روايات

رواية حين تبتسم الغيوم الفصل الحادي عشر 11 بقلم داليا محمد

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

رواية حين تبتسم الغيوم الفصل الحادي عشر 11 بقلم داليا محمد

 

 

البارت الحادي عشر

 

الفصل الحادي عشر :
بدأت امتحانات الفاينل في الكلية، ودماغي كلها اتشغلت بالمذاكرة. كل يوم ضغط، محاضرات ومراجعة، لكن الخوف من محمد كان لسه قاعد جوايا زي شوكة مش عايزة تطلع. كل ما أفتكر كلامه ونظرته في الكلية، قلبي يتقبض أكتر. كنت مش متوقعة ممكن يعمل إيه، ولا بيرتب لإيه في دماغه.
روحت من أول امتحان وأنا حاسة إني عكيت جدًا. بس قلت معلش ان شاء الله هركز في الجاي و بدات مزاكرة للامتحان الجاي
في نفس الوقت عند حمزة :
الشمس كانت طالعة والجو في الشارع فيه هدوء غريب، بس التوتر اللي في عيون محمد مكانش هادي خالص. وقف مستني قدام البيت القديم اللي دايمًا بيقف فيه حمزة مع أصحابه.
وأول ما ظهر حمزة من بعيد، واقف بشموخه المعتاد وبضحكته الخفيفة، اتبدلت ملامح محمد فورًا لنظرة كلها غضب.
حمزة أول ما شافه، وقف مكانه، كأنه متوقع المواجهة.
محمد قرب منه بخطوات سريعة وقال بصوت منخفض بس مليان تهديد:
“عايزك في كلمتين يا حمزة.”
حمزة رفع حاجبه وقال بهدوء بارد:
“خير يا محمد؟”
محمد ضيق عينه:
“متلعبش معايا. أنا شايفك بتقرب من ليل. وبقولك من دلوقتي… ابعد عنها.”
حمزة ضحك بسخرية خفيفة، خطوة صغيرة لقدام وقال:
“وأنت مين بالظبط علشان تقولي أبعد؟”
محمد شد نفسه وقال بعصبية واضحة:
“أنا ابن عمتها… وأنا اللي فاهم مصلحتها. مش هسيبك تلخبط حياتها.”
حمزة اتغيرت ملامحه فجأة وبقى صوته حاد:
“وأنا مش محتاج إذنك علشان أكون في حياتها. ليل مش ملكك يا محمد.”
محمد حاول يمسك أعصابه بس نبرته عليت:
“أنا بهددك يا حمزة… لو فضلت قريب منها، هخليها هي وباباها يعرفوا إنك مش الشخص المناسب.”
حمزة ضحك بخفة بس عينيه كانت نار:
“جرّب… وشوف مين اللي مش هيكون مناسب فعلاً.”
الجو بقى مشحون قوي، أي حد كان هيعدي كان يحس إن خناقة ممكن تقوم في أي لحظة.
لكن فجأة حمزة رجع خطوة الورى وقال بهدوء:
“اسمع يا محمد… لو فعلاً بتحبها زي ما بتقول، خليك راجل وسيبها تختار بنفسها. وأنا واثق إنها عارفة مين اللي يستحق يكون جنبها.”
سابه ومشي بخطوات ثابتة، سايب محمد واقف في مكانه، إيده متشنجة من الغضب ووشه كله عصبية.
حمزة كان ماشي من المكان بخطوات ثابتة، بس جواه كان بركان. ملامحه اللي كانت هادية قدام محمد اتحولت أول ما لف ناحية الشارع الفاضي—إيده كانت متشنجة، وصوته الداخلي مش سايبه في حاله:
“لحد إمتى؟! لحد إمتى هافضل أستنى وأسيب الناس تتكلم وتضغطها؟!”
وصل لعربيته بسرعة، فتح الباب بقوة وقعد جوا وهو بيخبط الدريكسيون بكفه. قلبه بيخبط في صدره، ووشه سخن من الغضب.
“هو فاكر نفسه مين علشان يمنعني؟! أنا مش بلعب مع حد… بس لو استعجلت ممكن أقلقها… ولو استنيت محمد مش هيسكت.”
قعد ساكت لحظة، ماسك راسه بإيده.
“أنا لازم أتحرك… بس إزاي؟ أروح دلوقتي وأخطبها رسمي؟ ولا أستنى الامتحانات تخلص؟ هي أكيد مضغوطة دلوقتي… مش هينفع أزود عليها ضغط.”
بص في المراية على نفسه، شاف عينه الحمراء من العصبية وقال بصوت منخفض كأنه بيكلم نفسه:
“بس يا محمد… أنا مش هسيبها عشانك. مش هيحصل.”
قرر إنه مش هيتصرف بعشوائية. لازم يمشي بخطوات محسوبة—يكلم بابا الأول، يحضر نفسه كويس قبل ما يدخل بيتهم رسمي.
لكنه في نفس الوقت مقدرش يمنع نفسه من التفكير:
“طيب ليل نفسها… هي حاسة بإيه دلوقتي؟ هل خايفة فعلاً؟ هل محمد ضغط عليها بالكلام؟”
مسك تليفونه، فتح شاشته وبص على اسمها في الكونتاكت، صباعه قرب يدوس على زر الاتصال… بس وقف.
“لأ… مش دلوقتي. مش لازم أحسسها إني متوتر. أنا لازم أكون سند مش مصدر قلق.”
شغّل العربية، وقرر إنه يروح على طول لمكان هادي يفكر فيه بعيد عن الناس—مكانه المفضل على كورنيش اسكندرية. قعد هناك لفترة طويلة، بيبص للمية الساكنة ويحاول يبرد الغضب اللي جواه، لكن كل ما يفتكر نظرة محمد اللي مليانة تهديد، الدم بيغلي تاني.
“لا… مش هستنى كتير. لازم أخلص الموضوع وأدخل البيت من بابه.”
بعد ما قعد حمزة فترة طويلة على الكورنيش بيحاول يهدى أعصابه، حس إنه مش هيعرف ينام قبل ما ياخد خطوة حقيقية. شغّل العربية ورجع البيت، ولسه معالم العصبية باينة على وشه.
أول ما دخل لقى باباه قاعد في الصالة بيقرا الجورنال بتاعه، رفع عينه له وقال بابتسامة خفيفة:
“إيه يا حمزة؟ كنت فين كدا.”
حمزة خد نفس عميق وقعد قصاده من غير مقدمات، صوته كان جدّي:
“بابا… أنا لازم أكلمك في موضوع مهم قوي.”
باباه قال بهدوء:
“خير يا ابني؟”
حمزة قرب لقدام، عينيه كلها إصرار:
“أنا عايز أتقدم لـ ليل.”
باباه اتفاجئ شوية، رفع حاجبه وقال بنبرة مختلطة بين الاستغراب والابتسامة:
“ليل بنت عمك محمد جيرانا؟”
“أيوه.”
باباه سكت لحظة، كأنه بيقيس جدية الموضوع من عيون حمزة، وبعدين قال:
“طيب… إنت متأكد من قرارك؟ الموضوع ده مش هزار. أنت لسه صغير، وفي بداية شغلك.”
حمزة شد نفسه وقال بسرعة:
“بابا أنا عارف كل حاجة. بس أنا حاسس إن دي الخطوة الصح. أنا معجب بيها من اول ما جينا هنا و حتى قلت لنفسي ان دا مجرد اعجاب هيروح مع الوقت بس كل بشوفها بحس اني عايزاها ليا لوحدي.”
باباه قفل الجورنال وحطّه على الترابيزة وقال بهدوء أكتر:
“واضح إن الموضوع مش مجرد إعجاب يا حمزة.”
حمزة قال بسرعة:
“بابا أنا مش بلعب، أنا فعلاً عايزها. بس محتاج مساعدتك. عايز أروح لباباها بالطريقة الصح.”
باباه خد وقت يفكر وبعدين قال:
“طيب يا ابني… إحنا مش هنروح من غير ما نحضر نفسنا كويس. هدي شوية، واستنى لما امتحاناتكو تخلص، وبعدين نحدد معاد ونروح سوا. بس لازم تكون جاهز لكل سؤال ممكن يتسأل.”
حمزة تنهد براحة صغيرة، كأنه اتشال من على صدره حمل تقيل:
“يعني موافق يا بابا؟”
باباه ضحك وقال:
“أنا مش ضدك… أنا بس عايزك تمشي صح. ليل بنت ناس، عمك محمد مش هيوافق بسهولة إلا لو شافك راجل مسؤول دي بنته الوحيدة وريني بقا رجولتك في الشغل وفي حياتك.”
حمزة ابتسم ابتسامة صغيرة لأول مرة من ساعتها:
“هتشوف يا بابا.”
الأيام اللي بعدها كانت شبه ماراثون.
ليل كانت غرقانة في المذاكرة للفاينل، الكتب والملخصات ماليه كل مكان في أوضتها، ما بين قلق طبيعي من الامتحانات وتعب من السهر. حتى مريم نفسها بقوا يشوفوا بعض على فترات قليلة قوي، كل واحدة مشغولة بدنياها.
ليل كانت كل يوم بتروح الكلية بعقل مشغول وبترجع تجري على المكتب بتاعها. الموبايل ساعات بيتنفض من مكالمات أو رسائل، لكنها مش بترد غير على الضروري. حتى محمد ابن عمتها، اللي كان بيحاول يظهر حوالين الكلية، اختفى فجأة. ليل استغربت، بس قررت تتجاهل وتكمل مذاكرة.
في الناحية التانية، حمزة كان عامل زي القنبلة الموقوتة. كل يوم بيعدي وهو مستني الامتحانات تخلص كان بالنسبة له اختبار أعصاب. قاعد في شغله بيحاول يركز، بيروح البيت يفضل يفكر:
“يا ترى هي تعبانة قد إيه؟ يا ترى لحقت تذاكر كل حاجة؟ طب لو شافت محمد تاني؟ طب أستنى ولا أروح أخبط على بابهم دلوقتي؟”
أوقات كان بينزل يتمشى بالليل بس علشان يهدّي نفسه. وأوقات تانية كان يقعد يفكر يا ترى ليل عامله ازاي دلوقتي .
حمزة كان ملتزم بكلام باباه—مستني الوقت المناسب. بس كل يوم كان حاسس إنه بيزيد توتر، وكل ما يعدي يوم كان بيقول لنفسه:
“استحمل شوية… لحد ما الامتحانات تخلص… وبعدها كل حاجة هتتحسم.”
يتبع……

 

 

لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها

أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى