رواية استثنائية في دائرة الرفض الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم بتول عبدالرحمن
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)
رواية استثنائية في دائرة الرفض الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم بتول عبدالرحمن
البارت السابع والثلاثون
حسام لما شاف صمتها وتوترها، مد إيده يمسك إيديها بإحساس دفا وحنان، عينيه بتتوسل إنها تنطق، صوته كان هادي لكنه مليان قلق وحب وهو بيقول
“ممكن تقوليلي ليه متوتره؟ إيه اللي مخليكي متوتره وأنا موجود معاكي؟ عمري ما هسيبك، كلميني بصراحه، إنتي عارفه إنك أغلى واحده عندي.”
فريده اتذبذبت أكتر، عينيها كانت بتهرب منه كل شويه، نفسها متقطع ومش عارفه تاخد قرار ولا تقول إيه، قلبها متخبط، وحسام ملاحظ ده كله.
قرب منها أكتر، صوته بدأ يترجاها وهو بيضغط على إيديها برفق
“عايزك وإنتي معايا متفكريش في الكلام اللي هتقوليه، لاء… قولي كل الكلام اللي عايزه تقوليه وأنا هفهمه، إنتي متعرفيش أنا بحبك إزاي يا فريده، وممكن أفهمك إزاي، انتي من ساعة ما دخلتي حياتي وأنا مرتاح ومش متخيل حياتي من غيرك.”
كمل بحب
“فخليكي متأكده إنك حتى لو حاسه إنك لوحدك… أنا معاكي، وهكون معاكي دايمًا.”
فريدة قلبها كان بيتخبط بشده، كان جواها صراع رهيب، لما سمعت جملته الأخيره، عن إنه عمره ما هيسيبها وإنه هيكون معاها دايمًا، قلبها اتقبض، شافت قد إيه هو بيحبها، قد إيه فعلاً متعلق بيها، وازاي عينيه مليانه صدق مش بيتمثل.
حاولت تتكلم، صوتها خرج متقطع
“حسام… أنا…”
ضغط على ايديها بحنان وقال بابتسامه فيها رجاء
“بلاش تقولي أي حاجه دلوقتي، لو حاسه انك مش عايزه تتكلمي خليكي ساكته، انا كفايه عليا اني اشوفك قدامي، بس لو فعلا عايزه تتكلمي اتكلمي وانا هسكت لحد ما تخلصي كلامك”
سكتت، دموع صغيره لمعت في عينيها، قلبها كان بيتشد في اتجاهين عكس بعض، لكن قدامها دلوقتي في حد بيحبها بصدق، بيموت فيها، قالت بصوت هادي مليان ارتباك
“أنا متوتره، يمكن عشان خايفه أخسرك في يوم”
ابتسم ابتسامه دافيه، صوته كان كله طمأنينه وهو بيقول
“مستحيل يا فريده، عمري ما هسيبك ابدا، اللي هيبعدني عنك الموت وبس، طول ما إنتي محتاجاني هتلاقيني جنبك، وقت ما تحتاجيني أو حتى لو محتاجتنيش، هتلاقيني علطول جنبك ومعاكي وحبي مش هيقل ابدا بالعكس، كل يوم حبي ليكي بيزيد، وربنا يشهد على حبي ليكي، انا عمري ما حبيت حد زيك”
الكلام دخل قلبها، حسّت فعلاً إن مهما حصل هو السند اللي مش ممكن يسيبها، ابتسمت ابتسامه صغيره، مسحت دموعها بسرعه ومدت إيديها تمسك إيده بقوه، كأنها قررت تدي نفسها فرصه معاه.
حسام حس بالحركه دي كأنها وعد، ضم ايديها بين ايديه وقال بهمس فيه عشق حقيقي
“أنا بحبك… ومش هشوف غيرك مهما حصل”
فريده قلبها وجعها بس في نفس الوقت حس بالدفا، يمكن هو قدرها ونصيبها.
بعد فتره
حسام وفريده رجعوا المستشفى، وصلوا قدام أوضة صابرين، مكانش في حد قدامها، دخلوا لاقوهم جوه، تيم واقف جنب السرير ملامحه متحجره، يونس قاعد جنب صابرين بصمت تقيل باين فيه التفكير، إيناس واقفه قريب من صابرين وبتكلمها بتتطمن اكتر عليها.
حسام دخل بابتسامه بسيطه وهو بيقول
“حمد لله على السلامه يا طنط، سلامتك”
فريده قالت بهدوء بعد ما دخلت ورا حسام
“الحمد لله إنك بخير، حمد الله على السلامه”
صابرين ردت بابتسامه ضعيفه، شفايفها بالكاد اتحركت
“تسلموا يا حبايبي.”
الجو سكت لحظه، كان تقيل، بعدها حسام بص لتيم وقال بصوت عملي
“تيم، أنا مضطر أمشي دلوقتي، مينفعش إحنا الاتنين نسيب الشركه في وقت واحد.”
تيم اتنفس ببطء، قال ببرود وهيا بيحاول يخفي الضيق اللي جواه
“تمام.”
يونس بص لتيم، مركز في رد فعله أكتر من الكلام نفسه، وبعدين بص لفريده اللي كانت باصه في الأرض، ورجع يبص لحسام اللي بص لايناس وقال
“طيب، تحبي أوصلك يا طنط في طريقي؟”
إيناس هزت راسها بابتسامه هاديه وقالت
“لاء شكرا يا حبيبي، أنا هفضل مع صابرين لأنها هتخرج دلوقتي”
سكت لحظه وبعدين بص لفريده وسألها
“طب وإنتي يا فريده؟ هتفضلي مع مامتك ولا هتيجي معايا”
فريده اخدت نفس عميق وقالت
“همشي معاك، لازم أروح المستشفى ومجتش بعربيتي”
تيم بصلها بضيق، ملامحه متحركتش بس عينيه شدت للحظه وهو بيتابعهم من غير ما يتكلم، يونس فضل مركز في التوتر اللي ملى الجو لحظه.
حسام قال بابتسامه خفيفه
“تمام، يلا بينا.”
فريده وقفت جنبه وقالت بهدوء
“عن اذنكوا.”
وخرجوا هما الاتنين بهدوء زي ما دخلوا
عند سالي
كانت واقفه في الصاله، شنطها كلها على جنب بعد ما لمت كل حاجه ليها في البيت، عينيها مليانه قرار وإصرار، قلبها متلخبط بس عقلها حاسم، قررت تمشي وتنسى بس لازم تشوف عيلتها قبل ما تمشي، دول مهما كانوا عيلتها.
فضلت واقفه مستنيه، والوقت بيعدي ببطء، بعد لحظات، لمحت العربيه بتدخل من البوابه، عربيه تيم، وقفت قدام البيت، صابرين نازله منها، يونس ماسك ايديها من ناحيه، وإيناس من الناحيه التانيه، خطواتها كانت بطيئه بس ثابته.
دخلوا البيت، وتيم اكتفى إنه يطلع على أوضته بسرعه، إيناس سندت صابرين لحد ما وصلت للكنبه وقعدتها بهدوء.
سالي وقفت قدام صابرين وقالت بصوت هادي لكن متماسك
“حمد الله على السلامه.”
صابرين رفعت عينيها ليها بس مردتش عليها
سالي كملت بعد لحظه سكون، صوتها اتكسر شويه
“متقلقيش، أنا همشي دلوقتي، حجزت طياره معادها بعد ساعتين، وهنسى كل حاجه.”
إيناس حسّت إن الكلام بينهم لازم يكون بينهم بس فقالت بسرعه
“هدخل اعملك حاجه سخنه تشربيها.”
انسحبت بهدوء، صابرين قالت بصوت واطي
“ربنا معاكي.”
سالي غمضت عينيها للحظه، وبعدين قالت بتنهيده تقيله
“فكرت كتير، ولقيت أنسب حل إني أمشي، متدخلش في حاجه متخصنيش فعلًا، وربنا موجود… وشايف عمايل كل واحد، ربنا اللي بيحاسب، وانتي مهما كنتي إيه، هتفضلي أمي.”
بالرغم من أن كلامها وجع صابرين، بس مدت إيديها وحضنت سالي بقوه، صوتها اترعش
“متزعليش مني، أنا غصب عني كل اللي حصل، يمكن بعدين تعرفي كل حاجه وتفهميني… وسامحيني.”
سالي قالت ودموعها على وشك النزول
“ربنا هو اللي هيسامحك.”
بعدت عنها وبعدين بصت ليونس اللي كان واقف بيتابع الحوار كله بصمت، عينيه مليانه تساؤلات مش فاهمها، سالي قربت منه ووقفت قدامه، ومن غير ما حد فيهم يتكلم حضنوا بعض جامد، سالي كانت أقرب واحده ليونس وعدم وجودها هيسببله فراغ بالرغم من عدم وجوده في البيت معظم الوقت، بس وجودها كان بيريحه، شدها عليه جامد كأنه خايف تروح، سالي بعدت عنه وبصتله بحزن وقالت
” وقت ما تحتاجني هتلاقيني، هكون موجوده صدقني”
هز راسه ولف وشه يخبي دموعه اللي نزلت، سالي لفت وطلعت فوق لتيم، وقفت قدام باب الاوضه، خبطت خبطه خفيفه وفتحت الباب ودخلت، الأوضه كانت هاديه وتيم كان واقف ناحية الشباك، ضهره ليها، بيحاول يخفي أي انفعال باين على ملامحه.
سالي وقفت في النص، اخدت نفس عميق وقالت بصوت ثابت رغم الارتباك اللي في قلبها
“في الأول كنت فاكره إنك عارف كل حاجه عن ماما… كنت متوقعه إن مفيش سر بيعدي من غير ما يوصلك، وإنك انت وماما شخص واحد بنفس المعلومات، مرايه لبعض يعني، بس الحقيقه… أنا غلطت”
سكتت لحظه وكملت
“كان نفسي أعرف كل حاجه من باب الفضول، وكنت مستعده ألومك، أقول إنك سبب كل اللي بيحصل وإنك اللي عاملنا الربكه دي في حياتنا، وأنك السبب الرئيسي لكل اللي بيحصل، بس دلوقتي عرفت إنك مجرد ضحيه.”
تيم اتحرك ببطء، لسه ضهره ليها، بس إيده اتشبكت في بعض بتوتر.
سالي كملت بصوت اهدى
“عارفه إنك شايل كتير في قلبك… كتير أوي لدرجه إنك مش قادر حتى تشاركه مع أي حد، أنا شفت بعيني إنت بتحب ماما قد إيه، إزاي مستعد تفديها بروحك، وإزاي لما بيجرالها حاجه بتنهار من غير ما تقول… وبتكره الشخص اللي أذاها كأن حياتك كلها مبنيه على النقطه دي.”
قربت منه ووقفت قدامه، رفع عينيه ليها اخيرا، قالت وهيا بتحاول تسيطر على دموعها
“بس لازم تفكر يا تيم، لازم تفكر في كل اللي حصل واللي بيحصل، لأن اليوم اللي هتنهار فيه جاي، اليوم اللي مش هتقدر تتحمل فيه أكتر من كده هييجي اكيد، ساعتها هتلاقي نفسك بتخسر كل حاجه… أولهم نفسك.”
تيم بلع ريقه بصعوبه، كأن في حجر في زوره مانعه يتكلم حتى، سالي ابتسمت ابتسامه حزينه وقالت
“أنا خلاص ماشيه… حجزت طياره، ومش هقدر أقعد هنا ولا أستحمل أكون شريكه في الذنب ده، بس… وقت ما تحتاجني… هتلاقيني، حتى لو وجودي بقا مؤقت.”
قربت منه خطوه صغيره وقالت بصوت مبحوح
“أنا عاذراك… عاذراك في قسوتك وكلامك اللي دايمًا بيوجع، عارفاه جاي من حمل تقيل مش من قلبك، بس بالرغم من كل ده هتفضل اخويا… وهتوحشني أوي، أكتر مما تتخيل.”
نهت كلامها بدعاء طالع من قلبها
“يارب… يارب يشيل عنك الحمل اللي شايله ده ويخففه، يارب تحس بالسلام النفسي وتنسى كل التعب ده”
اتحركت بهدوء ناحيه الباب، وقبل ما تطلع بصتله تاني، قالت بصوت مبحوح
“هتوحشني يا تيم.”
لفت عشان تمشي، إيديها بتفتح الباب، بس قبل ما تفتحه، اتفاجئت بإيديه ماسكه إيديها فجأه، إيديه كانت تقيله وبارده، بس فيها رجفه صغيره فضحت كل اللي جواه، بصتله، لقت عينيه مختلفه، مش عينيه القاسيه اللي متعوده عليها، كانت عينيه مليانه وجع صامت… استسلام.
ببطء شديد، من غير ما يقول ولا كلمه، شدها ناحيته، حضنها بقوه، كان حضن صامت، لكنه مليان حاجات متقالتش… اعتذار، خوف، حنين، وضعف عمره ما سمح لحد يشوفه، سالي دموعها نزلت وضمته جامد، هيا عارفه حجم اللي هو شايله في قلبه دلوقتي، بس الكل بيعرف يهرب إلا هو، هو الوحيد اللي مكتوب عليه يواجه قدره اللي مش قادر يغيره ولا عنده الجرأه يغيره، بعد ثواني طويله، هو بنفسه فك حضنه، ورجع خطوتين لورا، كأنه بيرجع لقناع البرود من تاني، سالي مسحت دموعها بسرعه، وابتسمت ابتسامه باهته وقالت
“لو احتاجتني هتلاقيني موجوده دايما، خلي بالك على نفسك كويس.”
وخرجت وسابته.
بالليل عند فريده
كانت واقفه قدام المرايه، بتظبط فستانها، إيديها مش ثابته قوي، عينيها فيها قلق باين، بتاخد نفس عميق كل شويه وتحاول تخفي ارتباكها.
يسر كانت بتظبط الميكب بتاع فريده وقالت بابتسامه هاديه
“إيه يا فريده؟ ايه التوتر ده ؟! مع إنك قمر ما شاء الله اهو، هينبهروا بزوق ابنهم متقلقيش”
فريده قالت بصوت واطي
“مش عارفه يا يسر، حاسه بتوتر مش طبيعي، ومش عارفه اوصف انا حاسه بأي ”
يسر حطت إيديها على كتفها وقالت
” عارفه بس ده طبيعي، حتى لو زي ما قولتي الجوازه عاديه بالنسبالك، بس ده حدث مهم هيغير حياتك”
فريده عينيها دمعت خفيف، قالت بتنهيده
“توتر رهيب جوايا، مش عارفه مصدره إيه، يمكن عشان مش عارفه هعمل إيه بعدين… مش عارفه انا بعمل الصح ولا لاء، مش فاهماني، انا مش عارفه غير إني سايباها على ربنا.”
يسر ابتسمت وطبّطبت على إيدها
“هو ده الصح… سيبيها على ربنا، اعملي اللي عليكي بس والباقي مش في إيدك، وصدقيني طول ما قلبك نضيف ونيتك صافيه ربنا مش هيخذلك أبداً.”
فريده أخدت نفس عميق، ابتسمت ابتسامه باهته وهيا بتقول
“يارب.”
فتحت باب اوضتها ونزلت بهدوء وهيا شبه مستعده للجزء التاني من حياتها، هيا ادت لنفسها فرصه تعيش حياه جديده وهتستغل الفرصه دي….
عند ياسمين
كانت قاعده مع صاحبتها في بيتها، ياسمين بصتلها وقالت
“زي ما قولتلك، شوفيلي الشقه اللي قولتي عليها، بس بسرعه”
صاحبتها رفعت حواجبها بدهشه خفيفه
“طب وانتي كده خلاص؟ فقدتي الأمل في محمد؟”
ضحكت ياسمين ضحكه باهته وقالت
“أمل؟! هو فين الأمل في واحد مالوش شخصيه؟ الفتره اللي عشتها معاه كنت مستنيه يثبت إنه راجل، حتى لما سبتله وقت، مقدرش ياخد خطوه واحده عشاني ضد اهله، فخلاص جه الوقت أشوف حياتي ”
صاحبتها سألتها بتردد
“ومش بتفكري ترجعي لأهلك؟ يمكن… يمكن ”
ياسمين قاطعتها
“أرجع إزاي؟ إزاي أواجههم بعد اللي عملته؟ مش هقدر… مش هينفع، الموضوع بالنسبالي انتهى من زمان، المهم… زي ما بقولك، ركزي معايا في موضوع الشقه.”
قبل ما تكمل، الجرس رن، ياسمين سألت
“إنتي مستنيه حد؟”
صاحبتها هزت راسها
“لاء خالص… مش مستنيه حد، هقوم أشوف مين”
مدّت ياسمين إيدها توقفها
“لاء، خليكي إنتي… أنا هشوف.”
مشيت بتردد ناحيه الباب، فتحته واتصدمت لما لقت يوسف اخوها وجنبه باباها….
يتبع…..
- لقراءة باقي فصول الرواية أضغط على (رواية استثنائية في دائرة الرفض)
لو عاوز تقرأ الفصول الجديدة من الرواية دي بشكل حصري قبل صدورها
أنضم لقناتنا على تليجرام (من هنا)