روايات

رواية ناي نوح الفصل الرابع عشر 14 بقلم ايلا

رواية ناي نوح الفصل الرابع عشر 14 بقلم ايلا

 

 

البارت الرابع عشر

 

الساعة و.احدة بالليل، اتس.للت بشويش و فتحت باب الأوضة فتحة بسيطة عشان أشوف ماما و بابا و هم واقفين في نص الصالة و باين عليهم إنهم بيتخا.نقوا قبل ما يتكلم بابا فجأة بصوت عا.لي:
_انتِ عارفة يا سحر إن سهى مش طبي.عية، مينفعش نس.يبها تعي.ش وسطنا كدا!
ردت ماما بز.عاق مما.ثل:
_يعني ايه؟ عايزنا نر.ميها في الشا.رع؟ دي بنتي….بنتنا يا آدم!
_متقو.ليش بنتنا! أنا مخل.فتش الشيطا.نة دي! الله أعلم انتِ جبتيها منين….
الدمو.ع اللي كنت حا.بساها الفترة دي كلها و أنا سامعة زعا.قهم برا قدرت تهر.ب أخيراً من عيوني غ.صب عني، حطيت يد.ي على بو.قي عشان أك.تم صوت شهقا.تي الخفيفة و أنا سامعة ماما بترد عليه بصد.مة و عدم تصد.يق:
_قصدك إني خا.ينة؟! بعد العمر دا كله بتته.مني بالخيا.نة؟
رد بابا بنظرات ش.ك:
_اديكِ قلتي بنفسك…العمر دا كله قاعدين سوى و مبتخ.لفيش، جبت.يها فجأة بعد عشر سنين ازاي و الأهم من كدا…من مين؟!
وسعت ماما عيونها بصد.مة قبل ما ت.مد يد.ها فجأة عشان تل.طشه بالق.لم و اتكلمت:
_اخر.س! إياكش تته.مني في شر.في…كله إلا دا يا حسام، صدقني مش هسا.محك مهما عملت و اللي بينا كله هين.تهي في لحظة!
مقدرتش أست.حمل أتفر.ج عليهم أكتر من كدا، بدأت أر.جع لورا بخو.ف و مأخدتش بالي من المكعبات اللي كانت مر.مية على الأرض غير لما د.ست عليها بر.جلي فصر.خت بأ.لم و و.قعت على الأرض.
اتج.مدت في مكاني للحظة و أنا سامعة صوت خطوات حد بيقرب ناحية أوضتي بس جريت بسرعة ناحية السرير و عملت نفسي نايمة في نفس اللحظة اللي ماما فتحت الباب و دخلت الأوضة.
قدرت أسمعها بتهمس لبابا:
_شكلها مش نايمة بجد، تفتكر س.معتنا؟!
رد بابا بعد.م مبا.لاة:
_س.معتنا أو مسم.عتناش مش مهم ، اللي قلتلك عليه هو اللي هيحصل، يا أ.نا يا ه.ي في البيت دا!
سمعت صوت الباب بيتقفل بعدها فعرفت انهم طلعوا و بدأت أب.كي بصمت لو.حدي، يومها معرفش ازاي نمت بس كل اللي بتمناه دلوقتي إني مكنتش ص.حيت ساعتها تاني يوم عارف ليه؟!
بصيت في عيون زين و أنا بسأله بكل جدية عشان يحرك راسه بالنفي فاتكلمت:
_عشان أنا ساعتها كنت فاكرة إن أسو.ء حاجة ممكن تحصل أن أب و أم يكونوا بيكر.هوا طف.لهم لكن لما صحيت تاني يوم اكتشفت إن دا ميجيش حاجة جنب اللي عمله بابا وقتها.
بلع زين ريقه و اتر.دد شوية قبل ما يسألني:
_ع..عمل ايه؟!
سحبت نفس عميق و اتكلمت:
_تاني يوم بابا قال إنه هيفسحني و أ.خدني و ر.ماني عند د.ار أيتا.م، حتى أمي اللي افت.كرتها بتحبني زي ما أنا باختلا.في ود.عتني يومها بإبتسامة و هي شايفاه و.اخدني و كأن مفيش أي حاجة…
سكت شوية قبل ما يتكلم:
_بس انتِ أكيد كنتي عارفة نو.اياهم من البداية، ازاي ق.بلتي ترو.حي معاه؟!
ابتسمت بسخر.ية و اتكلمت:
_مع إن بالوناتهم كانت سو.دا بس للأ.سف، مكنتش فاهمة ساعتها.
_و ازاي فهمتي؟!
بدأت أرجع بذكرياتي تاني لورا يوم ما الست اللي كانت بتر.بينا في المي.تم اخد.تني في يوم من الأيام على جن.ب بع.يد عن با.قي الأطفال و اتكلمت:
_سهى يا روحي، ليه مو.طية راسك في الأرض دايماً كدا؟ في حاجة مضا.يقاكِ؟
رديت من غير ما أر.فع و.شي من على الأر.ض:
_ع..عشان أنا خا.يفة.
قربت مني و طبطبت على كتفي بشويش و هي بتتكلم بنبرة عطوفة:
_خا.يفة من ايه؟ تقدري تحكيلي أي حاجة انتِ عارفة…
هزيت راسي بنفي و اتكلمت:
_لا، مش هحكيلك!
اتكلمت بهدوء:
_و مش هتحكيلي ليه؟!
بلعت ريقي و اتكلمت بقل.ق:
_ع..عشان لما حكيت لماما و بابا قالوا عليا شيطا.نة!
شه.قت بصد.مة قبل ما تستعيد هد.وئها مرة تاني بسرعة و اتكلمت بنفس النبرة المتفهمة:
_لا متخافيش، أنا مش هقو.ل عل.يكِ اي حاجة بس احكيلي.
رفعت وشي فوق و قدرت أشوف البالونة البيضا اللي مت.علقة فوق دماغها فاتكلمت بق.لق:
_أنا..أنا بشوف با.لونات في كل حتة، بالو.نات غر.يبة لونها أسود و أبيض محدش بيشوفها غ…
وسعت عيونها بصد.مة و حطت يدها على بوقي بسرعة عشان تمنعني أكمل أكتر، اتلفتت يمين و شمال عشان تتأكد إن محدش موجود حولينا و بعدين اتكلمت فجأة:
_عايزة تيجي تعيشي معايا في بيتي؟!
كنت فا.قدة للأما.ن و الحنا.ن و حسيتهم في الست دي اللي برغم الفترة القصيرة اللي قضتيها معاها في الم.يتم لقيتها أحن بكتير من ماما و بابا فهزيت راسي بالموافقة علطول من غير تف.كير أو تر.دد.
اتبنتني و أخدتني بيتها و اكتشفت إنها كانت بتدرس الطا.قة و علوم النفس و الإجتماع و هي اللي فهمتني كل حاجة عني.
هنا همهم زين قبل ما يتكلم:
_موهبتك فعلاً غر.يبة….
سكت و قرب مني شوية قبل ما يكمل:
_طيب و أنا؟!
بصيت في عيونه العسلي و اتكلمت بار.تباك بسبب قربها:
_ا..انت مالك؟!
اتكلم و هو لسه بيبص في عيوني بثبات:
_ايه لون بالونتي دلوقتي؟!
رديت و أنا بحاول أرجع بضهر.ي لورا:
_م..معرفش، ابعد عني عشان أقدر أشوفها.
جيت أرفع راسي لفوق بس هو م.سك و.شي قبل ما أقدر أعمل كدا و اتكلم:
_متبصيش، ، أنا متأكد إن لونها أسو.د بس مش عشان ني.تي، الأ.فكار مس.يطرة عليا و مش عارف أعمل فيها ايه..
بلعت بار.تباك و اتكلمت:
_أنا غلطا.نة إني اتكلمت معاك، لو كنت أعرف إنك كدا مكنتش حكيت معاك من البداية.
ابتسم بجانبية و اتكلم:
_اوه بجد؟! بس أنا أعتقد إنك كنتي عارفة من البداية بس اخترتي تيج.يلي برضو.
مر.دتش عليه، قمت من جنبه عشان أدخل أوضتي أنا و ناي، عدا تلات أيام على سفرنا و كنا قاعدين احنا الأربعة في فندق في أسيوط، أوضة فيها سهيل و زين و التانية أوضتي أنا و ناي، و على سيرة ناي و سهيل أنا بتمنى من كل قلبي إنهم يكونوا قدروا يوصلوا لأي حاجة.
____________________
كنت ماشية أنا و سهيل في الشارع لما لمحت فجأة شخص ماشي قدامنا و جس.مه بي.شع أزرق، لفيت لسهيل و اتكلمت و أنا بشاور عليه:
_دا واحد من.هم!
ميل عليا و همس:
_متأكدة؟!
حركت راسي بالموافقة بسرعة و اتكلمت:
_أيوا، جسمه بي.شع أزرق!
تنهد و اتكلم:
_أنا مش شا.يف حاجة، كله على ضما.نتك، المهم ازاي هنقنعه يق.لع هد.ومه دلوقتي؟!
رديت و أنا بتلفت حوليا بحير.ة:
_مش عارفة، لازم يعني نق.لعه هد.ومه؟
بصلي بحاجب مرفوع و اتكلم:
_انتِ عارفة إننا لازم نعمل كدا، فاكرة كلام فارس لما اداكِ الس.لسلة؟
قلبت عيني لفوق بملل، فارس قال إن الس.لسلة بتكشف أي زُ.هري موجود في نطاق قريب منها عن طريق إن الطا.قة اللي بيش.عها جسمه بتتفاعل مع طا.قة الحجر و جس.مه بي.شع أزرق باهت محدش بيقدر يشوفه غير زُهري زيه…أيوا اللي هي أنا، أنا الوحيدة اللي كنت شايفاه، المشكلة إن كل الزُهريين جس.مهم بيتفا.عل مع طا.قة الحجر بلا إستثناء سواء كانوا موهوبين أو لا و الطريقة الوحيدة اللي نقدر نفرق بيها بين الزُ.هري الموهوب و العادي إن العادي بي.شع ضهر.ه بعلامة زرقا واحدة و الموهوب بي.شع ضهر.ه بعلامتين و من هنا تقدروا تخمنوا كنا محتاجين نقل.عه هد.ومه ليه!
اتلفتت حواليا لغاية ما و.قعت أنظاري على إزازة كاتشب معروضة في سوبر ماركت فابتسمت بجانبية و اتكلمت:
_متخا.فش، محلولة…
____________________
في محطة القطار:
اتكلمت سلمى و هي بت.جر شنطة سفرها و ماشية جمبي:
_صهيب انت متأكد إن ناي مسافرتش ألمانيا؟ الشر.طة ورولنا الورق بنفسهم!
رديت و أنا بدور على رقم عربيتنا بين عربيات القطر:
_أيوا متأكد، الورق دا أكيد مز.ور، الكاميرات موضحة إنها ركبت عربية و لما تتبع.ناها لقيناها وقفت في أسيوط.
لما جات سلمى و هي بتب.كي امبارح افتكرت إن دا بسبب إن نوح ما.ت بس اتضح إن ناي كانت هر.بانة من البيت بقالها يومين و نوح كان بيد.ور عليها لو.حده و مقا.لش لسلمى لغاية ما طلعت من المست.شفى و في النهاية الشر.طة اتصلوا بيهم و قالولهم إنها سافرت ألمانيا.
تنهدت سلمى بيأس و اتكلمت:
_طب و نوح اللي سافر وراها ألمانيا دا هنقنعه يرجع هنا تاني ازاي؟!
افتكرت موقف نوح لما شافني معاها في الحما.م فقلبت عيني لفوق بم.لل و اتكلمت:
_سيبك منه دلوقتي، نوح دما.غه نا.شفة و مش هيقتنع بسهولة.
همهمت بتفهم و بعدين اتكلمت:
_أ..أيوا صح، كان في حاجة عايزة أسألك عليها بس متف.همنيش غل.ط، أنا بجد مش شا.كة فيك بس عايزة أتأكد…
بلعت ريقي بق.لق و قدرت أخمن بالفعل الموضوع اللي هتسأل عنه و طلعت شكو.كي بالفعل في محلها لما اتكلمت:
_صهيب…انت يوم ما أغ.مى عليا في الحما.م قال….بو.ستني؟!
_____________________
في نفس الوقت في السوق:
كانت ناي مل.قاة على الأر.ض بعد أن أفر.غت زجاجة الكاتشب على ذرا.عها بينما تستمر في الصرا.خ و التأ.وه بأ.لم مصطنع ليجت.مع النا.س عليها.
اقترب منهم سهيل قبل ان يتوقف أمامها ليوسع عينيه بصد.مة مصطنعة بدوره قبل أن يتحدث:
_عايزين حاجة نو.قف بيها النز.يف بسرعة…
و ما إن أنهى حديثه حتى اقترب من الشاب بدون أي سابق إنذ.ار ليخ.لع قميصه الأبيض و ي.لف به ذر.اع ناي.
تس.مر الشاب في مكانه بعدم استيعاب للحظات قبل أن ينهض سهيل مجدداً ليقترب منه و يتحدث بينما يناولع بضع أور.اق نقد.ية:
_معلش يا أخويا، خد دول اشتريلك بيهم واحد غيره.
ج.ز الشاب على أسنا.نه بغ.يظ قبل أن يتحدث:
_و مقلع.تش تيشير.تك انت ليه و ادتهولها؟!
أ.لقى الأو.راق النقد.ية في و.جه سهيل و من ثم انصر ف بينما يتحدث:
_أشكال تجيب اله.م على الصبح بصحيح!
لم يهتم سهيل بشئ حقاً بقدر اهتمامه لرؤية ظ.هر الشاب بينما ينصر.ف ليتأ.وه فجأة و يضر.ب جب.هته بيأ.س ما إن رأى علا.مة واحدة.
اقترب من ناي التي كانت لا تزال تجلس على الأر.ض بينما تد.عي الأل.م ليتحدث:
_قو.مي يا آنسة خلينا نروح المس.تشفى.
تحدثت ناي و قد انخر.طت في المسر.حية تماماً:
_مش قا.درة أقو.م، وا.جعني موو…ووو..وت.
كت.ف سهيل ذراعيه معاً بغ.ضب و طالعها بحاجب مرفوع لتبتسم با.رتباك متحدثة:
_بس مش للدرجادي يعني!
نهضت معه ليبدأ في صر.ف الناس بعيداً و يأ.خذها لشار.ع جا.نبي قبل أن يتحدث بغ.ضب:
_طلع مش مو.هوب، طلع عادي!
تأو.هت ناي بملل و تحدثت و هي تسير بينما تمسك بالقلادة بش.دة:
_دي رابع مرة النهاردا، كلهم عاديين…تع.بت!
كانت تمسك بالقلادة و تطالعها بتركيز شد.يد و لم تنتبه للشخص الذي كان قادماً نحوها قبل أن يصط.دما ببع.ضهما فجأة ليس.قطا معاً أرضاً.
رفعت وجهها لتطالع الشخص الذي اصطد.مت فيه و ما إن وقعت أعينها في أعينه التي كانت ملونة واحدة بلون أزرق سماوي و الأخرى بلونٍ عسليٍ م.شع حتى تحدثت بصد.مة:
_ا..انت تاني؟! مست.حيل!
____________________
يتبع….

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى