رواية قلوب ابت النسيان الفصل الثالث 3 بقلم آية الفرجاني
رواية قلوب ابت النسيان الفصل الثالث 3 بقلم آية الفرجاني
البارت الثالث
رن تليفونه تاني المرة دي كان مساعده الشخصي بص للرقم وضغط على الزر:
=اتكلم
_باشمهندس، تم حجز التذاكر، طيارتك بكرة الصبح
=تمام خلّي الفريق هناك يكون جاهز لاستقبالي، وما حدش يعرف بقدومي إلا الضروري
=حاضريفندم بس في حاجة تانية لازم تعرفها……..
الفرع في مصر عامل حسابه إن المدير الجديد ممكن يكون حاد جدًا، وده مسبب قلق عند البعض
ياسين بحدة:
قلهم يجهزوا شغلهم بس، وأنا هكون هناك أسرع مما يتوقعوا
قفل المكالمة كان عارف إن كل حاجة هتتغير من اللحظة اللي هينزل فيها مصر
تاني يوم وبعد اعلان وصول الطائره من ايطاليا
خطواته كانت ثابتة وهو خارج من بوابة المطار، نظراته باردة، مش باين عليه أي مشاعر
أمه بقلق:
مش كنت تستريح الاول من السفر وبعدين تشوف الشغل اكيد مش هيحصل حاجه
قال بحزم:
معلش ي امي هروح الشركه الاول عشان اشوف الامور هناك روحي انت مع السواق هيوصلك
ركب العربية الي كانت مستنياه وجاهزة، والسواق فتح له الباب بدون كلام، ركب وسند ضهره وغمض عينه للحظةوهو بيقول:
على المكتب، حالًا
السواق أومأ برأسه وتحرك بالعربية بسرعة وسط زحمة القاهرة، ياسين حسّ بإحساس غريب… كان بعيد عن البلد دي بقاله سنين، لكن كل حاجة فيها محفورة في عقله
وصل أخيرًا لمقر الشركة، نزل وخطواته كانت تقيلة وهو داخل المبنى، الموظفين كانت بتبص له بتوجس ووشوشهم كانت بتقول كل حاجة… المدير الجديد وصل وأكيد مش هيكون سهل
دخل الشركه
آية كانت واقفة وسط المكتب، بتشرح حاجة لسلمى اللي كانت بتهزّ راسها وهي بتحاول تفهم المصيبة الجديدة اللي وقعت عليهم
يعني إيه هو جاي النهارده؟
آية عقدت حواجبها وقالت:
أيوة، النهارده! ولسه ما نعرفش هيبقى نظامه عامل إزاي
وفجأة، الباب الرئيسي للمكتب اتفتح، موظف دخل بسرعة وقال بصوت واضح:
المدير وصل الكل يجهز نفسه
آية حسّت بتوتر خفيف، لكنها رفعت راسها بتحدي
استعداد لشخصيه الجديده
دخل ياسين للمكتب وعيونه كانت بتبص للكل المكاتب الموظفين، وكل تفصيلة حواليه كان لابس بدلة رسمية سوداء، ووشه مفيهوش أي تعبير واضح
مدير القسم جري بسرعة ناحيته بابتسامة متوترة:
أهلاً وسهلاً باشمهندس ياسين، نورت الشركة
ياسين ما ردش بس حرك عينه في المكان، لحد ما عيونه وقعت على آية… نظره سريعه كانت كفيله انو عقله يوقف للحظات
حسّ بحاجة غريبة إحساس مش مفهوم، كأن عينه شايفة حاجة مألوفة لكنه مش قادر يحددها
أما آية فكانت واقفةمش متوترة ولا خايفة
المكتب كان كله ساكت تمامًا، كأن الناس كلها واقفة على أطراف صوابعها، مستنية تشوف أول رد فعل من المدير الجديد
ياسين فاق من شروده في آية للحظة، وبعدها رجع ببصره لمدير القسم وقال ببرود:
التقرير اللي طلبته فين؟
مدير القسم ابتلع ريقه بسرعة وقال:
جاهز يا فندم، هجيبه فورًا
آية أخدت نفس طويل، حست إنه ركز معاها…او مجرد نظرة عابرة مش أكتر راحت لمكتبها، حطت الملفات قدامها، وبدأت تشتغل وهي بتحاول تتجاهل التوتر اللي حست بيه
بعد ساعة كان كل المدراء متجمعين في غرفة الاجتماعات والكل مستعد يسمع قرارات ياسين
دخل ياسين بهدوء، سحب الكرسي وقعد، وبعدها بدأ يتكلم بصوت هادي لكنه حاسم:
الشركة دي حصلت فيها أخطاء كتير في الفترة اللي فاتت وده مش هيستمر
عيونه اتحركت على الوجوه، متابع كل تعبير صغير، وبعدها رمى القنبلة الأولى:
هعيد تقييم كل المشاريع اللي شغالة حاليًا، واللي مش هيثبت أهميته هيتوقف فورًا
الهمهمات بدأت، ومدير المشاريع اتكلم بحذر:
بس في مشاريع كتير هتكلفنا خسائر لو وقفناها دلوقتي لازم ن…”
_أنا مش طالب تبريرات أنا عايز نتايج
السكوت سيطر على المكان، وآية كانت قاعدة بتكتب ملاحظات لكن عقلها كان في حتة تانية… المدير الجديد واضح إنه مش بيدّي فرصة، وإن الشغل تحت إدارته هيكون أصعب بكتير
عيون ياسين طول الاجتماع كانت بتمر عليها لبسها شكلها احساسه لكنه حاول يتجاهل اي حاجه
خلص الاجتماع وكل الموظفين بدأوا يخرجوا آية كانت آخر واحدة، ماشية بهدوء وهي بتفكر في الشغل اللي هيتضاعف عليها بسبب القرارات الجديدة
لكن قبل ما تخرج سمعت صوت ياسين وهو بينادي السكرتيرة:
“هاتِلي الملفات اللي اشتغل عليها الفريق في آخر ٦ شهور خصوصًا المشاريع اللي ماسكاها…” وقف للحظة وهو بيشوف اسمها على الأوراق وبعدها كمل ببطء:
“آية منصور”
آية وقفت مكانها لما سمعت اسمها قلبها دقّ أسرع بدون سبب واضح وبعدها كملت طريقها للخارج وهي مش عارفة إن دي مجرد البداية… وإن اسمها هيكون على مكتب ياسين
=واضح الايام الجايه هتبقي علي دماغي ربنا يستر
خرجت من غرفة الاجتماعات وهي بتحاول تفصل عقلها عن الضغط اللي زاد عليها القرارات الجديدة
دخلت مكتبها وقعدت قدام اللابتوب، لكن عقلها كان لسه مشغول بكلام ياسين من وقت ما وهيا متوتره من نظراته تجاها
في نفس اللحظة ياسين كان قاعد في مكتبه، قدامه الملفات اللي طلبها، وعينيه بتعدي بسرعة على كل التفاصيل
أول ورقة تخص آية كانت عبارة عن تقرير عن مشروع معقد طريقة تنظيمه وترتيبه للأرقام كانت مختلفة، واضحة ودقيقة، لكن في حاجة شدت انتباهه أكتر… الأسلوب كان فيه ذكاء في التحليل، طريقة مختلفة عن باقي التقارير اللي قراها
قلب الصفحة، لقى ملاحظة مكتوبة بخط إيد صغير في الهامش: “لو تم تعديل الخطة بنسبة ١٥٪ المكسب هيزيد والوقت هيتقلص”
اتسعت عيناه شوية، ورفع الملف قدامه وهو بيعيد قراءة الملاحظة، لأول مرة النهاردة حاجة في الشغل تثير اهتمامه بالشكل ده
ضغط على الزر وقال للسكرتيرة:
“اندهولي مديرة القسم المالي فورًا”
بعد دقايق دخلت مديرة القسم بتوتر واضح:
أوامر حضرتك ي فندم؟
رفع الملف وسأل بهدوء:
مين اللي كتب الملاحظة دي؟
اترددت للحظة وبعدها قالت:
دي آية يا فندم… بس هي مجرد موظفة، أحيانًا بتضيف اقتراحات، لكنها مش في موقع قرار رسمي
حرك ياسين رأسه ببطء، وعيونه اتعلقت بالورقة وبعدها قال بجملة حاسمة:
من هنا ورايح أي تعديل أو ملاحظة تكتبها آية منصور لازم توصل لي مباشرة
أما آية… فكانت لسه مش عارفة إنها مش مجرد موظفة عادية بالنسباله بعد النهاردة
آية المدير عايزك في مكتبه دلوقتي
رفعت راسها بصدمة بصت لزميلتها اللي واقفة بوجه مليان شماتة
أنا؟ ليه؟
“مش عارفة بس شكلك هتتبهدلي، يلا بسرعة!”
اتجمعت العيون عليها وهي بتتحرك ناحيته، مشيت بخطوات سريعة لكن جواها ارتباك، ليه هو عايزها؟ إيه اللي حصل؟
في مكتب ياسين
كان واقف عند الشباك، ضهره للباب، إيديه في جيوبه، عيونه شاردة في المدى البعيد، بس عقله… كان لسه محبوس في الدوامة اللي بقاله شهور جوهها
“آية…”
همس بالاسم بينه وبين نفسه، الاسم اللي قلب كيانه في الحلم، الاسم اللي كل ما يسمعه يحس بحاجة غريبة جوه صدره، إحساس مش مفهوم، مش مفهوم لدرجه بتنرفز ومش عارف السبب
فجأة… الباب اتفتح وووو…
ياسين عاوز آية ليه
آية نفسها الي بيحلم بيها ولا مجرد صدفه مش اكتر
هنكتشف دا كله في الي جاي
تاااأاابعوا وانتظروني
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية قلوب أبت النسيان)