رواية لعبة القدر الفصل الثالث عشر 13 بقلم يمنى محمد
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)
رواية لعبة القدر الفصل الثالث عشر 13 بقلم يمنى محمد
البارت الثالث عشر
كان الجو مشحون في البيت بشكل يخوف، الصمت اللي بيقطع القلب ومليان غضب مكتوم. ملامح أهلها كانت سودة، وكل كلمة طالعة منهم كانت زي السكاكين. أمها أول واحدة اتكلمت بصوت عالي:
“إحنا عايزينكوا برا… البيت ده مش ناقص فضايح!”
الكلمة دي كانت الشرارة اللي فجرت كل حاجة جوا منى. دموعها نزلت من غير ما تحس، وحسّت إن خلاص ظهرها اتكسر. بصت لهم وهي مرعوبة، قلبها بيرتعش، وسامي واقف وراها مش فاهم حاجة، نظراته بتسأل: إيه اللي بيحصل؟
وقتها قررت تقول الحقيقة… الحقيقة اللي كانت كاتماها من يوم رجوعها. بصوت متهدج، قالت:
“قبل ما تطردوني… لازم تعرفوا إني… إني مش زي ما أنتوا فاكرين… أنا… أنا ضيعت نفسي… أنا مبقتش بنت بنوت.”
الصمت اللي بعد اعترافها كان أثقل من الجبال. أمها وضعت إيديها على وشها، وأبوها اتسمر في مكانه، وسامي اتجمد… حسّ كأنه بيتكسر من جواه.
منى كملت، ودموعها مغرقاها:
“أنا غلطت… وخدعتكم… وخنت ثقتكم… كنت عايشة في وهم، صدقت واحد كان بيضحك عليا، اسمه ياسر… كان بيكدب عليا ويخدعني… أنا اتعلقت بيه لدرجة إني… حملت منه.”
انهارت على الأرض وهي بتصرخ:
“بس أنا تبت! والله تبت! صليت، وبكيت، وطلبت من ربنا يسامحني… عملت كل حاجة عشان يغفرلي الوزر الكبير ده… أنا كنت صغيرة ومغفلة… كنت فاكرة الحب أمان.”
سامي واقف، مش قادر يتنفس، صدمة عينيه بتحرقها… كان شايفها ملاك، وحافظ عليها من أول يوم، حتى نفسه ممدش إيده عليها، كان بيخاف على سمعتها قبل أي حاجة… والنهاردة؟ الحقيقة كسرت كل حاجة بينه وبينها.
أبوها اتكلم بصوت مخنوق بالغضب:
“برا يا منى… برا من حياتنا!”
أمها وقعت على الكنبة وهي بتولول، وأبوها مسكها من دراعها شدها ناحية الباب. وهي بتبص لسامي… عينيها مليانة رجاء، يمكن يمسك إيدها… يمكن يدافع عنها… لكن هو فضل واقف متحجر، وشه مصفر، وعينيه سابتها من غير كلمة.
خرجت وهي مكسورة، وصوت أمها بيلاحقها:
“ضيعتينا… لطختي شرفنا في الأرض!”
سامي لف وشه بعيد، دموعه نازلة من غير ما يحس، وخرج من البيت من غير ما يقول ولا حرف. مشي في الشارع تايه… الصور بتتقلب قدام عينه: ضحكتها، ثقتها فيه، حبه ليها، كل لحظة حلوة… اتحولت لسراب.
فكر: هيعمل إيه؟… هيسامح؟ ولا كل حاجة انتهت؟
وهو لوحده في الضلمة، قلبه بينزف، ومش قادر يحدد خطوته الجاية.
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية لعبة القدر)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)