روايات

رواية أرشد فؤادي الفصل الخامس 5 بقلم سارة فتحي

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

رواية أرشد فؤادي الفصل الخامس 5 بقلم سارة فتحي

 

 

الحلقة الخامسة

 

 

الفصل الخامس ساره فتحي

أرشد فؤادى

كنت كصخرة الصماء في وسط الطبيعه القاسيه ولا أبالي ابتسم واعيش وفجأة أبصرت عيني قطرة ماء فبسطت يدي احتضنها ولكنها تمردت تسقط كل يوماً تحدث في ثقبا ولا تهتم أو تبالي تنظر من عليائها لتكون اهون الناظرين إلي اعاني في صمت من الثقوب اتصدع …وما باليد حيله للبوح غير لخالقي ابتليت ياربي بخافق بين الضلوع ينبض لها وبها فارحم عليل الفؤاد من عليائها فوحدك تسمع اناتي العليله فمن يرحم سواك ياربي حشاك أن تترك المنكسر ياجابر المنكسرين ياذا القوه المتين

الخاطرة بيد الجميلة بسمة أحمد

Basma Ahmad
بعد مرور يومين

توجه مدين إلى قسم الشرطة بعد رسالة من الضابط
هارون.. يدعو الله بتضرع أن ينتهى هذا الكابوس
تحرك بخطوات واسعة فى الردهة ثم حدث أحد
الضباط.. فانطلق الأخير يبلغ الضابط هارون بوصوله

ما أن دلف للداخل وجد هارون مستندًا على المقعد بأريحية يتحرك به يمينًا ويسارًا ويلف سلاح حول
سبابته بمهارة.. وحينما شعر به وضع السلاح أمامه
على المكتب ثم أشار بيده لمدين هاتفًا:

-تعالى أقعد

إزدرد مدين ريقه بتوتر فحدثه هارون بمنتهى الهدوء
والبساطة رغم أنه يعلم تأثير الكلمات عليه:

-أحنا وصلنا للشخص اللى فبرك الفيديوهات وبكرة
بالكتير هنزل الخبر وملابسات القضية بالتفصيل لأنها
رأى عام

أغمض عيناه يتنفس بعنف.. العالم حوله وقف عند تلك
الكلمات.. شعر بغصة مؤلمة فى قلبه آلمته بالفعل كالتى
بحلقه.. هو يريد معرفة كل شئ الآن.. وإلا سيجن الآن
أشفق عليه هارون.. فسرد له كل شئ بالتفاصيل ثم
تابع ببراءة مزيفة:

-أنا بعتلك رسالة قولت يمكن حابب تسلم عليه تتعرف عليه.. حابب
تعرفه غلطه

تحولت نظراته لجمرات نارية.. هو الآن لا يريد حديث أو الإستماع لأى شى.. يريده فقط ضغط هارون على زر جانبه
فولج أحد الظباط فطلب منه أن يحضر مجد من غرفة
الحجز دقائق وكان يدخل ومعه مجد ووجهه مملوء بالكدمات وما أن رآه مدين هب واقفًا يدقق فى ملامحه
وقد تعرف عليه.. وقبل أن ينقض عليه أوقفه هارون هاتفًا:

-أنا بحب النظام زى عينى يعنى بلاش تبهدل الدنيا
وياريت لو فى دم هيطرطش ويملا المكان تخليه يمسحه

تركه هارون منصرفًا بينما هو أنقض عليه بغضب يلكم
شطر وجهه عدة مرات متتالية.. ثم خلع حزامه وعاد ينهل
على جسده يضرب فى كل مكان تصل إليه يداه بغضب
صارخًا:

-يا بن الك لب عملت فيهم كدا ليه

حاول أن ينهض ويدافع عن نفسه لكن مدين ثبت رأسه
ثم خبطه بقوة.. فوقع على الأرض فجسده لم يتحمل
كم هذا التعذيب منذ أمس.. أنحنى بجزعه يجثو على
ركبتيه أمامه ثم جذبه من شعره وقال:

– خسارة فيك الموت
تعيش عشان تتعذب بس

ترك خصلات شعره لينصدم رأسه بالأرض ثم بصق فى وجهه ونهض يضربه فى قفصه الصدرى عدة مرات غير عابئا بتأوهاته وصرخاته ثم توجه نحو الباب فوجد هارون أمامه مباشرة فألقى هارون نظرة للداخل ثم حك مؤخرة رأسه هاتفًا:

-لا كدا النظام إتبهدل على العموم

حدثه بأسف زائف هاتفًا:
-‏ إتكل على الله أمرى لله هخليه هو يظبطه

فى المساء

ينظر إلى والدته بتوسل كمن يغرق وسط أمواج عاليه
وكلماتها هي طوق النجاة.. بينما هى فتحت فمها ثم
اغلقته مترددة.. فرغم أنها تود الموافقة رأفة بحال
إبنها إلا أنها تخشى عليه من الخذلان والوجع فهمست

-يعنى موافقتى هى اللى هتفرق معاك يا مدين
على أساس لو قولت لأ مش هتتجوزها

أطرق رأسه بكسرة هاتفًا:

-مش هتجوزها إلا بموافقتك إنتِ

ربتت على كتفه هاتفة بحنو أم:

-وأنا ميهونش عليا وجع قلبك يا مدين.. أنت مش بس
أبنى أنت أخويا وأبويا وكل دنيتى ياأبنى ولو إني رافضة
عشان أنا مش شايفة سعادتك معاها بس ربنا يخيب
ظنى ويرزقك يا مدين السعادة.. ولو على أخواتك أنا
هاتصرف

رمى نفسه فى أحضانها يتنفس بإرتياح هاتفًا بوجع السنوات الماضية:

-طبطبى ياما عليا بقالى كتير مرتحتش

فى الجهة المقابلة

ذهبت إليها لتنفيذ خطتها فورًا.. ارتمت نادين فى احضانها
تبكى بحرقة بينما نهى تحاول أن تشاركها البكاء ثم همست

-أنا مش مصدقة أنا قلبى وجعنى يا نادين

-أنا عايزة فاتن أنا مش متخيلة حياتى من غيرها

همست بوجع جرحها غائر همست نهى مدعية الحزن:

-طب وعملتوا أيه فى موضوع القضية يا نادين

-مش عارفة المحامى بيتابع القضية وبيطمنا وبيقول
أن الظابط الجديد اللى اسمه هارون إللي مسك القضية شاطر وقريب هتظهر البراءة

فجأة فتح باب الغرفة وظهر أمامهم يستند بمنكبيه العريضين على الباب هاتفًا بغمزة:

-أنا هارون عاملة أيه يا نونا

الصدمة ألجمت نادين بينما هى إرتبكت وأجابته بتوتر:

-الحمدلله.. طب استأذن أنا

-طب والله أزعل كدا تمشى من أول ما أنا آجى كده أحس
إنى ضيف تقيل

نظرت له بحاجبيان معقودان بعدم فهم ثم هتفت بتلعثم:

-أنا أصلًا كنت ماشية

أقترب منها يلطمها بقسوة على شطر وجهها فسالت الدماء من فمها فشهقت نادين بفزع بينما تابعت نهى:

-أيه اللى بيحصل دا هو فى أيه.. دا مش قانونى وممكن
أعمل فيك محضر

نظر إليها بقسوة ثم صرخ بها بقوة جعلت صدي صوته
يدق فى الغرفة بعنف:

-أسمى هارون بيه النويرى وانتِ بتتكلمى معايا يا شمال
تحفظى لسانك

سألته نادين بفزع:

-هو أيه اللى بيحصل؟!

أقترب من نهى يجذبها من حجابها حتى كاد يقتلع خصلات شعرها ثم نظر إلى نهى بابتسامة شيطانية:

-الشمال دي بتشتغل فى الد.عارة بس على المتغطى
تاخد البنات وتدخلهم على التطبيق الجديد د.عارة شيك
كلاس يعنى.. وبعد كدا البنات دي بتضيع وشكرًا
وعلى كدا كانت بتحاول معاكم بسيط وبعد كدا دخلت
دراعها اليمين مجد بيه.. اللى نادين حليت فى عينيه
بس لما صدته فبرك الفيديوهات ليها عشان يكسر
عينيها ويضرب عصفورين بحجر منها تشتغل مع نهى
ومنها تبقى بتاعته.. بس حظه الوحش بقى أنا طلعت
فى وشه

تصلبت فى مكانها حابسة أنفاسها لا تمتلك القدرة على النطق.. أو النظر لتلك الشيطانة.. هوة سحيقة تبتلعها لا منقذ لها.. كانت الغرفة تمتلأ بالصمت حتى صرخت نهى بهياج:

-محصلش أنا مالى لو مجد عمل كدا دا مجرد معرفة
من الجامعة زى زيهم

مال عليها بطلته المخيفة هاتفًا:

-أنا قبضت على مجد بعد ما نزلتى من عنده على طول كنت ممكن أقبض عليكِ معاه بس أنا حبيت اقبض عليكِ هنا كنت عارف إنك هتيجى هتيجى.. ودا أبسط شئ عشان أرد للبنتين كرامتهم ولأهلهم

وقبل أن تنطق بكلمة واحدة كان يجرها من حجابها غير
عابئ بتعثرها حتى الحجاب انخلع بيده ألقاه أرضًا وأكمل
سحبها حتى وصل إلى سيارة الشرطة التى كان يتجمع
حولها أهل الحى دفعها بحدة وهو يسبها بأفظع الشتائم

-بنت الكلب اللى كانت داخلة خارجة معاهم والغل
والسواد معشش جوا قلبها هى اللى فبركت الفيديوهات
كانت حيه بتبخ سمها

ثم تحرك للأمام نحو باب السيارة مفتوحًا بواسطة إحدى رجال الحراسة.. دلف إليه بثبات ورأسه شامخ لحظات وكان مدين يهرول نحو بيت عمته.. فاخرج رأسه من
السيارة مناديًا عليه فأقترب مدين متساءلًا:

-هو فى أيه؟!

-متقلقش.. تجيب نادين بكرة وتيجى عشان نقفل القضية
آه لو هتعمل فرح متنساش تعزمنى

ثم تابع يحدث السائق

-اطلع بينا يا أبنى

أستقام مدين والإبتسامة تملأ وجهه فتحركت السيارة
وخلفها سيارة أخرى تحمل رجال الشرطة

فى الأعلى

الصدمة اخرست نادين بل صفعتها وأفقدتها القدرة على الكلام بينما والدتها وأختها تحول وجههما إلى قطعة رخام.. لا زالت مكانها مصدومة عاجزة.. حتى شهقت بقوة
غير قادرة على إلتقاط أنفاسها.. جثت على ركبتيها وهى
تشعر بضعف فى جميع أنحاء جسدها ألم يجتاح صدرها
تشعر بالأختناق.. هزت رأسها بقوة وهى تهمس بجنون

-لأ لأ نهى صاحبتنا كلنا مع بعض وضحكنا مع بعض
مش هتعمل فينا كدا.. مش هتموت فاتن كدا لأ لأ

إنهارت كل مقاومتها وهى تجهش فى البكاء كما لم تفعل
من قبل.. وكأن كل التظاهر بالقوة الزائفة لم يعد له معنى
لقد خسرت رفيقة عمرها.. أختها الثانية.. خسرت أجمل
شئ بحياتها أخذت تصرخ:

-يارب رحمتك بيا أنا وفاتن يارب هى عندك يارب
إحنا إدبحنا يارب على إيديهم يارب إحنا والله مكانش
قصدنا نعمل حاجة وحشة والله انت اعلم بينا.. يارب
خدنى عندك أنا كمان أنا تعبت تعبت

بعد أسبوع

وقف أمام النافذة عارى قبل طلوع الفجر.. رأسه سينفجر
من قوة الصداع.. يشعر وكأن مطرقة تطرق رأسه
صداع لعين منذ أن سمعها تصرخ رافضة الزواج منه
وقبل أن ينهى كل شئ تدخلت عمته تخبرها أن نادين
تحتاجه أكثر من أى وقت وعليه أن يتزوجها وتكتب
على إسمه سواء برضاها أو رغمًا عنها.. وأن يقف
بجوارها.. أغمض عيناه بألم شديد دموعها اللعينة تذبحه
يكرهها ويكره ضعفه أمامها.. إبتسامة حزينة شقت ثغره
سيتزوجها ويحتويها كأبنته وبعد ذلك سيجعلها تعترف
بحبه.. إعتراف صغير ليمحى كل سنوات العذاب والوجع
وبعدها سيسامحها.. وكأنها لم تفعل شئ فهى حتى فى
حبها كالإعصار تضرب قلبه بقوة غير مبالية بحجم
الخراب الذى تسببه لقلبه

-مبروك البراءة

قال هذه الكلمات ياسين وهو يقف أمام سنا فرفعت بصرها
ترمقه بإعجاب طلته كلاسيكية وكأنه خرج من فيلم
أبيض وأسود للتو أشاحت بصرها تنظر حولها خوفًا
أن يكون أحد انتبه لنظراته ثم همست:

-الله يبارك فيك

أطرق رأسه بأسف هاتفًا:

-حلو أن يكون للإنسان عيلة تحتويه وتكون سند والأمان فى موقف صعب زى دا وأظن إللى وصل صديقتها فاتن
لكدا هو غياب الحاجات دي إستحالة أى علاقة مهما
كان إسمها تكمل من غيرهم.. أنا فخور بيكِ إنك فرد
من العيلة دي

تنهدت بحزن هامسة

-فاتن الله يرحمها أهلها على طول كانوا صعبيين كدا خذلوها فى أكتر وقت كانت محتاجة فيه للسند.. ساعات بصدق نادين أن لو مكانتش عمتى حبستها هى بعد الفيديوهات
دي مكانتش عملت كدا الله يرحمها يارب

ثم تابعت بمرح:

-‏أما بالنسبة لنادين مش حابة أقتل طموحك بس نادين محدش بيطيق تصرفاتها واللى عمل كل دا مدين إبن عمتها

قهقه بصوته الرجولى الخشن على طريقتها ثم صمت هاتفًا

-بيحبها أكيد ؟!

ضحكته اذابت قلبها أناقته المفرطة.. هدوءه.. لباقته.. تصرفاته المهذبة.. وإهتمامه بها فى الفترة الأخيرة.. هزت رأسها تبعد هذه الأفكار ثم منحته إبتسامة عريضة هاتفة:

-هى الدنيا بالنسبة ليه.. إنهاردا فرحهم على فكرة

ثم تابعت بمرحها المعتاد:

-وبالمناسبة دي عزماك على حاجة ساقعة يالذيذ يارايق

هز رأسه بيأس من مصطلحاتها ثم نظر إلى وجهها يتأمل تفاصيله الناعمة الرقيقة وعيناها المشاكسة.. وأنفها الدقيق وفمها.. منحها إبتسامة ساحرة:

-دا بدل ما تعزمى اللذيذ الرايق على الفرح

-أسفة بس دي طريقتى كدا مع الكل

عقد حاجبيه وتبدلت ملامحه وهو يسألها:

-مع الكل إزاى يعنى؟!

لم تدرك ما قالته أو مغزى سؤاله وتابعت:

-مدين دا هيتجنن منى مش عايزة اقولك طول نهار
يقولى لسانك

التو ثغره وتبدلت ملامحها بسبب حديثها
الدائم عن مدين واجابها بإقتضاب

-أممم.. ماشى

-خلاص أنت معزوم على الفرح بليل عشان أعرفك على
مدين يلا بقى

خبط الحائط بجواره هاتفًا بنبرة تملأها الغيرة:

-ايه سوبر مدين مثلًا

فى المساء

زفاف مختلف تمامًا عن ما تمنته زفاف فى الشارع بينما أصر مدين على زفافين منفصلين أحدهما للرجال والأخر للنساء.. كانت تحلم بزفاف كبير فى أشهر الفنادق.. نظرت
لنفسها فى المرآة بقهر.. ثم خرجت لتنضم لوالدتها وأختها
ليهبطوا للأسفل كانت ترتدى فستان أبيض ثمينًا أحضره
مدين وأصر أن ترتديه على الرغم من رفضها.. وما
أن ولجت إلى سرادق النساء لفتت انتباه الجميع بجمالها
لاحظت بدقة إشارة النساء وهمساتهم بين الحاقدةوالشامتة.. والمتعاطف معاها.. هى ليست بحاجة لمن
يخبرها بما يثرثرون عنها

على الجهة الأخري كانت مظاهر الفرح بائنة.. مدين يرتدى حلى سوداء زادته جمالًا ووسامة وكان يجلس بجواره
هارون مبتسمًا ثم مال عليه هاتفًا:

-مش هتقوم ترقص كدا وتفرح حبايبك

ابتسم مدين بشحوب وهو يهز رأسه ثم همس هارون:

-متبقاش طماع وكله بالحنية بيفك بس بلاش تغرقها
البسبوسة لو زاد شرباتها النفس بتجزع منها

رمقه مدين بصدمة فضحك هارون ضحك خشنة وهو
ينهض هاتفًا:

-لأ دا أنا دايس بره وجوه.. وأى استشارة أنا موجود
يدوب امشى عشان الحق اروق على نهى.. يلا جدع
فك كدا وعرف الناس أنك فرحان وبلاش تشمت حدا
فيكم

أنصرف هارون ونهض مدين يرقص وسط الرجال
كإعلان صريح بإنها ستصبح زوجته وممنوع أى تعدى
عليها من أحد بكلمة واحدة بينما كانت سنا تقف فى زواية
بعيدة تصفق بسعادة وهى تطالع مدين السعادة تملأ جوه لكنها تخشبت مكانها هى لم تخطئ فى نبرة صوته العميق رنين غير عادى كالموسيقى الغامضة.. مثله تمامًا استدارت تهمس:

-ياسين ايه اللى جابك هنا

انخفض ليصل لمستوى رأسها ثم جز على أسنانه وهو
يسألها بخشونة:

-أنا جيت لانى معزوم هنا.. انتِ بقى واقفة فى فرح الرجالة هنا ليه؟!

نظرت إلى عيناه البندقية مذهولة ليس من العدل أن
يمتلك رجل مثله عينين كهاتين فهمست:

-حلوين اوى

قطب حاجبيها يسألها بإستنكار:

-قصدك أيه

-مدين ونادين حلوين اوى فقولت. آجى أشوفه هو كمان أنت

قبل أن تكمل جملتها كان يقاطعها مدين هاتفًا:

-أنت مين كدا؟!

أجابته سنا بتلقائية:

-دا النوتيلا

توسعت عين مدين بصدمة هاتفًا:

-انتِ عزمتيه؟!

-يا مدين المعيد بتاعى عادى بقى

حك ياسين مقدمة رأسه هاتفًا بنفاذ صبر وهو يرمق مدين
بحدة وغيرة واضحة:

-اسف بس مين النوتيلا؟!

همست سنا لمدين بصوت منخفض:

-شوفت أسف دا متربى مرتين زيادة

حدجها مدين بنظرات نارية فهمست هى مسرعة تحدث ياسين:

-مش نوتيلا.. المعيد بتاع الكلية نوتيلا ايه بس

اشار لها مدين نحو مكان النساء هاتفًا:

-روحى انت هناك وهو معايا ولينا كلام بعدين

تسمر ياسين مكانه يسأله:

-كلام أيه

رمقه مدين ثم هتف بسماجة:

-امور عائلية لو مش هيضايقك
يلا سنا روحى هناك وانت تعالى اما نشوف اعتراضك
دا ليه؟!

فى الجهة الأخرى

كانت صامتة شاردة تنظر حولها بضياع لازالت تحت
الصدمة حتى وضعت والدتها أمامها دفتر المأذون فرفعت
بصرها ترمق والدتها بعتاب فهمست لها

– أمضى يا نادين

نقشت إسمها فى الرقعة البيضاء فهى اصبحت زاهدة
الحياة زاهدة كل شىء

دقائق ودخل مدين ليأخذها من مكان النساء.. تناول يدها لتتأبط ذراعه ثم أنصرف الجميع إلى بيوتهم

ما أن ولجت من باب الشقة توسعت عيناها بإنبهار
من تصميم الشقة.. وأثاثها الفخم.. والاضاءة العالية
وأفخم أنواع السجاجيد دارت بنظرها فى الشقة
حتى سمعت همسة:

-نورتى بيتك

لم تجيبه ظلت صامتة كما هى.. فتنهد بثقل هاتفًا:

-تعالى أوريكى أوضتك فين؟!

ولجت للغرفة تجر فستانها وقد ظهرت روحها المطفأة
بينما هو كان يطالعها بوجع مهما شيد أثقالا حول قلبه تأتى نظرة عينيها تكسر القيود وتحرر قلبه من خلف القبضان لكنها بمهارة أخفت ملامحها فباتت قاسية مخيفة ثم
همست بنبرة حاقدة:

-وصلت لمرادك اللى أنت عايزه يامدين كل همك
أنك توصلى بإى شكل وإى تمن عشان أنا رافضة
واحد زيك فاشل.. عشان مش متخيل إزاى واحدة
ترفضك.. فاكر إن كدا هسلم وهاقول البطل بقى
صح.. أحب أقولك تبقى غبى

أغمض عيناه بمرارة وأذنيه تلتقط كلماتها السامة التى قضت على كل ذرة صبر وتعقل بداخله حرب طاحنة
لكن طريقتها حسمت النتيجة فأقترب منها يغرس
أنامله فى يدها هاتفًا:

-ومين قالك أنى اتجوزتك حب هو بعد فضيحتك
حد يرضى بيكِ أنا اتجوزتك بس عشان أتاكد من صحة
الفيديو وطبعًا مافيش غير طريقة واحدة وانتِ عارفاها

توسعت عيناها بفزع وهى تصرخ قائلة:

-إياك تلمسنى أو تقرب منى يا مدين

-لأ ألمسك وأقرب منك دا لما أكون حابب قربك وعايزك
لكن فى طريقة تانية تليق بيكِ وأكيد عارفاها

كانت تتفحص ملامحه برعب حقيقى حينما انحنى
بجزعه يفتح إحدى الادراج ليلتقط قطعة بيضاء من القماش فصرخت برعب

يتبع

 

 

 

 

0 0 votes
Article Rating
____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x