رواية آدم عبدالعزيز الفصل الأول 1 بقلم مصطفى محسن
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)
رواية آدم عبدالعزيز الفصل الأول 1 بقلم مصطفى محسن
البارت الأول
أنا اسمي آدم عبد العزيز، عندي ٢٨ سنة، ساكن في القاهرة، في حي شعبي بسيط، وشغال مصوّر سيشنات مناسبات… يعني تصوير أفراح وخطوبات وحفلات.
من زمان وأنا عندي هوس بالحاجات القديمة، بحب ملابس الكلاسيك القديمه، والأنتيكات، وكل حاجة فيها ريحة زمان.
مبعرفش أقاوم أي محل بيبيع حاجات مستعملة أو ديكور قديم، لازم أدخله حتى لو مش ناوي أشتري حاجة.
في يوم كنت في وسط البلد بدوّر على شوية ديكور قديم احطهم فى اللاستوديو بتاعي.
وأنا ماشي لفت نظري محل قديم جدًا،بصيت على اليفطه لاقيت مكتوب عليها:
“أزياء الزمن الجميل – بيع وشراء ملابس مستعملة.”
المكان شدّني أوي.
الفتارين كانت مليانة بدل شيك جدًا.
دخلت من غير ما أفكر، والجو جوا كان مخلّيني حاسس إني في فيلم أبيض وأسود وفيه ريحة كدة من الزمن الجميل.
بدأت أتفرج على البدل، ولقيت بدلة سودا أنيقة جدًا… بسيطة، بس فيها هيبة كده.
خامتها ناعمة، والمقاس باين عليه هييجي عليا مظبوط.
طلعت الجاكيت، لقيته كأنه لسه خارج من المصنع.
لبسته بسرعة وبصيت في المراية…
اتصدمت من قد إيه هو مظبوط عليا! كأنه متفصل مخصوص ليّا.
من غير تفكير، قررت اشترى البدلة.
روحت عند الكاشير، لقيت شاب واقف، قولتله:
ـ “لو سمحت، عايز أشتري البدلة دي.”
بصلي وقال:
ـ “لحظة، الأُستاذة مروة هي اللي بتحاسب.”
استنيت شوية، حوالي خمس دقايق، لحد ما دخلت بنت شعرها ناعم وجميل، بس عنيها فيها نظرة غريبة… مش عارف أوصفها كانت حزينة ولا تعبانة.
قولتلها:
ـ “لو سمحت، عايز أشتري البدلة دي.”
بصّت على البدلة وبعدين بصّتلي، وقالت السعر ب٩٥٠ج.
دفعت و خدت الكيس ومشيت.
رجعت البيت مبسوط بشكل غريب، حاسس كأني أول مرة أشتري بدلة في حياتي.
قولت أغسلها الأول قبل ما ألبسها، حطيتها في الغسالة.
بعد شوية سمعت صوت الغسالة وهي بتفصل فجأة!
استغربت، خرجت أبص، لقيتها مطفية.
قولت يمكن عطل بسيط، شغلتها تاني، وكملت تمام.
بعد ما خلصت، طلعتها ونشرتها علشان تنشف لحد بكرة.
تاني يوم الصبح، خدت البدلة ورُحت لسيد المكوجي اللي في آخر الشارع.
قولتله:
ـ “خد البدلة دي يا سيد، عاوزك تروق عليها.”
سيد ضحك وقال:
ـ “يا أستاذ آدم، البدلة دي شكلها قديم أوي! دي ماتت ودفنت ميت مرة!”
ضحكت أنا كمان وقلتله:
ـ “ملكش دعوة، اعمل اللي بقولك عليه. عندي خطوبة النهارده، وهرجع آخدها بالليل.”
ضحك سيد وقال:
ـ “تمام يا أستاذ آدم، زي ما تحب.”
روحت شغلي، وبعد ما خلصت الخطوبة ورجعت، كانت الساعة حوالي اتنين بالليل.
وأنا داخل الشارع، لقيت زحمة غريبة…
ناس كتير واقفة، وعربيات شرطة وإسعاف ومطافي.
قربت من القهوة، لقيت المعلم جابر صاحب القهوة واقف مذهول.
سألته بسرعة:
ـ “فيه إيه يا معلم جابر؟!”
بصلي وقالي:
ـ “سيد المكوجي! المحل ولّع بيه، والنار ما كانتش عايزة تطفي… كل ما نطفيها تولّع تاني، كأن في حد بيولعها بإيده!”
اتجمدت مكاني، قلبي وقع.
سألته:
ـ “وسيد فين دلوقتي؟”
قاللي:
ـ “الإسعاف خدته المستشفى، والشرطة بتعاين المكان.”
ماعرفتش أقول إيه، سبت المعلم جابر، وطلعت شقتي وأنا متلخبط.
زعلان على سيد جدا، وفى نفس الوقت زعلان على البدلة… كنت فرحان بيها ونفسي ألبسها.
نمت وأنا متضايق.
صحيت تاني يوم على صوت خبط على الباب، كانت الساعة 12 الظهر.
فتحت، لقيت محمود ابن سيد واقف، في إيده كيس.
قالي:
ـ “بابا قبل ما المحل يولّع بخمس دقايق كان قايلي أوصّلك البدلة.
بس ماقدرتش امبارح عشان كنت معاه في المستشفى.”
بصيت جوه الكيس، لقيت البدلة!
قولتله بقلق:
ـ “وأبوك عامل إيه دلوقتي؟”
قال:
ـ “الحمد لله، بخير. لسه في المستشفى بس حالته أحسن.”
شكرته ومشي.
قفلت الباب وأنا حاسس براحة… البدلة رجعت، وسيد بخير.
طلعتها من الكيس، كانت نظيفة ومكوية زي الفل.
ابتسمت وأنا بجهز نفسي للفرح اللي عندي بالليل، وقولت:
ـ “النهارده بقى هلبسها وأشوف جمالها عليا.”
بس من الليلة دي…بدات أحس إن في حاجة غلط.
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية آدم عبدالعزيز)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)