محتاجة أي كلمة تسمعيها. وأنا كنت بلعب، بلعب بكلام.
-جميلة دموعها نزلت غزيرة، جسمها كله بيرتعش:
ليه؟! ليه تجرحني كده؟! أنا عملت لك إيه؟!
~عادل رفع حاجبه بسخرية:
إنتي عملتى كتير، إنتي خلتيني أشوف إنك مش مختلفة عن غيرك. كنت فاكر فيكي حاجة مميزة، بس لقيتك عادية، أضعف من العادي كمان.
-شهقت:
عادية؟! بعد ما حطيتك فوق الكل؟ بعد ما خليتك دنيتي كلها؟!
~عادل ابتسم بسمة قاسية:
وأنا عمري ما حطيتك حتى في بالي. إنتي كنتي موجودة، لحد ما لقيت اللي تستاهل.
-دموعها اتضاعفت، وقفت قدامه عاجزة:
هي فيها إيه عني؟ قولي، قولي إيه عندها مش عندي؟!
قولي ازاي قدرت تعمل فيا كدا، ازاي هونت عليك كدا
ازاي حطيت واحدة تانية مكاني!
~عادل بصوت بارد، وجارح:
فيها عقل. فيها كرامة. فيها اللي يخليها توقف قصادي وما تتهزش. فيها اللي خلاني أحترمها. إنما إنتى، من أول كلمة لي وقعتِ، ومن أول نظرة سلمتى نفسك، مش محتاجة تفاصيل. إنتي ما كنتيش تحدي.
-جميلة وقفت كأنها اتشلّت، شهقتها عالية، والدموع مغرقاها:
يعني، كل اللي بينا كان كدب؟!
~عادل رد من غير ما يرمش:
كان تسلية. وإنتي صدقتي التسلية دي، وعشتِ فيها وكأنها حياة.
-جمبلة صرخت، صوتها عالي لدرجة يتسمع من بعيد:
حرام عليك! ليه كده؟! ليه تموتني وأنا عايشة؟!
~عادل رجع خطوتين، صوته اتقسى أكتر:
لأنك صدقتي إنك مختلفة، وإنتي ما كنتيش. إنتي كنتي مجرد محطة.
وقفت تتنفس بصعوبة، إيديها على صدرها، جسمها بيهتز من البكاء.
وبعدين وقعت على ركبها، بتمسك الأرض بإيديها وتبكي، صوتها بيتقطع:
أنا، أنا كنت بحبك بجد، ليه تذلني كده؟ ليه؟!
وهو واقف قصادها، سايبها تنهار، وكلامه الأخير نزل عليها زي خنجر:
والحب مش كفاية يا جميلة، وأنتي عمرك ما كنتى كفاية ليا.
– طب أنا بنت عمك، يا عادل، ليه تعمل فيا كده؟! مش إنت اللي قلت لي أنا هحافظ عليكي من الغريب؟ يا شيخ، يا ريتك كنت سبتني للغريب! كان أهون من كسرتك لي.
سكتت ثواني، شهقة قوية قطعت نفسها، وبصت له بعيون كلها وجع:
–إزاي إنت اللي كنت أماني، تبقى أول واحد يهدّني؟!
~عادل شد نفسه لورا، صوته قاسي، كلماته تقيلة زي الطعن:
إنتي اللي عملتى في نفسك كده. أنا ما غصبتكيش على حاجة، إنتي اللي صدقتي، إنتي اللي سلمتى قلبك لكلام. محدش خلاكي غيرك.
الكلمات وقعت عليها زي الحجارة، رجليها تراجعت خطوة لورا، حسّت كأن الأرض بتسيبها.
وفجأة، صوت جاي من وراهم، تقيل وقاطع:
وأنت يا عادل، عملت حساب لعمّك؟ لو هي غلطانة، فالغلط بيرجع لك إنت قبلها.
الهواء اتجمد في لحظة.
جميلة شهقت، وعادل وشه اتبدّل، عينه اتسعت بخوف…
———————-
#يتبع.
يترا مين اللي جه وخلي عادل يخاف كده؟
وهل جميلة لوحداها اللي غلطانة، ولا عادل كمان؟
ويترا خطيبة عادل لو عرفت هتعمل اي؟
كل ده هنعرف البارت الجاي باذن الله ♥
بقلمي /آلاء محمد حجازي

 

 

0 0 votes
Article Rating
____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x