رواية سر في قلوبنا الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم همس كاتبة
رواية سر في قلوبنا الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم همس كاتبة
البارت الخامس والعشرون
25 قبل الاخير
عمرو بغضب شديد : بترفعي عليا قضية طلاق يا منى ؟ عايزة تطلقي بعد سبع سنين ؟ خلاص منتي ضمنتي ان في عيل جاي في السكة فعايزة تتطلقي و تذليني بيه مش كدة ؟
منى ببرود : خلصت ؟ طلقني
عمرو بجنون : ايه الي حصلك ؟؟ انتي اتهبلتي و لا ايه ؟؟ دي لعبة جديدة مش كدة ؟
منى بهدوء : لأ … انا كفاية عليا سبع سنين معاك … قولت اريحك مني خالص … مش انت الي قولت انك مستحملني بالعافية ؟ .. ما انا الست الي اتفرضت عليك غصب عنك …و زي ما دخلنا بالمعروف نخرج بالمعروف … انا خلاص مش محتاجة لوجودك بحياتي … حاولت اعمل كل حاجة عشان ارضيك و اخليك تحبني .. بس الظاهر ان انت قلبك حجر ما بتقدرش حد و لا
بتحس بحد … عشان كدة بقولك طلقني بهدوء و من غير شوشرة
عمرو : مش انتي بس الي عملتي .. انا كمان عملت حاجات كتير علشانك .. حاولت اعاملك كزوجة على قد ما بقدر .. و حاولت احبك بس ما قدرتش … ما الحب مش بالعافية … و برضو فضلت مستحمل جنانك و قرفك بس عشان ما احسش بالذنب تجاهك .. حتى بعد كل حاجة عملتيها بيا كنت بسامحك .. واحد غيري كان طلقك من زمان
منى بغل و الم : طبعا ما انت الملاك و انا ابليس … انت دايما كدة .. لازم تبان البطل ابو قلب كبير .. و انا الشرانية الي ما بتطيقش حد .. انت الي دمرتني و وصلتني للمرحلة دي .. انا الوحيدة الي استحملت غرورك و انانيتك .. حتى اهلك ما قدروش يستحملوك .. انا الوحيدة الي كنت بطبطب عليك و بغطي على مصايبك … اديتك كل حاجة بملكها .. اديتك قلبي و حياتي و كل فلوسي الي ورثتها من امي … حتى نصيبي بالشركة تنازلتلك بيه … و قعدت في البيت اخدم امك و اخواتك … بقيت بالنسبالك خدامة و البنك المركزي وقت الازمات … استحملت خيانتك و غدرك و كلامك عني قدام الكل … كفاية بقا .. انا تعبت منك و من العيشة معاك .. خلاص انا حققت هدفي باني ابقى ام … اما انك تحبني فده هدف انا تنازلت عنه زي ما تنازلت عن كل حاجة … و انا دلوقتي بطالب بحريتي و حريتك .. و مش هتنازل عن الطلاق
عمرو بهدوء : منى استهدي بالله … احنا بقالنا سنين مع بعض .. يوما ربنا رزقنا بطفل عايزانا نطلق ؟ فكري بابننا شوية
منى بابتسامة الم : دلوقتي افتكرت انه ابنك ؟ مش ده الي كنت عايزني انزله يا بيه ؟؟ مش انت اكبر مخاوفك انك تخلف مني بالذات ؟؟ ايه الي تغير ؟؟ … عادي اعتبر ان مفيش بيبي و لا حاجة … طلقني و عيش حياتك عادي .. اوعدك مش هطلب منك حاجة اكتر من انه يتسجل على اسمك … باباه بالاسم و بس .. انا الي هربيه و اكبره .. مش محتاجة لوجودك جنبي
عمرو بغضب : انتي اتجننتي .. ده ابني و مش هسمحلك تحرميني منه … مفيش طلاق .. الواد هيتربى بين امه و ابوه
منى : و الله ! بس ده ما كانش كلامك … ازاي عايز تربي طفل و انت مش طايق امه ؟؟ انت بنفسك شايف باباك عايش ازاي .. ايه عايز تعيش زي حياته ؟ … لو انت عايز تعيش زي باباك فأنا مستحيل اقبل اعيش زي مامتك … مش هستحمل اكتر من كدة يا عمرو .. انا طهقت من العيشة دي … ما بقاش عندي طاقة اكمل معاك .. و لا عندي قدرة اقدم اكتر من الي قدمته .. كفاية لحد هنا
عمرو : منى .. اوك انا عارف قد ايه قدمتيلي .. و عارف قد ايه ضحيتي عشاني .. بس ما ينفعش تطلبي الطلاق عشان لحظة غضب … اوعدك اني هتغير .. و الله هعمل اي حاجة عشان احافظ على حياتنا مع بعض …. انا مش زي بابا زي ما انتي فاكرة … بابا حياته كده عشان قلبه مع ست تانية … مقدرش يحب ماما عشان هوا بيحب وحدة تانية … بس انا عمري ما
كنت كدة … و عمري ما حبيت ست بجد .. كل الي فات كان لعب عيال … خلينا نبدأ من اول و جديد و نحاول مع بعض عشان نربي ابننا الي جاي في السكة
منى باندفاع : مش هضيع الباقي من عمري مع راجل مش بيحبني .. انا زيي زي اي بنت .. عايزة حد يحبني و يهتم بيا … يعرف ازاي يحترم مراته و يفرض احترامها ع الكل … انت عمرك ما كنت كدة … عندك ادهم مثلا كان دايما بضهر مراته على الصح و الغلط … كنت انت الي تجبرني اعتذرلها يوما نتخانق مع ان هيا الي غلطانه بس جوزها كان بيقف قدام الكل و يدافع عنها … و اهو نديم كمان مراته محدش يقدر يتكلم عليها نص كلمه … ده كان هيضربك عشانها … اشمعنا انا الي جوزي مش بيسندني ؟ لا ده انت الي بتغلطني قدام الكل و بتقل مني … هيا الجوازة دي غلط من اولها … انا من حقي اعيش مع راجل يحبني و يحترمني .. مش هقضي عمري كله معاك
عمرو و عيناه تطلق شرار : قصدك ايه يا مدام ؟؟ عايزة تطلقي عشان حد تاني ؟!
منى بابتسامة خبيثة : و افرض ؟ ده حقي .. من حقي اتجوز حد يحبني بجد
امسكها عمرو من معصمها بعنف و قربها منه
عمرو بجنون : بقولك ايه .. طلاق انا مش بطلق .. هتعيشي و هتموتي و انتي على ذمتي … اطلعي هاتي حاجتك عشان هترجعي معايا يلا
منى : مش هرجع يا عمرو … قولتلك طلقني
عمرو بغضب : اسمعي … انا خلاص جبت اخري … لو ما طلعتيش و لميتي هدومك حالا هطلع بروحك
منى بهدوء : مش هرجع الا بشروط
عمرو باستغراب : شروط ايه ان شاء الله ؟
منى بخبث : عندي شروط لو تنفذت هرجعلك
عمرو اخذ نفس عميق حاول ان يهدأ و قال : اتفضلي قولي .. ايه شروطك ؟
منى : اول حاجة مش هسكن في بيت عيلة خالص .. عايزة بيت ليا لوحدي
عمرو : ماشي انا موافق .. ايه تاتي ؟
منى : تاني حاجة هيا شبكتي .. عايزة ترجعلي شبكتي كاملة .. و هسامحك بفلوسي التانية مش عايزاها
عمرو بضحكة : يا سلام ! … ماشي .. الي بعده
منى و قد تغيرت نبرتها و قالت بألم : و اخر حاجة دي وعد مش شرط … هتوعدني انك عمرك ما هتتجوز عليا ولا تخوني ولا حتى تهيني و هتعاملني بالمعروف
نظر اليها مطولا .. و كأنه يعيد حسابته تجاهها … و يرى اثر قسوته عليها في عينيها المحمرة
عمرو بهدوء : اوعدك يا منى اني هتغير .. اوعدك اني هعاملك احسن من قبل بكتير … انتي يا منى بنت عمي قبل ما تكوني مراتي … و انا قسيت عليكي و قهرتك … بس و الله غصب عني .. احساسي الدائم اني اتجبرت اتجوزك ده كان بالنسبالي اهانة … عمري ما فكرت اشوفك بطريقة تانية … بس اوعدك من النهاردة هبدأ من جديد … هحاول اعمل اي حاجة عشان احافظ على اسرتنا … انا عمري ما حسيت اني ممكن اكون مسؤول لدرجة اني ابقى اب … بس دلوقتي انا الي عايز البيبي ده اكتر منك … انا محتاجله … يمكن هوا الي يقربنا من بعض … انا اسف يا منى على كل حاجة عملتها و زعلتك … اقسم بالله عمري ما هكرر الاخطاء الي فات
ابتسمت منى بمرارة و تدحرجت من عيناها دمعة
منى بصوت مبحوح : كنت مستنية الاعتذار ده من سنين … كل تصرف كنت بعمله معاك كان انتقام لقلبي الي جرحته … انا حبيتك اكتر من نفسي .. و هانت عليا كرامتي عشانك … انت ما قدرتش كل الي عملته … و جرحتني اكتر لما رفضت البيبي … انا عمري ما فكرت اذلك بيه زي ما انت قولت … انا كل هدفي كان اني اخلف منك … اخلي حاجة بالدنيا دي تربطني بيك .. عشان لما تبعد عني يفضل معايا حاجة من ريحتك … كنت على طول حاسة انك هتسيبني بيوم من الايام … عملت المستحيل عشان تفضل ليا … انت مش عارف انا بحبك قد ايه
وضعت يدها على وجهها و بدأت تبكي بألم و خنقة … اقترب عمرو منها و امسك يدها … وضعه يده الاخرى على خدها و مسح دموعها … اخذها بحضنه و ملس على ظهرها برفق … اما هي فتشبثت به بحرارة …. كانت تستنشق عطره بقوة … تخشى خسارته رغم كل ما فعله بها … رغم عناده و غروره … لكنها تحبه .. لا تستطيع الابتعاد عنه .. حتى لو احترقت بقربه
في هذه اللحظة كانت مروة ستدخل باندفاع .. ولكنها توقفت عندما رأت حالهم …. ابتسمت بسعادة و تراجعت للخلف حتى تتركهم على راحتهم
*******************************
في المستشفى
تحديدا في مكتب الطبيب الذي يشرف على حالة محمد … كان يجلس فريد صامتا لا ينطق ابدا و يستمع لحديث الطبيب مع نديم
نديم : هو حالته ايه يا دكتور ؟
الدكتور : بصراحة حالته معقدة اكتر مما تصورت … و هوا لسا تحت المراقبة .. ..محتاج من 3-10 ايام عشان يتشخص بشكل دقيق … بس من خلال حديثي مع فريد بيه … قدرت اعرف انه تعرض لصدمة نفسية شديدة اثرت عليه و هيا وفاة مامته … يعني الدوا مش السبب الاساسي للمرض .. بس كان ليه تأثير كبير عليه و بيتحكم بحالته النفسية … و انا لما اتكلمت معاه شكيت بالبداية انه عنده انفصام … بس بصراحة بعد ما درست حالته اكتر كان الارجح ان الي عنده هو DID
نديم بصدمة : يعني هوا مش بس تحت تأثير الدوا ؟ ده مريض كمان ؟!
الدكتور : ايوة … على الاغلب انه الي عنده هو اضطراب الهوية التفارقي DID .. و ده مرض تعدد الشخصيات .. يعني بيظهر بكذا شخصية مختلفة تماما عن الي قبلها …. لما اتكلمت معاه اول مرة لاحظت انه كان زي الطفل الصغير بيتصرف ببراءة و مش فاكر اي حاجة عن المشاكل الي حصلت معاه و ده لان عقله بيحاول يحميه من الألم او مواجهة مخاوفه … بس حاليا وضعه اختلف تماما و ظهر على انه شخص بالغ و عنيف جدا … ده كان هيكسر المستشفى بلي فيها
تبادل نديم و فريد النظرات المصدومة
نديم ابتلع ريقه بصعوبة و قال : و الحل يا دكتور ؟ يعني ممكن يتعالج ؟
الدكتور : اكيد في علاج بس المرض مش بيختفي بيوم و ليلة .. العلاج بيكون عادة على المدى الطويل و على اكتر من جانب … لازم نشتغل على العلاج الدوائي هوا مش شافي بس بيساعدنا نتحكم بالعدوانية او الاكتئاب عنده .. الهالوبيريدول بيساعده يهدا و يظهر الشخص الطفولي بس الجرعات لازم تكون دقيقة و منتظمة على عكس الي كان بيحصل قبل كانت كميات كبيرة و عشوائية … و الاهم من الدوا هوا العلاج النفسي المكثف … من خلال الجلسات و دمج الشخصيات مع بعض و لسا في احتمال ظهور شخصيات تانية فلازم نتأكد …يعني العلاج موجود … وأخوك ممكن يتحسن تدريجيًا … بس رحلة طويلة
و بتتطلب صبر ومتابعة دقيقة … المهم دلوقتي إنه يكون بأمان.. ونفهم كل شخصية …ونراقب تأثير الدواء على حالته
مسح نديم وجهه بكفيه .. يحاول الاستيعاب قدر المستطاع .. و لكنه لا زال مصدوما من وضع اخيه
نديم : طب و مدة العلاج قد ايه ؟ امته ممكن يرجع طبيعي ؟
الدكتور : العلاج هياخد وقت طويل نسبيا .. يعني مش اقل من سنتين … و يمكن اكتر .. ده بيتحدد حسب استجابته للعلاج النفسي و الدوائي …بس في حاجة غريبة لاحظتها و عايز اعرف لو عندكم علم بيها
نديم باستغراب : في ايه يا دكتور قلقتني ؟
الدكتور : احنا عملناله شوية فحوصات و ظهر ان الكلية الشمال مش موجودة .. و في ندبة في بطنه مكانها
نديم بصدمة : ايه ؟!
خطر على باله فورا كلام رحاب عندما قالت ان احد من اقرباء لميس تبرع لوالدتها بكليته
نديم بادراك : ايوة فهمت .. يبقى هو تبرع بيها لست عندها فشل كلوي .. هل ده هيأثر عليه ؟
الدكتور : لا ابدا … بس لازم ناخد بعين الاعتبار ان عنده كلية وحدة … فالمتابعة الدورية ضرورية عشان نتاكد من سلامتها
********************************
في المساء
شيرين بقلق : غزل … عمار مش بيرد عليا من الصبح …. انا خايفة اوي … انا هروح اطمن عليه
غزل : تعالي هنا يا بت انتي … هتروحيله فين .. انتي اتجننتي … احنا ما صدقنا الاوضاع هديت شوية … استني لما يرجع نديم هروح معاه نشوفه و هطمنك عليه
شيرين : لا هاجي معاكو … لازم اعرف هوا ماله … انا خايفة يكون جراله حاجة و انا قاعدة زي الهبلة
غزل : اتلمي يا بت و اتقلي شوية .. مش معقولة انتي شيرين الي اعرفها ؟! … يا بت يمكن مشغول … لما يفضى هيكلمك
شيرين بتوتر : لا .. اكيد في حاجة … انا مش مطمنة
في هذه الاثناء دلفت سامية بسرعة
سامية باندفاع : شيرين … صحيح محمد رجع ؟
شيرين : ايوة … كويس انك جيتي عشان احكيلك … لميس دي طلعت بنت ستين كلب .. دي الي كانت مخبياه كل السنين دي … و كانت بتضحك علينا
جلست سامية بارتخاء و على وجهها ملامح الصدمة
سامية : انتي بتقولي ايه ؟! … لميس !!
شيرين : ايوة ضحكت علينا كلنا … و هيا الي وقعتك بقضية الاداب … انا اسفة يا سامية على كل كلمة قولتهالك و لومت بيها
… انا بجد مكسوفة منك و مش عارفة اودي وشي منك فين
سامية ببكاء : انتي بتقولي ايييه ؟! يعني هيا الي خط..فت محمد … هيا الي بعدته عني
شيرين بتوتر : لا و مش بس كدة … دي السبب بمرضه كمان
سامية بصوت مهزوز يختلط بالصدمة : مرضه ؟! هوا مريض ؟؟؟
شيرين بغصة : ايوة … مرض نفسي .. مش عارفة ايه هو .. بس غزل الي لاقته و كلمت نديم و دلوقتي هوا بالمستشفى
نظرت سامية الى غزل بعيون باكيه .. قربت منها و حضنتها بقوة
سامية ببكاء : انا مش عارفة اشكرك ازاي .. انتي فضلتي عليا … انتي رجعتيلي اكتر شخص بحبه بالدنيا دي … محمد كان اغلى حاجة بحياتي … كنت فاكرة اني مش هشوفه خالص … بس هو رجع بفضلك
غزل بتأثر : انا ما عملتش حاجة .. انا لقيته بالصدفه … هوا دلوقتي تعبان .. بس اكيد هيتعالج و يرجع كويس … مكنتش متخيلة انك بتحبيه كدة
سامية بنهيار : انا بحبه اكتر من نفسي … عمري ما فكرت بغيره … بقالي خمس سنين مستنياه على امل انه يرجعلي … انا عايزة اشوفه .. اروحله ازاي ؟؟
شيرين : هوا تعبان دلوقتي يا سامية .. مش هيقدر يشوفك
سامية ببكاء : و النبي تودوني ليه .. هشوفه خمس دقايق بس .. عايزة اشوفه عشان خاطري
دلف نديم و سمع حديث سامية الاخير
نديم : شيرين خوديها تشوفه … وجودها جنبه يمكن يفرق معاه
نظرت له سامية بامتنان
اكمل : بس لازم تستحلمو الحالة الي هوا فيها .. وضعه مش سهل … حاولو ما تبينوش زعلكم قدامه .. هوا محتاج دعم نفسي
اومأت شيرين برأسها و قالت : طب يلا يا سامية بسرعة
ذهبن سويا و بقيت غزل مع نديم … اقتربت منه و قالت : حبيبي .. مالك مهموم ؟!
نديم. : هحكيلك .. بس الاول هغير هدومي عشان نروح لعمار
غزل : ماشي … يلا
اصطحبها الى غرفتهم و بدأ يخبرها بحديثه مع الطبيب
************************
منى : مروة … انا وعمرو تصالحنا
مروة بابتسامة : عارفة .. ربنا يهنيكم يحببتي و يفرحك بالبيبي الصغنن ده .. دنا هاكله لما يتولد
ابتسمت منى و ابتعلت غصة في حلقها
منى : مروة … انا بجد محظوظة بيكي … انتي اكتر حد وقف معايا … انتي الوحيدة الي دعمتيني من قلبك …. عمري ما حسيت ان في حد بيحبني زيك … انا فخورة بيكي جدا … انا دلوقتي بس فهمت يعني ايه اخت … انتي كرستي حياتك كلها عشان بابا … و دلوقتي انتي الوحيدة الي اهتميتي بيا و بحملي و وقفتي جنبي بمشاكلي مع عمرو … انا عمري ما عرفت ابقى زيك
مروة : ليه الكلام ده بس يا منى .. انا اختك يعني الحيطة الي هتتسندي عليها لما توقعي .. تفتكري يعني عشان معندناش اخ مش هيبقى لينا سند … انا بضهرك دايما يا حببتي … حتى ابنك هكون سند ليه لما يكبر .. لو حد فيكم زعله هطلع بزمارة رقبتكم
منى بضحكة : ده نور عنيا محدش يقدر يزعله … مروة … هو انتي هتعملي ايه الفترة دي ؟ شايفاكي مركزة اوي بالمذاكرة
مروة بابتسامة : اممم … اصل بصراحة يعني … انا هسافر بريطانيا
منى بصدمة : ايييه ؟!!! ليه ؟؟!
مروة : اتقبلت في الجامعة البريطانية و هسافر اعمل مجاستير بالامن السيبراني … انتي عارفة اني من زمان بخطط لده
منى بقلق : يعني هتقعدي قد ايه هناك ؟!
مروة : ما تقلقيش .. سنة بالكتير … دوام كامل … و بعدها هرجع تاني
منى : طب و انا ؟! و بابا ؟!
مروة بهدوء : انتي هترجعي لعمرو ولو حصل اي حاجة هجيلك على طول … و بابا انا اتفقت مع ممرضة هتقعد معاه طول فترة غيابي .. و انتي اكيد هتزوريه كل فترة .. و هوصي غزل و شيرين يطمنو عليه كمان
منى : انا مش قادرة استوعب .. هتسافري سنة كاملة … هتوحشيني اوي … مش متعودة تغيبي عني
مروة : و الله و انتي هتوحشيني كمان … بس انا مشكلتي ان حياتي واقفة … حابة اعمل حاجة جديدة .. زهقت من الروتين … عايزة اغير جو
منى : خسارة وحدة بجمالك و بطيبتك لغاية النهاردة قلبها ما دقش لحد … هما الرجالة اتعمو ولا ايه
مروة بضحكة : مش يمكن الاقي نصيبي هناك .. تفائلي شوية
منى بخبث : قولي كدة من الاول .. هتسافري تصيدي مش كدة
مروة بضحكة صاخبة : يخربيت افكارك السم دي … انا مسافرة اتعلم … بس ده ما يمنعش اني اصيد على قولتك
منى : بلا وكسة .. انتي بتغرقي بشبر مية … ما فلحتيش هنا عشان تفلحي هناك
مروة بسخرية : اممم سبنالك الخبرة يا ستي
**********************
دلف نديم و هو يمسك بيد غزل الى فيلا عمار
استقبلهم عمار و على وجهه ملامح التعب و الحزن و لكنه يحاول ان يظهر جديته قدر الامكان
غزل باستغراب : مالك يا عمار ؟ وشك تعبان كدة ليه ؟
عمار بتهرب : ابدا مفيش حاجة .. اتفضلو
جلسو سويا في الليفنغ
نديم بهدوء : بص يا عمار .. مهما كان الخلاف بينا فهو صفحة و طويناها … انا بالبداية عايز اكلمك عن موضوع شيرين .. و بعدين هنتكلم بالحاجة الاساسية الي انا وغزل جايين عشانها
عمار باستغراب : اتفضل اتكلم سامعك
نديم : انا فهمت من غزل انك عايز ترتبط بشيرين الكلام ده صحيح ؟
عمار : لا مش صحيح … انا مش عايز .. انا فعليا مرتبط بيها
كتمت غزل ضحكتها و هي ترى ملامح الغيرة على وجه نديم
نديم بغضب مكتوم : بس هيا ليها اهل … و الاصول انك تتقدملها بشكل رسمي حتى لو بتحبو بعض
عمار باندفاع : تمام .. اعتبرني بطلبها منك دلوقتي حالا … و ده مش تقليل من شأن فريد بيه .. بس بما انك حاضر حاليا فانا بطلبها منك مبدئيا .. و اي حاجة هتطلبها انا موافق عليها من غير ما اعرف هيا ايه
ظهرت ابتسامة جانبية خفيفة على وجه نديم
نديم بهدوء : انا مش من حقي اعطيك موافقتي من غير علم ابويا … بس انا مش ضد جوازكم … انا كل الي يهمني سعادة اختي .. و لو هيا موافقة و عارفة مصلحتها فانا اكيد هدعمها بقرارها
عمار و قد لانت ملامحه و شعر بالاطمئنان قال : تمام .. حدد الوقت الي انت عايزه و انا اتقدملها بشكل رسمي
نديم : بعدين هنتكلم بالموضوع ده .. حاليا وضع البيت متكركب شوية … المهم دلوقتي … عايز اطلب منك طلب
عمار باستغراب : ايه هوا ؟
نديم : مذكرات باباك
ابتلع عمار ريقه بصعوبة و قال : مش ابويا .. اسمه رجب الخولي … انا مليش اي صلة بيه
نديم باستغراب : انا عارف ان بينك و بينه مشاكل .. و عارف هو عمل ايه مع مامت غزل .. بس ده هيفضل باباك يا عمار
عمار : قولتك مش ابويا … انا اتبريت منه
نديم : زي ما تحب … ممكن اقرا المذكرات ؟
عمار : ليه ؟ عايزها بايه ؟
نديم : في حاجة مهمة لازم اعرفها … شادية … اسمها موجود بالمذكرات دي ؟ كانت خطيبته زمان
تكلم عمار بصعوبة : اه … موجود
تبادل نديم و غزل النظرات
غزل : عمار انا محتاجة المذكرات دي … هيا الدليل الوحيد الي ممكن يثبت براءة حد مظلوم
عمار باستغراب : نعم ؟
نديم : هتقدر تديهالنا ؟
عمار بتفكير : طب و بعد ما تاخدوها هتعملو ايه ؟
نديم : مش لما نعرف الاول فيها ايه
عمار : ماشي هديهالك … بس عندي شرط
نديم باستغراب : شرط ايه ؟
عمار : مهما كان الموجود بيها … علاقتي بشيرين ما تتأثرش … و تضمنلي انها ليا … وقتها هديلك المذكرات و انا مطمن
نديم : انا موافق
غزل : عمار قولتلك قبل كدة انا هزبط موضوعك انت و شيرين مع عمي … ما تقلقش مهما كان الموجود بيها مش هتتاثر لا انت و لا شيرين
عمار : طيب .. ثواني هروح اجيبها
قام عمار و التفت نديم الى غزل
نديم : هتزبطي موضوعهم ازاي بقا ؟؟ ده باباه مج..رم … و بابا مستحيل يسامحه و لا هيرضى يجوز شيرين لابن عدوه
غزل : ما تقلقش … انا عندي خطة … و بعدين مين الي قال ان اونكل فريد هيعرف الحقيقة … مينفعش يعرف الا بعد ما عمار و شيرين يتجوزو
نديم : تمام … بس يعني هتعملي ايه ؟ ايه الخطة ؟
غزل : لا لو قولتلك هتزعل .. خليها لوقتها احسن
نديم : ماشي يا غزل .. اول ما نروح هتقولي كل حاجة
في هذه الاثناء اتى عمار و اعطى لنديم دفتر كبير نوعا ما
امسكه نديم بفضول … فتح اول صفحة … قرأ بعينيه اول سطرين و رفع نظره الى غزل بصدمة
غزل بانفعال : اقرا بصوت عالي
عمار : لأ … انتي بالذات ممنوع تقريها .. انا قولتلك الي فيها .. مفيش داعي تعرفي كل التفاصيل
نديم بتوتر : عمار عنده حق … انا مش قادر استوعب اول سطرين ما بالك الباقي
غزل بجمود : ما تخافوش عليا … انا اقدر اتحمل اي صدمة … صدقوني مش هتأثر اوي يعني
نديم بلخبطة : بس
غزل بمقاطعة : من غير بس … انا عايزة اعرف الي حصل بالتفصيل
عمار : غزل .. افهمي … في حاجات عيب تسمعيها … لما تروحي نديم هيفهمك
نظر له نديم باستغراب
غزل بادراك : اه … ماشي
عمار لنديم : لما تتقدم شوية بالقراية هتفهم
بدأ نديم يقرأ بعينيه … كانت غزل تتابع تعابير وجهه المصدومة … كان الذهول يزيد كلما قلب صفحة تلو الاخرى
غزل : في ايه يا نديم ما تقولي
نديم بصدمة : ده مريض نفسي … استحالة يكون بني ادم طبيعي
غزل : محنا عارفين .. بس هوا كتب ايه ؟ قال ايه عن ماما ؟ و ايه الي كتبه عن شادية ؟
نديم : انا مش مصدق الي بقراه … ده سبب بان..تحار 8 ستات بنفس الطريقة … و من بينهم مامتك و شادية … و في اسماء لستات تانية … ده بني ادم مريض … كاتب كل حاجة و بيوصف هوا عمل ايه بالزبط … ادق التفاصيل باقذر المسميات … و بيعتبر الي عمله انجازات ليه …. لا .. احنا لازم نبلغ البوليس
غزل بصدمة : 8 ستات ! … يعني تاكدت انه هو السبب بمو..ت شادية
نديم : اه .. هوا كتب كل حاجة عملها بالتفصيل … لما عرف انها اتجوزت و مخلفة حس بالغيرة … و كتب انه الست الي بترفضه مصيرها المو..ت … و بدأ يبعتلها تهد..يدات زي الي كان بيبعتها لمامتك و لكل الضحايا التانية….. وصلت معاه لانه يقرب منها فعلا و بنفس اليوم انت..حرت … هي الوحيدة من بين الحالات دي الي عمل معاها كدة
غزل بصدمة و غضب : يا انهار اسود .. دي كمان جر..يمة تانية … ده لازم يتحاسب .. مينفعش نسكت حتى لو هيتحبس شهر واحد بس المهم انه يتعاقب
عمار بصوت مخنوق : مفيش وقت …. ما اعتقدش يلحق يتعاقب على كل اعمله … يمكن لو قررتو تفضحوه .. اهل الضحايا يحملوني انا الذنب بما اني ابنه …. بس انا سبقته بالخطوة دي و اعلنت اني اتبريت منه بشكل نهائي .. عشان لما يمو..ت اكون بريء من كل اعماله
نديم : عمار كل الناس عارفة ان انت حاجة و باباك حاجة تانية خالص … بس انا ما فهمتش ازاي ما فيش وقت ؟ هو حالته متأخرة للدرجادي ؟
عمار بهدوء : و اكتر مما تتخيل … النهاردة الصبح ماما كلمتني … الدكتور قالها ان كل المؤشرات بتبين انه جسمه مش قادر يستحمل اكتر من كدة …يعني صعب جدا يعيش اكتر 24 ساعة
غزل بصدمة : ايه ! … ما توقعتش حالته حرجة كدة
عمار اخذ نفس عميق و قال : ايوة … ربنا كبير .. خلي البشرية تستريح من شره
جلس نديم سارح الذهن … يفكر بما قد يحدث في الايام المقبلة …. تحدث لنفسه
” ايه الي هيحصل الايام الجاية ؟ لو هقول الحقيقة … هستفيد ايه ؟ …. رجب كدة كدة مي..ت … مفيش مجال انه يتعاقب على الي عمله … و بابا ممكن لو عرف يتصدم و يتعب او ياخد عمار بذنب ابوه و يأذيه … دي مراته و حبيبته اكيد مش هيسكت …. طب مين محتاج يعرف الحقيقة … مفيش غير محمد و لميس … لا لا .. محمد مينفعش يعرف … دي مامته .. يمكن يتصدم اكتر و حالته تبقى اسوء من قبل … يعني الوحيدة الي لازم تعرف هيا لميس … مينفعش حد يعرف السر ده غيرها … ده في شرف ست مي..ته .. لا لازم محدش يعرف ”
قاطعت افكاره غزل و قالت : نديم … انت بتفكر بايه ؟
نظر لها نديم .. ثم نظر الى عمار
نديم : اسمعوني كويس … المذكرات دي محدش هيتكلم عنها خالص … باليوم الي هيموت فيه رجب هنحرقها … و هنقطع وعد احنا التلاتة … ان الي عرفناه منها هيفضل سر في قلوبنا …. محدش يعرفه غيرنا احنا التلاتة … و بخصوص لميس فاحنا هنقطع الورقتين الي بتكلمو عن شادية …. و عمار هتيجي انت تشهد قدامها و توريها الاوراق … و بعدها نرجعهم للمكانهم و نحرقها كلها مع بعض … ما اعتقدش لميس هتلاقي فرصة تبلغ حد بالحقيقة بعد ما تتحبس … بس لازم نثبتلها ان بابا بريء
غزل باستغراب : طب ليه نحرق المذكرات ؟ مش يمكن لما محمد يرجع لطبيعته يسأل عن الحقيقة ؟ مش يمكن في ناس تانية بتدور على حقيقة انت..حار الضحايا دي
نديم : اهو انتي قولتي … ان..تحار يعني بارادتهم انهو حياتهم … كانو ممكن يلجأوا للقانون او حقوق المرأة و الانسان .. او حتى الرأي العام …. يا غزل احنا مش بنتستر على مجر.. م …. بس احنا بنستر على ستات شريفة الراجل ده اذاهم بشرفهم … احنا لو اتكلمنا ممكن نهز صورتهم قدام اهاليهم و نشوه سمعتهم و بدل ما يترحمو عليهم يقعدو يتكلمو عليهم و يزودو من عندهم … عشان كدة بقول لازم يفضل سر .. الا في حالة حد من اهاليهم رفع قضية … وقتها هنشهد انا و انتي و عمار ضد رجب … بس ما ينفعش المذكرات دي تفضل موجودة .. عشان لو وقعت بايد حد ممكن يتفضح ناس كتير .. عشان كدة كلنا هنحلف دلوقتي ان الموضوع ده سر هيعيش و هيموت جوانا و محدش هيعرف بيه
مد عمار يده وقال : و الله العظيم ما هقول لحد ابدا
وضع نديم يده فوق يد عمار و اقسم ايضا … كانت يد غزل ثالثتهم وضعت يدها و اقسمت بالحفاظ على السر
*****************************
في المستشفى
سامية : ممكن اشوفه يا دكتور ؟
الدكتور : حالته النفسية ما تسمحش لحد يزوره … انتي تقربيله ايه
شيرين : انا اخته .. و دي كانت حبيبته من 5 سنين … ممكن نشوفه 5 دقايق .. ولو عمل اي رد فعل هنخرج على طول
القى الطبيب نظرة على اخر ملاحظات كتبها عن حالة محمد
الدكتور : تمام تقدرو تشوفوه … بس لازم تكونو حذرين
دلفت سامية بسرعة و لهفة و تبعتها شيرين … توقفت شيرن عندما رأته يجلس يحدق بالارض و ملامحه تدل على غضب شديد
سامية بصوت مبحوح : محمد
رفع نظره اليها ببطىء …. ملامحها كانت مألوفه له بشكل كبير
محمد بصوت غليظ : انتي مين ؟
ساميه بدموع و اشتياق : انا سامية .. مش فاكرني ؟
كان الطبيب يلاحظ ردود افعال محمد بدقة و يسجلها
توقف محمد بسرعة و نظر بعينيها باستغراب … اقترب منها ببطىء
محمد بتعجب : سامية !
هزت سامية رأسها بايجاب و هي تبكي … اقترب منها اكثر و شدها الى حضنه … حضنها بقوة … بدأت تبكي بانهيار و شهقات عاليه و تشد على احتضانه من شدة الاشتياق
محمد بوجع و هو يحتضنها : كنتي فين … انا كنت محتاجلك اوي … خفت تكوني نسيتيني … و تبعدي عني
سامية بقهر : عمري ما نسيتك … الظروف هيا الي بعدتني عنك … بس انا كنت فاكراك على طول و مستنية اليوم الي ترجعلي بيه
احاط وجهها بكفيه و نظر الى عيناها الباكية … كان يتأملها باشتياق … شعر و كأنه مهزوز من الداخل
محمد : خرجيني من هنا … انا مش قادر افضل محبوس … لميس كانت حابساني عندها على طول … مش عايز افضل هنا
صمتت سامية و هي تنظر له … تحولت نظراته من انسان عاشق مشتاق لحبيبته … الى شخص اخر تماما … يرى كل من حوله اعداء له و يريدون اذيته
محمد بحدة : اطلعي برا … مش عايز اشوفك
سامية بصدمة و دموع : ايه ؟!
الدكتور بسرعة : لو سمحتي … اخرجي
نظرت سامية للطبيب … تراجعت للخلف و نظرها متركز على محمد … امسكت شيرين يدها و سحبتها للخارج
ما ان وصلت الممر خارج غرفة محمد … حتى انهارت من البكاء في حضن شيرين
شيرين بدموع : على الاقل فاكرك … يعني لسا بيحبك … صدقيني هيخف و يبقى كويس … و يرجع ليكي و لينا كلنا
سامية بوجع : وحشني اوي … مش قادرة ابعد عنه … لميس الحقيرة .. انا همو..تها … هيا فين … انا عايزة اخن..قها بايديا
شيرين : لميس خدت نصيبها خلاص .. سيبك منها دلوقتي… محمد محتاجلك يا سامية .. هوا اتأثر بوجودك و هدي … يعني بيحبك .. هو محتاج لدعمك
سامية بدموع : و الله لو يطلب عمري هديهوله من غير ما افكر … انا مستعدة افضل مستنياه لاخر يوم بعمري … مستحيل اسيبه … انتي عندك حق .. لازم دلوقتي اركز على علاجه … عشان يخف بسرعة … انا .. انا هفضل هنا … مش هسيبه ولا ثانية … مستحيل اسيبه بعد ما لقيته … دنا حبيته من وانا عندي 15 سنة … قفلت على قلبي و عمري ما حبيت غيره … كان اول و اخر حب بحياتي … لا لا مش هسيبه ابدا
كانت شيرين تنظر لها بشفقة … فهي الأن تعلم مرارة الحب … لم تستطيع تحمل غياب عمار عنها بضع ساعات … فكيف لسامية ان تحتمل غياب حبيبها 5 سنوات … و ما زالت مخلصة في حبها له
*******************
في صباح اليوم التالي
غزل : جيتلك اهو زي ما وعدتك … و جبتلك الدليل الي عندي
لميس بسخرية و نظرت الى عمار : امممم … مين ده ان شاء الله ؟
نديم : ده عمار … ابن رجب الخولي .. و ابن عم غزل بنفس الوقت
لميس بصدمة : ابن رجب الخولي ؟
نديم : اممم صاحب مامتك
لميس بغضب : ما تتكلمش على ماما
غزل : اتفضلي اقري … دي اوراق من مذكرات رجب … بخطه و الختم بتاعه على كل صفحة … اتاكدي بنفسك هوا عمل ايه مع خالتك
اعطى نديم الاوراق لاحد الحراس و قربها من لميس و عرضها عليها … كانت تقرا بعينيها … يداها مربوطة بالعامود وراء ظهرها و هي تجلس على الارض … كانت تقرأ و عيناها تتسع من الصدمة
لميس : مستحيل … دي اكيد مسرحية .. ما انتي فنانة بالحوارات دي
عمار : انا ابنه و بقولك انها صادقة بكل كلمة قالتها … عندك المذكرات اهي .. ده خط بابا و ده ختمه … هو المجر..م … و مامتك شريكته … هيا الي دخلته حياة خالتك من زمان و خربت علاقتها مع فريد … و برضو هي الي دخلته حياتها بعد ما خالتك اتجوزت فريد … بعد ما عرفو الحقيقة … امك كانت السبب بكل الي حصل مع خالتك .. يعني هيا شريكة بالجر..يمة
بدأت لميس بتحريك رأسها بسرعة ترفض ان تصدق هذا الكلام
لميس بصراخ : مستحيل … مستحيل فريد يكون بريء … ماما ما بتكدبش عليا …. مستحيل … هوا الي قت..ل طنط شادية … ايوا هوا
بدأت تبكي و تصرخ لا تريد ان تصدق هذه الافكار ابدا … كانت تتحرك بعنف شديد
نديم : كان بودي اتفرج اكتر من كدة على انهيارك و عياطك بصراحة استمتعت و انتي بالحالة دي …. بس حظا اوفر … البوكس مستنيكي برا
نظر الى رجال الشرطة و قال : اتفضلو خدوها
نظر الى لميس و قال بابتسامة : نتقابل بالمحكمة
همست غزل باذنه بحنق : ما تزودهاش معاها … ما تحضنها بالمرة ما انت كدة كدة بتودعها
نظر لها نديم بصدمة و قال : يخربيت الغيرة .. مش للدرجادي
عمار بهدوء : طيب انا هروح .. و هرجع الورق للمذكرات
غزل : اوك بس كلم شيرين عشان قلقانة عليك من امبارح
نظر لها نديم برفعة حاجب .. اما عمار ابتسم ابتسامة عاشق عندما تذكر شيرين … و اومأ برأسه بهدوء و رحل
نظرت غزل الى نديم ببراءة حاولت تغير الموضوع
غزل : اهو كدة خلصنا من لميس و مشاكلها … و مشكلة عمرو اتحلت و اتصالح مع منى … و محمد بياخد علاجه بالمستشفى … انا فاضل عليا بس اقنع عمي بموضوع شيرين و عمار
نديم : بس انا لسا مش موافق على فكرتك السودا دي .. نزار هيزعل
غزل بدلع : ندييييم … ما تقفلهاش بوشي … بقولك نص المشاكل اتحلت … يعني فضيلنا الجو شوية
قرص خدها بلطف
نديم بخبث : امممم … فهمتك يا شقية … على العموم لازم نعوض شوية من الي فاتنا … بقولك ايه … شقتنا وحشتني اوي … ما تيجي نروح نطمن عليها
غزل بابتسامة ماكرة : يلا … بسرعة بس قبل ما يحصل مصيبة جديدة
امسك يدها و اتجهو بسرعة الى سيارته و انطلقو باتجاه شقتهم
************************
مرت 10 ايام …. خلال هذه الفترة توفي رجب بسبب مرضه .. ابى ان يعترف بذنوبه .. توفي و هو ظالم … لم ينال حسابه بالدنيا و لا تراجع عن ظلمه …. لم يذهب عمار لبيت والده ابدا … و لم يتحدث مع احد من اهله … بقي في فيلته وحيدا … لم يخرج ابدا و لا يستقبل احدا … حتى انه لا يرد على اتصالات شيرين الكثيرة … و هي تفهمت حالته و اشغلت نفسها مع سامية فكل يوم تذهب معها للمستشفى لتطمئن على حالة محمد … منى استقرت في شقتها الجديدة مع عمرو … غزل و نديم انهمكو في عملهم يحاولون انجاز ما تبقى من اجل الافتتاح …. مروة تجهز امورها للسفر … ادهم سافر الى فرنسا من ثلاثة ايام بعد ان استطاع معرفة مكان سلمى … ترك جوري عند والدته
في احدى فنادق مدينة باريس
وقف امام باب الغرفة … تأمل الرقم .. تردد قليلا .. و لكنه جمع قواه و تجرأ اكثر … دق الباب بهدوء
كانت تجلس شابة نحيلة جدا على حافة نافذة الغرفة … على وجهها ملامح الشحوب … تضم ركبتيها الى صدها و تتأمل المناظر في الخارج كعادتها … ما ان سمعت طرقات الباب .. حتى اتجهت لفتحه
فتحت الباب بهدوء …. تجمدت مكانها عندما رأته يقف و ينظر الى الارض … ما ان رفع نظره لها صاحت بصدمة : ادهم ؟!
ادهم انصعق من تغير حالها … نظر لها بصدمة شديدة
ادهم بذهول : سلمى ؟! ……… يتبع
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية سر في قلوبنا)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)