روايات

رواية استثنائية في دائرة الرفض الفصل الثاني والأربعون 42 بقلم بتول عبدالرحمن

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

رواية استثنائية في دائرة الرفض الفصل الثاني والأربعون 42 بقلم بتول عبدالرحمن

البارت الثاني والأربعون

 

القفل اتكسر ووقع على الأرض، يونس انحنى بسرعه وزاحه، بإيده دفع الباب الخشبي اللي كان مموّه بجذور الشجره وأغصانها، ونزل سلالم حجريه ضيقه ملتويه، ريحة التراب والرطوبه تخنق، المكان تحت الأرض كان أشبه بممر مقفول، السقف واطي، والهوا مكتوم، وجه الفلاش على المكان الضيق، ووقف وهو بيبص حواليه، في كراتين كتير قدامه قديمه متراكم عليها تراب تقيل ومكتوب عليها حاجات بخط باهت، مد إيده وفتح أول كرتونه قدامه، كان جواها سيديهات كتير جدًا، محطوطه في علب بلاستيك باهته ومحافظ جلد مقفوله، كل كرتونه شبه التانيه، مليانه تسجيلات وأوراق قديمه مبعتره بين السيديهات.
فضل يقلب بإيد سريعه، عينه بتجري على العناوين المكتوبه بخط باهت على بعض الكراتين، واللي من غير كتابه…
مأخدش وقت طويل في التفكير، بسرعه لف حوالين الاوضه بعينه، بعدين أخد قرار لحظي، طلع بهدوء تاني لفوق، راح بسرعه ناحية الجراج وطلع عربيته اللي نادرًا ما بيستخدمها، خرج بيها بسرعه من الجراح وراح تاني ناحية الشجره، نزل بسرعه، فتح الباب الخلفي للعربيه، ورجع تاني على تحت، ملامحه كلها إصرار وجديه، دور على أقدم تواريخ مكتوبه وجاب حوالي نص كمية الكراتين وشالهم واحد واحد على كتفه ونقلهم في شنطة العربيه، عينيه طول الوقت على البيت علشان يتأكد أن محدش ممكن يشوفه أو يظهر، رصّهم جنب بعض بحرص علشان ما يعملوش صوت، رجع تاني، وقف وسط الباقي، وبص للكراتين اللي لسه مخدهاش، ابتسم ابتسامة خفيفه وهو مقرر أنه هيرجع ياخد دول بعد ما يشوف السيديهات اللي اخدها وياخد خلفيه…
بعدها قفل الفلاش، خرج تاني بهدوء، وقف دقيقة قدام الشجره، لمسها بإيده كأنه بيسجل المكان في دماغه، وبعد ما قفل الشنطه، مسح عرقه من على جبينه، ركب بسرعه وخرج من الجنينه، كان ماشي بسرعه والعربيه عامله صوت، بس هو

 

مهتمش، بالعكس، ضغط بنزين أكتر ومشي.
أول حاجه عملها راح على أقرب محل الكترونيات، دخل وجاب لابتوب كويس ورجع على العربيه تاني، حط شنطه اللاب على الكرسي اللي جنبه، واتحرك ناحية مكان هو عارفه، كل ما يمشي كل ما الطريق يهدى، لحد ما وصل شارع شبه مظلم، مفيهوش غير عمود نور خافت.
ركن العربية على جنب، قلبه لسه بيدق بقوه، نزل بسرعه وفتح شنطة العربيه، جاب أقدم تواريخ مكتوبه على كرتونه بعنوان ” صالح الطويل ١٩٩٥”، فتح الكرتونه وشاف السيديهات اللي مترقمه وجاب كذا شريط ورجع للعربيه، فتح الشنطه وسحب اللابتوب، مسح إيده في بنطلونه بسرعه وهو بيوصل أول سي دي، العربيه كانت غرقانه في صمت تام غير صوت أنفاسه المتوتر، عينيه ثابته على شاشة اللابتوب، الحماس مليون بس قلبه بيدق جامد جدا…
الفيديو اشتغل، الصوره باهته والإضاءه صفرا باينه إنها من أواخر التسعينات، الكاميرا متوجهه قدام مكتب خشبي كبير، عليه أوراق وكوباية عصير نصها فاضي، صالح الطويل كان قاعد وباصصلها، ابتسامه صغيره على شفايفه، عينيه كلها خبث.
قدامه صابرين… صغيره، ملامحها بريئه من بعيد لكن عينيها واضح إن فيها لهفه، كانت قاعده مستنية عصام ( جوزها) يخلص اجتماعه، لكن الحوار خد منحنى مختلف.
صوت صالح جه هادي لكن وراه ثقل
“كنت محتاج واحده تشتغل معانا زي ما قولتلك قبل كده… بس لازم شوية شروط مهمين جدًا علشان تكمل الشغل.”
صابرين اتقدمت بضهرها لقدام، عينيها ضاقت باهتمام
“شغل إيه؟”
ضحك بخفه وهو بيهز راسه
“وده من ضمن الشروط.”
رفعت حواجبها باستعجال
“هو إيه؟”
قال بهدوء
“إنك متعرفيش إيه الشغل ده، كل اللي هيكون مطلوب منك… طلب بسيط… تنفذيه كل فتره وخلاص.”
صابرين عضت شفايفها، عينها فيها فضول
“وإيه الطلب ده؟ كلمني عن التفاصيل.”
صالح اتنهد كأنه بيختبرها وقال

 

“وبتسألي ليه؟ بتفكري تشتغلي انتي؟”
ردت بسرعه
“وليه لاء؟ بس رسيني.”
ابتسم بخبث أكبر
“مفيش يا ستي، كل الموضوع إني محتاج واحده تستدرج بنات يكونوا كويسين… صحتهم كويسه، ومعندهمش أهل يسألوا عنهم… أو أهلهم ناس ضعيفه، كل اللي محتاجينه… تخدير… البنت اللي عليها الدور… هتتخدر، وحد هييجي ياخدها منك في المكان اللي تحدديه، وفي مقابل كل بنت… نص مليون.”
صابرين اتجمدت ثواني، وبعدين قالت بدهشه
“نص مليون جنيه؟”
صالح هز راسه بالنفي، وقال بتصحيح
“دولار.”
صابرين شهقت بخفه، وابتسامه صغيره ظهرت على وشها
“دولار؟ على كل بنت؟”
قال بثبات
“بالظبط.”
صابرين اترددت لحظه، وبصت بعيد كأنها بتفكر، وبعدين رجعتله وقالت بلهفه
“يعني البنت تتخدر بس؟”
صالح قالها ببرود
“تتخدر… وبس.”
وقتها صابرين مالت لقدام وقالت من غير تردد
“طيب… اعتبرني أنا الواحده دي.”
صالح ضحك ضحكه صغيره
” يبقى هرد عليكي قريب.”
وخلص أول سي دي
يونس كان متجمد مكانه، عينه على الشاشه، نفسه متقطع، مش قادر يصدق أن دي مامته… بس بدل أول سي دي بواحد تاني وضغط على زرار التشغيل، ظهر نفس المكتب الأنيق اللي شافه في السي دي الأول، صابرين كانت قاعده قدام صالح، ملامحها متحفزه، عينيها فيها لهفه مش طبيعية، سألت بلهفه
“عملت إيه؟”
صالح رفع حاجبه وهو بيتكلم ببرود
“في إيه؟”
قربت بجسمها لقدام وقالت بسرعه
“في الشغل.”

 

ابتسامه صغيره اترسمت على وش صالح وهو بيرد
“عايزين حد ثقه… مش مجرد أي واحده وخلاص، يعني واحدة تكون حريصه، ولو اتمسكت في يوم، متعترفش أبدًا.”
صابرين هزت راسها بسرعه وقالت باندفاع
“وأنا موجوده، وكل ده هعمله.”
صالح قال وهو لسه محافظ على هدوءه
“لازم نجربك الأول، نشوف إنتي مستعده تعملي إيه.”
ردها جه فوري، مليان جرأه
“هعمل أي حاجه عادي.”
صالح قال وهو بيمدلها كارت
“يبقى تبدأي من النهارده، كلميني النهارده من البيت على الرقم ده وهقولك تعملي إيه بالظبط، ولو اتراجعتي أو أي سبب تاني الاتفاق هعتبره ملغي”
وفجأة الباب اتفتح، ودخل عاصم بابتسامه ودوده، رحب بصاحبه وهو ميعرفش إن المكان اللي بيديره بشرف ونزاهه بيتحول قدامه لساحة لعبه قذره، صالح وقف واتبادل معاه التحية وكأن محصلش حاجه من دقايق.
هنا الشاشة اسودت… والسي دي خلص.
عند فريده وحسام
كانوا قاعدين في الصالون، الجو هادي، وضوء التلفزيون هو اللي منوّر المكان بس، الفيلم شغال وهما قاعدين جنب بعض، حسام كان متابع باهتمام، وفريده قاعده جنبه بتحاول تركز في الفيلم بس أحيانا التفكير بيسرقها.
رن فون فريده كسر حالة السكون، فريده مدت إيديها بسرعه على الترابيزه، شافت المتصل وكانت يسر، قامت وقفت بعد ما خدته، حسام بصلها وقال ببساطه
“هوقف الفيلم لحد ما تيجي.”
لفتله وقالت باعتذار
“لاء كمل إنت، أنا هرد على يسر وبعدها هنام، حاسه اني عايزه انام ومش قادره اكمل”
كلامها ضايقه جدا، سكت لحظه وهو باصصلها وبعدين أومأ براسه وقال بنبره محايده جدًا يخفي بيها اللي جواه
“ماشي… براحتك.”
مشيت وسابته قاعد لوحده قدام الشاشه، مسك الريموت وشغل الفيلم تاني، كان بيحاول يركز، بس أفكاره مش سايباه في حاله، من ساعة ما اتجوزوا وهو حاسس إن في حاجه مش مظبوطه، في مسافه دايمًا بينهم مهما حاول يقرّب هو، ومش قادره يفهم ابدا ليه اتغيرت تماما عن أول مره عرفها فيها، وليه أوقات كتير بتتجنبه أو بتتهرب منه.
فريدة طلعت الأوضة بهدوء، قفلت الباب وراها وسندت عليه لحظة كأنها بتاخد نفس جديد قبل ما ترد على يسر، ردت اخيرا وحاولت تثبت نبرتها وقالت بهدوء
“إزيك يا يسر؟”
صوت يسر جه متردد
“فريده… عايزه اقولك حاجه بس مش عارفه أبدأ إزاي.”
فريدة رفعت حاجبها باستغراب وقالت
“ابدأي على طول يا يسر، في إيه؟”
سكتت لحظه وبعدين قالت بخفوت
“يونس.”
فريده ردت بسرعه
” ماله يونس؟!”
اتنهدت يسر وقالت
“يونس جه هنا… تحت البيت، ورن عليا، وبعد كده طلب مني انزله، ونزلت بعد زن كتير منه، وبعد كده خدني بعيد عن البيت علشان قالي عايز اقولك حاجه مهمه، وبعد كده قالي عايز اعيش معاكي علطول”
سكتت فريده ثواني، اتفاجأت من يونس، أخدت نفس قصير وقالت
“بتهزري؟! يونس عمل كده؟”
يسر أكدت بهدوء
“آه… أنا متوقعتش أصلًا.”
فريدة عضت شفايفها وهي بتفكر، وبعدين قالت بسرعه
“طب… وانتي إيه رأيك؟”
يسر قالت بتردد أكبر
“أنا… مش عارفه، بس أنا أكيد مش مستعده.”
فريدة رفعت حاجبها بدهشه
“مش مستعده لإيه بالظبط؟”
يسر قالت بصوت واطي
“مش مستعده وخلاص… مش قادره أتقبل أدخل في علاقه تانيه.”

 

فريده قالت باستنكار
“علاقه تانيه؟ ليه؟ هي الأولى دي كنتي بتسميها علاقه اصلًا؟”
يسـر ردت بهدوء فيه شجن
“ولو برضو… ده خلاص كان هيكون جوزي لولا اللي حصل.”
فريدة شدت نفس طويل وقالت بحراره
“والله العظيم ياسمين دي أول مره تعمل حاجه صح في حياتها! بجد بحييها… دي مكانتش حياه اللي كنتي هتعيشيها دي.”
يسر قاطعتها بسرعه بنبره حزينه
“فريده، بلاش تتكلمي في الموضوع ده، إنتي عارفه إن الموضوع حساس بالنسبالي.”
هزت فريدع راسها باستيعاب وقالت
“عارفة يا يسر… حاضر، خلينا في يونس.”
يسر اتنهدت وقالت
“هو أصلًا ما يعرفش اللي حصل، جه وقال كده وخلاص، وأنا… مش هدخل في أي علاقات دلوقتي.”
فريده اتنهدت وقالت
“يونس عارف بخطوبتك الأولى يا يسر وعارف كل حاجه حصلت”
يسر قالت بدهشه
“وعرف إزاي؟”
فريدة قالت بهدوء
“أنا قولتله قبل كده، هو كان بيحوم يعرف عنك أي حاجه… وأنا عرفته علشان وقتها يعرف إنك مش فاضياله ويسيبك في حالك.”
يسر سكتت لحظه طويله، فريده سألتها بحذر
“غلطت؟”
ابتسمت يسر بضعف وقالت
“لاء… يمكن شلتي حمل عني، بس زي ما قولتلك… الموضوع بجد حساس، وأنا عارفه أنا هتصرف إزاي خلاص.”
ردت فريده بنبره فيها حرص
“يسر… يونس كويس، آه يمكن مش مناسب ليكي حاليًا لأنكم مختلفين جدا عن بعض، بس إنتي ممكن تكوني داعم كبير ليه إنه يكون إنسان أحسن، لأنه مهمل… محدش بيهتم بيه، ولا بيوقفه عن الغلط اللي بيعمله، إنتي ممكن تكوني صفحه جديده في حياته.”
يسر ردت بخفوت
“إن شاء الله… هشوف هعمل إيه وهبقى أقولك.”
باب الأوضه اتفتح ودخل حسام، فريده بصتله بسرعه وهيا بترد على يسر
“ماشي يا يسر… واعملي اللي يريحك برضو انتي ادرى، سلام”
قفلت المكالمه ورفعت عينيها لحسام وقالت باستغراب
“جيت ليه؟ الفيلم خلص؟”
هز راسه وقال بابتسامه خفيفه
“لاء… بس الفيلم وحش من غيرك، قولت أنام أحسن.”
ابتسمت فريده وقالت بخفه
” ايه الكلام اللي يحسسني بالذنب ده”
ضحك بخفوت وقرب منها، عينيه فيها مزيج من العتاب والاهتمام
“ممكن يبقى صح شويه، لإني كل ما أقعد معاكي حاجه تسرقك مني، مره شغل، مره مكالمه، مره مامتك، والتفكير المستمر”
سكتت فريده، معرفتش ترد، جواها ألف حاجه بتتخبط، قرب أكتر، مد إيده ومسك وشها بين ايديه وقال
“أنا مش زعلان… بس نفسي تحسي بيا زي ما أنا حاسس بيكي.”
بصت له بعينيها اللي فيها اعتذار صامت، وقالت بهدوء
“حاسه بيك يا حسام… بس يمكن مش بعرف اعبر.”
ابتسم ابتسامه صغيره وقال
” هو بس لو ترجعي زي أول مره شوفتك فيها كل حاجه هتتحل، حاسك مش كويسه، ممكن تقوليلي اللي مضايقك وتفضفضي ليا”
فريده سكتت لحظه وبعدين قالت
” أنا هكون كويسه يا حسام، صدقني، انا عارفه اني مأثره معاك بس غصب عني، سيبني يومين وههدي”
قرب منها أكتر، لمس إيديها وقال بابتسامة دافيه
“بصي… أنا مش هضغط عليكي، لو عايزه تشاركيني في ضيقك معنديش مانع أسمعك وأكون جنبك، بس عشان خاطري… فرفشي شويه، وحشتني فريده القديمه
فريدة بصتله وقالت
” يبني منا كويسه، انت محسسني اني زهدت الدنيا.”
ضحك بخفه وقال
” والله انتي محسساني بكده، بس خلاص احنا عملنا ديل.”
ردت
” طيب اتفقنا، يلا تصبح على خير هموت وانام”
ابتسم وقال

 

” وانتي من أهله”
عند يونس
قفل السي دي وإيده لسه على الماوس، صدره بيعلى وينزل بسرعه من الغليان اللي مسيطر عليه، حس بدمه بيجري في عروقه كأنها نار، عقله مش قادر يستوعب إن مامته، الست اللي طول عمرهم شايفينها المثل والقدوه ، كانت جزء من لعب قذر بالشكل ده.
شد نفس عميق بس خرج منه مكتوم، ضرب بكفه على تابلوه العربيه مره واحده بعنف، بص قدامه في الضلمه، ملامحه اتبدلت تمامًا، الفضول اللي خلاه يفتح السيديهات اتحول لغل، مد إيده بسرعه وسحب السي دي التاني من اللابتوب وبدله باللي بعده، وبص ناحية الكراتين اللي ورا في شنطة العربيه، عينيه لمعت بتصميم عنيد.
شاشة اللابتوب نورت من جديد، والصوت بدأ يشتغل، نفس المكتب… مكتب عاصم، نفس المكتب اللي شهد خيانه من نوع مختلف جدا، الكاميرا بتسجل، وصوت صابرين هو أول اللي اتسمع، صوتها فيه حماس غريب وشيء من الفخر
صابرين قالت
“امبارح خلصت، البنت اللي قلتلك عليها، الشغّاله اللي بتيجي تساعدني، ملهاش حد يسأل عنها، ولا أي حد يعرف حتى هيا فين.”
صالح كان قاعد قدامها، سايبها تتكلم لحد الآخر، وقال ببرود وهو بيبصلها
“كويس… وبعدين؟”
صابرين ابتسمت ابتسامه صغيره وهي بترد
“حطيت لها المخدر في العصير زي ما قولتلي، أول ما اتخدرت، عربيه سودا وقفت تحت البيت وخدوها زي ما قولتلي”
صالح مال بجسمه لقدام وقال بفخر
“برافو.”
صابرين رفعت حاجبها وسألت بلهفه
“طيب… والفلوس هتوصل امتى؟”
صالح قال
“بعد أسبوع هيكونوا في حسابك.”
صابرين عضت شفايفها وقالت بنبره فيها قلق
“وأنا إيه يضمنلي الكلام ده؟”

 

ابتسامه بارده ظهرت على وش صالح وهو بيقول
“إنك تستني… ووقتها هتتبسطي.”
صابرين سكتت لحظه، وبعدين مقدرتش تمنع نفسها من السؤال
“طب هما هيعملوا إيه فيها؟ وليه عايزينها؟”
صالح رفع إيده وكأنه بيوقفها وقال بنفس البرود
“قولنا… منسألش.”
الصوره على الشاشه اتجمدت، والسي دي خلص.
يونس كان قاعد ومش مستوعب اللي بيسمعه، كأنه في كابوس مثلا وهيفوق منه، إيديه ماسكه الدركسيون جامد وعينه بتجري على باقي الكراتين اللي ورا، رغم إن الفضول عنده بدأ يتعبه بس كان مصمم أنه لازم يفهم كل حاجه، وكان بيسأل نفسه ايه ممكن يكون أخطر من كده مثلا، وايه ممكن يكون موجود في السيديهات التانيه، مستناش اكتر، نزل بسرعه، فتح الشنطه تاني وعينيه وقعت على كرتونه مش مكتوب عليها حاجه، سحبها بحذر، فتحها، لقاها مليانه سيديهات برضو، بس من غير أي ترتيب، مد إيده، سحب واحده عشوائيه، ورجع تاني للعربيه، حط السي دي في الكيس الجانبي واستناه يشتغل، في الأول كان بيتفرج عادي بس اللي شافه لما كمل خلّى أنفاسه تتقطع، عينيه اتسعت بشكل لا إرادي، وضربات قلبه بدأت تسرع، يونس اتجمد مكانه، إيده اتشنجت على الفاره، وصدره بيعلى وينزل بسرعه، اللي شافه كان فوق احتمال أي بشر، مشهد مينفعش يتشاف ولا يتنسي…..
يتبع…..

 

____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *