رواية حين تبتسم الغيوم الفصل السابع 7 بقلم داليا محمد
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)
رواية حين تبتسم الغيوم الفصل السابع 7 بقلم داليا محمد
البارت السابع
الفصل السابع :
بدأت امتحانات آخر السنة، وقلبي كان متوتر على طول. حتى لو مفيش حد حواليّ قاللي أي حاجة، كنت بحس بضغط غريب بيكبر جوايا لدرجة إني أعيط من غير سبب. أوقات كأن الدموع هتخرج لوحدها وأنا قاعده أكتب في ورقة الإجابة، كأني بكتم نفسي طول الامتحان.
كل امتحان كنت أخرجه منه وأعيط لا إرادياً، مش عارفة ليه، بس ده كان إحساس داخلي من الضغط والتوتر. ومع كل خروج من الامتحان، كنت ألاقي على أول شارع المدرسة حمزة واقف هناك. ولما بيشوفني باعيط، بيقرب ويطمني:
“يا ليل، كله خير إن شاء الله… النتيجة هتعجبك.”
أحيانًا كلماته كانت بتهديني، وأحيانًا كنت باقية أعيط كتير لحد ما أفرغ كل اللي جوايا. بس مع كل يوم، كنت أحس إن الموضوع بيتحسن شوية بشوية.
—
في نفس الفترة، كل يوم بعد امتحان كنت بروح البيت ألاقي محمد قاعد مع بابا. يسألني ببساطة: “عملت إيه في الامتحان؟” وكنت برد على باختصار شديد، مش عايزة أطل معاه في الكلام . بابا ومحمد كانوا بيحاولوا يهدوني لأن باين عليا أثار العياط، لكن مش دايمًا كنت طايقة الكلام مع محمد، لأني كنت فاهمة هو لازق لبابا ليه الفترة دي.
وصلنا لآخر يوم امتحانات، وقلبي كان مليان مزيج من الراحة والخوف. خرجت من امتحان الأحياء – اللي كالعادة كان مش احسن حاجه – بس المرة دي حسيت بحاجة مختلفة. ما كنتش باعيط. لأول مرة من أول يوم الامتحانات، حمزة شافني مبتسمة رغم التعب، وقرب مني وهو مبتسم وقال:
“خلصتي امتحاناتك… ألف مبروك! عقبال النتيجة إن شاء الله.”
ابتسمتله ورديت عليه:
“شكراً… الحمد لله خلصت، وأخيراً مش هبقى مضغوطة تاني.”
حسيت براحة كبيرة وهو واقف جنبي، وابتسامته الصغيرة خلتني أفكر: يمكن كل التعب اللي حسيت بيه مكنش حد يقدر يهونه عليا غير شوية من حمزة وبابا.
—
بعد ما رجعت البيت، لقيت العيلة كلها موجودة. محمد ابن عمتي كان واقف قدامي، وفجأة نزل على ركبته كأنه بيتقدم لي. بصيت له بصدمه، وبعدها بصيت لبابا ولكل العيلة اللي متجمعين. قبل ما يلحق حتى يقول أي كلمة، قلت بعصبية:
“أنا مش موافقة على أي حاجة من اللي كلكم اتفقتوا عليها من ورايا!”
دخلت على أوضتي بسرعة وقفلت على نفسي، وقلبي مليان غضب وصدمة. مش قادرة أفهم إزاي بابا يقدر يعمل كده ويحطني قدام الأمر الواقع، وإزاي محمد يعمل كده وهو عارف إني مش شايفة فيه غير أخ كبير. فضلت أعيط كتير جدًا لحد ما نمت من التعب.
—
صحيت على صوت أذان الفجر، اتوضيت و صلّيت، ودعيت ربنا: “يا رب، كل اللي حصل امبارح ميعملش مشاكل بين بابا و العيلة.”
وصل الصبح، وفطرنا سوا أنا وماما وبابا. كنت باكل من غير نفس، وبابا بيبص لي بضيق. و انا عيني بتروح بضيق اكبر بين بابا و ماما قال:
“احم… احم… ليل، ممكن أعرف إيه اللي عملتي امبارح؟ إزاي تحرجي محمد كده قدام العيلة كلها؟”
رديت بضيق: “أنا اللي أحرجته كمان، مش إنتو اللي أحرجتوني. بتحطوني قدام الأمر الواقع علشان أوافق على حاجة مش موافقة عليها أصلاً! كان ممكن اى حد ياخد رائي على فكرة بس انتو مهتمتوش اولع المهم محمد ابنك حبيبك”
بابا حاول يشرح: “يا بنتي، مش قصدي… ده كله ترتيب من أجل الخطوبة…”
قلت له بحزم: “مش في دماغي أصلاً أي حكاية جواز دلوقتي. أنا لسه عندي ١٩ سنة، ومش شايفة محمد غير أخ كبير. وأي مكان محمد هيكون موجود فيه، أنا مش هبقى موجودة فية.”
وقمت من على الأكل ودخلت أوضتي وقفلت على نفسي، وسمعت بابا بيتكلم في التليفون مع عمي، وعمّي بيغلطني على تصرفي، ويقول كلام كتير من هذا القبيل. كان في حوار طويل بينهم، لكن أنا فضلت متماسكة وحاسة إني لازم أكون واضحة وصريحة عشان ما يحصلش أي سوء تفاهم أو ضغط عليا مرة تانية.
—
بعد شوية، العيلة كلها جات عندنا البيت عشان يتكلموا عن اللي حصل. أنا كنت رافضة أطلع، لحد ما ماما فضلت تزن عليا وأخيرًا طلعت. دخلت من غير ما أسلم على أي حد، وعمّي زعل وقال:
“مبتسلميش يعني؟”
بصيت له وقلت: “اللي حصل دا مكنش ينفع. أنا مش شايفة محمد غير أخ كبير ليا، وإذا كان هو شايفني أي حاجة غير أخته، أنا مش موافقة على كده.”
عمّي بيزعق: “ده شاب زي الورد، وأي بنت تتمناه…!”
بصيت لمحمد، اللي كان ساكت وبيسمع كل كلمة، بضيق. وقمت وقلت: “أنا قلت اللي عندي. لو هو كويس قوي كده يا عمي، جوزة لواحدة من بناتك.” ودخلت أوضتي و سيبتهم كلهم قاعدين مزهولين من اللي قلته، خاصة بابا.
قعدت في أوضتي أعيط شوية، وفكرت في حمزة ومشاعري اللي كبرت من غير ما أحس. كنت بحاول أوقفها، بس مكنتش قادرة. كل مرة بشوفه معرفش اى اللي بيحصل بس قررت إن خلاص مش هدي وش لحمزة بعد كده و لا هدي فرصه لاى مشاعر انها تتحرك ، وهركز على نفسي وبس.
يتبع…..
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية حين تبتسم الغيوم)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)