رواية أسرار الأخوات الفصل السادس 6 بقلم مصطفى محسن - The Last Line
روايات

رواية أسرار الأخوات الفصل السادس 6 بقلم مصطفى محسن

رواية أسرار الأخوات الفصل السادس 6 بقلم مصطفى محسن

 

 

البارت السادس

 

الشيخ عثمان قام وفتح الباب ولما فتحه لقى عطوة واقف قدامه بيبتسم ابتسامة باردة وقال له: إزيك… يا شيخ عثمان؟ عثمان بص له بثبات وقال له: كنت عارف إنك ورا الأذى… عمري ما شوفت منك غير الأذى.
عطوة ضحك وقال له: هو مين اللي كان الأستاذ؟ مش انت يا شيخ عثمان؟ فالشيخ عثمان ردّ عليه بثبات وقال له: أنا كنت… بس دلوقتي بقيت حاجة تانية، أنا ضد الأذى… وخير الخطّائين عند الله التوّابين.
عطوة ابتسم ابتسامة خبيثة وقال له: أوعى تفتكر الشويتين بتوعك دول هيخدعوني… أنا عارفك يا شيخ عثمان، ده انت من أبدع الناس في الأعمال، ولا ناسي؟ ناسي الناس اللي انت أذيتهم؟ ولا ناسي الأسرار اللي علمتهالي بإيديك؟ أنا كنت تلميذك… بس تلميذ فاق أستاذه.
الشيخ عثمان رد عليه بثقة وقال له: هو انت فاكر يا عطوة إن كلامك ده ممكن يهز فيّا شعرة؟ أنا عارفك من أولك لآخرك… وعارف نقط ضعفك إيه، وانت عارف كويس الشيخ عثمان ممكن يعمل فيك إيه.
عطوة قال له وصوته مهزوز بين الغضب والدهشة: هو انت بتهددني يا شيخ عثمان؟ نسيت العِشرة؟ نسيت العيش والملح؟ نسيت إن احنا كنا أصحاب زمان؟
الشيخ عثمان رد عليه وقال له: إنت فاكر إني في يوم من الأيام ممكن أصاحب واحد زيك؟ ده اللي بيني وما بينك اتقطَع من

 

 

زمان… من يوم ما أنا تِبت، وانت مكمل في الشر والأذى.
عطوة قال له بنبرة مليانة غرور: إنت بطلت وتبت… طب قولّي بقى حققت إيه؟ أنا دلوقتي عندي بيوت وأراضي عينك ما تقدرش توصل لآخرها، شوف أنا وصلت لفين… وإنت بقيت فين.
الشيخ عثمان قال له: أنا يمكن ما عملتش فلوس ولا بنيت كنوز… بس أنا عارف إن نصيبي هاخده في الآخرة جنة، أمّا إنت… فإنت ماشي برجليك على الجحيم يا عطوة.
عطوة غضب وقال له: ابعد عن طريقي يا شيخ عثمان… وبلاش تلعب بالنار وإلا هتشوف أنا ممكن أعمل فيك إيه، لكن الشيخ عثمان قطعه في الكلام وقال له: إنت فاكر نفسك تقدر تعمل ليا حاجة؟ إنت عارف كويس أنا ممكن بإيه واحدة من القران أعمل فيك إيه… بس أنا سايبك دلوقتي، لكن في الوقت المناسب… والله ما هرحمك، صدقني… مش هرحمك.
عطوة رد عليه وقال له: ماشي يا شيخ عثمان… خلي التوبة تنفعك، بس خليك فاكر… إنت اللي ابتديت، وأوعي تفتكر إن اللفة اللي أخدتها من القبر هتمنع الأذى، دي يا دوب مجرد البداية، فالشيخ عثمان ابتسم ابتسامة صغيرة وقال له: وأنا عارف إنها البداية… بس نهايتك إنت معايا قريبة يا عطوة، عطوة غضب وسابه ومشي، والشيخ عثمان رجع بص على الترابيزة لقى اللفة اختفت، وما استغربش… لأنه كان عارف مين اللي عمل كده، ورفع صوته وهو غاضب وقال: مش هسيبك يا عطوة… مش هسيبك.
منى دخلت الشقة وشافت شيرين وشريهان قاعدين في الصالة ومامتهم ساكتة، منى قالت: “سلام عليكم”، ودخلت أوضتها وغيرت هدومها وقعدت على السرير تفكر: “هو إيه اللي بيحصل لي؟ ليه أخواتي مش بيحبوني؟ ليه كل الكره والغل ده؟… أنا عمري في حياتي ما هسامحهم أبداً”، وحطت راسها على المخدة وغمضت عينيها وحلمت إن باباها واقف قدامها جايب لها شنطة جلد وبيقول لها: “خدي الشنطة دي… وبلاش تدي منها لحد من إخواتك… دي حقك إنت”
منى قالت له: “طب لو أخدوها مني بالعافية أعمل إيه؟”، باباها قال لها: “روحي لأحمد المحامي… وهو هيقولك تعملي

 

 

إيه”،منى صحت من النوم مفزوعة والدموع نازلة على خدها ومسكّت الموبايل واتصلت بمروة وقالت لها: “يا مروة… أنا حلمت ببابا…” وحكت لها الحلم كله، مروة قالت لها: “بُصي… لما تقوم الصبح عدّي عليّا… وإحنا هنروح للمحامي… أكيد هنعرف سر”، وبالفعل
الصبح منى لبست وراحت لمروة ومن هناك على مكتب المحامي، وكان قاعد في مكانه ولما شاف منى اتوتر وقال لها: “إزيك يا أستاذة منى؟… أخبارك إيه؟”، منى ردت: “الحمد لله بخير”، المحامي ابتسم ابتسامة متوترة وقال: “أنا عارف إنتي جاية ليه”،منى استغربت وقالت: “جاية ليه؟”، فقال لها: “علشان تسألي على حقّك”، فردت منى: “بالظبط… قولّي”، فقال لها: “هقولك كل حاجة… أختِك الاستاذه شيرين وشريهان بعد وفاة والدك… أنا طلبت
أكلمك… لكن قالولي إنك تعبانة نفسياً ومش جاهزة تسمعي حاجة… وقالولي بلاش أجيب لك سيرة عن حقك … وأنا بصراحة ماكنتش مسامح نفسي… بس كويس إنك جيتي بنفسك… علشان تعرفي الحقيقة”، منى بصت لمروة ومروة هزّت لها راسها بمعنى “فاهمة؟”… ومنى قالت بصوت واطي بس كله نار: “أنا كده فهمت”، ومروة قالت لها: “بالظبط”، هنا منى بصت بنظرة كلها غضب وانتقام وقالت بهدوء مخيف: “العين بالعين… والسن بالسن… والبادي أظلم.”

 

 

 

____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)