رواية أرشد فؤادي الفصل التاسع 9 بقلم سارة فتحي
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)
رواية أرشد فؤادي الفصل التاسع 9 بقلم سارة فتحي
البارت التاسع
الفصل التاسع ساره فتحي
أرشد فؤادى
كانت تضع يدها على صدره الذى يتصاعد ويهبط
بسرعة من فرط أنفاسه المتأججة.. وأخيرًا أبتعد ينظر
لعينيها نظرة رغبة مختلطة بعاطفة فهمست
بتحشرج:
-مدين
حاوط خصرها يقربها منه ليطبع قبل على عنقها خدرتها
ولم تستمع لكلماته التى يهمس بها:
-بحبك يا نادين ومش بشوف غيرك
أغمضت عيناها من نبرته الأجشة ولم تميز ولا كلمة
منها ولم تفيق إلا على خبط من الخارج
أكمل ما يفعله ولم يهتم وأما هى كانت كالمغيبة لكن أستمر
الطرق فابتعد عنها خشية أن تكون الشرطة على باب غرفته وهل يوجد اشخاص اخرون يفعلوا كذلك غير الشرطة.. لكن يوجد سنا.. نهض متجاهلًا خفقاته النابضة التى كادت أن تخرج من صدره.. همس بتحشرج:
-صاحى يا سنا إستنى هاأخرج
تناول قميصه هاتفًا:
-هاأخرج ثانية واحدة وهاجى لأنها مش هتسكت وأمى
هتيجى تدخل
أرتدى قميصه الذى رماه جانبًا ثم خرج بينما هى سحقت
شفتاها پقهر.. لمساته خدرتها وأستسلمت بطريقة مخزية
أمامه.. دموعها أنهمرت بحړقة وهى ټلعن نفسها على ضعفها
-عايزة إيه؟!
تلك الكلمات قالها مدين لسنا بينما هى أردفت:
-فين الرايش اللى دخل إيدك وبعدين أنت بتتعصب ليه؟!
كان يتابع الغرفة وهو يقف معاها بنظرات غائمة.. جز على اسنانه هاتفًا:
-طالعته خلاص
تقدم خطوتين لينصرف لكنها أوقفته هاتفة:
-أستنى طيب انا عايزاك فى موضوع مهم
أجابها بغيظ:
-انتِ ايه اللى جابك
-محاضرتى خلصت
تنهد بسخط وهو يقول:
-ايه اللى جابك من الكويت اصلًا
رمقته باإبتسامة صفراء هاتفة:
-هو فى إيه؟!
إبتلع لعابه الجاف وهو لا زال يتابع الغرفة هاتفًا:
-هيكون فى أيه؟! إنجزى عملتِ مصېبة جديدة
كټفت ساعديها ببرود وهى تنظر إليه هاتفة:
-شوفوا مين بيتكلم عن المصاېب.. على العموم مافيش
أسمع منى بقى وأفهم كويس.. بص ياسين يومين
وهيجى يطلب إيدى أو ممكن يوم المهم مترحيوش
قول هاأشوف.. فيه عريس متقدم.. أو مش وقت كلام
دلوقتى عمي تعبان حاجات كدا فاهمنى خليه يمشى
زى ما جه
غمغم مدين بسخط هاتفًا:
-ولازمتها أيه المرمطة دي مش دا النوتيلا بردوا
وبعدين مش جاى يطلبك رسمي ايه لازمته دا كله
وإيه يومين أو بكرة مافيش ميعاد محدد يعنى
هتفت سنا بحنق:
-وايش دخل النوتيلا فى المرمطة نوتيلا ويتمرمط
ونعرفه غلطه وكله بالأصول يا معلم مدين ركز كدا
معايا.. ومفيش ميعاد إحنا محددناش بس دي تكهنات
منى وأنا عمرى ما اقول حاجة وتنزل الأرض
هز رأسه بيأس وهو يسمع لتلك الکاړثة التى تتحدث
خبط على الحائط بجانبه هاتفًا:
-تصدقى بالله أنه صعبان عليا ونفسى أقوله أنفد بجلدك
ألتو ثغرها هاتفًا:
-لا إله إلا الله.. سيدنا محمد رسول الله
ميصعبش عليك غالى يا حبيبى.. عايز تقوله أنفد قوله
وآدينى قاعدة مونساكم هنا
-هو إحنا خلفنا ولا جبنا غير سنا العاقلة الهادية بتاعت
البيت
-شوف إزاى
أنهت جملتها وهو كان ينظر خلفها على باب الغرفة الذى
فُتح وخرجت هى منه مسرعة للأعلى.. أغمض عيناه
يائسًا وحُزن قد تملك من قلبه ثانية
لحظات وكان إحدى العمال ينادى عليه فنظر له من
الشرفة فأجابة العامل:
-يا أسطى مدين فى واحد تحت مستنيك بيقول اسمه
ياسين
ولج ينظر لها فاأبتسمت بفخر همس:
-هنزل وهطلع تدينى الطريقة
-فى الأسفل
يشعر ياسين بالخنقة تجثم على صدره بلا شئ أكبر.. شئ بعثره
فؤاده.. يشعر بالمرارة فى حلقه؛ فتلك المرارة المصاحبة
دائمًا للحب لا نتقبلها ولا نتخطاها ما أن هبط مدين
وقف ياسين يصافحه فرفع مدين حاجبيه يسأله
عن هويته هاتفًا:
-أنا فاكر إنى شفتك قبل كدة
تحمحم ياسين بإحراج هاتفًا:
-انت مش فاكرنى أنا المعيد بتاع الأنسة سنا كنت
جيت حضرت فرحك إسمى ياسين لاشين
قطب مدين حاجبيه هاتفًا:
-أنت عايزنى أنا افتكرك وانت مش فاكر اسمك لاسين
لاشين
-أنا اسمى ياسين ووالدى لاشين
هز مدين رأسه فى صمت وظلا للحظات حتى نادي أحد
العمال هاتفًا:
-هات اتنين شاى يا أبنى
أبتلع ياسين ريقه بتوتر هاتفًا:
-أنا جاي من غير ميعاد بس كنت حابب أطلب إيد الأنسة سنا
حك مدين مؤخرة رأسه هاتفًا بمراوغة:
-معلش هو دا مكان تطلب إيد سنا فيه؟!
وفين أهلك
هز رأسه ليجيبه بجدية:
-لأ أنا أكيد هاجى البيت وأجيب اهلى الفكرة كلها
جيت أشرب معاك كوباية شاى وأعرف رأيك وهاجيب
واهلى واجى حسب ما تحدد انت
تزامنًا مع حديثه وضع العامل الصينية أمامهما فتناول مدين كوب الشاى ليعطيه لياسين هاتفًا:
-كوباية الشاى اهى.. أما رأى قبل ما نقعد ونتعرف ببعض
طب ازاى؟! انت تجيب رقم تليفونك وأنا هاأكلم عمي قبل أى خطوة وأرد عليك
اجابه بلهفة:
-خلاص بالليل أكلمك لو عمى وافق أنا هاجى بعد يومين
أيه رأيك
قطب مدين جبينه وهو يهمس لنفسه هاتفًا:
-هما بنات العيلة مورهُمش غير سحلة الرجالة كدا
والله صعبت عليا
فى المساء
ولج إلى شقته التقط شذى رائحتها توجه نحو غرفتها
مباشرة ليفتح الباب فوجده مغلق أول مرة تغلق عليها طرق على الباب هاتفًا:
-نادين
تسارعت انفاسها بالداخل.. أغمضت عيناها بخزى وهى
تتذكر ما حدث صباحًا لكن مع طرقه المُلح نهضت
لتفتح الباب مستعيدة نادين القوية التى لا تعلم
اين اختفت هذه الأيام فتحت الباب لتجده امامها
وما أن فتحت طالعها هو بإفتنان خصلات شعرها السوداء الطويلة المتمردة تثير جنونه.. نظر إلى منامتها التى ترتديها برقت عيناه بوميض خطړ وثقلت انفاسه ثم سألها بنبرة عميقة:
-قافلة الباب ليه؟!
أبتلعت وهى تعض شفتاها بتوتر التى لازال عليها أثر
هجومه هاتفة:
-كنت بذاكر انت عايز حاجة أنا هنام؟!
ضم قبضتيه فى جيب بنطاله ليمنع يده من سحبها لأحضانه وفعل ما لا يحمد عقباه.. طاف على ملامحها
الناعمة ثم هتف بحنق خفيف:
-آه.. بس بردوا بتقفلى الباب من جوا ليه؟! لو فى كابوس بالليل
ولا حاجة أنا بقلق عليكِ
أرتعش جسدها من كلماته اصبح يثير إحساسها بطريقة
مربكة ويشوش عقلها الظاهرى.. أغمضت عيناها ثم
اعادت فتحهما هاتفة:
-حاضر هاروح أنام عن إذنك
اغلقت مسرعة كانت تشعر بذبذبات عيناه تنتقل لها إستندت علي ظهر الباب لتستمع لتنهيدة حارة أطلقها.. جعلتها تضع يدها على صدرها تشعر بدفء غريب تستلذ به لكن سرعان ما نفضت هذه الأفكار هي بالأساس حانقة وغاضبة منه فهو عندما يجد سنا لا يرى أحد هتفت پغضب:
-انتِ هتجننى دا مدين اللى مش بطيقه خليه يو لع
هو والست سنا بتاعته.. وقال أيه إخوات
غمغمت بجمود لنفسها:
-أنا عادى بس اتأثرت بشوية الحركات بتاعته بتاع سنا دا لكن ولا كأن حاجة حصلت
بالخارج إرتمى بجسده على الأريكة هاتفًا:
-يابختك هتعرفى تنامى
أغمض عيناه پقهر كانت على وشك أن تستسلم له كانت
ناعمة أكثر مما تصور غمغمتها راضية وهى بين ذراعيه
تقلب فى نومته ثم نهض يقف فى الشرفة يضحك
ويسخر من نفسه ومن تفكيره وخيالاته كان لديه أمل
جذب خصلاته بقوة ثم نظر للسماء هاتفًا بتضرع:
-قلبها يارب
بعد مرور شهر
كانت تنظر له بجمود بينما هو ينظر لها بتملك شديد
وعيناه تشتعل غاضبًا لكنه كان صامتًا وعلى وشك
الإڼفجار يضم قبضته يزفر بحدة فهمست:
-هو في ايه لكل دا؟!
إبتلعت ريقها وهى ترى تشنج
جسده إتخذت الصمت عدة ثوانى قبل أن تتهور
هاتفة:
-ياسين انت هتفضل تزغر ليا كدا كتير وبعدين
معاك
نظر لها بنظرات مشټعلة ثم هتف بحدة:
-انتِ عايزة تجننينى أنا قولت ايه ١٠٠مرة
-قولت متكلميش شباب الدفعة ودا حصل بس دا
أنا كنت بغششه قاعد جنبى وطلب مساعدة حرام
جحظت عيناه وهو يضغط على كفه محاولًا التحكم
في غضبه.. هاتفًا:
-وتغششيه فى اللجنة وبعد اللجنة يقف معاكِ ساعة
-ساعة؟! اتقى الله دا مكملش دقيقة قالى شكرا
قولتلُه بالتوفيق
-ومدين كمان اللى طول النهار مدين مدين
تحولت ملامحها لتصبح شرسة هاتفة:
-ماله بقى أنت لما جيت خطبتنى مش خطبتنى منه
وقالك دي اختيِ الصغيرة مالك ولا هو جنان وخلاص
ضړب بكفه الطاولة وهو يقول:
– بقى أنا مچنون يا سنا
-واضح أننا فعلا إتسرعنا فى الخطوبة دي
تأمل ملامح وجهها التى ارتسم عليها الجمود لكنها
يبدو عليها الإرهاق والهالات السوداء تحيط بعيناها
زفر بسخط وهو يهمس بحنق:
-سنا أنا بغير عليكِ
أنا حد طول عمرى عملى جدًا مفقدتش سيطرتى على
نفسى وعلى حياتى غير معاكِ فياريت تحاولى تفهمينى
دمعت عيناها هاتقة:
-ياسين أنا بقالى يومين منمتش بسبب المادة دي
وحقيقى تعبانة وانت عارف عشان فى الآخر بدل
ما تسيبنى أروح.. أو تهون عليا بقالك ساعتين
نازل خناق بجد حرام
تنهد بثقل هو يجذب خصلاته:
-أنا اسف أنا حقيقى غبى
أبتسمت من بين دموعها هاتفة:
-الصراحة اه
-خلينا نكتب الكتاب بعد الإمتحانات على طول ونتجوز
بعد شهرين
توسعت عيناها پصدمة هاتفة:
-دا اللى هو ازاى؟! والترم التانى والمذاكرة
-باباكِ نازل الأسبوع الجاى صح
أما المذاكرة أنا هلملك المنهج كله فى ساعة ملخص
الملخص بصى هابهرك
توسعت عيناها بفرحة هاتفة::
-يعنى هتجبلى المنهج كله كل المواد
قهقة ياسين هاتفًا بصوت أجش:
-كل المواد بقولك الخلاصة
-قولت إيه يا مدين
تلك الكلمات قالها ياسين وهو يجلس أمام مدين فأردف
-أنا لحد هنا ماليش كلام قول القول عمي هو اللى لما ينزل يقرر.. رغم أني معترض عشان الدراسة والكلية
أجابته سنا مسرعة بتلقائية:
-من الناحية دي اطمن ياسين قالى هيلم المنهج كله
فى ساعة ملخص الملخص
أغمض ياسين عيناه يلعن غبائها بينما جز مدين على أسنانه وهو يرمقه بنظرات مشټعلة ثم هتف:
-ادخلى جوه يا سنا دلوقتى؟!
-فى إيه؟!
-إنجزى
راقب انصرافها ثم سأله بحدة:
-أيه دا بقى
أجابه ياسين بثبات وهدوء يحسد عليه هاتفًا:
-أنت عندك شك فى كدا أنا اقدر اقولك تاريخ مصر كله
كامل فى ساعة أنا خريطة متنقلة
رفع مدين حاجبيه فتبادلا النظرات ثم هز رأسه هاتفة
-اللى قدامك دا جابها من تحت اوى أنا أسمع ليك
تاريخ العالم مش مصر فخف شوية لحد ما يجى
عمى ونشوف رأيه ماشى
فى المساء
وضع الصينية ثم جلس بجوارها هاتفًا:
-خلصتى؟!
حاولت أن تشيح بصرها بعيدًا عنه لكنها لم تقدر همست
تسأله:
-بحاول اذاكر إللى انت لخصته هو إزاى أنت عارف كل
دا
إبتسم بدفء وهو يمد لها الشطيرة هاتفًا:
-ما هو مش شرط عشان دبلوم ابقى جاهل أنا بحب
القراءة وبالذات كتب الفلسفة أنا قرأت كتب فوق
ما تتوقعى
نظفت حلقها مرة اخرى وهى ترفع نظرها نحو عيناه
-مش قصدى كدا والله.. بس حتى الدكاترة يمكن معندهاش
نفس المعلومات ولا نفس الطلاقة فى الشرح
تأمل ملامحها وخصلات شعرها الفوضوية ثم مد يده
يزيحها خلف اذنيها.. تثاقلت انفاسها وأسبلت أهدابها
أصبحت تنجذب له دون أدنى سيطرة كالفراشة التى
يجذبها النور.. فتحت عيناها وجدت عيناه تحدق بها
أقترب منها يقبل جانب شفتاها بنعومة وبطء ثم
أبتعد عنها مسرعًا محاولًا السيطرة على نفسه ماذا
تمتلك هى لتجذبه نحوها هكذا.. كبح مشاعره هاتفًا
-أنا هنزل تحت عشان تخلصى مذاكرة أنا كدا مش
هاأبطل كلام
فى اليوم التالى
خرجت من الإمتحان والجميع يراقبها لكنها تفاجئت بنفسها
لم تفر هاربة لم تحزن ولم تبكى لم تخف.. فهو ظل
طوال الطريق يدعمها حتى أنه ينتظرها بالخارج
لم تبالى بنظرات من حولها وخرجت من الحرم الجامعى
لتجده أمامها يبتسم لها فاابتسمت هى باإتساع وأقتربت
فعناقها بعيناه.. عانق الأعين الذى يحبس انفاسها.. فهو اصبح حاميها.. واخيها.. وصديقها وزوجها.. كانت تستمع لهمسات من حولها فهى اصبحت مادة
خام للنميمة:
-يابختها.. بعد كل دا تأخد دا.. يارتنا كنا احنا.. واخدنا القمر
دا.. حظوظ
لأول مرة تتفحصه بنظرات إمراة لرجل من مقدمة رأسه
لأخمص قدميه نظرات حب وإعجاب قميصه الازرق
وبنطاله الجينز كان غاية فى الوسامة.. أما هو شعر
بنظراتها فاصبح قلبه كالمضخة ثائرة مسد عنقه بتوتر
-أيه الاخبار؟!
-الحمدلله حليت كويس يلا بينا
بعد مرور اسبوعين
يوم كتب الكتاب
أفخم قاعة مناسبات داخل أكبر مساجد القاهرة كانت سنا
ترتدى فستانًا باللون الزهرى ناعمًا وحجابًا باللون الأبيض
ملامحها ناعمة والسعادة تغمرها يحتضنها أبيها بحنان
أبوى
كانت نادين تراقب الجميع فى صمت ثم نظرت نحو
مدين أصبحت تشعر براحة فى وجوده حولها تستمد قوتها منه لكن قطبت حاجبيها وهى تطالعه يبتسم بشحوب مصحوب بتحسر.. قبضة من نيران تقبض على قلبها وهى ترى
عيناه غائمة بالحزن هل هذه النظرات من أجل سنا
أطرقت رأسها بۏجع “لايدرك الإنسان قيمة ما فى
يده حتى يفقده “يبدو أن هذه المقولة تنطبق على مدين
وسنا الآن.. رفعت بصرها تنظر إليه ثانية فتلاقت عيناهما
فاأبتسم بشحوب نظرت امامها تمسح دمعة فرت هاربة منها
أما هو كان يراقب نظراتها المټألمة يعلم أن كل هذا
كان حلمها.. يلعن الظروف ولما آلت إليه الأمور ولم
يستطع تحقيق أبسط حقوقها.. تنهد بسأم وهو
ينظر إلى ملامحها البائسة حتى جاء عمه ليجذبه
فتحرك بثقل للأمام
أنتهت مراسم كتب الكتاب واستقلت نادين السيارة بجوار
مدين الذى ظل كما هو يتحاشى النظر إليها كانت تشعر
بتصلب جسده.. نظرت أمامها تلتقط انفاسها المتأججة
تكبح دموعها المھددة بالإنهمار.. بعد دقائق هبطت من
السيارة فنظرت نحوه هاتفة
-هاروح مع أمى؟!
-ليه؟!
غصة مؤلمة تبتلعها فى حلقها بمرارة شديدة مشوشة
لا تستطع أن تتحدث ليس بسهل ماتعيشه كأنها فى
فى فيلم درامى همست بضعف:
-كانت دايخة هطلع أطمن عليها
لم تنتطر رده وانطلقت من أمامه تدخل بيتها بينما
هو حسم امره بعد طول تفكير وصعد خلفها مباشرة
-مالك يا بنت بطنى
قالت هذه الكلمات والدتها فاجابتها نادين وهى تقطب حاجبها هاتفة:
-مالى فى أيه؟!
حدثتها والدتها بعضب:
-مش عارفة مالك وطول الفرح قالبة بوزك ليه؟!
اللى زيك المفروض تبقى طايرة من الفرحة إن معاكِ
واحدة زى مدين
صړخت نادين پقهر وهى ټضرب صدرها:
-إللى زى مالى أنا ها مالى قوليلى.. لأ بقى هو اللى مكانش
يحلم بيا ولا بواحدة زى.. شايفة سنا أتعمل ليها فرح وأتجوزت
مين؟! أتجوزت المعيد هو أنا اقل منها ليه شايفة أن
مدين هو اللى يادوب كويس عليا ليه؟! ليه شايفة إني
قليلة اوى كدا ومستاهلش غير مدين
كان يقف خلف الباب يستمع كل كلمة بل كل حرف يخترقه
ويمزقه من الداخل.. قبض على موضع قلبه بقسۏة ثم
أنصرف بهدوء
أما فى الداخل فصړخت بها والدتها هاتفة:
-كل دا سواد جواكِ يا نادين
جلست على الأريكة بضعف هاتفة::
-دا مش سواد دا رد على كلامك بس
لكن الحقيقة أنا حبييت مدين حبيته بجد حياتى بقت
واقفة عليه.. لقيت كل حاجة إتمنتها فيه.. أنا كنت عامية
فتحت على أيده.. بس مدين بيحب سنا مش أنا شفتى
كان حزين إزاى عليها.. أنا إللى موجوعة أوى أنا إللى
بحبه مش سنا هو جوزى أنا مش هى
يتبع
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية أرشد فؤادي)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)