روايات

رواية ليتني اعفو الفصل السادس 6 بقلم لمسة جمال

رواية ليتني اعفو الفصل السادس 6 بقلم لمسة جمال

 

البارت السادس

 

الحلقة السادسة
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤ليتني اعفو

مازال يتبعهما بعينيه التى تتقد من الشرار والحقد والكراهية واخذ يتساءل هل رفضت دعوته بهذه الطريقة المهينة كى تمرح وتسرح مع هذا الحقير حسابك معى عسير يا ..دكتورة نور .. تسمر عندها فى مكانه لم يتسطع ان يتقدم اكثر من ذلك فهمس لنفسه اذا ذهب اليها الان سوف يفتعل فضيحة ستكتب عنها الصحف لشهور قادمة وعندها سيفقد وظيفته ايضا فوالدها لن يسامحه اذا اخطأ فى حقها وسيقف فى صفها
يبدو اننى يجب ان اتمهل قليلا واحاول ان اعيدها لى باى طريقة وهذا المتبجح اللزج له حساب اخر معى ولن يفوز بها ابدا
ثم غادر المكان باكمله مستقلا سيارته يقودها باقسى سرعة

كانت تسير معه بابتسامة خجولة وهو يبسم لها بهدوء واتزان واتجها نحو طاولة بعيدة قليلا فى مكان هادئ بعيدا عن الانظار ازاح لها المقعد لتجلس وجلس امامها وعينيه لم تبتعد عنها لحظة واحدة يريد ان يشبع عيناه بمرآها ربما تكون المرة الاخيرة التى سيراها فيها لايعلم سوى انه لايريد ان يبتعد عنها عندها اقبل عليهم النادل ليأخذ طلباتهم ويرحل اخرج عمر من ملف كان بحوزته احدى الاوراق كى يطلعها عليها امسكتها منه وهمت بقراءتها بتمعن وتأنى الى ان وصلت لنهايتها ورفعت راسها اليه
عمر :ها ايه رأيك عاوز نقد صريح لكل كلمة كتبتها واى فقرة ماعجبتكيش علشان احذفها من الموضوع
صمتت قليلا وهو ينظر لها بترقب وقلق كالتلميذ الذى ينتظر نتيجة امتحانه لتنظر له بابتسامة واسعة اخيرا هاتفة :الله عليك ياعمر مش قادرة اقولك اد ايه الموضوع شيق ومثير انا نفسى بقرا حاجات عن بابى اول مرة اعرفها او عارفاها بس انت كتبتها بشكل منمق وجميل لدرجة اننى مذهولة عمرى ماكنت متخيلة ان الموضوع يخرج من تحت ايدك بالروعة ديه
امسك بياقة قميصه وبضحكة خفيفة : لا على كدة انا شكلى هتغر فى نفسى
ده انت تتغر وتتغر كمان انت موهوب بجد تعرف ياعمر انا حاسة ان اسمك هيلمع فى وقت قليل قوى وهتبقى من الاسماء الناجحة فى عالم الصحافة والمشاهير وساعتها هتقول نور قالت
يسمع من بقك ربنا بجد انا حاسس دلوقت بسعادة مالهاش حدود ثقتك فيا وايمانك بموهبتى خلانى مش قادر افكر فى حاجة تانية غير اننى عاوز اسعدك وبس واكون عند حسن ظنك دايما
احمرت وجنتاها من الخجل واسبلت رموشها وارتجف جسدها من اثر كلماته فلم تكن تتخيل انه ان الاوان ليعترف لها عمر عما يجول بخاطره ومايضيق به صبره
وكأنه شعر بما تفكر فيه نور ليرفع عينيه لها وبنظرة حب عميقةامسك يديها ليضغط عليها ضغطة خفيفة :ايوة يانور بحبك ومن لحظة ماعيني وقعت عليكي حسيت اننى لاقيت نصى التانى اللى هيكملنى ترددت كتير خفت اقرب انجرح واترفض والاقى نفسى لازم ابعد
رفعت راسها له بتأثر وتساؤل:تنجرح؟ ليه
لاننى مش مناسب ليكي يانور انا فين وانتى فين
انا لسة شاب فى اول حياته
ومين العاقل اللى ممكن يوافق ان بنته ترتبط بواحد حياته على كف عفريت يوم فوق وعشرة تحت اللى بيني وبينك يانور زى المسافة بين السما والارض لا انا هقدر اوفر لك الحياة اللى انتى عايشة فيها ولا انتى هتقدرى تتحملى حياتى اللى انا عايشها يعنى من الاخر احنا ماننفعش بعض بس انا حسيت اننى عاوز اعبر لك عن اللى جوايا سميها انانية سميها اى حاجة تعجبك بس اللى لازم تعرفيه اننى حرمت نفسى من كل متع الدنيا علشان ابقى جدير بالانسانة اللى هتكملنى وتقبل تكون نصى التانى
بس ياعمر الفقر عمره ماكان عيب احنا اللى نقدر نحسن من وضعنا انت سلاحك هو قلمك وعلى اد ماتعطى هتاخد نجاح وشهرة وسمعة كويسة

وامتى هيحصل كل ده ياعالم بعد سنة ولا اتنين ولا حتى عشرة
ليه بتقول كدة انت موهوب ومحتاج تتفتح لك مجالات كتيرة وساعتها هيكون الوضع مختلف
موت ياحمار
يكفى اننى مؤمنة بيك وان لك مستقبل كبير اعمل انت بس اللى عليك والباقى على ربنا ومش محتاجة منك اكتر من كدة
نظر الى عينيها بقوة:نور لو اتقدمت لك هتوافقى ؟؟

فى اليوم التالى ذهب عمر للقاء د.ماهر ليعرض عليه الموضوع مما زاد من ثقته فى نفسه عندما اخبره انه رائع ويمكنه ان ينشره وليس به اى شئ يسيئ له ولحياته العملية وبالفعل اسرع عمر ليلحق النشر قبل صدور العدد الجديد وماهو جدير بالذكر ان الموضوع حاز على صدى عالى حقق زيادة فى اعداد بيع الجريدة لان عمر قد نوه عنه من قبل والقراء كانوا فى حالة انتظار لمعرفة ماهو خفى عن دكتور عظيم مثل الدكتور ماهر
اتصلت به نور هنأته واتفق على مقابلتها فى مكانهم المعتاد

يسير فى غرفته يزرعها ذهابا وايابا لقد استطاعت اميرة ان نثير جنونه تجعله يصل الى حالة الغليان اسبوع كامل تتهرب منه كلما يحاول ان يتقرب منها تدعى اى حجة ليبتعد عنها مازال يشعر بنيران حارقة تكاد تشتعل داخله كلما يراها بهذه الجرأة والتحدى ولا يستطيع ان يفرض رايه عليها لايعلم مما اتتها هذه القوة والثقة فى نفسها لم تكن دوما بهذه الصورة كانت هادئة مسالمة تطيعه فى كل شئ ومازاد الطين بلة عندما اتت اليه فى الصباح وهو يتناول افطاره ممسكا بحاسوبه يعمل عليه لتقترب منه على استحياء وعندما شم عطرها المثير رفع عينيه سريعا
كانت مرتدية قميص يصل الى حافة خصرها بدون اكمام يظهر نعومة بشرتها مع برمودا قصير يصل الى ركبتيها مما اثارت فى نفسه رغبة وحشية فى امتلاكها جلست بقربه وهو لايستطيع ان يبعد عينيه عنها
اميرة:صباح الخير مروان
لم تستمع منه اى رد سوى انه اوما لها براسه
لتقول :حابة اتكلم معاك فى موضوع مهم
رفع لها عينيه يحثها على الاستمرار فى الحديث
انت عارف طبعا اننى من يوم مااتخرجت وبعدها اتجوزتك على طول مع اننى كنت عاوزة اشتغل

نعم عاوزة ايه ..
قلت لك اشتغل
ليه محتاجة فلوس مش قادر اصرف عليكي ..انا عمرى حرمتك من حاجة وبعدين ابنك محتاجك ياهانم شغل ايه وهتسيبيه لمين للخادمات يبيعوا ويشتروا فيه علشان الهانم عاوزة تشتغل
همت بالوقوف هى الاخرى ونظرة تحدى شرسة فى عينيها:الفلوس مش كل حاجة الفلوس مش بتخلق السعادة ولا الحب الانسان هو اللى بيصنعها وبعدين ابنى هيبقى معايا انا مش هفرط فيه ابدا
وبنظرة ساخرة :واى شغل ده ان شاء الله اللى هيوافق ان موظفته تيجي ومعاها ابنها كمان فوق البيعة

ارجوك من غير استهزاء انا قدمت فى حضانة كانت محتاجة لمدرسات اطفال بماانى خريجة تربية قسم رياض اطفال
وطبعا ابنى هيكون معايا
هاج وثار من كلماتها :انتى اكيد اتجننتى ازاى ياهانم تروحى وتقدمى وتاخدى قرارك من غير ماترجعى لى
مروان الموضوع مش محتاج لكل اللى انت بتعمله ده انت اصلا مش بتقعد فى البيت وطول اليوم برة فى الشغل وتقريبا بترجع على النوم يبقى انا هعمل ايه طول الوقت ده كله حس بيا شوية انا مليت زهقت من حياتى الرتيبة الباردة ديه وماعنديش استعداد ارجع فى قرارى ابدا مهما كانت العواقب
وانا مش موافق يااميرة ومفيش شغل وده اخر كلام عندى
اسفة يامروان انا هشتغل انا ماكنتش باخد اذنك انا كنت ببلغك اننى هبدا النهاردة اول يوم ليا فى الشغل السواق هيودينى وهيجيبنى ومفيش اى مشكلة وابنى معايا يعنى ماعندكش اى حجة يبقى بليز ماترفضش علشان الرفض والعند بس حاول تكون موضوعى شوية
كانت عينيه تتسع من الذهول من امامه الان لم تكن اميرة زوجته ابدا انها اخرى والى متى سيستمر الوضع هكذا!!
لم يستطع الرد سوى بجملة واحدة فقط:انتى الخسرانة يانور لما ماتلاقينيش جنبك ياريت ماتدوريش عليا ثم تركها ورحل وهى لاتعلم مغزى هذا الكلام
عاد من شروده على رنين هاتفه ليرى من المتصل وعندها رد بفتور:مروة حمدالله على السلامة
بدلال مصطنع:زعلانة منك يامارو معقول كل المدة ديه ماتسالش عنى ولا حتى بتليفون ولا الاقيك منتظرنى فى المطار مع اننى معرفاك معاد وصولى
اسف ياحبيبتى بس انتى عارفة ان عندى مشاكل فى الشغل كانت واخدة كل وقتى
خلاص ياروحى ولايهمك تعالى بسرعة بقى لاننى مشتاقة لك موت وعاملة لك مفاجئة كمان
معلش ياحبيبتى بلاش النهاردة واوعدك بكرة هجيلك بدرى نقضى اليوم كله مع بعض
بعصبية وغضب :يعنى ايه مااشتاقتش لمرمر حبيبتك ولا ايه النهاردة هتيجي ومنتظراك حتى لاخر الليل بس لازم تيجي النهاردة
خلاص هشوف ظروفى ايه وهبقى ارد عليكي
انهى حديثه معها واغلق هاتفه وراسه يدور لقد نسى مروة نهائيا هذه الفترة او تناساها لايعلم هل كانت مسكن يهرب به من حياته الباردة ام ماذا حدث له لما لايريد ان يذهب اليها او يراها لما اصبحت اميرة تشغل كل عقله وتفكيره هل لعدم وحصوله عليها وتهربها منه السبب الرئيسى اخذ سترته الملقاه على المقعد وراؤه وخرج من المكتب مسرعا ليلتقى بالسكرتيرة الجديدة بعد ان تركت مروة عملها منذ تزوجت به لتنهض من مكانها :امر حضرتك
اى حد يسال عنى انا خرجت اخلص شغل برة والغى اى مقابلات اليوم وخلى عاطف يقوم باى شغل طارئ ثم ذهب فى اتجاه منزله

بعد ان انهت عملها التقت بصديقتها سها فهى تعمل معها فى نفس الروضة ومن ساعدتها حتى تتقدم للعمل :ها طمنيني عملتى ايه وقالك ايه لما عرف انك قدمتى على شغل
اميرة :اسكتى ياسهر شايط منى على الاخر ومش طايق منى كلمة وكله كوم وتهربى منه كوم تانى مخليه عاوز يولع فيا
بضحكة ساخرة :احسن احنا عاوزين نجننه حبتين علشان يعرف قيمتك ياقمر
بس النهاردة الصبح قالى جملة مش قادرة افهم معناها
ليه قالك ايه
قالى انتى الخسرانة وماتدوريش عليا لما ماتلاقينيش جانبك
فهمت سهر مغزى كلماته ولكنها لم ترد ان تزرع الشك فى عقل صديقتها لتهتف لها :بصى ياجميل عاوزين نخفف العيار شوية يعنى المثل بيقول اضرب ولاقى فانتى تشدى وترخى فى نفس الوقت علشان ماتخليهوش يهرب منك الليلة ياقمر حاولى تظبطى امورك معاه حبتين لما نشوف هيحصل ايه

عادت منهكة فاليوم كان طويل وصاخب ولم تكن اعتادت على العمل الى الان خرجت من السيارة فى اتجاه منزلها تحمل ابنها الذى هده اللعب ونام ودخلت بعد ان فتحت لها الخادمة وحملت عنها طفلها النائم لتضعه فى فراشه وتدخل خلفها بهدوء

كان جالس على احدى ارائك البهو الكبير واضعا ساقا فوق اخرى يدخن سيجارته بشراهة ناظرا لها بوجه محتقن:حمد الله على السلامة ياهانم الزوج بيرجع البيت بعد يوم عمل طويل وياريت بيلاقى اللى تريحه وتشيل عنه همومه وتدلعه يلاقى الهانم لسة مارجعتش من شغلها

لم تستطع ان تسيطر على اعصابها فبجانب مجهود العمل يأتى توبيخه لها بدل ان يؤازرها ويشجعها لتقترب منه وبنظرة تحدى هتفت:مروان انت ايه مشكلتك بالظبط عاوز تتخانق وخلاص ما انا ياما انتظرتك ايام وليالى كنت فين وقتها ماكنتش بشوفك الا على النوم دلوقت لما بدأت اثبت كيانى ويبقى لى شخصية مستقلة ابقى اهملت واجبى ناحيتك
نظر لها باستخفاف:ولا اتخانق ولا اوجع راسى اصلا انا سايب لك البيت وياريت ماتنتظرنيش لانى هبات برة واشبعى بقى بالسرير لوحدك
ثم خرج منطلقا وكأن الاشباح تطارده ليستقل سيارته مندفعا فى اتجاه زوجته الجديدة

ومرت الايام واوضاع ابطالنا كل يوم فى حال واستمرت لقاءات عمر ونور فى ازدياد وهى تحاول معه ان يجدا طريقة مناسبة كى يحدث بها والدها ويتقدم لها

انت بتقول ايه ياعماد
يادكتور زى مابقول لحضرتك الدكتورة نور كل يوم بتواعد الصحفى اللى اسمه عمر ده وبتقابله وناس كتير شافوهم وقالولى لدرجة اننى روحت فعلا المكان وشوفته معاها وماحبيتش اعمل لها فضيحة فى المكان علشان مأذيش سمعتها يادكتور هى مش عارفة انها كدة بتعرض سمعتها للقيل والقال وبتهين كرامتها باللقاءات اللى مالهاش معنى ديه الصحفى ده اكيد بيلعب عليها انا خايف عليها منه يافندم لو ماكنتش بحبها ماكنتش جيت وقلت لك لازم تشوف حل سريع معاها وانا على استعداد اكتب عليها النهاردة قبل بكرة
احس ماهر بالالم لما تسببت فيه ابنته فى حقه ليردف:ارجوك اخرج دلوقت ياعماد عاوز اكون لوحدى
بس يادو..
قاطعه :اخرج دلوقت ياعماد
حاضر يادكتور
خرج عماد وابتسامة انتصار تعلو وجهه لما نشوف هتعرفى تدافعى عن نفسك ازاى ياست نور وبأى وش

رفع ماهر سماعة هاتفه :سميرة ابعتى لى نور فورا
بتقولى ايه خرجت من نص ساعة ماشى ياسميرة ثم اغلق الهاتف بقوة

طرق باب غرفة مكتبه ليسمح له بالدخول
عمر :حضرتك طلبتنى يافندم
مدير التحرير:اقعد ياعمر
تلعثم الرجل المهيب قليلا ثم قال : بصراحة ياعمر مش عارف اقولك ايه من يوم مااشتغلت معانا هنا وانا حسيت انك شعلة نشاط وموهوب وهيكون ليك مستقبل باهر تبنيتك واعتبرتك واحد من ولادى مابخلتش عنك بعلمى ولا بخبرتى وبدأت اجنى ثمار تعبك ومجهودك واديك شوفت النجاح اللى بدات تحققه بس انا مسؤول يابنى وعندى عائلات كتيرة خائف ادمر مستقبلهم بصراحة مش عارف اقولك ايه بس الفترة الاخيرة جالى تهديدات كتيرة بقفل الجريدة فى ناس بتحفر وراك وطالبونى ارفدك انا طبعا رفضت لكن الحمل تقل عليا انا فعلا حازز فى نفسى فراقك بس اللى بطلبه منك ده بشكل شخصى استقيل ياعمر ودور لك على شغل فى اى جريدة تانية وهتلاقى اماكن كتيرة تقدرك
كان يستمع له بهدوء ثم نظر له متسائلا :ممكن اعرف مين اللى بيحفر ورايا
للاسف مش مسموح لى اقولك مين بس كل اللى اقدر اقوله لك خد بالك من نفسك وبيتى مفتوح لك فى اى وقت تحتاجنى
نهض عمر بكل اسى :شكرا ليك يافندم وعمرى ماهنسى مساعدتك ليا ثم خرج من مكتبه مطأطئا راسه

دخل الى غرفتها فى المساء ليجدها تجلس فى فراشها واضعة سماعة الهاتف فى اذنيها تستمع الى موسيقى هادئة لتنتفض من مكانها :بابى ليه تعبت نفسك وجيت لحد هنا مانادتنيش ليه وانا اجيلك
ياريت تخرجى لى علشان عاوزك ضرورى
لماذا شعرت ببرود كلماته وان هناك امر ضرورى يريد الحديث فيه
حاضر يابابى حالا
بعد قليل خرجت له لتجده يقف واضعا يديه فى جيوبه ناظرا الى البعيد من الشرفة الكبيرة تنحنحت قليلا لتعلمه بوجودها عندها التفت لها:اقدر اعرف بتروحى فين كل يوم بعد ماتخلصى شغلك فى المستشفى
بابا انا …
قاطعها :من غير كدب يانور زى ماعودتك من صغرك الصراحة ومش عاوز اسمع غيرها
احست ان الوقت المناسب اتى كى تبوح له بكل شئ
بابا انا بقابل الصحفى عمر
نظر لها بعينين حمراوين متألمة:وهل ده صح من وجهة نظرك
بابا انا مش بعمل حاجة غلط انا فعلا بقابل عمر علشان اتعرف عليه اكتر هو حد كويس جدا وعاوز يجي يتقدم لى
انتفض والدها من مكانه:نعم يجي ايه ..ياخيبة املى فيكي يانور للدرجة ديه فشلت فى تربيتى فيكي ..ليه يانور حرمتيني من السعادة اللى بيحلم بيها اى اب ..وانا بلاقى الشخص المناسب يجي ويطلبك منى وانتى قاعدة فى بيتك معززة مكرمة مش بتجرى وراه فى كل مكان والناس بيشوفوكى لحد مابقيتي علكة فى بقهم ..على جثتى يانور ان الحقير ده يرتبط بيكى
يابابى ارجوك اهدأ المواضيع ديه ماتتاخدش بالشكل ده اقعد معاه واتكلم واعرف ظروفه
هو انا لسة محتاج اقعد معاه واحكى معاه فى ايه اصلا هو هيقدر يعيشك العيشة اللى انتى عايشاها هيعرف يصرف عليكي ويديكى مصروف زى اللى بتاخديه ده مرتبه كله مايجيش مصروف يومين
يابابا عمر الفقر ماكان عيب انت بنفسك ربيتنى ان معدن الانسان وشخصيته اهم من اى شئ تانى
لكن برضه ماقولتلكيش ترمى نفسك فى النار تفتكرى لما يكون متقدم لك واحد محترم وله مستقبل زى الدكتور عماد وعاوز يتجوزك النهاردة قبل بكرة ارفضه علشان اجوزك واحد زى عمر ده
الموضوع منتهى يانور انسى حد اسمه عمر لاننى مش ممكن اوافق عليه

بدموع تنهمر على وجنتيها:اسفة يابابى الموضوع بالنسبة لى لسة ماانتهاش وعماد ده لو اخر راجل فى العالم مش ممكن هقبل بيه عن اذنك ثم جرت مسرعة الى غرفتها لتخطف هاتفها وتضرب الرقم هاتفة:عمر لازم اقابلك بكرة الصبح ارجوك
ايوة فى نفس المكان الساعة 10 تمام

طالت سفرة فارس فى الغردقة فايامه اصبحت متتابعة نهاره مثل ليله لاجديد سوى وصول صديقه ليقضى معه عدة ايام قليلة كانت من اسعد ايامه حيث يقضيا معا النهار بطوله على شاطئ البحر يضحكا ويلعبا فى المياه وكل منهم يضحك ولكن قلبه يتألم من الفقدان وفى المساء يتمشيا معا ويقضيا سهرتهم فى احدى الكافيهات ثم يعودا منهكين ليناما من كثرة التعب
وفى هذه الليلة كان فارس يرقد على فراشه كما كل ليلة يغيب عنه النوم وذكرياته تتابع وشعوره بالذنب يزيد ليدق هاتفه وعندما يرى الرقم يتركه بدون ردولكن الهاتف يصر على الرنين
يوسف:يااخى رد على التليفون المزعج ده ماحدش يعرف ينام له حبة يعنى ويرتاح
سيبك منه دلوقت هيسكت ولكن الرنين مستمر
اوف ياخى حرام عليك ياترد ياتقفله خالص اقولك انا اللى هقفله ليخطف الهاتف وعندما لمح الرقم نظر له بتشكك ديه مامتك ليه مش عاوز ترد عليها اكيد قلقانة عليك ماانت اتاخرت يابنى وقاعد ليك كتير
مش عاوز ارد يايوسف وخليك فى نفسك بقى
كان فارس يهاتف اخته دوما يطمئن عليها هى وابنها ويسال سؤال عابر عن والدته لتاتيه باخبارها ولكنه لم يتصل بها ابدا لتشتاق له فى النهاية وتهاتفه ولكن مامن مجيب
ليقفز يوسف الى فراش فارس هاتفا:بص بقى انا عقدت النية ومش هسيبك الا لما تقولى فيه ايه بينك وبين امك واياك يافارس تتهرب منى تانى
ارجو يايوسف ماتحاولش تفتح جراج بحاول اقفلها
وياريتك بتقفلها ياصاحبى انت قاعد تزود عليها الملح علشان تفضل مولعة تحرقك وتحرق كل اللى حواليك وبصرخة :مالها امك عملت ايه وايه علاقتها بمراتك الله يرحمها
ببكاء حاد وقلب يعتصر من الالم :لان هى السبب لولاها كان زمان مراتى عايشة وبين احضانى وسعيد معاها ومع بنتى …

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى