روايات

رواية أرشد فؤادي الفصل الثامن 8 بقلم سارة فتحي

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

رواية أرشد فؤادي الفصل الثامن 8 بقلم سارة فتحي

 

البارت الثامن

 

الفصل الثامن ساره فتحي

أرشد فؤادى

ضغط ياسين على مقدمة رأسه يداهمه شعور مؤلم يفتك بأحشاءه.. كان يريدها بكل جوارحه.. كان يريد أن يعشقها
ويعشقها لكن ذلك لم يحدث.. أغمض عيناه بألم وندم
على طريقته معاها لكن جرحه غائر

فى الخارج عضت سنا على اظافرها تكبح غضب يشتعل بداخلها.. شعرت بالدموع تلسع مُقلتيها وفقدت القدرة على التحكم فى نفسها.. دفعت باب المكتب بحدة لتقتحمه
تخشب مكانه وهو ينظر لهيئتها وقبل أن ينطق بحرف  هتفت بحدة:

-الأستاذ إللى طردنى من المحاضرة من غير ما يعرف أسبابى.. وقدام المدرج كله أتعمد الإساءة ليا وإهانتى
أنا آخر مرة كنت معاك روحت عرفت ان بابا تعبان
وأضطريت أسافر بسرعة ومتأخرش لحظة كان
عندى عذر قهرى وأول ما وصلت جيت على هنا
على طول عشان حضرتك تاخد اللقطة وتطردنى

إبتلع لعابه الجاف وأجابها بتوتر:

-ولما هو كدا مبلغتنيش ليه؟!

والله أنا مكانش فيا دماغ
والسؤال دا تسأله لنفسك أنت مدورتش عليا ليه؟!

تابعت حديثها بقوة:

-بالنسبة لطلبك اللى كان قبل ما أمشى

قاطعها بنظرات راجية ومتألمة هاتفًا:

-سنا افهمينى

رفعت إحدى حاجبيها ثم أجابته بثبات وشموخ:

-طلبك مرفوض مش عشان السبب اللى قولته
لأنك لو عرفتنى تعرف ان عمره ما هيكون سبب رفضى
أنا رفضاك أنت لذاتك

أنهت كلامها ومسحت دمعة هبطت منها وهرولت للخارج
بينما هو لحقها ووقف أمامها ينظر للعيون التى تراقبهما
هاتفًا بصوت مختنق:

-سنا خلينا نتكلم وأفهمك

الدموع تلمع بعيناه يترجاها ألا تبتعد عنه وتفهم موقفه
هاتفًا:

-لما كان والدى بيفكر يطلب اى بنت كان بيبقى الرفض
عشان أختى.. أنا اختى مالهاش غيرى.. سنا أفهمينى أنا أتوجعت وأتجرحت عشان
انتِ البنى أدمه اللى حبتها

نظرت له بعينان حمراء كالدم ثم أجابته

-حتى ولو دا السبب أنا من حقى ارفض او اقبل ميدكش الحق أنك تعمل كدا معايا عن إذنك يا دكتور

وقفت على اعتاب الباب محاولة رسم إبتسامة على وجهها
ثم طرقت الباب ووقفت تنتظر أن يفتح لها احد من الداخل كانت تجاهد دموعها.. وما أن فتحت لها الباب
زوجة عمها إبتسمت بصعوبة وداخلها متألمة موجوعة
قلبها ينبض بألم.. أول مرة قلبها ينبض لأجل شخص
لكنه خذلها.. همست زوجة عمها هاتفة:

-بسرعة يا سنا غيرى وتعالى أنا عملت الغدا

-هوا هاغير وهاجى

دلفت للمرحاض وغسلت وجهها بقوة لتمتزج دموعها المالحة مع المياة.. دقائق وخرجت لترتدى ثيابها ثم
أخذت نفس طويلا وخرجت من غرفتها.. هى حقًا
إشتاقت لزوجة عمها ولجت على أطراف أناملها
ثم حضنتها هاتفة:

-طب والله وحشتينى ووحشنى ريحة أكلك

-أيوة أضحكى عليا جيتِ الصبح وجريتى

-أبحاث مهمه معلش

أنهت كلامها وهى تنظر نحو نادين التى كانت تقطع
الخضراوات ثم همست:

-عاملة إيه يا نادين؟
وحشتينى.. ومدين عامل إيه؟!

قبل أن تجيبها جاء صوت من خلفها هاتفًا بعتاب:

-والله طب كويس أنك أفتكرتينى

رفعت نادين عيناها مسرعة نحو مدين تراقب نظراته
فأجابته سنا بنبرة متحشرجة قليلًا:

-هو انا عمرى بنساك بطل إفترا

إبتسم بإشتياق وحب أخوى حقيقي هاتفًا بنبرة حانية

-لا طبعًا.. طمنينى على عمى

قاطعته والدته وهى تناوله الخبز هاتفة :

-طب يلا أخرجوا ووسعوا مكان أنا هاجيب الغدا

على طاولة الطعام كانت سنا تحدثه بهدوء على عكس
عادتها مما جعل كل تركيز مدين مصوب نحوها بينما
نادين كانت تجلس كمن يجلس على الجمر فلاحظت
والدته فهمست:

-أيه رأيكم فى الأكل كله نادين ساعدتنى فيه
انهارده ماشاء الله طلعت شاطرة ونفسها حلو
فى الأكل

نظر مدين نحو والدته يسألها بعدم تصديق بينما
هزت رأسها بالإيجاب فنظر نحو نادين بإبتسامة
واسعة وهو يهمس:

-تسلم إيدك إللى تعبت.. الأكل جميل أوى

كانت تشعر بالخجل من كلمات حماتها أما هو رفعت
بصرها نحوه بعتاب ثم همست بخفوت:

-بالهنا والشفا

بعد إنتهاء الغدا وقف مدين مع سنا فى الشرفة ليسألها
بنفاذ صبر:

-مالك يا سنا إوعى تكونى أفتكرتى جو الضحك بتاع
جوا دا يقنعني  فيه حاجة حصلت فى الجامعة صح

تنهدت تنظر أمامها فى صمت محاولة كبح دموعها جز على أسنانه يسألها:

-الحيو ان دا عمل إيه؟!

-بس متقولش حيو ان

مال برأسه يرمقها بإستنكار:

-مقولش أيه وانتِ شكلك مقهورة؟!

-قولتلك هو نوتيلا مش حيوا ن

تابع بإستنكار هاتفًا:

-‏اين الكرامة اللى صدعتينى بيها؟!
ومين صاحب مقولة لو أردت شئ بشدة اطلق سراحه
لو عاد لك عشان محدش عبرره وأطلق سراحه بردوا

تحمحمت والدموع بعيناها هاتفة:

-أنا بس حسيت أنك معاك حق

-‏يا شيخة؟!

-‏ أنت بتقول كلام عنب بس أنا اللى ماكنتش نركزة بص هو متسرع وغبى بس أنا هأعمله إعادة تأهيل واخده يامدين مش دا اللى يتساب بقولك نوتيلا ياجدع

-انتِ بتعيطى  بتتكلمى بجد ولا بتهزرى ولا إيه؟!
سنا انتِ عندك دم عشان ناوى اسيح دمك

مسحت دموعها هاتفة بمزاح:

-لأ والله آخر شوية أتبرعت بيهم وأنا جاية عند العربية اللى عند
الجامعة أتكسفت أقول لأ وأتبرعت بيهم

ألتو ثغرها هاتفة:

-بعدين خلى حد غيرك يتكلم على الأقل أنا الوضع تحت السيطرة

رفع حاجبه يحدجها بحدة ثم أنفجرا يضحكان معًا بينما  خرجت نادين من المرحاض ترمقهما بطرف عيناها ثم أسرعت نحو المطبخ لتختبأ حتى لا يرى أحد وجعها لكنها وجدت حماتها تقف فى المطبخ فهمست بإرتباك

-أساعدك فى حاجة قبل ما أطلع

هزت رأسها بنفى ثم أجابتها:

-أنا مش عايزاكِ تساعدينى عايزاكِ تساعدى نفسك

سألتها بإستنكار:

-نفسى

-أه يا نادين أنتِ كل يوم بتدبلى أكتر وأكتر طول عمرك
وانتِ عيله صغيرة كنتِ غير كل عيالنا كنتِ مختلفة
لكن دلوقتى عينيك دبلانة ليه يا بنتى

-عشان أنا ربنا بيكرهنى هو إللى حصل معايا شوية

توسعت عيناها وهى تهز رأسها هاتفة:

-أستغفر الله يا بنتى ربنا بيحب كل عباده.. دا إبتلاء إسمعى يا نادين الإبتلاء دا ساعات العبد بيغفل عن
ربه فيرسل الله البلاء حتى يعود العبد لله.. فيرفع
عنه البلاء ويرزقه رزقًا طيبًا

هبطت دمعة من نادين وهى تسألها:

-كدا ربنا بيحبنى.. ولا بيوجعنى

أبتسمت وهى تربت على كتفها هاتفة:

-لا بيحبك.. وكل الوجع والدموع دي أجر عند ربنا
فكرى فى الحاجات الحلوة اللى فى حياتك وحواليكِ
فكرى لما تبقى أم إزاى تخلى عيالك يطلعوا نشأ صالح
إنسى الماضى وعيشى عشان ترتاحى

أرتمت فى أحضانها بدون مقدمات هاتفة بعذاب:

-أنا عايزة أرتاح أنا تعبانة أوى

أهتز قلب مدين وهو يسمع همهماتها الضعيفة المتوسلة بينما ربتت والدته على ظهرها وهى تضمها أكثر هاتفة:

-أستعينى بالله وقربى منه أكتر

أغمض عيناه بألم تمنى أن يكون هو الركن الدافئ الذى
تلجأ إليه من قسوة العالم تمنى لو يضمها هو الآن.. رفعت
عيناها فتعلق بصرها به لوهلة فأبتعدت عن والدته
ثم أولته ظهرها فرمقته والدته ثم نظرت نحوها
بوجع وهمست:

-يادوب ألحق العصر هيفوتنى

أنصرفت والدته فتقدم يسحبها من معصمها
برفق كانت ضعيفة وهشة.. يشفق عليها رؤيتها كطفلة
تائهة تذكره بنفسه بعد أن هجرهم والده وكانت والدته
تبكى طيلة الوقت بحرقة دون إدراك مد يده يمسح دموعها
نظرت له بعينان مشوشتين فهمس هو يقترب أكثر:

-دموعك دي بتعذبنى

حاولت سحب يدها منه فهمس بإسمها:

-يا نادين قلبى تعب

الطريقة التى يهمس بها وبالأخص إسمها جعلت جسدها
يرتجف قلبها يتخبط.. أغمضت عيناها لتستوعب ما يحدث
معها محاولة أن تستعيد شخصيتها القوية سحبت يدها
بحدة وهى تتذكر ضحكاته مع سنا هاتفة:

-ربنا يرزقك باللى تريح قلبك طالما أنا تعباك كدا

أنصرفت مسرعة وهى تتناول حجابها فتنفس بحدة
وقد سئم حياته هاتفًا:

-ربنا رزقنى بيها خلاص بس هى مستكترة عليا الراحة

فى المساء

صعد إلى شقته واتجه إلى غرفتها ليطمئن عليه كعادته
أقترب ينظر إليها فلمح قطرات العرق على جبينها بينما
تزداد تقطيبًا كأنها تعانى من كابوس جلس بجوارها يهزها
برفق هاتفًا:

-نادين نادين

فتحت عيناها وهى تبتلع بصعوبة ثم تنظر حولها وأغمضتها ثانية هاتفة:

-أنا خايفة أوى خايفة

ضمها بين ذراعيه لأول مرة تتشبث بقميصه أرتجف قلبه
بقوة وهى تهمس:

-خليك جنبى هنا أنا مبقتش اعرف أنام من الكوابيس

-أنا جنبك على طول يانادين

بعد مرور عدة دقائق وهو يمسد على شعرها ويتلو آيات
قرأنية رفعت بصرها إليه تهمس:

-أنا عايزة أصلى

أبتسم بإتساع هاتفًا:

-الصلاة أهم حاجة يلا ابدأى دلوقتى بقيام الليل

بعد مرور عدة دقائق خرجت من المرحاض بعد أن توضأت
فسألها بصدق:

-تحبى أفضل اصلى معاكِ ولا أخليكِ على راحتك وتصلى
لوحدك

اقترب منها فنظرت فى جرتين العسل الصافى خاصته بينما هو كان يمرر عيناه عليها بلهفة وخوف أطرقت رأسها
هاتفة:

-حابة اكون لوحدى

هز رأسه وخرج من الغرفة فرشت سجادتها وبدأت فى
الصلاة وما أن سجدت خرت قواها تبكى بحرقة بين
يد خالقها تدعو لله أن يريح قلبها ولم تنسى صديقتها
أنتهت من صلاتها تشعر براحة فى صدرها طوت سجادتها
ثم توجهت نحو الفراش.. فطرق الباب ثم ولج هاتفًا

-هديتى

-هحاول أنام بس لسه خايفة

ولج يجلس بجوارها على الفراش وبيده مصحف يتلو أيات
قرأنية حتى غفت فى النوم فاقترب يقبل جبينها ثم تمدد
بجوارها

فى صباح اليوم التالى كانت مستغرقة فى النوم بين
ذراعيه وهو أيضًا دقائق كانت تتململ فى نومتها فأيقظته
حركتها ليفتح عيناه ليتابع دلالها وهى تفيق كان وجهها
مقابل وجهه وما ان فتحت عيناها إرتبكت بخجل فتصرفت
بتلقائية ووضعت يدها على صدره فشعرت بمضخات
تحت يدها فانتفضت لتنهض مسرعة إبتسم يسألها

-فى إيه؟!

لا تعلم كيف نطقت هذه الكلمات

-هحضرلك هدومك عشان تنزل الورشة

نهض يقف خلفها يسألها بإستنكار:

-هتحضرى ليا أنا

إستدارت وهى تجيبه بتلعثم تشعر انها يحاصرها

-اه عادى

أنهت كلماتها وهرولت من أمامه.. فجذب خصلات شعره
هاتفًا بعذاب:

-بقى اصحي على النعيم دا كله ومطولش منه حاجة

بعد مرور اسبوع

بين الحب والوجع خيط رفيع فإذا قُطع تسلل الموت البطئ.. فغياب صورتها اللطيفة وتصرفاتها المجنونة
جعله كالمجنون

-سنا أوقفى أنا مش هجرى وراكِ فى الجامعة

قال هذه الجملة ياسين وهو يهرول خلفها بوجه غاضب
عابس منهار فأستدارت له تهمس ببرود عكس ما بداخلها

-خير يا دكتور بتجرى ورايا ليه أصلًا

-ليه مش عايزة تسمعينى أو تدينى فرصة وقافلة كل
وسائل التواصل

أبتسمت بإستخفاف هاتفة:

-دلوقتى بتدور عليا على وسائل الإتصال على العموم
حضرتك ساعدتنى فى مشكلة كانت رأى عام وخلصت
وكمان طلبت إيدى وأنا رفضت وكدا خلصت بردوا

تنفس بحدة وقد كان شاحبًا كمن جفاه النوم فهمس:

-بلاش قسوة قلبك دا أنا عرفتك قلبك حنين أفهمينى
وحطى نفسك مكانى أنا غلطت بس بحبك وكنت موجوع
ومش حلو منظرنا كدا والكل بيبص علينا خلينا نقعد
فى مكان نتكلم سنا أنا حابب أتقدملك

طوت ذراعيها لصدرها هاتفة بشموخ؛

-مش حلو منظرى كدا وحلو لما طردتنى قدام الجامعة
انت حابب تتقدم وأنا مش حابة.. لو سمحت فعلا وقفتنا
كدا مش حلوة.. عشان سمعتى ومتقفش فى طريق
نصيبى

تحركت من أمامه وهى تبتسم بإنتصار بعد أن أشعلت ناره توسعت عيناه عصفورة قلبه ستطير من بين يده فعليه
أن يعمل المستحيل وألا ستطير من بين يده وقف يدور
حول نفسه كالمجنون

ولج للداخل بملامح متألمة نزع قميصه وألقاه بإهمال
فرمقته نادين  بتوجس وهى تتفحص ملامحه بينما سألته والدته وهى تقترب منه:

-مالك يا مدين؟!

-رايش من الخشب دخل فى إيدى محيرنى من الصبح
حاسس دراعى واقف ياما هتشل

همست والدته مسرعة:

-بعد الشر عليك يا ضنايا

وهمست هى ايضًا بخفوت وصل إليه:

-بعد الشر

رفع بصره ينظر إليها فألتقت نظرتهما حتى قاطعته والدته
هاتفة:

-أنت عارف نظرى يا مدين شوية وسنا جاية وهى اللى بتعرف تطلعه بالملقاط

هز رأسه وهو يتحمل على نفسه ليدخل الغرفة هاتفًا:

-هادخل افرد لحد ما سنا تيجى

ولج للغرفة وأغلق خلفه الباب حدجت هى بغيظ
ثم ولجت لغرفة سنا تبحث هى عن ملقاط وما أن
وجدته اخذته وأندفعت نحو غرفته تفتح الباب
دون استئذان كان ممدد على الفراش عارى الصدر
فأنتفض من نومته فجلست هى أمامه تسحب
يده بحدة هاتفة:

-سنا تمسك إيدك وتعملها بإمارة ايه مش المفروض
إنك متجوز واحدة.. والمفروض إنك تحترم وجودى
أصلا ومتتعاملش معاها.. ولا أنا مش ماليه عينيك

أنهت كلامها تزامنًا مع نزع قطعة الخشب الصغيرة من
أنامله لم يرمش له جفن كان مركزًا ببصره على شفتاها
ثم مد يده يمررها على وجنتها يغلبه شوقه ويذله عشقه رفع بصره ينظر فعيناها فاطرقت رأسها وقلبها يدق بطريقة مغايرة فهمس لها:

-مالية عينى وقلبى وحياتى كلها

– ما هو باين

قبل أن تكمل كلماتها مد يده يكتشف بها نعومتها ليرتوى قلبه منها

 

0 0 votes
Article Rating
____

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x