رواية فاتورة حب الفصل السابع عشر 17 بقلم جنى أحمد - The Last Line
روايات

رواية فاتورة حب الفصل السابع عشر 17 بقلم جنى أحمد

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

رواية فاتورة حب الفصل السابع عشر 17 بقلم جنى أحمد

 

 

البارت السابع عشر

 

 

يونس بيشهق بصوت مكتوم، وصوته يرتعش : د… دة هـ… هو…. دة ابويا… هو يا ادهم
أدهم يقرب منه، ويتأكد من الصورة، وبعدين بيقلب الورق
أدهم : كل حاجة بتقول إنه هو…
الملف ده هيمكّننا نثبت هويته رسميًا… ونقارن بصماته كمان لو حبيت.
يونس يسند ضهره للحائط، وإيده على قلبه، والدموع في عينه، مش مصدق… كأنه أخيرًا ربط القطعة الأخيرة في اللغز اللي عاش فيه عمره كله.
يونس بصوت مبحوح : أنا لقيته يا أدهم… بعد السنين دي كلها… لقيته….. كنا مفكرينه مـ،،ـيت بس طلع عايش…. ابويا طلع عايش مما،،تش
الدموع خا،،نته ونزلت بقوة من عينيه كإنها كانت محبوسة ويونس هو اللي سمحلها بالنزول… كان بيعيط بقوة وهو مش مصدق ان كل السنين دي مفكره مـ،،ـيت وهو عايش
يونس وهو قاعد على الارض وضامم رجله لبطنه ومحاوط وشه بإيده : طلع عايش فعلاً يا أدهم… كل السنين دي واحنا متربيين بعيد عن بابانا مفكرينه متوفي… كنت بسمع كل يوم بليل جدي وهو بيعيط بقهر على أبنه اللي مفكره ما،،ت ومدفنهوش….
ادهم بص لصاحبه وبعدين نزل لمستواه وقال بهدوء وهو بيطبطب على كتفه : يونس.. اهدى كدة واستهدى بالله.. مش دة يونس صاحبي اللي كل بيخاف منه… والحمدلله ربنا كان عايز يجمعكوا ببعض تاني… احنا دلوقتي هنروح عنده ونعرفه الحقيقة دي
يونس رفع وشه وعيونه محمرة واتكلم : تفتكر هيعرفني…. هيصدقني… هيصدق ان انا أبنه وانه عمل حا،،دثة وفقد الذاكرة…
ادهم بهدوء وهو بيقوم : ايوة ان شاء الله هيصدقنا… اهم حاجة قوم كدة عشان نروحله… مينفعش نروحله وانت بالحالة دي
قام يونس من مكانه وعدل هدومه وادهم سلّم الملف للموظف وشكره… وطلعوا من المستشفى كلها وركبوا العربية وانطلقوا للمكان… يونس كان طول الطريق عينه مليانة الدموع ومبيتكلمش وبيبص على الطريق بضياع..
بعد مدة صغيرة…. كانوا وصلوا للبيت ونزلوا من العربية وطلعوا للدور اللي فيه الشقة
كان الجو هادي، وفيه لمحة توتر…. صوت نبضات القلب كان ظاهر ومسموع والأنفاس الغير منتظمة مسموعة
يونس وأدهم واقفين قدام الباب، يونس إيده بتترعش وهو بيخبط…وبعدين سالم يفتح الباب، لابس بيجامة بسيطة، وشه تعبان.
الراجل بابتسامة بسيطة : يونس… ده انت جيت؟ كنت لسه بفكر فيك.
يونس بصله بدموع وهو بيتفحصه مكانش شايف غير صورة الملف اللي بتثبت ان ايوه عايش مردش عليه ودخل…
سالم استغربه واستغرب هيئته ونظراته… وبعدين بص لأدهم بإستغراب لأنه ميعرفهوش
ادهم حك مقدمة أنفه وقال : احم احم… انا أدهم أبقى صاحب يونس المقرب ليه… ينفع ادخل!
ابتسم سالم واتكلم بترحيب : اه طبعاً طبعاً اتفضل اتفضل البيت بيتكم..
ودخل ادهم وقفل سالم الباب ودخل وراه…. ويونس قاعد بس متوتر، وعينيه بتتحرك في المكان كأنه بيدوّر على حاجة.
ادهم بإبتسامة عشان يحسن الجو العام : ازي حضرتك؟
سالم بإبتسامة : أنا بخير الحمد لله… بس مش عارف ليه قلبي مش مستريح اليومين دول… اه مالك يا يونس فيك حاجة
يونس بصله بدموع ومردش… وبعدين ادهم بصله بتبريقة ونغزه بخفة في كتفه بمعنى انطق!
يونس بهدوء وصوت حذر : ممكن أسألك سؤال؟
حضرتك… مفيش صور قديمة ليك أو لحياتك زمان؟ أو حتى حاجات فاكرها من زمان؟
سالم بصله باستغراب، وبعدين اتنهد وقام ببطء وفتح درج قديم، وطلع منه ظرف صغير، ومده ليونس.
الراجل بصوت واطي : دي الصورة الوحيدة اللي محتفظ بيها… مش فاكر مين الطفل ده، بس كل ما بشوفها قلبي بيتـ،،ـقطع.
يونس اخد الظرف، وطلّع الصورة… بتظهر صورة لطفل صغير، حوالي ٤ سنين، واقف في جنينة، عيونه بريئة، وفيه شبه واضح جدًا من يونس….. يونس بيشهق بصوت مكتوم
يونس بصوت مرتعش : أنا… أنا عندي صورة زي دي في ألبوم أمي.
سالم اتجمد مكانه، وفضل يبص في وش يونس، كأن الزمن رجع وراه. عينيه توسعت، ويده بدأت ترتعش… مسك دماغه بقوة وهو مغمض عينه بوجع…. وبيحاول يفتكر حاجة لكن الصورة منغمشة قدام عيونه
الراجل بصوت خافت : انا مش فاكر حاجة خالص… كل اللي شايفه شوية صور مش واضحة وملهاش معنى..
سالم حط إيده على دماغه فجأة، أنفاسه تتقطع، وذكريات مبعثرة بتبدأ تهاجمه: صوت طفل بيصرخ، ست بتعيط، نور العربية بيبرق، صوت صريخ على طريق فاضي…
الراجل بيشهق وبيرجع خطوتين : أنا… أنا كنت هناك… أنا كنت سايق…ويونس… مين؟…. ابني!!
يونس الدمعة فرت من عينه وقام وحضنه جامد وقال : انا يونس أبنك… انت عملت حا،،دثة انت وامي فاطمة… كنتوا طالعين رحلة لوحدكوا وعملتوا حا،،دثة وانت من قوة الإصطدام اترميت من برة العربية… ولما الشرطة حققت في القضية لقوا جـ،،ـثة امي بس… دوروا كتير عليك وفتشوا كل المناطق بس مكانش ليك آثر… وسجلتك الشرطة مفقود والقضية اتقفلت
سالم كان واقف متجمد مكانه، ووشه بينطوي على ملامح من الدهشة، الخوف، الحزن… يونس بصله وعينه بتلمع، مش مصدق أذنه..
سالم بصوت مهزوز، أقرب للأنين : أنا… كنت فاكرك حلم…
وشك كان بيعدّي في بالي زي غمضة… بس دلوقتي… أنا شايفك…أنا فاكر… كنت بتنادي عليا، بتعيط…وأنا مش قادر أرجعلك…
يونس بيقوم واقف فجأة، صوته عالي لكن مكسور
يونس بغصة باينة في صوته : ليه؟!
ليه سبّتني؟!…. ليه اختفيت؟… كنت كل يوم بعيط على صورة قديمة، وجدي يقولي راح للي احسن مني ومنك… وإنت كنت عايش؟!
سالم بيقرب ناحيته وهو بيبكي : سامحني!.. أنا مكنتش عارف…أنا فقدت كل حاجة في الحادث… فقدت الذاكرة… فقدت نفسي…والصورة دي كانت الحاجة الوحيدة اللي فاضلة في جيبي.
يونس بيتراجع خطوتين، وعينيه مليانة دموع، مش قادر يصدق، مش قادر يهرب، ومش قادر يحضنه، في صراع رهيب جواه
يونس بصوت مرتعش : انا كنت بدعيلك وأنا فاكر إنك تحت التراب… بس كنت في الدنيا وعايش…
سالم وقع على ركبته، ودموعه نزلت، مش قادر يوقفها
سالم بصوت مرتعش : سامحني يا يونس…أنا ضيّعتك…
بس أقسم بالله، لو كنت أعرف، كنت همـ،،ـوت وأنا بدور عليك…
يونس يقف لحظة، متجمد، وبعدين ينهار فجأة وبيجري عليه، يركع قدامه، ويحضنه بقوة زي طفل صغير رجع لحضن أبوه بعد غياب العمر كله
يونس وهو بيعيط في حضنه : باباااا…
سالم وهو بيمسح على ضهره ويعيط : ابني… ابني يا يونس…
فضلوا بيعيطوا وهما في حضن بعض… وادهم كان واقف متابع الحوار من اوله ودموعه على خده من التأثر
_اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد 🦋
في شقة سالم بليل، إضاءة خافتة. سالم كان قاعد على الكرسي، وباين عليه الإرهاق….وادهم اتضطر يمشي للقسم من بدري عشان شغل وهيخلي شخص يتولى شغل يونس مكانه انهاردة بس…. اما يونس كان واقف قصاد سالم، ماسك نفسه بالعافية من الانفعال.
يونس بحزم : خلاص… الوضع ده مش هيكمل. من النهاردة، إنت هترجع تعيش معانا.
سالم رفع عينه بإستغراب : إيه؟! إيه اللي بتقوله ده يا يونس؟
يونس قرب منه : بقولك مش هسيبك هنا لوحدك. بيتك الحقيقي هناك… عند أيمن باباك وجدي، وعندنا إحنا.
سالم بإنفعال : إزاي؟! إزاي أبص في وش أبويا بعد العمر ده كله؟ إزاي أبص في وش عيالي؟
يونس بهدوء وإصرار : هتبص في وشهم كأب… كحد غلط، لكن لسه ليه فرصة يتصلح. وجودك بعيد هو اللي موتنا كلنا كل يوم…. وانت كل اللي حصل دة كان غصب عنك.. عائشة محتاجاك!
سالم سكت وبص للأرض واتكلم بدموع : أنا تعبت… ومش عايز أرجّع الوجع ده.
يونس حط ايده على كتفه واتكلم : الوجع موجود يا بابا… بس وجودك هيخلي عندنا أمل. إحنا محتاجينك… وعائشة بنتك محتاجاك أكتر من أي حد.
سالم رفع عينه ببطء، باين فيها دموع متحجرة من سنين. يونس بصله بنظرة كلها رجاء وقوة في نفس الوقت…
سالم بهمس : متأكد يا ابني؟… وعائشة دي تبقى بنتي صح؟
يونس بثقة : أكتر حاجة متأكد منها في حياتي. قوم… هنروح البيت… وتشوف عائشة بنتك
المشهد ينتهي على لحظة صامتة، سالم بيبص حواليه كأنه بيلم ذكرياته، بعدين يقوم بخطوة مترددة، ويونس واقف جنبه بيسنده.
_ اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد🦋
في الفيلا… الليل ساكن. يونس كان واقف متردد قدام باب البيت مع سالم، قلبه بيدق بسرعة. سالم باين عليه القلق والرهبة كأنه طفل داخل امتحان. يونس فتح الباب، ودخل، لاقي أيمن قاعد على الكنبة، وعائشة قاعدة على الكنبة اللي قصاده جنب أوراقها، مشغولة بشوية شغل ، أول ما يسمعوا صوت الباب، يرفعوا وشهم.
أيمن بهدوء : إيه يا يونس، اتأخرت ليه؟
يونس سكت ثواني، وبعدين يتنفس نفس عميق، يمسك إيد سالم ويدخله وراه. الجو يتجمد… عائشة تبص بصدمة على الرجل الغريب اللي دخل.
عائشة بتوتر : مين ده يا يونس وازاي تدخله كدة؟!
يونس بصوت متكسر : ده… ده مش غريب.
سالم رفع عينه بتردد وبص على أيمن، اللي أول ما يشوفه يسيب العصاية من إيده وتترعش. صوته يخرج مبحوح…
أيمن بصوت واطي وقلبه بيدق بسرعة : يا ساتر… يا رب… ده… ده إنت يا سالم؟! ، ازاااي… ازاي بس بعد السنين دي…
سالم بدموع : دة بابا… مش فاكر شكله نهائي..
الكلمة نزلت على عائشة كالصاعقة….كإن جردل مية ساقعة اتحدف عليها… بصت بسرعة لجدها، وبعدين بصت لسالم تاني بصدمة والقلم يقع من ايدها…. تتجمد مكانها، تضحك ضحكة عصبية صغيرة وهي مش مستوعبة.
عائشة بصوت عالي وعدم استيعاب : جدو… إيه اللي بتقوله؟ بابا ما،،ت! ما،،ت من زمان! ده مش هو…
سالم مكانش قادر يتحرك، عينه كلها دموع، صوته بيطلع بالعافية… راسه بتروح يمين وشمال وهو بيبصلها
سالم بهمس وتذكر : اسمك عا.. عائش.. اه اه.. عائشة انا افتكرت… افتكرت اسمك…
عائشة قامت واخدت خطوة لورا، دموعها نزلت بصدمة وعدم تصديق غصب عنها.
عائشة بصوت مبحوح : لأ… لأ… مش ممكن… مش ممكن تكون إنت… بابا ما،،ت من زمان…. مستحيل!
يونس اتدخل ، وقرب منها وحط إيده على كتفها بحنان..
يونس بحزم وحنان : صدقيني يا عائشة… ده ابونا… أنا اتأكدت بعيني…
عائشة بصت لوش سالم تاني، حاولت تجمع ملامحه القديمة في وشه الحالي. فجأة انهارت ، ودموعها نزلت بغزارة..
عائشة بصراخ : فلنعتبر انك بابا… لييييه؟! ليه سبتنا كل السنين دي؟! ليه حرمتني منك؟!
سالم انهار تمامًا، قرب منها وكان هيحضنها بس عائشة بعدت عنه بقوة وعيونها مليانة غضب
عائشة بغضب وعياط : ابعددد عني… اياك تفكر تحضني او تتعامل معايا كإنك ابويا…
سالم بدموع وترجي : كنت ضايع يا عائشة… كنت عايش ميـ،،ـت… مكنتش فاكر حتى أنا مين… سامحيني يا بنتي… سامحيني…
أيمن قام بصعوبة، وقرب منهم والدموع ماليه عينه. ومد إيده وربط على كتف سالم.
أيمن بصوت مبحوح : انا مش مصدق اللي بتشوفه عيني دة… ازاي ابني ما،،ت من زمان… تطلع عايش… طب ا.. ازاي وامتى وفين.. مستحيل!
يونس كان واقف بعيد، عينه مليانة دموع لكنه بيسيطر عليها… كان لسة هيتكلم ويوضح الموضوع…
قاطعته عائشة بعصبية ودموع : يونس بطّل تدافع عنه شوية… سابنا واحنا صغيرين ولسة فاكر انه عنده عيال وانه ابونا دة لو كان ابونا فعلاً..
سالم بصوت مليان ندم : سامحيني يابنتي… والله كان غصب عني… كنت عايش كجسد لا كروح ميـ،،ـت
عائشة كانت دموعها مغرقة وشها وصوت شهقاتها عالي ، طلعت اوضتها وهي بتجري على السلم بعياط…. كان يونس هيطلع وراها بس وقفه سالم
سالم بحزن : سيبها يابني غصب عنها بردوا
_اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد🦋
عند سلسبيل
كانت قاعدة على ترابيزة المطبخ، ماسكة ورقة التدريب اللي وصلتلها، ومش عارفة تبدأ الكلام. ونهاد واقفة جنبها بتحضر الشاي.
سلسبيل بنبرة توتر : ماما… في حاجة كنت عايزة أقولك عليها… أنا اتقبلت أشتغل في مكتب محاماة… تدريب أول فترة، بس المكتب كويس وموثوق…
نهاد رفعت عينها من الشاي،واتكلمت بابتسامة بسيطة : بجد؟ ده كويس… مبروك يا سلسبيل…
في اللحظة دي، تدخل ضحى المطبخ
ضحى بإبتسامة صغيرة : إيه الكلام على ايه؟ مكتب محاماة وشغل مش فاهمة حاجة!
سلسبيل وهي بتحاول تكون مطمئنة : أيوه هشتغل في مكتب محاماة موثوق … بس تدريب، مش شغل رسمي… بس هتعلم كتير… كمان هشتغل مع محاميين كبار وهاخد منهم خبرة.
نهاد وقفت قدامها، ومسكت إيدها برفق : ما شاء الله… ربنا يوفقك… إحنا وراكي دايمًا.
ضحى بحب : طب كويس… هتتعلمي حاجات كتير هناك… المهم متخافيش، كلنا وراكي.
سلسبيل تبتسم ابتسامة صغيرة، وتتكلم : شكراً… يعني فعلاً… من غيركم كنت هتوتر أكتر.
الكل قعدوا حوالين الترابيزة بهدوء، الجو طبيعي ومليان دعم عائلي بدون مبالغة.
_اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد🦋
في فيلا أيمن تحديداً في الصالة بعد ما هديت شوية.
الصالة شبه مظلمة، أيمن قاعد على الكرسي الخشبي ماسك عصايته، ملامحه مرهقة وعينيه محمرة من العياط. سالم واقف قدامه، متردد يقعد، صوته مخنوق.
سالم بدموع : بابا… أنا..
أيمن يرفع إيده بقوة، يقاطعه، صوته مليان وجع وغضب : متقولش كلمة! ولا تفتح بقك!
إنت عارف أنا عشت سنين إزاي؟ عارف أنا كل يوم كنت بدعيلك بالرحمة وأعيط عليك وانت عايش..
سالم نزل راسه بحزن،و الدموع مغرقة وشه.
أيمن بصوت مكسور : إزاي قدرت تسيبني؟! إزاي قدرت تسيب ولادك يتعذبوا ويتيتموا وهما ليهم أب عايش؟! إيه اللي يخلي أب يعمل كده؟!
سالم قرب خطوة واتكلم بدموع وعيون حمراء من فرط البكاء : غصب عني يا بابا… والله ما كان بإيدي…
أيمن خبط العصاية بالأرض بقوة، صوته يعلو وهو منهار : غصب عنك؟! هو في حاجة في الدنيا تخلي أب يسيب عياله كده؟!
كنت فين وأنا شايلهم لوحدي؟ كنت فين وأنا بشوف يونس بيكبر بسرعة عشان يبقى راجل البيت؟ كنت فين وأنا بمسح دموع عائشة وهي بتسألني “بابا فين”؟!
سالم يقع على ركبته قدام أبوه، إيده بتترعش وهو بيحاول يمسك رجل أيمن، صوته مليء بالحزن : سامحني… سامحني يا بابا… أنا عارف إني جرحتكوا وكسر،،تكوا، بس والله كل يوم كنت بموت وأنا بعيد عنكم.
أيمن يبعد رجله بعصبية، عينه تغرق دموع أكتر، صوته يتهدج : اسامحك؟! أنا حتى مش عارف أصدق إنك واقف قدامي… ولا عارف أصدق إني كنت بترحم عليك طول السنين دي.
سكت لحظة، ينهار في بكا مكتوم، يدفن وشه في إيده، صوته يخرج متقطع وحاطط ايده التانيه على قلبه بوجع : رجعت ليه دلوقتي يا سالم؟ ليه بعد العمر ده كله؟!
_اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد 🦋
في أوضة عائشة. الإضاءة خافتة، لمبة الأباجورة منورة جنب السرير. عائشة مرمية على السرير، وشها في المخدة، صوتها باين متقطع من كتر البكاء. الباب يتفتح بهدوء، ويونس دخل عليها بهدوء لكن باين عليه قلق وحزن.
يونس بصوت واطي وحنين : عائشة… أنا عارف إنك متلخبطة ومصدومة… عارف انه مش سهل عليكي تستوعبي دة… بس اسمعيني، بالله عليك.
عائشة مردتش، بس قامت وقعدت على السرير وهي ماسكة المخدة في حضنها. عينيها حمرا ودموعها لسه بتنزل.
عائشة بعصبية، وهي بتبصله بحدة : إنت لسه جاي تدافع عنه؟! بعد السنين دي كلها تيجي تقولي كان غايب عننا غصب عنه؟! كان فين لما أنا كنت محتاجة له؟! فين كان لما كبرت من غيره؟!
عيشت عمري كله مفكراه ميـ،،ـت وهو عايش…!
يونس قرب منها بخطوات بطيئة، إيده ممدودة كأنه عايز يهديها.
يونس بهدوء : هو مسبناش بإيده يا عائشة… كان غايب عن الوعي… فاقد الذاكرة…
عائشة قاطعته بصراخ ودموعها نازلة على خدها : كفاية! كفاية يا يونس! مش عايزة أسمع ولا كلمة! سيبني فحالي!
تقوم بسرعة من على السرير، تمشي خطوتين بعيد عنه، تحط إيديها على ودانها وتصرخ وهي بتعيط جامد.
عائشة بعياط : أنا مش قادرة أصدّق… أنا ضايعة يا يونس… ضايعة!
يونس كان واقف مكانه، وعينه بتلمع بالدموع، وصوته بيرتعش وهو بيقول : أنا فاهم وجعك… بس هو أبوكي، يا عائشة… أبوكي اللي طول عمرنا بندوّر عليه.
عائشة بصتله لحظة طويلة، عينيها كلها دموع وتردد… كأنها مترددة تجري تحضنه عشان تستمد أمان، لكن فجأة تلف وشها وتطلع تجري على سريرها، ترمي نفسها وتغطي وشها بالمخدة وتعيط بصوت عالي.
عائشة من تحت الغطاء وصوتها مبحوح : اطلع برا يا يونس… عايزة اقعد مع نفسي شوية!
يونس كان واقف ساكت، مش عارف يعمل إيه، يقرب خطوتين وبعدين يتراجع. يسيبها تعيط، يقف شوية وهو متألم، وبعدين يخرج بهدوء ويسيبها لوحدها.
_ اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد🦋
سالم كان لسه راكع قدام أيمن، دموعه نازلة وصوته مكسور : سامحني… حتى لو عمرك ما غفرتلي.
أيمن كان ساكت شوية، بياخد نفس عميق، وعينه مليانة دموع : إزاي… إزاي أكرهك وإنت دمـ،،ـي ولحـ،،ـمي؟
إزاي وأنا شايفك قدامي… حي؟
ايمن ساب العصاية تقع من إيده على الأرض، ومد إيده المرتعشة على راس سالم، يحطها بحنان وهو بيبكي بحرقة : يا خسارة السنين اللي راحت يا ابني… يا خسارة العمر اللي ضاع مننا.
سالم رفع وشه ويبصله، عينه كلها ندم ودموع، مسك إيد أبوه ويقبلها وهو بيترعش : وحشتني يا بابا… وحشتني اوي
أيمن مقدرش يمسك نفسه أكتر، وانهار وحضن سالم لأول مرة، دموعهم سوا بتنزل وصوت بكاء أيمن عالي…. حضن بعد اكتر من 20 سنة فراق… حزن… بكاء
أيمن بعياط : إزاي غبت عني كل ده… إزاي؟
سالم دفنه في حضنه، كأنه طفل صغير، وهو بيردد: سامحني… سامحني يا بابا.
الاتنين فضلوا في عياط طويل، وبعدين أيمن بعد شوية، ومسك وش ابنه وبص في عينه، وصوته مليان حنان بعد الغضب : أنا مسامحك يا ابني… مسامحك. اللي فات فات… إحنا لسه لينا عمر نعيشه مع بعض.
_اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد🦋
عند سلسبيل
كانت قاعدة على سريرها، ضوء خافت من الأباجورة منور الأوضة. والموبايل قدامها. صوت قلبها يدق بسرعة اول ما تشوف اسم يونس على الشاشة… ترد بإبتسامة بس تختفي ابتسامتها لما تلاقي صوت يونس مهزوز وحزين
يونس بحزن وصوت مُجهد : ملقتش حد اتكلم معاه قولت اكلمك…. سلسبيل… أنا… أنا عندي خبر… مهم… صعب…
سلسبيل قلقت من نبرة صوته ، وبعدين اخدت نفس وغمضت عيونها واتكلمت….
سلسبيل بهدوء : إيه؟ قول يونس… إيه الموضوع؟
يونس اخد نفس عميق بعدين اتكلم : أبويا… سالم… طلع عايش.
سلسبيل تتجمد للحظة، عينها تتسع، إيدها بترتعش على الموبايل، صوتها يرتعش وهي بتقول بصدمة : إيه؟… يعني إزاي… إزاي يعني؟ أنا حاسة إني في حلم… ده مش حقيقي.
يونس بتنهيدة متعبة : صدقيني… أنا مبكذبش. حصله حاجات كتير… بعد الحادثة، طلع من العربية… حد لقيه، وداه المستشفى. كان فاقد الوعي، وفقدان ذاكرة تام…
سلسبيل مسحت دموعها بسرعة، تتنفس بصعوبة، وعيونها متشددة قدامها
سلسبيل بدموع وعدم تصديق : يعني… يعني سنين… سنين وهو بعيد عنكم… عنك… عن كل حاجة…وطلع عايش!
يونس : أيوه… حاول يرجع يفتكر… بس مقدرش… كان ضايع… ومش قادر يرجع… وكل ده غصب عنه.
سلسبيل خبطت بإيدها على سريرها، بكت بحرقة، وصوتها كان طالع متقطع
سلسبيل بشهقات : مش مصدقة… مش مصدقة… كل اللي كنت فاكرته… كله كذب…يعني هو عايش.. ممـ،،ـاتش!
يونس : عارفة… أنا كمان شعوري كان مش مصدق… أول ما شوفته حسيت قلبي هيتقطع… بس دلوقتي… هو قريب…. طلع كان بيتعذب زي ما اتعذبنا…
سلسبيل تاخد نفس طويل، تحاول تهدي نفسها، ترفع شوية الموبايل لأذنها
سلسبيل بهدوء : تمام… أنا فاهمة… أنا عارفة… المهم دلوقتي يكون معاكم… ومعاك… وما يحسش بالوحدة.
يونس : أنا خايف… خايف نتعامل معاه غلط… خايف يزعل…
سلسبيل : متقلقش يونس… إحنا هنتعلم… كلنا معاه… ده أبوك… غصب عنه… مينفعش نحاسبه على اللي حصل.
يونس بتعب : عائشة مش مستوعبة… فضلت تصرخ وتعيط… حاولت اهديها وافهمها بس هي مش فاهمة حاجة… مفكراه اتعمد انه يسيبنا ويمشي…
سلسبيل اتنهدت بحزن عليه : مش سهل بردوا عليها الموضوع دة يا يونس…. مش سهل ان بعد السنين دي كلها تعرف ان باباها عايش… يعني انا لو حد قالي كدة مش هصدق…
بكرة لما تهدأ كدة وتاخد وقتها… كلمها براحة وفهمها واكيد هتتقبل الوضع دة مهما ان كان ابوها
يونس ابتسم ابتسامة صغيرة، عينه فيها دموع. صوتها يهدّيه ببطء، وابتسامة ضعيفة تظهر على وشه.
يونس بحب واضح : بجد… وجودك معايا… مهم جدًا…
سلسبيل بإبتسامة وخجل : انا جمبك يا يونس في كل مكان… واكيد مينفعش اسيبك في ظرف زي دة
المكالمة تتقفل بعد مدة… وسلسبيل تفرد جسمها على السرير ودموعها نازلة على خدها من الصدمة…. بس بعدين بتهدى وبتمسح دموعها وتفضل قاعدة محتارة تعرف امها ازاي ان بعد كل السنين دي سالم طلع عايش مما،،تش…كانت خايفة من رد فعلها… لحد ما نامت من غير ما تحس بتعب
_ اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد🦋
عائشة تصحى من النوم، عيونها لسة نصف مقفولة، تتنهد ببطء. تقوم بسرعة، تتوضأ وتغسل وشها، و تصلي ركعتين بتركيز وحزن خفي في عينيها. بعد الصلاة، تختار هدومها بعناية، تلبسها، تلبس طرحتها، وتلبس جاكيتها، وماسكة شنطتها.
عائشة بتنزل السلم، وتتجه للسفرة بصمت، عيونها فيها برود تجاه سالم، كأنها بتتجاهله.و يونس واقف عند الباب بيراقب المشهد، قلبه مليان امتنان لأنه لقى أبوه سالم. سالم قاعد على الكرسي، ينظر لعائشة بندم واضح، ودموع فرحة ان بنته اللي سابها شهور بقت آنسة مسؤلة، حاول أن يقول شيء لكنها بتتجاهله. أيمن كان مبتسم بخفة لرجوع سالم، محاولة إظهار التفاؤل.
يونس بحنية وهو يبص لسالم : الحمد لله… رجعت يا بابا… لياك… إحنا كنا محتاجينك…كدة نفطر وسط ابونا وجدنا ومامتنا الله يرحمها
سالم حاول يبتسم لكنه ظهر عليه الخجل والندم، عيونه بتدور على عائشة. عائشة مبصتلوش، كأنه مش موجود. الجملتين دول مليانين توتر وصمت تقيل.
سالم بهدوء وهو بيبصلها : عائشة…بنتي… أنا…
عائشة قاطعته ببرود : ممكن منتكلمش دلوقتي…او ياريت منتكلمش خالص… لا دلوقتي ولا بعدين
يونس اتنهد بحدة، وحاول يواجهها واتكلم بصوت حازم : عائشة… لازم تتكلمي معاه كويس… ده أبوكي… حاولت تهدي نفسك.
عائشة قامت فجأة بعصبية، تقطع النظر عنه، تمسك شنطتها وتخرج من السفرة متجهة لباب الفيلا. صوتها عالي بسبب الانفعال.
يونس طلع وراها، وصوته علي بشوية خوف : عائشة! اسمعيني… الموضوع مش سهل، بس لازم تعرفي الحقيقة…
عائشة كانت بتمشي بسرعة ودموعها على خدها، خرجت من الباب، خطواتها سريعة ومتوترة. فجأة يونس شدها جامد من دراعها
يونس وهو بيبصلها بغضب :
عائشة! انا اول مرة اتعصب منك بالشكل دة ودايماً بعاملك كإنك اختي الكبيرة…. لكن هتسوقي فيها وهتكلمي ابوكي بالشكل دة يبقى لحد هنا وكفاية
عائشة حررت دراعها بغضب واتكلم بصراخ ودموع : متقولش ابوكي دي تاني… دة مش ابويا…. لو كان فعلاً ابونا مكانش سابنا طول السنين دي… مكانش سابنا واحنا صغيرين…. كنت كل يوم بعيط عليه… كل لحظة مهمة كنت ببقى بتمنى يبقى معايا…. يوم تخرجي… يوم افتتاح مشروعي… كل لحظة مهمة في حياتي كانت بتحصل كنت ببقى اتمنى يكون موجود معايا… بس هو عايش حياته برا وسايبنا ولا كإنه عنده عيال
يونس بغضب بيحاول يخفيه : لو كنتي سمعتيني امبارح كنتي فهمتي… بابا وماما لما عملوا حا،،دثة من قوتها بابا اترمى برا العربية وماما فضلت جوا…حد لقى بابا ووداه المستشفى واتعالج كانت عنده جر،،وح خطيرة وفاقد الذاكرة وعنده كسور ودخل في غيبوبة وحاجات تانية…. ماما اتوفت واتدفنت ولما ملاقوش بابا ودوروا في كل حتة ملاقهوش… الشرطة سجلته مفقود والقضية اتقفلت….
عائشة كانت واقفة بتسمع وهي حاسة انها في حلم…. كانت امبارح حياتها مستقرة ومركزة في شغلها وحلمها… ودلوقتي حياتها اتقلبت…. كانت حاسة ان مخها مش قادر يستوعب… حست ان الدنيا كلها بتلف بيها والدنيا اسودت في وشها…. وكلام ياما بيرن في ودانها بس الكلمة اللي لسة في ودنها
“ابوكي مما،،تش ابوكي لسة عايش”
كانت هتقع بس يونس لحقها بسرعة وعينه مليانة خوف عليها
يونس بخوف وهو بيسندها : طيب خلاص انا آسف… تعالي اقعدي واهدي كدة… اهدي يا عائشة خلاص مش عايز عياط
عائشة وهي بتتسند عليه بعياط : مش عارفة استوعب اللي بيحصل… بابانا اللي كنا بنقول عليه مـ،،ـت طلع عايش… استوعب ازاي بس!
يونس بهدوء وهو بيقعد قدامها : اهدي طيب واسمعيني….اظن انتِ فهمتي دلوقتي كل حاجة وعرفتي ان اللي عمله بابا كان غصب عنه وانه كان فاقد الذاكرة…. دلوقتي ربنا اراد انه يرجعلنا ونعيش عيلة واحدة تاني… خلاص بقى ننسى الماضي ونعيش الباقي من عمرنا مع بعض..
عائشة رفعت وشها بعياط وقالتله : انت ازاي عرفت ان بابا عايش؟
يونس حكالها كل اللي حصل من اول تصليح العربية لحد اما عرف انه ابوه
يونس بهدوء: صدقيني كان عايش حياة وحشة…. او بمعنى اصح مافيش حياة… كان تايه مش مركز في حياته… بس الحمدلله ربنا عمل كل دة عشان الاقيه…
عائشة قامت من قدام يونس بسرعة وجريت على الفيلا بعياط ودخلت عليهم ويونس قام وراها… كان سالم لسة هيقوم من على السفرة بس وقفته عائشة وهي ماسكة ايده بندم.. لف سالم جسمه وبصلها.. وهي بصتله بعياط وندم
عائشة حضنته جامد وفضلت تعيط في حضنه وهي بتشهق جامد… وسالم كان بيملس على راسها بحنان وهو بيبصلها بدموع
عائشة وهي في حضنه واتكلمت بدموع وصوت متقطع : وحشتني اوي يابابا… كنت محتجاك في حياتي… كنت في كل لحظة مهمة اتمنى تبقى معايا وتشاركني فيها… كنت بتمنى احضنك الحضن دة ولو لثانية… كنت بعيط عليك كل يوم… كنت مفكراك ميـ،،ـت بس كنت عايش…
قاطعها سالم بعياط ووجع : خلاص كفاية يابنتي… كفاية نقلب في القديم.. متوجعيش قلبي… نفسي اشبع منكوا واعيش الباقي من عمري معاكوا…
طلعت عائشة من حضنه وعيونها محمرة من فرط بكائها : اوعى تسيبني تاني… كفاية سيبتنا مرة… مش عايزة اعيش الشعور دة تاني.. عايزاك جمبي!
شدها سالم لحضنه وقال بدموع : انا مستحيل اسيبك تاني يا بنتي… كفاية الدنيا فرقتنا سنين!
_اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد🦋
عند سلسبيل الصبح… كانوا متجمعين على ترابيزة بسيطة وبيفطروا وباين على سلسبيل الصدمة ووشها كان شاحب
نهاد بقلق : مالك يا سلسبيل؟ وشك متغير كده ليه؟ في حاجة حصلت يابنتي؟
سلسبيل اخدت نفس طويل وقالت بهدوء وهي باصة للطبق : ماما… في حاجة لازم تعرفيها. حاجة كبيرة… ومش سهلة.
ضحى بصتلها بإستغراب وقالت : إيه تاني يا بنتي؟ قلقتينا.
سلسبيل بصوت مرتعش : سالم… ابن عمك…ابو يونس
نهاد أول ما سمعت الاسم وقفت فجأة، قلبها وقع. إيدها كانت بتترعش… والاكل وقع من ايدها
نهاد بصوت مبحوح : متجيبيش سيرة الاسم ده! مات… مات من سنين… إنتي جايه تفتحي جراحنا ليه؟
سلسبيل دموعها نزلت وقالت : لأ يا ماما… مما،،تش… سالم اين عمك عايش.
نهاد بصدمة وعدم تصديق : إزاي؟؟ إزاي يا سلسبيل؟ إنتي مجنونة! سالم ما،،ت من زماان… خلاص
ضحى كانت مصدومة ومش قادرة تستوعب : إيه الكلام ده؟ إنتي بتهزري يا سلسبيل؟ إزاي عايش بعد كل السنين دي؟!
سلسبيل حاولت تشرح وهي منهارة : اسمعوني بس… يونس… يونس هو اللي قالي امبارح. قال إن أبوه سالم في يوم الحا،،دثة اتخبط جامد… من قوة الخبطة اتر،،مى بعيد عن العربية… محدش شافه. كان فاقد الذاكرة، ومحدش عرفله طريق. عاش سنين مش عارف هو مين…
نهاد حطت إيدها على وشها، ودموعها نزلت بحرقة وصدمة
نهاد بصوت مكسور : يعني… كل السنين دي… وهو عايش؟! وأنا… وأنا كنت حامل فيكي يا سلسبيل وبعيط عليه ليل ونهار!
ضحى بصدمة : يعني يا سلسبيل، إنتي سايبة الموضوع ده في قلبك ومقولتيلناش من الأول؟!
سلسبيل بدموع : مكنتش عارفة أقول إزاي! يونس نفسه اللي حكالي… وأنا كنت بين نا،،رين… خايفة أصدمكم… وخايفة من رد فعلكم.
نهاد قامت تمشي في الصالون رايحة جاية وهي بتمسح دموعها بصدمة…
ضحى بصوت بيرتعش : وسالم… أبو يونس… يعني يونس اللي خاطبك دلوقتي… أبوه هو سالم ابن عم ماما اللي مماتش؟
سلسبيل هزت راسها بعياط : أيوه يا ضحى… أيوه.
دخلت عليهم نهاد وهي بتمسح دموعها : يلا جهزوا نفسكوا واعملوا حسابكوا اننا هنروح انهاردة لعمي أيمن
اومأوا لها بالإيجاب والكل بعد ما خلص فطاره قام يجهز نفسه
_اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد🦋
بعد مرور فترة زمنية ….
نهاد وسلسبيل وضحى وصلوا و دخلوا الفيلا، عيون نهاد كانت مليانة توتر وفضول، وضحى جنبها مصدومة، سلسبيل بتبص ليونس عشان تطمنه.
نهاد وهي تبص لسالم بصوت مرتعش : سالم… ده أنت…عايش؟
سالم رفع عينه ببطء، بصلهم بإستغراب شديد،و علامات الحيرة واضحة، مافيش أي تعبير عن التعرف عليهم.
نهاد بصوت أعلى، قلبها بيخبط بسرعة : إيه ده؟… إنت مش فاكرنا… إنت… ده أنا… بنت… بنت عمك…
أيمن يجي جنب سالم، يحاول يهديه ويحكي له : سالم… دي بنت عمك… ودول سلسبيل وضحى بناتها…
سالم بإندهاش، صوته منخفض ومتردد : مش… مش فاكر…… حاسس بحاجة… بس مش قادر أفتكر…
(نهاد بصتله بصدمة ودموع، وحطت إيدها على وشها : مش مصدقة… مش مصدقة… سنين… ضاعت… ضاعت كلها…
سلسبيل راحت وقفت جمب يونسو عيونها مليانة قلق لكنها هادية، تحاول تهدي الموقف.
سلسبيل بصوت حنين لسالم : مفيش مشكلة… إحنا معاك دلوقتي… هتفتكر كل حاجة شوية شوية…
(ضحى واقفة جنبهم، وشكلها مصدوم : أنا… مش مصدقة… ده… ده غريب… كله مش واضح…
يونس وهو بيحاول يوضح الأمور بسكينة وحزم : بابا… دي سلسبيل خطيبتي… وده مش مجرد كلام… إحنا هنا عشان نساعدك تتعرف على كل حاجة…
سالم يحاول رفع رأسه، بص ليونس، عيونه فيها حيرة وارتباك، مش قادر يفتكر أي حاجة.
أيمن وهو بيحاول يفكره : سالم… دي نهاد… بنت عمك… فاكر فرحها… كنت بتلعب مع يونس وشايله على كتفك…
سالم صوته منخفض، واتكلم بحيرة وهو مغمض عينه : مش فاكر… مش قادر… كل حاجة ضاعت…
نهاد بصت لسلسبيل وضحى، دموعها نازلة، اتكلمت بألم : مش ممكن… مش ممكن أصدق… كل اللي كنت مش مصدقة مو،،ته يطلع عايش طول السنين دي كلها…
يونس بهدوء : طنط نهاد… هتتعوّدي… دلوقتي إحنا هنا… وهو حيبدأ يفتكر… شويه شويه…
سلسبيل مسكت يد نهاد، محاولة تهدئتها، ضحى واقفة جنبهم مصدومة ، سالم واقف حائر، ينظر حوالين البيت بارتباك واضح.
_اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد 🦋
بعد مرور شهر، علاقة أيمن ويونس كانت قوية ومستقرة، خاصة مع سالم، اما عائشة كانت اتقبلت نسبياً ان ابوها عايش ، رغم أنها قربت منه شوية وعلاقتها به كانت حلوة، بس مش بنفس قوة العلاقة بين يونس وأيمن.
أما بالنسبة لـشغل يونس وأدهم، فكان مستمر على أكمل وجه، بنفس الشطارة والقوة اللي كانوا عليها قبل كده.
علاقة يونس وسلسبيل تطورت جداً، لدرجة أن يونس بقى غيور جدًا عليها، وكمان بيتكلموا كل يوم، وسلسبيل بتشاركه تفاصيل يومها عن القضايا والمحامين والموكلين اللي بتحلهم… وهو دايماً بيشجعها…
ضحى حجزت دروس الثانوية العامة وخلاص هتبدأ مذاكرتها ، ونهاد قدرت تجمع آخر مبلغ لتملك المحل بتاعها.
العيلة بقت متماسكة أكتر، وسالم كان يحاول يفتكر مواقف بينه وبين فاطمة، مراته الراحلة، بمساعدة يونس وعائشة وكلامه اللي بيذكره بالذكريات.
خالد عرف ان عائشة تبقى اخت يونس… وكان بيحاول يقرب من يونس ويفاتحه في موضوع انه ييجي يخطب عائشة…
_ اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد🦋
في مكتب في القسم ملفات قضايا متناثرة، خريطة معلقة على الحيطة، صوت أجهزة لاسلكي خافت في الخلفية.
يونس قاعد على المكتب، ماسك ملف، وأدهم واقف جنبه بيراجع أوراق وبيكتب ملاحظات.
أدهم بنبرة جدية : بُص يا يونس، التحريات دي لو اتقفلت صح هنقدر نوصل للراس الكبيرة أسرع مما متوقعين.
يونس بتركيز في الملف : مظبوط… بس ناقصنا خطوة تأكيد. أنا هكلم المصدر بتاعنا الليلة.
الباب فتح فجأة، خالد – ظابط معاهم في القسم – دخل. شكله متوتر.
خالد بهدوء : مساء الخير يا رجالة… يونس ممكن دقيقة على جنب.
يونس رفع راسه بإستغراب : خير يا خالد؟ اتكلم هنا… إحنا بنشتغل مع بعض.
خالد بتردد وبصوت واطي : الموضوع مش شغل… الموضوع عن عائشة.
أدهم كان واقف على جنب بيجيب ملف، سمع الاسم فجأة. يوقف شغله ويبص لخالد بحدة.
أدهم بعصبية : عائشة؟! إنت جايب سيرتها ليه أصلاً؟
خالد بهدوء : استنى يا أدهم… أنا بس حابب أقول ليونس…
أدهم مستحملش، ورمى الملف ومشى بسرعة ناحيته، مسكه من تلابيب قميصه وزقه على الحيطة…
أدهم وهو ماسكه من تلابيب قميصه صوته عالي بعصبية : إنت مالك ومال عائشة؟! قولّي!
يتبع…..

 

 

 

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *